مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثالث والعشرون
انصرف خالد ويامن ع الفور وتخلص يامن من ملابسه الجديدة، وارتدى زيّه القديم الذي أحضره معه.. وسارا معًا في شوارع المنطقة الغربية.. يبحثان عن أيّ شيء.. يبحثان عن ذلك الرأس الذي لا يعلمون ماهيته.. حتى وصلا إلى منطقة شاسعة، وبها الكثير من أهل زيكولا.. رجالا ونساء فأخبر يامن خالد بأنها سوق زيكولا الكبير، حتى اقتربا.. فوجد خالد بهذا السوق الكثير من المحاصيل الزراعية والفواكه والخضروات التي يعرفها وبعضها لا يعرفه ولم يره من قبل ويتزاحم الناس حوله وتلك المنتجات التي صنعها أهل زيكولا.. ملابس جديدة جلابيب وقمصان وفساتين.. متراصّة.. رسمت من ألوانها لوحات رائعة.. والبائعون ينادون بأسعارهم من الوحدات والصخب يعمّ المكان وخالد ويامن يتحركان بصعوبة بين هذا الزحام
حتى سأله خالد وقد أعلى صوته كى يسمعه: كيف يشتري هؤلاء الناس؟! ألا يخافون على ثرواتهم؟
فأجابه يامن وأعلى صوته هو الآخر: إن الأسعار هنا ليست باهظة كالمناطق الأخرى كما أخبرتك.. هنا يشترون تلك المنتجات ويأخذونها ليبيعونها في المناطق الأخرى بأسعار أكثر غلاءً للأثرياء.. فيحققون المزيد من الثروة.. ثم أكمل: وهناك سلع كالسلع الزراعية لا نستطيع أن نستغني عنها.. وهم يعرفون جيدا كيف يربحون من تجارتها..
ثم واصلا سيرهما بين الزحام وعيْن خالد تتنقل هنا وهناك.. تبحث عن ذلك الرأس.. ويسأل من يقابلهما عن رأس تمثال أو تمثال شهير بتلك المنطقة.. أو أيّ رأس يعرفونه.. ولكن الجميع أنكروا وجود تماثيل أو أيّ رأس بتلك المنطقة.. حتى أصابهما التعب وجلسا بجوار أحد البيوت وشربا من الماء الذي أحضره يامن معه.. حتى تحدث يامن مُحمّسًا خالد: سنجدها.. أشعر أننا سنجدها يا خالد.. حتى قطع حديثه إليه حين صاح بصوته إلى أحد الأشخاص بعيدا : إيااااد..
ثم جرى نحوه واحتضنه كثيرًا ثم تحدث اليه قليلا وأتى به إلى خالد: إنه خالد الذي قابلته معي يوم زيكولا.. هل تتذكره؟!
فابتسم إياد: الغريب؟!! نعم، إنني اتذكره.. هل أصبحتما أصدقاء؟
ّفضحك يامن: نعم..
فسأله إياد مجددًا: وماذا جاء بكما إلى هنا ؟!! هل تريدان أن تشتريا شيئا ما؟ ثم نظر إلى يامن: ولماذا لم تخبرني بمجيئك سابقا.. أخشى دائمًا مفاجآتك..
ًفضحك يامن قبل أن يسأله خالد: إياد.. تلك المنطقة صخرية؟
فأجابه: نعم.. إنها أكثر المناطق وعورة في زيكولا.. إن الأرض هنا صلبة للغاية.. ولا
تصلح للزراعة..
فقاطعه خالد، وسأله: هل توجد تماثيل في تلك المنطقة.. أبحث عن رأس.. لا أدرى أيّ رأس..
فصمت إياد مفكرا :لا.. تلك المنطقة أسكن بها منذ زمن.. ولا توجد بها أي رؤوس.. لا بد أنكما أخطاتما المكان..
فصمت خالد وبدا عليه التوتر: ولكن الكتاب بيقول أنحت في الصخر.. وإني أكون كالشمس.. وأقرب تفسير للغز هي المنطقة الغربية..
فنظر يامن إلى إياد: أرجوك يا إياد.. أعلم أنك ذكيّ أن خالد صديق فكر معنا.. تذكر ان خالد صديقي، وأريده أن يصل إلى مراده..
فابتسم إياد،وشرب من ماء يامن وأكمل إلى خالد: أنا أوّد ذلك.. ولكنني لا أفهم شيئا مما قلته من حديثك عن الكتاب.. صدقني لا يوجد لديك دليل مما سمعته الآن.. سوى النحت في الصخر.. نعم تلك المنطقة
أرضها الصخرية شهيرة هنا.. حتى يُقال إن طبيعة تلك الأرض الصخرية هي من تحكمت في بناء سور زيكولا.. ولم يكد يكمل حديثه حتى فوجئ الثلاثة بأسيل تأتي إليهم وتلهث وكأنها أتت عدوًا، ووضعت يدها على صدرها.. تريد أن تلتقط أنفاسها، ونظرت إلى خالد والعرق على وجهها، وقالت: خالد.. لقد وجدت ذلك الرأس الذي تبحث عنه..
دق قلب خالد وانتفض بقوة وكل من يامن وإياد هكذا وسألها خالد على الفور: فين؟!
فجذبته من يده: هيّا..
ثم انطلقت ويدها تمسك بيده وتبعهما يامن وإياد وأسرعوا بين الزحام واصطدموا بالكثير من الناس.. وكلما سبّهم أحد ابتسموا له وأكملوا عدوهم وخالد يسأل أسيل عن الرأس ولكنها تبتسم وتطلب منه أن ينتظر قليلا ثم يواصلون تحركهم بين الزحام، وما زالت يداهما متشابكتين.. لا ينفصلان سوى كي يمر أحد الأشخاص بينهما، وما يلبث أن يمر حتى تتشابك اليدان مرة أخرى.. ويامن وإياد يسرعان خلفهما، ويزيحان بأيديهما من يقابلهما.. لا يريدان أن يفقد بصرهما خالد أو أسيل.. حتى خرجوا من السوق إلى أحد الشوا رع الأقل زحامًا وأسرعوا إلى نهايته.. تقودهم أسيل وما زالت صامته لا تريد أن تتحدث.. وخالد يتبعها، وقلبه يدق وأنفاسه تتسارع.. حتى وصلوا إلى الطرف الغربى للمنطقة الغربية، ولم تكن هناك سوى بيوت قليلة أغلبها ليست بفخامة مثيلاتها من البيوت الأخرى بتلك المنطقة وقد ظهر سور زيكولا، وارتفاعه الذي يصل إلى خمسة طوابق فتوقفت اسيل وحاولت ان تلتقط أنفاسها.. ثم أشارت أمامها
وقالت: انظر هناك..
فنظر خالد أمامه، ونظر معه يامن وإياد.. يبحثون عن رأس بذلك المكان فلم يجدوا شيئ
حتي سالها خالد: فين؟!
فابتسمت أسيل، وما زالت أنفاسها سريعة: انه ليس راس تمثال كما خيّل إليك وإلينا..إنه رأس آخر تمامًا.. فاندهش ونظر مجددًا، ولكنه لم يفهم ما تقصده حتى نطقت: خالد.. انظر إلى سور زيكولا ذاته..
فنظر الثلاثة إلى سور زيكولا الذي كان يبعد عنهم قرابة المائة مترًا..
فسألها خالد: أتقصدين ما أفكر به؟
فابتسمت: نعم.. ثم أكملت: انظر إلى سور زيكولا في تلك المنطقة وانظر إلى مساره وكيف تم تصميمه.. ثم تابعت وخالد ينظر إلى السور يتأمّله: لم أنمْ بالأمس وقرأت كتابك وبدأت أفكر بكل كلمة به وحاولت أن أستخدم ذكائي كي أجد هذا الرأس.. ولكنني لم أصل إلى شيء.. حتى شاء القدر أن أداوي عجوزا مريضة بعدما غادرتما اليوم.. وأخبرتني صدفة أن طبيعة تلك المنطقة الصخرية تحكمت في بناء سور زيكولا كما أخبرها القدامى.. وهنا بدأت أفكر من جديد.. فقاطعها إياد: نعم.. إنني كنت سأخبرك بأن أرض المنطقة الغربية على هيئة مثلث يحيط بها سور زيكولا، لولا أن قاطعتنا الطبيبة..
فأكملت أسيل : نعم يا خالد إنها المنطقة الوحيدة في زيكولا التي شيد بها سور زيكولا كضلعي مثلث.. بينهما زاوية منفرجة.. ثم صمتت، وأكملت : انظر إلى تلك الزاوية يا خالد بين ضلعي السور الضخمين.. إن كنا نراها نحن زاوية من الداخل فهي في التوقيت ذاته الرأس من الخارج.. رأس المثلث.. فصاح يامن بعد أن تركهم، واقترب من السور الضخم: انظروا..
فاقترب الثلاثة منه فأشار إلى رسمة صغيرة منحوتة بجدار تلك الزاوية، وأكمل: توجد رسمة لشخص ما.. ولكني لا أعرف من هو..
فردّ خالد في لهفة بعدما تذكر شيئا: الرسمة.. أنا شفت الرسمة دي مرة قبل كده.. الرسمة دي تشبه رسمة نفس الرجل الغني اللي كانت في السرداب، وكنت عايز أصوّرها.. ومن بعدها حصل انهيار السرداب..
فتحدث يامن مبتسمًا: هذا دليل أن ما قالته أسيل صحيح.. فدق قلب خالد بقوة وتحدث هادئ: نعم أعتقد أن أسيل على صواب.. وجود تلك الرسمة هنا يؤكد ذلك لابد أن صاحب الكتاب من نقشها، وأدرك أنه لن يعرفها إلا شخص عبر سرداب فوريك..
شخص سعى بكل ما لديه كي يصل الي حل لغزه ويستحق الوصول إليه، ولكني
لم أكن أتخيل أن يكون الرأس رأس مثلثٍ ضلعاه سور زيكولا ذاته!!
ثم نظر إلى أسيل :أنا بشكرك يا أسيل لأنك استخدمتي ذكائك، وقدرتي توصلي لحلّ لغز كان صعب إني احله لوحدي
ّفسألته: خالد.. لماذا لا أراك سعيد بإيجادنا الرأس الذي نبحث عنه..
فصمت قليلا ثم اجابها :إن اللغز يقول إن الباب أمام الرأس مباشرة..ثم أكمل: هذا يعني أن باب السرداب خارج هذا السور..
فصمتوا جميعًا كأنهم لم يفكروا في ذلك وزالت فرحتهم
حتى نطق إياد: علينا أن نغادر هذه المنطقة الآن.. إن حراس سور زيكولا لا يحبون أن يتواجد أحد بالقرب منه.. وهم يمرّون بين الحين والآخر..
ابتعد الأربعة عن سور زيكولا ووقفوا مجددًا على بعد قرابة المائة مترًا منه..
وقال يامن: إن كان باب ذلك السرداب خارج سور زيكولا فلماذا ذكر صاحب الكتاب أن من يريد أن يعود إلى بلده فليمر بزيكولا اولا؟
ًفردت أسيل: حين قرأت الكتاب بالأمس ذكر صاحبه أن سور زيكولا لم يكن قد اكتمل بناؤه حتى وقت قريب من كتابته لكتابه.. منذ قرنين.. ثم أشارت إلى سور زيكولا وأكملت: ربما كان هذاالجزء هو الجزء الأخير الذي تم بناؤه.. بعدما استغرق الكثير من
الوقت، كما حكت لي العجوز عما تعرفه.. ثم نظرت إلى خالد: هذا يعني أن صاحب الكتاب حين ذكر أنه عاد إلى وطنك ثم جاء إلى هنا مجددًا قد وصل إلى ذلك المخرج قبل اكتمال بناء السور.. ثم ذكر أنه لم يغادر بعدها..ربما كان لحبه لزيكولا كما كتب ذلك.. أو لاكتمال بناء السور.. فزاد ذلك من اللغز تعقيدا ولكنه ترك تلك الرسمة دليلا
ًقويا لمن يصل إلى هنا..
ثم صمتت فتحدث خالد، وظهر اليأس على وجهه :ده معناه إني لازم أنتظر تاني يوم زيكولا.. وأخرج يوم فتح باب زيكولا، وأقدر أوصل لمخرج السرداب من خارج زيكولا..
فقال إياد: هذا مستحيل يا صديق..
فردّ خالد وتبدل يأسه إلى توتر: لماذا؟
فردّ إياد: إن الأرض ممهدة داخل زيكولا، وهذا نتاج قرون طويلة من عمل أهلها.. ولكن
خارجها، خارج هذا السور.. تختلف الطبيعة عن هنا كثيرًا، إن زيكولا هي غرب عالمنا.. لا توجد بلاد أخرى في هذا الاتجاه الغربيّ .. أو على جانبيها الشماليّ أو الجنوبيّ .. إن جميع البلدان توجد شرق زيكولا فقط. . لم نسمع يومًا عن أحد مرّ بجانبها على الإطلاق.. ويقولون أن الأرض بجوارها تختلف بين الجبال العالية والكثبان الرملية، والرمال المتحرّكة.. هذا يعني الهلاك لكل من يفكر فيما تفكر فيه.. لم ولن يمر أحد بجانبها..
ثم جلس بمكانه، وأكمل : لهذا لا تخشى زيكولا أيّ هجوم من البلاد الأخرى سوى من اتجاه الشرق والذي يحميه سور زيكولا القويّ .. ثم صمت، وتابع: وجود الرأس خلف هذا السور لا يعني سوى شيء واحد.. أنه قد حُكم عليك بالبقاء هنا طوال حياتك..
فظهر الغضب والحزن على وجه خالد، ونظر إلى أسيل: أخبرتك أنني حين أجد الرأس سأبحث عن شيء جديد.. كنت أعلم هذا.. إنها دائرة أدور بها.. ليس لها نهاية..
ثم جلس، ووضع رأسه بين يديه: لا بد من وجود حل.. لا بد..
ووضع يامن رأسه بين يديه هو الآخر، وحدث نفسه: الباب أمام الرأس..
حتى أسيل ظلت تتحرك جيئة وذهابا وتحدث نفسها: علي أن تكملي تفكيرك يا أسيل.. معرفتك للرأس ذاتها لم تكف.. إنك من أذكى أذكياء زيكولا.. لا بد وأن تجدي
حلا..
أما إياد فظل ينظر إلى السور، ويُقلب نظره بين أركانه.. حتى نهض خالد، وأشار إلى
السور : لابد أن أخرج.. لن أمكث هنا وأعلم أن عودتي إلى وطني خلف هذا السور..
ثم نظر إليهم: إن الكتاب يقول : انحت في الصخر.. هذا يعني شيئا واحدا..
فسألته أسيل: ماذا؟
فأجابها: أن أنحت في السور ذاته.. وأعبر إلى السرداب عن طريقه..
فسأله إياد متعجبًا مما قاله: تنحت في السورذاته؟!! تريد أن تجعل مخرجك من زيكولا سور زيكولا ذاته؟!!
فأجابه خالد في هدوء :نعم.. هل يوجد حل آخر؟
فأجابه اياد: إنه ليس بالحل يا صديق.. إن فكرت في ذلك فلن تنتظر يوم زيكولا
حقا.. لأنك ستقتل على الفور.. ألا ترى هؤلاء؟!
ثم أشار إلى مجموعة من الجنود يسيرون في صفين، ويرتدون دروعًا، ويحملون بأيديهم
ًسيوفا :إنهم حماة سور زيكولا.. لا يفارقونه.. مهمتهم فقط أن يحموا هذا السور.. ثم أخذ نفسًا عميقا، وأخرجه :هنا في زيكولا ربما تقتل كي تعيش.. تسرق كي تأكل.. تفعل ما تشاء.. إلا شيئا واحدا.. فقاطعه يامن :أن تخدش سور زيكولا..
ثم أكمل إياد: ربما نقش صديقك صاحب كتابك تلك الرسمة وقتلوه..
فتحدثت أسيل: خالد إن سور زيكولا أهمّ رمز هنا.. حتى إن تركك الحراس تفعل ذلك.. فلن يتركك أهالي تلك المنطقة.. إنهم يؤمنون أن سور زيكولا من أسرار قوتها، ولن يسمحوا لأحد أن يقترب من قوتهم ما تفكر به محال يا خالد....
فصمت خالد ثم صاح: إيه الحل؟ هل ستمنعونني إن فعلت ذلك؟
فصمتوا جميعًا.. حتى ابتسمت أسيل وقالت: أنا لن أمنعك يا خالد.. وابتسم
يامن: وأنا بالطبع لن أمنعك.. ولكن هؤلاء الحراس قد وُضعوا خصيصًا لحماية هذا
السور.. ولا تستطيع حتى رشوتهم..
فصمت خالد ثم نظر إلى أسيل :كم ستبقين في تلك المنطقة؟
فأجابته: لديّ الكثير من العمل هنا.. ويكفيني أن أعمل هنا.. سأبقى حيثما أشاء.. وأنت؟
فأجابها: أنا لن أعود إلى المنطقة الشرقية مجددًا.. سأظل هنا حتى أخرج من
زيكولا.. ثم نظر إلى يامن فابتسم: وأنا أستطيع أن أجد عملا هنا.. ويكفيني أن أظل بجوارك، وبجوار صديقي إياد..
حتى تحدثت اسيل :يجب أن نعود إلى المسكن الآن حتى لا يرتاب هؤلاء الجنود بنا.. وهناك نستطيع التفكير بعد أن نتناول طعامنا..
فنطق خالد: حسنا
عاد خالد ويامن وأسيل إلى المسكن المخصص لهم وصاحبهم إياد.. ثم تناولوا طعامهم الذي أعده مضيفهم حتى انتهوا منه فجلسوا ليفكروا من جديد
ونطق خالد يائسًا: وصولي للسرداب من خارج زيكولا مستحيل.. ووصولي له عبر سور زيكولا مستحيل.. ثم زفر زفرة قوية وصمت..
فابتسمت أسيل وقالت: ستجد الحل يا خالد.. لن يضيع تعبك هباءً..
وابتسم يامن: نعم يا خالد... لا بد وأن هناك حلا ستجده.. لقد قطعت شوطا كبيرا .. ثم نظر إلى إياد: يا صديقي.. إنني اعم منذ صغرنا كم انت بارع ف ايجاد الحلول فكر معنا
ّفأكمل خالد إليه: فكر معنا يا اياد.. ان وجدت الحل ساعطيك من ذكائي ما استنفذته ف تفكيرك
فابتسم إياد: حسنا ..سأفكر.. ولن اتركك حتى أجد لك حلا ثم صمتوا مجددًا، وكل واحد ينظر إلى الآخر.. لا يجد ما يقوله، وأسيل تنظر إلى خالد.. تخشى أن تقول أنها لا تجد حلا فيزداد اليأس بقلبه ويامن يضرب برأسه
ويحدثها: فكري ..
حتى نهض إياد: عليّ أن أغادر الآن ..
فسأله يامن مندهشا :أين تذهب؟ !
ّفأجابه: ان الشمس قاربت على الغروب.. سأترككم، وسأعود إليكم لاحقا ثم نظر إلى خالد: أتمنى أن أعود فأجدك قد وصلت إلى بابك..
ثم غادر وظل الثلاثة كما هم.. يفكرون، والوقت يمر.. وخالد يقلب في كتابه.. يود ان يجد شيئا يصل به إلى سردابه، ولكن دون جدوى.. حتى حلّ الظلام، وأنيرت المنطقة الغربية وبيوتها بالنيران.. فنظر خالد إلى أسيل :عليك أن تذهبي إلى حجرتك الآن.. لابد أن تنالي قسطا من الراحة.. ثم نظر إلى يامن :وأنت أيضا خد قسطا من الراحة.. لن يفيدنا إجهادنا اليوم.. لقد تعبنا بما يكفي.. سنستريح الآن، ونكمل تفكيرنا غدا
فسألته أسيل: وأنت ستنال راحة؟
فابتسم خالد: لا.. سأظل أفكر.. لن يغمض لي جفن ورأسي تفكر بذلك المخرج.. إنه مصيري يا أسيل..
فابتسمت: حسنا وانا ساظل افكر معك
ّفنظر إليها: أنا لا أريد أن أزيد من تعبك اليوم.. أعلم أنك تريدين مساعدتي، ولكن لديك عملك غدا، لا يجب أن تغفليه.. يجب أن تظلي طبيبة زيكولا الأولى..
فابتسمت أسيل، وكادت تتجه إلى حجرتها.. حتى دخل إياد فسأله يامن على الفور هل وجدت الحل؟
فسألهم أن يجلسوا.. ثم نظر إلى خالد: حين خرجت من هنا، اتجهت إلى حيث كنا.. بالقرب من سور زيكولا.. ثم صمت وأكمل: لم أجد لك إلا ثلاثة حلول..
فنظروا إليه متلهفين.. فأكمل: الحل الأول.. أن تظل في زيكولا طوال حياتك.. والحل الثاني.. أن تنتظر حتى يوم زيكولا، وتخرج إلى مصيرك، وتحاول أن تصل إلى باب سردابك، وهذا يعني هلاكك أيضا ..
فصاح به يامن غاضبًا: هل جئت لتهزأ بنا.. نحن نعرف ذلك..
فابتسم إياد: انتظر.. هناك حل آخر..
ًفسأله خالد متلهفا :إيه هو؟!
فتحرك إياد، وجلس بجواره، و تحدث بصوت هادئ :أن تعود إلى بلدك قريبًا.. ثم أكمل بعدما صمت برهة: ولكن بعد أن تفقد الكثير من ذكائك..
فسأله خالد: ماذا تعني؟ !
فقال إياد: تعالوا معي..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا