قصة السلحفاة الحكيمة
يحكي أن كان هناك اربع اصدقاء يعيشون علي ربوة جميلة وسط غابة الصنوبر، هم الدب والارنب والبطة والقندس، اتفقوا جميعاً ان يقوموا ببناء كوخ لهم من الطين والقش والخشب، وقبل أن يبدأوا في البناء أجروا قرعة حتي يتمكنوا من تقسيم العمل بينهم، فكان نصيب الارنب أن يقوم بصناعة الطوب من طين البركة والبطة تقوم بقطع ما يكفي من الاخشاب بينما يحفر القندس اساس المنزل، والدب يقوم بوضع القش علي السقف، كان العمل صعب ويسير ببطئ شديد حتي كاد الاصدقاء يستسلمون لليأس ويتوقفون عن بناء البيت وذلك لأنهم لم يتمكنوا من انهائه بعد ايام متواصلة من الجهد المستمر، وفي النهاية لم ينجحوا إلا في بناء ركن صغير فقط من الكوخ .
مرت بالاصدقاء الاربعة سلحفاة عجوز فرأتهم علي هذه الحال وقد تملك منهم اليأس والاحباط، فسألتهم عن السبب فأخبروها بقصتهم وعدم قدرتهم علي بناء الكوخ، ابتسمت السلحفاة العجوز بهدوء عندما سمعت القصة وقالت لهم : لا بأس فهذا الأمر ليس غريباً، تعالوا معي حتي نتشارك بعض الطعام ونفكر في حل لهذه المشكلة، تجمع الاصدقاء الاربعة حول السلحفاة التي اخرجت الطعام وبدأت تقسمة بينهم، فقدمت للأرنب مجموعة من حبوب القمح وقدمت للدب جزرة طرية بينما حصل القندس علي قطعة من اللحم واخذت البطة غصين شجرة، نظروا جميعاً في تعجب الي السلحفاة وقالوا لها : ايتها السلحفاة الطيبة، لا يمكننا أن نأكل هذا الطعام فقد أخطأت في تقسيم الطعام علينا .
قالت السلحفاة الذكية في دهشة مصطنعه : آه حقاً ؟ كيف ذلك ؟ فرد القندس عليها : بسيطة، الأرنب يجب أن يأخذ هو الجزرة، بينما تأخذ البطة القمح والدب يحصل علي اللحم والغصين الشهي لي أنا، فقالت السلحفاة : جميل أنك انتبهت علي ذلك، ولكن ألا ترون ان عملهم في البناء ايضاً بحاجة الي اعادة تقسيم ؟ سألها الدب : كيف ؟ اكملت السلحفاة الحكيمة كلامها قائلة : الدب بقوته يمكنه ان يصنع الطوب من طين البركة بمهارة وسرعة، بينما يمكن للقندس ان يقطع باسنانة الحادة ما يكفي من الخشب بسهولة، والارنب بأظافره سوف يحفر اساس البيت بسرعة، بينما تقوم البطة بخفتها بوضع القش علي السقف بعناية، هكذا فقط يمكنكم ان تقوموا ببناء كوخ جميل بسرعة وسهولة .
العبرة من القصة : الفكرة ليست دائماً في العمل الشاق والمتواصل والاجتهاد فقط، إنما يجب أن تعرف جيداً قدراتك ومهاراتك حتي تستغلها للحصول علي افضل النتائج .
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا