إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
نكمل سويا مقالاتنا في قصص الصحابه عن حياة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه نكتب عن شيئ من حياته الأجتماعيه .....
قصص الصحابه | عثمان بن عفان 9
من حياته الاجتماعية في المدينة:
1- زواجه من أم كلثوم سنة 3 هـ:
عرفت أم كلثوم -رضي الله عنها- بكنيتها ولا يعرف لها اسم إلا ما ذكره الحاكم عن مصعب الزبيري أن اسمها أمية، وهي أكبر سنا من فاطمة رضي الله عنها.قال سعيد بن المسيب: تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صل الله عليه وسلم ، وتأيمت حفصة بنت عمر من زوجها، فمر عمر بعثمان، فقال: هل لك في حفصة، وكان عثمان قد سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه، وذكر ذلك عمر للنبي صل الله عليه وسلم فقال: هل لك في خير من ذلك؟ أتزوج حفصة، وأزوج عثمان خيرا منها: أم كلثوم.
وفي رواية البخاري: قال عمر: تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله فتوفي في المدينة، فقال عمر: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة بنت عمر.
قال: فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر الصديق فلم يرجع إليَّ شيئا، فكنت عليه أَوْجَدَ مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صل الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ، إلا أني كنت علمت أن رسول الله قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صل الله عليه وسلم ،، ولو تركها رسول الله قبلتها.
وتروي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها- خبر زواج أم كلثوم من عثمان رضي الله عنه فتقول: لما زوج النبي ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن:
«هيئ ابنتي أم كلثوم وزفيها إلى عثمان، وخفقي بين يديها بالدف»،
ففعلت ذلك، فجاءها النبي صل الله عليه وسلم بعد الثالثة فدخل عليها فقال: «يا بنية، كيف وجدت بعلك»؟ قالت: خير بعل.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم وقف عند باب المسجد فقال:
«يا عثمان، هذا جبريل أخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها»،
وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة النبوية، في ربيع الأول، وبنى بها في جمادى الآخرة.
2- وفاة عبد الله بن عثمان:
وفي جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة مات عبد الله بن عثمان رضي الله عنه من رقية بنت رسول الله صل الله عليه وسلم وهو ابن ست سنين، فصلى رسول الله صل الله عليه وسلم عليه، ونزل حفرته والده عثمان.
وهذه محنة عظيمة تعرض لها عثمان، وما أكثر المحن في حياة الدعاة إلى الله تعالى.
3- وفاة أم كلثوم رضي الله عنها:
ولم تزل أم كلثوم عند عثمان -رضي الله عنهما- إلى أن توفيت في شعبان سنة تسع من الهجرة بسبب مرض نزل بها، وصلى عليها رسول الله صل الله عليه وسلم وجلس على قبرها.
وعن أنس ابن مالك أنه رأى النبي صل الله عليه وسلم ، جالسا على قبر أم كلثوم، قال: فرأيت عينيه تدمعان، فقال: «هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟» فقال أبو طلحة: أنا، قال: «فانزل في قبرها».
وعن ليلى بنت قانف الثقفية قالت: كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صل الله عليه وسلم عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله صل الله عليه وسلم الحقو، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت بعده في الثوب الآخر، قالت: ورسول الله صل الله عليه وسلم عند الباب ومعه كفنها يناولنا إياه ثوبا ثوبا.
وجاء عند ابن سعد أن عليَّ بن أبي طالب, والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، قد نزلوا في حفرتها مع أبي طلحة وأن التي غسلتها هي أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب.
وقد تأثر عثمان رضي الله عنه وحزن حزنا عظيما على فراقه لأم كلثوم، ورأى رسول الله صل الله عليه وسلم ، عثمان وهو يسير منكسرا وفي وجهه حزن لما أصابه، فدنا منه وقال:
«لو كانت عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان».
وهذا دليل حب رسول الله صل الله عليه وسلم لعثمان، ودليل وفاء عثمان لنبيه وتوقيره، وفيه دليل على نفي ما اعتاده الناس من التشاؤم في مثل هذا الموطن، فإن قدر الله ماض وأمره نافذ ولا راد لأمره.
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا