أحببتك_ أكثر _مما_ ينبغى، يحكى الفصل السابع عشر من هذه القصة عن الفتاة السعودية البدوية التى سافرت للدراسة فى كندا وتقابلت مع أحد الشباب زميلها فى الدراسة وقد أحببته حبا كثيرا وهى فتاة رومانسية بطبيعتها وهو أيضا أحبها ولكنها تحتاجه دائما بجوارها وقد أتعبها هذا الحب كثيرا تعالوا بنا نتابع احداث الفصل السابع عشر من القصة
دائما ما كنت تقول بأن الأطفال ليسوا إلا مجرد جواسيس
صغيرة الحجم ، تحبهم كثيرا لكنك تحذرهم بشدة .. تطلب مني دوما
أن أحذر الأطفال ، وأن لا أذكر شيئا خاصا أو هاما أمامهم .
حينما كنا في الرياض .. اتصلت بي عندما كنت ألعب مع
( نوف ) ابنة خالي ذات الثلاثة أعوم ، طلبت منك أن تكلمها
رفضت في البداية ، قلت لي بأنها ستفضحنا ! .. لكنني أصررت على أن تكلمها .. كانت أصغر من أن تفهم معنى ما بيننا .. فوافقت على مضض ..
قلت لها أثناء حديثك معها بأنك زوج الخالة جوجو ! ،
وطلبت منها قبل ان تنهي المكالمة أن تقبلني .. قلت : بوسي خالة
جوجو .. قولي لها عمو عبدالعزيز يبي بيبي حلو منك ...
قلت : يعني تولد لي بنوتة حلوة زيك ..
قبلتني بعد أن أغلقت الهاتف ونسينا ما حدث بعدما أوصلت
الرسالة .. أو هكذا ظننت ! ..
كنت في مجلس يغص بنساء العائلة بعدها بحوالي الاسبوع ،
حينما أشارت نوف بيدها إليّ : خالة جوجو في بطنها بيبي !
ضحكت الموجودات على خيال الطفلة الواسع .. فقالت محاولة
أن تثبت لهن صدقها : ما أكذب ! عمو عبدالعزيز علمني !
سألتها والدتها : من هو عمو عبدالعزيز ..؟
هزت كتفيها ببراءة : عمو عبدالعزيز زوج خالة جوجو ..!
أخذت أفتعل الضحك .. وأنا ألعن في سري اليوم الذي طلبت
منك فيه أن تكلمها ..
قلت لك في المساء : عزيز ...! .. نوف كادت أن تفضحنا ...
قلت لي بانفعال : ألم أقل لك بأنها ستفضحنا ..!.. بيبي ..
الأطفال السعوديون لا يجيدون شيئا كفضح الأسرار .. تذكرين
أمامهم عشرات الحكايات ولا يحفظون من بينها سوى الحكاية التي
تسيء إليك .. وكأنهم يعرفون بأن في هذه الحكاية سرا .. أو أن فيها
ما يسيء !..
والحق يقال بأنهم هكذا ..! .. قد لا تدرك يا عزيز بأن أسوأ ما
في مدينتنا ( برأيي !) .. هو أن أجبر على أن أحادث حبيبي بصفته
امرأة .. وأن يجبر ( هو ) على أن يتحدث معي بصفتي رجلا ..
مضطرون ! .. يؤسفني أننا مضطرون على أن نتحادث بهذا
الشكل حينما نكون وسط جمع من الناس .. يؤسفني أننا مكرهون
على إلغاء هوية الآخر الجنسية حتى لا يصادر الحب ، حتى لا
نضطر لإنهاء العلاقة .. أو لفقدان احترام الآخرين لنا ...
كنت مع صديقاتي في أحد المطاعم ، عندما اتصلت بي ..
قلت لي في طريقك للقصيم ..
سألتك من دون أن أنتبه : أنتي الي تسوقين ..؟
أذكر كيف أن صديقاتي انفجرن ضحكا .. كان سؤالي في منتهى
السذاجة ، كان من الغباء أن أسأل فتاة إن كانت تقود سيارتها في
بلد لا يسمح فيه بقيادة المرأة ! .. حاولت أن أبرر لهن الموضوع بعد
أن أغلقت الهاتف بشتى الطرق .. تحججت بأنني اعتدت على أن
النساء يقدن السيارات في كندا .. وبأنني نفسي أقود سيارتي هناك ..
لكن أعذاري كانت مضحكة بالنسبة لفتيات يمررن بالوضع نفسه
وبذات الظروف ويعانين من المأساة عينها !
أذكر أنك اخطأت الخطأ نفسه بعدها بأيام .. كنت في المزرعة
مع أصدقائك .. اتصلت بك لأطمئن عليك .. كنت تتحدث معي
باقتضاب وعلى أنني رجل ! .. عرفت بأنك مع أصدقائك من صيغة
المذكر التي كنت تحدثني بها .. فآثرت أن أتصل بك لاحقا كي لا
أحرجك .. قلت لك قبل أن أنهي المكالمة بأنني أحبك ..
أجبتني : وأنا أيضا أحبك ..
أذكر كيف أخذت أصوات أصدقائك تتعالى ساخرة حتى أنك
نفسك انفجرت ضحكا .. كان الموقف سخيفا وقتذاك .. لكنني الآن
أجده مؤلما للغاية !
أحب تلك المدينة يا عزيز . لكنني لا أحب أن تصادر فيها
مشاعرنا .. قلت لي مرة بأن الحب في بلدنا يرضخ لقمع المجتمع
ولديكتاتورية التقاليد .. قلت لي بأن الحب في مدينتنا ثورة يائسة ..
وانقلاب فاشل .. لن يكتب لهما النجاح اطلاقا !
لكنني وعلى الرغم من كل حكايات الحب الفاشلة التي
شهدتها .. أدرك جيدا بأن الرياض تنبض عشقا وبأن الآلاف في
مدينتنا .. يعيشون على حب ويموتون على آخر .. وبأننا نحمل مدينتنا
ذنب قسوة تصدر على الرغم منها ..
أتذكر ..كنا في الرياض .. في إحدى الليالي الممطرة القليلة التي
قضيناها هناك ، كنت في حجرتي أجلس إلى طاولة المكتب .. متكئة
على النافذة وعلى أذني سماعة الهاتف .. ولقد كنت على الطرف
الآخر من المدينة .. متكئا مثلي ، منتشيا كما كنت منتشية ..
سألتني ليلتها ونحن نراقب المطر في ساعات الفجر الأولى وقبل أن يبزغ النور :
جمان ! .. كم من عاشقين في الرياض يسهران الآن مثلنا على الشباك ؟!..
جمان ! .. كم من عاشقين في الرياض يسهران الآن مثلنا على الشباك ؟!..
أجبتك لا أحد يا حبيبي ، لا أحد ..
قلت بحرارة : أنظري جمان ! .. أنظري .. كلهم نائمون ! ..ليس هناك من مستيقظ سوانا .. أنا وأنت في كل هذه الرياض ! .. تذكري
دوما بأننا قد سهرنا ليلة على شبابيك مدينتنا وشهد زائر نادر
الحضور على حبنا العظيم بينما كان أهل الرياض نائمين يغطون في نومهم ببرود ..
ليلتها .. كنت أنظر من على علو إلى المنازل ، كنت أرى اضواء
المنازل المطفأة وروحي تحلق بزهو في سماء المدينة
شعرت ليلتها بأننا العاشقان الوحيدان في هذه الرياض ، وبأن مدينة جافة كمدينتنا لم تشهد يوما على حكاية حب تشبه حكايتنا ونسيت يا عزيز نسيت بأن غرفتي لم تكن مضاءة كغرفتك المطفأة الأضواء ،، كمئات الآلاف من الغرف في ذلك الوقت ، في تلك المدينة ..!..
لا أدري يا عزيز .. إن كان من الطبيعي أن يشعر
المحب بأنه لا يوجد في الدنيا سواه وشريكه في حالة حب .. لكننا
لطالما شعرنا بهذا ، ظننا ولفترة طويلة بأنه لا يحب عاشقان
بعضهما كما نفعل .. ولا يرغب عاشقان ببعضهما بعضا كما كنا
نرغب نحن .. لكنني اعرف اليوم بأن العشق لطالما عطر أجواء
الرياض بنا ومن دوننا !
طلبت منك مرة .. أن تتعشى في أحد المطاعم ، في أعلى مطعم
موجود بأعلى ناطحة سحاب في الرياض .. رجوتك أن تفعل .. كنت
ارغب في أن ترى مدينتنا من علو ! .. أن تشعر بها ، بشوارعها
وأضوائها وكل ما فيها .. كنت على يقين من أن رؤيتها بهذا الشكل
ستؤثر بك ..
اتصلت بي وقتذاك ، قلت : جمان ، أنا في المطعم .. جميل
وهادئ .. وملهم للكتابة ..
سألتك : أترى كم هي رقيقة مدينتنا ؟
قلت لي بسخرية : والله ما أشوف إلا غبار ! .. انكتم صدري !
صحت فيك بغضب : ولد !..
قلت وأنت تضحك : والله إني صادق ! تبيني أكذب عليك
وأقولك ايه شايف وانا ما أشوف إلا غبار ؟
قلت لك بعصبية : خلاص ، مع السلامة .. انا بقفل الحين !
قلت وأنت تضحك : والله إنك مشكلة ! .. إذا كذبت تزعلين ،
وإذا قلت الصدق برضو تزعلين .. ما عرفت لك والله .
أعرف بأن رجلا مثلك لن يتمكن من أن يكمل حياته في مدينة
كمدينتنا ، أعرف بأنك لن تعيش فيها .. ولا حتى قريبا منها .. تخنقك
الرياض يا عزيز ، تخنقك الرياض ومن فيها ..
أرسلت إليّ في إحدى لياليها بإحدى قصائد نزار قباني ،
كتبت : لماذا في مدينتنا ..
نعيش الحب تهريبا وتزويرا ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا ،
ونستعطي الرسائل والمشاوير
لماذا في مدينتنا ..
يصيدون العواطف والعصافير ..
لماذا نحن قصدير ؟
وما يبقى من الإنسان .. حين يصير قصدير ؟
لماذا نحن مزدوجون ،
إحساسا وتفكير ؟
لماذا نحن أرضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنور ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم ! ..
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانير
وحين الليل يطويهم ،
يضمون التصاوير !
أسائل نفسي دائما .. لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس ! .. كل الناس .. مثل أشعة الفجر ..
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر !
أليس الحب للإنسان عمرا داخل العمر ؟!
لم أرد على رسالتك .. وضعت راسي فوق وسادتي
وأنا أفكر في الأرض التي ( قد ) تجمعنا .. دائما ما كان هذا هاجسي يا عزيز ..
لطالما كنت أخشى أن نكمل ما تبقى لنا من حياة بعيدا عن الرياض ،
كان حلمي أن نعيش فيها .. واصبح هاجسي أن نعيش معا في أي مكان يجمعنا !
لكنني أحبها يا عزيز .. أحبها ! .. المدينة الأقسى لا
تضاهيها في قسوتها مدينة أخرى على اتساع هذا الكون ..
المدينة خلقت في نفسي طهرا وحبا وطيبة .. ولم تخلق في أعماقك سوى
القسوة ، مدينة جعلت مني امرأة هشة ، يكسرها أي شيء ، وجعلت
منك رجلا صلبا يحطم كل شيء ! .. خلقت لديّ الطهر ليلوثني
عهرك وخلقت فيك الكره لينهار أمامه حبي ..
ألومك كثيرا على كرهك لمدينة جمعنا هواها في طفولتنا
وتلومني كثيرا على دفاعي عنها ، أنت الذي هربت منها تاركا وراءك
كل شيء يربطك بها .. وأنا التي أطل عليها بين الحين والآخر لأتأكد من أنها لا تزال بانتظاري !..
هل ستثأر لي تلك البعيدة ؟! .. وتنصفني من رجل يدعي أنه منها ..
ولا يحمل في أعماقه شيئا من همومها الكثيرة ؟!
سألتك مرة : ألا تحمل للرياض شيئا ..؟
أجبتني وأنت تطعم السمك : نسيت كل شيء كنت أحمله لها في مطارها الدولي .
يومها كنا نطل على أحد أحواض الأسماك .. كنت ارمي للأسماك بفتان من الخبز فتأكله ، أما أنت فكنت تحمل بيدك علبة
لبان .. تمضغ بعضا منه وترميه على أمل أن تأكله إحدى السمكات
فينطبق فمها على اللبان وتموت !
سألتك بغضب وأنا أضرب يدك التي ترمي اللبان إلى
الحوض : ولد ! لماذا تفعل هذا ..؟
قلت وأنت تهز كتفيك ببساطة : أبغى أشوف شكل السمكة
لما تغص !
يومها غضبت منك كثيرا يا عزيز ، غضبت من أجلهما .. من
أجل سمكة ضعيفة ومدينة عريقة لا تكترث بهما ولا يربطك بهما
شيء .
طلب مني زياد المساعدة متذرعا بخلل أصاب جهاز حاسوبه ..
لقد كان من الصعب علي ّ التنصل من مساعدته .. انا التي أفهم في
عالم الحواسيب أكثر مما أفهم في عالم النساء .. كان من الصعب
عليّ رفض مساعدته خاصة وأني متخصصة في برمجة الحاسوب .
قابلته في أحد المقاهي البعيدة لأنني لم أرغب بتدنيس أراضي
محبتنا بلقائي أيّ رجل غيرك وإن كان قديسا في نظري .. كزياد !
كنت أحاول استرجاع بعض ملفات النظام التي قام بحذفها ، بينما
كان صامتا يدور بسبباته على كوب القهوة بهدوء .. شتان ما بين
صمتك وصمت زياد ! .. صمتك صاخب ، عنيف ومخيف .. بينما يبدو
صمت زياد وديعا مطمئنا ، يمحنك صمت زياد مساحات شاسعة من
الحرية ، يشعرك وكأنك تجلس لوحدك ، لا يشعرك بوجوده قط ما
لم ترغب أنت بذلك .
تنشقنا رائحة عطر نسائي مثير ! .. التفت نحو الفتاة التي مرت
كانت تفوق رائحتها إثارة .. كان زبائن المقهى يتابعونها
مشدودين .. نظرت إلى زياد الذي كان يتأمل كوب قهوته بعمق وكأنه يقرأ ما فيه ..
قلت : زياد ! .. أرأيت ما رأيته ؟
سألني : وماذا رايت ؟
أشرت برأسي إلى حيث تجلس : تلك الفتاة !
نظر إليها نظرة خاطفة والتفت قائلا :what about her ?
حقيرة !
سألني بدهشة : لماذا ..؟
أجبته بضيق : إنها حلوه !
ضحك زياد بقوة .. كان صوت ضحكته غريبا .. صوت ضحكة
خجولة انفجرت بصوت عال لم يعتد إطلاقه ولم أعتد سماعه منه !
قال ضاحكا : يا الله ! أيش كثر أنت تجننين !
حاولت أن أغير مجرى الحديث ، فقلت وأنا أضحك :
أتدري ! .. لو كانت معنا هيفاء لسألت ما الذي تاكله الفتاة
لتصبح جميلة إلى هذه الدرجة ..
ابتسم : أخبريني أنت .. ما الذي تأكلينه عادة ؟
قلت وأنا اضغط على لوحة مفاتيح جهازه : أنا وهيفاء ..
نأكل الأخضر واليابس ..عاد زياد إلى صمته مبتسما .. رقيق هو صمته .. يفتح زياد
لشريكه في الحديث أبواب الثرثرة على مصراعيها لينصت طويلا ..
ولا شيء أكثر ، يجيد الصمت والإنصات كما لا يجيده أحد !
أخذت أتأمل زياد .. كان من الواضح بأنه يفتش في فنجان
قهوته عن مدخل ، عن خيط ، عن فكرة .. كانت طواحين الأفكار
تدور في رأسه ..!..
قلت : زياد ..!.. أتود أن تخبرني عن شيء ..؟
ابتسم ابتسامة خفيفة how do you know ?
عرفت لأنني عبقرية ! .. حدثني الآن عما يدور برأسك ..
مسك أحد الأقراص المدمجة بيده وقال بصوت خافت وهو
يراقب انعكاس صورته على القرص ومن دون أن ينظر إليّ
The divorced!
قلت وقلبي ينبض بقوة : who?
عبد العزيز وزوجته !
قلت له وأنا احاول لملمة نفسي : وما شأني بهذا ؟
اعتدل زياد في جلسته : أنا قلق ! .. أعرف بأنه سيحاول استرجاعك ..
زياد أنت تدرك بأنني لست من أملاك القيرلاني المفقودة ..ليسترجعني !
صمت قليلا وقال : تشاجرنا اليوم !
ازدادت نبضات قلبي خفقانا : أأخبرت عبدالعزيز بأننا نتحدث معا !
قال بخيبة أمل : أنت خائفة من أن يعرف بأننا على اتصال ..
لا أريد أن افسد علاقتكما يا زياد !
لا تخافي .. ثقي بي !
قلت له محاولة تطرية الأجواء : تعرف زياد ! .. هيفاء دايم تقول
إذا تبين تخربين صداقة شابين .. دخلي " بنية " بينهم !..
قالت مبتسما : أتعرفين ! هيفاء أكثر حكمة مما تبدو عليه !
مرت الفتاة المثيرة تلك بالقرب منا في طريقها إلى الخارج ،
فالتفت زياد هذه المرة ..
نظر إليّ بخجل قائلا بارتباك she is cute!.. she is not bad..
وضحكت كثيرا من زياد الذي يصف امرأة صارخة الجمال بـ Cute! ومن رجل يصف كل امرأة نقابلها بـ hot!
ضحكت من هذا الفرق الكبير بينكما ..!؟؟
كعادتنا في كل ليلة سبت .. أجيء إلى بيتك لنشاهد فيلما أو برنامجا معا ..
في كل ليلة نتابع فيها برنامجا أو مسلسلا .. تضطجع أنت على
الأريكة خلفي .. بينما أجلس أنا على الأرض أمامك مستندة إلى الأريكة .. واضعة خلف ظهري .. وسادتك الحمراء تلك ..
دائما ما كنت تتابع من فوق .. ودائما ما كنت أتابع من الأسفل
تعبث بخصلات شعري بينما ألعب أنا برباط شعري دوما
قبل أن تطوله يداك وتسدله لتعبث به !.. هكذا هي طقوسنا في كل مرة ، دائما ما كنت متفردا بالاستيلاء على جهاز التحكم عن بعد
لأنك ( الكبير ) على حد قولك ! .. وفارق العمر هذا يمنحك الكثير
من المميزات والصلاحيات !.. تأخذ الجهاز معك في كل مرة تذهب
فيها إلى الحمام أو حينما تنهض لتحضير شيء نأكله .. تخشى أن
أستولي على الجهاز وأن لا أعيده إليك .. لذلك تحمله معك أينما ذهبت ..
تضع يديك على عيني حينما يمر مشهد حميم سريع .. وتسرع
اللقطة عن طريق جهاز التحكم إن كان طويلا .. وكأني طفلة تخشى
أن تدنسها رؤية حدث حميم !
تابعنا تلك الليلة . سلسلة حلقات مسلسل ghost whisper
تدور قصة المسلسل عن شابة قادرة على رؤية الأرواح العالقة
في الحياة الدنيا والتي لم تتمكن من العبور إلى الحياة الآخرة !
كانت مهمة الفتاة تقتضي مساعدتهم على العبور وذلك من خلال
تخلصيهم مما هم عالقون بسببه . دائما ما كانت الأسباب مرتبطة بأشخاص آخرين .. زوجة غاضبة .. حبيب حزين .. والد حائر ..
أو قاتل يرجى الانتقام منه !..
كانت قصة إحدى الحلقات تدور عن محب عالق لأكثر من عامين ..
كان عالقا بسبب حبيبته الحزينة .. توفي منتحرا إثر خلاف حصلبينهما ..
وقد كانت حبيبة مكلومة ويائسة .. إلى درجة رهيبة !
وقد كانت حبيبة مكلومة ويائسة .. إلى درجة رهيبة !
كانت الأحداث مؤثرة للغاية ..
اعتدلت في جلستك بعدما انتهى عرضه وقلت : جمان ..!..
أتظنين بأن هذا يحدث ؟
ما الأمر الذي يحدث ؟
هذا .. كل هذا ! .. أرواح عالقة .. تعيش حولنا .. تحاول أن
توصل إلينا رسائل ولا تتمكن من إيصال شيء لأنه لا وسيط بيننا !
لا أعرف .. إنه عالم مبهم يا عزيز .. لا تفسير واضح له .
اختلف العلماء في الروح كثيرا ..
ألم تفكري يوما في ماهية أرواحنا ؟
قرأت الروح لابن القيم الجوزية .. لكنني لم أقدر على تخيل
الروح أو تصويرها في مخيلتي .. أشعر بأنها من أثير ولا شيء غير هذا !..
سألتني : جمان .. لو مت!.. تخيلي أنني مت .. أتظنين بأنني
سأتواجد حولك ..؟
أشحت بوجهي بانزعاج : تعرف بأنني لا أحب سيرة الموت ..
بعد صمت قلت : إلهي يا جمانة ! .. كم من الصعب على
المرء مراقبة المرأة التي تحب من دون أن تشعر بوجوده .. من دون
أن يكون مرئيا ، ملموسا .. محسوسا .. لا أتصورك تقرئين على
السرير وأنا نائم بجوارك من دون أن تريني أو أن تشعري بي ! .. لا
أتخيل كيف من الممكن أن أراقبك وأنت ترفعين سماعة الهاتف ..
لتتحدثي مع رجل آخر وانا أنصت .. إلهي يا جمانة .. كم سيدمي هذا قلبي !
اعتدت على ألا أفكر بشيء سيء قد يحصل .. استرسلت وكأنك لم تسمعني : أتدرين ما الأكثر وجعا يا جمانة ؟!
أن أشهد على حزنك عليّ ، أن أراك كل ليلة وانت تنتحبين وحيدة
في فراشك ، أن أراقبك وأنت تقرئين رسائلي ، تتأملين صوري
القديمة .. أن تديري التسجيل لتستمعي إلى الشريط الذي
سجلت به بعض الأغاني بصوتي ! .. لا قدرة على تصور الألم
الذي سأشعر به وأنت تفعلين !
وضعت يديك على جانبي رأسك وبكيت فجأة ! .. كنت جالسة
على الأرض .. بعيدا عن الأريكة .. أذكر أنني حبوت على ركبتي
حتى وصلت إليك ، مسحت على شعرك بيدي بانفعال وقلت :
حبيبي ! ، لماذا تفكر بالموت الآن ..؟!.. أنظر إلينا ، نحن معا ..
قلت من بين دموعك : أعرف بأنني عذبتك في حياتي .. ا
أحتمل فكرة أن يعذبك غيابي وموتي أيضا يا جمانة ..
قلت لك وقد دمعت عيناي : اعتني بي إذا ..!.. حتى لا تعذبني بكلتا الحالتين ..
أتعرفين بأن حبك ( يوجع القلب ) ..؟ أنت وجع قلبي ! ..
قلت لك مداعبة : خلاص حبيبي .. من الآن فصاعدا لن نتفرج إلا على افلام الرسوم المتحركة ..
ضحكت بقوة ، ودموعك لا تزال على خديك فمسحتهما
بيدي .. قلت مبتسما : لو تعرفين كم من المريح أن ابكي أمامك !
هذه العقدة الشرقية الوحيدة التي عتقك الرب منها !
أبشرك .. هي عقدة من عقدي ! .. ما زلت أرى في بكاء الرجل
بشكل علني ضعفا لا يقبل .. ما بالك إن بكى أمام امرأة ؟
ولماذا تبكي أمامي إن كنت ترى في بكائك ضعفا ؟!
لأنك حبيبتي ، لست بأي امراة . .أتدرين يا جمان .. قد يخجل
الرجل من التعربي أمام زوجته لكنه لا يخجل من التعري أمام المرأة التي يحب ..
وما البكاء سوى تعر ، أشعر الآن بأنني عار أمامك ولا يخجلني هذا العري على الإطلاق ..
وما البكاء سوى تعر ، أشعر الآن بأنني عار أمامك ولا يخجلني هذا العري على الإطلاق ..
قلت لك مبتسمة : أحب عريك المحشتم هذا !..
وأحب أن تحبي عريي .. يحب الرجل أن تحب امرأته تعريه
الكامل أمامها .. أن يتعرى أمامها من كل شيء .. وليس من قطع الملابس فقط ..
كنت أستمع إليك وأنا أمسح على شعرك لتهدأ .. حينما لمعت
عيناك فجأة وقلت بشقاوة ! : هل من الممكن أن أخبرك شيئا ؟!
قلت لك وأنا أضحك : كلا ..
ضحكت : يا شريرة ! .. كيف عرفت ؟
لأنك عادة لا تستأذنني في قول لائق !
تنهدت براحة : ألم أخبرك بأنني عار أمامك ؟
كان ( عريك ) ليلتها أطهرعري يا عزيز .. لو تدري كم أحببت عريك وتعريك أمامي .. أشعر أحيانا بأن ما يسترك هو ما يعيبك وما يجعلك حالكا .. تغطي نفسك بمظهر عابث ، غير مبال .. كذبة هنا
تغطي عورتك وخدعة هناك تستر ما بقي من جسدك المكشوف ..
أحب عريك لأنه لا يخفي شيئا ولا يغلفك من بعده شيء !.. كم أحب أن تظهر أمامي كالحقيقة !..
قال عبده خال في الطين .. الرواية التي كتبها في ثلاث سنواتوسبعة أشهر ..
(( الحقيقة عورة نسعى جميعا إلى سترها )) .. وقد كانت حقيقتك العورة التي لطالما حاولت سترها .. ولم تتمكن من أن تسترها أكثر !
(( الحقيقة عورة نسعى جميعا إلى سترها )) .. وقد كانت حقيقتك العورة التي لطالما حاولت سترها .. ولم تتمكن من أن تسترها أكثر !
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا