أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الثالث عشر من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.
- روحى شوفى مين يا عزة خلاص هلف الطرحه واصلى
تركتها عزة وأتجهت للهاتف بعد أن ربتت على كتفها وأجابت على المتصل:
- السلام عليكم
أبتسم عمرو بتلقائيه وهو يقول:
- وعليكم السلام ..هى النمره غلط ولا ايه
قالت عزة باستغراب:
- لا يا عمرو النمره مش غلط انا عزة
أتسعت ابتسامته أكثر وأخفض صوته وهو يضع اصابعه على سماعة الهاتف قائلا :
- لما رديتى عليا وسمعت صوتك افتكرت انى أتصلت بمحل العصافير
أنتبهت عزة أنه يداعبها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الابتسام ولكنها قالت بنرة جديه:
- خير يا عمرو فى حاجه
زفر عمرو بقوة شعرت بها عزة على الطرف الاخر وقال:
- أه فى طبعا أومال بتصل علشان أقولك وحشتينى مثلا لا يا ماما ده بُعدك
أحمرت وجنتها وقالت بنبرة اكثر جديه:
- لو سمحت يا عمرو قول عاوز ايه والا هنادى ماما تكلمك هى بقى
قال بسرعه :
- لالالا على ايه يا ستى ..بصى احنا الحمد لله لقينا دكتور علاج طبيعى كويس أوى ومحترم جدا ومتدين وعلى فكره هو مش بيتعامل مع ستات بس لما فارس قاله ان عبير مش عاوزه تروح لدكتور والكلام ده .. وافق طبعا بس عاوز والدك يروح معاها
قالت عزة بتلقائيه وبدون تفكير:
- معرفتك ولا معرفة فارس ؟
تغير صوت عمرو وقال بضيق:
- هتفرق معاكى مش كده ..؟؟
شعرت بالارتباك وندمت على كلمتها ولكنها قالت بتماسك :
- لا مش قصدى ..قصدى يعنى اصلك بتقول متدين و...محتــ....قاطعها بغضب وغيرة واضحه:
- وأنا معرفش حد متدين ومحترم لكن فارس يعرف مش كده مش ده قصدك ؟
..حاولت ان تتكلم ولكنه قاطعها مرة أخرى قائلا:
- عموما هكلم والدك لما أرجع من الشغل وأديله التفاصيل والعنوان..سلام
أنهى عمرو المكالمه فى عصبية ومسح رأسه بعنف ..حاول أن يعود إلى عمله أمسك القلم وشرع فى اعادة الرسم الذى بين يديه ولكن افكاره جميعها تشتت وغلب عليها عدم التركيز فترك القلم مرة أخرى ووضع راسه بين يديه وأغمض عينيه وأستسلم لشيطانه الذى أخذ يوسوس له ويؤكد له الفكره التى زرعتها هى بكلمتها تلك ..
تناول القلم مرة أخرى ودون عنوان الدكتور بلال عليه ..وضع الورقه فى جيبه وغادر المكتب وأتجه إلى المهندس صلاح قائلا بضيق:
- لو سمحت يا بشمهندس ممكن استأذن دلوقتى أنا اصلى مرهق شويه ومش عارف اركز خالص ومحتاج ارتاح
نهض صلاح وهو يتامله ويتأمل علامات التوتر والعصبية البادية على وجهه بوضوح ثم ربت على ذراعه قائلا:
- مالك يا بشمهندس تعبان ولا حد ضايقك
- ابدا يا بشمهندس مرهق شويه بس وعموما لو فى مشكله ممكن أستنى
ابتسم له صلاح بحنو وقال:
- لا يابنى مفيش حاجه وعموما مبقاش فاضل الا ساعه يعنى مش هتفرق يلا انت أتوكل على الله روح استريح
أبتسم له عمرو أبتسامه خاويه باهته وغادر وهو يحاول السيطرة على أعصابه ولكنه لم يستطع
وصل إلى منزل عزة وصعد بسرعه ... طرق الباب وأنتظر بعيدا حتى فتحت والدتها الباب وقالت بترحاب لا يخلو من الدهشه:
- اهلا يا بشمهندس ..أتفضل يابنى
أخرج عمرو الورقه من جيبه ومد يده بها إليها وهو يقول:
- معلش يا طنط وقت تانى ان شاء الله ..ده عنوان دكتور علاج طبيعى كويس صاحب فارس مش صاحبى ..فارس كلمه على حالة الآنسه عبير وهو مرحب بيها فى أى وقت بس لازم يكون والدها معاها..والاشعه كلها ..مدت يدها لتأخذها وهى تقول:
- يابنى تعالى مينفعش على السلم كده
قال وهو يتجه للسلم مسرعاً:
- معلش اصلى مستعجل شويه ..سلام عليكم
عادت والدة عزة للداخل وهى تنظر امامها متعجبه وتقول:
- سبحان الله ...!!
خرج زوجها من غرفة نومه بعد أن انهى صلاته وقال وهو ينظر إليها:
- مين يا ام عبير
قالت زوجته وهى تنظر لعزة الجالسه أمام التلفاز شاردة :
- ده عمرو يا حاج
أنتبهت عزة وألتفتت إليها وقال والدها متعجباً:
- ومدخلش ليه ؟
نظرت الام الى عزة مرة اخرى باستفهام وقالت:
- مش عارفه يا حاج شكله كده مضايق من حاجه ..وأعطته الورقه وهى تقول:
- كان جايب عنوان دكتور علاج طبيعى لعبير وبيقولى انه صاحب فارس مش صاحبه هو
أخترقت الكلمه أذن عزة وشعرت ان الدماء ستنفجر من رأسها وقالت بداخلها وهى واجمة:
- يارب ميكنش أفتكر حاجه كده ولا كده ..لا .. بس طالما زعل وعمل كده يبقى أكيد أفتكر أن فى حاجه ..يارب استر يارب
هتفت عبير مستنكره:
- أنا مش هروح يا بابا مش هروح لدكتور راجل ابدا..
نظر لها والدها بحده لم تعتدها منه وقال:
- هتروحى يا عبير يعنى هتروحى ..ولا عاوزه يحصلك زى ما الدكتور اللى فكلك الجبس ما قال ..عاوز يحصلك ضمور ومتتحركيش تانى
شعرت بالعبرات تقتحم مجال رؤيتها لتعيقها عنه وهى تقول:
- يا بابا حضرتك عارف يعنى ايه علاج طبيعى ..يعنى ممكن يقول تدليلك وكلام فاضى يرضيك يعنى يا بابا واحد يقعد يدلك رجلى
تدخلت عزة وقالت بخفوت وكأنها تخشى أن يخرج صوتها من حلقها قائله بأرتباك:
- عمرو لما أتصل قال انه متدين ومحترم ومش بيتعامل مع ستات اصلا لكن لما ..وشعرت بغصه وهى تقول على مضض ..لما فارس قاله أنك مش عاوز تروحلى لدكتور راجل وان احنا مش لاقين دكتور مضمون نعرفه وافق بصعوبه
نهض والدها وقال موجهأً حديثه لعبير :
- جهزى نفسك هنروح بكره على طول
وقبل أن تتكلم قال آمراً:
- ومش عاوز كلمه زياده
****************************************
دخلت عبير مركز العلاج الطبيعى وهى تستند لذراعى والدها ووالدتها نظرت إلى الآفتة التى تحمل أسم المركز واسم الطبيب المعالج شعرت بالدهشة وهى تقرأ أسمه ...الدكتور بلال ..جلست تنتظر دورها بجوارهما فى قلق ..المكان حولهم ملىء بالرجال لا يوجد امرأة واحده فى المركز شعرت بألم فى معدتها وحاولت أن تذكر الله مراراً حتى تهدأ ..نهض والدها وتحدث الى الممرض ثم عاد وجلس بجوارهما مره اخرى ومال عليهما قائلا:
- خلاص قدامنا حالتين بس الحمد لله
همست عبير مستنجدة به:
- بابا انا عاوزه اروح البيت
نظر لها محذرا وقال:
- عبير ايه شغل العيال ده اصبرى بقى خلاص قربنا ندخل أهو
وأخيرا جاء دورها فى الدخول له ..ولم تكن تطأ إلى غرفته حتى أتسعت عيناها دهشة وهى تنظر إلى بلال ولحيته وسمته الظاهر ولكنها غضت بصرها سريعاً عنه وسمعت والدها يلقى السلام وسمعته يرد عليه السلام بود وأحترام ..ثم هب بلال واقفاً ووضع مقعد الكشف فى وضع مريح لها وابتعد حتى تجلس بأريحية وعاد ليجلس خلف مكتبه مره اخرى
جلس والداها على المقعدين المقابلين امام مكتبه وهو ينظر إلى الاشعه بأمعان وتأمل دقيق.. ثم رفع راسه بابتسامه عذبة وبشاشة قائلا:
- ماشاء الله نتيجة الاشعه ممتازة ..باذن الله كده الموضوع مش صعب خالص على فكره ...متقلقوش يا جماعه خير إن شاء الله
قالت والدتها وقد لانت تعابير وجهها قليلا:
- ان شاء الله .. تسلم يا دكتور والله أنت وشك فيه القبول
أردف زوجها بسرعه :
- اه والله يا حاجه معاكى حق
ابتسم بلال وهو ينظر للزوج قائلا:
- جزاكم الله خيرا والله ده من ذوقكم بس ..تناول أحد الملفات الفارغه وهو يقول:
- انا هعملها ملف بحالتها فى الاول كده علشان نبقى متابعين التطورات اول بأول
لمعت عينيه بنظرة ذات مغزى وهو يدون البيانات .. تظاهر بالاستغراق فى كتابة البيانات ووالدها يمليه اسمها والعنوان ورقم التليفون وتوقف فجأه عن الكتابه وسأل بشىء من الامبالاة قائلا:
- أكتب آنسه عبير ولا مدام عبير
قالت والدتها سريعاً:
-آنسه عبير يا دكتور
دون بلال البيانات فقال والدها:
- هو العلاج الطبيعى ده بيبقى ازاى ..معلش يا دكتور اصلها بصراحه قلقانه أوى ومكنتش عاوزه تيجى علشان يعنى مش عاوزه حد يشوفها
قال بلال وهو ينهض ويتجه إليها قائلا:
- متقلقش يا حاج وتناول مقعد صغير ووضعه بجوار مقعد الكشف الذى تجلس عليه عبير وما أن جلس عليه امامها مباشرة وما أن شعرت عبير باقترابه حتى هتفت فجأه:
- مش هكشف ..مش هكشف انا عاوزه امشى ..روحنى يا بابا
هب والدها واقفاً واقترب منها يهدأها بينما قال بلال له:
- لو سمحت يا حاج استنى حضرتك شويه ..عاوز أتكلم مع الآنسه عبير
أومأ والدها براسه موافقاً له فأستند بلال بمرفقيه على قدميه وقال لها دون أن ينظر إليها:
- آنسه عبير لو سمحتى أهدى علشان أعرف افهمك طبيعة العلاج ...غشيت الدموع عينيها ولم ترد .. شعر بالشفقة تجاهها وهو يرى دموعها تنساب من عينيها لتبلل غطاء وجهها وقالت بصوت متقطع:
- أنا عندى أموت ومفيش راجل يلمسنى
قال بجديه :
- يعنى أنتى عمرك ما روحتى لدكتور خالص ؟
قالت بأنفعال الحمد لله عمرى ما تعبت الا ولقيت دكتوره ست إلا المره دى
قال مختبراً :
- اه بس ليه تتكسفى من الدكتور ده شغله يعنى مش أى راجل كده وخلاص
قالت بصوت متقطع من اثر البكاء:
- السيده عائشه كانت بتشد ملابسها عليها وهى داخله الحجره اللى ادفن فيها الرسول عليه الصلاة والسلام علشان عمر بن الخطاب كان مدفون جنبه.. يعنى كانت بتستحى من واحد ميت حضرتك بقى مش عاوزنى استحى من راجل عايش لمجرد أنه دكتور
أطرق بلال براسه ولاحت أبتسامة رضا على شفتيه ثم قال بصوته العذب مطمئناً:
- وانتى حالتك اصلا مش محتاجه كشف يعنى أنا مكنتش هكشف عليكى اصلا
.. زى ما قلتلك حالتك واضحه من الاشعه جدا وكويسه اوى وأحب أطمنك العلاج الطبيعى مش هيطول ومش هيحتاج ان راجل يلمسك ...ممكن تهدى بقى علشان نعرف نتفاهم ..
هدأت عبير قليلا وتبادل والدها ووالدتها النظرات القلقه من المرحله القادمه ...نهض بلال واقفاً وأبعد مقعده قليلا وقال بحزم:
- قومى اقفى لو سمحتى
نظرت إلى والدها الذى كان يقف بجوارها ومدت يدها له ليساعدها ولكن بلال أوقفها قائلا:
- لالالا محدش هيساعدك انتى هتقفى لوحدك
حاولت عبير النهوض وأخيرا نهضت بصعوبه وهى تتألم فقال بأبتسامه :
- ماشاء الله مكنتش متوقع تجيبيها لوحدها فى الاول كده ..ثم اشار إلى أحد الاجهزة بعيدا وقال:
- شايفه الجهاز ده روحى اقعدى على الكرسى اللى جانبه....كانت تمشى بصعوبه بالغه وهى تكتم آلامها بداخلها وأخيرا وصلت اليه وجلست بصعوبة وحدها أقترب منها وضغط أحد أزرار الجهاز وهو يقول:
- ده جهاز ممتاز اوى لحالتك ..يالا أرفعى رجلك وحطيها هنا تحت النور ده بالظبط ..فعلت كما أمرها ثم قالت بتوتر:
- على فكره لو هتقولى تدليك مش هعمله
أبتسم وهو يتجه لمكتبه وقال:
- تدليك ايه بس ده موضه قديمه فى العلاج
جلس خلف مكتبه وهو يكتب فى ملفها ميعاد أول الجلسات فقال والدها:
- هو العلاج ده هياخد كام جلسه يا دكتور
بلال :
- السؤال ده لسه شويه عليه يا حاج...الجلسه دى هتبقى بالاشعه بس ومن الجلسه الجايه ان شاء الله هنبدأ التمرينات ألقى نظر سريعه على عبير ثم تابع حديثه قائلا:
- يعنى لازم الآنسه عبير تشد حيلها معانا بقى علشان تخلص بسرعه وترجع زى الاول بأذن الله وأحسن ..متستعجلش وأطمئن مش هيطول ان شاء الله
**********************************************
خرجت والدة دنيا من غرفتها ليلا وهى فى طريقها إلى الحمام مروراً بغرفة ابنتها سمعت صوت يشبه الهمس آتى من الداخل .. نظرت للباب بأنتباه ودهشه واقتربت ببطء ووضعت أذنها عليه لتستمع لما يدور بالداخل ..خفق قلبها وهى تستمع لابنتها تقول بتوتر :
- لا يا استاذ باسم مينفعش كده حضرتك كده زودتها أوى ..أنا قلتلك كتير قبل كتير أنى محبش الكلام ده....وبعدين انا كل ما احاول أفاتحه فى الموضوع بتراجع ..أنا متأكده أن فارس مش هيوافق وهيعملى مشاكل كتير.. إذا كنت متجرأتش أقوله على حكاية الموبايل دى لحد دلوقتى
وقفت الام تفكر ماذا تفعل :
- هل تدخل تسألها ماذا يحدث أم تتركها للصباح ..ترددت قليلا ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها حينما سمعتها تقول:
- لا يا أستاذ باسم انا عمرى ما أرضى أبقى زوجة تانية ابدا وكمان عرفى ليه يعنى أعمل فى نفسى كده ليه
فتحت أمها الباب فجأة فوقع الهاتف من يدها وهى تنظر إليها بخوف .. أقتربت منها أمها وقالت بسخط:
- مين باسم ده يا دنيا
ارتبكت دنيا وتلعثمت وهى تقول :
- فى ايه يا ماما مالك كده
أقتربت أمها منها أكثر وتناولت الهاتف قائلة بغضب:
- انا مش هلوم عليكى أنا اللى معرفتش أربيكى من الاول ..وأخذت الهاتف معها وخرجت من غرفة دنيا ..دخلت غرفتها وأطمئنت ان زوجها نائماً نظرت للهاتف بحيرة ممزوجه بالغضب ثم وضعته فى خزانة ملابسها الخاصه وأحكمت غلقه بالمفتاح الخاص به وجلست على طرف الفراش بجوار زوجها الذى قد سكن جسده بجوارها...
جلست دنيا منكمشة فى فراشها تفكر فى رد فعل والدتها وماذا ستفعل بها ولم تمضى الساعه حتى دخلت عليها والدتها مرة اخرى ولكنها كانت فى حالة أنهيار شديد ودموعها تملىء وجهها وهى تصرخ بها :
- ابوكى مات يا دنيا..ابوكى مات
*************************************
وقف فارس أمام باب شقة دنيا يأخذ عزاء والدها بجوار خالها ودنيا ووالدتها تجلس مع النساء فى الداخل ..أنتهى العزاء وغادر المعزيين وجلس فارس أمامه لا يدرى ما يقول الموقف فى منتهى الصعوبه لا يحتمل اى كلمات ...فهو يرى دنيا تدفن راسها بين أيديها وتذرف العبرات من عينيها ووالدتها تجلس فى حزن وكأنها قد زاد عمرها أضعافاًً وأنحنى ظهرها وكأنه يستعد لحمل المسؤلية من بعد والدها وعينيها شاردة وملامحها واجمة تستمع الى كلمات المواساة من أخيها وعمة دنيا وأبنائهم ولا يظهر عليها اى رد فعل تجاهها ..رفعت رأسها ببطء ونظرت إلى فارس نظرة طويلة أنهدش لها فارس قليلا ولكنه تعجب أكثر حينما نهضت بوهن وقالت وهى تشير له:
- من فضلك عاوزاك لحظه يا فارس يابنى
أبتعدت قليلا عن الجالسين معهم وتبعها هو فى صمت ثم ألفتت إليه بجسدها كله ونظرت إليه بشرود وهى تقول:
- أنا يابنى عاوزه منك خدمه وعارفه أنك مش هترفضلى طلب
ثم اردفت فى حزن:
- انا عارفة أن الكلام ده مش وقته ولا مكانه ومش عاوزاك تستغرب ..نظر إليها بأهتمام فتابعت برجاء:
- أنا عاوزاك تكتب كتابك على دنيا فى اقرب وقت
*************************************
نظرت له والدته بدهشة وهتفت :
- بتقول ايه ..ازاى أمها تطلب طلب زى ده يابنى وجوزها لسه مدفون
قال فارس بحيرة كبيرة:
- مش عارف يا ماما .. بتقول أنها خايفه على دنيا وخصوصا انها قرايبهم طول عمرهم بعيد عنهم يعنى لو حصلها حاجه دنيا هتبقى لوحدها
نظرت له والدته بتمعن وقالت بشك:
- مش عارفه يابنى مش مطمنه للموضوع ده ...طب كانت تستنى للاربعين حتى
ابتسم فارس وهو يقول :
اربعين ايه بس يا ماما ..مفيش حاجه فى السنة الصحيحه اسمها اربعين وخميس وسنويه كل ده بدع
أتسعت عيناها وهى تقول:
- ازاى يابنى لا فى طبعا ...طب حتى اسأل صاحبك الشيخ بلال
ابتسم فارس مرة أخرى وهو يربط على يد أمه بحنان ويقول:
أنتى تعرفى يا ماما الناس جابت حكاية الاربعين دى منين...؟؟
- منين يابنى ؟
- زمان الفراعنه كانوا بيقعدوا يحنطوا الميتين بتوعهم اربعين يوم وفى اليوم الاربعين بيقفلوا عليه وبيفتكروا أن روحه رجعتلوا تانى ودخلت جسمه وهو قام بقى ولبس الدهب بتاعه وكل الاكل اللى سابينه جانبه اصلا وبعدين بقى روحه تلف على حبايبه واهله فلازم يشوف عزا وحداد والا هيغضب عليهم ويتحول لروح شريرة
قال فارس كلمته الاخيرة وضحك بشدة وهو يقول:
- كويس أن مُهرة مش موجوده وتابع ضحكاته الخافته وهو يردف :
والحكايه بقى دخلت بعد كده فى خرافات والناس نقلوها لبعض جيل ورا جيل لحد ما بقت حاجه عاديه ...وميعرفوش أن اصلها كفر والعياذ بالله لان أحنا كمسلمين دينا بيقول أن الميت بيقوم فى القبر يتحاسب على عمله فى الدنيا مش بيقوم يلبس دهب وياكل ويشرب وروحه تخرج تتفسح شويه
مطت والدته شفتاها وقالت باستغراب:
- والله يابنى ما كنت أعرف بس كويس أنك نبهتنى وعموما يعنى دور كلام أمها فى دماغك كويس وأستخير ربنا
نهض فارس بارهاق وهو يقول:
- حاضر يا ماما ..انا كده ولا كده مستنى رد دنيا لانها لسه متعرفش .. أمها قالتلى أنها لسه مفتحتهاش فى الموضوع
*******************************************
وضعت عزة سماعة الهاتف فى يأس ونظرات الحزن تطل من عينيها وتفصح عن نفسها ..جلست والدتها بجوارها وهى تقول :
- مش عاوز يكلمك ليه؟؟
ألتفتت عزة لها متعجبةً وقالت بسرعه:
- هو مين ده يا ماما
- خطيبك
- مين اللى قالك كده يا ماما ده انا لسه كنت ...كنت بكلمه أهو
أمسكتها أمها كتفها ونظرت لعينيها قائله:
- ماهو لو مقولتيش هروح أقول لبوكى وهو بقى يقررك بمعرفته
قالت والدتها هذه الكلمه وهمت بأن تنصرف ولكن عزة أمسكتها من يدها وأنحنت تقبل كفها قائلة برجاء:
- لا يا ماما الله يخليكى بلاش تدخلى بابا فى الحكايه
أعتدلت أمها فى جلستها وهى تقول:
- قولى يا عزة ايه اللى حصل بينكوا ..أصلا اللى جه يدينى العنوان ده مش عمرو اللى احنا نعرفه ده كأنه واحد تانى وانا متأكده أنك عملتى مصيبه
أطرقت عزة برأسها وقالت بخفوت:
- بصراحه يا ماما أنا شكلى ضايقته جامد بس والله ما كنت اقصد ومش عارفه هو فهم ايه
- أحكى خلصى
روت لها عزة ما حدث وما قالت فى المكالمة الهاتفية التى كانت بينها وبين عمرو ..نظرت لها أمها بضيق وقالت بغضب:
- أنتى يابت غبية ولا مبتفهميش وضربت على قدمها بأنفعال وهى تقول:
- والله أعلم بقى فهم ايه دلوقتى ويمكن يروح يقول لأمه على كلامك وأمه تيجى تتكلم هنا وتبقى مشكله..
قالت عزة متبرمة:
- هتقول ايه يعنى وبعدين هو اللى فهم غلط
قالت أمها بعصبيه:
- لاء مفهمش غلط يا عاقله يا كامله أى عيل صغير يفهم أنك بتبصى لفارس نظرة غير اللى بتبصيها لخطيبك يا فالحه.. ويارب يكون فهم كده وبس والشيطان ميكونش لعب بعقله وفهمه حاجه تانيه
هبت واقفة وأمسكتها من يدها بقوة وهى تقول آمره:
- أتفضلى روحى ألبسى علشان نعملهم زياره ونشوف ميتهم ايه يلا بسرعه..واسمعى متجبيش سيرة عن حاجه قدام امه أتعاملى عادى كان مفيش حاجه
************************************
رحبت والدة عمرو بعزة ووالدتها وعانقتهما بحرارة مما جعل والدة عزة تطمئن ان عمرو لم يتكلم معها فى شىء ..نهضت والدته وهى تقول بترحاب شديد:
- ثوانى هعمل الشاى وأشوف عمرو صاحى ولا نايم لسه
تبادلت عزة النظرات مع والدتها التى همست لها:
- كده يبقى مقالش حاجه لأمه اصل أنا عارفاها اللى فى قلبها على لسانها مبتعرفش تخبى
خرج عمرو من غرفته فوقع نظره على عزة ووالدتها تجلس بجوارها حاول رسم ابتسامة على شفتيه وهو يقول:
- اهلا وسهلا أزى حضرتك يا طنط ثم قال بسرعه وكانه يجبر نفسه للحديث معها قائلا:
- ازيك يا عزة
أبتسمت والدتها وهى تقول له :
- أزيك أنت يا حبيبى أخبار شغلك ايه
جلس دون أن ينظر إليهما وهو يقول:
- الحمد لله تمام
لكزتها أمها فى يدها لتتكلم معه ونظرت لها بحدة فقالت عزة على الفور بصوت ضعيف:
- أزيك يا عمرو
هب واقفاً وهو يقول بجفاء:
- الحمد لله .. طب عن اذنكم بقى علشان عندى مشوار مهم
أوقفته والدتها وهى تقول واقفةً:
- استنى يا عمرو عزة عاوزه تقولك كلمتين نظرت الى عزة بضيق وهى تقول :
- قولى لخطيبك اللى أنتى عايزاه على ما أدخل أعمل فنجان القهوة بتاعى مع خالتك يا عزة
تبعتها بنظرها حتى دخلت المطبخ خلف والدته وقالت بأسف :
- عمرو انا اسفه أنت والله فهمت غلط
اشاح بوجهه بعيداً ولم يرد...كانت مشاعره متضاربه كالأمواج الممتلاطمة يريد أن يسامحها ويبتسم لها ويمزح معها كما أعتاد ويزيل نظرات الحزن من عينيها ولكنه لم يستطع .. طال صمته فقالت بحزن:
- والله ما كان قصدى انا كده متسرعه فى كلامى ومبفكرش فيه الاول قبل ما أقوله
ألتفت إليها حانقاً وقال:
- أنتى فعلا مفكرتيش فيه أنتى قلتى اللى فى قلبك يا عزة ..أنتى عمرك ما هتشوفنى راجل محترم وطبعا بما أنى مش محترم فأستحاله أعرف حد محترم عارفه ليه علشان عنيكى مش شايفه غير واحد بس .. قاطعته بلوعه:
- أرجوك أسكت متقولش كده أنت غلطان والله غلطان
- ماشى أنا غلطان بس أنا هسألك سؤال واحد ..أنتى وافقتى على خطوبتى ليه
شعرت بالارتباك وهى تقول متلعثمة:
- علشان أنت شاب كويس ومحترم وجارى وأخلاقك كويسه
قال بحده وبلهجة حاسمه:
- وفين الحب فى كل ده ..أنتى عمرك ما حبتينى ولا هتحبينى......
نظر إلى عينيها بحدة وأشار إلى خاتم الخطبه فى اصبعها وهو يقول:
- الطوق اللى خانقك ده تقدرى تقلعيه فى أى وقت براحتك .. ومتقلقيش محدش هيعرف حاجه .. أحنا كده خلاص ..
قفزت دمعة من عينيها رغماً عنها وهى تقول بصوت متقطع :
- مش هقلعها يا عمرو
واستدارت وغادرت المكان كله نظر إلى الفراغ الذى كان يحتله جسدها منذ قليل وهو غير مصدق الكلمات التى خرجت من فمه ... والدموع التى أنسابت من عينيها بسببه كل شىء كان له سبب فى عقله كلامها ورجائها وغضبه منها الا شىء واحد .. عبراتها !... دخل غرفته وأغلق الباب بقوة وهوى إلى فراشه غضبان أسفا ...يلعن القلب الذى مازال يحبها رغم علمه أنها تحب غيره ...ضرب الفراش بقبضته ومد يده يخلع الطوق الذى يحيط بأصبعه والذى شعر أنه يطوق عنقه ويخنقه هو أيضا ويمنع عنه الهواء
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثانى عشر )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثالث عشر ) |
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثالث عشر )
كانت عزة تجلس بجوار أختها عبير صباحاً وهى تساعدها فى أرتداء أسدال الصلاة فسمعت صوت رنين الهاتف فقالت عبير:- روحى شوفى مين يا عزة خلاص هلف الطرحه واصلى
تركتها عزة وأتجهت للهاتف بعد أن ربتت على كتفها وأجابت على المتصل:
- السلام عليكم
أبتسم عمرو بتلقائيه وهو يقول:
- وعليكم السلام ..هى النمره غلط ولا ايه
قالت عزة باستغراب:
- لا يا عمرو النمره مش غلط انا عزة
أتسعت ابتسامته أكثر وأخفض صوته وهو يضع اصابعه على سماعة الهاتف قائلا :
- لما رديتى عليا وسمعت صوتك افتكرت انى أتصلت بمحل العصافير
أنتبهت عزة أنه يداعبها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الابتسام ولكنها قالت بنرة جديه:
- خير يا عمرو فى حاجه
زفر عمرو بقوة شعرت بها عزة على الطرف الاخر وقال:
- أه فى طبعا أومال بتصل علشان أقولك وحشتينى مثلا لا يا ماما ده بُعدك
أحمرت وجنتها وقالت بنبرة اكثر جديه:
- لو سمحت يا عمرو قول عاوز ايه والا هنادى ماما تكلمك هى بقى
قال بسرعه :
- لالالا على ايه يا ستى ..بصى احنا الحمد لله لقينا دكتور علاج طبيعى كويس أوى ومحترم جدا ومتدين وعلى فكره هو مش بيتعامل مع ستات بس لما فارس قاله ان عبير مش عاوزه تروح لدكتور والكلام ده .. وافق طبعا بس عاوز والدك يروح معاها
قالت عزة بتلقائيه وبدون تفكير:
- معرفتك ولا معرفة فارس ؟
تغير صوت عمرو وقال بضيق:
- هتفرق معاكى مش كده ..؟؟
شعرت بالارتباك وندمت على كلمتها ولكنها قالت بتماسك :
- لا مش قصدى ..قصدى يعنى اصلك بتقول متدين و...محتــ....قاطعها بغضب وغيرة واضحه:
- وأنا معرفش حد متدين ومحترم لكن فارس يعرف مش كده مش ده قصدك ؟
..حاولت ان تتكلم ولكنه قاطعها مرة أخرى قائلا:
- عموما هكلم والدك لما أرجع من الشغل وأديله التفاصيل والعنوان..سلام
أنهى عمرو المكالمه فى عصبية ومسح رأسه بعنف ..حاول أن يعود إلى عمله أمسك القلم وشرع فى اعادة الرسم الذى بين يديه ولكن افكاره جميعها تشتت وغلب عليها عدم التركيز فترك القلم مرة أخرى ووضع راسه بين يديه وأغمض عينيه وأستسلم لشيطانه الذى أخذ يوسوس له ويؤكد له الفكره التى زرعتها هى بكلمتها تلك ..
تناول القلم مرة أخرى ودون عنوان الدكتور بلال عليه ..وضع الورقه فى جيبه وغادر المكتب وأتجه إلى المهندس صلاح قائلا بضيق:
- لو سمحت يا بشمهندس ممكن استأذن دلوقتى أنا اصلى مرهق شويه ومش عارف اركز خالص ومحتاج ارتاح
نهض صلاح وهو يتامله ويتأمل علامات التوتر والعصبية البادية على وجهه بوضوح ثم ربت على ذراعه قائلا:
- مالك يا بشمهندس تعبان ولا حد ضايقك
- ابدا يا بشمهندس مرهق شويه بس وعموما لو فى مشكله ممكن أستنى
ابتسم له صلاح بحنو وقال:
- لا يابنى مفيش حاجه وعموما مبقاش فاضل الا ساعه يعنى مش هتفرق يلا انت أتوكل على الله روح استريح
أبتسم له عمرو أبتسامه خاويه باهته وغادر وهو يحاول السيطرة على أعصابه ولكنه لم يستطع
وصل إلى منزل عزة وصعد بسرعه ... طرق الباب وأنتظر بعيدا حتى فتحت والدتها الباب وقالت بترحاب لا يخلو من الدهشه:
- اهلا يا بشمهندس ..أتفضل يابنى
أخرج عمرو الورقه من جيبه ومد يده بها إليها وهو يقول:
- معلش يا طنط وقت تانى ان شاء الله ..ده عنوان دكتور علاج طبيعى كويس صاحب فارس مش صاحبى ..فارس كلمه على حالة الآنسه عبير وهو مرحب بيها فى أى وقت بس لازم يكون والدها معاها..والاشعه كلها ..مدت يدها لتأخذها وهى تقول:
- يابنى تعالى مينفعش على السلم كده
قال وهو يتجه للسلم مسرعاً:
- معلش اصلى مستعجل شويه ..سلام عليكم
عادت والدة عزة للداخل وهى تنظر امامها متعجبه وتقول:
- سبحان الله ...!!
خرج زوجها من غرفة نومه بعد أن انهى صلاته وقال وهو ينظر إليها:
- مين يا ام عبير
قالت زوجته وهى تنظر لعزة الجالسه أمام التلفاز شاردة :
- ده عمرو يا حاج
أنتبهت عزة وألتفتت إليها وقال والدها متعجباً:
- ومدخلش ليه ؟
نظرت الام الى عزة مرة اخرى باستفهام وقالت:
- مش عارفه يا حاج شكله كده مضايق من حاجه ..وأعطته الورقه وهى تقول:
- كان جايب عنوان دكتور علاج طبيعى لعبير وبيقولى انه صاحب فارس مش صاحبه هو
أخترقت الكلمه أذن عزة وشعرت ان الدماء ستنفجر من رأسها وقالت بداخلها وهى واجمة:
- يارب ميكنش أفتكر حاجه كده ولا كده ..لا .. بس طالما زعل وعمل كده يبقى أكيد أفتكر أن فى حاجه ..يارب استر يارب
هتفت عبير مستنكره:
- أنا مش هروح يا بابا مش هروح لدكتور راجل ابدا..
نظر لها والدها بحده لم تعتدها منه وقال:
- هتروحى يا عبير يعنى هتروحى ..ولا عاوزه يحصلك زى ما الدكتور اللى فكلك الجبس ما قال ..عاوز يحصلك ضمور ومتتحركيش تانى
شعرت بالعبرات تقتحم مجال رؤيتها لتعيقها عنه وهى تقول:
- يا بابا حضرتك عارف يعنى ايه علاج طبيعى ..يعنى ممكن يقول تدليلك وكلام فاضى يرضيك يعنى يا بابا واحد يقعد يدلك رجلى
تدخلت عزة وقالت بخفوت وكأنها تخشى أن يخرج صوتها من حلقها قائله بأرتباك:
- عمرو لما أتصل قال انه متدين ومحترم ومش بيتعامل مع ستات اصلا لكن لما ..وشعرت بغصه وهى تقول على مضض ..لما فارس قاله أنك مش عاوز تروحلى لدكتور راجل وان احنا مش لاقين دكتور مضمون نعرفه وافق بصعوبه
نهض والدها وقال موجهأً حديثه لعبير :
- جهزى نفسك هنروح بكره على طول
وقبل أن تتكلم قال آمراً:
- ومش عاوز كلمه زياده
****************************************
دخلت عبير مركز العلاج الطبيعى وهى تستند لذراعى والدها ووالدتها نظرت إلى الآفتة التى تحمل أسم المركز واسم الطبيب المعالج شعرت بالدهشة وهى تقرأ أسمه ...الدكتور بلال ..جلست تنتظر دورها بجوارهما فى قلق ..المكان حولهم ملىء بالرجال لا يوجد امرأة واحده فى المركز شعرت بألم فى معدتها وحاولت أن تذكر الله مراراً حتى تهدأ ..نهض والدها وتحدث الى الممرض ثم عاد وجلس بجوارهما مره اخرى ومال عليهما قائلا:
- خلاص قدامنا حالتين بس الحمد لله
همست عبير مستنجدة به:
- بابا انا عاوزه اروح البيت
نظر لها محذرا وقال:
- عبير ايه شغل العيال ده اصبرى بقى خلاص قربنا ندخل أهو
وأخيرا جاء دورها فى الدخول له ..ولم تكن تطأ إلى غرفته حتى أتسعت عيناها دهشة وهى تنظر إلى بلال ولحيته وسمته الظاهر ولكنها غضت بصرها سريعاً عنه وسمعت والدها يلقى السلام وسمعته يرد عليه السلام بود وأحترام ..ثم هب بلال واقفاً ووضع مقعد الكشف فى وضع مريح لها وابتعد حتى تجلس بأريحية وعاد ليجلس خلف مكتبه مره اخرى
جلس والداها على المقعدين المقابلين امام مكتبه وهو ينظر إلى الاشعه بأمعان وتأمل دقيق.. ثم رفع راسه بابتسامه عذبة وبشاشة قائلا:
- ماشاء الله نتيجة الاشعه ممتازة ..باذن الله كده الموضوع مش صعب خالص على فكره ...متقلقوش يا جماعه خير إن شاء الله
قالت والدتها وقد لانت تعابير وجهها قليلا:
- ان شاء الله .. تسلم يا دكتور والله أنت وشك فيه القبول
أردف زوجها بسرعه :
- اه والله يا حاجه معاكى حق
ابتسم بلال وهو ينظر للزوج قائلا:
- جزاكم الله خيرا والله ده من ذوقكم بس ..تناول أحد الملفات الفارغه وهو يقول:
- انا هعملها ملف بحالتها فى الاول كده علشان نبقى متابعين التطورات اول بأول
لمعت عينيه بنظرة ذات مغزى وهو يدون البيانات .. تظاهر بالاستغراق فى كتابة البيانات ووالدها يمليه اسمها والعنوان ورقم التليفون وتوقف فجأه عن الكتابه وسأل بشىء من الامبالاة قائلا:
- أكتب آنسه عبير ولا مدام عبير
قالت والدتها سريعاً:
-آنسه عبير يا دكتور
دون بلال البيانات فقال والدها:
- هو العلاج الطبيعى ده بيبقى ازاى ..معلش يا دكتور اصلها بصراحه قلقانه أوى ومكنتش عاوزه تيجى علشان يعنى مش عاوزه حد يشوفها
قال بلال وهو ينهض ويتجه إليها قائلا:
- متقلقش يا حاج وتناول مقعد صغير ووضعه بجوار مقعد الكشف الذى تجلس عليه عبير وما أن جلس عليه امامها مباشرة وما أن شعرت عبير باقترابه حتى هتفت فجأه:
- مش هكشف ..مش هكشف انا عاوزه امشى ..روحنى يا بابا
هب والدها واقفاً واقترب منها يهدأها بينما قال بلال له:
- لو سمحت يا حاج استنى حضرتك شويه ..عاوز أتكلم مع الآنسه عبير
أومأ والدها براسه موافقاً له فأستند بلال بمرفقيه على قدميه وقال لها دون أن ينظر إليها:
- آنسه عبير لو سمحتى أهدى علشان أعرف افهمك طبيعة العلاج ...غشيت الدموع عينيها ولم ترد .. شعر بالشفقة تجاهها وهو يرى دموعها تنساب من عينيها لتبلل غطاء وجهها وقالت بصوت متقطع:
- أنا عندى أموت ومفيش راجل يلمسنى
قال بجديه :
- يعنى أنتى عمرك ما روحتى لدكتور خالص ؟
قالت بأنفعال الحمد لله عمرى ما تعبت الا ولقيت دكتوره ست إلا المره دى
قال مختبراً :
- اه بس ليه تتكسفى من الدكتور ده شغله يعنى مش أى راجل كده وخلاص
قالت بصوت متقطع من اثر البكاء:
- السيده عائشه كانت بتشد ملابسها عليها وهى داخله الحجره اللى ادفن فيها الرسول عليه الصلاة والسلام علشان عمر بن الخطاب كان مدفون جنبه.. يعنى كانت بتستحى من واحد ميت حضرتك بقى مش عاوزنى استحى من راجل عايش لمجرد أنه دكتور
أطرق بلال براسه ولاحت أبتسامة رضا على شفتيه ثم قال بصوته العذب مطمئناً:
- وانتى حالتك اصلا مش محتاجه كشف يعنى أنا مكنتش هكشف عليكى اصلا
.. زى ما قلتلك حالتك واضحه من الاشعه جدا وكويسه اوى وأحب أطمنك العلاج الطبيعى مش هيطول ومش هيحتاج ان راجل يلمسك ...ممكن تهدى بقى علشان نعرف نتفاهم ..
هدأت عبير قليلا وتبادل والدها ووالدتها النظرات القلقه من المرحله القادمه ...نهض بلال واقفاً وأبعد مقعده قليلا وقال بحزم:
- قومى اقفى لو سمحتى
نظرت إلى والدها الذى كان يقف بجوارها ومدت يدها له ليساعدها ولكن بلال أوقفها قائلا:
- لالالا محدش هيساعدك انتى هتقفى لوحدك
حاولت عبير النهوض وأخيرا نهضت بصعوبه وهى تتألم فقال بأبتسامه :
- ماشاء الله مكنتش متوقع تجيبيها لوحدها فى الاول كده ..ثم اشار إلى أحد الاجهزة بعيدا وقال:
- شايفه الجهاز ده روحى اقعدى على الكرسى اللى جانبه....كانت تمشى بصعوبه بالغه وهى تكتم آلامها بداخلها وأخيرا وصلت اليه وجلست بصعوبة وحدها أقترب منها وضغط أحد أزرار الجهاز وهو يقول:
- ده جهاز ممتاز اوى لحالتك ..يالا أرفعى رجلك وحطيها هنا تحت النور ده بالظبط ..فعلت كما أمرها ثم قالت بتوتر:
- على فكره لو هتقولى تدليك مش هعمله
أبتسم وهو يتجه لمكتبه وقال:
- تدليك ايه بس ده موضه قديمه فى العلاج
جلس خلف مكتبه وهو يكتب فى ملفها ميعاد أول الجلسات فقال والدها:
- هو العلاج ده هياخد كام جلسه يا دكتور
بلال :
- السؤال ده لسه شويه عليه يا حاج...الجلسه دى هتبقى بالاشعه بس ومن الجلسه الجايه ان شاء الله هنبدأ التمرينات ألقى نظر سريعه على عبير ثم تابع حديثه قائلا:
- يعنى لازم الآنسه عبير تشد حيلها معانا بقى علشان تخلص بسرعه وترجع زى الاول بأذن الله وأحسن ..متستعجلش وأطمئن مش هيطول ان شاء الله
**********************************************
خرجت والدة دنيا من غرفتها ليلا وهى فى طريقها إلى الحمام مروراً بغرفة ابنتها سمعت صوت يشبه الهمس آتى من الداخل .. نظرت للباب بأنتباه ودهشه واقتربت ببطء ووضعت أذنها عليه لتستمع لما يدور بالداخل ..خفق قلبها وهى تستمع لابنتها تقول بتوتر :
- لا يا استاذ باسم مينفعش كده حضرتك كده زودتها أوى ..أنا قلتلك كتير قبل كتير أنى محبش الكلام ده....وبعدين انا كل ما احاول أفاتحه فى الموضوع بتراجع ..أنا متأكده أن فارس مش هيوافق وهيعملى مشاكل كتير.. إذا كنت متجرأتش أقوله على حكاية الموبايل دى لحد دلوقتى
وقفت الام تفكر ماذا تفعل :
- هل تدخل تسألها ماذا يحدث أم تتركها للصباح ..ترددت قليلا ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها حينما سمعتها تقول:
- لا يا أستاذ باسم انا عمرى ما أرضى أبقى زوجة تانية ابدا وكمان عرفى ليه يعنى أعمل فى نفسى كده ليه
فتحت أمها الباب فجأة فوقع الهاتف من يدها وهى تنظر إليها بخوف .. أقتربت منها أمها وقالت بسخط:
- مين باسم ده يا دنيا
ارتبكت دنيا وتلعثمت وهى تقول :
- فى ايه يا ماما مالك كده
أقتربت أمها منها أكثر وتناولت الهاتف قائلة بغضب:
- انا مش هلوم عليكى أنا اللى معرفتش أربيكى من الاول ..وأخذت الهاتف معها وخرجت من غرفة دنيا ..دخلت غرفتها وأطمئنت ان زوجها نائماً نظرت للهاتف بحيرة ممزوجه بالغضب ثم وضعته فى خزانة ملابسها الخاصه وأحكمت غلقه بالمفتاح الخاص به وجلست على طرف الفراش بجوار زوجها الذى قد سكن جسده بجوارها...
جلست دنيا منكمشة فى فراشها تفكر فى رد فعل والدتها وماذا ستفعل بها ولم تمضى الساعه حتى دخلت عليها والدتها مرة اخرى ولكنها كانت فى حالة أنهيار شديد ودموعها تملىء وجهها وهى تصرخ بها :
- ابوكى مات يا دنيا..ابوكى مات
*************************************
وقف فارس أمام باب شقة دنيا يأخذ عزاء والدها بجوار خالها ودنيا ووالدتها تجلس مع النساء فى الداخل ..أنتهى العزاء وغادر المعزيين وجلس فارس أمامه لا يدرى ما يقول الموقف فى منتهى الصعوبه لا يحتمل اى كلمات ...فهو يرى دنيا تدفن راسها بين أيديها وتذرف العبرات من عينيها ووالدتها تجلس فى حزن وكأنها قد زاد عمرها أضعافاًً وأنحنى ظهرها وكأنه يستعد لحمل المسؤلية من بعد والدها وعينيها شاردة وملامحها واجمة تستمع الى كلمات المواساة من أخيها وعمة دنيا وأبنائهم ولا يظهر عليها اى رد فعل تجاهها ..رفعت رأسها ببطء ونظرت إلى فارس نظرة طويلة أنهدش لها فارس قليلا ولكنه تعجب أكثر حينما نهضت بوهن وقالت وهى تشير له:
- من فضلك عاوزاك لحظه يا فارس يابنى
أبتعدت قليلا عن الجالسين معهم وتبعها هو فى صمت ثم ألفتت إليه بجسدها كله ونظرت إليه بشرود وهى تقول:
- أنا يابنى عاوزه منك خدمه وعارفه أنك مش هترفضلى طلب
ثم اردفت فى حزن:
- انا عارفة أن الكلام ده مش وقته ولا مكانه ومش عاوزاك تستغرب ..نظر إليها بأهتمام فتابعت برجاء:
- أنا عاوزاك تكتب كتابك على دنيا فى اقرب وقت
*************************************
نظرت له والدته بدهشة وهتفت :
- بتقول ايه ..ازاى أمها تطلب طلب زى ده يابنى وجوزها لسه مدفون
قال فارس بحيرة كبيرة:
- مش عارف يا ماما .. بتقول أنها خايفه على دنيا وخصوصا انها قرايبهم طول عمرهم بعيد عنهم يعنى لو حصلها حاجه دنيا هتبقى لوحدها
نظرت له والدته بتمعن وقالت بشك:
- مش عارفه يابنى مش مطمنه للموضوع ده ...طب كانت تستنى للاربعين حتى
ابتسم فارس وهو يقول :
اربعين ايه بس يا ماما ..مفيش حاجه فى السنة الصحيحه اسمها اربعين وخميس وسنويه كل ده بدع
أتسعت عيناها وهى تقول:
- ازاى يابنى لا فى طبعا ...طب حتى اسأل صاحبك الشيخ بلال
ابتسم فارس مرة أخرى وهو يربط على يد أمه بحنان ويقول:
أنتى تعرفى يا ماما الناس جابت حكاية الاربعين دى منين...؟؟
- منين يابنى ؟
- زمان الفراعنه كانوا بيقعدوا يحنطوا الميتين بتوعهم اربعين يوم وفى اليوم الاربعين بيقفلوا عليه وبيفتكروا أن روحه رجعتلوا تانى ودخلت جسمه وهو قام بقى ولبس الدهب بتاعه وكل الاكل اللى سابينه جانبه اصلا وبعدين بقى روحه تلف على حبايبه واهله فلازم يشوف عزا وحداد والا هيغضب عليهم ويتحول لروح شريرة
قال فارس كلمته الاخيرة وضحك بشدة وهو يقول:
- كويس أن مُهرة مش موجوده وتابع ضحكاته الخافته وهو يردف :
والحكايه بقى دخلت بعد كده فى خرافات والناس نقلوها لبعض جيل ورا جيل لحد ما بقت حاجه عاديه ...وميعرفوش أن اصلها كفر والعياذ بالله لان أحنا كمسلمين دينا بيقول أن الميت بيقوم فى القبر يتحاسب على عمله فى الدنيا مش بيقوم يلبس دهب وياكل ويشرب وروحه تخرج تتفسح شويه
مطت والدته شفتاها وقالت باستغراب:
- والله يابنى ما كنت أعرف بس كويس أنك نبهتنى وعموما يعنى دور كلام أمها فى دماغك كويس وأستخير ربنا
نهض فارس بارهاق وهو يقول:
- حاضر يا ماما ..انا كده ولا كده مستنى رد دنيا لانها لسه متعرفش .. أمها قالتلى أنها لسه مفتحتهاش فى الموضوع
*******************************************
وضعت عزة سماعة الهاتف فى يأس ونظرات الحزن تطل من عينيها وتفصح عن نفسها ..جلست والدتها بجوارها وهى تقول :
- مش عاوز يكلمك ليه؟؟
ألتفتت عزة لها متعجبةً وقالت بسرعه:
- هو مين ده يا ماما
- خطيبك
- مين اللى قالك كده يا ماما ده انا لسه كنت ...كنت بكلمه أهو
أمسكتها أمها كتفها ونظرت لعينيها قائله:
- ماهو لو مقولتيش هروح أقول لبوكى وهو بقى يقررك بمعرفته
قالت والدتها هذه الكلمه وهمت بأن تنصرف ولكن عزة أمسكتها من يدها وأنحنت تقبل كفها قائلة برجاء:
- لا يا ماما الله يخليكى بلاش تدخلى بابا فى الحكايه
أعتدلت أمها فى جلستها وهى تقول:
- قولى يا عزة ايه اللى حصل بينكوا ..أصلا اللى جه يدينى العنوان ده مش عمرو اللى احنا نعرفه ده كأنه واحد تانى وانا متأكده أنك عملتى مصيبه
أطرقت عزة برأسها وقالت بخفوت:
- بصراحه يا ماما أنا شكلى ضايقته جامد بس والله ما كنت اقصد ومش عارفه هو فهم ايه
- أحكى خلصى
روت لها عزة ما حدث وما قالت فى المكالمة الهاتفية التى كانت بينها وبين عمرو ..نظرت لها أمها بضيق وقالت بغضب:
- أنتى يابت غبية ولا مبتفهميش وضربت على قدمها بأنفعال وهى تقول:
- والله أعلم بقى فهم ايه دلوقتى ويمكن يروح يقول لأمه على كلامك وأمه تيجى تتكلم هنا وتبقى مشكله..
قالت عزة متبرمة:
- هتقول ايه يعنى وبعدين هو اللى فهم غلط
قالت أمها بعصبيه:
- لاء مفهمش غلط يا عاقله يا كامله أى عيل صغير يفهم أنك بتبصى لفارس نظرة غير اللى بتبصيها لخطيبك يا فالحه.. ويارب يكون فهم كده وبس والشيطان ميكونش لعب بعقله وفهمه حاجه تانيه
هبت واقفة وأمسكتها من يدها بقوة وهى تقول آمره:
- أتفضلى روحى ألبسى علشان نعملهم زياره ونشوف ميتهم ايه يلا بسرعه..واسمعى متجبيش سيرة عن حاجه قدام امه أتعاملى عادى كان مفيش حاجه
************************************
رحبت والدة عمرو بعزة ووالدتها وعانقتهما بحرارة مما جعل والدة عزة تطمئن ان عمرو لم يتكلم معها فى شىء ..نهضت والدته وهى تقول بترحاب شديد:
- ثوانى هعمل الشاى وأشوف عمرو صاحى ولا نايم لسه
تبادلت عزة النظرات مع والدتها التى همست لها:
- كده يبقى مقالش حاجه لأمه اصل أنا عارفاها اللى فى قلبها على لسانها مبتعرفش تخبى
خرج عمرو من غرفته فوقع نظره على عزة ووالدتها تجلس بجوارها حاول رسم ابتسامة على شفتيه وهو يقول:
- اهلا وسهلا أزى حضرتك يا طنط ثم قال بسرعه وكانه يجبر نفسه للحديث معها قائلا:
- ازيك يا عزة
أبتسمت والدتها وهى تقول له :
- أزيك أنت يا حبيبى أخبار شغلك ايه
جلس دون أن ينظر إليهما وهو يقول:
- الحمد لله تمام
لكزتها أمها فى يدها لتتكلم معه ونظرت لها بحدة فقالت عزة على الفور بصوت ضعيف:
- أزيك يا عمرو
هب واقفاً وهو يقول بجفاء:
- الحمد لله .. طب عن اذنكم بقى علشان عندى مشوار مهم
أوقفته والدتها وهى تقول واقفةً:
- استنى يا عمرو عزة عاوزه تقولك كلمتين نظرت الى عزة بضيق وهى تقول :
- قولى لخطيبك اللى أنتى عايزاه على ما أدخل أعمل فنجان القهوة بتاعى مع خالتك يا عزة
تبعتها بنظرها حتى دخلت المطبخ خلف والدته وقالت بأسف :
- عمرو انا اسفه أنت والله فهمت غلط
اشاح بوجهه بعيداً ولم يرد...كانت مشاعره متضاربه كالأمواج الممتلاطمة يريد أن يسامحها ويبتسم لها ويمزح معها كما أعتاد ويزيل نظرات الحزن من عينيها ولكنه لم يستطع .. طال صمته فقالت بحزن:
- والله ما كان قصدى انا كده متسرعه فى كلامى ومبفكرش فيه الاول قبل ما أقوله
ألتفت إليها حانقاً وقال:
- أنتى فعلا مفكرتيش فيه أنتى قلتى اللى فى قلبك يا عزة ..أنتى عمرك ما هتشوفنى راجل محترم وطبعا بما أنى مش محترم فأستحاله أعرف حد محترم عارفه ليه علشان عنيكى مش شايفه غير واحد بس .. قاطعته بلوعه:
- أرجوك أسكت متقولش كده أنت غلطان والله غلطان
- ماشى أنا غلطان بس أنا هسألك سؤال واحد ..أنتى وافقتى على خطوبتى ليه
شعرت بالارتباك وهى تقول متلعثمة:
- علشان أنت شاب كويس ومحترم وجارى وأخلاقك كويسه
قال بحده وبلهجة حاسمه:
- وفين الحب فى كل ده ..أنتى عمرك ما حبتينى ولا هتحبينى......
نظر إلى عينيها بحدة وأشار إلى خاتم الخطبه فى اصبعها وهو يقول:
- الطوق اللى خانقك ده تقدرى تقلعيه فى أى وقت براحتك .. ومتقلقيش محدش هيعرف حاجه .. أحنا كده خلاص ..
قفزت دمعة من عينيها رغماً عنها وهى تقول بصوت متقطع :
- مش هقلعها يا عمرو
واستدارت وغادرت المكان كله نظر إلى الفراغ الذى كان يحتله جسدها منذ قليل وهو غير مصدق الكلمات التى خرجت من فمه ... والدموع التى أنسابت من عينيها بسببه كل شىء كان له سبب فى عقله كلامها ورجائها وغضبه منها الا شىء واحد .. عبراتها !... دخل غرفته وأغلق الباب بقوة وهوى إلى فراشه غضبان أسفا ...يلعن القلب الذى مازال يحبها رغم علمه أنها تحب غيره ...ضرب الفراش بقبضته ومد يده يخلع الطوق الذى يحيط بأصبعه والذى شعر أنه يطوق عنقه ويخنقه هو أيضا ويمنع عنه الهواء
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن،
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا