إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ملازمته للنبي صل الله عليه وسلم في المدينة :
كان هذا الحب الذي حرك الرعيل الأول من الصحابة هو مفتاح التربية الإسلامية ونقطة ارتكازها ومنطقها الذي تنطلق منه.
وحرص على التبحر في الهدي النبوي الكريم خلال ملازمته رسول الله صل الله عليه وسلم في غزواته وسِلْمه، وقد أمدته تلك المعايشة بخبرة ودربة ودراية بشئون الحرب ومعرفة بطبائع النفوس وغرائزها، وفي المقالات القادمة سنبين -بإذن الله تعالى- مواقفه في الميادين الجهادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مع رسول الله صل الله عليه وسلم في العهد المدني.
نكمل سويا مقالاتنا في قصص الصحابه عن حياة ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه نكتب في ملازمته للنبي صل الله عليه وسلم .........
قصص الصحابه | عثمان بن عفان 5
ملازمته للنبي صل الله عليه وسلم في المدينة :
إن الرافد القوي الذي أثر في شخصية عثمان رضي الله عنه وارضاه وصقل مواهبه وفجر طاقته، وهذب نفسه هو مصاحبته لرسول الله صل الله عليه وسلم وتتلمذه على يديه في مدرسة النبوة،
ذلك أن عثمان لازم الرسول صل الله عليه وسلم في مكة بعد إسلامه كما لازمه في المدينة بعد هجرته؛ فقد نظم عثمان نفسه, وحرص على التلمذة في حلقات مدرسة النبوة في فروع شتى من المعارف والعلوم على يدي معلم البشرية وهاديها الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، فحرص على تعلم القرآن الكريم والسنة المطهرة من سيد الخلق أجمعين.
وهذا عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله صل الله عليه وسلم فيقول:
إن الله -عز وجل- بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن، فهاجرت الهجرتين الأوليين، ونلت صهر رسول الله، ورأيت هديه.لقد تربى عثمان على المنهج القرآني، وكان المربي له رسول الله صل الله عليه وسلم ، وكانت نقطة البدء في تربية عثمان هي لقاءه برسول الله صل الله عليه وسلم، فحدث له تحول غريب واهتداء مفاجئ بمجرد اتصاله بالنبي صل الله عليه وسلم،
فخرج من دائرة الظلام إلى دائرة النور، واكتسب الإيمان وطرح الكفر، وقوى على تحمل الشدائد والمصائب في سبيل الإسلام وعقيدته السمحة.
كانت شخصية رسول الله صل الله عليه وسلم تملك قوى الجذب والتأثير على الآخرين، فقد صنعه الله على عينه، وجعله أكمل صورة لبشر في تاريخ الأرض، والعظمة دائما تحب وتحاط من الناس بالإعجاب، ويلتف حولها المعجبون ويلتصقون بها التصاقا بدافع الإعجاب والحب،
ولكن رسول الله صل الله عليه وسلم يضيف إلى عظمته تلك أنه رسول الله صل الله عليه وسلم متلقي الوحي من الله، ومبلغه إلى الناس، وذلك بُعْد آخر له أثره في تكييف مشاعر ذلك المؤمن تجاهه، فهو لا يحبه لذاته فقط كما يحب العظماء من الناس، ولكن أيضا لتلك النفخة الربانية التي تشمله من عند الله، فهو معه في حضرة الوحي الإلهي المكرم،
ومن ثم يلتقي في شخص الرسول صل الله عليه وسلم البشر العظيم والرسول العظيم، ثم يصبحان شيئا واحدا في النهاية، غير متميز البداية ولا النهاية، حب عميق شامل للرسول البشر أو للبشر الرسول، ويرتبط حب الله بحب رسوله , ويمتزجان في نفسه فيصبحان في مشاعره هما نقطة ارتكاز المشاعر كلها، ومحور الحركة الشعورية والسلوكية كلها كذلك.
كان هذا الحب الذي حرك الرعيل الأول من الصحابة هو مفتاح التربية الإسلامية ونقطة ارتكازها ومنطقها الذي تنطلق منه.
لقد حصل لعثمان رضي الله عنه وللصحابة ببركة صحبتهم لرسول الله صل الله عليه وسلم وتربيتهم على يديه أحوال إيمانية عالية، ولقد تتلمذ عثمان رضي الله عنه على يدي رسول الله صل الله عليه وسلم، فتعلم منه القرآن الكريم والسنة النبوية، وأحكام التلاوة وتزكية النفوس، قال تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" [آل عمران: 64].
وحرص على التبحر في الهدي النبوي الكريم خلال ملازمته رسول الله صل الله عليه وسلم في غزواته وسِلْمه، وقد أمدته تلك المعايشة بخبرة ودربة ودراية بشئون الحرب ومعرفة بطبائع النفوس وغرائزها، وفي المقالات القادمة سنبين -بإذن الله تعالى- مواقفه في الميادين الجهادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مع رسول الله صل الله عليه وسلم في العهد المدني.
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا