يقدم لكم موقعنا "قصص 26" ، موضوعاً شيقا وقصة مؤثره في حياة الصحابه ، وهو "القعقاع بن عمرو التميمي" رضي الله عنهم جميعا ومواقفه مع المسلمين في الحروب ضد الفرس ، وكيف اسلم .
اسلام
القعقاع بن عمرو التميمي
جاء وفد من قبيلة "تميم" على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة من
الهجرة ، بعد غزوة "تبوك" ، فدخلت القبيلة في الإسلام، وكان من بينهم الصحبي "القعقاع
بن عمرو التميمي" ، وتأخر إسلامه ولم ينل من المواقف كثيرا مع خير الأنام صلي
الله عليه وسلم .
وبرز كقائد في ارض المعارك في عهد الخلفاء الأربعة "عمر-عثمان-علي-ابي
بكر"، وطلب خالد بن الوليد إلى معون ومدد في معارك الردة في العراق، فكتب إلى
الصديق يستمده، فأمده بالقعقاع ، وقال: "لا يهزم جيش فيه مثل هذا".
وفي معارك فتح فارس، طارد القعقاع الفرس ، بأمر من "سعد بن أبي وقاص'' وأوقع بهم
خسائر كبيره ،وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد: أي فارس كان أفرس في القادسية,
فكتب إليه سعد: "إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتل
في كل حملة بطلاً".
وهذا التميز والنجاح في إدارة المعارك لا
ينبع من فراغ، إنما يكون وراءه عقلية مفكرة مدبرة ومبتكرة، و قائد ذو قدرة فائقة على توليد الأفكار
حين الاحتياج لها، وهذه السمة واضحة وضوح الشمس في حياة هذا القائد العظيم .
يوم أغواث
وفي اول أيام معركة" القادسية"، كان
شديداً على المسلمين، وقتل من الفريقين الكثير، وواجه المسلمون عنصراً جديداً في القتال
لم يعهدوه من قبل وهو " الفيلة"، فجيش الفرس "كله ثمانون ألفاً، وفي
رواية كان رستم في مائة ألف وعشرين ألفاً، يتبعها ثمانون ألفاً، وكان معه ثلاثة وثلاثون
فيلاً، منها الفيل الأبيض وهو أعظمها وأقدمها. وكانت الفيلة تألفه" ، بينما كان
عدد المسلمين "بين سبعة آلاف وثمانية آلاف" .
، فلما سمع أمير المؤمنين عمر ببدء معارك القادسية، وما حدث للمسلمين من خسارة
في الأرواح ، أرسل إلى أبي عبيدة بن الجراح: "اصرف جند العراق إلى العراق وأمرهم
بالحث إلى سعد بن أبي وقاص" ، وكان قائد الجيش العراقي في الشام القعقاع بن عمرو،
وهنا تأتي مهمة القعقاع ، فقد "وصل العراق في صباح اليوم الثاني من أيام المعركه
، وقد عهد إلى أصحابه وهم ألف رجل أن يكونوا جماعات، كل جماعة مؤلفة من عشرة مجاهدين ، فكلما بلغت جماعة منهم مدى البصر، سرح في آثارهم
جماعة أخرى، ثم تقدم القعقاع مع الجماعة الأولى، وبمجرد وصوله طلب المبارزة مع أحد
قادة الفرس وهو "بهمن بن جاذويه" ، فقتله" القعقاع .
ارتفعت معنويات جيش المسلمين، حتى نسي المسلمون
مصيبة اليوم الأول، وهذا يدل على تدبير حكيم من القعقاع، ونجاح فكرته في رفع المعنويات.
دور الأفيال المقاتلة
لقد
دمرت الفيلة بالكثير من المسلمين، وجعلت الخيول
تفر خوفاً من هذا الكائن الكبير التي لم تألفه
من قبل ، خاصة أن تلك الفيلة كانت مدربة على القتال بخراطيمها وأقدامها، وهذه كانت
الفريدة من نوعها في ابتكار اسلحة متنوعه في الحروب بين الفرس والمسلمين .
الإبل سلاح المسلمين الجديد
فكر القعقاع بحكمة وتمعن ،لكي يعيد التوازن لأرض
المعركة، ويدخل عنصراً جديداً في صفوف المسلمين لا يملكه الفرس، كما أن للفرس سلاحاً
لا يملكه المسلمون، وهو الفيلة فوجد ضالته بالإبل والتي لا يملكها الفرس.
وأمرهم
القعقاع أن يهاجموا خيل الفرس بهذه الابل ، فجفلت خيول الفرس تفر منها وركبتها خيول
المسلمين، فلما رأى الناس ذلك فرحوا أشد الفرح، إذ لقي الفرس من هذه الإبل أعظم مما
لقي المسلمون من الفيلة في اليوم الأول من أيام القادسية.
هذه هي الرؤيه القياديه السليمه والحكيمه من الصحابي
"القعقاع بن عمرو" ، وذلك يدل على ان الجماعة والعمل لابد له من قائد ،
كما يكون للسفن والمراكب قبطان .
اقرأ المزيد في قصص الصحابة والقرأن :_
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا