مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى والعشرون
مرت الأيام يومًا تلو الآخر وخالد يعمل مع يامن.. ويقرأ الكتاب أكثر من مرة باليوم ويقارن بين ما ذكره الكتاب عن أهل زيكولا وبين ما كتبه هو في أوراقه.. ويحاول أن يسأل الكثيرين ممن ذهبوا إلى المنطقة الغربية من قبل، لعل أحدهم يدرك سر ذلك الرأس.. يعلم أن ذهابه إلى هناك مجازفة وقد لا تكون ما يقصده صاحب الكتاب.. ولكنه لم يجد حلا آخر .. حتى جاء اليوم السادس وكان في انتظار أسيل وعربتها عند البحيرة.. حتى وجد يامنا يقترب من بعيد وقد ارتدى زيا جديدا جلبابًا أزرق قصيرا ومزركشا ويظهر من تحته بنطال فضفاض.. ويسير متباهيًا بزيّه، وينفض كل لحظة عن أكمامه.. فضحك خالد حين رآهثم سأله يامن على الفور : ألست وسيما في هذا الزي ؟
فضحك خالد : إن ملابسك أجدد كثيرا من ملابسي..
فضحك يامن : إنني أعمل بمقابل.. أما أنت فتعمل مقابل ذهابك إلى مناطق زيكولا..
بعدها وصلت عربة أسيل وما إن رأى يامن السائق حتى همس إلى خالد:
- يبدوا أنني لن أعمل سائقا..
سأعمل مساعدا حقا فضحك خالد حتى ظهرت أسيل من نافذة العربة ونادت بصوتها في ابتسامة:
- هيا..
فحمل خالد جميع أغراضه وكانت لفافة من القماش بها أوراقه وكتابه وبعض كسرات الخبز القديم.. وركب مع يامن العربة بمواجهة أسيل والتي أمرت السائق أن يتحرك نحو المنطقة الغربية.. انطلقت العربة وبداخلها خالد ويامن وأسيل.. ويامن ينظر عبر النافذة مسرورا حتى أثار دهشة أسيل.. ويريد أن يخرج عبر النافذة كي يراه من يعمل معهم بزيّه الجديد.. أما خالد فظل صامتا، ونظر عبر النافذة الأخرى .. وأسيل تترقبه في صمت حتى نطقت: هل وجدت شيئا آخر لذلك اللغز؟
فأجابها: لا.. كل أملي أن يكون ظننا صحيحًا.. ويكون فعلا هناك المخرج ..
فصمتت ثم ابتسمت، وقالت: تريد أن تغادر زيكولا في أسرع وقت.. لن تنتظر يوم زيكولا حتى.. ثم سألته: ماذا ذكر الكتاب عن تاريخ زيكولا؟
فرد مبتسمًا وفضل أن يجيبها بلهجتها: إن صاحب الكتاب لم يعرف هو الآخر سر زيكولا.. يبدو أنه لا أحد يعلم سر تلك الأرض.. ولكنه ذكر كيف تحدثتم العربية..
فسألته أسيل: كيف؟!
فقلب خالد صفحات الكتاب على عجل وأشار إلى صفحةٍ به: يقول الكتاب أن هناك من جاءوا من بلدي إلى هنا من قبل عبر سرداب فوريك منذ قرون.. وهم من علموا أهل زيكولا اللغة العربية.. أما بعض المناطق المجاورة فقد علمها من جاء من بلدي ولم يدخل زيكولا..
فضحك يامن، وقاطعه: حسنا.. إننا ندين لكم بالكثير ..
فابتسم خالد وأكمل: ويقول أيضا.. إنهم ممن سكنوا المنطقة الشمالية..
ًفصمت يامن ثم أكمل ضاحكا: لا ندين كثيرا ..
وسألته أسيل: هل ذكر أين زيكولا من أرضك؟
فأجابها : لا لم يذكر ذلك.. الشئ الذي أعلمه أنا وصاحب الكتاب.. أن الطريق بين أرضى وأرضكم هو سرداب فوريك.. وأكمل بعدما قلب بعضا من صفحات الكتاب :هو الآخر لم يستطع أن يجد تفسيرا لوجودكم ووجود تلك الصحراء والأراضى وآبار المياه التي توجد بها وتلك السماء وتلك الشمس.. فقال إن زيكولا أرض أخرى لا أحد يعلم أين هى.. سوى أنها نهاية سرداب فوريك.. يبدو أنها ستظل سرا أبديا لا يعلمه أحد ..
بعدها أكمل الثلاثة حديثهم عن الكتاب.. وبدأ خالد يقرأ لهما بعضا من صفحاته واندهشا كثيرا حين قرأ لهما عن سرداب فوريك وتصميمه البديع وكيف يكون مضاءً ليلة البدر فقط وكيف تمت تهويته وحين يجدهما لايصدقان ما يسمعانه يخبرهما بأنه قد رأى ذلك بالفعل حين مرّ منه.. ومرّ الوقت، والثلاثة يكملون حديثهم.. ويتنقلون من حديثهم عن الكتاب وما به إلى هلال ذلك الجشع الذي أخذ مائة وحدة إضافية وضحكا كثيرا حين أخبرهما خالد بأنه قد ثمل ولا يتذكر شيئا عما تحدث به إلى الناس في تلك اللحظات هناك.. ثم بدأوا يتحدثون عن تلك المنطقة التي يتجهون إليها ونظر خالد إلى يامن وقال :انت قلت لي قبل كده إن المنطقة الغربية بها سوق كبيرة.. بيتم فيها بيع وشراء جميع منتجات زيكولا الزراعية أو الصناعية..
فأجابه يامن: نعم.. تلك المنطقة يقصدها الكثيرون رغم بعدها عن منطقتنا وقاطعته أسيل: ولكنها أكثر قربًا إلى منطقة الحاكم التي نمر أمامها الآن.. فنظر خالد عبر النافذة فوجد قصور المنطقة الوسطى
وأكمل يامن: وقريبه ايضا من المنطقة الجنوبية.. منطقة الزراعة، وعُرفت دائمًا أنها أرض الشراء والبيع في زيكولا.. وأن الأسعار بها أرخص كثيرًا من مثيلاتها في المناطق الأخرى.. فيلجأ إليها الكثيرون من أهالي زيكولا..
ّفتحدثت أسيل: إنها منطقة تجار زيكولا.. وهم يعيشون بها رغم أنها منطقة يصعب العيش بها..
ثم أكمل يامن: ومنذ سنوات قريبة أصبحت المنطقة المنافسة لمنطقتنا في صناعة الطوب من الصخور.. بعدما بدأوا يستغلون طبيعتها الصخرية في صناعة الطوب مثلنا، وبها الكثير من العمال الأقوياء، منهم إياد صديقي..
فصمت خالد.. ثم ضحك ساخرًا: كان في الأول هدفي إني ألاقي الكتاب، ولقيت الكتاب.. دلوقتي هدفي إني ألاقي رأس مجهولة..
ثم عاد بظهره إلى مسند المقعد الذي يجلس عليه، وأكمل ساخرًا من نفسه في
حزن: خايف ألاقي الرأس، يكون عليّ إني ألاقي حاجة تانية غيرها..
ْفابتسمت أسيل: وإن كان.. ستجد كل ما تريد.. أنت القويّ .. أنت الذكيّ .. أنت تختلف عن غيرك ياخالد.. أنت من وجدت كتابك وأنت من وجدت حلّ لغزه.. وأنت من ستخرج نفسك من هنا.. فابتسم يامن وظل يترقب خالد وأسيل حتى ساد الصمت داخل العربة..
غربت الشمس، وحلّ الظلام بالسماء.. وعاد يامن بظهره إلى الخلف، وأغمض عينيه و كأن النعاس قد غلبه.. أما أسيل فلم تفارق عيناها السماء..
حتى صاحت بخالد: انظر هناك.. ثم أشارت إلى السماء: إنه أسيل..
فنظر خالد إلى السماء ونظر إلى ذلك النجم اللامع ثم نظر إليها: أنا بتفاءل به، وبتفاءل بوجهك يا أسيل..
فاحمر وجهها خجلا كعادتها.. وابتسمت، وظلت تنظر إلى النجم بالسماء، وخالد ينظر اليها ويبتسم حين يجدها تحرّك رأسها وعينيها مع ذلك النجم مع مرور العربة.. لا تريد أن يغيب عنها لحظة واحدة.. ثم يضحك حين ينظر إلى يامن فيجده قد انزلق بجسده بين المقعدين، وقد تعمّق في نومه.. حتى نظر عبر النافذة بعيدا فوجد نيرانا بعيدة، فعلم أنهم قد اقتربوا من تلك المنطقة التي يقصدونها..
وصلت العربة إلى أطراف المنطقة الغربية فأيقظ خالد يامن على الفور، ففتح
عينيه في ابتسامة حين وجد نفسه منزلقا داخل العربيه ثم نهض وعدل من جلوسه وملابسه
ثم تحدثت أسيل: سنتجه الآن إلى مكان لنبيت به حتى الصباح.. هنا يوجد مكان خاص لطبيبة الحاكم.. أنا.. ولمساعديّ .. أنتما..
فابتسم يامن: رائع.. خشيت أن أنام على جانبي أحد الشوارع مثلما يفعل صديقنا دائمًا..
فابتسم خالد، ثم أكملت أسيل: سنبدأ عملنا في الصباح، وبعد الظهيرة لن أحتاج مساعدتكما.. فاذهبا لتبحثا عن مخرج ذلك السرداب..
بعدها توقفت العربة أمام أحد البيوت، ونزل الثلاثة.. تتقدمهم أسيل، ويليها خالد.. ثم يامن والذي حمل جميع الحقائب ومن بينهم أغراض خالد واتجهوا إلى داخل ذلك البيت حيث كان أحد الأشخاص في استقبالهم..
في صباح اليوم التالي نهض خالد مسرعًا وأيقظ يامن.. ثم اتجها مع أسيل إلى عملها.. ومعهم ذلك الرجل الذي استقبلهم الليلة الماضية.. وأخذوا يتنقلون من بيت إلى بيت وأسيل تفحص كل المرضى.. وإن احتاج أحدهم لضمادة تترك خالد ليضمده ويامن لا يفعل شيئ سوى أن يحمل الحقائب، ويتباهى بملابسه الجديدة وكلما مرت فتاه بجواره يضع الحقائب ارضا ثم ينفض عن أكمامه حتى تمرّ فيحمل الحقائب مجددًا.. وخالد يراه ويضحك.. أما أسيل فكانت تستشيط غضبًا، ولكنها تعود لتضحك حين تجد خالد يضحك لذلك.. وظلوا يتنقلون بين شوارع تلك المنطقة.. وخالد ينظر إلى بيوتها، والتي بدا على الكثير منها الثراء.. ولكنها ليست في ثراء قصور المنطقة الوسطى.. يعلم أنها بيوت تجار زيكولا، ولا بد أنهم أثرياء.. تتكون أغلبها من طابقين، وتمتاز ببراعة
معمارية من الخارج.. وجدران صخرية سميكة، ونقوش مميزة على واجهتها ونوافذها، وليست عتيقة مثل مباني المنطقة الشرقية.. حتى مرّت الساعات فأخبرتهما أسيل بأنها ستكمل مداواة النساء، أما هما فعليهما أن ينصرفا ويبحثا عن هدفهما..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا