#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
يحكى الفصل السادس من قصة أحببتك أكثر مما ينبغى وهى من أروع قصص الحب الرومانسى عن الفتاة السعودية التى سافرت الى كندا للدراسة وقد أحبت شاب زميلها حبا كبيرا وقد عانت ومرت بمشاكل كثيرة مع هذا الشاب من كثرة علاقاته واستهتاره بها وهى مازالت تحبه وهو يحبها ولكنه يكابر تعالو بنا نتابع احداث هذه القصة المثيرة.
صعدت إلى الشقة .. كانت هيفاء تجلس إلى الطاولة تتناول الطعام .. قالت : شأبشرك ..؟ خير ..؟ وأخيرا ..!.. سلحوفتك انفضخت وماتت .. ما بغت تموت !!.. شمتت هيفا بسلسبيل .. إلهي ما أكثر من سيشمتون بي يا عزيز !.. * إذا .. فاسمها ياسمين !.. فهمت الآن .. إلهي كم كنت ساذجة .. اين كان عقلي ؟!.. اتصلت بي خلال إحدى زياراتك إلى مونتريال .. أخبرتني بأنك قد أعددت مفاجأة لي ، كنت في غاية الحماس .. طلبت رؤيتي حالما وصلت ، وطلبت أن تكون هيفاء برفقتي على غير العادة.. تقابلنا في المقهى ، كان بمعيتك كل من زياد ومحمد .. قال زياد : ها قد وصلت جمانة ، ما هي المفاجأة ..؟ ابتسمت وفتحت أزرار قميصك .. قالت لك هيفاء : شالسالفة ! يتطب بقلاس الماي ! كنت تضع ضمادة على صدرك .. انتشلتلها ببطء ، كان موشوما على صدرك الحرف الأول من اسمي باللغة الانجليزية .. حرف الــ ( j ) فوق قلبك ، فوق قلبك مباشرة .. سألتني : ما رأيك حبيبتي ..؟ عزيز ..! .. أجننت .. ماذا لو انتبه لوشمك أحد ؟
! أجبتني بابتسامة : لا يهمني .. لا يهمني غيرك ؟ قالت هيفاء : الحين هذا الي جايبنا عشانه ..؟ .. حسبالي عندك سالفة !.. لم يبدِ أي منزياد ومحمد أي تعليق ، كانا صامتين ..!.. تبادلا نظرات ذات معنى من دون أن يعلقا .. سالتك ليلتها .. ما أمر زياد ومحمد ..؟ أجبتني : يظنان بأنني مجنون ..!.. تعرفين بأن السعوديين لا يحبذون المجاهرة بالحب .. لا أظنُ بأنهما من هذا النوع .. بلى ..!.. على أي حال أنا لا يهمني غيرك ، أنت موشومة في قلبي ولن يأخذك من قلبي أحد .. تلك الليلة ظننت بأنك غارق في حبي حتى الثمالة يا عزيز . لكنني أعرف الآن بأنني كنت غبية وبأنك خدعتني .
اليوم فقط فهمت معنى نظرات زياد ومحمد تلك .. لقد كانا يعرفان بأنك تحاول أن تصيب عصفورين بحجر واحد .. أنا وهي ! اسمها ياسمين ..
ينطق بالإنجليزية جاسمين !jasmine ميدالية مفاتيحك ، السلسلة التي ترتديها .. كلها تحمل الحرف نفسه .. الحرف الأول من اسمي واسمها ! .. الهي ما أخبثك ، أي رجل كنت يا عزيز ؟ .. أي رجل هذا الذي أحببت !.. قرأت رسالتك الالكترونية الأخيرة مئات المرات .. لم تكن طويلة .. لم تذكر لي فيها شيئا يخصني ..
لم تتحدث عنك .. كتبت لي فيها عن حلم .. فقط حلم ! .. أتدرك يا عزيز بأنك كنت كل الأحلام ؟!.. كل الأحلام يا عزيز ، كلها ! .. أتظن بأن الشهادة والعلم بعض من أحلامي ؟! .. لا يا عزيز .
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
هما وسيلة تبقيني هنا لأحلم ! .. لأحلم بك .. بك وحدك .. كنت جيدة يا عزيز ! .. كنت جيدة بما فيه الكفاية .. أصلي واصوم النوافل .. وأتصدق وأكفل الأيتام .. لست بمحجبة لكنني لا أنمص ولا أوشم ولست بمتفلجة ! .. لماذا يطردني الله من رحمته يا عزيز .. لماذا ؟ .. لماذا يحرمني منك .. وأنت لي الدنيا بمن فيها ! تبادلنا مرة محافظ النقود .. فتشت محفظتك وعبثت بمحفظتي ، كنت تقرأ قصاصات الأوراق الكثيرة التي تملأ المحفظة . قرأت إحداها ووجهك تملأه الدهشة .. سألتني : جمان ما هذا ؟! كان إيصالا لجمعية إنسان باسمك .. قلت لك .. كفالة يتيم .. لما هو باسمي ..؟ كفلت يتيما عنك .. منذ متى ..؟ منذ عامين .. حينما كنت في الرياض !.. ولماذا فعلت هذا ..؟ أجبتك : أخشى عليك من النار ترقرقت عيناك بالدمع ولم تعلق .. ليلتها كنت أغالب النوم في فراشي حينما أرسلت لي برسالة هاتفية ، كتبت في فيها : ( تصبحين على خير يا وجع قلبي ) . لا أدري لماذا تتغزل بي هكذا ! دائما ما تصفني بوجع قلبك ! دائما ما أكون ( الوجع ) .. كنا نلعب ومجموعة من الزملاء والزميلات لعبة ( الصفات ) قلت : محمد ذكي ، نجود طيبة .. العنود خجولة ، زياد صديق العمر ..راكان يحب المظاهر ، هيفاء لا تعليق ..! .. سعد ولد حلال .. وصل الدور إليّ وصمتّ ، قال لك المضيف بابتسامة : وجمانة ؟ّ .. ماذا عنها ؟ّ كان زملاؤنا يتغامزون .. فشعرت بالدماء الحارة تتفجر في وجنتي ..
متوقعة سماع غزل حار يذيب الثلوج .. قلت : جمانة ..!.. وجع قلبي !.. وجع قلبك ..! .. لماذا لا أكون ( قلبك ) .. لماذا أكون ( الوجع ) ؟! ألا تجيد سوى العزف على أوتار الوجع يا عزيز ..؟
دائما ما تطلق أوصافا وأسماءا غريبة على كل شيء . حينما أهدينا باتي وروبرت قطا وقطة من فصيلة الهمالايا الجميلة في أحد أعياد الكريسماس .. كانا سعيدين بالهدية .. طلبت منا باتي أن نسميهما ، قلت : فنسم الذكر Aggressive والأنثى Sensitive !.. قال لك روبرت : بل أنت العدائي !.. دائما ما يكون اختيارك مضحكا للأسماء يا عزيز .. كالسلحفاة ( سلسبيل ) والتي أسمتيها على الرغم مني ولا أعرف حتى هذه اللحظة سبب اختيارك لاسمها !..
إقرأ أيضا الجزء الثالث من قصة أحببتك أكثر مما ينبغى
قلت لك مرة : لا شأن لك باسماء أطفالي .. وهل هم أطفال ( الجيران ) ! هم أطفالي أيضا .. لي فيهم مثلما لك .. لكن اختيارك للأسماء مضحك .. لا يا شيخة ! .. تكفين عاد ! .. أول مرة أشوف بدوية اسمها جمانة .. ايش جمانة .. منين جاء ..؟ أتذكر بعد فترة من تعارفنا . سألتني عن أسماء أخواتي .. كنت مستغربا من اسمي .. قلت لك أخواتي .. صبا .. وبتيل .. يا شيخة طيري !.. ايش طيري ؟ تستهبلين ..؟
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
والله العظيم ! ايش الي والله العظيم ..!.. بدو وبناتهم صبا وبتيل ..!.. أمك ايش اسمها ..؟ غابريال ..؟ والهي عاد جت كذا .. الحين اسمك بالله بلعته .. تجين تقولي لي بتيل وصبا ؟! وانت ايش الي مضايقك بالموضوع ؟ ايش حارق رزك ..؟ جدك ايش اسمه بالله ..؟ وانت ايش تبي باسم جدي الحين ..؟ بجد والله .. ايش اسم جدك ؟ عقاب!..انفجرت ضحكا : الحين جدكم عقاب ، وأنت جمانة وصبا وبتيل ؟! يا شيخة وربي لو جدكم لاحق عليكم كان فرغ فيكم الرشاش .. تظن بأن أسماءنا مضحكة وأظن بأن اختيارك للاسماء غريب ، من المؤلم أن تطلق على قط صغير إسم Aggressive .. كاد القط المسكين أن يحمل اسما عنيفا طوال عمره بلا ذنب ..
لولا أن انقذته باتي وطلبت مني أن اسميه والقطة الأخرى ! . أسميت القطة hope والقط Dream فبالأمل والحلم أحيا ، لكنك كنت كل الآمال وكل الأحلام .. فكيف أعيش من دونك ولا حياة لي من دونهما ! .. بلا أمل ولا أحلام .. بلا عزيز !.. * حبُ وحبِ وحبا وحب !!.. مهما اختلفت علامات التشكيل يظل الحب حبا !..
وتظل ( رجُلي ) الذي أحب .. حينما مرضت خلال العيد الماضي وأدخلت على أثر المرض الى المستشفى ..
بقيت معي طوال يومين كاملين .. تنام جالسا على الأريكة أمام سريري ، تقفز من نومك بين الحين والآخر لتتفقد حرارتي وتمسح على جبيني .. كنت مصابة بوعكة غربة ، تصيبني عادة في كل عيد أقضيه بعيدة عن عائلتي ، فيثور قولوني على جسد أعياه الشوق وأشقاه وكأنه تنقصه الثورة . أحبك كثيرا يا عزيز .. لكنني أفتقد عائلتي بشدة خلال الأعياد ، أعياد كندا باردة وإن كانت نار الحب متأججة ، إلا أن نار الشوق أشد حرارة .. كنت أجلس على طرف السرير حينما انهرت باكية ..
.. لما تبكين ..؟ لا أحب الأعياد ..!.. باردة أعيادنا هنا .. احتضنت كفي بداخل كفيك : أتفتقدين ( الماما ) ؟ لكلاهما يا عزيز لأمي ولأبي ..!.. حتى خالد .. اشتقت إليه كثيرا .. كم أتمنى أن اعود .. وانا ..؟
لمن تتركني حلوتي ..؟ لكنك لا تحبني .. سحبت رجلي ووضعت موطئ قدمي على قلبك .. أمتأكدة أنت من أنني لا أحبك ؟ نعم ، متأكدة .. أنظري إليّ !.. ماذا ؟.. أنظري إليّ.. نظرت إلى عينيك البنيتين ، لمعت عيناك برقة جارحة يا عزيز في كل مرة ننظر إلى بعضنا بهذا الشكل أشعر بحرارة تجتاح روحي ارى الحب في عينيك البريئتين فاشتعل .. شعرت بنبضات قلبك تزداد سرعة حتى كادت أن تدفع قدمي من على صدرك ، ضحكت أنا فابتسمت من دون أن ترمش لك عين .. ارايت ..؟
أحبك .. قبلت موطئ قدمي وقلت : أنا عائلتك وأنت عائلتي .. لن تشعري بالوحدة معي .. أعدك جمان .. قلت لك مازحة : ألا يجرح كبرياءك تقبيلك لقدمي ..؟ قلت وأنت تلعقها بلسانك : لا لكن لا تخبري أحدا !.. ضحكت حتى شعرت بالمرض يتبخر من مساماتي .. وكأن تريقاي الحب ولا شيء غيره . في كل شيء أفعله .. أجيد خلق البدايات لكن نهاياتي دائما ما تكون معلقة .. أجيد كتابة القصص القصيرة ، أكتب بعض الأبيات ..
كل ما أتمناه يا عزيز علاقة سوية يكسوها الوضوح والصدق والإخلاص ..
كم تخلل علاقتنا من أكاذيب .. كم تخللها من خيانات وجروح ؟ .. أرى فيك أحيانا سادية عجيبة ، وارى في نفسي خنوعا مؤلما .. كنت مطواعة لك منذ البداية يا عزيز وهذا هو خطأي .. كان لا بد من أن أقاوم جبروتك منذ الأيام الأولى ولكنني لم أفعل .. أعرف اليوم بأن سلوكك معي نتيجة لاستسلامي .. كان لا بد من أن أكون أكثر شراسة .. كان لا بد من أن أكون أكثر قوة .. كان لا بد من أن أقاوم أكثر !..
تدللني دوما بقطتك الصغيرة ، قلت لك مرة : ليتني أملك مخالب القطط .. أجبتني : لكنني أحبك لأنك وديعة كالقطط ..! تفسر خنوعي بالوداعة إذا !.. آه يا عزيز .. كم بودي لوأنتفض عليك ! هجرتك فترة ..
ظننت بأن بعدي عنك سيوقظك ، ظننت بأنك ستشعر بالتهديد وستتمسك بي .. إنتظرتك وانتظرتك وانتظرتك ولم تأت ! .. مضى أسبوع واسبوعان وثلاثة ولم تشفق .. فعدت أستجدي رضاك بعدما شعرت بالخطر !.. تغضب كثيرا حينما أسألك .. أتحبني ..؟ ما رأيك أنت ..؟ أخبرني أتحبني ، نعم ، أحبك .. لا أشعر بهذا .. ما دمت على قناعة بأمر ما ، لما تسألين عنه ..؟ حينما أقول لك بأنني أحبك .. غالبا ما تجيبني : وانا أيضا . فرق كبير يا عزيز بين ( أنا ايضا ) وأنا ( أيضا أحبك ) ، شتان ما بينهما يا عزيز .. تتمسك كثيرا بـ ( أنا أيضا ! ) ولا تدرك كم أشتاق لأن اسمع ( أحبك كثيرا ! ) أو ( وأنا أيضا أحبك ) على أقل تقدير ! .. آه لو تدري كم أحتاج إلى هذه التفاصيل ! .. آه لو تدري كم تؤثر هذه التفاصيل الصغيرة/ الكبيرة ! .. لكنك لا تدري أو فلنقل بأنك لا تكترث ! .. وعدم اكتراثك يوجعني ، يصر عظامي .. يشعرني وكأن حبرا أسود اللون يسري في عروقي ، وكأن قلبي يضخ سوادا حالك الحزن فيؤلم أرجائي .. أتدري !.. عودني والدي في صغري أن يكون لدي حيوان صغير .. على الرغم من أنه يعاني من وسواس النظافة ، وعلى الرغم من كرهه للحيوانات .. إلا أنه يهرع في كل مرة يموت فيها أحد الحيوانات ليجلب لي حيوانا جديدا ..
قلت لي : الوسادة لأكون آخر من تفكري به قبل أن تنامي .. أما عطري فلتملأ رائحتي رئتيكِ وكل ما فيك .. فلا تفكري بغيري أبدا .. لم أكن بحاجة لعطر ووسادة يا عزيز لأتذكرك .. كنت أضع بعضا من عطرك على الوسادة قبل أن انام في كل ليلة .. كنت أشعر وكأنني أنام على صدرك ، بين ذراعيك لكنني أكاد أجزم بأن صدرك أكثر دفئا من وسادتك هذه ! .. أمقعول ما يجري ؟ ! . .من المستحيل أن تنتهي حكايتنا بهذه الطريقة . لا تنتهي حكاية حبنا بهذا الشكل ، نحن لا ننتهي بهذه السهولة يا عزيز ! كنا نجلس في المقهى ذات يوم ، أشرت براسك إلى شاب يجلس وحيدا على الطاولة المجاورة لنا . كان ينظر إلى ساعة يده بين الحين والآخر ..
إقرأ أيضا الجزء الرايع من القصة
يمرر يده على شعره بتوتر ويتلفت كثيرا .. قلت لي : اترين هذا الشاب ؟ ماذا عنه ..؟ أراهنك بأنه على وشك الانفصال عن حبيبته .. لقد برهنت الآن على عروبتك ، ألا تخبرني دوما بأن العرب خير من ينسج القصص !؟ أتراهنين..؟ وكيف سنعرف إن كان سينفصل عن حبيبته أم لا ؟ أمم .. من الواضح أنه بانتظارها .. فلنترقب وصولها .. ما هي إلا دقائق حتى دخلت فتاة جميلة .. قبلها ما أن وصلت إلى طاولته قلت : ركزي ! سألها عن حالها مندون أن ينظر إليها ، كان ينظر إلى يديه .. مسكت يدي وقلت .. أرأيت .. ركزي الآن ! كنا منصتين لما يقولان بفضول وتركيز .. برر لها قراره بالانفصال عنها لعدم التوافق وتقبلت هي قراره بصدر رحب وبلطف لا مثيل له .. قبلها بعد أن تمنيا لبعضهما بعضا السعادة .. ورحلت ! قلت لي : ارأيت الفرق بين الانفصال العربي والانفصال الأجنبي ؟! لا أظن بأنهما مغرمان ببعضهما بعضا .. لا ينفصل العشاق بهذه السهولة ! في عرفنا الشرقي .. دائما ما يرتبط الانفصال بمأساة ، لا نجيد الانفصال برقي .. لا ننفصل بسلام .. وهل تظن باننا لْـۆ انفصلنا يوما سننفصل بها الشكل البسيط
.. أظن بأننا سننفصل بمأساة ! ..وكيف تكون ..؟ لا أعرف ! .. مثلا .. ؟
أمم . قد تتزوجين وتتركينني . قد أتزوج وأتركك .. شيئا من هذا القبيل ..! هكذا إذا !
وهل يهمك كيف ننفصل ؟ بالطبع ..لا يهمني الانفصال لأنني لا أفكر به .. لكنه يهمك لأنك تفكرين به كثيرا ..هذا غير صحيح .. لا أشعر بأنني قادرة على الانتهاء منك يوما .. وهل ينتهي رجل مثلي من امرأة مثلك ؟ لكنك قررت يا عزيز .. قررت أن تنهي ما بيننا بمأساة ! ..
على الرغم من أنك تتنصل دوما من عروبتك وشرقيتك إلا أن أفعالك كلها تدل على أنك شرقي حتى النخاع على الرغم منك ! .انتشلتني طرقات (هيفاء ) على الباب من بعض الألم لتلقيني في الكثير
منه .. دلفت إلى الغرفة بعد أن طلبت منها الدخول .. كانت تحمل
في يدها ظرفا صغيرا تفوح منه رائحة العطر .. العطر ذاته يا عزيز .. ذات العطر ! أأيقظتك ؟ ..
اعتدلت في جلستي بسرعة واشرت إلى الظرف الذي تحمله بيدها : هذا الظرف منه !
قالت بدهشة : وكيف عرف ..؟ رائحته !! .. رائحة عطره ..قالت لي : أعطاني إياه زياد لأعطيك إياه .
مزقت غلاف الظرف والذي أحكمت إغلاقه وكأنك تخشى أن تتسرب منه المشاعر قبل الكلمات ! .. كتبت لي : تحية طيبة ، قد تصلك رسالتي هذه وقد لا تصلك .. قد تخونني الشجاعة وأتلف الرسالة بعد كتابتها .. لا يهمني وصولها مثلما يهمني كتابتها !
قدري أحمق ! .. تؤمنين جيدا بأن قدري أحمق ، فلا تلوميني
على قدر لا قدرة لي على تغيير مساره .. علاقتنا كانت لعبة قدرية لا سلطة لنا عليها ، لا قدرة لمخلوق ضعيف على تغيير قدر سطره قوي كبير.. كبير جدا ! ..
أفتقدك .. أفتقدك بشدة .. يبدو أنني متورط بك أكثر مما كنت أظن .! .. لكنني لن أخنع ولن أطلب منك عودة لأنني أدرك جيدا
بأنك انتهيت مني .. من الغريب أن تكوني أنت اختباري الراهن ،
دائما ما كنت بجواري .. تشدين من أزري وتسندين ظهري بصدر قوي ..لطالما كنت معي .. تساندينني في اختبارات حياتي .. إلهي كيف
تكونين أنت الاختبار يا جمانة ! .. موجع أن تكوني الاختبار ! .. أعتدت على أن أكون قويا معك ،
ألتجئ إليك في ضعفي لتجعلي مني رجلا أقوى .. لكنني لم أخلق فيك القوة كما
فعلت معي ، ولا أفخر بهذا .. كم هو سيئ أن تكون علاقتنا بهذا الشكل ، تشدين من أزري لأحبطك ..تجعلينني قويا لتضعفي ، تحمينني لأهاجمك .. تغفرين لي لازداد قسوة ! .. لا أدري كيف
تمكنت من احتمالي بتلك الصفات طوال تلك المدة ! .. لست بسيئ .. لست بسيئ على الإطلاق لكنني أصبح كذلك معك .. لا أدري لماذا ولم أفهم يوما سبب ذلك .
أفتقدك بشدة .. أفتقد أمانا تحيطنني به على الرغم من خصالي اللعينة ! اشتقت إليك .. اشتقت إليك كثيرا ! .. أكثر بكثير مما كنت
أتوقع ومما تتخيلين .. أخشى أن أكون قد خسرتك ، وأخشى أن
تغفري لي فتحرقينني بمغفرة لا طاقة لي على تحملها ..
علاقتنا كانت أطهر من أن يدنسها مزاج رجل مريض مثلي .. لن أطلب منك
أن تعودي إلى رجل يتركك ليعود فيتركك ، لكن غيابك مر يا قصب السكر .. تصوري كيف يكون غيابك على رجل تدركين جيدا بأنه مدمن سكر ! ..
عبدالعزيز نمت في غرفة هيفاء بعد أن قرأت رسالتك ..
بقيت معي طوال يومين كاملين .. تنام جالسا على الأريكة أمام سريري ، تقفز من نومك بين الحين والآخر لتتفقد حرارتي وتمسح على جبيني .. كنت مصابة بوعكة غربة ، تصيبني عادة في كل عيد أقضيه بعيدة عن عائلتي ، فيثور قولوني على جسد أعياه الشوق وأشقاه وكأنه تنقصه الثورة . أحبك كثيرا يا عزيز .. لكنني أفتقد عائلتي بشدة خلال الأعياد ، أعياد كندا باردة وإن كانت نار الحب متأججة ، إلا أن نار الشوق أشد حرارة .. كنت أجلس على طرف السرير حينما انهرت باكية ..
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
كنت أفتقد والدي .. جلست على الأرض أمامي وعيناك تنضحان حنانا ورقة .. وضعت يديك على ركبتي : ما الأمر يا وجعي ..؟.. لما تبكين ..؟ لا أحب الأعياد ..!.. باردة أعيادنا هنا .. احتضنت كفي بداخل كفيك : أتفتقدين ( الماما ) ؟ لكلاهما يا عزيز لأمي ولأبي ..!.. حتى خالد .. اشتقت إليه كثيرا .. كم أتمنى أن اعود .. وانا ..؟
لمن تتركني حلوتي ..؟ لكنك لا تحبني .. سحبت رجلي ووضعت موطئ قدمي على قلبك .. أمتأكدة أنت من أنني لا أحبك ؟ نعم ، متأكدة .. أنظري إليّ !.. ماذا ؟.. أنظري إليّ.. نظرت إلى عينيك البنيتين ، لمعت عيناك برقة جارحة يا عزيز في كل مرة ننظر إلى بعضنا بهذا الشكل أشعر بحرارة تجتاح روحي ارى الحب في عينيك البريئتين فاشتعل .. شعرت بنبضات قلبك تزداد سرعة حتى كادت أن تدفع قدمي من على صدرك ، ضحكت أنا فابتسمت من دون أن ترمش لك عين .. ارايت ..؟
أحبك .. قبلت موطئ قدمي وقلت : أنا عائلتك وأنت عائلتي .. لن تشعري بالوحدة معي .. أعدك جمان .. قلت لك مازحة : ألا يجرح كبرياءك تقبيلك لقدمي ..؟ قلت وأنت تلعقها بلسانك : لا لكن لا تخبري أحدا !.. ضحكت حتى شعرت بالمرض يتبخر من مساماتي .. وكأن تريقاي الحب ولا شيء غيره . في كل شيء أفعله .. أجيد خلق البدايات لكن نهاياتي دائما ما تكون معلقة .. أجيد كتابة القصص القصيرة ، أكتب بعض الأبيات ..
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
لكنني لم أكمل يوما قصة ولم أختم يوما قصيدة .. قد تظن بأن الأمر بسيط وليس بمعضلة .. لكن هذا ديدن حياتي يا عزيز ! لا رغبة لي بعلاقة معلقة ، بدايتها جميلة ونهايتها مفتوحة .. متى تدرك بأنني تعبت من النهايات المفتوحة ؟! تظن أنت بأن النهايات المفتوحة أسلم وبأنها أخف وطأة .. لكنها تستنزف سنوات غالية من أعمارنا .. تستنزف أحلاما وآمالا كبيرة .. لا أحلم بحب مثالي ولا أرجو علاقة سرمدية ..كل ما أتمناه يا عزيز علاقة سوية يكسوها الوضوح والصدق والإخلاص ..
كم تخلل علاقتنا من أكاذيب .. كم تخللها من خيانات وجروح ؟ .. أرى فيك أحيانا سادية عجيبة ، وارى في نفسي خنوعا مؤلما .. كنت مطواعة لك منذ البداية يا عزيز وهذا هو خطأي .. كان لا بد من أن أقاوم جبروتك منذ الأيام الأولى ولكنني لم أفعل .. أعرف اليوم بأن سلوكك معي نتيجة لاستسلامي .. كان لا بد من أن أكون أكثر شراسة .. كان لا بد من أن أكون أكثر قوة .. كان لا بد من أن أقاوم أكثر !..
تدللني دوما بقطتك الصغيرة ، قلت لك مرة : ليتني أملك مخالب القطط .. أجبتني : لكنني أحبك لأنك وديعة كالقطط ..! تفسر خنوعي بالوداعة إذا !.. آه يا عزيز .. كم بودي لوأنتفض عليك ! هجرتك فترة ..
ظننت بأن بعدي عنك سيوقظك ، ظننت بأنك ستشعر بالتهديد وستتمسك بي .. إنتظرتك وانتظرتك وانتظرتك ولم تأت ! .. مضى أسبوع واسبوعان وثلاثة ولم تشفق .. فعدت أستجدي رضاك بعدما شعرت بالخطر !.. تغضب كثيرا حينما أسألك .. أتحبني ..؟ ما رأيك أنت ..؟ أخبرني أتحبني ، نعم ، أحبك .. لا أشعر بهذا .. ما دمت على قناعة بأمر ما ، لما تسألين عنه ..؟ حينما أقول لك بأنني أحبك .. غالبا ما تجيبني : وانا أيضا . فرق كبير يا عزيز بين ( أنا ايضا ) وأنا ( أيضا أحبك ) ، شتان ما بينهما يا عزيز .. تتمسك كثيرا بـ ( أنا أيضا ! ) ولا تدرك كم أشتاق لأن اسمع ( أحبك كثيرا ! ) أو ( وأنا أيضا أحبك ) على أقل تقدير ! .. آه لو تدري كم أحتاج إلى هذه التفاصيل ! .. آه لو تدري كم تؤثر هذه التفاصيل الصغيرة/ الكبيرة ! .. لكنك لا تدري أو فلنقل بأنك لا تكترث ! .. وعدم اكتراثك يوجعني ، يصر عظامي .. يشعرني وكأن حبرا أسود اللون يسري في عروقي ، وكأن قلبي يضخ سوادا حالك الحزن فيؤلم أرجائي .. أتدري !.. عودني والدي في صغري أن يكون لدي حيوان صغير .. على الرغم من أنه يعاني من وسواس النظافة ، وعلى الرغم من كرهه للحيوانات .. إلا أنه يهرع في كل مرة يموت فيها أحد الحيوانات ليجلب لي حيوانا جديدا ..
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
سألته مرة بعدما كبرت : لماذا كنت تأتي لي بالحيوانات ..؟ قال لي : حتى أعودك على الفقد !.. تنبأ لي والدي بفقد الأحبة منذ الصغر .. لكنه لم يدرك بأن الإنسان لا قدرة له على اعتياد الفقد .. آه يا عزيز .. وكأني أفتقد شخصا للمرة الأولى ، كأنني أواجه الموت .. أشعر وكأنك مت يا عزيز وكأنني أصبحت أرملة !.. لكن كيف أكون أرملة رجل لم أتزوجه يوما ؟!.. تقول لي هيفاء بأنك ابتلاء من الله وبأني مبتلاة .. لكنني صبرت على ابتلائي سنوات فمتى تنقشع الغيمة وتنجلي ؟ راسلت طبيبا نفسيا في أيام حزينة .. قال لي : انت خائفة .. تخشين أن تخرجي من دائرته ، اعتدت على استعباده لك ! لن تتمكني من اجتياز محنتك ما لم تكسري حاجز الخوف ، تخشين الفشل بعيدا عنه .. حاولي .. حاولي أن تكسري الحاجز . أعرف بأن هذا هو جزء من مشكلتي معك#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
أخشى الابتعاد عنك ، أخشى الحياة من دونك .. حاولت الابتعاد لكنني لم أتمكن من ذلك .. نار قربك أخف وطأة من نار بعدك يا عزيز ، قلبي يستعير بعيدا عنك ويتلظى بجوارك ! .. اي حب موحل هذا الذي علقت به ! أي علاقة عقيمة هذه .. ؟! .. * لم تغير عطرك طوال السنوات الأربع الماضية .. تظن بأنه لا بد من أن نختار عطرا واحدا .. نعتاده لفترة طويلة لتذكرنا رائحة العطر بالشخص نفسه .. ولقد كنت محقا !.. لا احب Armani Code ، لا أحب العطور التي يستخدمها الكثيرون ، لكنه عطرك ورائحتك مختلفة به بل رائحته من خلالك مختلفة .. مختلفة جدا !.. أهديتني يوما قنينة عطرك ووسادة وردية اللون ..نقش عليها بخطوط حمراء ( true love ) سألتك : لماذا تهديني وسادة وعطرا ؟قلت لي : الوسادة لأكون آخر من تفكري به قبل أن تنامي .. أما عطري فلتملأ رائحتي رئتيكِ وكل ما فيك .. فلا تفكري بغيري أبدا .. لم أكن بحاجة لعطر ووسادة يا عزيز لأتذكرك .. كنت أضع بعضا من عطرك على الوسادة قبل أن انام في كل ليلة .. كنت أشعر وكأنني أنام على صدرك ، بين ذراعيك لكنني أكاد أجزم بأن صدرك أكثر دفئا من وسادتك هذه ! .. أمقعول ما يجري ؟ ! . .من المستحيل أن تنتهي حكايتنا بهذه الطريقة . لا تنتهي حكاية حبنا بهذا الشكل ، نحن لا ننتهي بهذه السهولة يا عزيز ! كنا نجلس في المقهى ذات يوم ، أشرت براسك إلى شاب يجلس وحيدا على الطاولة المجاورة لنا . كان ينظر إلى ساعة يده بين الحين والآخر ..
إقرأ أيضا الجزء الرايع من القصة
يمرر يده على شعره بتوتر ويتلفت كثيرا .. قلت لي : اترين هذا الشاب ؟ ماذا عنه ..؟ أراهنك بأنه على وشك الانفصال عن حبيبته .. لقد برهنت الآن على عروبتك ، ألا تخبرني دوما بأن العرب خير من ينسج القصص !؟ أتراهنين..؟ وكيف سنعرف إن كان سينفصل عن حبيبته أم لا ؟ أمم .. من الواضح أنه بانتظارها .. فلنترقب وصولها .. ما هي إلا دقائق حتى دخلت فتاة جميلة .. قبلها ما أن وصلت إلى طاولته قلت : ركزي ! سألها عن حالها مندون أن ينظر إليها ، كان ينظر إلى يديه .. مسكت يدي وقلت .. أرأيت .. ركزي الآن ! كنا منصتين لما يقولان بفضول وتركيز .. برر لها قراره بالانفصال عنها لعدم التوافق وتقبلت هي قراره بصدر رحب وبلطف لا مثيل له .. قبلها بعد أن تمنيا لبعضهما بعضا السعادة .. ورحلت ! قلت لي : ارأيت الفرق بين الانفصال العربي والانفصال الأجنبي ؟! لا أظن بأنهما مغرمان ببعضهما بعضا .. لا ينفصل العشاق بهذه السهولة ! في عرفنا الشرقي .. دائما ما يرتبط الانفصال بمأساة ، لا نجيد الانفصال برقي .. لا ننفصل بسلام .. وهل تظن باننا لْـۆ انفصلنا يوما سننفصل بها الشكل البسيط
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
اممم لٱ اظن لْـۆ انفصلنا ( لٱ قدر الله ).. أظن بأننا سننفصل بمأساة ! ..وكيف تكون ..؟ لا أعرف ! .. مثلا .. ؟
أمم . قد تتزوجين وتتركينني . قد أتزوج وأتركك .. شيئا من هذا القبيل ..! هكذا إذا !
وهل يهمك كيف ننفصل ؟ بالطبع ..لا يهمني الانفصال لأنني لا أفكر به .. لكنه يهمك لأنك تفكرين به كثيرا ..هذا غير صحيح .. لا أشعر بأنني قادرة على الانتهاء منك يوما .. وهل ينتهي رجل مثلي من امرأة مثلك ؟ لكنك قررت يا عزيز .. قررت أن تنهي ما بيننا بمأساة ! ..
على الرغم من أنك تتنصل دوما من عروبتك وشرقيتك إلا أن أفعالك كلها تدل على أنك شرقي حتى النخاع على الرغم منك ! .انتشلتني طرقات (هيفاء ) على الباب من بعض الألم لتلقيني في الكثير
منه .. دلفت إلى الغرفة بعد أن طلبت منها الدخول .. كانت تحمل
في يدها ظرفا صغيرا تفوح منه رائحة العطر .. العطر ذاته يا عزيز .. ذات العطر ! أأيقظتك ؟ ..
اعتدلت في جلستي بسرعة واشرت إلى الظرف الذي تحمله بيدها : هذا الظرف منه !
قالت بدهشة : وكيف عرف ..؟ رائحته !! .. رائحة عطره ..قالت لي : أعطاني إياه زياد لأعطيك إياه .
مزقت غلاف الظرف والذي أحكمت إغلاقه وكأنك تخشى أن تتسرب منه المشاعر قبل الكلمات ! .. كتبت لي : تحية طيبة ، قد تصلك رسالتي هذه وقد لا تصلك .. قد تخونني الشجاعة وأتلف الرسالة بعد كتابتها .. لا يهمني وصولها مثلما يهمني كتابتها !
قدري أحمق ! .. تؤمنين جيدا بأن قدري أحمق ، فلا تلوميني
على قدر لا قدرة لي على تغيير مساره .. علاقتنا كانت لعبة قدرية لا سلطة لنا عليها ، لا قدرة لمخلوق ضعيف على تغيير قدر سطره قوي كبير.. كبير جدا ! ..
أفتقدك .. أفتقدك بشدة .. يبدو أنني متورط بك أكثر مما كنت أظن .! .. لكنني لن أخنع ولن أطلب منك عودة لأنني أدرك جيدا
بأنك انتهيت مني .. من الغريب أن تكوني أنت اختباري الراهن ،
دائما ما كنت بجواري .. تشدين من أزري وتسندين ظهري بصدر قوي ..لطالما كنت معي .. تساندينني في اختبارات حياتي .. إلهي كيف
تكونين أنت الاختبار يا جمانة ! .. موجع أن تكوني الاختبار ! .. أعتدت على أن أكون قويا معك ،
ألتجئ إليك في ضعفي لتجعلي مني رجلا أقوى .. لكنني لم أخلق فيك القوة كما
فعلت معي ، ولا أفخر بهذا .. كم هو سيئ أن تكون علاقتنا بهذا الشكل ، تشدين من أزري لأحبطك ..تجعلينني قويا لتضعفي ، تحمينني لأهاجمك .. تغفرين لي لازداد قسوة ! .. لا أدري كيف
تمكنت من احتمالي بتلك الصفات طوال تلك المدة ! .. لست بسيئ .. لست بسيئ على الإطلاق لكنني أصبح كذلك معك .. لا أدري لماذا ولم أفهم يوما سبب ذلك .
أفتقدك بشدة .. أفتقد أمانا تحيطنني به على الرغم من خصالي اللعينة ! اشتقت إليك .. اشتقت إليك كثيرا ! .. أكثر بكثير مما كنت
أتوقع ومما تتخيلين .. أخشى أن أكون قد خسرتك ، وأخشى أن
تغفري لي فتحرقينني بمغفرة لا طاقة لي على تحملها ..
علاقتنا كانت أطهر من أن يدنسها مزاج رجل مريض مثلي .. لن أطلب منك
أن تعودي إلى رجل يتركك ليعود فيتركك ، لكن غيابك مر يا قصب السكر .. تصوري كيف يكون غيابك على رجل تدركين جيدا بأنه مدمن سكر ! ..
عبدالعزيز نمت في غرفة هيفاء بعد أن قرأت رسالتك ..
خشيت أن أموت وحيدة يا عزيز ..
أتذكر ( غيفا ) .. ؟ العجوز السبعينية التي كانت تعاني من سرطان القولون والتي تعرفنا عليها أثناء وجودي في المستشفى ، كانت متمسكة بالحياة ببسالة تحسد عليها ..
وقعنا في حبها منذ اللحظات الأولى .. قابلناها في حديقة المستشفى .. كانت تجلس على كرسي متحرك وفي يدها أنبوب المغذي ،
أتذكر ( غيفا ) .. ؟ العجوز السبعينية التي كانت تعاني من سرطان القولون والتي تعرفنا عليها أثناء وجودي في المستشفى ، كانت متمسكة بالحياة ببسالة تحسد عليها ..
وقعنا في حبها منذ اللحظات الأولى .. قابلناها في حديقة المستشفى .. كانت تجلس على كرسي متحرك وفي يدها أنبوب المغذي ،
أشرت برأسك إلى حيث تجلس :جمان ، أنظري إلى تلك العجوز ! .. كانت تسرح شعرها تحت الشجرة .. قلت لك : ماذا عنها ..؟
Oh my lord! .. She is so sweet !
ربَت على شعرك : اذهب وقبلها ..ألا تغارين ..؟
لن أغار من عجوز !..ما راح تطينين عيشتي لو بستها ؟ لا ..ما رح تخربين بيتي ؟ ضحكت : كلا ..
سحبتني من يدي : تعالي معي إذن !.. ابتسمت لنا ببشاشة عندما اقتربنا منها .. قلت لها : صباح الخير ..
صباح الخير ...سالتها : كيف حالك سيدتي ..؟ أنا بصحة جيدة ، ماذا عنك ..؟ أنا بخير ، شكرا لسؤالك ..انحنيت عليها .. سيدتي ! هذا الرجل الوسيم معجب بك ..
نظرت إليك وقالت بحميمية : حقا ؟! .. كم أنا محظوظة ! ضحكت أنت : إلهي ، لا أستطيع أن أتخيل كم كنت جميلة في شبابك !
ابتسمت بسعادة : كنت خلابة ! . لكن زوجتك اجمل مني بكثير ..نظرت إليَ بعينين رقيقتين : زوجتي ! .. زوجتي أجمل امرأة في الدنيا ..قالت : هل انتم من أسبانيا ..؟
قلت لها : لا ، نحن من السعودية ..سألتك بدهشة : وما هي السعودية ؟
أجبتها أنا : دولة عربية في الشرق الأوسط ..لا اعرفها ..قلها لها أنت : الدولة الغنية المصدرة للبترول ..لا أعرف بلدكم ! ..قلت لها : بلدنا منبر الدين الإسلامي ! ، حيث المقدسات الإسلامية ..
هزت رأسها : نعم نعم بالتأكيد !ضحكت : نحن من بلده !
ارتفع حاجباها بفزع : إلهي ! .. أنتم من القاعدة ! ..
أتذكر كيف ضحكنا ، كدنا ان نقع من شدة الضحك ! كانت لطيفة وخفيفة ظل .. جلسنا معها طوال اليوم .. شرحنا لها من أين جئنا وكيف نعيش في بلدنا ، وحدثتنا هي عن ابنتها وأحفادها الذين يقطنون في مدينة بعيدة ..
كانت أرملة وحيدة تصارع لوحدها مرحلة متقدمة من المرض .. أحببناها كثيرا ، ترددنا عليها بعد خروجي من المستشفى ، وقد كانت تنتظر زيارتنا لها كما كنا نشتاق إليها .. تشاجرنا مرة فذهبت لرؤيتها وحدي ..
قالت لي : لماذا تغضبين زوجك ..؟ سألتها بدهشة : وكيف عرفت بأننا متخاصمان ..؟هزت كتفيها وقالت ببساطة : هو أخبرني !
كيف أخبرك ..؟جاء لرؤيتي صباحا ..! ..
Oh my lord! .. She is so sweet !
ربَت على شعرك : اذهب وقبلها ..ألا تغارين ..؟
لن أغار من عجوز !..ما راح تطينين عيشتي لو بستها ؟ لا ..ما رح تخربين بيتي ؟ ضحكت : كلا ..
سحبتني من يدي : تعالي معي إذن !.. ابتسمت لنا ببشاشة عندما اقتربنا منها .. قلت لها : صباح الخير ..
صباح الخير ...سالتها : كيف حالك سيدتي ..؟ أنا بصحة جيدة ، ماذا عنك ..؟ أنا بخير ، شكرا لسؤالك ..انحنيت عليها .. سيدتي ! هذا الرجل الوسيم معجب بك ..
نظرت إليك وقالت بحميمية : حقا ؟! .. كم أنا محظوظة ! ضحكت أنت : إلهي ، لا أستطيع أن أتخيل كم كنت جميلة في شبابك !
ابتسمت بسعادة : كنت خلابة ! . لكن زوجتك اجمل مني بكثير ..نظرت إليَ بعينين رقيقتين : زوجتي ! .. زوجتي أجمل امرأة في الدنيا ..قالت : هل انتم من أسبانيا ..؟
قلت لها : لا ، نحن من السعودية ..سألتك بدهشة : وما هي السعودية ؟
أجبتها أنا : دولة عربية في الشرق الأوسط ..لا اعرفها ..قلها لها أنت : الدولة الغنية المصدرة للبترول ..لا أعرف بلدكم ! ..قلت لها : بلدنا منبر الدين الإسلامي ! ، حيث المقدسات الإسلامية ..
#أحببتك-أكثر-مما-ينبغي
قالت : أنتم مسلمون إذا ! .. لكنني لا أعرف بلدكم ..أجبتها أنت بنفاذ صبر : أتعرفين أسامة بن لادن ..؟هزت رأسها : نعم نعم بالتأكيد !ضحكت : نحن من بلده !
ارتفع حاجباها بفزع : إلهي ! .. أنتم من القاعدة ! ..
أتذكر كيف ضحكنا ، كدنا ان نقع من شدة الضحك ! كانت لطيفة وخفيفة ظل .. جلسنا معها طوال اليوم .. شرحنا لها من أين جئنا وكيف نعيش في بلدنا ، وحدثتنا هي عن ابنتها وأحفادها الذين يقطنون في مدينة بعيدة ..
كانت أرملة وحيدة تصارع لوحدها مرحلة متقدمة من المرض .. أحببناها كثيرا ، ترددنا عليها بعد خروجي من المستشفى ، وقد كانت تنتظر زيارتنا لها كما كنا نشتاق إليها .. تشاجرنا مرة فذهبت لرؤيتها وحدي ..
قالت لي : لماذا تغضبين زوجك ..؟ سألتها بدهشة : وكيف عرفت بأننا متخاصمان ..؟هزت كتفيها وقالت ببساطة : هو أخبرني !
كيف أخبرك ..؟جاء لرؤيتي صباحا ..! ..
كان غاضبا منك ..تركتها بعد أن قدمت لي بعض النصائح الزوجية والتي لا
أستطيع تطبيقها بطبيعة الحال .. أتذكر ليلتها الأخيرة، ذهبنا لرؤيتها معا .. كانت متعبة للغاية ،
أمسكت يدك بقوة وكأنها ترجوك ألا تتركها تموت .. أذكر كيف التفت إليّ بحيرة وجبينك يقطر عرقا : جمانة ! . هل أقرأ عليها
القرآن ؟ .. هل من الجائز قراءته على غير المسلم ؟!..قلت لك من بين دموعي : لا أدري ! .. ماذا سنفعل ..؟
نظرت إليها وأنت تمسح جبينها : إيفا ! .. سأتلو صلاتي من أجلك .هزت رأسها بصعوبة : أرجوك .. صل من أجلي ..كنت أنظر إليك وأنت تقرأ
انتظرونا بالفصل (7) لتكملة القصة على صفحتنا على الفيس بوك
أستطيع تطبيقها بطبيعة الحال .. أتذكر ليلتها الأخيرة، ذهبنا لرؤيتها معا .. كانت متعبة للغاية ،
أمسكت يدك بقوة وكأنها ترجوك ألا تتركها تموت .. أذكر كيف التفت إليّ بحيرة وجبينك يقطر عرقا : جمانة ! . هل أقرأ عليها
القرآن ؟ .. هل من الجائز قراءته على غير المسلم ؟!..قلت لك من بين دموعي : لا أدري ! .. ماذا سنفعل ..؟
نظرت إليها وأنت تمسح جبينها : إيفا ! .. سأتلو صلاتي من أجلك .هزت رأسها بصعوبة : أرجوك .. صل من أجلي ..كنت أنظر إليك وأنت تقرأ
انتظرونا بالفصل (7) لتكملة القصة على صفحتنا على الفيس بوك
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا