مرحبا بكم أصدقائي الغاليين فى قصص 26 مع رواية الملعونة بقلم الكاتبة السعودية أميرة المضحي - الفصل العشرون وهي رواية رومانسية جريئة أتمنى تعجبكم حيث أن تشابة الأسماء والأحداث بالواقع مجرد صدفة ، قد تعني كل شئ ، وقد لا تعني أي شئ .
لذا لا تبحثوا عن الواقع في الخيال .
لذا لا تبحثوا عن الواقع في الخيال .
رواية الملعونة بقلم الكاتبة السعودية أميرة المضحي - الفصل السادس والثلاثون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
خرج عماد من المصنع ظهرا وتوجه للمستشفى حيث ترقد ريم فاليوم موعد خروجها ستخرج لوحدها وسيبقى الطفل بين يدي الأطباء والممرضات شعر بالضيق وهو يتذكر اتهامها بأنه السبب في ولادتها المبكرة وبأنها لن تسامحه لو أصاب الطفل مكروه أوقف سيارته ودخل بأفكاره المضطربة ذهب إلى مكتب شؤون المرضى ودفع فاتورة حساب الخاصة بريم والطفل حتى اليوم وصعد إلى الطابق الثاني وتوجه إلى الحضانة أولا ليرى الطفل وجد على حاله نائم على ظهره ونفس الأسلاك والأنابيب وشاشة المراقبة متصلة به شعر بالضيق والطبيب يخبره أن مستوى الأكسجين تناقص منذ الصباح ذهب لغرفة ريم واقترب منها وقبل ما بين عينيها قالت له وهي على وشك البكاء :
- لا أتخيل نفسي بأني سأخرج من المستشفى وطفلي ليس معي
ضمها إليه وبكت بحرقة على كتفه قال لها :
- سيتحسن بمشيئة الله وسيكبر وسيخرج من المستشفى
خرجا من الغرفة ومرا بالحضانة في طريقهما وأخبرتهما الممرضة بأنهما يستطيعان رؤيته في أي وقت يشاءان
قاد عماد سيارته وريم بجانبه تبكي طوال الطريق من المستشفى إلى منزل والديها طلبت من زوجها أن يصطحبها لزيارة الطفل مرتين يوميا فوافقها تناول معها طعام الغذاء ثم جلس في الصالة بعد أن خلدت للراحة في الغرفة التي خصصتها أمها لها أسند رأسه إلى الوراء وأغمض عينيه وهو يفكر بطفله الراقد في المستشفى لم يختر له أسما بعد ولم يخطر بباله الأمر فقد كان مشغولا بسلامته وصحته لم يفكر كأي أب إذا كان طفله يشبهه أو يشبه أمه تنبه على دخول أمل وعصام إلى البيت وهما في غاية الانسجام والابتسامة تزين وجهيهما تنهد وهو يفكر بهما فلم تربطهما علاقة حب قبل زواجهما إلا أنهما سعيدين جلس عصام بجانبه وسأله عن الطفل وأخبره بما قاله الطبيب اليوم وما هي إلا لحظة حتى رن هاتفه الجوال رد على المتصل وأخبره بأنه الطبيب المشرف على علاج الطفل ويريد أن يراه الآن شعر بالقلق والخوف فنهض ليذهب إلى المستشفى وذهب عصام معه
قاد سيارته بسرعة عالية وصل إلى المستشفى وقلبه ينبض بقوة
دخل بخطى سريعة ومر بحضانة الأطفال الأصحاء والعناية المتوسطة وأمام باب العناية المركزة استوقفه الطبيب قائلا :
- أهلا يا سيد عماد .
بلع ريقه وقال :
- خيرا يا دكتور .. هل طفلي بخير ؟
أعتذر منه الطبيب بأسف قبل أن يخبره بأن الطفل قد توفي قبل ساعة تقريبا وأحضرته الممرضة في مهد صغير فغر فاه ونظر للطفل نظرة سريعة والعرق تجمع في جبينه وقال للطبيب :
- لماذا ؟.. ما الذي حصل ؟
- هبطت نسبة الأكسجين في دمه بشكل حاد ولم يستجيب للعلاج أو للإنعاش الرئوي
أقترب من الطفل ووجده ملفوف في قطعة قماش بيضاء مغمض العينين وهادئ في سلام تام ولم يكن بطنه يعلو ويهبط بسرعة
أمسك عصام بكتفه وقال له مواسيا :
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. طفل صغير ومثواه الجنة
ظل عماد يمعن النظر في وجه طفله الساكن كملاك صغير ودموعه تبلل قماطه الأبيض شعر بأنه يحبه بشكل كبير وكأنه عاش معه لفترة طويلة وليست ثلاثة أيام في المستشفى مات طفله ولم يلاعبه ولم يسمع بكاؤه ولم يراه يشرب الحليب ولم يحمله بين يديه رفع رأسه والطبيب يطلب منه إنهاء الإجراءات الخاصة باستلام جثة الطفل وكم كان لهذه الكلمة وقع قاسي على مسمعه عزاه عصام وطلب منه أن يتماسك عندما أحس بأن الدم أنسحب من وجهه وهو يتلقى الخبر انحنى نحو المهد وراح يحدث الطفل بعتب :
- لماذا لا تريد البقاء معي ومع أمك يا حبيبي .. ألا أستحقك ألهذا رحلت عني .. أبقى معي وسأكون والدا صالحا
وألتفت لعصام وقال له وعينيه السوداويين غارقتين بالدموع :
- ماذا أقول لريم الآن ؟.. فهي لن تسامحني .. ماذا أقول لها ؟
- هذه مشيئة الله وأنت لا ذنب لك بما حدث
وأمام عينيه تم إرسال الطفل لثلاجة الموتى وعليه ن يستلمه بعد أن ينتهي الإجراءات الخاصة به ويدفع فاتورة العلاج أسند ظهره على الجدار وأتصل بوالده وابن عمه وصديقه ليحضروا ويساعدوه في الدفن
أودع طفله تحت طبقات التراب بجانب قبر شقيقه بكى على القبر بحرقة وذكريات موت علاء ودفنه تطوف بباله تذكر كيف بكى بحرقة ذلك اليوم يشعر بالشعور ذاته يدفن طفله البالغ من العمر ثلاثة أيام والألم يعتصر قلبه وروحه ويفكر بريم وكيف سينتقل لها الخبر تركها نائمة لا تدري بما حصل وأصر أن يدفن الطفل دون أن تراه دعاه والده للنهوض من القبر الصغير وطلب منه أن يتماسك عانق والده وبكى على كتفه وهو يخبره بأنه يشعر بمرارة فقدان ابنه كما شعر هو عندما قتل علاء أمسك به ماجد وأخذه إلى السيارة متوجهين إلى بيت عمته ليخبروا ريم بوفاة طفلها
أقرا أيضا قصة كونى لى سيدتى لكاترين سبنسر
لم يبك عماد كما بكى اليوم بكى عندما مات علاء وليلة زفاف كاميليا واليوم ترك طفله تحت التراب ولا يعرف إذا كان جائعا أو مريضا أو يشعر بالبرد أو الحر أودعه لرحمة رب العالمين ورحل أغمض عينيه وهو جالس بجانب عصام الذي قاد سيارته بدلا عنه منذ خروجهما من المستشفى شعر بمرارة وأخفى وجهه بين كفيه وبكى وعصام يطلب منه أن يتماسك دخل منزل عمته ورأسه منكس وجسمه منهار وروحه متعبه ووجهه أصفر وبياض عينيه أصبح داميا دخل الصالة مع والده وفيصل وعصام ووجد أمه وأختيه جالسات مع زوجة عمه وابنتيها يشربن القهوة وريم مستلقية على إحدى الكنبات متدثرة بلحاف خفيف بعد أن رفضت الجلوس في الغرفة التي أعدتها لها أمها وسرعان ما هبت له ريم بذعر وسألته :
- هل حدث لابني شيء .. ما بك ؟
تنهد وهو يقترب منها فعرفت بغريزتها بأن مكروها أصابه فقالت له وهي تبكي :
- لا تقل بأن طفلي مات
هز رأسه وقال بألم :
- نعم .. توفي الطفل
وأمام الجميع جلست على الرخام الصالة وهي تنتحب بقوة وتقول بحرقة :
- مات طفلي وأنت السبب .. لم أتمكن حتى من إرضاعه
أقترب منها وحاول أن يضمها إليه فرفضت وصرخت به طالبة أن لا يقترب منها ولا يلمسها فهو سبب موت الطفل بلع ريقه وقال لها بانكسار :
- لا ذنب لي فيما حصل يا ريم فهو طفلي أيضا
شعر بالمرارة والندم لما حدث بينهما تلك الليلة فليته لم يتشاجر معها ولم يترك المنزل كان مستعدا لفعل أي شيء ليتجنب هذا الموقف الأليم نهضت أمه وأختيه يواسونه وعمته تحتضن أبنتها وتشاركها دموعها
اقترب والده من ريم وقال لها :
- الله أخذ أمانته يا ابنتي وتلك مشيئته وحده .. أصبري وسيعوضك الله بأطفال آخرين فأنت صغيرة وتتمتعين بصحة جيدة
كانت تبكي بشكل موجع وهي مكانها في وسط الصالة وعماد بعيد عنها لا يستطيع أن ينظر لها تكلمت من بين دموعها وسألت خالها :
- أين طفلي الآن ؟
- لقد دفناه يا ابنتي هو حوري صغير ومثواه الجنة .. وسيكون هذا الطفل رحمة لك ولوالده يوم القيامة
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل السادس والثلاثون من رواية الملعونة بقلم الكاتبة السعودية أميرة المضحي
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول اباطرة العشق بقلم نهال مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا