مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل السادس والثلاثون برواية عصفوره تحدت صقراً
وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الخامس والثلاثون"
عصفوره تحدت صقراً
الفصل السادس والثلاثون
الحادي عشر من مارس ٢٠١٠ الساعة العاشرة مساءًا..
عينان مغلقتان، ووجنتان تحررت بهما عبرتان، وقلب صادق حزين يُرثي فقيده الراحل، وفم يفيض بألمه همسًا في حرية الساحل،
بين يدي الرحمن كانت، ساجدةً حامدةً طائعةً لله كانت، باكيةً راجيةً عابدةً لله كانت، بين يدي الرحمن كانت.
طال السجود، ولم تقم، فحنينها إلى مولاها لم يقل بعد، نعم هي في هذا العالم المختلف الذي ينتقل إليه الإنسان بمجرد الوصول إلى الذروة في الخشوع، بمجرد إتقان العبادة لدرجة إستحضار العقل والقلب معًا ليحضروا صلاتها، هذا العالم الذي ينسيها كل ما حولها ويشعرها بأن الله معها، يواسيها أينما كانت، وفي أي هوة وقعت يكن الله في عونها، لا يكلها إلى نفسها طرفة عين.
لقد كانت الغرفة مظلمة تمامًا كما تحب حين تناجي ربها، فقط من النافذة يسلط القمر ضوءه عليها فيبدوا الأمر وكأنها تشع نورًا في الظلام الدامس.
وفي الخارج، جلس أحدهم على الأريكة ممدد القدمين، هادئ إلى حدٍ كبير، وأمامه الآخر جيئةً وذهابًا يسير في دهاليز الغرفة، ولم يبدُ ساكنًا أبدًا بل هو قلق، غاضب، محتقن الوجه، و..
-إهدى شوية لهيطقلك عرق!
نظر له الآخر بغضب وإقترب منه ثم أمسكه من ياقة قميصه وصاح فيه بغضب:
-قسمًا بالله لو جرالها حاجة لهدفعك التمن غالي يا صهيب، عشان إنت اللي خليتنا نسيبها ونطلع!
رفع صهيب حاجباه ساخرًا، ثم مد يده وإنتزع يد الآخر عنه بهدوء ليظهر التهكم في نبرته وهو يردف ببرود:
-أولاً مبسمحش لحد يمسكني من القميص بالشكل دة، حتى.. حتى لو كان أخو مراتي يا براء!
إشتعلت عينا براء بالغضب حالما ذكر أمامه قرابتهما، ولكن لم يكترث وتابع ببساطة:
-ثانيًا هي عاوزة تقعد لوحدها، يبقى نسيبها مش نخنقها أكتر!
رد عليه براء بحنق وهو يبتعد عنه قليلاً:
-آه صح زي ما سيبتها قبل كدة وبعدها لقيتها مغمى عليها!!
أرجع صهيب رأسه للخلف، وصمت قليلاً قبل أن يحيبه بتأنٍ:
-إمبارح كانت لسة مصدومة، لكن الوقت هي بدأت تستوعب
سأله بضيق:
-طب ليه هي قفلت الباب بالترباس، طب إفرض عملت في نفسها حاجة؟
أجابه بهدوء:
-كان إيه اللي مانعها تعمل كدة من زمان، يعني تتصور إن أختك ممكن تموت كافرة؟!
صمت حين شعر أنه قد اقتنع. في كل الأحوال لقد تحملت أقسى من هذا بكثير، وسوف تتحمل هذا الأمر. نظر براء لأحد الأرائك الوثيرة ثم ذهب ناحيتها وجلس عليها، فقد تعب وما عاد يقدر على الإحتمال أكثر،
مع ذلك لم ينسَ للحظة أنه ليس في منزله، بل هو ليس في أي منزل يعرفه على الإطلاق، هو في منزل هذا البغيض، الجالس أمامه، زفر بحنق هو يعلم أنه في أي لحظة سيطلب منه الإنصراف وسيضطر لفعل ذلك، وهو لا يريد ترك أخته في تلك الحالة وحدها بعدما أصرت على عدم المكوث في المشفى أكثر، وبالطبع استغل صهيب الفرصة وذهب بها إلى المنزل بينما كان هو منشغلاً بإبلاغ أقاربه بموت والدها. حين يطلب منه ذاك الكائن كما قالت أخته قبلاً، الرحيل سيأخذها معه عنوة ثم لن يسـ..
-براء، أنا شايف إنك تقوم تنام
كاد أن يحتج وهو ينظر له بغضب، لكن صهيب تابع بهدوء:
-تعالى أوديك أوضة تنام فيها
نظر له بدهشة وسأله:
-أوضة؟؟!
وقف صهيب ثم سار أمامه وهو يجيبه بفتور:
-تعالى معايا
وقف براء وسار خلفه متعجبًا، إلى أن وقف أمام غرفة ما، وفتحها ثم نظر له قائلاً بهدوء:
-تصبح على خير
و عاد مجددًا من حيث جاء، فنظر له براء وهو لا يفهم شيئًا، ثم نظر للغرفة، وكاد أن يلج للداخل لكنه فكر لربما يحاول صهيب إبعاده عن أخته لأجل شيءٍ ما، أو أنه يريد بها شرًا، لم يتحمل الفكرة وسرعان ما إتجه إلى حيث كان يجلس، لكنه لم يجده، نظر إلى غرفة أخته، لازالت مغلقة، حينها ظل يسير إلى الأمام قليلاً حتى وجد درجًا! درجًا مخفيًا في ركن بعيد من غرفة المعيشة،
تعجب ولكن قرر أن يصعده. وبالفعل صعده بهدوء ولكنه إندهش حين وجده جالسًا على الأرض بالأعلى، لقد كان سطحًا كأسطح المباني العادية، إلا أنه كان أرقى بقليل، فهناك سجادة خضراء كالعشب والكثير من النباتات المزروعة، وأوعية الرياحين، والأجمل، ألا سقف في الأعلى، السماء ولا شيء غيرها، كباقي الأسطح. إقترب منه بهدوء، فسأله صهيب وهو مستمر في النظر للأعلى:
-منامتش ليه؟
تنحنح الأخير بخفوت، ثم أردف بجدية حاول إظهارها في صوته:
-مآآ عادي، مش جايلي نوم!
أقرا أيضا رواية عصفوره تحدث صقرا الفصل العاشر
رد الأخير بسكون:
-قولتلك إني مش هضايقها متخافش
أشاح براء وجهه عنه وصمت لبعض الوقت، ثم سأله بعدها:
-إنت قاعد هنا ليه؟
نظر له صهيب للثلاث ثوانٍ ثم أعاد النظر للسماء ولم يجبه، فنظر له مطولاً وفكر أنه لو يحاول تقليدها لما وصل الأمر معه إلى ذاك الحد، حتى أنه قد اعتاد على تلك الطرقة مما جعله لا يغضب بسرعة حين لا تجيب عليه.
نظر له للمرة الأخيرة ثم سار مبتعدًا عنه وهو يقول:
-أنا رايح أنام
ثم تركه وذهب.
بينما نظر له الأخير وهو يسير مبتعدًا ولم يعقب، فقط أعاد تعليق عينيه بتلك النجمة الساطعة في السماء مرةً أخرى.......!!!
.........................!!!!
يتبع ...
يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا