قصص القرآن - قصة ابرهه الحبشي وهدم الكعبه
في هذه القصه من قصص القران نستعرض ما فعله ابرهه الحبشي عندما اراد ان يهدم الكعبة ، وما فعل الله تعالى به وبمن معه وجعلهم عبره وآية للناس من بعدهم .......
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ قِصَّةِ "أصحاب الفيل" حِينَ قَصَدُوا هَدْمَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ ، فَرَدَّ الَّلهُ كَيْدَهُمْ في نُحُورِهِمْ ، وَحمَى بَيْتَهُ مِنْ تَسَلُّطِهِمْ وَطُغْيَانـِهِمْ ، وَأَرْسَلَ عَلَى جَيْشِ " أَبـْرَهَةَ الأَشْرَمِ" وَجُنُودِهِ أَضْعَفَ مَخْلُوقَاتـِهِ ، وَهِي الطَّيْرُ الَّتِي تَحْمِلُ في أَرْجُلِهَا وَمَنَاقِيرِهَا حَجِارَةً صَغِيرَةً ، وَلَكِنَّهَا أَشَدُّ فَتْكَاً وَتَدْمِيرَاً مِنَ الرَّصَاصَاتِ القَاتِلَةِ ، حَتَّى أَهْلَكَهُمُ الَّلهُ وَأَبـَادَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ ، وَكَانَ ذَلِكَ الحَدَثُ التَّارِيخِيُّ الهَامُّ ، في عَامِ مِيلاَدِ سَيـِّدِ الكَائِنَاتِ " مُحَمَّدٍ " ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ لإِرْهَاصَاتِ الدَّالـَّةِ عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتـِهِ
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾
ألم تعلم كيف عذب الله أبرهة صاحب الفيل وجيشه الذين أرادوا هدم الكعبة؟
﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾
أما أبطل كيدهم وخيب سعيهم وأهلك ما أعدوا؟
﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾
وبعث عليهم طيراً في السماء في فرق متتابعة وجماعات متلاحقة.
﴿ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾
فالطير تقذفهم من السماء بحجارة من طين متحجر كل رجل له حجر.
﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾
فصاروا كأوراق الزرع اليابسة المحطمة التي أكلتها البهائم ثم رمتها وداستها فصاروا مبعثرين على الأرض مقطعين مزقت أجسامهم وتفرقت جموعهم.
في هذه القصه من قصص القرآن بيان لشرف الكعبة وحفظ الله لها، فهي أول بيت وضع للناس، قال الله تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ } (آل عمران:96)، وكيف أن مشركي العرب كانت تعظمه وتقدسه، ولا يقدمون عليه شيئا، وتعود هذه المنزلة إلى بقايا ديانة إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ .
وحادثة الفيل من دلائل نبوة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال الماوردي: " آيات الملك باهرة، وشواهد النبوة ظاهرة، تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بحق, وبحسب قوتها وانتشارها يكون بشائرها وإنذارها، ولما دنا مولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته، فكان من أعظمها شأنًا وأشهرها عيانًا وبيانًا أصحاب الفيل " .
وحادثة الفيل من دلائل نبوة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال الماوردي: " آيات الملك باهرة، وشواهد النبوة ظاهرة، تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بحق, وبحسب قوتها وانتشارها يكون بشائرها وإنذارها، ولما دنا مولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته، فكان من أعظمها شأنًا وأشهرها عيانًا وبيانًا أصحاب الفيل " .
قال ابن تيمية: " وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان، ودين النصارى خير من دينهم، فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ، بل كانت لأجل البيت، أو لأجل النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، الذي وُلِدَ في ذلك العام عند البيت، أو لمجموعهما، وأيّ ذلك كان، فهو من دلائل نبوته، فإنه إذا قيل إنما كانت آية للبيت وحفظا له وذبَّا عنه لأنه بيت الله الذي بناه إبراهيم الخليل، فقد عُلِمَ أنه ليس من أهل الملل من يحج إلى هذا البيت ويصلى إليه إلا أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومحمد هو الذي فُرِضَ حَجُّه والصلاة إليه " ..
قال الماوردي: " وآية الرسول في قصة الفيل أنه كان في زمانه حَمْلا في بطن أمه بمكة، لأنه وُلِدَ بعد خمسين يومًا من الفيل، وبعد موت أبيه في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فكانت آية في ذلك من وجهين :
أحدهما: أنهم لو ظفروا لسبوا واسترقوا، فأهلكهم الله تعالى لصيانة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجري عليه السبي حملاً ووليدًا .
والثاني: أنه لم يكن لقريش من التأله ما يستحقون به رفع أصحاب الفيل عنهم، وما هم أهل كتاب، لأنهم كانوا بين عابد صنم، أو متدين وثن، أو قائل بالزندقة، أو مانع من الرجعة، ولكن لِمَا أراد الله تعالى من ظهور الإسلام، تأسيسا للنبوة، وتعظيمًا للكعبة، وأن يجعلها قبلة للصلاة ومنسكا للحج .. فإن قيل: فكيف منع عن الكعبة قبل مصيرها قِبْلة ومنسكا، ولم يمنع الحَجَّاج من هدمها وقد صارت قِبلة ومنسكا حتى أحرقها ونصب المنجنيق عليها ؟!..
قيل: فِعْل الحجّاج كان بعد استقرار الدين فاستُغْنِىَ عن آيات تأسيسه، وأصحاب الفيل كانوا قبل ظهور النبوة، فجُعِلَ المنع منها آية لتأسيس النبوة ومجيء الرسالة، على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أنذر بهدمها، فصار الهدم آية بعد أن كان المنع آية، فلذلك اختلف حكمهما في الحالين والله تعالى أعلم " ..
لقد كان مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نذيرا بزوال دولة الشرك والظلم، وبداية لنشر الخير والعدل بين الناس، وكانت حادثة الفيل من دلائل وبشارات نبوته قبل مولده ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ..
اقرأ ان احببت :
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا