أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الحادى والثلاثون من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.
- متخافش يا عمرو أن شاء الله هتطلع منها بس أحكيلى كل حاجه حصلت معاك وأزاى حتة الاثار دى دخلت شنطتك ؟!
أستند عمرو برأسه بين كفيه وهو يهزها نفياً قائلاً بإنهيار:
- مش عارف يا فارس مش عارف
ثم رفع راسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول :
- أنت مصدقنى يا فارس مش كده أنت مصدق أنى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا أعرفها
أمسك فارس ذراعه وهو يشد عليه مطمئناً ويقول :
- مصدقك طبعاً يا عمرو أنت صاحبى وأخويا وأنا عارفك كويس .. بس براحه كده علشان نفهم أزاى ده حصل .. أحكيلى كل حاجه .. فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك ؟
ضرب عمرو كفيه فى بعضهما البعض وهو يقول :
- انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف أجمع أى حاجه ..أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسه اوى ..
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب :
- يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الاول بس من فتره كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكرراً :
- مين ده وكان بيكرهك ليه وبقى كويس معاك من أمتى بالظبط ؟؟؟
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضاً عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال :
- بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجه بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال ..
أومأ فارس برأسه وهو يشعر ان المشكله أكبرمما كان يظن .. مال عمرو للأمام مستنداً على قدمية وبدأ يقص على فارس ما حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة كان فارس يستمع إليه مشدوهاً مما يقول ..
كيف تكون المهندسة إلهام بهذه الاخلاق وهى أخت الدكتور حمدى !!.. الرجل الذى لا يقبل قضية مشبوهة ابداً ومبادئة غير قابلة للمساومة أو التجزئة .. ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألايكفى فى عائلتة شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الانحدار الاخلاقى الذميم ..
أنتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة :
- سبحان الملك .. سيدنا نوح كان نبى وأبنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ..
ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول :
- علشان كده أهتمت أنها تطلعك بسرعه أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده ؟
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعاً عن نفسه:
- متفهمنيش غلط يا فارس أنا متجاوبتش معاها أبداً فى اى حاجه أنت عارف أنا بحب مراتى قد ايه ومش ممكن أخونها
فارس:
- ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها وكمان مع نادر اللى أنت عارف كويس أنه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مُطرقاً برأسه :
- دى غلطتى الوحيدة يا فارس واللى أنا مُعترف بيها .. بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقاله علشان أبعد عن أى مصدر للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمة مشجعاً وقال :
- أحكيلى بقى بالراحة كده ايه اللى حصل من أمبارح للنهاردة
مسح عمرو على شعره ثم قال بتركيز يحاول أن يتذكر كل شىء وقال :
- أنا المفروض كنت هاجى يوم الخميس بالليل بس طبعا زى ما قلتلك نادر كان صلح علاقته بيا من اسبوع تقريبا وبقينا اصحاب ..قابلنى يوم الخميس وقالى أنه مضطر يرجع القاهره علشان ظروف فى البيت عنده وهيجيلى الجمعه على بعد الظهر كده ويستلم هو الشغل مكانى واسافر أنا الجمعه بعد الظهر ..
انا طبعا كنت عارف أن كتب كتابك هيبقى بعد العشاء فقلت هلحق مفيش مشكله ... وفعلا نادر سافر يوم الخميس بالليل ... جهزت أنا شنطتى بالليل والصبح خدتها معايا الموقع وحطيتها فى كشك الراحه بتاع المهندسين اللى بنتغدى فيه فى مكان الموقع ..
وقلت علشان أول ما نادر يرجع أخد الشنطة وأمشى على طول من بره بره .. وفعلا جالى فى معاده بعد الظهر على طول وأخدت الشنطة وركبت السوبر جيت
وأنا جاى فى الطريق طلعت حملة تفتيش عاديه بس حسيت أنهم بيدوروا عليا أنا بالذات لانهم أهتموا اوى بشنطتى ولقيتهم مطلعين منها تمثال صغير شكله كده فرعونى مش عارف دخل شنطتى أزاى يا فارس.. ومن ساعتها وأنا هنا ...
********************************************
عاد فارس إلى بيته قُبيل الفجر بوقت قليل وهو يحمل هم الدنيا فوق راسة حزناً على صديق عمره ورفيق دربة .. كيف سيخرجة من هذه الورطة فهو لم يعمل فى مثل هذه القضايا من قبل ولكن كلام عمرو وحديثة أشعراه بأن نادر هو الفاعل هو من وضع قطعة الاثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين اثناء العمل فالقاعدة تقول أذا أردت أن تؤذى أحدا فإقترب منه وأكتسب ثقته وأصبح صديقه لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه ..
من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه ...أستلقى فارس على فراشة بعد أن ابدل ملابسه .. نظر الى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق وهو يقول بحنق :
- طبعاً زمانها نامت مش معقول تفضل صاحيه لحد دلوقتى
سمع طرقاً خفيفاً على باب غرفتة فألتفت تجاه الباب وقال :
- أتفضلى يا أمى
فتحت أمه الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه .. أعتدل على فراشة فاقتربت منه وجلست بجوارة قائلة :
- عمرو عامل ايه يا بنى طمنى عليه
قال وهو يومىء براسة مطمئناً :
- متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده أن شاء الله يخلص على خير .. زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه..
قالت والدته بأسى :
- دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت .. وكلنا روحنا معاها حتى مُهرة ..
ألتفت فارس إلى والدته وقال متسائلاً بإنفعال :
- ومُهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفياً وأردفت قائلة:
- مُهرة برضه هتعمل كده يا فارس .. دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت ورجعنا كلنا من عندها من ساعه كده ..وفضلت واقفة جانبى لحد ما اتصلت بيك وأنت قلتلى أنك جاى فى السكه ..
وجدت الابتسامة طريقها أخيراً الى شفتيه وهو يتسائل:
- تفتكرى زمانها نامت ؟
قالت بحيرة :
- مش عارفه يابنى .. ثم ربتت على قدمه قائلة:
- عموما أنت كمان شكلك تعبان أوى .. نام دلوقتى والصباح رباح
أومأ براسه موافقاً لها فتركته ونهضت وفتحت باب غرفته وخرجت وهو يتتبعها بعينيه الحائرتين .. يريد أن يتحدث معها على الاقل فى الهاتف ولكن يخشى أن تكون قد نامت فيوقظها ويقلقها بعد كل هذا العناء الذين عاشوه فى يومهم هذا ..
لم يستطع النوم تململ فى الفراش كثيراً دون جدوى نهض منه وجلس على طرفة وهو يفكر فى يوم عقد قرآنه الذى أنتهى بهذا الشكل المأساوى تركها وذهب دون أن ينظر لها نظرة واحده ..
نهض من فراشة ووقف أمام الفراش وهو يمسح على شعره متردداً .. هل يجازف أم ينتظر للغد ولكن فى الصباح سينطلق إلى عمرو مرة أخرى وبالتالى فلن يراها ايضا ألا أذا سمحت له الظروف فى المساء .. زفر بقوة وأتجه الى النافذة يفتحها ويستنشق بقوة لعله يتخلص من التردد الذى أعتمل بصدره ..
كان الشارع مُظلماً الا من بقعة صغيرة أمامه تعكس ضوئاً لغرفة عُلوية .. نظر للأعلى وقلبة قد استعاد الامل من جديد فتأكد أن غرفتها هى مصدر الضوء ..تيقن من كونها مازالت مستيقظة.. أتجه فوراً بأتجاه مكتبة وأخذ هاتفه النقال من فوقة وطلب رقمها الخاص بشوق كبير ..
أغلقت الكتاب التى كانت تقرأ فيه وألتفتت الى الهاتف الذى تضىء شاشتة بأسمه ويهتز مع أنتفاضة قلبها لا تعلم أيهما أسرع وأقوى .. تناولت الهاتف بأبتسامة كبيرة فهذه هى المرة الاولى التى سيتحدث معها بعد ان أصبحت زوجته ..
ظلت تنظر للهاتف بتوتر شديد والعرق يتصبب من جيهتها وقلبها يقفز بجنون يكاد يخرج من حلقها وفجأة توقف الرنين وأظلمت الشاشة مرة أخرى كما أظلمت الابتسامة التى كانت تنير ثغرها منذ قليل ..
حاولت أن تهاتفة هى ولكنها شعرت بخجل شديد وأمتنعت عن ذلك وأكتفت أن ترسل له رساله صغيرة تقول فيها :
- أنا صاحية
بعد ثوانى وجدت الهاتف يعلن أسمه بأصرار من جديد .. تنفست بعمق وأبتلعت ريقها وضغطت زر موافق
وضعت الهاتف على أذنها بإضطراب شديد فسمعت صوت أنفاسة المشتاقة وتسلل صوته الحانى بهدوء وخفوت الى أذنها ومنه الى قلبها وهو يقول :
- صحيتك ؟؟
هزت رأسها نفياً كأنه يراها وحاولت أن تُخرج صوتها بصعوبة فقالت بصوت مبحوحاً :
- لاء منمتش
أبتسم وهو يستمع لصوتها الذى غلفة الخجل فخرج مضطرباً وقال :
- كنتى بتعملى أيه
مضت تبحث عن حروفها فلم تجدها تبعثرت وتاهت فى سماء صوته الرخيم ..أعاد سؤاله مرة أخرى على مسامعها ..
فتماسكت قليلاً وقالت بإرتباك :
- كنت مستنياك
تنهد بقوة وهو يتكأ على فراشة وقال بهمس:
- أنتى كده على طول مبتعرفيش تنامى وأنتى قلقانه عليا ؟
مرت بها سحابة الخجل وأخذت بيدها الى سماء الحياء فأمطرت صمتاً له صوت كصوت الندى يقطُر على قلبة فينبت فيه الشوق الهائل والحنان البالغ وجد لذته على لسانه كما وجدها فى قلبة وكيانة وهو يقول أسمها بحب كبير :
- مُهرة
أختلج قلبها وهى تستمع الى اسمها يخرج منه بهذا الدفء وأجابته :
- نعم
أغمض عينيه يضم صوتها الخجِل إليه وقال ببطء :
- وحشتينى
لم تجبه على الفور فقال دون تردد :
- بحبك
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهى تبتسم بحب وقد خفق قلبها لكلمتة وللطريقة التى نطقها بها تشعر أنها تراه الان وتشعر بدفء كلماته التى أختلفت عن كل الكلمات ..أما هو فلا يعلم كيف أستمع إلى دقات قلبها وهو يطرق باب قلبه منادياً
مهلاً حبيبى مهلاً ..قد أنتظرتك دهراً
ذاب قلبى فى شفاهك فـ بهِ اليوم رفقاً
*************************************************
فى الصباح الباكر كان فارس يقف بجوار عمرو أمام النيابة ويتابع معه سير التحقيقات ...طلب فارس من النيابة تقريراً لمفتش أثار متخصص من هيئة الاثار للوقوف على صحة هذه القطعة الاثرية من زيفها...
وهل هى أصلية أم لا كما طالب بالافراج عن عمرو بضمان محل أقامتة لحين ورود التقرير المطلوب ... وبالفعل تمت الاستجابة لطلباتة وتم تحويل القطعة الاثرية لهيئة الاثار للكشف عنها وتم الافراج عن عمرو بضمان محل أقامتة ...
بعد خروجهما من النيابة وقف عمرو ينتظر فارس الذى كان يتحدث فى الهاتف مع الدكتور حمدى ويخبره بآخر التطوارات ويقول:
- بس أنا مش مطمن يا دكتور ممكن التقرير يجى بأن الحته الفرعونى دى سليمة وكده عمرو هيروح فى داهية
قال الدكتور حمدى مطمئنأ :
- أنت مش بتقول زميلة فى الشغل هو اللى أنت شاكك فيه وأن فى بينهم ضغائن خلاص سيبلى الحكاية دى هتكلم مع إلهام أختى واشوف ممكن تساعدنا أزاى
قال فارس بتوتر:
- لا بلاش يا دكتور
قال الدكتور حمدى متسائلاً :
- ليه يا فارس
حاول فارس البحث عن شىء آخر يقول غير الذى بداخله فقال:
- يعنى انا لسه مش متأكد مش عاوز نتهم حد ظلم
- ملكش دعوة أنت أنا مش هاتمه أنا هحاول أعرف بس أى حاجه عن شغله منها يمكن يكون بيشتغل فى حكاية الاثار دى من وراها ويوديها فى داهيه هى وشركتها .. ماهى الاثار دى محدش بيلاقيها فى الشارع كده الموضوع شكله كبير يا فارس
أنهى فارس مكالمتة مع الدكتور حمدى ونظر الى عمرو الذى كان يقف بجواره ويتحرك بشكل عشوائى بإضراب فقال فارس :
- ما تهدى شويه يا عم أنت خيالتنى
مسح عمرو على شعره بتوتر بالغ وهو يقول :
- أنا مش مطمن يا فارس القضية ممكن تلبسنى كده
حاول فارس تهدئته وقال :
- طب ايه رايك نعملهم مفجأة ونروح دلوقتى أنا كنت كلمتهم من ساعه وقلتلهم هنتأخر لو روحنا دلوقتى هتبقى مفجأة حلوه دى مراتك هتموت من القلق عليك
قال عمرو فى شرود :
- لاء انا عندى مشوار ضرورى لازم اروحه حالا قبل ما اروح
أمسكة فارس من ساعده وقال متسائلا :
- رايح فين يا عمرو
ربت عمرو على كتفه وقال مسرعاً :
- هقولك بعدين متقلقش عليا روح دلوقتى ومتخاليش حد يشوفك من عندى وانا ساعه وهاجى وراك على طول
قال عمرو كلمته ولم يعطى فرصة لفارس للمناقشة والسؤال وأنما أنطلق على الفور فى طريقة
**************************************
تناولت أم فارس قطعة قماش كانت بجوارها وقالت لام يحيى وهى تشاهدها بدقة :
- القماشة دى حلوة اوى يا أم يحيى تصدقى أنا عندى عباية من نفس نوع القماش ده وكنت بدور على واحده زيها لانها مريحانى أوى ..أنا هاشتريها منك وابقى هاتى غيرها
نظرت لها أم يحيى بعتاب وقالت :
- ده كلام برضه يا ست أم فارس دى هدية منى ليكى وبقولك ايه هاتيلى العبايه اللى بتقولى عليها وانا أفصلك أختها بالظبط .. ده أنا بقيت لهلوبة فى التفصيل
هزة ام فارس راسها نفياً وهى تقول بتصميم :
- انا ماليش دعوة بالكلام ده هادفع تمنها يعنى هادفع تمنها ثم ألتفتت إلى مُهرة وقالت وهى تمد يدها إليها بمفتاح الشقة :
- خدى يا مُهرة مفتاح الشقة وأنزلى هاتيلى العباية الكحلى بتاعتى علشان أمك تشوفها
وقفت مُهرة تنظر إلى يدها الممدودة بأرتباك فقالت أم فارس ضاحكة :
- متخافيش فارس مش جاى دلوقتى أتصل وقال هيتأخر
ضحكت أم يحيى وقالت :
- فاكره يا أم فارس لما قلتلك على مُهرة وهى صغيرة الله يكون فى عون جوزها من اللى هتعمله فيه
تبادلت معها أم فارس الضحكات وهى تحرك راسها موافقةً لها وقالت وهى تنظر ل مُهرة :
- هو حر بقى مش هو اللى مستعجل على الجواز
أحمرت وجنتها وألتقطت المفتاح سريعاً من يد أم فارس وقالت وهى تهرب من أمامهم :
- أنا هنزل بدل ما تتسلوا عليا
فتحت مُهرة باب الشقة ودلفت للداخل وعلى وجهها ابتسامة كبيرة .. أنطلقت على الفور تجاه غرفتة ودخلتها وأغلقت الباب خلفها ووقفت فى المنتصف تنظر لها بشوق كبير وكأنها تبثها حبها لساكنها وترجوها أن تنقل مشاعرها له عنده حضوره ..
جلست على فراشة ومسحت عليه برفق تتلمسه لمساً وتستشعر دفئة بعينين هائمتين .. أخذت وسادته وضمتها إلى صدرها برقة ونعومة وقبلتها بحب كبير .. حانت منها ألتفافة الى خزانة الملابس الخاصة بدنيا ..روادها شعور بالغيرة وأتجهت إليها وهى تدعو من قلبها أن تجدها خالية حاولت أن تفتحها ولكنها وجدتها مغلقة بالمفتاح فعلمت أنها مازالت محتفظة بملابس صاحبتها بداخلها ..
اشتعلت نار الغيرة بقلبها لمجرد وجود ملابسها معه بنفس الغرفة شعرت ان الدماء تصاعدت إلى رأسها بقوة وشعرت بحرارة جسدها التى أرتفعت بشدة وفى تلك اللحظة فُُتح باب الغرفة فجأة فصرخت وسقطت مغشياً عليها على الفور .. أنتابه الهلع الشديد عليها وهرول نحوها وهى ملقاة أمام الخزانة وحملها ووضعها على فراشة برفق وأخذ يبحث فى الغرفة عن زجاجة عطرة فوجدها أخيراً وأخذها وحاول أن يجعلها تشمها حتى تستفيق من غيبوبتها وأخيراً استجابت للرائحة النفاذة التى تسللت إلى عقلها فتحت عيونها ببطء واصدمت بوجهه وهو جالس بقربها على الفراش يمسح على وجنتها برفق وينادى عليها بقلق شديد جلست على الفراش فجأة وهى تنظر إليه بخجل وأضطراب وقالت :
- انا آسفة
أبتسم وهو يتأمل وجهها وشعرها ويمسح عليه برفق وقال بمرح :
- يعنى أول مرة اشوفك فيها يغمى عليكى كده
شعرت بارتفاع آخر فى درجات حرارتها ولكن هذه المرة من الخجل مسحت على وجهها وهى مطرقة بوجهها وقالت بخفوت :
- آسفة أنى خضيتك
رفع وجهها إليه ونظر إليها متأملاً :
- دى تانى آسفة على فكره .. طب آسفة التانيه وعرفناها آسفة الاولى ليه بقى
اشاحت بوجهها بعيداً تخفى أحمرار وجهها عن عينيه
وقالت وهى تضع خصلة من شعرها خلف اذنها :
- آسفه انى دخلت أوضتك كده
أعاد وجهها إليه مرة أخرى بأنامله وقال هامساً :
- أنتى مراتى يعنى تدخلى أوضتى براحتك وبعدين أنتى بتدخليها من زمان أوى ولا نسيتى
هربت الابتسامة من شفتيها عندما تذكرت خزانة الملابس فاشاحت بوجهها مرة أخرى ونهضت من فراشة مسرعةً وقالت بحنق :
- لازم أنسى طبعاً لانها فى وقت من الاوقات كانت متحرمه عليا وأظاهر ان الاوقات دى غالية عندك أوى
عقد حاجبية وهو ينظر إليها بتسائل وقال :
- أيه اللى خلاكى تقولى كده
أشارت للخزانة وقالت بضيق :
- علشان لسه محتفظ بهدومها فى الدولاب شكلها كانت هدوم غاليه عليك أوى ..ثم عقدت ذراعيها أما صدرها وقالت بغيرة واضحة :
- شكلها ليها معاك ذكريات كتير علشان كده مقدرتش تفرط فيها
رفع حاجبية ووضع يديه فى جيبيى بنطالة واقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وقال وهو ينظر فى عينيها:
- بس الدولاب مقفول بالمفتاح عرفتى منين أن هدومها لسه فيه
أستدارت وهى ترفع كتفيها وقالت متبرمة :
- باينه أوى مش محتاجه فقاقه يعنى
أبتسم وهو يكرر ورائها :
- فقاقة ؟!... وحشتنى اللغة بتاعتك أوى
أتجه نحو مكتبة وأخرج منها مفتاح صغير وعاد إلى الخزانة وفتحها بالمفتاح وقال وهو يشير إليها :
- اتفضلى شوفى الذكريات اللى بتقولى عليها
ألتفتت مُهرة إلى الخزانة فوجدتها خاوية فنظرت إليه بدهشة متسائلة فأومأ براسة وهو يقول :
- أيوة فاضيه .. علشان أمى كانت عاوزه تعلق البدل الزياده اللى زحمة دولابى فيها وأنا قفلتها بالمفتاح علشان أمى متعملش كده عارفه ليه .. علشان مش عاوز هدومى تتحط مكان هدومها من كتر منا بقرف كل ما افتكرها
وضعت راحتها على جانب رقبتها وهى مطرقةً براسها لأسفل فى خجل فقال بحنان وهو يداعب وجنتها قائلا:
- أنا ماليش ذكريات مع حد غيرك يا عبيطة .. ولا نسيتى أجمل الذكريات اللى قولتيلى عليها فى رسالتك وأنا فى السجن
رفعت نظرها إليه بتأثر وقد لمعت عينيها وهى تستمع إليه وهو يقول :
- الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقاً تتلمس فيه .....أجمل الذكريات
فرت دمعة من عينيها وهى تتذكر تلك اللحظات المريرة عندما أبتعد عنها غدرا وظالماً ..شعرت بيده وأنامله تمسح دمعتها فأغمضت عينيها واستمعت لصوته
وهو يقول لها همساً وبشوق كبير :
- من ساعتها وأنتى وحشانى أوى ومن ساعتها وأنتى بتهربى مني ومش عارف أشوفك ..شعرت بقربة ودفئ يديه المحيطة بوجهها وعمق عينيه .. رحلت فى عالم آخر لم ترد العودة منه ابداً بل قررت فيه الرحيل والعودة منه بغير دليل تنسج بيديها دروباً يحفها أريج الازهار بلاشاطىء بلا عنوان ولا رغبة سوى التعمق أكثر والإبحار...
أنتفض جسدهما على صوت والدته وهى تنادى عليها بعد أن اغلقت باب الشقة خلفها ... أبتعدت عنه سريعاً وهى تمسح وجهها بيدها بأرتباك وهو ينظر إليها نظرة جديدة عليها لم ترها فى عينيه من قبل ولكنها فهمتها فأخفضت نظرها خجلاً وأتجهت صوب باب الغرفة مهرولة وفتحته فوجدت والدته تبحث عنها فى الشقة عندما رأتها نظرت إليها بقلق وهى تقول :
- خضتينى عليكى يا مُهرة كنتى ... بترت كلمتها عندما رأت فارس يظهر خلفها .. نظرت إليه من خلف كتفها وابتسمت وهى تقول له بمكر :
- هو أنت هنا ..يبقى أنت بقى اللى أخرتها
اتجهت مباشرة إلى باب الشقة وهى تحاول تحاشى النظر فى عيني والدته
وهى تقول بخجل :
- أصل لما شفت فارس فجأة أتخضيت وأغمى عليا ..ثم قالت بإرتباك :
- انا طالعه بقى
فتحت باب الشقة ولكنه عقد بين حاجبية وهو يناديها فتوقفت ولم تلتف فتوجه إليها ووضع يده على الباب وهو يقول بجدية وهو يشير الى ملابسها وشعرها :
- هو أنتى نازله كده اصلا
نظرت إلى ملابسها وقالت بتلقائية :
- آه وفيها ايه
قال بضيق:
- يعنى ايه وفيها ايه .. خارجه من شقتك ونازله لحد هنا بهدوم البيت دى وشعرك كده يا مُهرة
تنحنحت مضطربة وقالت على الفور:
- منا قلت هنزل بسرعه وأطلع بسرعة مفيهاش حاجه
اشار إليها وهو يقول حانقاً :
- أنتى محجبة ولا لاء ..
نظر إليه بتسائل وحيرة فقال :
- محجبة يعنى شعرك ده وهدوم البيت حدودهم باب الشقة وبس .. لا سلم ولا بلكونه ولا شباك ..فاهمانى
أبتلعت ريقها وببلت شفاها وهى تقول بخفوت :
- حاضر بس أنا متاكده أن محدش هيشوفنى
وضع يده على كتفها وقال بجدية :
- متأكده منين مش يمكن تخبطى فى حد طالع ولا نازل صدفة ..ساعتها هتعملى ايه .. على ما تجرى بقى هيكون شاف جسمك وشعرك يا هانم
تدخلت والدته وقالت على الفور:
- هى اصلا مبتنزلش كده دى أول مره تعملها .. ثم نظرت الى مُهرة وقالت :
- أدخلى يا مُهرة خدى العبايه بتاعتى وطرحه البسيهم قبل ما تطلعى
دخلت على الفور لترتدى العباية وتضع على راسها الطرحة بينما قالت له والدته بخفوت :
- براحه عليها شويه يا فارس ..لما تخرج بقى ابقى صالحها .. أنا داخله اشوفها لتكون بتعيط ولا حاجه
دخلت والدته فوجدتها تلف الطرحة وتكاد ان تنتهى فربتت على كتفها وقالت مبتسمة :
- متزعليش ده بيحبك وبيغير عليكى
ابتسمت وهى تقول :
- منا عارفه
ضحكت أم فارس وهى تضرب يدها فى بعضهما وهى تقول لها :
- الواد كان بعقله يا عينى جننتيه فى يومين
************************************
خرج فارس من بيته فى المساء متوجهاً إلى مكتب الدكتور حمدى وفى الطريق صادف عمرو متوجهاً إليه تفاجأ عمرو به فى الطريق وقال :
- كويس أنى قابلتك يا فارس أنا كنت جايلك دلوقتى
وضع فارس يده على كتف عمرو وسار به فى طريقة وهو يقول :
- تعالى نتمشى سوى ونتكلم وأحنا ماشين
قال عمرو على الفور وهو يمشى بجوار فارس :
- الدكتور حمدى أتصل بيك النهارده ؟
هز فارس رأسة نفياً وهو يقول :
- لاء مكلمنيش بتسأل ليه ؟
ظهر التوتر على ملامح عمرو وهو يقول :
- أصلى قابلته النهاردة فى مكتب إلهام فى الشركه
ألتفت إليه فارس وتوقف عن السير وقال :
- فى ايه يا عمرو أتكلم على طول قلقتنى
قال عمرو على الفور :
- لما سبتك قدام النيابة ومشيت روحت الشركة وأنا مخنوق من إلهام ونادر وحاسس أن نادر عامل فيا كده علشان خايف أحسن أخدها منه .. دخلت عليها وأنا ثاير جدا وقعدت أزعق وجبتلها القديم والجديد كله وقلتلها أن نادر عمل فيا كده علشان خايف أخدها منه واتكلمت كلام كتير أوى وهى واقفة مش عارفه ترد عليا وواقفة تبصلى بذهول وكل اللى طالع عليها أزاى نادر يعمل كده ...
خلصت كلامى من هنا ولقيت الدكتور حمدى دخل علينا وبصلها بإحتقار بعد ما سمع كل حاجه وعرف اللى اخته بتعمله وقالها أنسى أن ليكى أخ اسمه حمدى ..
سبتهم ومشيت على طول لما شفت الالم فى عينه وحسيت أنه محرج منى ومش عارف يبص فى وشى علشان كده افتكرت أنه كلمك وقالك حاجه ..
أستمع فارس إليه بدهشة كبيرة وهو عاقداً لحاجبية وقال ببطء ثقيل :
- وطبعا تلاقيه توقع انى انا كمان عارف عن أخته الكلام ده ..
نظر إلى عمرو وقال بألم :
- وأنت بقى متوقع أنه يكلمنى .. طب هيكلمنى يقولى ايه
صمت فارس يفكر فى الحال الذى وصل إليه الدكتور حمدى وكيف ستعامل مع هذا الموقف المحرج فقال عمرو على الفور :
- فى حاجه كمان حصلت يا فارس
ألفت إليه فارس فقال عمرو :
- طلعت بعدها على هيئة الاثار من كتر منا كنت قلقان وعاوز أطمن ..قلت اسأل وأشمشم كده حوالين الحتة اللى راحتلهم من النيابة .. وقبل ما أدخل شفت نادر خارج منها ومعاه واحد كده معرفوش
أثارت كلماته حفيظة فارس وحواسة فقال بسرعة :
- تفتكر كان رايح ليه ومين اللى كان معاه ده
رفع عمرو كتفية بحيرة وهو يقول :
- معرفش يا فارس مش عارف انا هتجنن خلاص
وضع فارس يده على كتف عمرو قائلا:
- طب أنا دلوقتى هروح المكتب يا عمرو وهحاول أتكلم مع الدكتور حمدى وهشوف الحكاية وصلت لأية
ولما أرجع بالليل هبقى أكلمك تانى يالا روح أنت دلوقتى
دخل فارس حجرة مكتب الدكتور حمدى بشىء من الخجل وقال:
- حضرتك طلبتنى يا دكتور
أشار له الدكتور حمدى بالجلوس أمامة وقد بدا عليه الالم والاستياء ثم قال:
- أنا كنت متوقع برضه أنك هتتكسف تدخلى أول ما توصل علشان كده نبهت عليهم أول ما توصل تدخلي على طول
حاول فارس أن يحتفظ له بماء وجهه وقال:
- مش فاهم حضرتك تقصد أيه
أبتسم الدكتور حمدى بأسى وهو يقول :
- لاء أنت فاهم بس مش عاوز تحرجنى
صمت فارس ولم يجيبه فقال حمدى :
- لو سمحت يا فارس أنا مش عاوز أى كلام عن القضية دى فى مكتبى تانى ..أنا خلاص أتبريت من أختى ومش عاوز أى حاجه من ناحيتها تانى
رفع فارس رأسة إليه وقد فهم ما يرمى إليه فأومأ براسه وحاول أن يُخرج الكلمات منه بشكل تلقائى وقد حضرته فكرة وليدة اللحظه حتى يرفع عنه الحرج وقال :
- بعد اذن حضرتك يا دكتور أن كنت بفكر افيد أهل الشارع بتاعى ..والناس الغلابه اللى فيه وافتح مكتب خاص بيا هناك وتبقى الاتعاب على قد مصاريف القضية بس .... لان فى ناس كتير هناك أحوالهم المادية ضعيفة جدا وأصلا المرتب يدوب بيكفى اكل وشرب بالعافيه...
أعتصر الالم قلب لدكتور حمدى وهو يستمع إلى فارس واقتراحه وهو يعلم جيدا أن هذا الاقتراح ماهو الا محاولة منه لرفع الحرج الذى استشعره فارس بعد ان علم عن أخته الذى تفعله وهى متزوجة ... ولم يكن فارس مخطىءً فى ظنه لذلك قال حمدى وهو يومىء برأسه متفهماً :
- ربنا يوفقك فى حياتك يا فارس أنا مش هقدر أمنعك أنك تحقق ذاتك بعيد عني رغم أنى مش هقدر أستغنى عنك ولا عن مجهودك فى الشغل أبداً
قال فارس مبتسماً وقد أيقن أنه كان محقا :
- أنا تلميذ حضرتك يا دكتور أتعلمت منك أخلاق المهنة قبل ما أتعلم الشغل فيها ومن غير ما أكون بشتغل فى المكتب هنا أنا تحت أمرك فى أى حاجه سواء كان شغل أو غيره أنا مش هنسى فضلك عليا بعد ربنا
نهض حمدى وعانق فارس بمشاعر الابوة التى يشعرها تجاهه دائماً وربت على كتفه قائلا بمرح :
- هتنافسنى فى المحاكم يعنى وهتاخد مني الزباين
ضحك فارس وهو يشد على يده قائلا بتواضع :
- ده انا يدوب تلميذك يا دكتور
************************************
هتف عمرو فى الهاتف وهو يتحدث الى فارس قائلا :
- يعنى ايه سبت المكتب يعنى انا السبب
ضحك فارس وهو يقول :
- أنت السبب فعلا بس مش سبب حاجه وحشة أنت السبب فى انى ابدأ أحقق ذاتى وأعملى اسم كويس
هتف عمرو بإنفعال مرة أخرى :
- يعنى أنت هتشتغل القضية لوحدك ولا ايه
قال فارس مداعباً :
- ومالك مرعوب كده متخافش هجيبلك تأبيدة بس
صاح عمرو بضيق :
- يا فارس مبهزرش دلوقتى .. وقولى ناوى على ايه
قال فارس بجدية :
- أنا الاول كنت مستنى تقرير هيئة الاثار لكن بعد ما قلتلى أنك شفت نادر وواحد تانى خارج من هناك قلقت
- قلقت أزاى فهمنى
- مفيش حاجه تخلى نادر يروح هناك غير سبب واحد بس .. أنه يكون عاوز التقرير يطلع بطريقة معينة
عقد عمرو بين حاجبية وقال قلقاً :
- يعنى هيدفع فلوس علشان يثبت أنها سليمة يعنى ولا ايه معنى كده ......
قاطعه فارس قائلاً بثقة :
- بالظبط كده معنى كده أنها مش حقيقة ومزيفة لانها لو كانت حقيقة مكنش راح هناك
قال عمرو بشرود وكانه يحادث نفسه :
- حتى لو كده طب ماهو لو تحليلك ده صح يبقى برضه هروح فى داهيه لان التقرير هيطلع زى ماهو عاوز
قال فارس مطمئناً :
- متقلقش أنا واثق من تحليلى ولو التقرير طلع زى ماهو عاوز هشكك فيه وهطلب أن الحتة تتحال للجنه تانيه
قال عمرو ساخطاً :
- طب ماهو ممكن يرشى اللجنة التانيه برضه
قال فارس وهو يضيق عينيه بثقة :
- متقلقش ساعتها هسبقه بخطوة
تأفف عمرو بضيق وزفر ثم قال :
- طب وهو هيعمل كل ده ليه ما كان يحطها سليمة وخلاص
قال فارس متهكماً :
- أنت عبيط يابنى عاوزه يضحى بحتة سليمة ويخسر فيها ملايين .. لا طبعاً هو أحسنله يدفع رشوة كام ألف لكن يحطلك حتة بملايين لمجرد انه يوديك فى داهية لاء طبعاً...
ثم رفع فارس حاجبية وقال بتفكير عميق :
- وده بقى اللى بيأكدلى أن الواد نادر ده بيشتغل فى حكاية تهريب الاثار دى
استند عمرو إلى سور الشرفة وقال بتركيز :
- وانت جالك الاحساس ده أزاى ؟
جلس فارس خلف مكتبة واستند إليه وهو يعبث بصور مُهرة الخاصة بعقد القرآن والتى وضعتها والدته على مكتبه فقال عمرو بقلق :
- فارس أنت معايا
أنتبه فارس وقد شرد قليلا فى صور مُهرة وقال بسرعة :
- ها معلش يا عمرو انا معاك أهو
أعاد عمرو سؤالة من جديد وهو يقول :
- كنت بسألك أحساسك ده جه أزاى
قال فارس على الفور :
- بص يا عمرو الانسان لما بيحب ياذى حد أول حاجه بتيجى فى تفكيرة الحاجات اللى هو بيتعامل معاها دايما .. يعنى مثلا البنت اللى مش كويسه لما بتحب تبوظ اخلاق صاحبتها ولا جارتها ولا أى وحده تانيه شايفه أنها أحسن منها ..أول حاجه بتعملها أنها تحاول تخاليها تتعرف على رجاله أو شباب ليه عملت كده ؟.. لانها غارقانه فى المستنقع ده وده أول حاجه هتيجى على بالها ..
اللى بيشتغل فى المخدرات أو بيتعاطاها لما بيحب يأذى واحد تانى بيعمل ايه .. يحاول يخاليه يتعاطى معاه ولو صاحبه رفض بيفكر يوديه فى داهيه ويحطله مخدرات ويبلغ عنه .. واحد بياخد رشوة ولما يحب ياذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا ..
واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر ياذيك فكر يأذيك بنفس الحاجه اللى هو دايس فيها .. فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئاً هاماً وقال :
- الله يفتح عليك أنت فكرتنى بحاجه مهمه مكنتش واخد بالى منها
أنتبهت حواس فارس وهو يقول :
- افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز :
- فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطت العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق :
- أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطير وأن نادر مش لوحده فيه ..المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان اثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبُنى خرج ازاى للمكان ده ...
زفر عمرو وهو يقول بضيق :
- الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون أتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامة بعينين حازمتين وقال بأصرار :
- أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
***********************************************
وفى احد الايام وفى الصباح وقف فارس ينتظر مُهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى اهداها اياها بمناسبة بداية عامها الدراسى الاول فى الجامعة .. نظرت إليه وابتسمت بخجل فقال وهو يتاملها بإعجاب وقال :
- قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة :
- لاء هو فى دعاء للهدوم الجديدة
أبتسم وهو يومىء برأسة وقال :
- قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): من لبس ثوبا جديدا فقال:الحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر)
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع :
- لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض :
- ليه دى جميلة اوى وواسعه أأهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها :
- ماهو علشان كده عاوزك تغيريها اصلها حلوه أوى عليكى وخايف حد يبصلك
ابتسمت وهى ممسكةً بيده التى تداعبها وقالت بخجل :
- يالا بقى هتأخر كده
رفع يديها لشفاه وقبل اناملها وقال بحب :
- أتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد :
- انا بقى مبحبش الكوسة واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة أهتزلها قلبها عشقاً ثم قال :
- علاقتنا ! هو انتى مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل اصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف :
- أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظارة وهو ينظر إليها شاعر باحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم :
- أنتى أتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء :
- أبلة عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقة وهو يقول بتماسك :
- كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى
ضحكت وهى تقول :
- ليه بقى
أومأ براسه وهو يغمض عينيه قائلاً بمرح :
- علشان انا عارف أنها هتعلمك بضمير
******************************************
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجرة وويبدأ فيه تأسيس مكتبة الخاص ويكون قريباً من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدا فى تاسيسة وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الايام تفاجا بدخول مُهرة عليه المكتب وهى تقول بسعادة
- يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال :
- عربية ايه يا مُهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده :
- يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطة اثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. جذبها من يدها الى أحد الاركان وقال بجدية :
- فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح وأنفعال:
- انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وأدتها العنوان وبس ..
قال بحدة :
- أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس ؟هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مُهرة
تألمت من قبضته قليلاً حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقةً للأسفل :
- الفلوس أدفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبية قائلا:
- جبتى الفلوس منين ؟
قالت ببراءة :
- بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت بها دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه ويعانقها على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى تملكة والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة :
- بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة ً براسها وهى تقول بصدق :
- هى كانت غالية عندى علشان هى منك أنت ,,بس أنت عارف انى اصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفه انك هترفض
أكتسى صوته عذوبة ورقةً وهو يقول بامتنان :
- بس أنتى مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقال بخفوت دون أن تنظر إليه :
- انا معنديش غيرك أنت يا فارس ...
*************************************
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسمة .. دكتور فارس سيف الدين المحامى ..
ولكن أين يذهب فارس من اقداره هو مُهرة بعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أيو يحيى والد مُهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أُعد أخيرا وذهب الى النيابة وأنهما لا بد ان يذهبا فى الغد على الفور أنهى فارس المكالمة سريعاً ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيب شديد ولكن وجههما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران الى بعضهما البعض شذراً .. فقال فارس على الفور :
- خير يا جماعه ايه الحكاية
نظر ابو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف الى أى جهة سينضم فارس وبدء فى سرد ما حدث بينهما من شقاق ونزاع.......
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثــلاثـون )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الحادى والثلاثون ) |
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الحادى والثلاثون )
عانق فارس عمرو وربت على ظهره مطمئناً وأجلسه وجلس بجانبه ممسكاً بذراعة وهو يقول :- متخافش يا عمرو أن شاء الله هتطلع منها بس أحكيلى كل حاجه حصلت معاك وأزاى حتة الاثار دى دخلت شنطتك ؟!
أستند عمرو برأسه بين كفيه وهو يهزها نفياً قائلاً بإنهيار:
- مش عارف يا فارس مش عارف
ثم رفع راسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول :
- أنت مصدقنى يا فارس مش كده أنت مصدق أنى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا أعرفها
أمسك فارس ذراعه وهو يشد عليه مطمئناً ويقول :
- مصدقك طبعاً يا عمرو أنت صاحبى وأخويا وأنا عارفك كويس .. بس براحه كده علشان نفهم أزاى ده حصل .. أحكيلى كل حاجه .. فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك ؟
ضرب عمرو كفيه فى بعضهما البعض وهو يقول :
- انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف أجمع أى حاجه ..أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسه اوى ..
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب :
- يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الاول بس من فتره كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكرراً :
- مين ده وكان بيكرهك ليه وبقى كويس معاك من أمتى بالظبط ؟؟؟
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضاً عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال :
- بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجه بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال ..
أومأ فارس برأسه وهو يشعر ان المشكله أكبرمما كان يظن .. مال عمرو للأمام مستنداً على قدمية وبدأ يقص على فارس ما حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة كان فارس يستمع إليه مشدوهاً مما يقول ..
كيف تكون المهندسة إلهام بهذه الاخلاق وهى أخت الدكتور حمدى !!.. الرجل الذى لا يقبل قضية مشبوهة ابداً ومبادئة غير قابلة للمساومة أو التجزئة .. ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألايكفى فى عائلتة شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الانحدار الاخلاقى الذميم ..
أنتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة :
- سبحان الملك .. سيدنا نوح كان نبى وأبنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ..
ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول :
- علشان كده أهتمت أنها تطلعك بسرعه أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده ؟
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعاً عن نفسه:
- متفهمنيش غلط يا فارس أنا متجاوبتش معاها أبداً فى اى حاجه أنت عارف أنا بحب مراتى قد ايه ومش ممكن أخونها
فارس:
- ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها وكمان مع نادر اللى أنت عارف كويس أنه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مُطرقاً برأسه :
- دى غلطتى الوحيدة يا فارس واللى أنا مُعترف بيها .. بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقاله علشان أبعد عن أى مصدر للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمة مشجعاً وقال :
- أحكيلى بقى بالراحة كده ايه اللى حصل من أمبارح للنهاردة
مسح عمرو على شعره ثم قال بتركيز يحاول أن يتذكر كل شىء وقال :
- أنا المفروض كنت هاجى يوم الخميس بالليل بس طبعا زى ما قلتلك نادر كان صلح علاقته بيا من اسبوع تقريبا وبقينا اصحاب ..قابلنى يوم الخميس وقالى أنه مضطر يرجع القاهره علشان ظروف فى البيت عنده وهيجيلى الجمعه على بعد الظهر كده ويستلم هو الشغل مكانى واسافر أنا الجمعه بعد الظهر ..
انا طبعا كنت عارف أن كتب كتابك هيبقى بعد العشاء فقلت هلحق مفيش مشكله ... وفعلا نادر سافر يوم الخميس بالليل ... جهزت أنا شنطتى بالليل والصبح خدتها معايا الموقع وحطيتها فى كشك الراحه بتاع المهندسين اللى بنتغدى فيه فى مكان الموقع ..
وقلت علشان أول ما نادر يرجع أخد الشنطة وأمشى على طول من بره بره .. وفعلا جالى فى معاده بعد الظهر على طول وأخدت الشنطة وركبت السوبر جيت
وأنا جاى فى الطريق طلعت حملة تفتيش عاديه بس حسيت أنهم بيدوروا عليا أنا بالذات لانهم أهتموا اوى بشنطتى ولقيتهم مطلعين منها تمثال صغير شكله كده فرعونى مش عارف دخل شنطتى أزاى يا فارس.. ومن ساعتها وأنا هنا ...
********************************************
عاد فارس إلى بيته قُبيل الفجر بوقت قليل وهو يحمل هم الدنيا فوق راسة حزناً على صديق عمره ورفيق دربة .. كيف سيخرجة من هذه الورطة فهو لم يعمل فى مثل هذه القضايا من قبل ولكن كلام عمرو وحديثة أشعراه بأن نادر هو الفاعل هو من وضع قطعة الاثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين اثناء العمل فالقاعدة تقول أذا أردت أن تؤذى أحدا فإقترب منه وأكتسب ثقته وأصبح صديقه لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه ..
من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه ...أستلقى فارس على فراشة بعد أن ابدل ملابسه .. نظر الى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق وهو يقول بحنق :
- طبعاً زمانها نامت مش معقول تفضل صاحيه لحد دلوقتى
سمع طرقاً خفيفاً على باب غرفتة فألتفت تجاه الباب وقال :
- أتفضلى يا أمى
فتحت أمه الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه .. أعتدل على فراشة فاقتربت منه وجلست بجوارة قائلة :
- عمرو عامل ايه يا بنى طمنى عليه
قال وهو يومىء براسة مطمئناً :
- متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده أن شاء الله يخلص على خير .. زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه..
قالت والدته بأسى :
- دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت .. وكلنا روحنا معاها حتى مُهرة ..
ألتفت فارس إلى والدته وقال متسائلاً بإنفعال :
- ومُهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفياً وأردفت قائلة:
- مُهرة برضه هتعمل كده يا فارس .. دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت ورجعنا كلنا من عندها من ساعه كده ..وفضلت واقفة جانبى لحد ما اتصلت بيك وأنت قلتلى أنك جاى فى السكه ..
وجدت الابتسامة طريقها أخيراً الى شفتيه وهو يتسائل:
- تفتكرى زمانها نامت ؟
قالت بحيرة :
- مش عارفه يابنى .. ثم ربتت على قدمه قائلة:
- عموما أنت كمان شكلك تعبان أوى .. نام دلوقتى والصباح رباح
أومأ براسه موافقاً لها فتركته ونهضت وفتحت باب غرفته وخرجت وهو يتتبعها بعينيه الحائرتين .. يريد أن يتحدث معها على الاقل فى الهاتف ولكن يخشى أن تكون قد نامت فيوقظها ويقلقها بعد كل هذا العناء الذين عاشوه فى يومهم هذا ..
لم يستطع النوم تململ فى الفراش كثيراً دون جدوى نهض منه وجلس على طرفة وهو يفكر فى يوم عقد قرآنه الذى أنتهى بهذا الشكل المأساوى تركها وذهب دون أن ينظر لها نظرة واحده ..
نهض من فراشة ووقف أمام الفراش وهو يمسح على شعره متردداً .. هل يجازف أم ينتظر للغد ولكن فى الصباح سينطلق إلى عمرو مرة أخرى وبالتالى فلن يراها ايضا ألا أذا سمحت له الظروف فى المساء .. زفر بقوة وأتجه الى النافذة يفتحها ويستنشق بقوة لعله يتخلص من التردد الذى أعتمل بصدره ..
كان الشارع مُظلماً الا من بقعة صغيرة أمامه تعكس ضوئاً لغرفة عُلوية .. نظر للأعلى وقلبة قد استعاد الامل من جديد فتأكد أن غرفتها هى مصدر الضوء ..تيقن من كونها مازالت مستيقظة.. أتجه فوراً بأتجاه مكتبة وأخذ هاتفه النقال من فوقة وطلب رقمها الخاص بشوق كبير ..
أغلقت الكتاب التى كانت تقرأ فيه وألتفتت الى الهاتف الذى تضىء شاشتة بأسمه ويهتز مع أنتفاضة قلبها لا تعلم أيهما أسرع وأقوى .. تناولت الهاتف بأبتسامة كبيرة فهذه هى المرة الاولى التى سيتحدث معها بعد ان أصبحت زوجته ..
ظلت تنظر للهاتف بتوتر شديد والعرق يتصبب من جيهتها وقلبها يقفز بجنون يكاد يخرج من حلقها وفجأة توقف الرنين وأظلمت الشاشة مرة أخرى كما أظلمت الابتسامة التى كانت تنير ثغرها منذ قليل ..
حاولت أن تهاتفة هى ولكنها شعرت بخجل شديد وأمتنعت عن ذلك وأكتفت أن ترسل له رساله صغيرة تقول فيها :
- أنا صاحية
بعد ثوانى وجدت الهاتف يعلن أسمه بأصرار من جديد .. تنفست بعمق وأبتلعت ريقها وضغطت زر موافق
وضعت الهاتف على أذنها بإضطراب شديد فسمعت صوت أنفاسة المشتاقة وتسلل صوته الحانى بهدوء وخفوت الى أذنها ومنه الى قلبها وهو يقول :
- صحيتك ؟؟
هزت رأسها نفياً كأنه يراها وحاولت أن تُخرج صوتها بصعوبة فقالت بصوت مبحوحاً :
- لاء منمتش
أبتسم وهو يستمع لصوتها الذى غلفة الخجل فخرج مضطرباً وقال :
- كنتى بتعملى أيه
مضت تبحث عن حروفها فلم تجدها تبعثرت وتاهت فى سماء صوته الرخيم ..أعاد سؤاله مرة أخرى على مسامعها ..
فتماسكت قليلاً وقالت بإرتباك :
- كنت مستنياك
تنهد بقوة وهو يتكأ على فراشة وقال بهمس:
- أنتى كده على طول مبتعرفيش تنامى وأنتى قلقانه عليا ؟
مرت بها سحابة الخجل وأخذت بيدها الى سماء الحياء فأمطرت صمتاً له صوت كصوت الندى يقطُر على قلبة فينبت فيه الشوق الهائل والحنان البالغ وجد لذته على لسانه كما وجدها فى قلبة وكيانة وهو يقول أسمها بحب كبير :
- مُهرة
أختلج قلبها وهى تستمع الى اسمها يخرج منه بهذا الدفء وأجابته :
- نعم
أغمض عينيه يضم صوتها الخجِل إليه وقال ببطء :
- وحشتينى
لم تجبه على الفور فقال دون تردد :
- بحبك
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهى تبتسم بحب وقد خفق قلبها لكلمتة وللطريقة التى نطقها بها تشعر أنها تراه الان وتشعر بدفء كلماته التى أختلفت عن كل الكلمات ..أما هو فلا يعلم كيف أستمع إلى دقات قلبها وهو يطرق باب قلبه منادياً
مهلاً حبيبى مهلاً ..قد أنتظرتك دهراً
ذاب قلبى فى شفاهك فـ بهِ اليوم رفقاً
*************************************************
فى الصباح الباكر كان فارس يقف بجوار عمرو أمام النيابة ويتابع معه سير التحقيقات ...طلب فارس من النيابة تقريراً لمفتش أثار متخصص من هيئة الاثار للوقوف على صحة هذه القطعة الاثرية من زيفها...
وهل هى أصلية أم لا كما طالب بالافراج عن عمرو بضمان محل أقامتة لحين ورود التقرير المطلوب ... وبالفعل تمت الاستجابة لطلباتة وتم تحويل القطعة الاثرية لهيئة الاثار للكشف عنها وتم الافراج عن عمرو بضمان محل أقامتة ...
بعد خروجهما من النيابة وقف عمرو ينتظر فارس الذى كان يتحدث فى الهاتف مع الدكتور حمدى ويخبره بآخر التطوارات ويقول:
- بس أنا مش مطمن يا دكتور ممكن التقرير يجى بأن الحته الفرعونى دى سليمة وكده عمرو هيروح فى داهية
قال الدكتور حمدى مطمئنأ :
- أنت مش بتقول زميلة فى الشغل هو اللى أنت شاكك فيه وأن فى بينهم ضغائن خلاص سيبلى الحكاية دى هتكلم مع إلهام أختى واشوف ممكن تساعدنا أزاى
قال فارس بتوتر:
- لا بلاش يا دكتور
قال الدكتور حمدى متسائلاً :
- ليه يا فارس
حاول فارس البحث عن شىء آخر يقول غير الذى بداخله فقال:
- يعنى انا لسه مش متأكد مش عاوز نتهم حد ظلم
- ملكش دعوة أنت أنا مش هاتمه أنا هحاول أعرف بس أى حاجه عن شغله منها يمكن يكون بيشتغل فى حكاية الاثار دى من وراها ويوديها فى داهيه هى وشركتها .. ماهى الاثار دى محدش بيلاقيها فى الشارع كده الموضوع شكله كبير يا فارس
أنهى فارس مكالمتة مع الدكتور حمدى ونظر الى عمرو الذى كان يقف بجواره ويتحرك بشكل عشوائى بإضراب فقال فارس :
- ما تهدى شويه يا عم أنت خيالتنى
مسح عمرو على شعره بتوتر بالغ وهو يقول :
- أنا مش مطمن يا فارس القضية ممكن تلبسنى كده
حاول فارس تهدئته وقال :
- طب ايه رايك نعملهم مفجأة ونروح دلوقتى أنا كنت كلمتهم من ساعه وقلتلهم هنتأخر لو روحنا دلوقتى هتبقى مفجأة حلوه دى مراتك هتموت من القلق عليك
قال عمرو فى شرود :
- لاء انا عندى مشوار ضرورى لازم اروحه حالا قبل ما اروح
أمسكة فارس من ساعده وقال متسائلا :
- رايح فين يا عمرو
ربت عمرو على كتفه وقال مسرعاً :
- هقولك بعدين متقلقش عليا روح دلوقتى ومتخاليش حد يشوفك من عندى وانا ساعه وهاجى وراك على طول
قال عمرو كلمته ولم يعطى فرصة لفارس للمناقشة والسؤال وأنما أنطلق على الفور فى طريقة
**************************************
تناولت أم فارس قطعة قماش كانت بجوارها وقالت لام يحيى وهى تشاهدها بدقة :
- القماشة دى حلوة اوى يا أم يحيى تصدقى أنا عندى عباية من نفس نوع القماش ده وكنت بدور على واحده زيها لانها مريحانى أوى ..أنا هاشتريها منك وابقى هاتى غيرها
نظرت لها أم يحيى بعتاب وقالت :
- ده كلام برضه يا ست أم فارس دى هدية منى ليكى وبقولك ايه هاتيلى العبايه اللى بتقولى عليها وانا أفصلك أختها بالظبط .. ده أنا بقيت لهلوبة فى التفصيل
هزة ام فارس راسها نفياً وهى تقول بتصميم :
- انا ماليش دعوة بالكلام ده هادفع تمنها يعنى هادفع تمنها ثم ألتفتت إلى مُهرة وقالت وهى تمد يدها إليها بمفتاح الشقة :
- خدى يا مُهرة مفتاح الشقة وأنزلى هاتيلى العباية الكحلى بتاعتى علشان أمك تشوفها
وقفت مُهرة تنظر إلى يدها الممدودة بأرتباك فقالت أم فارس ضاحكة :
- متخافيش فارس مش جاى دلوقتى أتصل وقال هيتأخر
ضحكت أم يحيى وقالت :
- فاكره يا أم فارس لما قلتلك على مُهرة وهى صغيرة الله يكون فى عون جوزها من اللى هتعمله فيه
تبادلت معها أم فارس الضحكات وهى تحرك راسها موافقةً لها وقالت وهى تنظر ل مُهرة :
- هو حر بقى مش هو اللى مستعجل على الجواز
أحمرت وجنتها وألتقطت المفتاح سريعاً من يد أم فارس وقالت وهى تهرب من أمامهم :
- أنا هنزل بدل ما تتسلوا عليا
فتحت مُهرة باب الشقة ودلفت للداخل وعلى وجهها ابتسامة كبيرة .. أنطلقت على الفور تجاه غرفتة ودخلتها وأغلقت الباب خلفها ووقفت فى المنتصف تنظر لها بشوق كبير وكأنها تبثها حبها لساكنها وترجوها أن تنقل مشاعرها له عنده حضوره ..
جلست على فراشة ومسحت عليه برفق تتلمسه لمساً وتستشعر دفئة بعينين هائمتين .. أخذت وسادته وضمتها إلى صدرها برقة ونعومة وقبلتها بحب كبير .. حانت منها ألتفافة الى خزانة الملابس الخاصة بدنيا ..روادها شعور بالغيرة وأتجهت إليها وهى تدعو من قلبها أن تجدها خالية حاولت أن تفتحها ولكنها وجدتها مغلقة بالمفتاح فعلمت أنها مازالت محتفظة بملابس صاحبتها بداخلها ..
اشتعلت نار الغيرة بقلبها لمجرد وجود ملابسها معه بنفس الغرفة شعرت ان الدماء تصاعدت إلى رأسها بقوة وشعرت بحرارة جسدها التى أرتفعت بشدة وفى تلك اللحظة فُُتح باب الغرفة فجأة فصرخت وسقطت مغشياً عليها على الفور .. أنتابه الهلع الشديد عليها وهرول نحوها وهى ملقاة أمام الخزانة وحملها ووضعها على فراشة برفق وأخذ يبحث فى الغرفة عن زجاجة عطرة فوجدها أخيراً وأخذها وحاول أن يجعلها تشمها حتى تستفيق من غيبوبتها وأخيراً استجابت للرائحة النفاذة التى تسللت إلى عقلها فتحت عيونها ببطء واصدمت بوجهه وهو جالس بقربها على الفراش يمسح على وجنتها برفق وينادى عليها بقلق شديد جلست على الفراش فجأة وهى تنظر إليه بخجل وأضطراب وقالت :
- انا آسفة
أبتسم وهو يتأمل وجهها وشعرها ويمسح عليه برفق وقال بمرح :
- يعنى أول مرة اشوفك فيها يغمى عليكى كده
شعرت بارتفاع آخر فى درجات حرارتها ولكن هذه المرة من الخجل مسحت على وجهها وهى مطرقة بوجهها وقالت بخفوت :
- آسفة أنى خضيتك
رفع وجهها إليه ونظر إليها متأملاً :
- دى تانى آسفة على فكره .. طب آسفة التانيه وعرفناها آسفة الاولى ليه بقى
اشاحت بوجهها بعيداً تخفى أحمرار وجهها عن عينيه
وقالت وهى تضع خصلة من شعرها خلف اذنها :
- آسفه انى دخلت أوضتك كده
أعاد وجهها إليه مرة أخرى بأنامله وقال هامساً :
- أنتى مراتى يعنى تدخلى أوضتى براحتك وبعدين أنتى بتدخليها من زمان أوى ولا نسيتى
هربت الابتسامة من شفتيها عندما تذكرت خزانة الملابس فاشاحت بوجهها مرة أخرى ونهضت من فراشة مسرعةً وقالت بحنق :
- لازم أنسى طبعاً لانها فى وقت من الاوقات كانت متحرمه عليا وأظاهر ان الاوقات دى غالية عندك أوى
عقد حاجبية وهو ينظر إليها بتسائل وقال :
- أيه اللى خلاكى تقولى كده
أشارت للخزانة وقالت بضيق :
- علشان لسه محتفظ بهدومها فى الدولاب شكلها كانت هدوم غاليه عليك أوى ..ثم عقدت ذراعيها أما صدرها وقالت بغيرة واضحة :
- شكلها ليها معاك ذكريات كتير علشان كده مقدرتش تفرط فيها
رفع حاجبية ووضع يديه فى جيبيى بنطالة واقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وقال وهو ينظر فى عينيها:
- بس الدولاب مقفول بالمفتاح عرفتى منين أن هدومها لسه فيه
أستدارت وهى ترفع كتفيها وقالت متبرمة :
- باينه أوى مش محتاجه فقاقه يعنى
أبتسم وهو يكرر ورائها :
- فقاقة ؟!... وحشتنى اللغة بتاعتك أوى
أتجه نحو مكتبة وأخرج منها مفتاح صغير وعاد إلى الخزانة وفتحها بالمفتاح وقال وهو يشير إليها :
- اتفضلى شوفى الذكريات اللى بتقولى عليها
ألتفتت مُهرة إلى الخزانة فوجدتها خاوية فنظرت إليه بدهشة متسائلة فأومأ براسة وهو يقول :
- أيوة فاضيه .. علشان أمى كانت عاوزه تعلق البدل الزياده اللى زحمة دولابى فيها وأنا قفلتها بالمفتاح علشان أمى متعملش كده عارفه ليه .. علشان مش عاوز هدومى تتحط مكان هدومها من كتر منا بقرف كل ما افتكرها
وضعت راحتها على جانب رقبتها وهى مطرقةً براسها لأسفل فى خجل فقال بحنان وهو يداعب وجنتها قائلا:
- أنا ماليش ذكريات مع حد غيرك يا عبيطة .. ولا نسيتى أجمل الذكريات اللى قولتيلى عليها فى رسالتك وأنا فى السجن
رفعت نظرها إليه بتأثر وقد لمعت عينيها وهى تستمع إليه وهو يقول :
- الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقاً تتلمس فيه .....أجمل الذكريات
فرت دمعة من عينيها وهى تتذكر تلك اللحظات المريرة عندما أبتعد عنها غدرا وظالماً ..شعرت بيده وأنامله تمسح دمعتها فأغمضت عينيها واستمعت لصوته
وهو يقول لها همساً وبشوق كبير :
- من ساعتها وأنتى وحشانى أوى ومن ساعتها وأنتى بتهربى مني ومش عارف أشوفك ..شعرت بقربة ودفئ يديه المحيطة بوجهها وعمق عينيه .. رحلت فى عالم آخر لم ترد العودة منه ابداً بل قررت فيه الرحيل والعودة منه بغير دليل تنسج بيديها دروباً يحفها أريج الازهار بلاشاطىء بلا عنوان ولا رغبة سوى التعمق أكثر والإبحار...
أنتفض جسدهما على صوت والدته وهى تنادى عليها بعد أن اغلقت باب الشقة خلفها ... أبتعدت عنه سريعاً وهى تمسح وجهها بيدها بأرتباك وهو ينظر إليها نظرة جديدة عليها لم ترها فى عينيه من قبل ولكنها فهمتها فأخفضت نظرها خجلاً وأتجهت صوب باب الغرفة مهرولة وفتحته فوجدت والدته تبحث عنها فى الشقة عندما رأتها نظرت إليها بقلق وهى تقول :
- خضتينى عليكى يا مُهرة كنتى ... بترت كلمتها عندما رأت فارس يظهر خلفها .. نظرت إليه من خلف كتفها وابتسمت وهى تقول له بمكر :
- هو أنت هنا ..يبقى أنت بقى اللى أخرتها
اتجهت مباشرة إلى باب الشقة وهى تحاول تحاشى النظر فى عيني والدته
وهى تقول بخجل :
- أصل لما شفت فارس فجأة أتخضيت وأغمى عليا ..ثم قالت بإرتباك :
- انا طالعه بقى
فتحت باب الشقة ولكنه عقد بين حاجبية وهو يناديها فتوقفت ولم تلتف فتوجه إليها ووضع يده على الباب وهو يقول بجدية وهو يشير الى ملابسها وشعرها :
- هو أنتى نازله كده اصلا
نظرت إلى ملابسها وقالت بتلقائية :
- آه وفيها ايه
قال بضيق:
- يعنى ايه وفيها ايه .. خارجه من شقتك ونازله لحد هنا بهدوم البيت دى وشعرك كده يا مُهرة
تنحنحت مضطربة وقالت على الفور:
- منا قلت هنزل بسرعه وأطلع بسرعة مفيهاش حاجه
اشار إليها وهو يقول حانقاً :
- أنتى محجبة ولا لاء ..
نظر إليه بتسائل وحيرة فقال :
- محجبة يعنى شعرك ده وهدوم البيت حدودهم باب الشقة وبس .. لا سلم ولا بلكونه ولا شباك ..فاهمانى
أبتلعت ريقها وببلت شفاها وهى تقول بخفوت :
- حاضر بس أنا متاكده أن محدش هيشوفنى
وضع يده على كتفها وقال بجدية :
- متأكده منين مش يمكن تخبطى فى حد طالع ولا نازل صدفة ..ساعتها هتعملى ايه .. على ما تجرى بقى هيكون شاف جسمك وشعرك يا هانم
تدخلت والدته وقالت على الفور:
- هى اصلا مبتنزلش كده دى أول مره تعملها .. ثم نظرت الى مُهرة وقالت :
- أدخلى يا مُهرة خدى العبايه بتاعتى وطرحه البسيهم قبل ما تطلعى
دخلت على الفور لترتدى العباية وتضع على راسها الطرحة بينما قالت له والدته بخفوت :
- براحه عليها شويه يا فارس ..لما تخرج بقى ابقى صالحها .. أنا داخله اشوفها لتكون بتعيط ولا حاجه
دخلت والدته فوجدتها تلف الطرحة وتكاد ان تنتهى فربتت على كتفها وقالت مبتسمة :
- متزعليش ده بيحبك وبيغير عليكى
ابتسمت وهى تقول :
- منا عارفه
ضحكت أم فارس وهى تضرب يدها فى بعضهما وهى تقول لها :
- الواد كان بعقله يا عينى جننتيه فى يومين
************************************
خرج فارس من بيته فى المساء متوجهاً إلى مكتب الدكتور حمدى وفى الطريق صادف عمرو متوجهاً إليه تفاجأ عمرو به فى الطريق وقال :
- كويس أنى قابلتك يا فارس أنا كنت جايلك دلوقتى
وضع فارس يده على كتف عمرو وسار به فى طريقة وهو يقول :
- تعالى نتمشى سوى ونتكلم وأحنا ماشين
قال عمرو على الفور وهو يمشى بجوار فارس :
- الدكتور حمدى أتصل بيك النهارده ؟
هز فارس رأسة نفياً وهو يقول :
- لاء مكلمنيش بتسأل ليه ؟
ظهر التوتر على ملامح عمرو وهو يقول :
- أصلى قابلته النهاردة فى مكتب إلهام فى الشركه
ألتفت إليه فارس وتوقف عن السير وقال :
- فى ايه يا عمرو أتكلم على طول قلقتنى
قال عمرو على الفور :
- لما سبتك قدام النيابة ومشيت روحت الشركة وأنا مخنوق من إلهام ونادر وحاسس أن نادر عامل فيا كده علشان خايف أحسن أخدها منه .. دخلت عليها وأنا ثاير جدا وقعدت أزعق وجبتلها القديم والجديد كله وقلتلها أن نادر عمل فيا كده علشان خايف أخدها منه واتكلمت كلام كتير أوى وهى واقفة مش عارفه ترد عليا وواقفة تبصلى بذهول وكل اللى طالع عليها أزاى نادر يعمل كده ...
خلصت كلامى من هنا ولقيت الدكتور حمدى دخل علينا وبصلها بإحتقار بعد ما سمع كل حاجه وعرف اللى اخته بتعمله وقالها أنسى أن ليكى أخ اسمه حمدى ..
سبتهم ومشيت على طول لما شفت الالم فى عينه وحسيت أنه محرج منى ومش عارف يبص فى وشى علشان كده افتكرت أنه كلمك وقالك حاجه ..
أستمع فارس إليه بدهشة كبيرة وهو عاقداً لحاجبية وقال ببطء ثقيل :
- وطبعا تلاقيه توقع انى انا كمان عارف عن أخته الكلام ده ..
نظر إلى عمرو وقال بألم :
- وأنت بقى متوقع أنه يكلمنى .. طب هيكلمنى يقولى ايه
صمت فارس يفكر فى الحال الذى وصل إليه الدكتور حمدى وكيف ستعامل مع هذا الموقف المحرج فقال عمرو على الفور :
- فى حاجه كمان حصلت يا فارس
ألفت إليه فارس فقال عمرو :
- طلعت بعدها على هيئة الاثار من كتر منا كنت قلقان وعاوز أطمن ..قلت اسأل وأشمشم كده حوالين الحتة اللى راحتلهم من النيابة .. وقبل ما أدخل شفت نادر خارج منها ومعاه واحد كده معرفوش
أثارت كلماته حفيظة فارس وحواسة فقال بسرعة :
- تفتكر كان رايح ليه ومين اللى كان معاه ده
رفع عمرو كتفية بحيرة وهو يقول :
- معرفش يا فارس مش عارف انا هتجنن خلاص
وضع فارس يده على كتف عمرو قائلا:
- طب أنا دلوقتى هروح المكتب يا عمرو وهحاول أتكلم مع الدكتور حمدى وهشوف الحكاية وصلت لأية
ولما أرجع بالليل هبقى أكلمك تانى يالا روح أنت دلوقتى
دخل فارس حجرة مكتب الدكتور حمدى بشىء من الخجل وقال:
- حضرتك طلبتنى يا دكتور
أشار له الدكتور حمدى بالجلوس أمامة وقد بدا عليه الالم والاستياء ثم قال:
- أنا كنت متوقع برضه أنك هتتكسف تدخلى أول ما توصل علشان كده نبهت عليهم أول ما توصل تدخلي على طول
حاول فارس أن يحتفظ له بماء وجهه وقال:
- مش فاهم حضرتك تقصد أيه
أبتسم الدكتور حمدى بأسى وهو يقول :
- لاء أنت فاهم بس مش عاوز تحرجنى
صمت فارس ولم يجيبه فقال حمدى :
- لو سمحت يا فارس أنا مش عاوز أى كلام عن القضية دى فى مكتبى تانى ..أنا خلاص أتبريت من أختى ومش عاوز أى حاجه من ناحيتها تانى
رفع فارس رأسة إليه وقد فهم ما يرمى إليه فأومأ براسه وحاول أن يُخرج الكلمات منه بشكل تلقائى وقد حضرته فكرة وليدة اللحظه حتى يرفع عنه الحرج وقال :
- بعد اذن حضرتك يا دكتور أن كنت بفكر افيد أهل الشارع بتاعى ..والناس الغلابه اللى فيه وافتح مكتب خاص بيا هناك وتبقى الاتعاب على قد مصاريف القضية بس .... لان فى ناس كتير هناك أحوالهم المادية ضعيفة جدا وأصلا المرتب يدوب بيكفى اكل وشرب بالعافيه...
أعتصر الالم قلب لدكتور حمدى وهو يستمع إلى فارس واقتراحه وهو يعلم جيدا أن هذا الاقتراح ماهو الا محاولة منه لرفع الحرج الذى استشعره فارس بعد ان علم عن أخته الذى تفعله وهى متزوجة ... ولم يكن فارس مخطىءً فى ظنه لذلك قال حمدى وهو يومىء برأسه متفهماً :
- ربنا يوفقك فى حياتك يا فارس أنا مش هقدر أمنعك أنك تحقق ذاتك بعيد عني رغم أنى مش هقدر أستغنى عنك ولا عن مجهودك فى الشغل أبداً
قال فارس مبتسماً وقد أيقن أنه كان محقا :
- أنا تلميذ حضرتك يا دكتور أتعلمت منك أخلاق المهنة قبل ما أتعلم الشغل فيها ومن غير ما أكون بشتغل فى المكتب هنا أنا تحت أمرك فى أى حاجه سواء كان شغل أو غيره أنا مش هنسى فضلك عليا بعد ربنا
نهض حمدى وعانق فارس بمشاعر الابوة التى يشعرها تجاهه دائماً وربت على كتفه قائلا بمرح :
- هتنافسنى فى المحاكم يعنى وهتاخد مني الزباين
ضحك فارس وهو يشد على يده قائلا بتواضع :
- ده انا يدوب تلميذك يا دكتور
************************************
هتف عمرو فى الهاتف وهو يتحدث الى فارس قائلا :
- يعنى ايه سبت المكتب يعنى انا السبب
ضحك فارس وهو يقول :
- أنت السبب فعلا بس مش سبب حاجه وحشة أنت السبب فى انى ابدأ أحقق ذاتى وأعملى اسم كويس
هتف عمرو بإنفعال مرة أخرى :
- يعنى أنت هتشتغل القضية لوحدك ولا ايه
قال فارس مداعباً :
- ومالك مرعوب كده متخافش هجيبلك تأبيدة بس
صاح عمرو بضيق :
- يا فارس مبهزرش دلوقتى .. وقولى ناوى على ايه
قال فارس بجدية :
- أنا الاول كنت مستنى تقرير هيئة الاثار لكن بعد ما قلتلى أنك شفت نادر وواحد تانى خارج من هناك قلقت
- قلقت أزاى فهمنى
- مفيش حاجه تخلى نادر يروح هناك غير سبب واحد بس .. أنه يكون عاوز التقرير يطلع بطريقة معينة
عقد عمرو بين حاجبية وقال قلقاً :
- يعنى هيدفع فلوس علشان يثبت أنها سليمة يعنى ولا ايه معنى كده ......
قاطعه فارس قائلاً بثقة :
- بالظبط كده معنى كده أنها مش حقيقة ومزيفة لانها لو كانت حقيقة مكنش راح هناك
قال عمرو بشرود وكانه يحادث نفسه :
- حتى لو كده طب ماهو لو تحليلك ده صح يبقى برضه هروح فى داهيه لان التقرير هيطلع زى ماهو عاوز
قال فارس مطمئناً :
- متقلقش أنا واثق من تحليلى ولو التقرير طلع زى ماهو عاوز هشكك فيه وهطلب أن الحتة تتحال للجنه تانيه
قال عمرو ساخطاً :
- طب ماهو ممكن يرشى اللجنة التانيه برضه
قال فارس وهو يضيق عينيه بثقة :
- متقلقش ساعتها هسبقه بخطوة
تأفف عمرو بضيق وزفر ثم قال :
- طب وهو هيعمل كل ده ليه ما كان يحطها سليمة وخلاص
قال فارس متهكماً :
- أنت عبيط يابنى عاوزه يضحى بحتة سليمة ويخسر فيها ملايين .. لا طبعاً هو أحسنله يدفع رشوة كام ألف لكن يحطلك حتة بملايين لمجرد انه يوديك فى داهية لاء طبعاً...
ثم رفع فارس حاجبية وقال بتفكير عميق :
- وده بقى اللى بيأكدلى أن الواد نادر ده بيشتغل فى حكاية تهريب الاثار دى
استند عمرو إلى سور الشرفة وقال بتركيز :
- وانت جالك الاحساس ده أزاى ؟
جلس فارس خلف مكتبة واستند إليه وهو يعبث بصور مُهرة الخاصة بعقد القرآن والتى وضعتها والدته على مكتبه فقال عمرو بقلق :
- فارس أنت معايا
أنتبه فارس وقد شرد قليلا فى صور مُهرة وقال بسرعة :
- ها معلش يا عمرو انا معاك أهو
أعاد عمرو سؤالة من جديد وهو يقول :
- كنت بسألك أحساسك ده جه أزاى
قال فارس على الفور :
- بص يا عمرو الانسان لما بيحب ياذى حد أول حاجه بتيجى فى تفكيرة الحاجات اللى هو بيتعامل معاها دايما .. يعنى مثلا البنت اللى مش كويسه لما بتحب تبوظ اخلاق صاحبتها ولا جارتها ولا أى وحده تانيه شايفه أنها أحسن منها ..أول حاجه بتعملها أنها تحاول تخاليها تتعرف على رجاله أو شباب ليه عملت كده ؟.. لانها غارقانه فى المستنقع ده وده أول حاجه هتيجى على بالها ..
اللى بيشتغل فى المخدرات أو بيتعاطاها لما بيحب يأذى واحد تانى بيعمل ايه .. يحاول يخاليه يتعاطى معاه ولو صاحبه رفض بيفكر يوديه فى داهيه ويحطله مخدرات ويبلغ عنه .. واحد بياخد رشوة ولما يحب ياذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا ..
واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر ياذيك فكر يأذيك بنفس الحاجه اللى هو دايس فيها .. فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئاً هاماً وقال :
- الله يفتح عليك أنت فكرتنى بحاجه مهمه مكنتش واخد بالى منها
أنتبهت حواس فارس وهو يقول :
- افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز :
- فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطت العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق :
- أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطير وأن نادر مش لوحده فيه ..المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان اثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبُنى خرج ازاى للمكان ده ...
زفر عمرو وهو يقول بضيق :
- الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون أتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامة بعينين حازمتين وقال بأصرار :
- أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
***********************************************
وفى احد الايام وفى الصباح وقف فارس ينتظر مُهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى اهداها اياها بمناسبة بداية عامها الدراسى الاول فى الجامعة .. نظرت إليه وابتسمت بخجل فقال وهو يتاملها بإعجاب وقال :
- قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة :
- لاء هو فى دعاء للهدوم الجديدة
أبتسم وهو يومىء برأسة وقال :
- قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): من لبس ثوبا جديدا فقال:الحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر)
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع :
- لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض :
- ليه دى جميلة اوى وواسعه أأهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها :
- ماهو علشان كده عاوزك تغيريها اصلها حلوه أوى عليكى وخايف حد يبصلك
ابتسمت وهى ممسكةً بيده التى تداعبها وقالت بخجل :
- يالا بقى هتأخر كده
رفع يديها لشفاه وقبل اناملها وقال بحب :
- أتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد :
- انا بقى مبحبش الكوسة واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة أهتزلها قلبها عشقاً ثم قال :
- علاقتنا ! هو انتى مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل اصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف :
- أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظارة وهو ينظر إليها شاعر باحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم :
- أنتى أتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء :
- أبلة عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقة وهو يقول بتماسك :
- كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى
ضحكت وهى تقول :
- ليه بقى
أومأ براسه وهو يغمض عينيه قائلاً بمرح :
- علشان انا عارف أنها هتعلمك بضمير
******************************************
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجرة وويبدأ فيه تأسيس مكتبة الخاص ويكون قريباً من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدا فى تاسيسة وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الايام تفاجا بدخول مُهرة عليه المكتب وهى تقول بسعادة
- يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال :
- عربية ايه يا مُهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده :
- يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطة اثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. جذبها من يدها الى أحد الاركان وقال بجدية :
- فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح وأنفعال:
- انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وأدتها العنوان وبس ..
قال بحدة :
- أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس ؟هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مُهرة
تألمت من قبضته قليلاً حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقةً للأسفل :
- الفلوس أدفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبية قائلا:
- جبتى الفلوس منين ؟
قالت ببراءة :
- بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت بها دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه ويعانقها على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى تملكة والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة :
- بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة ً براسها وهى تقول بصدق :
- هى كانت غالية عندى علشان هى منك أنت ,,بس أنت عارف انى اصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفه انك هترفض
أكتسى صوته عذوبة ورقةً وهو يقول بامتنان :
- بس أنتى مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقال بخفوت دون أن تنظر إليه :
- انا معنديش غيرك أنت يا فارس ...
*************************************
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسمة .. دكتور فارس سيف الدين المحامى ..
ولكن أين يذهب فارس من اقداره هو مُهرة بعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أيو يحيى والد مُهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أُعد أخيرا وذهب الى النيابة وأنهما لا بد ان يذهبا فى الغد على الفور أنهى فارس المكالمة سريعاً ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيب شديد ولكن وجههما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران الى بعضهما البعض شذراً .. فقال فارس على الفور :
- خير يا جماعه ايه الحكاية
نظر ابو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف الى أى جهة سينضم فارس وبدء فى سرد ما حدث بينهما من شقاق ونزاع.......
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن،
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع الفصل الثانى والثلاثون من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا