أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الـفـصل الثـالــث من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.
سأقدم لكى ما تريدى ولكن أنتظرينى فقط ...فأنتى تعلمى أننى لست برجل كسول أو قليل الطموح ولا آبه بالمصاعب بل تحلو لي وأتسلقها فى هدوء دائما وثبات حتى أصل لمرادى ...ولكن عندما أصل إلى القمة هل سأجدك فى أنتظارى ...هل تعشقينى بما يكفى
لست متأكداً مع الأسف
مر بالمنعطف المؤدى الى بيته وأتجه إليه فى بطء وهو يحاول أخفاء مشاعره حتى لا تقرأها والدته فى عينيه فهى تجيد ذلك...ولكنه لم يلاحظ الفتاة التى كانت تقف فى نافذة حجرتها الصغيرة ترمقه وتتفحصه وكأنها كانت تنتظره وقد جفاها النوم وأستعصى عليها
ورفض التسلسل إلى عينيها حتى تطمئن بعودته...تنهدت فى قوة وهى تراه يلج باب منزله وألتفتت للداخل لتطمئن أن أختها مازالت غارقه فى نومها كما كانت تظن فأغلقت نافذتها وأسدلت أستارها ....وأتجهت لفراشها وما أن سكنت راسها إلى وسادتها وأغمضت عيينيها حتى سمعت أختها تقول بخفوت:
- خلاص أطمنتى أنه رجع
فزعت عزة وحدقت فى أختها فى سريرها المجاور تحاول أكتشاف عينيها فى الظلام وقالت:
- أنتى لسه صاحيه يا عبير
نهضت عبير وفتحت المصباح الصغير والذى ينبعث منه أضاءة ضعيفه وضعت الوساده على رجليها واستندت إليها وقالت:
- أنتى بتعذبى نفسك على الفاضى وهو ولا هو هنا
زفرت عزة بضيق وهى تقول:
- بطلى الاوهام اللى فى دماغك دى يا عبير أنا مكنتش مستنيه حد..انتى عارفه أنى مش بستحمل الحر وكنت واقفه بتهوى شويه فى الشباك
شبكت عبير أصابع كفيها وقالت:
- على فكرة أنا أختك ها... يعنى مش عدوتك ولا حاجه يعنى هترتاحى لما تتكلمى معايا
نهضت عزة وأغلقت المصباح الصغير وعادت لفراشها وهى تقول:
- نامى يا عبير نامى وياريت تشيلى الاوهام دى من دماغك
وضعت عبير وسادتها مكانها وأسترخت على فراشها وهى تقول بهمس:
- ياريت يا عزة تكون أوهام فعلاً
فى الصباح وهو فى عمله أكتفى بأن يتحدث معها فى العمل فقط رغم محاولتها للتقرب منه ولكنه مازال صاداً لمحاولتها..وقفت فى الطريق فجأة وقالت بأجهاد:
- خلاص مش قادره تعبانه أوى
ألتفت إليها بقلق قائلا:
- أستنى أوقفلك تاكسى واروحك وابقى ارجع انا اكمل الشغل
وقبل ان يشير لسيارة أجره أستوقفته بيدها وهى تقول :
- استنى بس انت ايه معندكش تفاهم هتشاور للتاكسى على طول كده
نظر إليها يتفحصها فى صمت ثم مط شفتيه قائلا:
- بتمثلى يا دنيا عامله فيها تعبانه
أبتسمت وهى تتلمس أصابعه وهى تقول:
- أعمل ايه بقى ما أنت مخاصمنى ومش عاوز تدينى ريق حلو خالص
حاول أن يخفى ابتسامه ظهرت على شفتيه بصعوبه ثم تنحنح ليخفيها وقال بجديه:
- خلاص يبقى يلا نكمل الشغل اللى ورانا
أمسكت ذراعه لتوقفه عن التقدم وقالت بدلال:
- طب انا عطشانه ممكن تشربنى الاول
أشاح بوجهه عنها ولأخذ يتلفت حوله الا ان قال :
- تعالى نعدى الشارع
عبرا الطريق وأذا به يدخلها أحد المحال ثم ابتاع كوبين من العصير وقدم لها واحداً قائلا:
- أتفضلى
نظرت الى الكوب بيده ثم نظرت اليه قائلا:
- ايه ده
نظر اليها بدهشه قائلا:
- ايه مش عارفاه...عصيرقصب
قالت بأستنكار :
- منا عارفه أنه عصير قصب..بس انا بقولك تعبانه وعطشانه تقوم تجيبلى عصير قصب ثم تابعت بحنق:
- كنت فاكراك هتقعدنى فى مكان هادى استريح فيه شويه مش تدخلنى محل عصير قصب
ظهر الحزن فى عينيه ونطقت به ملامح وجهه وقال بيأس:
- هو ده اللى عندى يا دنيا
مطت شفتيها بأمتعاض وتناولت منه الكوب وشربت منه قليلا لتروى ظمأها فقط
وصل فارس الشارع الذى يقطن به وقت أذان الظهر فغير وجهته الى المسجد الذى يبعد قليلا عن منزله توضأووقف يصلى السنن وبعد أن أنتهى وجد شخصا يربت على كتفه بحنان قائلا:
- ايه يا عم انت مخاصمنا ولا ايه
التفت فارس الى صاحب الصوت والابتسامه تعلو شفتيه ليصطدم بأحب الوجوه إلى قلبه منذ سنوات كثيرة فهو صديق قديم له وهو من أيده الله تعالى لفارس ليجعله مداوما على صلاته منذ ان كان فى الثانويه العامه ....صافحه بحراره مرددا:
- مش معقول شيخ بلال واحشنى جدا ...
نهض الرجلين وتعانقا طويلا ثم قال فارس بشغف:
- انت كنت فين كل ده يا شيخ ده انا روحت سألت عليك فى بيتك الوالده قالتلى انك مسافر
أنحنى بلال على أذنه قائلا بمرح:
- كنت فى ألمانيا
أتسعت عينيى فارس لبرهه فضحك بلال بصوت خفيض قائلا:
- ايه مالك اتخضيت كده ليه
أقترب منه فارس هامساً:
- ليه يا شيخ بلال ده انت يا أما فى المسجد يا أما فى شغلك يا أما فى البيت ياخدوك ليه
رفع بلال كتفيه قائلا:
- ما انت عارف بقى أخوانا البعدا يا فارس طالما ملتحى وبتخطب فى مسجد لازم يتحط تحتيك مليون خط أحمر ويبقى ليك ملف عندهم
قطب فارس جبينه وهو يقول:
- حسبى الله ونعم الوكيل بياخدوا عاطل على باطل كده
ابتسم الشيخ بلال وهو يقول :
- سيبك مني انا خلاص جسمى نحس ...ها قولى بقى انا سمعت أنك أتخرجت ...اولا ألف مبروك ...ثانيا ناوى تعمل ايه بعد التخرج هتكمل فى المكتب ولا هتستنى حلمك الكبير
كاد فارس أن يتحدث ولكن الامام أقام الصلاة فوقفا فى الصف وكبرا ليدخلا فى الصلاة
بعد أنتهاء الصلاة جلس كل منهما يتلو الاذكار ثم خرجا سويا من المسجد أخذ فارس ينظر للشيخ بلال بحب وهو يقول:
- والله انا مش مصق انى شوفتك تانى يا بلال ده انت واحشنى جدا والله...
قال بلال مداعباً:
- وأنت والله يا فارس .. ها ياعم مش هتبقى وكيل نيابه بقى علشان تبقى تحقق معايا أنت اهو بدل الغريب برضه
لم يستطع فارس ان يضحك أو حتى يبتسم وهو يقول:
- أنا لو ربنا كرمنى عمرى ما هبقى ظالم زى اللى بيحققوا معاك ومع غيرك يا بلال
بلال:اه يبقى أنت لسه على عهدك يا فارس وبتحلم بالنيابه يعنى شغال مع الاستاذ حمدى ولا سبته
فارس: لا لسه طبعا شغال معاه وفى نفس الوقت هستنى التعينات وربنا يكتبلى اللى فيه الخير يا بلال أدعيلى أنت بس
وقف بلال والتفت الى فارس ووضع يده على كتفه قائلا بهدوء:
- ربنا يكتبلك اللى فيه خير ليك يا فارس سواء فى دنيتك او أخرتك ..أسعى وأجتهد وأحلم بس لو محصلش نصيب أفتكر دايما ان الله سبحانه وتعالى لا يأخذ منك الا ليعطيك...أفتكر دايما الكلام ده
أومأ فارس براسه وهو يقول بأبتسامه:
- والله وحشنى كلامك يا بلال
كانا قد اقتربا من منزل فارس كثيراً وهما يتحدثا ويتذكران ايامهما السابقه بينما وقف العم عامر على باب ورشته ينظر اليهما فى ترقب وهو يقول:مين اللى مع الاستاذ فارس ده
خرج من ورشته وأقترب منهما وهو يتفحص بلال ثم وقف على مقربة منهما ونادى فارس قائلا:
- أستاذ فارس..أستاذ فارس
ألتفت له فارس بأبتسامه فقال عامر:
- تعالى لحظه بس
قال بلال وهو يصافح فارس :
- طب أسيبك انا بقى يا فارس وأشوفك بعدين أوقفه فارس بلهفه قائلا:لا والله لازم تطلع معايا ونشرب الشاى مع بعض ثوانى أشوف عم عامر وارجعلك
توجه فارس الى عامر ووقف أمامه قائلا :
- خير يا عم عامر فى حاجه ولا ايه
قال عامر بقلق:
- مين ده يابنى
فارس بأبتسامه:
- ده صاحبى من زمان بس كان مسافر
تابع عامر بنفس القلق: تعرفه كويس يعنى
فارس:اه طبعا بقولك صاحبى من زمان بس مكنش بيجى الشارع هنا كتير كنا بنتقابل فى المسجد ...لاحظ بلال نظرات القلق فى عينيى عامر فنظر له وابتسم ابتسامه ودوده
وبرد فعل تلقائى وجد عامر نفسه يبتسم هو الاخر بدون سبب واضح من وجهة نظره وقال لفارس شكله طيب صاحبك ده
ضحك فارس وهو يربت على كتف عامر قائلا :
- و أنت كمان طيب يا عم عامر وألتفت الى بلال وناداه قائلا:
- شيخ بلال
أقترب بلال منهما محتفظاً بأبتسامته فقال فارس:
- عم عامر بيسأل عليك يا بلال أصله عم عامر ده بقى زى شيخ الحاره كده لازم يعرف اللى داخل واللى خارج
أومأ بلال برأسه قائلا:
- طبعا عارفه من زمان يا فارس انا اه مكنتش باجى كتير بس انا مبنساش الوشوش بسرعه وخصوصا وشوش الناس الطيبه
ومد يده ليصافحه.... صافحه عامر بود وقد زال قلقه بسرعه وقال :
- تعالوا بقى اشربوا معايا الشاى
فارس بسرعه:
- لا الشاى ده عندى المره دى ...ان شاء الله هنبقى نعدى عليك بعدين يا عم عامر...بحث بلال فى جيبه عن شىء ما ووجده أخيراً ...أخرج من جيبه زجاجة مسك صغيره وقبل أن ينصرف مد يده بها الى عامر قائلا:أتفضل يا عم عامر دى هديه بسيطه كده
نظر لها عامر بدهشه قائلا:
- ايه ده ريحه
ابتسم فارس قائلا
- ده اسمه مسك يا عم عامر بس حلو اوى هيعجبك
قال عامر وهو يتفحص بلال:
- بس بمناسبة ايه ده
قال بلال بهدوء وعينين يشعان صدقاً:
- بمناسبة انى أتعرفت على راجل طيب زيك يا عم عامر وبعدين الرسول عليه الصلاة والسلام قال تهادوا تحابوا ..وانا نفسى تحبنى زى فارس كده
أبتسم عامر وهو يتناول زجاجة المسك من بلال قائلا :
- متشكر يابنى ربنا يحميك لشبابك ...هديتك مقبوله....
طرق فارس باب شقته ففتحت والدته وهى تقول :
- بتخبط ليه ما أنت معاك مفتاح يا فارس
فارس:معايا واحد صاحبى يا ماما
وضعت والدته حجابها على شعرها وهى تقول ببساطه:
- أهلا وسهلا يابنى أتفضل
تنحنح بلال وهو غاضاً لبصره قائلا:
- أهلا بيكى يا حاجه معلش أزعجناكى
أفسحت الطريق وهى تقول بأبتسامه طيبه:
- لا يابنى البيت بيتك أتفضلوا..
أخذه فارس الى غرفته وأغلق الباب خلفه وجلس أمامه مبتسما وهو يقول:
- والله زمان يا بلال ...ها أحكيلى بقى
تنهد بلال وقال:
- أحكيلك ايه بس ربنا ما يكتبها عليك ولا على حد أبدا ..سيبك مني أحكيلى أنت وصلت لحد فين فى الدنيا
بدت علامات التوتر على فارس وكأنه يبحث عن بدايه مناسبه لحديثه ويختارها بعنايه وبدأ يقص على بلال ما يشعر به قائلا:مش عارف يا بلال من ساعة ما أتخرجت لحد دلوقتى فى حلمين مش متأكد انهم هيتحققوا ..النيابه ودنيا
رفع بلال حاجبيه بأهتمام قائلا:
- طب النيابه وعرفناها ..مين دنيا
قال فارس بحرج:
- دى بنت أتعرفت عليها فى سنه رابعه و..وحبيتها
أبتسم بلال وهو يقول:
- طب ومحرج كده ليه انت فاكرنى هقولك الحب حرام يعنى
زاد حرج فارس وخجله من صديقه وهو يقول:
- لا أصل أنا مش بحبها من بعيد لبعيد يعنى ..انا ..أنا بقابلها وبنخرج سوا ثم بدأ فى الدفاع عنه نفسه بسرعه قائلا:
- بس والله انا قابلت والدتها ووعدتها أنى هتقدملها بعد التخرج لولا دنيا هى اللى رفضت وقالت نأجل الحكايه لبعد النيابه
أطرق بلال لحظات ثم رفع راسه بهدوء وقال:
- كمان هى اللى رفضت وطلبت التأجيل
نظر له فارس بصمت ولم يتكلم فتابع بلال حديثه:
- وأنت فاكر لما تخطبها هتبقى خلاص تحللك يا فارس
ظهرت علاات عدم الفهم على وجه فارس وهو يقول:
- يعنى ايه يا بلال
دلك بلال لحيته وهو يتفحص علامات التوتر على وجه فارس ثم قال بهدوء:
- التوتر اللى على وشك ده حاجه كويسه..ده دليل على أن متأكد انك بتعمل حاجه غلط..فارس يا حبيبى لو بتحبها سيبها
رفع فارس رأسه اليه باستنكار قائلا:
- أسيبها ازاى ..انا بحبها يا بلال وناوى على الجواز مش بلعب بيها ولا بعمل حاجه غلط معاها
بلال:وهو أنت بتعمل معاها ايه صح يا فارس
فارس:مش فاهمك
نهض بلال واقفا وجلس بجوار فارس وقال بجديه:
- أنت بتقابلها يا فارس مش كده؟
فارس :أيوا
بلال:يعنى بتبصلها مش كده ولا بتكلمها وانت باصص الناحيه التانيه
قال فارس بارتباك:
- ايوا ببصلها
بلال:طب أذا كان ربنا سبحانه وتعالى قال:
- قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ يبقى أنت كده بتعمل حاجه غلط ولا لاء
أطرق فارس برأسه وقال بخفوت:
- ايوا غلط
أستطرد بلال حديثه قائلا:
- هسألك سؤال كمان...طبعا بتمسك ايدها
فارس :ايوا
بلال:مع انك يا فارس اكيد سمعت حديث النبى عليه الصلاة والسلام(" لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " ) يعنى النظره حرام واللمسه حرام فاضل ايه تانى يا فارس
وأكيد طبعا وأنتوا بتحكوا مع بعض ممكن تضحكوا وأكيد ضحكتها بتحرك مشاعرك وممكن وهى بتكلمك وبتحكى معاك ممكن تقول كلمه بصوت ناعم شويه ليه يابنى تحط نفسك فى الفتن دى كلها وتشق على نفسك بالشكل ده .. ده الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء".
أنت بقى بتحط نفسك فى الفتنه بأيدك يا فارس وترجع تقول انا مبعملش معاها حاجه غلط طب ازاى
أطرق فارس وقد شعر بكل كلمه قالها بلال ورغم صعوبتها الا إنها وضعته على بداية الطريق الصحيح فقال :
- معاك حق يا بلال ..لكن
قاطعه بلال:لكن بتحبها ومش عارف تعمل ايه
أومأ فارس برأسه موافقا وقال :
- بالظبط كده اعمل ايه
أبتسم بلال وهو يربط على يده قائلا:
- كلمها بصراحه وقولها انك مش هتخلف وعدك معاها لكن فى نفس الوقت مش هينفع تغضب ربنا بالحب ده
فارس :والحل
بلال:الحل أنها تبقى زميلتك فى المكتب وبس لحد ما ربنا يكرمك وتتقدملها وتعقد عليها وتبقى مراتك
وأشار له محذرا:
- وانا بكررها تانى يا فارس وتعقد عليها ..يعنى تكتب كتابك عليها مش تروح تلبسها دبله وتقول خطيبتى بقى أخرج و اعمل اللى كنت بعمله لا يا فارس الخطوبه دى كأنها لسه غريبه بالظبط
أومأ فارس برأسه فى سكون وصمت وهو يستعر المعان الايمانيه التى دخلت قلبه لتوها ولم تغادره وسمع بلال يقول له مرةأخرى:سيبها مؤقتا وعرفها انت هتسيبها لامتى وهتسيبها ليه ..سيبها علشان يكرمك بيها فى الحلال يا فارس بدل ما ربنا يغضب عليكم ويحرمكم من بعض طول العمر..ده لو كنت بتحبها فعلا..تخيل يا فارس لو ماتت وهى قاعده جنبك بتغضب ربنا هتروح تقول لربنا ايه ولو انت مت وانت قاعد جنبها وماسك ايدها هتروح تقول لربنا ايه هتقوله كنت بتغضبه ليه وعشان ايه
هو حد ضامن عمره هيخلص أمتى يا فارس
دخل فارس المكتب بعد صلاة المغرب وألقى التحيه على الجميع ثم توجه الى حجرة مكتبه هو وزملائه وجد دنيا ونورا يتحدثان ويتعرفان الى بعضهما البعض وسمع دنيا تسأل نورا عن باسم قائله:
- وأستاذ باسم متجوز من زمان ولا لسه قريب ...
نورا:لا من زمان وعنده ولد وبنت
بمجرد أن رأته نورا نهضت واقفه بأبتسامه قائله:
- حمدلله على السلامه ازيك يا استاذ فارس
حاول فارس ان يتجنب النظر اليها هى ودنيا وهو يقول بود وأحترام:
- الله يسلمك يا استاذه حمد لله على السلامه
نورا :الله يسلمك
أقتربت دنيا خطوات منه قائله :
- ايه مفيش أزيك يا دنيا ولا ايه
وضع عينيه فى الاوراق وهو يقول:
- ازيك يا أستاذه دنيا
أتكأت على المكتب وهى تقول بخفوت:
- انت عارف انى مبقدرش على زعلك انا اسفه يا سيدى فكها بقى
هز راسه نفيا وهو يقول:
- مش زعلان من حاجه وياريت نأجل الكلام ده لبعدين
قالت بدلال :
- تبقى لسه زعلان
وضع القلم على الاوراق بعصبيه وحاول خفض صوته وهو يقول:
- دنيا من فضلك أجلى اى كلام دلوقتى واحنا مروحين هنتكلم زى ما انتى عاوزه لانى عاوزك فى موضوع مهم جدا ..محتاج أتكلم معاكى فيه ضرورى
خرج باسم من حجرته وهو يقول لدنيا من فضلك يا استاذه دنيا عاوزك شويه ودخل حجرته مرة أخرى وهو يقلب عدة ملفات بين يديه
نهض فارس واقفا بحده وقال لها:
- لما تدخلى متقفليش الباب وراكى
تركتهم دنيا ودخلت حجرة مكتب باسم وتركت الباب كما أمرها فارس فنظرت نورا اليه قائله:
- مالك يا استاذ فارس فى حاجه مضايقاك قلقان من حاجه
هز راسه نفيا وهو يقول:
- ابدا يا أستاذه مفيش حاجه دنيا خطيبتى وانا محبش يتقفل عليها باب أوضه مع اى حد حتى مع الدكتور حمدى نفسه
ابتسمت قائله :
- هى برضه لسه كانت بتحكيلى عنك وعن غيرتك عليها ..ربنا يتمملكم على خير يارب
أخذ فارس يقلب الصفحات فى شرود تام لا يدرى من اين يبدء معها وكيف سيكون وقع كلماته عليها وهل ستتقبل هذا الامر بسهوله أم ستظن انه يتملص من زواجه منها بهذا القرار المفاجىء
وكيف سيستمر يراها ويتعامل معها وهى زميلته فقط وكيف سيستطيع كتم مشاعرها تجاهها وهل سيقدر على ذلك كله هل ستكون تلك المشاعر مثل الامواج الثارة التى تتحطم عند ارتطامها بصخرة الحلال والحرام هل سيستطيع الصبر عليها وكبح جماحها ام ستتفلت منه ومن بين اصابعه دون ان يدرى لتندفع الى منسوبها الاول كما كانت بل واقوى
كانت كل تلك التساؤلات تموج بها راسه بعنف ويخفق قلبه لها بقوة ولم تتركه الا وعينيه كانت تنطق بالحيره فى وجوم تام تنتظر ما سيحدث ولا تملك غير ذلك وفقط..أيها الانتظار لو كنت رجلا لقتلتك
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفــصــل الثـانــى )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الـفـصل الثـالــث ) |
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الـفـصل الثـالــث )
كان فى طريقه إلى المنزل شارداً غارقاً فى تفكيرة لا يجد حصى أمام قدميه إلا وركلها يمينا أو يساراً وكأنها كرى يسددها فى أحضان مرماها ...المشوار طويل والجهد ليس قليل ..يا ترى هل يا فتاتى هل تستطيعى الصبر؟ .. ماذا سيكون مذاقه على لسانك هل سيحلو لكى أم ستنفرى منه ومنيسأقدم لكى ما تريدى ولكن أنتظرينى فقط ...فأنتى تعلمى أننى لست برجل كسول أو قليل الطموح ولا آبه بالمصاعب بل تحلو لي وأتسلقها فى هدوء دائما وثبات حتى أصل لمرادى ...ولكن عندما أصل إلى القمة هل سأجدك فى أنتظارى ...هل تعشقينى بما يكفى
لست متأكداً مع الأسف
مر بالمنعطف المؤدى الى بيته وأتجه إليه فى بطء وهو يحاول أخفاء مشاعره حتى لا تقرأها والدته فى عينيه فهى تجيد ذلك...ولكنه لم يلاحظ الفتاة التى كانت تقف فى نافذة حجرتها الصغيرة ترمقه وتتفحصه وكأنها كانت تنتظره وقد جفاها النوم وأستعصى عليها
ورفض التسلسل إلى عينيها حتى تطمئن بعودته...تنهدت فى قوة وهى تراه يلج باب منزله وألتفتت للداخل لتطمئن أن أختها مازالت غارقه فى نومها كما كانت تظن فأغلقت نافذتها وأسدلت أستارها ....وأتجهت لفراشها وما أن سكنت راسها إلى وسادتها وأغمضت عيينيها حتى سمعت أختها تقول بخفوت:
- خلاص أطمنتى أنه رجع
فزعت عزة وحدقت فى أختها فى سريرها المجاور تحاول أكتشاف عينيها فى الظلام وقالت:
- أنتى لسه صاحيه يا عبير
نهضت عبير وفتحت المصباح الصغير والذى ينبعث منه أضاءة ضعيفه وضعت الوساده على رجليها واستندت إليها وقالت:
- أنتى بتعذبى نفسك على الفاضى وهو ولا هو هنا
زفرت عزة بضيق وهى تقول:
- بطلى الاوهام اللى فى دماغك دى يا عبير أنا مكنتش مستنيه حد..انتى عارفه أنى مش بستحمل الحر وكنت واقفه بتهوى شويه فى الشباك
شبكت عبير أصابع كفيها وقالت:
- على فكرة أنا أختك ها... يعنى مش عدوتك ولا حاجه يعنى هترتاحى لما تتكلمى معايا
نهضت عزة وأغلقت المصباح الصغير وعادت لفراشها وهى تقول:
- نامى يا عبير نامى وياريت تشيلى الاوهام دى من دماغك
وضعت عبير وسادتها مكانها وأسترخت على فراشها وهى تقول بهمس:
- ياريت يا عزة تكون أوهام فعلاً
فى الصباح وهو فى عمله أكتفى بأن يتحدث معها فى العمل فقط رغم محاولتها للتقرب منه ولكنه مازال صاداً لمحاولتها..وقفت فى الطريق فجأة وقالت بأجهاد:
- خلاص مش قادره تعبانه أوى
ألتفت إليها بقلق قائلا:
- أستنى أوقفلك تاكسى واروحك وابقى ارجع انا اكمل الشغل
وقبل ان يشير لسيارة أجره أستوقفته بيدها وهى تقول :
- استنى بس انت ايه معندكش تفاهم هتشاور للتاكسى على طول كده
نظر إليها يتفحصها فى صمت ثم مط شفتيه قائلا:
- بتمثلى يا دنيا عامله فيها تعبانه
أبتسمت وهى تتلمس أصابعه وهى تقول:
- أعمل ايه بقى ما أنت مخاصمنى ومش عاوز تدينى ريق حلو خالص
حاول أن يخفى ابتسامه ظهرت على شفتيه بصعوبه ثم تنحنح ليخفيها وقال بجديه:
- خلاص يبقى يلا نكمل الشغل اللى ورانا
أمسكت ذراعه لتوقفه عن التقدم وقالت بدلال:
- طب انا عطشانه ممكن تشربنى الاول
أشاح بوجهه عنها ولأخذ يتلفت حوله الا ان قال :
- تعالى نعدى الشارع
عبرا الطريق وأذا به يدخلها أحد المحال ثم ابتاع كوبين من العصير وقدم لها واحداً قائلا:
- أتفضلى
نظرت الى الكوب بيده ثم نظرت اليه قائلا:
- ايه ده
نظر اليها بدهشه قائلا:
- ايه مش عارفاه...عصيرقصب
قالت بأستنكار :
- منا عارفه أنه عصير قصب..بس انا بقولك تعبانه وعطشانه تقوم تجيبلى عصير قصب ثم تابعت بحنق:
- كنت فاكراك هتقعدنى فى مكان هادى استريح فيه شويه مش تدخلنى محل عصير قصب
ظهر الحزن فى عينيه ونطقت به ملامح وجهه وقال بيأس:
- هو ده اللى عندى يا دنيا
مطت شفتيها بأمتعاض وتناولت منه الكوب وشربت منه قليلا لتروى ظمأها فقط
وصل فارس الشارع الذى يقطن به وقت أذان الظهر فغير وجهته الى المسجد الذى يبعد قليلا عن منزله توضأووقف يصلى السنن وبعد أن أنتهى وجد شخصا يربت على كتفه بحنان قائلا:
- ايه يا عم انت مخاصمنا ولا ايه
التفت فارس الى صاحب الصوت والابتسامه تعلو شفتيه ليصطدم بأحب الوجوه إلى قلبه منذ سنوات كثيرة فهو صديق قديم له وهو من أيده الله تعالى لفارس ليجعله مداوما على صلاته منذ ان كان فى الثانويه العامه ....صافحه بحراره مرددا:
- مش معقول شيخ بلال واحشنى جدا ...
نهض الرجلين وتعانقا طويلا ثم قال فارس بشغف:
- انت كنت فين كل ده يا شيخ ده انا روحت سألت عليك فى بيتك الوالده قالتلى انك مسافر
أنحنى بلال على أذنه قائلا بمرح:
- كنت فى ألمانيا
أتسعت عينيى فارس لبرهه فضحك بلال بصوت خفيض قائلا:
- ايه مالك اتخضيت كده ليه
أقترب منه فارس هامساً:
- ليه يا شيخ بلال ده انت يا أما فى المسجد يا أما فى شغلك يا أما فى البيت ياخدوك ليه
رفع بلال كتفيه قائلا:
- ما انت عارف بقى أخوانا البعدا يا فارس طالما ملتحى وبتخطب فى مسجد لازم يتحط تحتيك مليون خط أحمر ويبقى ليك ملف عندهم
قطب فارس جبينه وهو يقول:
- حسبى الله ونعم الوكيل بياخدوا عاطل على باطل كده
ابتسم الشيخ بلال وهو يقول :
- سيبك مني انا خلاص جسمى نحس ...ها قولى بقى انا سمعت أنك أتخرجت ...اولا ألف مبروك ...ثانيا ناوى تعمل ايه بعد التخرج هتكمل فى المكتب ولا هتستنى حلمك الكبير
كاد فارس أن يتحدث ولكن الامام أقام الصلاة فوقفا فى الصف وكبرا ليدخلا فى الصلاة
بعد أنتهاء الصلاة جلس كل منهما يتلو الاذكار ثم خرجا سويا من المسجد أخذ فارس ينظر للشيخ بلال بحب وهو يقول:
- والله انا مش مصق انى شوفتك تانى يا بلال ده انت واحشنى جدا والله...
قال بلال مداعباً:
- وأنت والله يا فارس .. ها ياعم مش هتبقى وكيل نيابه بقى علشان تبقى تحقق معايا أنت اهو بدل الغريب برضه
لم يستطع فارس ان يضحك أو حتى يبتسم وهو يقول:
- أنا لو ربنا كرمنى عمرى ما هبقى ظالم زى اللى بيحققوا معاك ومع غيرك يا بلال
بلال:اه يبقى أنت لسه على عهدك يا فارس وبتحلم بالنيابه يعنى شغال مع الاستاذ حمدى ولا سبته
فارس: لا لسه طبعا شغال معاه وفى نفس الوقت هستنى التعينات وربنا يكتبلى اللى فيه الخير يا بلال أدعيلى أنت بس
وقف بلال والتفت الى فارس ووضع يده على كتفه قائلا بهدوء:
- ربنا يكتبلك اللى فيه خير ليك يا فارس سواء فى دنيتك او أخرتك ..أسعى وأجتهد وأحلم بس لو محصلش نصيب أفتكر دايما ان الله سبحانه وتعالى لا يأخذ منك الا ليعطيك...أفتكر دايما الكلام ده
أومأ فارس براسه وهو يقول بأبتسامه:
- والله وحشنى كلامك يا بلال
كانا قد اقتربا من منزل فارس كثيراً وهما يتحدثا ويتذكران ايامهما السابقه بينما وقف العم عامر على باب ورشته ينظر اليهما فى ترقب وهو يقول:مين اللى مع الاستاذ فارس ده
خرج من ورشته وأقترب منهما وهو يتفحص بلال ثم وقف على مقربة منهما ونادى فارس قائلا:
- أستاذ فارس..أستاذ فارس
ألتفت له فارس بأبتسامه فقال عامر:
- تعالى لحظه بس
قال بلال وهو يصافح فارس :
- طب أسيبك انا بقى يا فارس وأشوفك بعدين أوقفه فارس بلهفه قائلا:لا والله لازم تطلع معايا ونشرب الشاى مع بعض ثوانى أشوف عم عامر وارجعلك
توجه فارس الى عامر ووقف أمامه قائلا :
- خير يا عم عامر فى حاجه ولا ايه
قال عامر بقلق:
- مين ده يابنى
فارس بأبتسامه:
- ده صاحبى من زمان بس كان مسافر
تابع عامر بنفس القلق: تعرفه كويس يعنى
فارس:اه طبعا بقولك صاحبى من زمان بس مكنش بيجى الشارع هنا كتير كنا بنتقابل فى المسجد ...لاحظ بلال نظرات القلق فى عينيى عامر فنظر له وابتسم ابتسامه ودوده
وبرد فعل تلقائى وجد عامر نفسه يبتسم هو الاخر بدون سبب واضح من وجهة نظره وقال لفارس شكله طيب صاحبك ده
ضحك فارس وهو يربت على كتف عامر قائلا :
- و أنت كمان طيب يا عم عامر وألتفت الى بلال وناداه قائلا:
- شيخ بلال
أقترب بلال منهما محتفظاً بأبتسامته فقال فارس:
- عم عامر بيسأل عليك يا بلال أصله عم عامر ده بقى زى شيخ الحاره كده لازم يعرف اللى داخل واللى خارج
أومأ بلال برأسه قائلا:
- طبعا عارفه من زمان يا فارس انا اه مكنتش باجى كتير بس انا مبنساش الوشوش بسرعه وخصوصا وشوش الناس الطيبه
ومد يده ليصافحه.... صافحه عامر بود وقد زال قلقه بسرعه وقال :
- تعالوا بقى اشربوا معايا الشاى
فارس بسرعه:
- لا الشاى ده عندى المره دى ...ان شاء الله هنبقى نعدى عليك بعدين يا عم عامر...بحث بلال فى جيبه عن شىء ما ووجده أخيراً ...أخرج من جيبه زجاجة مسك صغيره وقبل أن ينصرف مد يده بها الى عامر قائلا:أتفضل يا عم عامر دى هديه بسيطه كده
نظر لها عامر بدهشه قائلا:
- ايه ده ريحه
ابتسم فارس قائلا
- ده اسمه مسك يا عم عامر بس حلو اوى هيعجبك
قال عامر وهو يتفحص بلال:
- بس بمناسبة ايه ده
قال بلال بهدوء وعينين يشعان صدقاً:
- بمناسبة انى أتعرفت على راجل طيب زيك يا عم عامر وبعدين الرسول عليه الصلاة والسلام قال تهادوا تحابوا ..وانا نفسى تحبنى زى فارس كده
أبتسم عامر وهو يتناول زجاجة المسك من بلال قائلا :
- متشكر يابنى ربنا يحميك لشبابك ...هديتك مقبوله....
طرق فارس باب شقته ففتحت والدته وهى تقول :
- بتخبط ليه ما أنت معاك مفتاح يا فارس
فارس:معايا واحد صاحبى يا ماما
وضعت والدته حجابها على شعرها وهى تقول ببساطه:
- أهلا وسهلا يابنى أتفضل
تنحنح بلال وهو غاضاً لبصره قائلا:
- أهلا بيكى يا حاجه معلش أزعجناكى
أفسحت الطريق وهى تقول بأبتسامه طيبه:
- لا يابنى البيت بيتك أتفضلوا..
أخذه فارس الى غرفته وأغلق الباب خلفه وجلس أمامه مبتسما وهو يقول:
- والله زمان يا بلال ...ها أحكيلى بقى
تنهد بلال وقال:
- أحكيلك ايه بس ربنا ما يكتبها عليك ولا على حد أبدا ..سيبك مني أحكيلى أنت وصلت لحد فين فى الدنيا
بدت علامات التوتر على فارس وكأنه يبحث عن بدايه مناسبه لحديثه ويختارها بعنايه وبدأ يقص على بلال ما يشعر به قائلا:مش عارف يا بلال من ساعة ما أتخرجت لحد دلوقتى فى حلمين مش متأكد انهم هيتحققوا ..النيابه ودنيا
رفع بلال حاجبيه بأهتمام قائلا:
- طب النيابه وعرفناها ..مين دنيا
قال فارس بحرج:
- دى بنت أتعرفت عليها فى سنه رابعه و..وحبيتها
أبتسم بلال وهو يقول:
- طب ومحرج كده ليه انت فاكرنى هقولك الحب حرام يعنى
زاد حرج فارس وخجله من صديقه وهو يقول:
- لا أصل أنا مش بحبها من بعيد لبعيد يعنى ..انا ..أنا بقابلها وبنخرج سوا ثم بدأ فى الدفاع عنه نفسه بسرعه قائلا:
- بس والله انا قابلت والدتها ووعدتها أنى هتقدملها بعد التخرج لولا دنيا هى اللى رفضت وقالت نأجل الحكايه لبعد النيابه
أطرق بلال لحظات ثم رفع راسه بهدوء وقال:
- كمان هى اللى رفضت وطلبت التأجيل
نظر له فارس بصمت ولم يتكلم فتابع بلال حديثه:
- وأنت فاكر لما تخطبها هتبقى خلاص تحللك يا فارس
ظهرت علاات عدم الفهم على وجه فارس وهو يقول:
- يعنى ايه يا بلال
دلك بلال لحيته وهو يتفحص علامات التوتر على وجه فارس ثم قال بهدوء:
- التوتر اللى على وشك ده حاجه كويسه..ده دليل على أن متأكد انك بتعمل حاجه غلط..فارس يا حبيبى لو بتحبها سيبها
رفع فارس رأسه اليه باستنكار قائلا:
- أسيبها ازاى ..انا بحبها يا بلال وناوى على الجواز مش بلعب بيها ولا بعمل حاجه غلط معاها
بلال:وهو أنت بتعمل معاها ايه صح يا فارس
فارس:مش فاهمك
نهض بلال واقفا وجلس بجوار فارس وقال بجديه:
- أنت بتقابلها يا فارس مش كده؟
فارس :أيوا
بلال:يعنى بتبصلها مش كده ولا بتكلمها وانت باصص الناحيه التانيه
قال فارس بارتباك:
- ايوا ببصلها
بلال:طب أذا كان ربنا سبحانه وتعالى قال:
- قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ يبقى أنت كده بتعمل حاجه غلط ولا لاء
أطرق فارس برأسه وقال بخفوت:
- ايوا غلط
أستطرد بلال حديثه قائلا:
- هسألك سؤال كمان...طبعا بتمسك ايدها
فارس :ايوا
بلال:مع انك يا فارس اكيد سمعت حديث النبى عليه الصلاة والسلام(" لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " ) يعنى النظره حرام واللمسه حرام فاضل ايه تانى يا فارس
وأكيد طبعا وأنتوا بتحكوا مع بعض ممكن تضحكوا وأكيد ضحكتها بتحرك مشاعرك وممكن وهى بتكلمك وبتحكى معاك ممكن تقول كلمه بصوت ناعم شويه ليه يابنى تحط نفسك فى الفتن دى كلها وتشق على نفسك بالشكل ده .. ده الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء".
أنت بقى بتحط نفسك فى الفتنه بأيدك يا فارس وترجع تقول انا مبعملش معاها حاجه غلط طب ازاى
أطرق فارس وقد شعر بكل كلمه قالها بلال ورغم صعوبتها الا إنها وضعته على بداية الطريق الصحيح فقال :
- معاك حق يا بلال ..لكن
قاطعه بلال:لكن بتحبها ومش عارف تعمل ايه
أومأ فارس برأسه موافقا وقال :
- بالظبط كده اعمل ايه
أبتسم بلال وهو يربط على يده قائلا:
- كلمها بصراحه وقولها انك مش هتخلف وعدك معاها لكن فى نفس الوقت مش هينفع تغضب ربنا بالحب ده
فارس :والحل
بلال:الحل أنها تبقى زميلتك فى المكتب وبس لحد ما ربنا يكرمك وتتقدملها وتعقد عليها وتبقى مراتك
وأشار له محذرا:
- وانا بكررها تانى يا فارس وتعقد عليها ..يعنى تكتب كتابك عليها مش تروح تلبسها دبله وتقول خطيبتى بقى أخرج و اعمل اللى كنت بعمله لا يا فارس الخطوبه دى كأنها لسه غريبه بالظبط
أومأ فارس برأسه فى سكون وصمت وهو يستعر المعان الايمانيه التى دخلت قلبه لتوها ولم تغادره وسمع بلال يقول له مرةأخرى:سيبها مؤقتا وعرفها انت هتسيبها لامتى وهتسيبها ليه ..سيبها علشان يكرمك بيها فى الحلال يا فارس بدل ما ربنا يغضب عليكم ويحرمكم من بعض طول العمر..ده لو كنت بتحبها فعلا..تخيل يا فارس لو ماتت وهى قاعده جنبك بتغضب ربنا هتروح تقول لربنا ايه ولو انت مت وانت قاعد جنبها وماسك ايدها هتروح تقول لربنا ايه هتقوله كنت بتغضبه ليه وعشان ايه
هو حد ضامن عمره هيخلص أمتى يا فارس
دخل فارس المكتب بعد صلاة المغرب وألقى التحيه على الجميع ثم توجه الى حجرة مكتبه هو وزملائه وجد دنيا ونورا يتحدثان ويتعرفان الى بعضهما البعض وسمع دنيا تسأل نورا عن باسم قائله:
- وأستاذ باسم متجوز من زمان ولا لسه قريب ...
نورا:لا من زمان وعنده ولد وبنت
بمجرد أن رأته نورا نهضت واقفه بأبتسامه قائله:
- حمدلله على السلامه ازيك يا استاذ فارس
حاول فارس ان يتجنب النظر اليها هى ودنيا وهو يقول بود وأحترام:
- الله يسلمك يا استاذه حمد لله على السلامه
نورا :الله يسلمك
أقتربت دنيا خطوات منه قائله :
- ايه مفيش أزيك يا دنيا ولا ايه
وضع عينيه فى الاوراق وهو يقول:
- ازيك يا أستاذه دنيا
أتكأت على المكتب وهى تقول بخفوت:
- انت عارف انى مبقدرش على زعلك انا اسفه يا سيدى فكها بقى
هز راسه نفيا وهو يقول:
- مش زعلان من حاجه وياريت نأجل الكلام ده لبعدين
قالت بدلال :
- تبقى لسه زعلان
وضع القلم على الاوراق بعصبيه وحاول خفض صوته وهو يقول:
- دنيا من فضلك أجلى اى كلام دلوقتى واحنا مروحين هنتكلم زى ما انتى عاوزه لانى عاوزك فى موضوع مهم جدا ..محتاج أتكلم معاكى فيه ضرورى
خرج باسم من حجرته وهو يقول لدنيا من فضلك يا استاذه دنيا عاوزك شويه ودخل حجرته مرة أخرى وهو يقلب عدة ملفات بين يديه
نهض فارس واقفا بحده وقال لها:
- لما تدخلى متقفليش الباب وراكى
تركتهم دنيا ودخلت حجرة مكتب باسم وتركت الباب كما أمرها فارس فنظرت نورا اليه قائله:
- مالك يا استاذ فارس فى حاجه مضايقاك قلقان من حاجه
هز راسه نفيا وهو يقول:
- ابدا يا أستاذه مفيش حاجه دنيا خطيبتى وانا محبش يتقفل عليها باب أوضه مع اى حد حتى مع الدكتور حمدى نفسه
ابتسمت قائله :
- هى برضه لسه كانت بتحكيلى عنك وعن غيرتك عليها ..ربنا يتمملكم على خير يارب
أخذ فارس يقلب الصفحات فى شرود تام لا يدرى من اين يبدء معها وكيف سيكون وقع كلماته عليها وهل ستتقبل هذا الامر بسهوله أم ستظن انه يتملص من زواجه منها بهذا القرار المفاجىء
وكيف سيستمر يراها ويتعامل معها وهى زميلته فقط وكيف سيستطيع كتم مشاعرها تجاهها وهل سيقدر على ذلك كله هل ستكون تلك المشاعر مثل الامواج الثارة التى تتحطم عند ارتطامها بصخرة الحلال والحرام هل سيستطيع الصبر عليها وكبح جماحها ام ستتفلت منه ومن بين اصابعه دون ان يدرى لتندفع الى منسوبها الاول كما كانت بل واقوى
كانت كل تلك التساؤلات تموج بها راسه بعنف ويخفق قلبه لها بقوة ولم تتركه الا وعينيه كانت تنطق بالحيره فى وجوم تام تنتظر ما سيحدث ولا تملك غير ذلك وفقط..أيها الانتظار لو كنت رجلا لقتلتك
*********************
إلي هنا ينتهي الـفـصل الثـالــث من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن،
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع الفصل الرابع من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا