مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثالث عشر
فصمتت أسيل وكأنها تفكر ثم قالت: إنني لم أسمع عن هذا الكتاب من قبل.. ثم سألته:ماذا ستفعل؟.. هل ستسأل كل شخص عن هذا الكتاب؟فأجابها:- أنا هدوّر على الكتاب في كل مكان.. لازم ألاقي الكتاب.. أكيد الكتاب ده هو اللي هيجيب عن كل أسئلتي..
فابتسمت أسيل: أتمنى أن تجده.. وأن أستطيع مساعدتك يا خالد.. ثم نهضت: عليّ أن أغادر الآن.. لقد تأخر الوقت كثي را، ولديّ الكثير من العمل بالغد.. أظن أننا تحدثنا بما يكفي لحديث شهر كامل.. ثم أكملت، وهي تسير : ولكنني أحببت هذا الوقت معك يا خالد..
غادرت أسيل، وظل خالد يقظا.. يفكر كثي را ثم يقطع تفكيره بابتسامةٍ حين يتذكر حديثه مع أسيل.. وظ ل هكذا حتى أشرقت الشمس دون أن يغفو له جفن.. فاتجه مسرعً ا إلى مكان عمله.. وكعادته قابل من يأخذون منه الوحدتين مقابل حمايته.. فآثر أن يعطيهم الوحدتين.. ثم وجد يامن فنادى عليه: يامن..
رد يامن:أهلا خالد..
خالد :عايز منك طلب.. عايز أشتري حصان ..
فسأله في دهشة: حصان؟!!
خالد :أيوة
يامن :لماذا؟!!
فلم يجد مف را إلا أن يخبر يامن بالحقيقة.. وأنه يريد ذلك الحصان كي يبحث عن الكتاب في جميع مناطق زيكولا.. حتى بدا يامن وكأنه لا يصدقه.. ولكن هذا لم يشغل بال خالد.. و طلب منه أن يدله على مكان لبيع وشراء الأحصنة.. حتى نظر إليه يامن متجاهلا قصته: إن هذا سيكلفك كثيرا.. ربما يكلفك مائة وخمسين وحدة..
رد خالد : أنا موافق ..
فتابع يامن : خالد.. هذا سيأخذ من مخزونك الكثير..
خالد :مش مهم.. المهم إني ألاقي الكتاب..
يامن :حسنا كما تريد.. سأخبرك أين تجد مكانا تبتاع منه حصانا قويًا.. ولكن أين ستبحث؟.. نحن هنا في المنطقة الشرقية حيث باب زيكولا وأرض الاحتفال
وصناعة الطوب.. هناك أربعة مناطق أخرى غيرنا.. المنطقة الشمالية، والمنطقة الجنوبية، والمنطقة الغربية، والمنطقة الوسطى التي يوجد بها الحاكم.. وكل منطقة تختلف عن الأخرى وعن منطقتنا.
فأجابه: أنا هدوّر في كل مكان.. لازم ألاقي الكتاب.. أو اللي اشتراه.
فسأله يامن: وعملك؟ !
رد خالد: عندى مخزون كبير زي ما قلت..
يامن :خالد.. أخشى أن تقترب من مخزونك كثيرا فتندم على ذلك..
خالد :ده أمل مقدرش أتركه.. ع رفني بس منين أشت ري حصان ..
يامن :حسنا.. ولكن ماذا إن وجدت الكتاب.. ولم تجد به ما ينفعك.. وقد أنفقت الكثير من ثروتك ، وجاء يوم زيكولا؟!
أجابه خالد: لو جه يوم زيكولا.. أعتقد إن هيكون فيه كتير أفقر مني.. وأنا واثق إني بالكتاب ده هقدر أرجع لبلدي.. حتى لو فقدت أكبر قدر من الذكاء..
فصمت يامن قليلا.. ثم قال: ولكنك نسيت شيئا هامًا لا تعرفه.. إن نجحت في ذلك و فقدت جزءًا كبيرا من ثروتك.. ستعود إلى وطنك كما خرجت من هنا.. مريضا.. لست ذكيًا على الإطلاق.. لن يميزك عن غيرك سوى شيء واحد.. فسأله خالد متعجبً ا:
خالد :إيه هو؟
رد يامن: الغباء يا صديقى..
أخبر يامن خالدا بأنه تجاهل شيئا لا يعرفه، وأنه إن فقد ثروته مقابل ذلك الكتاب، سيخرج من زيكولا كما هو.. أقل ذكاءً .. لا يمتلك إلا الغباء.. فاتسعت
حدقتا عينيه وكأن صاعقة أصابته: إيه؟!!.. انت بتقول إيه؟!
رد يامن: تلك هي الحقيقة يا خالد.. عليك أن تحتفظ بذكائك حين تخرج من زيكولا حتى تعود إلى بلدك كما كنت.. أو تعمل وتحقق ثروة فتعود أكثر ذكاءً .. أما إن فقدت ذكاءك هنا وقد خرجت .. ثم صمت قليلا وأكمل : فكيف تسترده بعد ذلك؟
فصمت خالد مرة أخرى من الصدمة.. و حدث نفسه في ضيق:
- الكتاب أو الغباء.. ثم غضب، وترك يامنا الذي علا صوته تجاهه:
- ماذا ستفعل.. أما زلت تريد أن تشتري حصانا؟
فلم يجبه وسار هائمًا مبتعدا عن مكان العمل، لا يعلم ماذا سيفعل وماذا يقرر ..
غادر خالد مكان عمله.. وما إن غادر حتى وصلت أسيل إلى ذلك المكان، وكأنها تبحث عنه.. وسألت بعض الفتيان أين تجده.. فأخبروها بأن تجد يامنا صديقه المقرب.. حتى وجدت يامنا الذي كان يعمل بتقطيع الصخور .. فسألته: أنت يامن؟
ًفنظر إليها مندهشا: أسيل الطبيبة !!.. نعم، أنا يامن ..
فسألته: أين خالد؟
فزادت دهشته، وسألها: تريدين خالدا؟!
ردّت: نعم ..لقد غادر العمل غاضبًا..
فسألته في لهفة: لماذا؟! إنها قصة طويلة.. ربما لن تصدقيها..
ًفصمتت قليلا ثم سألته: الكتاب؟!
يامن :أتعرفين قصة الكتاب؟!
أجابته :نعم.. أعرف كل ش يء.. لماذا غادر غاضبًا؟
فأخبرها بقصة ذلك الحصان الذي يريد خالد شراءه كي يبحث عن الكتاب في
أرجاء زيكولا.. وأكمل حديثه حين قال: والآن لا أعرف أين هو.. فابتسمت أسيل :ولكنني ربما أعرف ..ثم شكرته، وغادرت.. و ابتسم يامن حين غادرت قائلا: لم أرها في حياتي تهتم بشخص هكذا ..
وصل خالد إلى شاطئ البحيرة مرة أخرى ، وجلس والحزن والضيق يكسيان
وجهه.. ثم اتجه إلى أغراضه بجوار شجرة البحيرة.. وأخرج أقلامه وأوراقه التي
اشتراها.. وقرر أن يكتب أي شيء.. لا يدري ماذا يكتب، ولكنه يعلم أنه لا سبيل للخروج من ضيقه سوى أن يكتب.. كما كان يفعل دائمًا حين يرفضه والد منى، وكان يكتب وريقاته، ويعلقها على حائط غرفته.. وأمسك بقلمه.. وبدأ يرسم خطوطا، ويكتب كلمات غير مفهومة.. حتى كتب: "ماذا أفعل؟.. بعدها فوجئ بأسيل تقترب منه.. وقالت مبتسمة : كنت أعرف أننى سأجدك هنا.. وسألته: لماذا لم تعمل اليوم؟
فأجابها غاضبًا : وأشتغل ليه؟!.. أنا كرهت كل حاجة هنا ..
فابتسمت في هدوء ..تريد أن تخفف من غضبه: حسنا.. ماذا فعلت بعدما تركتك بالأمس؟
فأخبرها بأنه لم يفعل شيئا .. وظل يقظا حتى أشرقت الشمس فتابعت: لست وحدك من أصابك الأرق ..
ًأنا أيضا لم أنم..
فنظر إليها في دهشة.. حتى أكملت: كنت أفكر كيف تجد كتابك..
ثم سارت بضع خطوات بعيدة عنه.. بعدها التفتت إليه وقالت: تريد أن تبحث في كل مناطق زيكولا.. وأنا أريد أن أساعدك في هذا..
ثم ابتسمت: وهنا في زيكولا لا أحد يساعد غيره دون مقابل..
ًثم صمتت برهة وأكملت: وأنت لا تريد أن تعمل.. ثم نظرت إلى أسفل:
ولهذا لن أستطيع مساعدتك ..ثم سارت بضع خطوات أخرى .. و تحدثت إلى نفسها بصوتٍ يسمعه خالد : ولكن ربما يفكر خالد الذكي.. ويريد أن يعمل.. وبعدها قد يساعده عمله..
فنظر إليها خالد :أنا مش فاهم حاجة ..
فابتسمت أسيل:خالد.. أنا أذهب إلى كل مناطق زيكولا عدا المنطقة الشمالية.. وجئت إليك اليوم كي اقدم لك عرض..
فسألها في دهشة: عرض؟!!
أجابته: نعم.. ما رأيك أن تأتي معي إلى تلك المناطق، وتعمل مساعدا لي جزءًا من اليوم.. وقد أعيرك أحد أحصنتي إن احتجته باقي اليوم لتبحث عن صاحب الكتاب كما تشاء بالمكان الذي نتواجد به..
ثم أكملت وأشارت إليه بأصبعها:ولكن عليك أن تعود إلي مبكرا في اليوم التالي.. أنا أحب أن يلتزم من يعمل معي..
خالد ومازالت الدهشة منطبعة على وجهه: أعمل معك؟!!
اسيل :نعم ..
خالد :بس أنا مبفهمش حاجة في الطب ..
فسألته: وكيف أنقذت الفتى؟!
أجابها:زي ما قلت لك قبل كده، دي دورة إسعافات أولية.. بس مش معنى كده إني بفهم في الطب..
اسيل :حسنا.. أشعر أنك ستتعلم كثي را.. وقد نجد غرقى، فلن أجد أفضل منك لإنقاذهم ..
فسألها: أسيل.. هو انتي الطبيبة الوحيدة في زيكولا؟
ردت: لا.. هناك العديد من الأطباء.. ولكني أكثر مهارة.. وهذا ما جعلني طبيبة الحاكم وأسرته.. وطبيبة زيكولا الأولى رغم سني الصغيرة ..
ثم سألته : هل توافق؟
فصمت مفكرا، وطال تفكيره.. فالتفتت أسيل، وسارت خطوات مبتعدة عنه..
وقالت: أرى أنك حقا لا تحب الطب.. وابتعدت، حتى نطق خالد بصوت عالٍ :أسيل.. أنا موافق..
فابتسمت دون أن تريه وجهها .. وقد ضاقت عيناها بعدما سمعت كلماته.. ثم
توقفت، والتفتت إليه مجددً ا:حسنا يا مساعدي.. عليك أن تعد نفسك، وأن تنام جيدا اليوم.. غدا سنذهب إلى المنطقة الوسطى التي يتواجد بها حاكم زيكولا..
غادرت أسيل، أما خالد فقد امتلك من السعادة ما لم يمتلكه من قبل في زيك ولا..حتى كاد يرقص فرحًا.. و حدث نفسه: أنا مساعد أسيل.. أنا مساعد أسيل ..ثم عاد مسرعًا إلى أغراضه.. وأمسك القلم من جديد، وبدأ يكتب.. بعدما فكر قليلا: "أسيل.. تلك الحورية التي وجدتها في زيكولا.. ربما كنت أظنها جميلة الوجه فقط حين رأيتها للمرة الاولى.. ولكنها تمتلك كل ما هو جميل.. إن اليوم أسعد أيامي في تلك المدينة.."ثم ترك القلم، ووضع الأوراق بجواره، ثم أخفاها بأغراضه.. ونظر إلى ملابسه..
و حدث نفسه بأنه اشتراها حين دخل إلى زيكولا منذ أكثر من شهر، ولا يمتلك غيرها.. فعزم على أن يذهب إلى شوارع المدينة.. وأن يشتري زيا جديدا يناسب وظيفته الجديدة.. وذهب بالفعل، واشترى زيا ليس بغالي الثمن.. وقد اندهش بائع الملابس.. وسأله :
- كيف تشت ري ز ي ا آخر بعد شهر واحد فقط..
ولكن خالد لم يعبأ بذلك.. وعاد إلى شاطئ البحيرة مرة أخرى .. وظل هناك حتى حلّ الليل، وهو ينتظر أن يأتي صباح اليوم التالي في أسرع وقت ..
في صباح اليوم التالي.. نهض خالد من نومه، وكعادته ألقى بجسده في البحيرة ببنطاله القديم.. بعدها ارتدى زيّه الجديد.. وظل في انتظار أسيل حتى وجد عربتها يقود حصانها سائق تقترب.. فأسرع إليها.. وركب العربة بجوارها.. وتحركت العربة في اتجاهها إلى المنطقة الوسطى.. بعدها نظرت أسيل إلى زيّه الجديد:مبارك عليك الزي الجديد..
ضحك خالد: لازم مساعدك يشرفك في أي مكان.. ثم سألها: إحنا هنعمل إيه في المكان اللي احنا رايحين له؟
ردت أسيل: المنطقة الوسطى يعيش بها الحاكم وأسرته.. وقد أرسلوا إلي كي أذهب إلى هناك اليوم.. قد يكون أحدهم مريضا..
فسألها: طب ليه انتي مش ملازمة الأسرة الحاكمة طول الوقت؟!
أجابته:لقد طلب مني الحاكم ذلك بالفعل.. ولكنني رفضت..
خالد في دهشة: رفضتي؟!
أجابته مبتسمة: نعم.. لا أريد أن أكون أسيرة لمكان بعينه.. حتى لو كان الحاكم..
خالد وهو مازال مندهشا:تقدري ترفضي طلب للحاكم؟!
اسيا :إنه حقي.. ولدي من الحرية ما يجعلني أتحكم بإرادتي.. وأنا أحب الانطلاق.. لاأريد أن يقيّدني أحد..
فصمت خالد ثم سألها سؤالا جال بخاطره:هو نظام الحكم هنا في زيكولا ملكي؟
ردت أسيل:لا.. إن حاكم زيكولا يظلّ بالحكم خمس سنوات.. ثم يأتي حاكم غيره يختاره أهل زيكولا..
فاندهش خالد كثيرا: خمس سنوات بس؟!!!
اسيل :نعم ..
خالد :ومفيش تجديد؟!
اسيل :لا.. كل حاكم له خمس سنوات فقط.. ألا تكفي تلك المدة.. أرى أنها كافية لكل حاكم هنا كي يأتي غيره، ويكمل مسيرة التقدم لزيكولا، ويستفيد من أخطاء من سبقه.. ولهذا زيكولا تتقدم عن البلاد الأخرى .. ألستم كذلك في بلدك؟
ضحك خالد ثم فرك شعره.. وصمت، وحاول أن يختلق موضوعًا آخر للنقاش..
ثم حدث نفسه: أنا دلوقتي متأكد إن زيكولا ليست لها أي صلة بالوطن العربى إلا اللغة العربية..
حتى قاطعت صمته أسيل:لماذا الصمت؟
فضحك: لا.. ولا حاجة.. لسه وقت كتير على المنطقة الوسطى؟
فنظرت أسيل من نافذة العربة ثم أجابته:لم يتبق إلا القليل.. ثم تابعت: ستساعدني حين يكون عملي مع الرجال فقط.. أما النساء فلا أريد مساعدتك في شيء..
فضحك خالد مداعبًا لها: ليه؟
فابتسمت ثم أكملت: يمكنك أن تنصرف وقتها.. وأن تبحث عن كتابك.. ولحسن حظك تلك المنطقة صغيرة.. لا يوجد بها سوى قصر الحاكم، وبعض قصور الأثرياء..
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا