مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل التاسع
أما خالد فسرت في جسده رعشة مما رآه.. وانتفض قلبه بقوة وتسارعت أنفاسه..وهو ينظر إلى ذلك الجسد المنزوع الرأس.. و جسده يرتعد إنه لم ير مثل ذلك من قبل.. يتحسس وجهه و يسأل نفسه هل يحلم أم أنها حقيقة.. ويسأل نفسه مجددا لماذا ذبحوا هذا الفقير؟.. إننا في مجتمعنا نساعدهم.. إنهم قوم بلا قلب..حتى صاح بيامن:يامن.. إحنا في سنة كام؟
فأجابه:إننا في نهاية العام التاسع بعد الالفين..
فصاح:2009 ..... إزااي؟
فابتسم يامن كي يمتص غضبه :إنه الزمن يا صديقي.. هل بيدنا أن نغيره؟!.. ثم صاح خالد بإياد في عصبية:وإيه الغريب إني أرحل و أسيب زيكولا؟!
فأجابه إياد: يا صديق..إن باب زيكولا قد أغلق فجر اليوم.. إنه لا يفتح إلا قبل يوم زيكولا بيوم واحد.. ثم يغلق
مجددا حتى يوم زيكولا في العام الذي يليه.. ولا يستطيع أحد مغادرة زيكولا حتى ذلك اليوم..
وأكمل يامن إلى خالد :إنه اليوم الذي دخلت فيه إلى زيكولا ..
وسأله متعجبا:لماذا تريد أن ترحل وأنت لست فقيرا؟
فجن جنونه .. و فاض به:
مين اللي قالك إني مش فقير؟!.. لا أنا فقير.. أنا ممتلكش أي حاجة..
فاندهش إياد: كيف هذا؟ !.. ألا تشعر بنفسك؟
فأجابه غاضبا: أشعر بإيه؟!.. دي حتى الفلوس اللي كانت معايا و حمدت ربنا إنها كانت معايابالصدفة قلتوا عليها ورق و ملهاش أي قيمة
فابتسم يامن:و لماذا تحتاجها يا صديقي؟
رد خالد:دي فلوس.. يعني أشتري بيها اللي أنا محتاجه..
فسأله يامن: تقصد العملة؟!
خالد:أيوة..
ًفصمت يامن ثم تحدث مجددا :آه.. الان عرفت لماذا زاد ارتباكك إلى هذا الحد حين وجدت ذلك الفقير يذبح.. إنك خفت أن تكون فقيرا وتذبح مثله.. ثم نظر إليه ....يا صديقيإن عملتنا مختلفة تماما.. إن عملة أرض زيكولا هي وحدات الذكاء..و من يكون ذكيا هو الغني.. أما الفقير فهو الاقل ذكاء.. هنا نعمل و نأخذ أجرنا ذكاء.. و نبتاع وندفع من ذكائنا.. ونأكل مقابل وحدات أخرى من الذكاء.. ثم صمتبرهة وأكمل:
لا أعلم من أين جئت.. ولكننا ولدنا فوجدنا أنفسنا هكذا.. علينا أن نحافظ على ذكائنا.. و أنت منذ دخولك إلى أرض زيكولا أصبحت مثلنا.. وعليك أن تحافظ علىذكائك وأن تنميه ..كي لا يأتي يوم زيكولا وقد قل ذكاؤك فيكون هذا مصيرك..و أشار إلى جثة الذبيح.. فنظر إليه خالد.. وكأنه لايفهم شيئا
يامن.. أنا كنت بقول عليك عاقل..
رد يامن:أعلم أنك تظننا بلهاء .. ولكننا أهل زيكولا نختلف عن باقي بقاع الدنيا.. والكل يعلم هذا.. و يخشون أن يدخلوا إلينا حتى لا تسري رعشة زيكولا بجسدهمويصبحون مثلنا
فتذكر خالد تلك الرعشة.. و ذلك الالم الشديد الذي حل برأسه حين مر
من باب زيكولا..
وأكمل يامن: عليك أن تصدقنا.. و أن تحافظ على ذكائك ألان اعتقادك بأننا بلهاء لن يفيدك بشيء.. أنت لن تستطيع أن تغادر زيكولا مهما حدث.. وإن جاء يوم زيكولا وكنت الاقل ذكاء فسيحدث لك مثلما أخبرتك .. و تابع .... إنه عام.. ستحتاج إلى طعام و إلى شراب و إلى ملبس و مسكن.. وهنا في زيكولا لا يعطى أحد شيئا بالمجان.. سوى يوم زيكولا فقط.. اليوم.. يكون يوما بلا عمل.. و قد تكون هناك أشياء قليلة للغاية دون مقابل.. عليك أن تعمل وتأخذ أجرك من الذكاء تعوض ما تفقده لسد احتياجاتك.. صديقي هنا في زيكولا ثروتك هي ذكاؤك..
تسرب إليه قلقه حين شعر أن ذكاء قد قل فانطبعت الدهشة على وجه خالد وبالفعل منذ دخوله تلك المدينة وأن قدرته على التفكير قد قلت قليلا .. ولا يعرف السبب.. ولكن ما يقوله يامن لا يصدقه عاقل حتى تذكر شيئا.. ّفتحدث الي يامن:
كلامك مش صحيح.. أنا أكلت وشربت و اشتريت هدومي من غير مقابل ..
فابتسم يامن :صديقي.. هل لاحظت وجود الاسعار بالوحدات في تلك الاماكن؟..
فتذكر تلك الوحدات التي سأل نفسه عنها من قبل: أيوة..
فأكمل يامن :وحدات الذكاء لا تدفع باليد.. إنها تنتقل تلقائيا بيننا.. و طالما رأيت تلك الوحدات.. أقصد الاسعار وتواجدت في تلك الاماكن.. هذا يعني أنك موافق على الشراء وعلى الاسعار التي رأيتها.. و ينتقل منك ثمن ما أكلته أو اشتريته إلى صاحبهذا المكان دون إرادتك.. الغرباء يسمونها لعنة زيكولا..
ًفقاطعه خالد هائما: أنا أكلت كتير.. و الزي ده كان مكتوب عليه أكبر وحدات.. و صاحبه قال إنه أغلىزي عنده.. و شكرني لانني غني..
رد يامن:بالفعل يا صديقي.. لقد لاحظت اليوم اختلافك قليلا عن المرة الاولى التي رأيتكبها..
ثم نظر إلى إياد:يبدو أن صديقنا
قد فقد جزءا ليس بالقليل من ثروته..
تساءل خالد في لهفة: وانت عرفت ازاي؟
فابتسم يامن:إن وجهك أصبح شاحبا بعض الشيء يا صديقي.. وأكمل....كلما قل ذكاؤك زاد شحوب وجهك وبدا عليك المرض.. هكذا نعرف من هو الغنيومن هو الفقير.. كلما تكسب ثروة تكون طبيعابل يزداد شبابك.. أما حين تخسر فستجد المرض يتسرب إلى جسدك.. و هكذا حتى يقترب يوم زيكولا فيقوم الجنودبجمع الاكثر مرضا بالمدينة.. ويعرضونهم على الطبيبة أسيل.. و هي من تحدد المريض حقا والمريض بالفقر.. ثم تختار الثالثة الاشد فقرا..
فقاطعه خالد: لا دي بلد مجانين.. ثم تركهما وجرى مسرعا.. وقلبه يدق خوفا يخشى أن يكونما قالاه واقعيا.. و أكمل جريه وسط الزحام وأهل المدينة يرقصون و يمرحون و بلغت الموسيقى ذروتها يتحرك بصعوبة بينهم و يحاول أن يخرج من هذا الزحام.. ويصطدم بالفتيان و الفتيات دون أن يعتذر.. ما يشغل باله أن يخرج إلى باب زيكولا .. وواصل جريه بعيدا عن أرض الاحتفال.. و يحدث نفسه :
مش معقول يكون ده صحيح.. مش معقول..وتعدو قدماه مسرعتين.. حتى اقترب من باب زيكولا وقد ظهر العرق الغزير علىجبينه.. فوجده قد غلق بالفعل وتواجد أمامه الكثير من الحراس .. فاقترب خالد من أحدهم كان ضخم الجثة..
وقال: أنا عايز أخرج..
ًفضحك الحارس ساخرا: تخرج؟ !!
فصاح خالد: أيوة.. أخرج
ًفضحك الحارس مجددا.. ثم نظر إلى حارس آخر وحدثه :إننا نترك احتفالات زيكولا ونقف هنا حتى يأتي السكارى.. و يعبثون معنا..
فصاح خالد: أنا مش سكران.. أنا هخرج.. و دفع الحارس بيده.. فظهر الغضب على وجهه ثم لكم خالدا لكمة قوية أعادته خطوات للخلف و سقط على الارض و سالت دماؤه من حاجبه الايسر.. فنهض على الفور وعاد ووقف مرة أخرى أمام الحارس.. ولكنه نظر إلى درعه الذي يحمله وكان لامعا كالمرآة.. و أمعن النظر به إلى صورته
المنعكسة.. فاتسعت عيناه خوفا و تسارعت أنفاسه و خفق قلبه بقوة حين رأىوجهه شاحبا.. حتى قاطع تفكيره صوت الحارس الغليظ:
عد إلى حيث كنت و إلا سيكون السجن مصيرك.. فنظر إليه خالد خائب الامل واضعا يده على حاجبه.. يريد أن يوقف دماءه.. و ادرك ان هذا الباب لن يفتح كما أخبره إياد .. و أن حديث يامن إليه ما هو إلا الحقيقة التي خشيها
بعدها عاد إلى شوارع المدينة.. يسير هائما يفكر كيف سيعيش عاما في تلك البلد الملعونة.. و يسأل نفسه: عام؟.. إنه لم يستطع أن يعيش يوماواحدا.. و عاد بتفكيره ماذا لو مر العام و كان أفقر من بالمدينة؟ .. ماذا لو كان الاغبى؟
و عال صوته وسأل نفسه: وجدي؟! هيقدر يعيش سنة من غير ي؟.. أنا كنت بقول يومين أو تالتةو أرجع له.. سنة؟ !! هعيش هنا سنة؟!
وظل هائماهكذا حتى أفاق حين صدمه حصان كان الحصان الذي يجر العربة الثرية عربة أسيل فصاح به سائقها يعنفه.. و توقفت العربة، و نزلت منها أسيل على الفور لتطمئن عليه.. ولكنه غادر شاردا.. و رغم ندائها إليه كثيرا إلا أنه أكمل مسيره دون أن يلتفت.. فعادت إلى عربتها
وحدثت نفسها:لو كان شخصا آخر.. لطلب تعويضا على ذلك.. ثم أمرت السائق أن يتحرك من جديد..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا