مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الرابع
نظر خالد إلى العجوز في لهفة: اكتشف إيه؟فأخبره العجوز أنه لا يعلم.. وأنه وجد الكتاب على تلك الحالة.. وظل سؤال ماذا اكتشف صاحب هذا الكتاب يشغله طوال خمسين عاما.. ثم نظر إلى خالد..... لو كنت عاوز تكتشف اللي اكتشفه.. لازم تكون في السرداب الليلة دي..
خالد : الليلةدي؟!
العجوز :أيوة.. الليلة دي القمر بدر.. وده التوقيت اللي بيكون فيه السرداب منور حسب
كلام الكتاب..
ًفصمت خالد قليلا.. ثم نظر إليه:وأنا مستعد أنزل.. مستعد لفرصة حياتي..
كانت الساعة تقترب من السادسة حين تركه العجوز و غادر.. و ترك معه هذا
الكتاب الذي تصفحه لاكثر من مرة..و مع كل مرة تزداد رغبته في نزول السرداب..يدفعه ذلك الفضول الى معرفة ما اكتشفه كاتبه..
يشعر أنه يمتلك سر من أسرارً الزمان..
ويسأل نفسه:هل اكتشف كنوزا لا حصر لها؟.. هل توجد آثار بالاسفل وأكون أنا مكتشف القرن الحادي و العشرين؟ ..
وظل هائما في أحالم اليقظة..
اقتربت الشمس من المغيب فصعد أعلى بيته.. ونظر إلى بلدته.. ينظر إلى أراضيها
الزراعية.. و إلى الاشجار العالية والطيور التي تزينها.. ينظر إلى البيوت المجاورةوكأنه يراها لاخر مرة..يستنشق نسيم بلده العطر، و يتحدث إليها.. ربما يكون آخرنهار لي هنا.. أتمنى الا يكون.. ثم عاد إلى حجرته ليتم استعداده لرحلته..
مر الوقت ودخل الليل وزينت السماء بالبدر.. و ها هو ينتظر حتى يسكن الهدوء البلدة..
وهو يعلم أنه لن ينتظر كثيرا.. يدب الهدوء بلدته بحلول العاشرةفعادة
على الاكثر .. لا يتأخر بها سوى صديقه دكتور ماجد منير والذي يغلق صيدليته في وقت قد يتجاوز الثانية عشرة.. إنه لا يريد أن يراه أحد و هو متجه إلى ذلك البيت المهجور في أطراف البلدة.. حتى دقت الساعة الواحدة صباحا..و استعد للرحيل ونظر إلى جده مبتسمامودعا له : إن شاء الله هرجع..
فابتسم جده :أكيد هترجع إن شاء الله.. ثم طلب منه أن ينتظر لحظة.. وأخرج الصندوقالخشبي.. ثم فتحه وأخرج منه ألبوم... الصور القديم..
فسأله خالد:إيه ده؟!
فقام جده بتقليب بعض صفحاته ووقف على تلك الصورة التي توقف أمامها من قبل وتحدث إليه:عارف مين دول؟
فنظر إليها خالد و مازالت الدهشة تتملكه
فأكمل جده:دي صورة أبوك و أمك.. كانت آخر صورة لهم قبل ما يسيبوني.. ثم دمعت عيناه فدمعت عينا خالد هو الاخر.. ومتأملا بها:
أول مرة أشوف صورتهم..
فأكمل جده:كنت مستني اليوم ده.. و فضلت معذب نفسي عشان اليوم ده..
ثم أعطاه الصورة ومسح بيده دموعه واحتضنه..
فهمس خالد في أذنه:هرجع لك يا عبده.. هرجع.. ثم غادر
كان الهدوء يسود البلدة.. و لم يكن يسير بشوارعها أحد سوى خالد والذى كان يحمل حقيبة كتفه وما بها من طعام يكفيه لعدة أيام ومصباح للإنارة والكتاب الذي أعطاه له العجوز وبعض الاوراق والاقلام اعتقادا منه أن هناك ما قد يحتاج لتدوينه.. و قد وجد عدم حاجته لـكاميرا تصوير فوجود هاتفه الخلو ييغنيه عنها ..كان يسير مسرعا إلى أطراف البلدة حيث ذلك البيت المهجور.. و ما إن اقترب منه
ومن سورها العالي حتى عزم على تجاوز ذلك السور..
أما جده فكان يجلس وحيدا يقرأ في كتاب الله ويدعو ربه أن يعود به سالما.. حتى سمع طرقات على باب بيته.. وقد ظن أن خالدا عاد من جديد.. و ما إن قام ليفتح الباب حتى وجد منى في وجهه.. و قد اندهش حين وجدها أمامه في ذلك الوقت
المتأخر من الليل.. حتى سألته
مني :فين خالد..؟!! و مش بيرد على تليفونه ليه؟!
رد جده:ليه؟ !
أجابت منى فيفرحة:خالص يا جدو.. قدرت أقنع بابا إننا نتجوز أنا وخالد.. و مش قادرة استنى للصبحعشان أقوله.. خايفة يكون لسه زعلان من الصبح.. فابتسم العجوز ثم صمت..
تجاوز خالد سور البيت المهجور.. و أنار مصباحه حين وصل إلى مكان الصخرةالذي وصفه له جده بالتفصيل.. والتي كان يصعب أن يصل إليها دون وصف جده له.. ثم حاول إزاحتها فلم يستطع في البداية رغم قوته البدنية.. فحاول مرة أخرىدون أن يستطيع.. فصاح بنفسه أنه لن يستسلم.. و عاد للمحاولة مرة ثم مرة ثم مرة.. و قد انساب العرق من جبينه، و لكن دون جدوى..حتى وجد لوحا قديما من الخشب ففكر أن يكون وسيلة لازاحة الصخرة.. و بدأيحاول من جديد ويصرخ مجددا لن أستسلم.. ويدفع بقوة و يضغط أسنانه ببعضها.. ويدفع اللوح الخشبي.. و يصيح و يدفع.. حتى تحركت الصخرة بعض الشئ تبعها سقوطه على الارض..ما إن تحركت الصخرة تلك الحركة الضئيلة.. حتى سهل تحريكها بعد ذلك..ودفعها رويدارويدا.. بعيدا عن باب حديدي كان يرقد أسفلها.. حتى سقط على ركبتيه.. وازدادت ضربات قلبه وتسارعت أنفاسه..
وقال مبتسما لنفسه:إجمد يا بطل.. إحنا لسه في البداية..
بعدها نظر إلى الباب الحديدي الذي
احتل مربعا من الارضية.. و سمى الله.. و قام بفتحه فلم يكن موصدا بأينوع من الاقفال سوى الصخرة.. وما إن فتحه حتىأحدث صريرادل على غلقه لمدة طويلة.. ثم وجه ضوء مصباحه بداخله فوجد سلماعموديا إلى الاسفل..
ًفتحدث إلى نفسه مشجعا لها: بسم الله نبدأ طريقنا للسرداب..
بعدها بلحظات بدأ نزول ذلك السلم.. ُوما إن نزل حتى اغلق الباب مجددا.. وكأنه حبس ..فعلم أن اللوح الخشبي الذي كان يدعم فتح الباب قد كسر.. فلم يهتم بذلك.. ما شغل باله هو تجاوز النفق في أسرع وقت.. وتابع نزوله دون أن ينظرلاسفل.. يخطو درجة وراء الاخرى.. حتى وجد نفسه داخل نفق مظلم.. لايوجد بهضوء سوى ضوء مصباحه.. فتحرك بضع خطوات يتحسس طريقه.. يمسك المصباح بيده اليمنى ويزيح شباك العنكبوت الكثيفة بيده اليسرى.. حتى سار لعدة أمتار فبدأ يشعر بسرعة ضربات قلبه.. يحاول أن يرى نهاية ذلك النفق.. ولكن دون جدوى بعدما حالت شباك العنكبوت دون ذلك..
تقدم خالد في الظالم أكثر و أكثر.. يبحث عن سلم السرداب الذي أخبره به العجوز.. وأسرع في تحركه بعدما شعر بضيق صدره الذي ازداد حين قل الهواءبصورة شديدة.. و بدأ يضع يده على رقبته من الاختناق.. و يتحرك و لا يجد ذلكّ الطريق إلى السرداب.. يجري كالمجنون وقد خرت قواه .. يتحسس حوائط النفق بيده.. يبحث عن أي فجوة بها.. و لكن دون جدوى.. يسأل نفسه لاهثا: أين أنت أيها الطريق؟
يعلم أنه لن يستطيع حتى العودة إلى سلم النفق.. سيموت مختنقا قبل أن يعود.. يسرع في طريقه إلى الامام.. يبحث في كل مكان.. على الجانبين و أعلىوأسفل.. ولكنه لم يجد شيئا.. حتى سقط على الارض.. و سقط بجانبه مصباحه
وصرخ بصوت واهن: لايوجد سرداب.. لا يوجد..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا