من حوالى 50 سنة .. كان في جزيرة صغيرة مساحتها 719 كم2 .. ثلثين شعبها يعيش في مناطق مزدحمة ضيقة، والتلت الباقي كان عايش على الأرض في أحياء فقيرة، على أطراف المدينة.
عدد العاطلين عن العمل حوالى 3 مليون شخص وكمان نصف السكان كانوا أميين دة غير افتقارها للموارد الطبيعية وخاصة المياه ، والصرف الصحي، والبنية التحتية.
(سنغافورة) اللي بعد ما خرجت من تحت ايد الاستعمار البريطاني ، مزقها اختلاف أديان وطوائف سكانها وفقر مواردها وطبعا انتشار “الفساد” ودة كان من أسباب انفصال ماليزيا عنها.
كل العوامل دي أدت أن رئيس وزرائها في ذلك الوقت لي كوان يو انه يبكي أمام عدسات الكاميرا لأنه غير قادر على تحسين ظروف المعيشة لمواطني سنغافورة ، ودي الأسباب التي جعلته يطلب مساعدات مالية من دول ليها وزن و كان من ضمن الدول دي مصر لكن الدول دي رفضت والرئيس عبدالناصر هو كمان رفض ، والسبب ! أن سنغافورة دولة شبه فاشلة لا تملك اى شىء لتشجع أي دولة أنها تساعدها لكي تستفيد منها فيما بعد .
ومن هنا عرف السيد لي كوان يو ان النهوض ببلده لن يأتي إلا عن طريق الاعتماد على النفس .. و العمل الجاد .. وبدأ يعمل على حل مشاكل البلد ويحلها واحدة واحدة :
1- البطالة :
كانت أهم مشكلة مستعجلة لازم يحلها وكانت فكرته انه ينفذ برنامج شامل للتصنيع يركز فيه على الصناعات كثيفة العمالة ، ولكن للأسف كان معظم سكان سنغافورة شغالين بس في مجال التجارة والخدمات ولايوجد عندهم خبرة في مجال التصنيع ، غير أن السوق المحلي صغير وجيرانه (اندونيسيا وماليزيا) كان بينه وبينهم مشاكل.
فكان الحل انه يتواصل مع العالم المتقدم ويقنع الشركات متعددة الجنسيات بالتصنيع في سنغافورة ومن هنا بدأ يفكر في حل تاني مشكلة “الفساد”
2- الفساد:
لكى تجذب سنغافورة المستثمرين الأجانب كان يجب على الحكومة أنها تخلق بيئة آمنة، ومنظمة، وخالية من الفساد، وان تخفض معدلات الضرائب ، وبدأ “لي” في التطهير فكان أي شخص يتقبض عليه في تجارة المخدرات مثلا، أو في واقعة فساد يتم اعدامة ومع انتشار الصرامة والاستقرار في البلاد ووضوح الرؤية بدأت تجذب سنغافورة المستثمرين الأجانب و خصوصا بسبب موقعها المتميز لأنها تعتبر مدخل ل«مضيق ملقا» اللي من خلاله تقريبا بيمر %47 من التجارة البحرية في العالم وبالتالي كانت مكان متميز للتصنيع والتجارة للخارج و في كل سنة ما بين عام 1965 ال عام 1972 كان الناتج المحلي بيتضاعف وحصل تدفق كبير للاستثمارات الأجنبية واصبحت أمريكا و اليابان من اكبر المستثمرين في سنغافورة.
اقرا ايضا اهم 10 مفاتيح للنجاح - قصص26
3- التعليم :
بدأت تركز سنغافورة على تنمية الموارد البشرية ليها فأنشأت كتير من المدارس الفنية، و دفعت الشركات الأجنبية على تدريب العمال الغير مهرة في مجالات”تكنولوجيا المعلومات ،البتروكيماويات، الإلكترونيات”مما جعلها عام 1977 انها تصدر بشكل أساسي المنسوجات والملابس والإلكترونيات الأساسية.
وفى عام 1997 كانت تصنع الشرائح الإلكترونية الدقيقة وتعمل بحوث في مجال «التكنولوجيا الحيوية، الأدوية ، تصميم الدوائر المتكاملة» و «هندسة الطيران»، وسنغافورة الآن ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم، و منتج رئيسي للبتروكيماويات .
حاليا تعتبر سنغافورة أحد أغنى دول العالم على الإطلاق (في المرتبة الثالثة عالميا) .. و يصنف الاقتصاد السنغافوري في المرتبة 39 في قائمة أقوى الاقتصادات عالميا على الرغم من مساحتها الصغيرة ، وعدد سكانها القليل 5.4 مليون نسمة لكن ناتجها المحلي في عام 2016 كان حوالي 295مليار دولار ، وصناعة السياحة فيها بتعجب أكثر من 17مليون زائر سنويا وخاصة السياحة الطبية وارتفاع متوسط الأعمار إلى 83 سنة و مستويات الفساد والجريمة تعتبر الأقل عالميا.
وفي الترتيب العالمي للجامعات لسنة 2015/2016 احتلت جامعة “سنغافورة الوطنية” المركز 12 على مستوى العالم والأول على مستوى جامعات اسيا.
لي كوان يو |
ومن أشهر كلمات لي كوان يو عندما سئل عن سبب التنمية في سنغافورة
الدول تبدأ بالتعليم وهذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة فقيرة جدا اهتممت بالاقتصاد أكثر من السياسة وبالتعليم أكثر من نظام الحكم فبنيت المدارس والجامعات وأرسلت الشباب إلى الخارج للتعلم، ومن ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوريوبكدة نكون انتهينا من قصة نجاح سنغافورة نرجو أن تكونوا استمتعتوا معنا ولاتنسوا مشاركتها مع الاصدقاء. للمزيد تابعونا على
صفحتنا قصص26 على الفيس بوك.
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا