تدور أحداث الجزء الثانى من هذه القصة المثيرة والمشوقة من قصص الحب حول زوجين عاشقين رغم كل العقبات التى مرت بهما حيث العقبة الأولى وهى عدم انجاب أطفال وكثرة الحاح أم الزوج على ابنها بأن يتزوج بأخرى لكى يرزق بالأطفال حيث أن الزوجة عقيم لاتنجب والقبة الثانية سوف نتعرف عليها فى أحداث هذا الجزء وهو الجزء الأخير .
وبعد تشخيص الحالة واجراء اللازم من تحاليل
وكشف طبى ، صارح الأطباء زوجها بأنها مريضه بداء عضال عدد المصابين به معدود على
الأصابع فى الشرق الأوسط ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأية حال من
الأحوال والأعمار بيد الله ولكن الذى يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسؤء فى كل
سنة أكثر من سابقتها، والأفضل ابقاؤها فى المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة
الى أن يأخد الله أمانته .
ولم يخضع الزوج لرغبة الأطباء ورفض ابقاءها لديهم وقاوم
أعصابه كى لاتنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو
المناسب كى تتلقى زوجته به الرعاية فاتباع ما تجاوزت قيمته ال (260000 ريال) من أجهزة
ومعدات طبية ، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى ، وكان أغلب
المبلغ المذكور قد تدينه بلاضافة الى سلفة اقترضها من البنك .
واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة كى تعاونه فى
القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لادارته ليأخذ أجازة من دون راتب ولكن مديره رفض
لعلمه بمقدار الديون التى تكبدها ، فهو فى أشد الحالة لكل ريال من الراتب ، فكان
فى أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما ان ينتهى منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ،
وكان أحيانا لا يتجاوز وجوده فى العمل الساعتين ويقضى باقى ساعات يومه عند زوجته
يلقمها الطعام بيده ، ويضمها الى صدره ويحكى لها القصص والروايات ليسليها وكلما
تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهدا التخفيف عنها . وكانت قد اعطت
ممرضتها صندوقا صغيرا طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لأى كائن كان ، الا
لزوجها اذا وافتها المنيه .
وفى يوم الاثنين مساء بعد صلاة العشاء كان
الجو ممطرا وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحا ..
أخذ
صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل فى عينيها ، فنظرت له نظرة المودع وهى مبتسمة
له . فنزلت الدمعة من عينه لادراكه بحلول ساعة الصفر وشهقت بعد ابتسامتها شهقة
خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها.
ولا أرغب فى تقطيع
قلبى وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين
جاءت الممرضة التى كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة البالية ، فواسته وقدمت
له صندوقا صغيرا قالت له ان زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله ...
فماذا وجد فى الصندوق ؟!
زجاجة عطر فارغة ، وهى أول هدية قدمها لها بعد الزواج ...
وصورة لهما فى ليلة زفافهم . وكلمة (أحبك فى الله) منقوشة على قطعة مستطيلة من
الفضة وأعظم أنواع الحب هو الذى يكون فى الله ورسالة قصيرة سأنقلها كما جاء نصها
تقريبا مع مراعاة حذف الأسماء واستبدالها بصلة القرابة .
زوجى الغالى : لا تحزن على فراقى فوالله لو كتب لى عمر ثان لاخترت أن أبدأه معك ولكن "أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ".
أخى : كنت أتمنى أن أراك عريسا قبل وفاتى .
أختى : لا تقسى على أبنائك بضربهم فهم أحباب
الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها.
(أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك
أن يتزوج من غيرى لأنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية باذن الله .
كلمتى الأخيرة لك يازوجى الحبيب أن تتزوج بعد
وفاتى حيث لم يبق لك عذر ، وأرجو أن تسمى أول بناتك باسمى وإعلم أنى سأغار من
زوجتك الجديدة حتى وأنا فى قبرى .
والى ان نلتقى فى قصص أخرى فلك ان تتابعنا عزيزى القارىء على صفحتنا على الفيس بوك
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا