عُرِفَ عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- بصفاتٍ جليلةٍ ومناقب عظيمةٍ ميَّزته، وجعلت من شخصيَّته ومواقف حياته سيرةً تَروى وقصصاً يُحدَّث عنها حتى وقتنا؛ ممَّا جعل منه ومن سائر الصَّحابة قدوةً وأسوةً حسنةً للمسلمين أجمعين،
لعلَّ من أبرز هذه الصِّفات والمناقب التي اشتهر بها عمر صفة الشَّجاعة،
قصه قصيره عن شجاعة عمر
وهذه مواقف من حياته -رضي الله عنه- تبيِّن اتصافه بهذه الصفة والخُلق العظيم:
إسلام عمر بن الخطَّاب:
لعلَّ من أبرز المواقف التي تُثبِت شجاعة عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه إسلامه وكيف كان دخوله فيه، فقد أوردت الروايات أنَّه قد دخل في الإسلام علانيّةً وجهر بإسلامه ولم يُخفِه، ولم يَخَف من كفّار قريش وزعمائهم، ولم يجرؤ أحدٌ منهم على إيذائه أو محاولة منعه أو ثنيه على الدخول في الإسلام؛ لمعرفتهم بمدى شجاعته وقوَّته،
وأنَّه -رضي الله عنه- لن تخيفه أفعالهم مهما بلغت، ولم يقتصر أثر شجاعة وقوة عمر -رضي الله عنه- على نفسه بحفظها، وتمكُّنه من إعلان إسلامه والجهر به،
بل إنَّ كلَّ الصحابة المستضعفين الذين سبقوا عمر في الإسلام، لم تقوَ شوكتهم ويقدروا على ممارسة شعائرهم إلّا بعد دخول عمر في الإسلام؛
فاعتزَّ الإسلام والمسلمون بعمر وقووا بقوّته وشجاعته، وشاهد ذلك ما رُويَ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله:
(كَانَ إِسْلامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عمر، فلما أسلم عمر قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا).
هجرة عمر بن الخطَّاب:
حين بدأ المسلمون بالهجرة إلى المدينة المنوَّرة، كانوا يهاجرون سِّراً؛ خشيةً من كفَّار قريش وأذاهم المتوقَّع في حال عرفوا بهجرة المسلمين،
لكنَّ عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- بشجاعته التي كان يهابها ويخشاها حتى زعماء وكبراء قريش، قَدِم عليهم حاملاً سيفه، وطاف بالكعبة المشرَّفة، ثمَّ خطب بالمشركين:
(مَنْ أَرَادَ أَنْ تَثْكُلَهُ أُمُّهُ، وَيُوتِمَ وَلَدَهُ، وَيُرْمِلَ زَوْجَتَهُ، فَلْيَلْقَنِي وَرَاءَ هَذَا الْوَادِي)،
فلم يجرؤ أحدٌ من المشركين على اللحاق به أو منعه رضي الله عنه.
هيبة الشَّيطان منه:
فمن شجاعة عمر -رضي الله عنه- ومظاهر قوته، أنَّه لم تكن هيبته في في نفس النَّاس فقط، بل حتى الشيطان كان يهابه، ومن هيبته له أنَّه إن رأى عمراً سالكاً لطريقٍ لسلك طريقاً آخر غير طريق عمر؛ هيبةً له وخوفاً منه؛
وذلك كما جاء في قول النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- في حقِّ عمر:
(...والذي نفسي بيدِه، ما لقيك الشيطانُ قطُّ سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجِّك).
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا