يحكى الفصل الثالث من قصة( احببتك اكثر ممت ينبغي ) وهى من أروع قصص الحب والرومانسية عن فتاة "جومانة" أحبت شاب ممكن أن يكون مستهتر أو كثير العلاقات النسائية لكنها أحببته حب جنون ،أحببته أكثر مما ينبغى أن تحبه وتثق فيه وكنه مثل اى رجل يمشى على مبدأ " امرأة واحدة لاتكفى " تعالوا نتابع باقى أحداث القصة .
ماجد .. طالب إماراتي .. يحضر الدكتوراه في علم الإجتماع ،
رجل في بداية عقده الرابع .. متزوج وأب لطفلين ، رقيق ولطيف
للغاية .. ابتسامته جميلة ، علاقته حميمة مع الجميع ويتحدث بدفء أخاذ ..
كنت أجلس وهيفاء في أحد المقاهي القريبة من الجامعة حينما التقيناه لأول مرة .
دلف إلى المقهى وألقى السلام علينا فرددنا علينا التحية .. جلس بعيدا بعد أن نثر عشرات الأوراق أمامه ..
كان منهمكا بالكتابة .
قالت لي هيفاء : جمون ، كيف عرف أننا خليجيات ..؟
من ملامحنا .. ألم تعرفي بأنه خليجي قبل أن يلقي السلام ..؟
بلى !.. وكيف عرفتِ ..؟ من ملامحه .. أرأيتِ..
قضينا حوالي الساعة قبل أن نهم بالمغادرة .. عندما طلبنا من
النادلة فاتورة الحساب .. أخبرتنا أن ( السيد العربي ) قد قام بدفع حسابنا ..
قالت لي هيفاء : شنو شنو شنو ..؟ .. جمون شيبي هذا ..؟.. شكو يدفع لنا ..؟..
وأنا أيش دراني ..؟.. ايش نسوي الحين ..؟ شنو شنسوي الحين ..؟.. قومي خل نغسل شراعه ..
اتفقنا على أن ندفع للرجل نقوده بدون مشاكل .. وتوجهنا إلى حيث يجلس ..
رفع رأسه مبتسما .. قالت له هيفاء : أنت بأي صفة تدفع حسابنا ..؟
أجاب بهدوء : بصفتنا أخوة .. السنا أخوة ..؟
ترى هالحركات شبعنا منها .. تبتدي أخوان وتنتهي نيران ..!..
خذ فلوسك وعن قلة الحياء ..قرصُتها : هيفاء ، يكفي ! .. المعذرة يا أخ .. أرجو أن لا تكرر ما فعلته معنا مجددا ..
أجاب ببساطة وابتسامة كبيرة : زين ..!..
أحببتك أكثر مما ينبغى
مضى أكثر من شهر بعد هذه الحادثة .. كنت أذاكر في المقهى ذاته لوحدي حينما دخل ( ماجد )
بصحبة طفليه .. ابتسم وحياني فبادلته الابتسامة والتحية ، جلس إلى الطاولة المقابلة مع الصغيرين
كان طفله الأصغر شديد الثرثرة ، كثير الأسئلة .. لم أتمكن من التركيز بسبب صوته العالي ..
ارتفع صوت والده : أحمد.. أخفض صوتك ، " عمه " تذاكر !..
رفعت له رأسي بامتنان : لا بأس .. أشتاق لصوت طفولة عربية ..
أنت طفلة ! .. تبدين كطفلة !.. لست كذلك ..
بالنسبة لعمري .. لست إلا طفلة ! ..
عرف ماجد كيف يضفي بعض الطمأنينة على حوارنا .. فرجل مثله يدرك أن فتاة مثلي تشتاق لحنان أبوي في غربة لا تطاق وتحت وطأة حب لا يرحم ..
تحدثنا عن الدراسة والوطن وغربتنا القاسية وعن أطفاله الأشقياء .. أخواني ( الجدد )! .. سألني إن كنت أزور المقهى كثيرا فأجبته نافية بأنني أقضي معظم وقتي في مقهى آخر سميته له . .
تبادلنا الأمنيات بالتوفيق وغادرت المقهى بعد أن قبلني طفلاه الشقيان ..
حدثتك في المساء عنهم .. كان قد سبق لي وأن أخبرتك عن لقائنا الأول معه ، أخبرتك عن تفاصيل التفاصيل .. غضبت كثيرا ..
قلت لي : أنت تعلمين بأنه ( قليل أدب ) فلماذا تتحدثين معه ..؟
أجبتك : رجل في الأربعينات من عمره يا عزيز .. كوالدي ..
اسمعي ، لا والد لك سوى من تحملين اسمه ولا أخوه لك سوى أشقائك ..وأنت ..؟
أنا حبيبك ، لست بوالدك ولا بشقيقك .. لست بديوث يا جمانة .. هذه آخر مرة أسمح لك بمثل هذا ..
كم هو غريب أمر رجولتك هذه .. ما أكثر ما تُجرح وما أسهل أن تَجرح يا عزيز .
مضت أسابيع على لقائي بماجد وابنيه .. زار تفكيري كثيرا
خلال هذه الفترة ، لا أدري لماذا أفتقدته لكنني أدري كم أحببت رؤيته ذلك اليوم .. بدا لي كأب في غربتي ..
خلال فترة امتحاناتنا اصطحبتني إلى مقهانا المعتاد لنذاكر هناك كالعادة .. اقتربت النادلة والتي
أصبحت صديقة لنا بحكم تواجدنا الدائم في المقهى ..
قالت : مرحبا .. كيف حالكم اليوم ؟ .. جمانة ، جاء رجل اليوم وترك لك هذه الورقة .
سحبت الورقة من يدي قبل أن أقرأها .. اتسعت عيناك بشدة ونظرت إليّ نظرة أرعبتني ، أحسست وكأن صاعقة ضربت جسدي ..
سألتك بخوف : ماذا ..؟ ما الأمر ..؟..
رميت الورقة في وجهي بغضب ومشيت .. فتحتها بفزع .. كان مخطوطا عليها وبخط أنيق ..
أحببتك أكثر مما ينبغى
( جمانة .. مررت ولم أجدك .. أفكر بك كثيرا .. ماجد العاتكي )..
تركتني وراءك كالملسوعة ، ركضت خلفك بعد أن تمالكت نفسي لكنك اختفيت بين الناس بسرعة
شبح غاضب .. هرعت الى منزلك .. كاد زجاج الباب أن ينكسر بيدي وأنا أقرعه بجنون ..فتحت لي باتي الباب بفزع ..
جمانة .. ما الأمر يا عزيزتي .. أنت شاحبة !..
سألتها عنك لكنك لم تكن في البيت .. جلست مع باتي
وروبرت .. أخبرتهما بما حدث وأنا ألهث ، كنت أرتجف انفعالا ..
صاح روبرت : جمانة ، دعك منه .. إنه معتوه .. اتركيه قليلا حتى يهدأ ..
انهمرت دموعي على الرغم مني : لكنني لم أفعل شيئا يا بوب ..
ربتت باتي على كتفي : جمانة .. ندرك كم تحبين عزيز كما يدرك هو ذلك .. لكنه مدلل ويؤذيك كثيرا ..إن كان يحبك لا بد أن يثق بك ..
وضع روبرت يده على ركبتي قائلا بصوته الرخيم : جمانة ..أنت صديقتنا ايضا .. ونحبك مثلما نحبه .. لن نسمح لعزيز أن يجرحك أكثر من هذا ..
سألتهم : ماذا أفعل ..؟
روبرت : جمانة اذهبي الى المنزل وذاكري دروسك ، سنتصل بك حينما يصل عزيز
لتطمئني ..
غادرت منزلهما مسكورة الخاطرة .. ممسكة بورقة ماجد بحزن ذليل وكأنه صك طلاقي ، كنت أمشط الطرقات بحثا عن منزلي .. شعرت وكأني في أحجية ، متاهات في داخل متاهات في داخل متاهات ..
حينما وصلت إلى منزلي ، ذهبت إلى فراشي بكامل ملابسي ..
انكمشت تحت الفراش وكأني قطة صغيرة تهطل فوقها الثلوج في ليلة برد قاسية .. حاولت الإتصال بك لكن هاتفك كان مغلقا .. كنت أضغط على زر الإتصال وأنا استجديه أن ترد ودوائر دموعي الممتزجة بالكحل تكبر وتتوسع على وسادتي كالفحم السائل ،
شعرت وكأن حمما من الجمر تستعر داخل معدتي .. أاموت وجعا بسببك يا عزيز أم تفقدني عقلي ..؟ لطالما شعرت بأنني سأموت يوما بسببك ..
ارتفع صوت نغمتك الخاصة ، كان وقعها مختلفا هذه المرة وكأني أسمع موسيقى أخرى .. لا أعرفها .. أجبتك بخوف : حبيبي ..!.. قلت لي بلسان ثقيل وبكلمات مبعثرة : اسمعي .. أ س م ع ي ..!!.. أتسمعين هذا الصوت ..؟ كنت تهز علبة الدواء .. صوت اصطدام الكبسولات بعضها ببعض كان عاليا .. عزيز دعنا نتحدث !.. اسمعي .. أسمعتِ ..؟؟ هذا صوت مهدئات .. أخذت كبسولتين منها حتى الآن .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى منها ؟ أرجوك .. لا تظلمني .. لا تسيء الظن بي !.. صحت في وجهي بغضب : سألتك سؤالا .. أجيبي عليه .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى من العلبة ..؟. لا أعرف .. انفجرت باكيا وأنت تصرخ : سأتناولها .. سأتناولها كلها وأموت وأرتاح .. عبدالعزيز ، أين أنت الآن ..؟ لا شأن لك .. أنت خائنة .. تدعين الطهارة .. تلاعبت بي ! عبدالعزيز ، أنا لم أفعل شيئا .. صدقني .. اسمعي ..
أعدك إن قلت لي الآن إنك كنت على علاقة بهذا الرجل أن أنسى كل شيئ .. لكنني لست على علاقة به .. صرخت : اسمعي ولا تقاطعيني .. إن اعترفت بهذا .. اعدك أن انسى كل شيء ..
وإن استمررت في إنكارك أقسم بربي على أن تندمي .. لا بد من أن تسمعني لتفهم !.. لا أريد أن أسمع شيئا عدا ما طلبت منك أن تخبريني به .. انطقي .. انهمرت دموع القهر كالجمر على خدي .. عزيز الله يخليك .. تكلمي !.. قولي إنك على علاقة به .. إن نطقت بأمر آخر أقسم بالله أن أغلق هاتفي وأن أنهي ما بيننا الآن .. أسمعني ..!.. قاطعتني صائحا : أنطقي .. قلت لا بلا وعي : كنت على علاقة به .. ارتفع صوت بكائك .. يا حقيرة .. عبدالعزيز أرجوك ..
صرخت فيّ وأنت تشهق : أنت رخيصة ..!.. ظننتك ملاكا لكنك شيطان في جسد امرأة .. أنت من أجبرني على قول هذا !.. سأدمرك .. أنت لا تدركين ماذا أستطيع أن أفعل بك .. أنا لم أفعل شيئا .. لا أعرف عنه شيئا منذ أن حدثتك آخر مرة عنه .. كااااااذبة .. لا أريد أن أسمع صوتك ولا أن اراك مرة أخرى .. اسمعي .. أنا أحذرك من أن تحاولي الإتصال .. عبدالعزيز !.. أن أردت ان أدمر حياتك .. فقط حاولي أن تتصلي .. أغلقت سماعة الهاتف في وجهي .. ضممت وسادتي وأنا أنتحب .. هرقت إليّ هيفاء من غرفتها ..
ضمتني بفزع : جمانة .. ما الأمر؟!. ما الذي حدث ؟ .. صحت وأنا على صدرها : ما عاد يبيني يا هيفاء .. ما عادي يبيني .. قالت : لاساعة المباركة .. ليته من زمان .. أنت مدمغة ؟؟ .. شتبين فيه ..؟؟ أحبه يا هيفاء .. والله مقدر .. والله أحبه .. مسحت على شعري .. قولي لي شاللي صار ..؟ أخبرتها بما حدث ، هزتني من كتفي عندما أخبرتها بأنك طلبت مني أن اعترف بعلاقتي بماجد .. إن شاء الله قلتِ له أعرفه ..؟؟.. كنت أبي أهديه.. هو وعدني أن يسمع لي .. عاد كلش يا وعود الأنبياء !.. يعني ما تعرفينه ؟.. أنتِ مدمغة أصلا .. شلون تقولين له كنت أعرفه ..
تدرين هالمريض يبيها من الله .. كنت أرتجف في فراشي كطير جريح وأنا أنتحب بصوت عال .. شعرت وكأن حمى الموت تدب في جسدي .. بكيت حتى نمت من التعب .. رأيتك في حلمي تصرخ وتهدد ، استيقظت بفزع على صوت هاتفي حيث شعرت وكأنه انتشلني من قبضة الموت ، كان صديقك زياد المتصل .. أجبته بإعياء : أهلا .. صباح الخير جمانة .. ألم تستيقظي بعد .. ؟
لا جمانة .. لا تقلقي ..
قضى عبدالعزيز ليلته عندي .. بكيت : لا يربطني بالرجل شيء يا زياد .. قال بسرعة : أعرف هذا يا جمانة .. لكن لا بد من أن تبتعدي عن عبدالعزيز هذه الفترة .. اخشى أن يؤذيك .. لن يؤذيني يا زياد .. لا قدرة له على إيذائي .. جمانة .. ارجوك .. عبدالعزيز كالمسعور .. أخشى عليك .. اتركيه حتى يهدأ .. وعدت زياد يا عزيز أن لا أتصل بك حتى تهدأ .. شعرت وكأني أعيش كابوسا يا عزيز .. أينتهي كل ما بيننا بغمضة عين ؟ أأغفر لك لسنوات عدة خياناتك المتعمدة وتتركني ظلما في لحظة شك جائرة ؟ .. بأي شرع كنت تؤمن يا عزيز ..؟..
مضت ثلاثة أيام لم أسمع صوتك فيها .. في كل مرة يغلبني الشوق وأمسك بهاتفي كانت هيفاء تشده من يدي وتلقي عليّ بمحاضرة طويلة فأجفل .. لأول مرة يسكن هاتفي بهذا الشكل يا عزيز .. كان كجسد ميت ، لا ينطق ولا يتحرك ولا حتى يتنفس !.. تعبت من تحديث صفحة بريدي الالكتروني .. كنت أدعو الله أن ترسل لي أي شيء .. اي شيء يا عزيز ، اشتقت حتى لشتائمك ..
صدقني كانت لترضيني ارتفع صوت استقبال رسالة هاتفية .. شعرت وكأن الحياة قد دبت في الأرجاء ، فتحتها وقلبي يكاد أن يقفز من بين أضعلي .. كانت والدتي المرسلة يا عزيز ..! بعثت لي : جمانة .. لا تنسي الصلاة حبيبتي .. أحبك .. ولأول مرة ترسل لي والدتي تذكيرا بالصلاة ، فهي تعرف بأنني أصلي وأنني لا أنساها .. أتشعر الأم بابنتها إلى هذا الحد يا عزيز ؟ .. اتراها تشعر بأنني عليلة وبأن الرجل الذي ألمحت لها عدة مرات بوجوده يقتلني ..؟
كم اشتقت لها يا عزيز ؟.. إلهي كم أحبها وكم أحب والدتك .. حنونة هي والدتك .. تحبك كثيرا وتخشى عليك .. تعاملك دائما على أنك ابنها الوحيد .. على الرغم من أن ترتيبك الثالث بين أخوتك .. مثلي تماما ..!.. اتصلت بك مرة أجبتها من خلال المكبر الصوتي الخارجي لأستمع .. سألتك .. ماذا تفعل ؟!
أجبتها مازحا : أجلس مع حبيبتي الكندية !.. صاحت بك غاضبة : متى ستنضج ..؟.. كل الرجال في عمرك متزوجون وأنت لا تزال تعبث هنا وهناك .. كنت تضحك وهي توبخك كطفل صغير .. في كل مرة تتحدث فيها مع والدتك يا عزيز أرى امامي رجلا آخر ، تلمع عيناه فرحا حينما يعلو صوت نغمة والدته ، يبتسم بحبور حينما تبث له أشواقها .. ينكمش خوفا حينما تؤنبه وتنتفخ أوداجه حينما تخبره كم تفخر به . لا أنسى اليوم الذي بكيت فيه شوقا إليها .. كنت عصبيا طوال الأسبوع ، يغضبك أي شيء ويحزنك كل شيء .. سألتك مائة مرة عما يقلقك لكنك لم تخبرني شيئا ..
اتصلت بي فجرا في نهاية الأسبوع على غير العادة : سألتك ما الأمر ..؟.. أنا مهموم . مهموم للغاية .. أنت لا تفهمين ولا تتفهمين ..!.. تقسين عليّ كثيرا .. وأمي ايضا .. تقسى عليّ .. لا أتحمل قسوتكما .. انفجرت باكيا : لماذا تفعلان بي هذا ؟ .. احبكما .. أنت حبيبتي .. وهي حياتي .. لماذا تقسيان عليّ؟
ما الأمر يا عزيز ..؟ كنت تشهق بقوة .. لم تتصل بي منذ أسبوعين ..! .. اتصلت بها اليوم كنت متأكدا من أنها مريضة .. مما تعاني ..؟ لا تعاني من شيء ، ليست مريضة ، كانت مشغولة .. انشغلت بالتجهيز لزواج خالتي .. وأنا ؟
أنا غير مهم .. لا تبالغ يا عزيز ، كل ما في الأمر أنك كنت قلقا عليها وهذا ما أغضبك .. أفتقدتها يا جمانة ، هي حياتي لا أستطيع العيش بدونها .. آه .. لا أدري لماذا تفعل بي كل هذا ؟ كنت مختلفا تلك الليلة يا عزيز ، مختلفا للغاية .. كم هو رقيق من يبكي شوقا لوالدته .. قلت لك بعد أن هدأت : أرغب بطفل منك .. يحبني كما تحبها .. سألت : وهل ستبكينه شوقا كما تفعل أمي بي ؟
لا ، لن أفعل .. وهل تبكين والده شوقا إليك ..؟ قلت لك ضاحكة : قد أفعل .. لكنني لم أفعل يوما .. وأدرك الآن جيدا بأنني لن أفعل .. * لعبنا مرة لعبة الجرأة والصراحة .. اكتشفت من خلالها عدة أسرار .. سيجارتك الأولى في الخامسة عشرة ، اسم أول حبيبة لك .. أحداث سفرتك الأولى بدون عائلتك .. عن مجلات ( البلاي بوي ) التي كنت تحرص على اقتنائها وعن أول ليلة ثملت فيها .. اكتشفت أن مراهقتك شديدة الجموح ،
أكثر مما كنت أتصور .. بينما كانت أشد أحلام مراهقتي جموحا هو الزواج برجل يشبه ( جون سيلفر ) قرصان جزيرة الكنز الوسيم .. قلت لي حينها : أرأيت ، سيتحقق أهم أحلامك ..!.. ستتزوجين بقرصان شديد الوسامة .. أجبتك : أنت قرصان ، لكنك لست وسيما إلى هذا الحد .. لست وسيما لدرجة أن تكون جون سيلفر .. سألتني : جمان ، ما أكثر ما يجذبك فيّ جسديا ..؟!.. أرفض الأسئلة المفخخة يا عزيز .. ضحكت بقوة : يا غبية ..!.. أقصد بشكلي .. أممم . تجذبني فيك خمسة اشياء .. أنت طويل .. ومن حسن حظك أنني أحب ان يكون رجلي طويلا .. أحب عينيك لأنني ارى فيهما أحاديث كثيرة قاطعتني : أتظنين أن بإمكانك قراءة ما فيهما ..؟ أنا لا أظن .. أنا متأكدة من هذا .. أحب مظهرك عندما لا تحلق شعرك لفترة طويلة، تبدو أكثر وسامة ورجولة .. سأتني بنشوة : وماذ ايضا ..؟
أحب صوتك .. صوتك ( قوي ) .. كمقدمي نشرات الأخبار .. قلت ساخرا ومضخما لصوتك : العربية تبحث دائما عن الحقيقة .. لا تتحمس !.. والخامس ..؟ الخامس يا حبيبي .. عروق يديك البارزة ..!.. إلهي كم هي جذابة .. وضعت يدك تحت ذقنك وأنت تنظر إليّ بدهشة : جمانة .. أتدركين أنك غريبة ..؟
لماذا ..؟ لأول مرة أسمع عن فتاة تحب في حبيبها عروق يديه ..!.. ما الجاذبية في هذا ..؟ أخذت يدك وأنا أتحسس عروقك بأصابعي . لا أدري !.. أحبها .. قلت لي مبتسما : أتحبين عروقي لأنك تجرين فيها ..؟ اجبتك : ربما !.. لمعت عيناك خبثا : جمانة .. أأخبرك عمّا يجذبني فيك ..؟ تركت يدك وقلت لك : لا .. سألتني : لماذا ..؟
قرأت الإجابة في عينيك .. ألم أخبرك بأنني أقرأ ما فيهما ..؟ وما قرأت ..؟ ما لا يليق !.. وانفجرت ضحكا ! .. * والداي يسميانني ( ترف ) .. وأنت تسمينني ماري أنطوانيت وصديقاتي وزملائي يطلقون عليّ الـ Queen لكن كل هذه الألقاب لا تشكل شيئا من طبيعتي .. على الإطلاق .. سألتك مرة : لماذا تطلق عليّ ماري انطوانيت ..؟
اجبتني : لانك مثلها ، ماري انطوانيت ملكة .. كان شعبها يعاني الفقر بينما كانت تعيش في بذخ .. تظاهر الشعب يوما أمام قصرها وانقلب الناس على عرشها ، كان الشعب في مجاعة .. سألت ماري أنطوانيت وزيرها .. عن سبب تمردهم فأجابها أن الشعب لا يجد خبزا يأكله .. قالت له بسذاجة : ( ولماذا لا يأكلون الكعك ..؟) أنت مثلها .. مثلها تماما ..!..
غضبت منك كثيرا يا عزيز .. فمقارنتي بامرأة مثلها مقارنة غير لائقة ..
أتعرف !.. حينما كنت صغيرة .. كنت لا أتناول الطعام في الوقت المخصص للاستراحة .. أظل أقاوم جوعي بضراوة حتى أعود إلى المنزل .. كنت لا أطيق فكرة أن استمتع بإفطاري بينما يعاني بعض زملائي من الجوع ..
لم يكن تشبيهي بها منطقيا أبدا .. ابدا يا عزيز ..
قلت لك : لست بمترفة .. بل أنت المترف .. هناك خرافة قديمة عن أصحاب العروق البارزة .. يقال بأنهم مترفون ..
قلت لي : من أين جئت بهذه الخرافة ..؟
لا أدري .. إما أنني قرأت عنها وإما أنني ألفتها ..
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا