مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل السابع
كان خالد مازال واقفا أمام باب المدينة الضخم.. حتى تقدم إليه وما إن مرخلاله حتى شعر برعشة قوية تسرى بجسده و ألم شديد برأسه كاد يقتله.. حتى سقط على ركبتيه ممسكا رأسه بيده من الالم الذي لم يشعر بمثله في حياته.. واستمر ألمه لدقائق حتى بدأ يتلاشى شيئافشيئا وكأنه لم يحدث ثم تابع مسيره إلى داخلالمدينة.. سار خالد بالمدينة وكأنه يسير بمدينة الاحلام.. ينظر إلى وجوه الناس و تعبيراتهم المختلفة.. منهم من ترتسم البسمة على وجهه ومنهم من انطبع الحزن على جبينه.. وإلى زيهم الذي انقسم إلى أقسام عدة فمنهم من يرتدي جلبابا وعلى رأسه عمامة وقد كانوا كبار السن.. أما الشباب و الصغار فكانوا يرتدون سراويل واسعة من
أعلى وضيقة من أسفل.. وكأنها زي الصيادين الذي اعتاد أن يراه و لكنها أكثر ً أناقة.. ومن أعلى يرتدون قمصاناواسعة منقوشة صنعت ببراعة من الجلد أوالقماش.. أما النساء فقد وجدهن يرتدين فساتين فضفاضة ذات ألوان براقة.. وجميعهن لا يضعن شيئا فوق رؤوسهن.. ولاحظ جمال الكثير من النساء في تلك المدينة.. وخشى أن ينظر إلى إحداهن.. و هو لا يعلم كيف ستكون ردة الفعل في تلك المدينة.. و يعجبه ذلك التنوع في الزي.. و تلك الاناقة التي بدت على كل فتىوفتاة بالمدينة.. ويسير بشوارعها منبهرا بتلك المباني الملتصقة.. التي بدت عليها المهارة المعمارية.. وكانت تمتلك ارتفاعاواحدا لا يتجاوز الثالثة طوابق.. و بنيت جميعها من الطوب المحروق و الاخشاب..
أكمل خالد مسيره حتى وجد مكانايقدم طعاما فسمع أصوات بطنه تناديه و تذكره بالجوع.. فاقترب من ذلك المكان.. و جلس به.. وطلب طعاما.. ثم جاءه رجل بطعام من الخبز واللحم..
وقال له :شكرا لتشريفك لنا أيها الغني
فابتسم خالد :تاني غني!!
.. فأكل ثم أكل و امتألت بطنه.. و انتظر أن يأتيالرجل ليأخذ نقوده فلم يأت ومشى.. وعادت إليه قوته مجددا.. و أكمل سيره في المدينة حتى وجد مكانا آخرلصناعة الملابس و بيعها.. فنظر خالد إلى نفسه.. ووجد أن يشتري لنفسه زيا .. كيلا يكون زيه مختلفا عن باقي أهل المدينة.. حتى يعرف أين هو.. و دخل ذلك المكان
فسأله من به: لست من زيكولا؟
فاومأ خالد موافقلكلامه فأعطاه الرجل زيامناسبا.. بنطالاً واسعا.. وقميصامنقوشا من القطن.. ولم يأخذ منه نقودا.. و قال له مثلما قال صاحب المطعم:شكرا لتشريفك لنا أيها الغني..
فابتسم و تذكر كلام من قابلهما بالصحراء.. و أنه غريب لانه كريم.. و قال لنفسه :إنهما مجنونان بالفعل.. فما وجده من أهل المدينة حتى الان كرم مبالغ فيه.
يسير بالمدينة بزيه الجديد .. ويقلب عينيه هنا وهناك.. وقد لاحظ شيئا لم يفهمه..وهو أن كل مكان للبيع والشراء يجد مكتوبا عليه أرقام ووحدات.. عشر وحداتّ أو خمس.. أي وحدات تلك لا يفهم.. حتى أكمل مسيره وحل الليل.. ففوجئ بأن تلك المدينة رغم مايبدو عليها من ثراء إلا أنها لم تصلها الكهرباء بعد.. ثم اندهش حين
أضيئت المدينه بالنيران .. و انتشر الضياء في كل مكان.. و لا تختلف إضاءتها عن المصابيح التي يعرفها.. تلك هي الاخرى براعة هندسية..
بعدها جلس على جانب أحد الشوارع.. و كاد يغلبه النعاس.. فوجد أهل المدينة يستعدون و كأنهم يحتفلون بشيء ما.. الجميع يلعبون و يمرحون.. والاطفال يرقصون.. و سأل نفسه هل هناك عيد ما؟ .. يبدو كذلك.. وفرح بذلك فجميع أهل المدينة خارج منازلهم.. و سيؤنس ذلك وحدته دون مسكن.. حتى اقترب منه فتي ً فسأله لماذا يحتفل الناس هكذا..
فأجابه الفتى فرحا:إن الاحتفال لم يبدأ بعد ..
فضحك خالد مداعبا الفتى:امال هيبدأ إمتى؟
تعجب الفتى:لماذا لهجتك غريبة؟
رد خالد: أنا من الشمال.. إنني غريب.. رد الفتى:تقصد كنت غريبا.. أما الان أنت من أهل زيكولا..
فابتسم خالد و وضع يده على رأس الفتى:عارف إن زيكولا أرض الكرم..
فأكمل الفتى:اليوم الكل يستعد للاحتفال.. أما الاحتفال الحقيقيسيكون غدا.. إنه أعظم
احتفال بالكون.. و الكثيرون من البلاد البعيدة يأتون للهضبة المجاورة.. ويقفونبها لمشاهدة احتفالاتنا..
فتعجب خالد و سأله عن سبب الاحتفال فظهر التعجب على وجه الفتى:إننيكنت أظنك غنيا.. أرجوك لا تدعني أشك في قدراتي بمعرفة الاغنياء.. ثم أكمل ....إن احتفالاتنا ستبدأ غدااحتفالا بيوم زيكولا.. اليوم الذي يجعل من زيكولاأشهر مدينة بالتاريخ.. اليوم الذي يسعد به كل أهل زيكولا..ًثم صمت قليلا.. و أكمل ... ماعدا شخصاواحدا بالطبع..
فسأله خالد: مين الشخص ده؟
فضحك الفتى: يبدو أنك لا تعرف كثيرا عن زيكولا.. ثم تنهد.. ونظر إليه:سيدي... إن يوم زيكولا يذبح فيه أفقر شخص يوجد بالمدينة
شعر خالد بالصدمة حين أخبره الفتى أن يوم زيكولا يذبح به أفقر من يوجد بالمدينة.. وحدث نفسه بأنه أفقر من بها .. و ما معه من نقود لاتفيد بعدما تيقن من مواقفه السابقة أنهم لايعترفون بها.. وإن كان حديث الفتى صحيحا سيكونهو الضحية.. حتى قاطع تفكيره الفتى حين أكمل:
في يوم زيكولا تجرى منافسة بين أفقر ثالثة أشخاص بالمدينة.. أما غدا للأسف فسيذبح الشخص مباشرة دون منافسة بعدما نجح الاخران في الهرب.. آه لو رأيتهما بعيني..
ٍفتذكر خالد من قابلهما بالصحراء.. وقال بصوت عالي :المجانين؟ !!
فنظر إليه الفتى فتدارك خالد قوله و سأله: تقصد إن الفقير تم اختياره فعلا؟
رد الفتى: نعم..
فتنفس الصعداء وأخرج زفيرا طويلا و شكر ربه في سره وأكمل الفتى: المعتاد في حبس الفقراء الثالثة قبلها بأيام .. ثم تقوم بينهم منافسة
الغنى و الفقر.. الزيكولا..من يخسر منهم يذح.. و بالطبع طالما هرب الاثنان سيذبح الشخص الثالث .. ثم أشار إلى بيت مجاور:
إنه من منطقتنا.. فنظر خالد إلى البيت
وتعجب: ازاي ده بيت فقير؟
بعدها تركه الفتى و مضى ليلعب مع من معه..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا