قصة
سفينة الذي كلم الأسد
من قصص
الصحابة الرائعه التي تعكس قوة الايمان والثبات واليقين بطل قصتنا هو قيس أبي عبد
الرحمن الملقب بسفينة الذي كان عبدا لأم سلمة زوج رسول الله اشترته ثم أعتقته
فسماه النبي صلي الله علية وسلم سفينه فأصبحت شهرته,كما انه روي الكثير من أحاديث
النبي صلي الله عليه وسلم , توفي زمن الحجاج بن يوسف.
خرج
النبي صلي الله عليه وسلم مع اصحابه يوما
مسافرين وكان السفر طويلا وشاقا وقاسيا , فلما تعب اصحاب النبي صلي الله عليه وسلم
نظر الرسول صلي الله عليه وسلم الي صاحبه ومولاه و خادمه قيس وقال له: إبسط كساءك
فأسرع
قيس إلى تلبية أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فرحا ومسرورا وبسط ثوبه ، فأقبل
الصحابة و جعلوا يضعون أشياءهم ومتاعهم في الكساء ، فمنهم من ألقى سيفه ومنهم من
ألقى رمحه ، وكانت هذه أسلحتهم التي يقاتلون بها الكفار أعداء الله
فلما
امتلأ الكساء حمله النبي صلى الله عليه وسلم لقيس رضي الله عنه ثم قال وهو يلاطفه
و يداعبه : احمل ، ما أنت إلا سفينة ، سماه الرسول صلى الله عليه وسلم سفينة لأنه
يحمل الأمتعة في السفر كما تحملها السفينة .
وذات يوم
ركب سفينة سفينة تجري في البحر تشق الأمواج ، وفجأة انكسرت السفينة فأنقذ الله عز
وجل صاحب نبيه صلى الله عليه وسلم وتعلق سفينة رضي الله عنه في لوح السفينة التي
تكسرت ، فأخذت الأمواج اللوح الذي ركبه وجعلت تدفعه إلى الشاطئ و كل ذلك بحفظ من
الله تعالى لهذا الرجل الصالح حتى وصل سفينة إلى ساحل البحر وقذفه الموج على
الشاطئ سالماً.
فلما
رماه البحر إلى أجمة ضل الطريق فرأى الأسد، فلما أبصر الأسد –والعرب تُسمي الأسد
أبا الحارث–، فلما رآه سفينة أخذ ينظر إلى الأسد ويقول: يا أبا الحارث أنا سفينة
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطأطأ الأسد رأسه وأقبل على سفينة وحمله على
عاتقه وخرج به من الغابة حتى دله على الطريق، ثم رجع قليلا، ثم أقعى على ذنبه، ثم
أخذ يهمهم كأنه يودعه.
فهذا كما قال العلماء وحشٌ كاسرٌ وسبعٌ مُفترس
لما علم أن الذي بين يديه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم تغير طبعه وتغير حاله،
فالمؤمنون أولى أن يكونوا أرق قلوبًا وعاطفة مع بعضهم البعض في المقام الأول،
لماذا؟ لأن يجمعني ويجمعك شهادة التوحيد ومحبتنا لرسول صلوات الله وسلامه عليه.
أقرأ أيضا جليبيب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا