مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل الخامس والخمسون برواية عصفوره تحدت صقراً
وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الرابع والخمسون"
عصفوره تحدت صقراً
الفصل الخامس والخمسون
-بس أنا أول مرة آكل بيتزا حلوة كدة!
تلك بها الجملة التي نطق بها هذا العجوز الهرم وهو يبتسم، وبهدوءٍ بادلته هي الإبتسامة وأجابت عليه وهي تنظر لزوجها بجانبها:
-هنبقى نجيب من المطعم دة على طول.
ابتسم زوجها بسكونٍ وعاد يتابع تناوله للطعام، ربما كان ينظر لها أكثر مما يأكل.. لكن في كل الأحوال كان يأكل بشراهة!
الجميع كان يأكل بشراهة حتى ذاك الذي لم يبتسم ابدًا حتى الآن.. إذا نظرت له من بعيد ستجزم أنه يأكل ليتغلب على غضبه، وغيظه وهو ينظر إليه.. لا يستطيع تقبل زواجهما.. بالطبع هو يرغم أخته بطريقة أو بأخرى على البقاء معه.. بالطبع فهو لا يطاق!
اتحكت شوكته بالطبق بقوة، فكان الطبق أن ينكسر فنظروا له جميعًا مما جعله يقف فجأة ويردف بجدية:
-أنا شبعت الحمد لله، جويرية أنا همشي أنا.
هزت جويرية رأسها عدة مرات بثباتٍ وهي تجيبه:
-لأ عاوزاك شوية استنى.
أخذ نفسًا مطولاً، ثم استدار وهو يجيبها بهدوء:
-طيب هستناكي برة في الجنينة
لم تجبه، ولم ينتظر هو أي إجابة منها بل ذهب على فوره.. حينها نظرت هي لصهيب الذي وجدته يقف ليذهب خلفه وتحدثت بخفوت:
-هتعرف؟
ابتسم لها ابتسامة جذابة، وغمز لها ثم استدار ذاهبًا وهو يجيبها بغرورٍ وثقة:
-عيب دة أنا صهيب برضوه.
راقبته مبسمة إلى أن ذهب، وهنا بدأ رحيل يتحدث بجدية:
-مش عارف أشكرك ازاي عشان..
-الموضوع مش محتاج شكر يا عمي، دة واجب.
-لأ يا بنتي كنتي تقدري بكل بساطة تبعديه عني أكتر، وخاصة إني عارف إن صهيب مستحيل كان يسامحني لولا تدخلك!
-إنت بتقلل من قيمتك عند صهيب لما تقول الكلام دة! إنت متعرفش صهيب بيحبك ازاي.. مكنش هيتوجع منك لو مكانش بيحبك!
ابتسم لها رحيل وأجاب بهدوء:
-أنا عارف إني لفترة طويلة كنت غالي عليه..
-ومازلت، محدش هيقلل من القيمة دي
وقف رحيل، وسار حتى وصل إليها، ثم وضع يده على كتفها وهو يردف بامتنان:
-أنا مش زعلان، أنا كان اهم حاجة عندي إنه يسامحني.. أنا بس الوقت عرفت إن ابني محظوظ جدًا برغم الحظ اللي اتحرم منه لفترة طويلة.. بس هو محظوظ بيكي، محظوظ إنك بقيتي مراته، مش هنكر إني في البداية مكنتش حابك بس دة لأني لقيت كل حاجة تمت بسرعة، بس بعد كدة فهمت انه فعلاً عمره ما هيلاقي زيك، وأنا حاليًا في نهاية عمري هتمنى إيه أكتر من ابني يبقى كويس، ويلاقي الست اللي تراعيه؟
وضع صهيب يده على كتف براء الواقف موليًا إياه ظهره، فانتبه له واستدار وهو يردف بانزعاج:
-جويرية إنتي عارفة إني..
صمت حين وجده صهيب، وبدى الحنق جليًا على قسمات وجهه أكثر حين تساءل بضيق:
-إيه اللي جايبك؟
أخذ صهيب نفسًا عميقًا، ثم بدأ يتحدث بهدوء:
-بص يا براء، العلاقة بينا كانت وما زالت متوترة.. دة لأن كل حاجة في البداية حصلت بطريقة مش روتينية.
صمت لثوانٍ يتابع تعابيره المتشنجة ليتابع بجدية بعدها:
-فاكر لما سألتني أنا عاوز جويرية ليه؟ أنا نفسي وقتها مكنتش عارف الإجابة.. بس الوقت عرفتها كويس..
سأله براء باستخفاف:
-وإيه الإجابة؟
أجابه مبتسمًا بدون تردد:
-بحبها
نظر له براء بصدمة، ولكن سيطر الغضب عليه فجأة فأمسكه من ياقة قميصه وكاد يصيح به إلا أن صهيب وضع يده على فمه بقوة وبدأ يتحدث بحدة:
-إنت مجنون أنا جوزها أقول اللي أنا عاوزه
ابتعد عنه براء وهو ينظر له بغضب، فسأله صهيب:
-إنت إيه اللي مضايقك؟
نظر له بحدة وتكلم:
-اللي مضايقني إنك خدتها غصب، مفيش اشهار، سمعتها، والله أعلم إنت بتهددها بإيه عشان تفضل معاك!
ببرود سأله:
-و المفترض أعمل إيه؟
-تـ..
-وأحسنلك متجبش سيرة الطلاق على لسانك.
عقد براء ساعديه، حاجبيه، مشيحًا وجهه وهو يزفر بغضب، فظل صهيب واقفًا في محله وحدثه بهدوءٍ قدر الإمكان:
-يا براء، حاليًا احنا عيلة، سوءًا تقبلتني أو لأ!
نظر له براء بحنق، فتابع الأخير بجدية:
-ولو عاوز تتأكد إني مبجبرهاش على حاجة كلمها واتأكد!
-وأنا إيه يأكدلي إنك مجبرتهاش تـ..
-براء!
قالتها جويرية بهدوء وهي تتقدم نحوه، فنظر لها وسألها بضيق:
-يعني حاليًا إنتم الاتنين عاوزين تكملوا وأنا أطلع!
كتف صهيب يده وأشاح وجهه وهو يهمس لنفسه:
-والله تبقى عملت فينا خدمة.
-سمعتك على فكرة.
أردف بها براء بغيظ ثم عاد لينظر لأخته وهو يقول:
-شوفتي بيقول عليا إيه!
نظر له صهيب ببرود وتحدث:
-كويس إنك سمعت عشان متبقاش غيبة!
-والله أنا غلطان إني..
أوقفهما صوتها الغاضب وهي تهدر:
-دة لو عيال مش هيحصل كدة!
كتف كلاهما يداه بتذمر، فسارت هي نحو براء إلى أن وقفت أمامه مباشرًا ثم بدأت تتحدث بهدوء:
-براء، أنا مش فاهمة مالك بجد!
وضع براء يداه على كتفاها، وأخذ ينظر لصهيب بضيقٍ وهو يتحدث:
-قوليلي يا جوري بس لو بيهددك بأي حاجة وأنا آآ..
قاطعته هي بنفاذ صبرٍ وهي تنظر له:
-فيه إيه يا براء، هو إنت متعرفنيش.. يعني أنا لو كنت متهددة مكنتش هعمل حاجة لحد الوقت!
-أيوة بس..
-يا براء أنا عاوزة النزاع اللي بينكم دة يتشال.
-طب والطريقة اللي اتجوزك بيها، وتهديدك، و..
نظرت لصهيب الذي يقف خلفها ثم عادت تنظر لأخيها وهي تجيبه ببساطة:
-مسمحاه!
نظر لها بدهشة، فهو يعرفها جيدًا فمن المستحيل أن تسامح أحدًا قد آذاها، أو سبب لها الضرر لتلك الدرجة فما بالها بمن هددها!
-بجد مسمحاه! ببساطة كدة!
كان صهيب يستمع إليهما باهتمامٍ إلى أن جاءه اتصال فاضطر للإلبتعاد قليلاً حتى يجيب، وما إن رآه براء يبتعد حتى نظر لها بجدية وقال:
-إيه السبب مش فاهم! عاوزة تقعدي مع الكائن دة ليه؟
عقدت كتفاها أمام صدرها، وأخذت نفسًا طويلاً قبل أن تجيب بصبر:
-جوزي!
-حتى ولو وهو كان..
-وبحبه!
بترت هي بكامتها أي تفكيرٍ في الكلام داخله، واستمر ينظر لها للحظاتٍ ينتظر أن تضحك وتخبره أنها تمزح، لكن جدية وجهها ونظراتها الهادئة أخبرته أنها جادة.. وتمامًا.
تابعت جويرية بروية وهي تثبت عينيها عليه:
-فممكن بقى تتصافوا؟!
سألها بجمود:
-يعني دة آخر كلام عندك؟
وضعت يدها على وجهه وتحدثت بحنان:
-آخر كلام عندي إنك أخويا قبل ما يبقى هو جوزي، وإني مش عاوزة ازعل حد فيكم لأنكم غالين عليا إنتوا الاتنين.
نظر لها للحظاتٍ قبل أن يجيبها بضيق:
-بس أنا أخوكي من زمان، أما هو جوزك من أقل من شهرين!
ابتسمت وهي تمنع نفسها من الضحك بصعوبة لتجيبه بعدها بتريث:
-بطل غيرة وبعدين إنتناوي تتجوز إمت مش أمك باين كانت جابتلك عروسة!
رد بغيظ وهو يكتف يداه:
-عاوزة تخلصي مني يا جوري.. ماشي!
صمت لثوانٍ ثم تابع ببرود:
-وبعدين أنا شوفتها ومعجبتنيش، طول القاعدة عمالة تضحك ولأ.. استغفر الله سيبك، بس دة مش معناه إني مش ناوي يعني!
أنزلت رأسها للحظاتٍ وهي تفكر، ثم عادت ترفعها متسائلة:
-دة معناه إن فيه حد عجبك!
حك رأسه بتوترٍ وهو يشيح وجهه عنها، ثم أجاب بتعلثم:
-آه هو.. هي آآ.. بصي الحكاية.. آآآ
-مالك؟
-بصي الحكاية بسيطة، أنا كنت مكلم الدكتور اللي كان بيديني زمان في كلية الحقوق، وكنت عاوز نتقابل لأن كان عندي شوية استفسارات، وهو كان واحشني جدًا.. المهم روحت بيته وفضلنا نتكلم وبعدها بالصدفة بنته كانت لسة جاية من برة.. دخلت وقالت السلام وبعدها مشوفتهاش تاني طول القاعدة، بس أنا فضلت أفكر فيها معرفش ليه.. وسألت الدكتور عنها فقالي إنها بنته الكبيرة وعندها ١٩ سنة واسمها "ديما" وشوفتها تاني مرة في الشارع كانت ماشية لوحدها، بس موريتهاش نفسي.. بس بصراحة..
-أعجبت بيها!
أجاب بهدوء:
-أيوة
-امممم وإيه مانعك تتقدملها؟
-مش عارف، بس ماما وبابا اتطلقوا
سعلت جويرية فجأة من الصدمة وسألته:
-نعم!!
أجاب بفتور:
-عادي يا جوري كدة كدة كانت المشاكل بينهم بتزيد، وبيقفوا لبعض على الوحدة.. أنا اصلاً الفترة دي كنت سايبهم وعايش في البيت بتاعي عشان اتخنقت ورجعت مرة اكتشفت انهم اتطلقوا.
شعرت جويرية بالضيق من نفسها فهي كانت بعيدة تمامًا عما يحدث، وقبل أن تتحدث تكلم هو ببساطة:
-بس والله عادي الفرق الوحيد بس إن كل واحد فيهم عايش في بيت لوحده، وبطلوا شكل وخناق!
-يعني إنت مش متضايق!
هز كتفه وأجاب ببرود:
-وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا!
رفعت حاجباها بسخرية فهي تعرفه جيدًا لتتكلم:
-هنستعبط، شكلك مش فارق معاك أصلاً!
حال ساعديه وسأل بانزعاج:
-أنا مالي، كنت كل يوم أرجع البيت يبقوا عاملين شكلة، ومرة رجعت لقيت الجيران بتهدي بينهم، يا بنتي كل حاجة كانت منتهية ولو عاوزة الحقيقة أنا كنت بشجع طلاقهم طلاما دة هيريح كل طرف فيهم!
-وهما كدة مرتاحين؟
-جدًا
توقف الإثنان عند تلك النقطة، واستدارت هي تبحث بعينها عن أحدهم، فأردف براء:
-باين فيه تليفون مهم اجاله فمشى
أعادت النظر إليه وتحدث بجدية:
-طيب يا براء، بس خلاص معدتش أشوفك ماسك فيه تاني!
أجاب باقتضاب:
-طيب
أومأت رأسهأ ثم أشارت له قائلة:
-واحنا عزمناك النهاردة عشان تقضي يوم كامل مش تتغدى وتمشي!
-بـ..
-اتفضل جوة يا براء.
زفر بانزعاج وولج للداخل وهو يتمتم بتذمر، فضحكت بخفوتٍ على مظهره، حتى شعرت بأحدهم يضمها من الخلف، ويمسك يداها الإثنتان بيديه. فتحدثت بهدوء:
-كنت واقف بعيد ليه؟
أجابها بخفوت:
-جالي اتصال، وبعدها فضلت اسمعكم من بعيد.. أصل كل ما بيشوفني بيتعصب أكتر فقولت عشان نخلص. بس أنا فيه حاجة مش فاهمها!
-إيه؟
أجابها بنبرة قد بدى فيها الضيق:
-مفيش أوراق بتثب إنكم اخوات ليه؟
أجابته بهدوء:
-لأن احنا مش اخوات قانونًا، احنا اخوات شرعًا بس.
-ازاي؟
-اخوات في الرضاعة فهمت!
-اللي هو لما اتنين يرضعوا من نفس الأم يبقوا اخوات صح؟
أومأت رأسها باسمة، فتنهد هو بارتياح وهو يجيب:
-للحظة افتكرته مش أخوكي وكان عايش من صغره معاكي فمعتبراه زي أخوكي! أصل تصرفاته غريبة، أنا شوفت اخوات بيقتلوا بعض.
استندت هي بظهرها عليه، ثم اقتربت من أذنه لتهمس له:
-وفيه اخوات بيقتلوا عشان بعض، وفيه أزواج مبيناموش من كتر خوفهم يخسروا بعض!
أقرا أيضا رواية عصفوره تحدث صقرا الفصل العاشر
كان معتصم جاسًا يطالع الحاسوب أمامه بضجر وابنته كانت نائمة بجانبه.. فجأة سمع صوت هاتفه يرن، فأمسك به ونظر للإسم، ثم زفر نحنقٍ قائلاً:
-هما مش هيسيبوني في حالي بقى!
أجاب بهدوء على الإتصال:
-السلام عليكم
أتاه الصوت بهدوءٍ مماثل من الجهة الأخرى:
-وعليكم السلام، بقى كدة يا معتصم تستقيل كدة من غير ما تعرفني حتى!
أخذ معتصم نفسًا ثم أجابه بجدية:
-لأ طبعًا يا مأمون بيه، بس حضرتك كنت مسافر و..
-حتى لو مسافر فيه تليفون، وبعدن إنت ازاي تفكر تمشي أصلاً إنت وأبان من غير ما ترجعولي!
أجابه معتصم بثبات:
-حضرتك أكيد عرفت اللي حصل، علاوة على إن رشدي بيه هددني في وسط مكتبي!
رد عليه مأمون بغضب:
-ودة يخليك تكلمني وتقولي على كل اللي حصل مش تفضل ساكت! وبعدين رشدي اتحول للتحقيق هو وكل الرتب اللي ساعدوه واكتشفوا تورطه في حاجات أكتر بكتير من القضية دي!
استعجب معتصم وتحدث بدهشة:
-بس أنا معنديش علم بكل دة
-لأن جنابك سبت الشغل والتحريات دي أنا شخصيًا اللي أشرفت عليها وكانت سرية، وبعدين أنا ووالدك الله يرحمه كنا أكتر من اخوات يبقى ابنه يحصله كل دة وأنا قاعد اتفرج!
-أصل..
-بلا أصل بلا فصل، استقالتك إنت وأبان مرفوضة وهعتبر دي كانت أجازة..
بدب على وجهه الإمتعاض وهو يجيب:
-حضرتك مش فاهمني، أنا كدة مرتاح مش خايف أظلم حد أو..
-يعني إنت عشان تبقى مش خايف تظلم حد تسيب الناس تتظلم؟ لو كل واحد نزيه بيخاف على الحق عمل كدة يبقى سيبتولنا مين يشتغل؟ الفاسدين!
أنا مش هتكلم ولا كلمة تاني يا معتصم، ومستني أشوف قرارك من بكرة!
وبدون أن يتفوه هو ببنت شفة كانت المحادثة قد انتهت وتبعها نظراته المختنقة، وقبل أن يغفعل أي شيء سمع الهاتف يرن من جديد، فنظر للهاتف بفتورٍ سرعان ما تبدل حين رأى هذا الإسم أمامه، وأجاب على عجالة:
-السلام عليكم.
أجاب الآخر من الجهة الأخرى بجدية:
-وعليكم السلام، إزي حضرتك يا أستاذ معتصم
أجاب معتصب بهدوء:
-إيه يا سهيل الرسمية دي، أنا معتصم عادي، إيه في جديد؟
رد سهيل عليه عبر الهاتف بنبرة مرحة:
-آه فيه جديد!
-إيه؟
-فيروز وافقت
اتسعت عيناه بسعادة وسأله من جديد:
-بجد والله!
-آه والله، فجأة لقيتها بتقولي أنا موافقة من غير مقدمات!
-طب أجيلكم إمت نحدد ميعاد الخطوبة!
-تنور أي وقت
-طب حضروا نفسكم هاجي أنا وتالا بالليل.
في اليوم التالي.. صباحًا
خرجت من منزلها توًا، وسارت بهدوءٍ نحو البوابة لتخرج.. لكنها ظلت في مكانها حين وجدته أمامها يستند بكوعيه على سيارته وينظر لها باسمًا. عقدت حاجباها بدهشة ثم سارت نحوه وهي تسأله بدهشة:
-إياس؟!
أومأ رأسه قائلاً بهدوء:
-كنت رايح الشغل وقولت أحود عليكي، إنتي عارفة بيتي قريب من بيتك!
رفعت حاجباها وهي تتحدث بسخرية:
-أنا بيتي في أول المحافظة وبيتك في آخرها وتقولي قريب!
أشار بيده نحو سيارته وهو يردف بجدية:
-طب اركبي يلا
رفعت حاجباها أعلى وهي تجيب باستنكار:
-طب ما أنا عندي عربية هركبـ..
-يا كاثرين بجد متتعبنيش معاكي.
زفرت هي بضيق ثم استدارت لتجلس في مقعد السائق فنظر لها بدهشة وتحدث:
-أنا بقولك أقعدي هنا مش في مكاني!
-دة اللي عندي وإلا هنزل أركب التانية
استسلم هو لها وركب السيارة وهو يزفر بحنق، ثم أغلق الباب بقوة فضحكت وهي تنظر له من زجاج السيارة وتتكلم:
-شكلك حلو وإنت متعصب!
نظر لها بعجب وإعجاب، ثم أخرج المفاتيح من جيبه وأعطاها لها بصمت، فانطلقت هي بالسيارة..
كانت تقود ببطءٍ حين أخبرها أنهما قد تأخرا كثيرًا بدأت تسرع قليلاً، فسألها بعد لحظاتٍ بهدوء:
-أكيد مفيش مقارنة بين أمريكا ومصر!
ضحكت بجدية من حديثة وأجابته بانفعال:
-هـه Never! أمريكا الناس فيها على حالتين، يا إما أشرار أو طيبين مش خبثة وبيتلونوا، أما مصر بلد غريبة بكل المقاييس الناس بيبان عليهم طيبين وبيكونوا خبثة، بحس هنا مفيش أمان وكل الناس هنا بيتعاملوا حلو بس هما من جواهم وحشين، فاهمني؟
-بس مش معنى إنك جربتي حد وطلع وحش يبقى تحكمي على الناس كلها بإنها وحشة!
-غصب عني يا إياس، يمكن مع الوقت هبدأ آخد عنهم فكرة تانية!
وضع يده على يدها التي تقود بها، فنظرت له لثانيتين قبل أن تعيد النظر في الطريق في حين تحدث هو بابتسامة ودودة:
-وأنا معاكي لحد ما تخلصي من كل دة، و.. كاثرين خلي بالك..!!!
لم تنتبه كاثرين وهي تقود لتلك السيارة المارة بسرعة وحين انتبهت وحاولت الانحراف عن المسار اصطدمت السيارة بقوة في الرصيف......!!!
....................................!!!!!
يتبع ....
يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا