لعبة الحوت الأزرق (Blue Whale) أو تحدي الحوت
الأزرق هي لعبة على شبكة الإنترنت، وهي مسموحة في معظم
البلدان، وتتكون اللعبة من تحديات لمدة 50 يوما، وفي التحدي النهائي يطلب من
اللاعب الانتحار، ومصطلح "الحوت الأزرق" يأتي من ظاهرة حيتان الشاطئ،
والتي ترتبط بفكرة الانتحار، ويشتبه في كونها أصل عدد من حوادث الانتحار ولا سيما
في صفوف المراهقين.
بدأت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام
2013 مع مجموعة "F57" بصفتها واحدة من أسماء ما يسمى "مجموعة الموت" من
داخل الشبكة الاجتماعية الروسية VK،
ويُزعم أنها تسببت في أول انتحار في عام 2015، وقال فيليب بوديكين ــ وهو
طالب علم النفس السابق الذي طرد من جامعته لابتكارهِ اللعبة ــ أن هدفه
هو "تنظيف" المجتمع من الأفراد الذين لا قيمة لهم من خلال دفعهم إلى
الانتحار.
عرفت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام
2016 استخدامًا أوسع بين المراهقين بعد أن جلبت الصحافة الانتباه إليها من خلال
مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار بلعبة الحوت الأزرق، وخلق ذلك موجة من الذعر
الأخلاقي في روسيا، وفي وقت لاحق أُلقي القبض على بوديكين وأدين بتهمة التحريض
ودفع ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار"، مما أدى إلى التشريع
الروسي للوقاية من الانتحار وتجدد القلق العالمي بشأن ظاهرة الحوت
الأزرق.
أصل اللعبة
من الصعب تحديد أصل هذه اللعبة، فقد بدأت
تغطيتها إعلاميا في مايو 2016 عن طريق مقال ظهر في الجريدة
الروسية "نوفيا جازيتا" يَشتبه في وجود علاقة بين عشرات من حوادث
انتحار المراهقين التي وقعت في روسيا بين نوفمبر 2015 وأبريل
2016 وتحدي الحوت الأزرق. وهي لعبة يقوم فيها الشخص الذي يريد أن يشارك
بالاتصال مع «الجارديان» على الشبكة الاجتماعية الروسية VK. وحسب جريدة لوموند الفرنسية فمن المحتمل أن يكون
المحرضون على هذه اللعبة ثلاثة شبان روسيين هم: فيليب بوديكين (ويسمى أيضا فيليب
فوكس)، فيليب ليس، بالإضافة إلى كيتوف (kitov)؛ الأول تم القبض عليه
ووضعه رهن التحقيق في نوفمبر 2016 للتحريض على الانتحار، وحُكم عليه في يوليو
2017 بثلاث سنوات من السجن بعد محاكمته في سيبيريا.
مبدأ اللعبة
أخذت لعبة الحوت الأزرق اسمها من الملاحظات
الكثيرة لارتماء الحيتان على الشواطئ، ويقول البعض أن هذه الحيتان تقوم
"بالانتحار" طواعيةً، غير أن أصل هذه الظاهرة لا يزال محط جدل
تتكون لعبة الحوت الأزرق من سلسلة من التحديات
المتدرجة في الصعوبة عددها 50 تحديا مقسمة علي 50 يوم تًقدَّم للاعب من قبل
"الجارديان" (وتعني "الولي, أو الحارس")، وهي تحتاج للاتصال بشبكة
الإنترنت.
ينبغي على اللاعب إرسال صورة أو فيديو يدل على
إتمام المهمة لكي يتابع إلى التحدي التالي. رغم عدم ظهور بعض التحديات على أنها
مؤذية كرسم الحوت على ورقة أو الاستماع إلى موسيقى حزينة في الليل، فإن بعضها
الآخر تثير الكثير من القلق وهي غير حميدة إذ تدعو الى الضرب والخدش، والأسوأ من
هذا كله هو التحدي الأخير الذي يدعو إلى الانتحار.
قائمة المهام في لعبة الحوت الأزرق
·
نحت عبارة F57 أو رسم حوت
أزرق على يد الشخص أو ذراعه باستخدام أداة حادة ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد
أن الشخص قد دخل في اللعبة.
·
الاستيقاظ عند
الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة مقطع فيديو به موسيقى غريبة تترك اللاعب في حالة كئيبة.
·
عمل جروح طولية
على ذراع المتحدي.
·
رسم حوت على
قطعة من الورق.
·
كتابة
"نعم" على ساق الشخص نفسه إذا كان مستعدا ليكون حوتاً.
·
مهمة سرية
(مكتوبة في التعليمات البرمجية).
·
خدش (رسالة) على
ذراع الشخص.
·
كتابة حالة على
الإنترنت عن كونه حوتًا.
·
التغلب على
الخوف.
·
الاستيقاظ على
الساعة 4:20 فجراً والوقوف على السطح.
·
مشاهدة أشرطة
فيديو مخيفة كل يوم.
·
استماع إلى موسيقى
يُرسلها المسؤول.
·
قطع الشفاه.
·
نكز ذراع الشخص
بواسطة إبرة خاصة.
·
إيذاء النفس أو
محاولة جعلها تمرض.
·
الذهاب إلى
السقف والوقوف على الحافة.
·
الوقوف على جسر.
·
تسلق رافعة.
·
في هذه الخطوة
يتحقق الشخص المسئول بطريقة أو بأخرى لمعرفة ما إذا كان المشارك جدير بالثقة.
·
التحدث مع
"الحوت" على سكايب.
·
الجلوس على
السطح مع ضرورة ترك الساقين مدليين من على الحافة.
·
وظيفة مشفرة
أخرى.
·
بعثة سرية.
·
الاجتماع مع
"الحوت"
·
تعيين اللاعب
مسؤولًا يوم وفاة الشخص.
·
زيارة السكك
الحديدية.
·
عدم التحدث مع
أي شخص طوال اليوم.
·
إعطاء يمين حول
كونه حوت.
بعد هذه الخطوات تأتي الخطوات 30-49 والتي
تنطوي على مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى الموسيقى التي يختارها المسؤول،
والتحدث إلى الحوت.
50. المهمة الأخيرة وهي الانتحار بالقفز من
مبنى أو بالطعن بسكين أو الشنق بحبل مدلي من سقف الغرفة.
الحالات المبلغ عنها
لعبة الحوت الأزرق في تونس
حتى 12 مارس 2018، انتحر 7
أطفال تونسيون جراء اللعبة. أصدرت المحكمة الإبتدائية بسوسة حكما
يقضي بحجب لعبة الحوت الأزرق ولعبة مريم في تونس، وكلفت الوكالة
التونسية للأنترنت باتخاذ الإجراءات اللازمة.
لعبة الحوت الأزرق في بنغلاديش
تناقلت العديد من التقارير الإخبارية ووسائل
الإعلام في بنجلاديش أخبار محاولات انتحار على صلة باللعبة. وكانت فتاة (في
سن المراهقة) قد انتحرت، وزُعم أنها قامت بذلك بسبب إدمانها للعبة الحوث الأزرق في
تشرين الأول/أكتوبر عام 2017. لكن ما زاد من شهرة اللعبة في بنغلاديش هو
قيام الشرطة باعتقال طالب جامعي وذلك بسبب اشتباه في لعب اللعبة، لكن هذه
الحالة لم يتم تأكيدها رسميا.
لعبة الحوت الأزرق في البرازيل
ربطت العديد من التقارير الإخبارية في وسائل
الاعلام البرازيلية حالات إيذاء النفس ومحاولة الانتحار للأطفال بلعبهم للعبة
الحوت الأزرق. وقد قامت الشرطة بعدد من التحقيقات؛ لكن لم يتم تأكيد أي حالة رسمية
حتى الآن. هذا وتجدر الإشارة إلى أن ثمانية برازيليين حاولوا الانتحار بعدما كانوا
قد عرضوا نفسهم للتعذيب، لذلك يًشتبه في أن يكون هذه الحادثة لها صلة مع اللعبة.
لعبة الحوت الأزرق في بلغاريا
ظهر الخبر الأول عن لعبة الحوت الأزرق في بلغاريا في
منتصف شباط /فبراير عام 2017، وكانت منظمة إنترنت أكثر أمانا قد نشرت
تقريرا تُطالب فيه مستعملي الهواتف بعدم الانصياع للشائعات، وأن الموضوع مبالغ فيه
ولا يستحق كل تلك الضجة، كما طالبت ملاك مواقع الويب بتفادي نشر المعلومات
المغلوطة حتى لا تخلق موجة من القلق والذعر بين أولياء الأمور.
لعبة الحوت الأزرق في الهند
طوال عام 2017، ذكرت وسائل الإعلام في الهند أن
عدة حالات انتحار للأطفال سببها لعبة الحوت الأزرق وكانت حكومة الهند قد ضغطت
على وزارة تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات التي بدورها ضغطت وطلبت من عدد من
شركات الإنترنت (بما في ذلك جوجل، فيسبوك وياهو) بإزالة جميع
الروابط التي توجه المستخدمين إلى تحميل اللعبة. مما دفع بعض المعلقين
والمدونين إلى اتهام الحكومة بخلق حالة من الزعر والهلع بين المواطنين. وقد طلبت
المحكمة العليا من الحكومة المركزية الهندية حظر كل المواقع التي قد توصل للعبة
الحوت الأزرق.
لعبة الحوت الأزرق في إيطاليا
التغطية الصحفية للعبة الحوت الأزرق بدأت في 3
حزيران/يونيو 2016 عن طريق صحيفة "لا ستامبا" التي وصفت
اللعبة بأنها عبارة عن تحدي وفي نفس الأمر هي "مزحة سيئة".
بعد ذلك نشر موقع BUTAC تقريرا يؤكد فيه عدم
وجود اللعبة أساسا، وفي 14 أيار/مايو 2017، نشرت قناة إيطاليا 1 تقريرا
مفصلا عن اللعبة مؤكدة أنها موجودة. وقد أكدت مجموعة من التقارير على أن عدة
حالات انتحار يعود سببها للعبة، خاصة حالة فتاة مراهقة من ليفورنو، وفي أعقاب ذلك
زادت تغطية الإعلام للموضوع، وكثرت المنابر التي تُؤكد على وجود اللعبة وعلى خطورتها،
وما زاد من قلق أولياء الأمور هو الارتفاع الحاد الذي شهده جوجل من حيث عدد نتائج
البحث عن اللعبة.
في 22 مايو 2017، أعلنت شرطة إيطاليا أنها تلقت
40 إنذارا بخصوص اللعبة، ثم ارتفع عدد الإنذارات إلى 70 على مدى 24 ساعة فقط.
لعبة الحوت الأزرق في روسيا
في آذار/مارس عام 2017، كانت السلطات في روسيا تُحقق
فيما يقرب من 130 قضية منفصلة تتعلق بحالات مشكوك في صلتها باللعبة، وفي شهر
فبراير قام طفل يبلغ من العمر 15 عاما بإلقاء نفسه من عمارة بعلو 14 طابقا
في مبنى في إيركوتسك بسيبيريا وذلك بعد الانتهاء من المهام
الخمسين المرسلة إليه، كما قام زميله (يبلغ من العمر 16 سنة) بنفس العملية، وقد
تركوا رسائل على صفحتيهما على مواقع التواصل الاجتماعي تُفيد بأن
للانتحار علاقة باللعبة. وفي نفس الشهر قام شاب آخر يبلغ من العمر 15 عاما أيضا
برمي نفسه من شقة عالية في مدينة كراسنويارسك، لكن هذه المرة لم يُفارق
الحياة بل تعرض لجروح وإصابات حرجة تسببت في إدخاله للمستشفى.
في 11 أيار/مايو 2017 ذكرت وسائل إعلام روسية
أن فيليب بودكين مبحوث عنه بتهمة "تحريض المراهقين على الانتحار"، وكان
بوديكين قد وصف ضحاياه "بالنفايات البيولوجية" مدعيا أنه يُحاول
"تطهير المجتمع". وقد تم إلقاء القبض عليه في وقت لاحق وتم الزج به في
سجن سان بطرسبرغ بسبب العديد من التهم على رأسها "تحريض 16 فتاة على الأقل
على قتل أنفسهن."
في 26 أيار/مايو عام 2017، أقر مجلس
الدوما (البرلمان الروسي) بمشروع قانون يمنح المحكمة الحق في إنزال تهمة
جنايات عن كل من يحاول التشجيع على الانتحار أو خلق أدوات تُساعد في هذا، وذلك عقب
130 حالة وفاة مشتبه في ارتباطها بتحدي لعبة الحوت الأزرق. في 7 حزيران/يونيو
2017، وقع الرئيس بوتين على القانون على فرض عقوبات جنائية على كل من
يُحرض القاصرين على الانتحار.
لعبة الحوت الأزرق في الجزائر
في 17 نوفمبر 2017، انتحار طفل يبلغ من العمر
11 سنة بولاية سطيف شرق الجزائر، وقد أكدت نتائج التحقيق أن سبب
الانتحار كان بسبب لعبة الحوت الأزرق التي كان يقضي معظم وقته فيها لمدة شهر.
في 8 ديسمبر، أقدم طالبان على الانتحار في
ثانوية بولاية بجاية وذلك بعد استعمال لعبة الحوت
هذه اللعبة أيضا أصل وفاة 7 شبان في الجزائر
سنة 2017.
لعبة الحوت الأزرق في السعودية
في 6 مايو 2017، انتحر طفل يبلغ من العمر 13
سنة شنقًا بربط عنقه بحبل مشدود في الدولاب بمسكنه العائلي بجدة، وبعد
التحريات اكتشفت الشرطة وجود لعبة الحوت الأزرق على هاتفه.
لعبة الحوت الأزرق في فرنسا
في فرنسا تم الإبلاغ عن بعض الحالات
التي يمكن أن تكون متصلة بالحوت الأزرق: وذكرت كذلك قناة LCI على موقعها محاولة
إنتحار أربع فتيات من با-دو-كاليه بسبب اللعبة، ونشرت صحيفة La Voix du Nord في
وقت سابق خبر فتاتين تشاركان أيضا في لعبة الحوت الأزرق،بالإضافة إلى إثنا عشر
طالبا في مدرسة في فنستير.
ولمواجهة التهديد الذي تشكله لعبة الحوت الأزرق
نشرت الشرطة الفرنسية في 6 مارس 2017 رسالة على حسابها في تويتر لتنبيه المراهقين
وأولياء أمورهم وذكّرت بأن التحريض على الانتحار يعاقب عليه من قبل القانون
الفرنسي ب 5 سنوات في السجن وغرامة 75 ألف يورو. رسالة تحذير أخرى قد نشرت بعد
بضعة أيام تحمل نفس الرسالة: «ما من تحدي يستحق المخاطرة بالحياة من أجله".
تفاعلت وزارة التعليم الوطني الفرنسية أيضا عبر
إرسال رسالة تحذير لجميع عمداء الأكاديميات التعليمية. كما أصدرت رسالة إلى
المعلمين عبر بوابة Eduscol للتوصية واليقظة تجاه هذه اللعبة التي يمكن أن تجذب الشباب
وتؤثر على هويتهم.
لعبة الحوت الأزرق في المغرب
في الآونة الأخيرة انتشرت لعبة "الحوت
الأزرق" في المغرب، خاصة في صفوف المراهقين. وتسببت في محاولات انتحار
كثيرة وتعد أبرز حالة هي وفاة أحد المراهقين بمدينة أكادير جنوب المغرب،
ويذكر أنه بعد تنفيذه لتحديات اللعبة أقدم على الانتحار برمي نفسه من سطح العمارة
التي يسكن بها، استجابة للتحدي الأخير في اللعبة.
لعبة الحوت الأزرق في مصر
كانت آخر حالات الانتحار بسبب لعبة الحوت
الأزرق هي للشاب خالد الفخراني نجل البرلماني المصري حمدي الفخراني الذي عثر عليه
منتحرا في غرفته بمدينة المحلة الكبرى مساء الاثنين 2 أبريل 2018 وبجواره
بعض الأوراق والتعليمات الخاصة باللعبة.
وقد كتبت شقيقته الدكتورة: ياسمين الفخراني علي
صفحتها على الفيس بوك...
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا