أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل التاسع من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.
- أما والله حاجه عجيبه
نظرت له زوجته بأهتمام وابتسمت هى الاخرى لرؤيتها ابتسامته وقالت:
- خير يا ابو عبير هو ايه اللى عجيب
ألتفت إليها بابتسامته وهو يستند بساعديه الى حواف مقعده ويقول:
- البشمنهدس عمرو يا ستى...بقاله كام يوم مش سايبنى فى حالى وعمال يلف ورايا زى النحله ..
حانت منه ألتفافه إلى عزة التى اشاحت بوجهها سريعاً ونهضت قائلة:
- طب أنا هدخل أنام بقى تصبحوا على خير
اقتربت عبير من والدها على المقعد المجاور له وهى تتسائل:
- هو كلمك تانى يا بابا؟؟
هم أن يجيبها ولكن والدتها قاطعته قائله:
- قالك اشتغل ولا لسه يا ابو عبير
أشاح بوجهه عن زوجته ونظر الى عبير مرة أخرة وقال:
- يشتغل ولا ميشتغلش دى حاجه تخصه هو وانا مالى
ثم نهض واقفاً وهو يقول:
- انا هدخل اريح شويه تصبحوا على خير
تبعته عبير بنظرها حتى دخل غرفته واغلق بابها خلفه فنهضت واقفةً وهى تقول لوالدتها:
- ماما ممكن أدخل أتكلم مع بابا شويه لوحدنا
نظرت لها والدتها بدهشه قائلةً:
- خير يا عبير فى ايه
أقتربت منها وهى تقول بجدية:
- بصى يا ماما أنا فاهمه كويس بابا رافض عمرو ليه وعمال يأجل فى موضوعه مع عزة وأنا بصراحه محتاجه اتكلم معاه فى الحكايه دى مينفعش أسكت أكتر من كده
نهضت والدتها بموافقةً منها لكلام ابنتها وهى تقول:
- طب تعالى معايا
وضعت عبير يدها على كتف والدتها وقالت برجاء:
- معلش يا ماما خلينى اتكلم معاه لوحدى ..أنتى عارفه بابا لما بيلاقى أكتر من حد بيتكلم فى نفس الموضوع بيقفل
فكرت والدتها قليلا ثم قالت بايماءه بسيطه:
- طب خلاص اللى تشوفيه يابنتى خبطى عليه الاول بس براحه كده ليكون نام ولا حاجه
وقفت عبير امام غرفة والدها وطرقت الباب بخفه وقالت بهدوء:
- بابا حضرتك نمت؟
أتاها صوته قائلاً:
- أدخلى يا عبير
دخلت الغرفه وجدته يجلس على الاريكه بجوار النافذه فاتحاً لمصحفه امامه ويقرأ فيه قليلا قبل النوم كما هى عادته دائماً
نظر لها مبتسماً بحنان وهو يقول:
- تعالى يا عبير
جلست بجواره على الاريكه وقالت برجاء:
- بابا أرجوك توافق على خطوبة عمرو وعزة
صمت برهة وقال بضيق:
- وياترى بقى مين اللى قالك تيجى تقوليلى كده أمك ولا عزة
ابتلعت ريقها وقالت بوجل:
- بابا ..انا عارفه حضرتك بتاجل الموضوع ده ليه ..وصدقنى يا بابا انا الحكايه دى متفرقش معايا خالص بالعكس والله أنا أتمنى ان عزة تتخطب النهارده قبل بكره
وخفضت نظرها وقالت بخفوت:
- لو سمحت يا بابا متخالنيش أحس أنى واقفه قدام سعادة اختى ومستقبلها
هتف مستنكراً:
- ايه اللى بتقوليه ده يابنتى وأنتى عرفت منين ان سعادتها فى الجوازه دى
ابتسمت بمرارة وهى تقول:
- يا بابا حضرتك طول عمرك بتشكر فى عمرو وزى ما حضرتك قلت من شويه انه عمال يلف زى النحله وبيزن عليك ليه بقى اكون انا السبب انى اضيع على اختى واحد بيحبها وكمان عارفين اخلاقه واهله وكل حاجه عنه
تذوقت مرارة ابتسامتها لاول مره وشعرت بها تغص حلقها فابتلعتها برضى وهى تقول:
- الحمد لله يا بابا انا عارفه اان كل شىء نصيب وانا هيجيلى نصيبى لحد عندى سواء دلوقتى ولا بعدين...لكن أنا عمرى ما هبقى سعيده ابدا وانا رابطه اختى جنبى كده وهى ذنبها ايه طيب
نظر لها والدها بمشاعر مختلطه بين الفخر والحزن وهو يقول:
- ونعم العقل والايمان يا بنتى أنا كنت بقول لامك عبير قاعده طول النهار تسمع فى شرايط وداخله وخارجه تحضر دروس فى المسجد ومكنش عاجبنى ..مكنتش أعرف أنك بتستفيدى بيها بالشكل ده ..ربنا يرضى عنك يابنتى
لمعت دموع الفرح فى عينيها وهى تقول بلهفه:
- يعنى حضرتك وافقت يا بابا
ابتسم وهو يربط على ساعدها قائلا:
- بينى وبينك ... أه وافقت
نهضت فى سعاده وهى تهتف بفرحه حقيقة:
- أنا هروح ابشر ماما
أحتضن فارس "عمرو"بشدة وهو يقول بسعاده مازحاً:
- مبروك يا عمرو أخيراً يا اخى هتدخل القفص برجليك
دفعه عمرو بخفه وهو يتكلم بشغف كعادته:
- بطلوا قر بقى دى يدوب أبوها وافق أنى اروح أتقدم رسمى
ثم فرك كفيه بتوتر بالغ قائلاً:
- أنا هموت من القلق يا فارس..كل ما أتصور نفسى وأنا قاعد بتكلم معاها على أنى خطيبها بقى وكده..ياه أحساس جامد اوى ..ثم تابع بنبرة حائره:
- تفتكر هتوافق عليا يا فارس ولا أنت رايك ايه
شعر فارس بالحيره وقال متسائلاً:
- الله...أومال ابوها وافق على اي اساساً
تناول عمرو بعض قطع الشيكولاته أمامه وهو يجلس الى مائدتهم الصغيرة وقال:
- وافق أنى أتقدم واقعد أتكلم معاها..ماهو ده طلبها يا سيدى عاوزه تتكلم معايا الاول قبل ما تقول رأيها النهائى علشان تستخير
ومد يده مرة أخرى الى شبطة الشيكولاته ولكن فارس ضربه على يده قائلاً:
- كفايه بقى دى لو مهرة عرفت أن حد كل من الشيكولاته بتاعتها هتخرب الدنيا
خطف عمرو قطعة أخرى وهو يقول :
- خلاص يا عم اللى جابلك يخليلك أخر واحده بس ومتقولهاش ماشى أنا مش قدها يا فارس
ضحك فارس وهو يقول:
- طالما جبان كده يبقى متمدش ايدك على حاجتها أحسنلك
ثم اردف بأهتمام:
- بس أنا خايف من حاجه يا عمرو
عمرو وهو يبتلع قطع الشيكولاته بصعوبه:
- خايف من ايه؟
مط فارس شفتيه وهو يقول:
- لو المقابله دى على اساسها عزة هتحدد هى هتوافق ولا لاء يبقى فى خوف كبير بصراحه ..اصلك هتفضحنا انا عارفك
لم يلحظ عمرو نبرة المزاح فى عبارة فارس فقال بجزع:
- ليه يا فارس ..طب قولى بسرعه اعمل ايه الله يخليك
أكمل فارس طريقته المصطنعه وهو يقول:
- بص أنت تحاول ..تحاول يعنى تبقى مؤدب كده ومحترم وذوق وظريف وهادى وعاقل ..كده يعنى ..انا عارف أن موضوع هادى وعاقل ده صعب عليك بس معلش حاول
فرك عمرو راسه وهو يقول :
- هحاول...!!
-يلا يا عبير كل ده بتلمعوا الصالون...كانت عبير منحنيه تزيل بعض أثار التراب فى غرفة الاستقبال فأعتدلت وهى تجيب والدتها:
- خلاص يا ماما أنا خلصت أهو
أقبلت والدتهم مسرعه وهى تنهرهما قائلة:
- معقوله كده الناس زامنهم جايين ولسه مخلصتوش ..ونظرت الى عزة وقالت بعتاب:
-, انتى كمان لسه مجهزتيش نفسك هايجوا يلقوكى بترابك كده ؟؟؟؟؟
زفرت عزة بضيق وهى تهتف ساخطه:
- يا ماما يعنى اقطع نفسى يعنى وبعدين فى ايه ما الشقه نضيفه أهى ..
قالت والدتها وهى تدفعها للخارج:
- طب روحى يا فالحه جهزى نفسك بسرعه خلاص زمانهم جايين
خرجت عزة وهى تتمتم ببعض الكلمات معترضه بينما نظرت الام الى عبير وهى تجتهد فى أبراز جمال الغرفه وهى تصلح من شأنها بأهتمام فأقتربت منها وقالت برفق:
- عقبال يومك يا عبير يا بنتى
أستدارت لها عبير وهى مبتسمه فوجدت نظرة مشفقه تطل من عيني والدتها غاصت تلك النظرات فى قلب عبير حتى شعرت أنها شجته نصفين ..قاتلت حتى تستطيع رسم ابتاسمة عذبه على شفتيها وقالت تداعبها:
- أيه بقى يا ست ماما أنتى عاوزه تخلصى مننا كلنا علشان الجو يخلالك انتى وحبيب القلب ولا ايه
ضحكت أمها وقد تلاشت نظرة نظرة الحزن من عينيها وقالت :
- انتى بس لو تعقلى كده وتشيلى البتاع ده من على وشك وانتى خارجه كده والعرسان تشوفك بدل ما انتى مخبيه نفسك كده محدش عارف انتى حلوه ولا وحشه
قالت عبير بثقه وهدوء:
- يا ماما اللى هيجى يتقدملى علشان انا حلوه ولا اللى هيخاف يتقدملى احسن اكون وحشه..الاتنين ميلزمونيش وقلتهم أحسن ومش طالباهم بصراحه
فقالت أمها وهى تدفعها هى الاخرى للخارج:
- طب يالا روحى شوفى أختك بتعمل ايه يا أم لسانين
تجهز البيت وتزين لاستقبال جيرانهم الاعزاء عمرو ووالده ووالدته
وبعد الترحيب والاستقبال الحار وعبارات الود والمحبه جلس الجميع فى غرفة الاستقبال حيث قال أبو عزة بترحاب شديد:
- واحشنى والله يا ابو عمرو الواحد مبقاش يشوفك غير كل فين وفين
شد والد عمرو بيده على يد والد عزة وهو يقول بمرح:
- بكره تزهق مني يا ابو عبير ما احنا هنبقى نسايب بقى
ضحكا الرجلان بينما قالت والدة عمرو أومال فين عروستنا يا ام عزة مكسوف ولا ايه
نهضت الام واقفةَ وهى تقول بابتسامه واسعه :
- هروح أندهلها حالا
دخلت الام فوجدت عزة تكاد تبكى وهى تقول لعبير مش عاوزه اخرج يا عبير طب خلى مامته هى اللى تيجى هنا
قاطعهم والدتها وهى تهتف بها بصوت خفيض:
- تيجى هنا فين يا بت أنتى
حاولت عبير دفع عزة تجاه والدتهما وهى تقول بتشجيع:
- يابنتى أطلعى أومال هتكلمى معاه ازاى هو مش أنتى اللى طلبتى تقعدى معاه الاول
أخذتها والدتها من يدها كالاطفال وخرجت بها وهى خافضة راسها الى الارض خجلا من الموقف وقفت والدة عمرو وأحتضنتها وقبلتها بشدة وهى تضغط على ساعديها مره وعلى ظهرها وكتفيها مرة أخرى وتقول:
- ماشاء الله ماشاء الله أزيك عروستنا عامله ايه
أجابت عزة بخفوت:
- الحمد لله يا طنط
أجلستها بجوارها ...حيث قال والد عمرو:
-والله كبرتى يا وزه بقالى كتير مشوفتكيش عامله ايه يا بنتى
ابتسمت عزة فى خجل وهى تقول بصوت غير مسموع :
- الحمد لله
كان عمرو مسلط نظره عليها يريد منها ألتفاته واحده فقط ولكنها لم تفعل لم تنظر اليه ابدا حتى عندما تجرأوقال لها:
- أزيك يا أنسه عزة
أومأت براسها ولم ترد ..لاحظ ذلك والدها أنها لم ترفع عينها لعمرو قط ولم تجبه ايضاَ على سؤاله ....فنهض وهو يقول موجهاَ حديثه لزوجته:
هاتلنا بقى يا حاجه العصير هنا وخدى الولاد بره فى الصاله يقعدوا يتكلموا مع بعض شويه
نهض عمرو من فوره فى سرعة وسعاده بينما وقفت عزة على مضض وخرج ثلاثتهم ...
جلست عزة على المقعد المواجه لغرفة الصالون حيث يقع عليها نظر والدها كما تم الاتفاق مسبقاَ معه وجلس عمرو على المقعد المجاور وذهبت والدتها للمطبخ لاحضار العصير التى كانت عبير قد أتمت أعداده وأعطته لوالدتها على الفور
خرجت من المطبخ ووضع أكواب العصير امام عزة وعمرو وعادت لغرفة الصالون مرةأخرى
ظل عمرو يعصر ذهنه ليتذكر وصايا فارس ولكنه لم يتذكر شىء على الاطلاق فقرر أن يتصرف بنفسه ..فألقى نظرة على غرفة الصالون ثم نظر إليها يتفحصها وقال بصوت تسمعه هى فقط:
- أزيك يا وزه
ألتفتت اليه باستنكار فشعر أنه ارتكب جرماَ فقال بتلعثم:
- قصدى أزيك يا أنسه عزة
خفضت نظرها مرة أخرى وهى تقول:
- الحمد لله كويسه
مسح عمرو راسه وقال بتردد:
- طيب انا سامعك لو فى حاجه عاوزه تسالينى فيها
ألقت عليه نظرة خاطفه أنهتها سريعاَ وقالت بجديه:
- أنا كنت عاوزه أعرف بس أنت عاوز تجوزنى ليه واشمعنى أنا يعنى ؟؟
باغتته بالسؤال ..شعر بالارتباك وصمت قليلا وهو ينظر اليها ...فقالت :
- ايه مش لاقى أجابه ولا محرج تجاوب
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
- يعنى ايه محرج أجاوب
أرتسمت على جانبى شفتيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول:
- يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى .. علشان كده محرج تجاوب ...صح؟
زال الارتباك الذى كان قد شعر به كلياَ وشبك اصابع كفيه امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه:
- لا مش صح
فقالت بسرعه :
- أومال سكت ليه مكنتش محضر أجابه
هز راسه نفياَ وقال بثقة أكبر:
- لاء مش علشان مكنتش محضر اجابه ...علشان خايف اجابتى تسببلك أحراج
رفعت كتفيها وأخفضتهما سريعاَ وهى تنظر إليه قائلة:
- لا عادى ..مفيش أحراج ولا حاجه
نظر فى عينيها بعمق وقال بهدوء:
- علشان بحبك
أحمرت وجنتيها تلقائياَ وخفضت عينيها فتابع حديثه:
بحبك من زمان ..من زمان أوى ...من واحنا لسه فى الثانويه العامه..بالتقريب كده من ساعة ما مشاعرى ابتدت تتحرك أساساَ وأعرف الحب
كانت تستمع اليه فى توتر وحياء وتكاد تقطع شفتاها من كثرة الضغط عليها بدون وعى
فقال وهو مازال ينظر اليها ويتابعها حركاتها وسكناتها:
- عرفتى بقى مكنتش عاوز اجاوب ليه
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا ...كلماته ونظراته أخترقت خجلها وشعرت انه يرى قلبها من خلف ضلوعها وهو ينبض بعنف ويتابع أندفاع دماء جسدها كله من خلف شراينها ألى وجهها وراسها ...لامت نفسها على السؤال الذى طرحته والذى كان السبب فيما قال
كانت تعرف ان عمرو جرىء ومندفع ولكن لم تكن تعلم انه من الممكن ان يقول ما قال بهذا الشكل المفاجىء والصريح لابعد الحدود بل وكأنه كان يود أن تسأله هذا السؤال ليفصح عن مكنون قلبه ومشاعره تجاهها
فنهضت وقد تحشرج صوتها وهى تقول:
- طب عن أذنك
ودخلت فى سرعه فى أتجاه غرفتها وهى ترى ما حولها باللون الاصفر أو هكذا يبدو...
استقبلتها عبير وهى تنر لوجهها بدهشه قائلة:
- جيتى بسرعه كده ليه هو أنتى لحقتى تتكلمى معاه
وضعت عزة كفيها على وجنتيها تتحسس حرارتهما وهى تقول باستنكار:
- لو كنتى سمعتى كلمه واحده من اللى قالهالى كان زمانك قمتى من بدرى
أبتسمت عبير وقالت بشغف:
- قالك ايه
نظرة لها عزة بخجل وقالت بخفوت:
- سألته سؤال واحد بس وياريتنى مكنتش سألت أحرجنى اوى يا عبير ووقالى..قالى بحبك من زمان
ضحكت عبير ثم وضعت كفها فوق فمها لتكتم ضحكتها وقالت:
- مش بقولك رخم ......
نظرت لها عزة بعتاب وقالت:
- فرحانه فيا يا عبير ماشى
عبير:أبدا والله بس مستبشره خير ..ها رايك ايه بقى
قالت عزة بشرود:
- مش عارفه يا عبير محتاره اوى ومش عارفه اقرر لسه
عبير:طب بقولك ايه أنتى تستخيرى الاول وبعدين تقررى وان شاء الله خير
غادر عمرو واسرته منزلهم وجلست والدة عزة وزوجها فى غرفتهم وهى تقول:
- ها يا ابو عبير رايك ايه
قال بتاكيد:
- مانتى عارفه انى معنديش مانع يا ام عبير المهم راى عزة كلميها وشوفى نرد عليهم نقولهم ايه
قالت بلهفه:
- لا كلمها أنت هى بتسمع كلامك
هز راسه نفياَ وقال :
- لاء هتكسف مني...انتى امها..كلميها واعرفى منها بالظبط رايها ايه ولو عاوزه وقت تفكر براحتها خالص الولد اصلا لسه قدامه شويه
دخلت والدة عزة غرفة بناتها وجلست بجوارهم لتعرف رايى ابنتها ولكنها وجدتها مرتبكه ولم تحدد رايها بعد ومازالت متردده فقالت لها عبير:
- خلاص يا ماما أحنا اتفقنا أنها تستخير الاول وبعدين نشوف
نظرت عزة الى والدتها وقالت برجاء:
- ماما انا عارفه انك انتى وبابا متحمسين لعمرو وبتحبوه بس من فضلكم متغطوش عليا وسبونى افكر على مهلى
قالت والدتها بدهشه :
- ومين قالك انى جايه اضغط عليكى..انا جايه اعرف رايك بس مش أكتر
عزة:يعنى بابا مش هيغط عليا علشان اقول رأى بسرعه؟
الام:لاء بالعكس ده هو اللى قالى أسيبك تفكرى براحتك وقالى انه مش مستعجل علشان عمرو لسه قدامه شويه على ما يجهز
نظرت لها عزة باستنكار وقالت بحنق:
- اومال لما هو مش مستعد دلوقتى مستعجل ليه وكان عمال يزن على بابا كل شويه
استندت والدتها الى ظهر السرير ورفعت حاجبيها وهى تقول مداعبه:
- أصله خايف حد تانى ياخدك منه.....
ضحكت عبير من اسلوب والدتها وطريقة القائها للعباره وشعرت عزة بالدماء تتصاعد لوجنتيها مرة اخرى...تباَ لهذا العمرو الذى يدفع الدماء الى راسها بين الحين والاخر بكلماته سواء ألقاها هو ام ارسلها لها عن طريق غير مباشر
******************
أنطفأت الانوار وخلد كلً الى فراشه وقد سكنت العيون ولكنها لم تستطع النوم جافاها النوم وعصتها عيناها فلم تستجب لها ظلت مفتوحةَ طوال الليل ...عبير...ولكن من هو الذى سيستنشق عبيرها المقيد بداخلها ومتى سيخرج للنور
...مابكى يا عبير لماذا تعانين ما هذه المرارة التى تشعرين بها ...بل وتتذوقينها على شفتيكِ ..لعلها مرارة الوحدة ..نعم هى ذاك..الوحدة التى تشعر بها رغم كل البشر حولها والاهل والجيرة الطيبه ..ولكن..هى أمرأة..أنثى رغم كل شىء..بداخلها طاقة حب لا تعرف كيف توجهها والى من تمنحها .هى أنثى أتمت الثلاثون من عمرها ومازال فراشها بارداً خالياً.. بل ومتجمد ولو أن لم تكن أختها تشاركها نفس الغرفه لشعرت انها ملقاة بالصحراء تكاد وحوش وحدتها تلتهمها وهى فريسة وحيدة...بلا مأوى ..فاين هى المأوى واين هو المستقر الدافىء ..نعم ملتزمه ومنتقبه ولكنها ليست متبلدة المشاعر ..متجمدة الحس..ليست جماد..ولكن ايضاَ ترفض أن تكون ريشة بمهب الريح لتحركها الشهوات كيف تشاء فتذهب مترنحه وتعود خاوية...فتتلمس ركعتين فى جوف الليل تناجى ربها ..يارب عجلى الخلاص والمفر
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفــصــل الـثــامن )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل التاسع ) |
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل التاسع )
صعد والد عزة الى شقته أخيراً والابتسامه تعلو شفتيه على أثر النكته التى ألقاها عليه عمرو منذ قليل جلس بين زوجته وبناته أمام التلفاز وهو يضرب كفاً بكف ويقول :- أما والله حاجه عجيبه
نظرت له زوجته بأهتمام وابتسمت هى الاخرى لرؤيتها ابتسامته وقالت:
- خير يا ابو عبير هو ايه اللى عجيب
ألتفت إليها بابتسامته وهو يستند بساعديه الى حواف مقعده ويقول:
- البشمنهدس عمرو يا ستى...بقاله كام يوم مش سايبنى فى حالى وعمال يلف ورايا زى النحله ..
حانت منه ألتفافه إلى عزة التى اشاحت بوجهها سريعاً ونهضت قائلة:
- طب أنا هدخل أنام بقى تصبحوا على خير
اقتربت عبير من والدها على المقعد المجاور له وهى تتسائل:
- هو كلمك تانى يا بابا؟؟
هم أن يجيبها ولكن والدتها قاطعته قائله:
- قالك اشتغل ولا لسه يا ابو عبير
أشاح بوجهه عن زوجته ونظر الى عبير مرة أخرة وقال:
- يشتغل ولا ميشتغلش دى حاجه تخصه هو وانا مالى
ثم نهض واقفاً وهو يقول:
- انا هدخل اريح شويه تصبحوا على خير
تبعته عبير بنظرها حتى دخل غرفته واغلق بابها خلفه فنهضت واقفةً وهى تقول لوالدتها:
- ماما ممكن أدخل أتكلم مع بابا شويه لوحدنا
نظرت لها والدتها بدهشه قائلةً:
- خير يا عبير فى ايه
أقتربت منها وهى تقول بجدية:
- بصى يا ماما أنا فاهمه كويس بابا رافض عمرو ليه وعمال يأجل فى موضوعه مع عزة وأنا بصراحه محتاجه اتكلم معاه فى الحكايه دى مينفعش أسكت أكتر من كده
نهضت والدتها بموافقةً منها لكلام ابنتها وهى تقول:
- طب تعالى معايا
وضعت عبير يدها على كتف والدتها وقالت برجاء:
- معلش يا ماما خلينى اتكلم معاه لوحدى ..أنتى عارفه بابا لما بيلاقى أكتر من حد بيتكلم فى نفس الموضوع بيقفل
فكرت والدتها قليلا ثم قالت بايماءه بسيطه:
- طب خلاص اللى تشوفيه يابنتى خبطى عليه الاول بس براحه كده ليكون نام ولا حاجه
وقفت عبير امام غرفة والدها وطرقت الباب بخفه وقالت بهدوء:
- بابا حضرتك نمت؟
أتاها صوته قائلاً:
- أدخلى يا عبير
دخلت الغرفه وجدته يجلس على الاريكه بجوار النافذه فاتحاً لمصحفه امامه ويقرأ فيه قليلا قبل النوم كما هى عادته دائماً
نظر لها مبتسماً بحنان وهو يقول:
- تعالى يا عبير
جلست بجواره على الاريكه وقالت برجاء:
- بابا أرجوك توافق على خطوبة عمرو وعزة
صمت برهة وقال بضيق:
- وياترى بقى مين اللى قالك تيجى تقوليلى كده أمك ولا عزة
ابتلعت ريقها وقالت بوجل:
- بابا ..انا عارفه حضرتك بتاجل الموضوع ده ليه ..وصدقنى يا بابا انا الحكايه دى متفرقش معايا خالص بالعكس والله أنا أتمنى ان عزة تتخطب النهارده قبل بكره
وخفضت نظرها وقالت بخفوت:
- لو سمحت يا بابا متخالنيش أحس أنى واقفه قدام سعادة اختى ومستقبلها
هتف مستنكراً:
- ايه اللى بتقوليه ده يابنتى وأنتى عرفت منين ان سعادتها فى الجوازه دى
ابتسمت بمرارة وهى تقول:
- يا بابا حضرتك طول عمرك بتشكر فى عمرو وزى ما حضرتك قلت من شويه انه عمال يلف زى النحله وبيزن عليك ليه بقى اكون انا السبب انى اضيع على اختى واحد بيحبها وكمان عارفين اخلاقه واهله وكل حاجه عنه
تذوقت مرارة ابتسامتها لاول مره وشعرت بها تغص حلقها فابتلعتها برضى وهى تقول:
- الحمد لله يا بابا انا عارفه اان كل شىء نصيب وانا هيجيلى نصيبى لحد عندى سواء دلوقتى ولا بعدين...لكن أنا عمرى ما هبقى سعيده ابدا وانا رابطه اختى جنبى كده وهى ذنبها ايه طيب
نظر لها والدها بمشاعر مختلطه بين الفخر والحزن وهو يقول:
- ونعم العقل والايمان يا بنتى أنا كنت بقول لامك عبير قاعده طول النهار تسمع فى شرايط وداخله وخارجه تحضر دروس فى المسجد ومكنش عاجبنى ..مكنتش أعرف أنك بتستفيدى بيها بالشكل ده ..ربنا يرضى عنك يابنتى
لمعت دموع الفرح فى عينيها وهى تقول بلهفه:
- يعنى حضرتك وافقت يا بابا
ابتسم وهو يربط على ساعدها قائلا:
- بينى وبينك ... أه وافقت
نهضت فى سعاده وهى تهتف بفرحه حقيقة:
- أنا هروح ابشر ماما
أحتضن فارس "عمرو"بشدة وهو يقول بسعاده مازحاً:
- مبروك يا عمرو أخيراً يا اخى هتدخل القفص برجليك
دفعه عمرو بخفه وهو يتكلم بشغف كعادته:
- بطلوا قر بقى دى يدوب أبوها وافق أنى اروح أتقدم رسمى
ثم فرك كفيه بتوتر بالغ قائلاً:
- أنا هموت من القلق يا فارس..كل ما أتصور نفسى وأنا قاعد بتكلم معاها على أنى خطيبها بقى وكده..ياه أحساس جامد اوى ..ثم تابع بنبرة حائره:
- تفتكر هتوافق عليا يا فارس ولا أنت رايك ايه
شعر فارس بالحيره وقال متسائلاً:
- الله...أومال ابوها وافق على اي اساساً
تناول عمرو بعض قطع الشيكولاته أمامه وهو يجلس الى مائدتهم الصغيرة وقال:
- وافق أنى أتقدم واقعد أتكلم معاها..ماهو ده طلبها يا سيدى عاوزه تتكلم معايا الاول قبل ما تقول رأيها النهائى علشان تستخير
ومد يده مرة أخرى الى شبطة الشيكولاته ولكن فارس ضربه على يده قائلاً:
- كفايه بقى دى لو مهرة عرفت أن حد كل من الشيكولاته بتاعتها هتخرب الدنيا
خطف عمرو قطعة أخرى وهو يقول :
- خلاص يا عم اللى جابلك يخليلك أخر واحده بس ومتقولهاش ماشى أنا مش قدها يا فارس
ضحك فارس وهو يقول:
- طالما جبان كده يبقى متمدش ايدك على حاجتها أحسنلك
ثم اردف بأهتمام:
- بس أنا خايف من حاجه يا عمرو
عمرو وهو يبتلع قطع الشيكولاته بصعوبه:
- خايف من ايه؟
مط فارس شفتيه وهو يقول:
- لو المقابله دى على اساسها عزة هتحدد هى هتوافق ولا لاء يبقى فى خوف كبير بصراحه ..اصلك هتفضحنا انا عارفك
لم يلحظ عمرو نبرة المزاح فى عبارة فارس فقال بجزع:
- ليه يا فارس ..طب قولى بسرعه اعمل ايه الله يخليك
أكمل فارس طريقته المصطنعه وهو يقول:
- بص أنت تحاول ..تحاول يعنى تبقى مؤدب كده ومحترم وذوق وظريف وهادى وعاقل ..كده يعنى ..انا عارف أن موضوع هادى وعاقل ده صعب عليك بس معلش حاول
فرك عمرو راسه وهو يقول :
- هحاول...!!
-يلا يا عبير كل ده بتلمعوا الصالون...كانت عبير منحنيه تزيل بعض أثار التراب فى غرفة الاستقبال فأعتدلت وهى تجيب والدتها:
- خلاص يا ماما أنا خلصت أهو
أقبلت والدتهم مسرعه وهى تنهرهما قائلة:
- معقوله كده الناس زامنهم جايين ولسه مخلصتوش ..ونظرت الى عزة وقالت بعتاب:
-, انتى كمان لسه مجهزتيش نفسك هايجوا يلقوكى بترابك كده ؟؟؟؟؟
زفرت عزة بضيق وهى تهتف ساخطه:
- يا ماما يعنى اقطع نفسى يعنى وبعدين فى ايه ما الشقه نضيفه أهى ..
قالت والدتها وهى تدفعها للخارج:
- طب روحى يا فالحه جهزى نفسك بسرعه خلاص زمانهم جايين
خرجت عزة وهى تتمتم ببعض الكلمات معترضه بينما نظرت الام الى عبير وهى تجتهد فى أبراز جمال الغرفه وهى تصلح من شأنها بأهتمام فأقتربت منها وقالت برفق:
- عقبال يومك يا عبير يا بنتى
أستدارت لها عبير وهى مبتسمه فوجدت نظرة مشفقه تطل من عيني والدتها غاصت تلك النظرات فى قلب عبير حتى شعرت أنها شجته نصفين ..قاتلت حتى تستطيع رسم ابتاسمة عذبه على شفتيها وقالت تداعبها:
- أيه بقى يا ست ماما أنتى عاوزه تخلصى مننا كلنا علشان الجو يخلالك انتى وحبيب القلب ولا ايه
ضحكت أمها وقد تلاشت نظرة نظرة الحزن من عينيها وقالت :
- انتى بس لو تعقلى كده وتشيلى البتاع ده من على وشك وانتى خارجه كده والعرسان تشوفك بدل ما انتى مخبيه نفسك كده محدش عارف انتى حلوه ولا وحشه
قالت عبير بثقه وهدوء:
- يا ماما اللى هيجى يتقدملى علشان انا حلوه ولا اللى هيخاف يتقدملى احسن اكون وحشه..الاتنين ميلزمونيش وقلتهم أحسن ومش طالباهم بصراحه
فقالت أمها وهى تدفعها هى الاخرى للخارج:
- طب يالا روحى شوفى أختك بتعمل ايه يا أم لسانين
تجهز البيت وتزين لاستقبال جيرانهم الاعزاء عمرو ووالده ووالدته
وبعد الترحيب والاستقبال الحار وعبارات الود والمحبه جلس الجميع فى غرفة الاستقبال حيث قال أبو عزة بترحاب شديد:
- واحشنى والله يا ابو عمرو الواحد مبقاش يشوفك غير كل فين وفين
شد والد عمرو بيده على يد والد عزة وهو يقول بمرح:
- بكره تزهق مني يا ابو عبير ما احنا هنبقى نسايب بقى
ضحكا الرجلان بينما قالت والدة عمرو أومال فين عروستنا يا ام عزة مكسوف ولا ايه
نهضت الام واقفةَ وهى تقول بابتسامه واسعه :
- هروح أندهلها حالا
دخلت الام فوجدت عزة تكاد تبكى وهى تقول لعبير مش عاوزه اخرج يا عبير طب خلى مامته هى اللى تيجى هنا
قاطعهم والدتها وهى تهتف بها بصوت خفيض:
- تيجى هنا فين يا بت أنتى
حاولت عبير دفع عزة تجاه والدتهما وهى تقول بتشجيع:
- يابنتى أطلعى أومال هتكلمى معاه ازاى هو مش أنتى اللى طلبتى تقعدى معاه الاول
أخذتها والدتها من يدها كالاطفال وخرجت بها وهى خافضة راسها الى الارض خجلا من الموقف وقفت والدة عمرو وأحتضنتها وقبلتها بشدة وهى تضغط على ساعديها مره وعلى ظهرها وكتفيها مرة أخرى وتقول:
- ماشاء الله ماشاء الله أزيك عروستنا عامله ايه
أجابت عزة بخفوت:
- الحمد لله يا طنط
أجلستها بجوارها ...حيث قال والد عمرو:
-والله كبرتى يا وزه بقالى كتير مشوفتكيش عامله ايه يا بنتى
ابتسمت عزة فى خجل وهى تقول بصوت غير مسموع :
- الحمد لله
كان عمرو مسلط نظره عليها يريد منها ألتفاته واحده فقط ولكنها لم تفعل لم تنظر اليه ابدا حتى عندما تجرأوقال لها:
- أزيك يا أنسه عزة
أومأت براسها ولم ترد ..لاحظ ذلك والدها أنها لم ترفع عينها لعمرو قط ولم تجبه ايضاَ على سؤاله ....فنهض وهو يقول موجهاَ حديثه لزوجته:
هاتلنا بقى يا حاجه العصير هنا وخدى الولاد بره فى الصاله يقعدوا يتكلموا مع بعض شويه
نهض عمرو من فوره فى سرعة وسعاده بينما وقفت عزة على مضض وخرج ثلاثتهم ...
جلست عزة على المقعد المواجه لغرفة الصالون حيث يقع عليها نظر والدها كما تم الاتفاق مسبقاَ معه وجلس عمرو على المقعد المجاور وذهبت والدتها للمطبخ لاحضار العصير التى كانت عبير قد أتمت أعداده وأعطته لوالدتها على الفور
خرجت من المطبخ ووضع أكواب العصير امام عزة وعمرو وعادت لغرفة الصالون مرةأخرى
ظل عمرو يعصر ذهنه ليتذكر وصايا فارس ولكنه لم يتذكر شىء على الاطلاق فقرر أن يتصرف بنفسه ..فألقى نظرة على غرفة الصالون ثم نظر إليها يتفحصها وقال بصوت تسمعه هى فقط:
- أزيك يا وزه
ألتفتت اليه باستنكار فشعر أنه ارتكب جرماَ فقال بتلعثم:
- قصدى أزيك يا أنسه عزة
خفضت نظرها مرة أخرى وهى تقول:
- الحمد لله كويسه
مسح عمرو راسه وقال بتردد:
- طيب انا سامعك لو فى حاجه عاوزه تسالينى فيها
ألقت عليه نظرة خاطفه أنهتها سريعاَ وقالت بجديه:
- أنا كنت عاوزه أعرف بس أنت عاوز تجوزنى ليه واشمعنى أنا يعنى ؟؟
باغتته بالسؤال ..شعر بالارتباك وصمت قليلا وهو ينظر اليها ...فقالت :
- ايه مش لاقى أجابه ولا محرج تجاوب
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
- يعنى ايه محرج أجاوب
أرتسمت على جانبى شفتيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول:
- يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى .. علشان كده محرج تجاوب ...صح؟
زال الارتباك الذى كان قد شعر به كلياَ وشبك اصابع كفيه امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه:
- لا مش صح
فقالت بسرعه :
- أومال سكت ليه مكنتش محضر أجابه
هز راسه نفياَ وقال بثقة أكبر:
- لاء مش علشان مكنتش محضر اجابه ...علشان خايف اجابتى تسببلك أحراج
رفعت كتفيها وأخفضتهما سريعاَ وهى تنظر إليه قائلة:
- لا عادى ..مفيش أحراج ولا حاجه
نظر فى عينيها بعمق وقال بهدوء:
- علشان بحبك
أحمرت وجنتيها تلقائياَ وخفضت عينيها فتابع حديثه:
بحبك من زمان ..من زمان أوى ...من واحنا لسه فى الثانويه العامه..بالتقريب كده من ساعة ما مشاعرى ابتدت تتحرك أساساَ وأعرف الحب
كانت تستمع اليه فى توتر وحياء وتكاد تقطع شفتاها من كثرة الضغط عليها بدون وعى
فقال وهو مازال ينظر اليها ويتابعها حركاتها وسكناتها:
- عرفتى بقى مكنتش عاوز اجاوب ليه
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا ...كلماته ونظراته أخترقت خجلها وشعرت انه يرى قلبها من خلف ضلوعها وهو ينبض بعنف ويتابع أندفاع دماء جسدها كله من خلف شراينها ألى وجهها وراسها ...لامت نفسها على السؤال الذى طرحته والذى كان السبب فيما قال
كانت تعرف ان عمرو جرىء ومندفع ولكن لم تكن تعلم انه من الممكن ان يقول ما قال بهذا الشكل المفاجىء والصريح لابعد الحدود بل وكأنه كان يود أن تسأله هذا السؤال ليفصح عن مكنون قلبه ومشاعره تجاهها
فنهضت وقد تحشرج صوتها وهى تقول:
- طب عن أذنك
ودخلت فى سرعه فى أتجاه غرفتها وهى ترى ما حولها باللون الاصفر أو هكذا يبدو...
استقبلتها عبير وهى تنر لوجهها بدهشه قائلة:
- جيتى بسرعه كده ليه هو أنتى لحقتى تتكلمى معاه
وضعت عزة كفيها على وجنتيها تتحسس حرارتهما وهى تقول باستنكار:
- لو كنتى سمعتى كلمه واحده من اللى قالهالى كان زمانك قمتى من بدرى
أبتسمت عبير وقالت بشغف:
- قالك ايه
نظرة لها عزة بخجل وقالت بخفوت:
- سألته سؤال واحد بس وياريتنى مكنتش سألت أحرجنى اوى يا عبير ووقالى..قالى بحبك من زمان
ضحكت عبير ثم وضعت كفها فوق فمها لتكتم ضحكتها وقالت:
- مش بقولك رخم ......
نظرت لها عزة بعتاب وقالت:
- فرحانه فيا يا عبير ماشى
عبير:أبدا والله بس مستبشره خير ..ها رايك ايه بقى
قالت عزة بشرود:
- مش عارفه يا عبير محتاره اوى ومش عارفه اقرر لسه
عبير:طب بقولك ايه أنتى تستخيرى الاول وبعدين تقررى وان شاء الله خير
غادر عمرو واسرته منزلهم وجلست والدة عزة وزوجها فى غرفتهم وهى تقول:
- ها يا ابو عبير رايك ايه
قال بتاكيد:
- مانتى عارفه انى معنديش مانع يا ام عبير المهم راى عزة كلميها وشوفى نرد عليهم نقولهم ايه
قالت بلهفه:
- لا كلمها أنت هى بتسمع كلامك
هز راسه نفياَ وقال :
- لاء هتكسف مني...انتى امها..كلميها واعرفى منها بالظبط رايها ايه ولو عاوزه وقت تفكر براحتها خالص الولد اصلا لسه قدامه شويه
دخلت والدة عزة غرفة بناتها وجلست بجوارهم لتعرف رايى ابنتها ولكنها وجدتها مرتبكه ولم تحدد رايها بعد ومازالت متردده فقالت لها عبير:
- خلاص يا ماما أحنا اتفقنا أنها تستخير الاول وبعدين نشوف
نظرت عزة الى والدتها وقالت برجاء:
- ماما انا عارفه انك انتى وبابا متحمسين لعمرو وبتحبوه بس من فضلكم متغطوش عليا وسبونى افكر على مهلى
قالت والدتها بدهشه :
- ومين قالك انى جايه اضغط عليكى..انا جايه اعرف رايك بس مش أكتر
عزة:يعنى بابا مش هيغط عليا علشان اقول رأى بسرعه؟
الام:لاء بالعكس ده هو اللى قالى أسيبك تفكرى براحتك وقالى انه مش مستعجل علشان عمرو لسه قدامه شويه على ما يجهز
نظرت لها عزة باستنكار وقالت بحنق:
- اومال لما هو مش مستعد دلوقتى مستعجل ليه وكان عمال يزن على بابا كل شويه
استندت والدتها الى ظهر السرير ورفعت حاجبيها وهى تقول مداعبه:
- أصله خايف حد تانى ياخدك منه.....
ضحكت عبير من اسلوب والدتها وطريقة القائها للعباره وشعرت عزة بالدماء تتصاعد لوجنتيها مرة اخرى...تباَ لهذا العمرو الذى يدفع الدماء الى راسها بين الحين والاخر بكلماته سواء ألقاها هو ام ارسلها لها عن طريق غير مباشر
******************
أنطفأت الانوار وخلد كلً الى فراشه وقد سكنت العيون ولكنها لم تستطع النوم جافاها النوم وعصتها عيناها فلم تستجب لها ظلت مفتوحةَ طوال الليل ...عبير...ولكن من هو الذى سيستنشق عبيرها المقيد بداخلها ومتى سيخرج للنور
...مابكى يا عبير لماذا تعانين ما هذه المرارة التى تشعرين بها ...بل وتتذوقينها على شفتيكِ ..لعلها مرارة الوحدة ..نعم هى ذاك..الوحدة التى تشعر بها رغم كل البشر حولها والاهل والجيرة الطيبه ..ولكن..هى أمرأة..أنثى رغم كل شىء..بداخلها طاقة حب لا تعرف كيف توجهها والى من تمنحها .هى أنثى أتمت الثلاثون من عمرها ومازال فراشها بارداً خالياً.. بل ومتجمد ولو أن لم تكن أختها تشاركها نفس الغرفه لشعرت انها ملقاة بالصحراء تكاد وحوش وحدتها تلتهمها وهى فريسة وحيدة...بلا مأوى ..فاين هى المأوى واين هو المستقر الدافىء ..نعم ملتزمه ومنتقبه ولكنها ليست متبلدة المشاعر ..متجمدة الحس..ليست جماد..ولكن ايضاَ ترفض أن تكون ريشة بمهب الريح لتحركها الشهوات كيف تشاء فتذهب مترنحه وتعود خاوية...فتتلمس ركعتين فى جوف الليل تناجى ربها ..يارب عجلى الخلاص والمفر
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن،
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا