مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الثامن من رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن، هذه الرواية مليئة بالعديد من الأحداث الرومانسية والطريفة والعاطفية.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
الفصل السابع من رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن
" جاسر" وفى كل مرة كانت تكرر سؤالها لم تكن تأتيها إلا أجابة واحدة:
- لقد أبلغته بطلبك وليس بيدينا سوى الأنتظار يا سمو الأميرة
فى تلك الايام كان "سيسيان" يحاول الظهور بمظهر التخاذل فى البحث عن "جاسر" وعدم أهتمامه به وبالتالى كف قائد الحرس والشرطة عن البحث عنه واصبح الحال كالسطح الراكد تماماً ...
نراه هادئاً ولا نعلم الذى يعتمل داخله من غليان .. شعرت "ياسمينا"أن الأجواء هدأت حولها وأصبحت لا ترى أخيها سوى بالمصادفة متجنباً حتى النظر إليها .. ومع الوقت أصبح لها حرية الحركة داخل أو خارج القصر دون أن يشعرها أحدهم أنه يتلصص عليها ..
أعتقدت "ياسمينا" أنه الوقت المناسب وبالتالى شعرت" مودة" بنفس الشىء ولكن خبرتها فى الحياة كانت تشعر أن هناك شيئاً يُدبر فى الخفاء ولكن لا دليل عليه أمام ناظريها ... وبعد يومين آخرين جاءت رسالة العبور إلى "جاسر" ..أبتسمت "مودة" وهى تطوى الرسالة الصغيرة بداخل راحة يدها وهى تلتفت إلى الأميرة قائلة:
- غداً مساءاً يا سمو الأميرة
سرت رعشة بجسدها وهى تبتلع ريقها بصعوبة قائلة:
- غداً؟
ابتسمت "مودة" وهى تومىء برأسها قائلة بأضطراب يغلفه الحبور:
- رغم قلقى وما يعتمل بصدرى إلا أننى سعيدة بلقاءه مرة أخرى .. افتقدته كثيراً
عقدت "ياسمينا" ساعديها فوق صدرها وهى تستند بظهرها إلى ظهر مقعدها وتضيق عينيها متفحصة قسمات وجه "مودة" ..
نظرت لها "مودة " وإلى تفحصها لها وأبتسمت ابتسامة واسعة مما أجبر "ياسمينا" على التحدث بحنق قائلة:
- لماذا تبتسمين هكذا ؟
حركت "مودة" رأسها وهى ترفع كتفيها بمرح وتنهض واقفة وهى تستعد للأنصراف قائلة:
- لا شىء
وأنصرفت وأبتسامة أكبر من أختها تحتل ثغرها .. زفرت "ياسمينا" بقوة وهى تنهض وتقترب من الشرفة ناظرةً للسماء البعيدة القريبة تتضارب أمواج الأفكار بداخلها .. تتصارع وتتسابق إلى شاطىء الغد لعلها تجد إجابات شافيةً فى مساءٍ تنتظره بكل شغف .
*****************************
وقف"جاسر" بداخل الخان متخفياً بالرداء المخصص للبائعين الذين يساعدون صاحب الخان فى بيع أعشابه لأصحاب الأمراض والأوجاع القاصدين له لعلهم يجدوا فى العُشب وبذوره ما لم يجدوه فى العقاقير
كان "جاسر" مُجد فى عمله رغم تربصه بكل من يدخل الخان مراقباً له بطرف خفى .. وبعد إنتصاف النهار جلس جميع من بالخان يتقاسمون الطعام ويخلدون إلى راحة خفيفة تزيل عن كاهلهم عبء العمل المتواصل ووقوفهم على أقدامهم ساعات طويلة ..
ولكن الراحة لم تدم كثيراً .. أندفع الجميع للخارج فور سماعهم صوت صرخات بعض من السيدات فوجدوا رجال الشرطة يقيدون رجل مُسن بالسلاسل ويقتادونه أمامهم بوحشية كبيرة بينما تصرخ زوجته وابنته تستغيثان بكل من يمر بجوارهما لعل هناك أحد الشرفاء من يؤثر التدخل لإنقاذ هذا الكهل الكبير ..
تقدم "جاسر" خطوات خارج الخان بغضب شديد ولكن صاحب الخان وضع يده أمامه ونظر له بجدية وهو يهمس فى أذنه :
- ستفضح نفسك أيها المتهور
زم "جاسر" شفتيه وهو ينظر تجاه المرأتان الصارختان وهو يتمتم بغضب:
- ألا ترى ما يحدث هل سنتركهم يأخذون الشيخ المُسن هكذا من بيننا ؟
دفعه صاحب الخان للداخل ودخل خلفه وهو يقول بحنق وبنبرة زاجرة:
- إذن تعرضنا جميعاً للخطر وتفسد كل شىء ؟
قبض "جاسر" على إحدى القواطى والتى تمتلىء بالأعشاب أمامه وشد قبضته عليها بغضب حتى كادت أن تنكسر تحت وطأة الضغط وهو يقول بإستنكار:
- إلى متى سنصبر ... إلى متى ؟
وضع الرجل يده على كتفه وهو يقول بثبات وثقة:
- قريباً يا ولدى قريباً .. لا تتعجل
هدأت الصرخات وتحولت إلى بكاء شديد ثم إلى نحيب خفيض وشهقات متواصلة والجميع ينظر إليهما بأسف وحسرة وألم وضعف .. وفجأة قطع تلك المشاعر صوت رجل يخرج من خانه متهكماً وهو يقول ببرود موجهاً حديثه للنساء:
- لماذا تصرخون وتبكون هكذا فما حدث أمر طبيعى أنتم من تأخرتم فى دفع الضرائب المفروضة عليكم
نهضت السيدة الكبيرة وهى تكفكف دمعها قائلة بإنهيار :
- ومن أين لنا بالمال نحن نبيع الخضروات فتكفينا لطعامنا بالكاد من أين لنا بدفع تلك الضرائب الظالمة
نظر لها الرجل مهدداً وهو يقول بسخرية:
- ماذا .. ظالمة .. هل تقصدين الضرائب أم تقصدين من فرضها ؟
نهضت الفتاة سريعاً وهى تجذب والدتها إليها تخشى فقدها كما فقدت أبيها وهى تقول له :
- لالا يا سيدى هى لا تقصد شىء صدقنى
دفعت الأم يد ابنتها وهى تصيح بغضب:
- لا بل أقصد .. الضرائب ظالمة ومن وضعها ظالم
ثم نظرت إلى الجميع وهم يحدقون بها خوفاً عليها ولكن ما حوت صدورهم أكبر فجزاء الإعتراض على أوامر الحاكم معروفة مسبقاً فما بالكم بمن يتهمه بالظلم أيضاً ...
زاد الكيل وفاض جرحها وهى ترى بعينيها فقد زوجها ورب أسرتها يؤخذ أمام عينيها وهى تعلم أنه لا رجوع له فلقد عصى أوامر الملك وهتفت فى الجميع :
- نحن نجنى ثمار تخلينا عن الحاكم الصالح .. أتذكرونه ؟
إنتفض الجميع ودخل كل رجل إلى خانه وأغلقها خلفه خشية الوقوع فى جريمه ذكر الملك الصالح فهى جريمة لها عقوبة قصوى ربما تصل إلى الإعدام ... وهرب المارة من أمامها وكأنها تنذرهم بصاعقة ستنقض عليهم من حيث لا يعلمون بينما نظر الرجل المتهكم إليها وهو يقول ساخراً:
- سأتكتم أمرك فقط من أجل فتاتك الصغيرة تلك
جذبت الفتاة والدتها مرة أخرى وهى تبكى وتقول متوسلة:
- أرجوكى يا أماه لم يعد لى سواكِ ارجوكى أصمتى
هدأت الأم قليلا وهى تمد يدها لتجفف دمع ابنتها وهى تأخذها بين ذراعيها وتربت على ظهرها وهى تقول بلوعة:
- لقد صمتنا كثيراً يا ابنتى حتى وصل بنا الحال إلى ما هو عليه الآن لا تفزعى هكذا فلن يحدث أكثر مما حدث
****************************
وقف "جاسر" يعيد ترتيب القواطى الصغيرة التى تناثرت بين يديه فى الأرفف بتناسق بينما تقدم منه ربَ عمله مربتاً على ظهرة وهو يقول:
- هيا يا ولدى لقد حان وقت مغادرتك لقد بدأت الشمس فى الغروب
ألقى عليه "جاسر" نظرة سريعة وهو يضع ما فى يديه مكانه ويرسل تنهيدة طويلة وهو يعيد هندمة ملابسه مستعداً للقاءه المرتقب .
إنتظر قليلاً ثم خرج قاصداً منزل "مودة" المهجور القريب من حديقته والذى يسكنه منذ أن أستطاع الهرب قبل محاكمته الزائفة الهزلية
***********************************
أقترب قائد الحرس حتى وقف أمام "سيسيان" الذى كان يجلس فى مقعده الوثير بعظمة وكبرياء .. أستشعر بعض الخوف قبل أن أن يقول وهو مطأطأ الرأس:
- مولاى لقد أعتقلنا اليوم أحد بائعين الخضروات وفعلنا كما أمرتنا وأوحينا لزوجته وابنته أنه أمر ملكى وأن الملك المنصور اصدر إلينا فرمانا بالقبض على كل من يمتنع عن دفع الضرائب وإن كان من المعدومين والفقراء
أومأ "سيسيان" برأسه وهو يقول برضا :
- عظيم
اضطربت خلجات وجه قائد الحرس وهو يقول متلعثماً :
- ولكن يا مولاى ....
ضاقت حدقتا "سيسيان" وهو يقول متبرماً:
- تكلم يا قائد الحرس ماذا لديك
ابتلع القائد ريقه قبل أن يقول بتردد:
- أخبرنا جاسوسنا هناك أن زوجة الرجل لم تصب غضبها على أوامر الملك المنصور وفقط وأنما ..أنما ذكرت الملك الصالح بخير وقالت أنهم قد ظلموه فيما مضى و..
قاطعه "سيسيان" بغضب وهو يضرب ركبته بقبضته هاتفاً:
- ماذا .. الصالح !!
نكس القائد رأسه وقد اصفر وجهه وهو يقول مؤكداً:
- نعم يا مولاى
أستند "سيسيان" إلى ظهر مقعده وهو يقول بشرود غاضب :
- وما الذى ذكرهم بالملك الصالح الان ؟
- البصاصين فى كل مكان يا مولاى وجميعهم أخبرنى بأن هناك مجموعات من الفتيان يجلسون إلى الناس فى الأسواق والتجمعات ويتحدثون معهم بشأن الملك الصالح ويذكرونهم بمناقبه وبأنه قد ظُلم وأن ما حدث كانت مؤامرة عليه ويدللون على حديثهم بأن الأوضاع لم تتحسن بعد سجن الملك الصالح بل على العكس لقد ساءت و ..
قاطعه "سيسيان" مرة أخرى هادراً:
- كيف تسمح الشرطة بالتجمعات وكيف لم يتم القبض عليهم فى الحال أيها الأغبياء
- أنهم يختفون فى لمح البصر يا مولاى ولم نستطع بعد تحديد هويتهم والمشكله الكبرى التى تواجهنا أن العامة تجتهد فى أخفائهم ويرفضون الافصاح عنهم .
نهض "سيسيان" واقفاً من مقامه وهو يضرب قبضته اليسرى فى قبضته اليمنى والشرر يتطاير من عينيه قائلا بصوت بركان خامد يستعد للفوران:
- هذا سيفسد كل شىء .. هذا ينسف مُخططى بالكامل فبدلاً من أن أجعل الناس تكره الملك المنصور وتسعى إلى التخلص منه جعلتهم يتذكرون الملك الصالح ويتعاطفون معه وهذا خطر داهم يا قائد الحرس
ألتفت إلى القائد قائلاً بتفكيرً:
- هؤلاء الفتيان لا يعملون وحدهم لابد لهم من قائد يحركهم ويوجههم
صمت قليلاً وهو شعل فتيل افكاره الجنونية ثم قال:
- الحديث الذى دار بين قائد الجيوش و"جاسر" أمير الرُماة .. كيف لم أنتبه !!
لمعت عينيه بانفجار شيطانى مستطرداً:
- "جاسر" أنه هو .. هو من يحرك هؤلاء الفتيان هو من يُقلب العامة علينا .. هو من يسعى لنسف مُلكنا الذى ثبتت أركانه منذ عشر سنوات كاملة
صمت مرة أخرى وقائد الحرس ينتظر الأوامر بترقب شديد إلى أن أشار له "سيسيان" بسبابته آمراً:
- أريد رأس "جاسر" هذا .. اليوم يا قائد الحرس
- ولكنه اليوم لن يكون وحده كما تعلم يا سمو الأمير !!
ضحك "سيسيان" فجأة وهو يعقد ذراعيه فوق صدره قائلا:
- الملك "سيسيان" أيها القائد
أتسعت عينيى قائد الحرس مندهشاً فلم يكن يتوقع أن تأتى النهاية بتلك السرعة ثم ماذا سيُفعل بالملك المنصور بعد الآن ؟ ! .. قطع عليه "سيسيان" أفكاره وهو يهتف آمراً:
- نفذ ما أمرتك به أيها القائد ..أريد رأسه ورأس كل من ستجدهم معه
رفع القائد رأسه ينظر إلى "سيسيان" خوفاً واضطراباً عندما سمعه يستطرد بحدة:
- ثم عُد إلى هنا لتضع الملك المنصور بجوار غريمه السابق.
**************************************
حل المساء وبدء الظلام ينبش مخالبه فى السماء ويسيطر عليها بعتمته لولا ظهور النجوم الصغيرة مشاكسة ومدافعة فارضةً وجودها فى ثوبها المتلألئ اللامع .. دلفت "ياسمينا" من الباب الخشبى المتهالك بثوبها الأبيض الملائكى يعلوه وشاحاً مثبتاً بدقة وذوق فوق كتفيها بصحبة
" مودة" التى أوصدت الباب خلفها بحذر وهى تنظر حولها متفحصة للمكان ثم أشارت بيمينها إلى "ياسمينا " ترشدها إلى الإتجاه الذى تسلكه سارت "ياسمينا" بحذر وبطء وهى تستمع إلى صوت حذائها على الأرضية الخشبية الصنع والتى كانت تصدر أصوات أثناء السير عليها محذرة من تآكلها وربما تهالكها فى أية لحظة ودارت عينيها فى المكان والجدارن تفوح منها رائحة الماضى بأحزانه وأطراحه وقد خط عليها الزمن خارطته العنكبوتية ..
أشارت لها "مودة" إلى ركن صغير يسكن زاوية مظلمة يؤدى إلى ُسلم خشبي صغير .. استندت "ياسمينا" إلى الدرج الخشبى وبدأت فى الهبوط للأسفل وخلفها "مودة" ترشدها حتى لا تتعثر وبمجرد أن وصلت للنهاية رأت الشموع الكبيرة مضاءة وأستطاعت أن ترى بوضوح ذلك القبو الفسيح والنظيف وكأنه مفصولاً تماماً عن الطابق العلوى للمنزل والذى تفوح منه رائحة الأعشاب والبخور ذو الرائحة الطيبة خالى تماماً من أى أثاث إلا من فِراش صغير فى أحد أركانه البعيدة ونافذة صغيرة بجواره قريبة جدا من سطح الارض
أقتربت "ياسمينا" من الفراش البسيط وجلست على أحد أطرافه وهى تقول لـ"مودة"
- أين هو ؟
أبتسمت "مودة" ابتسامة صغيرة وهى تقترب منها قائلة:
- لن يتأخر لا تقلقى أنه ...
قاطعها وهو يهبط على السُلم الخشبى قائلاً بحبور:
- أنه ماذا يا "مودتى"
نهضت "ياسمينا" على الفور بحركة لا إرادية منها وقد خفق قلبها بقوة لا تعلم لماذا ربما للرهبة التى يضيفها "جاسر" عند ظهوره المفاجىء فى أى مكان .. أقتربت "مودة" منه وهي تهديه ابتسامة عذبة قائلة:
- كيف حالك أيها الشجاع
إبتسم واضعاً يده على كتفها مربتاً عليه وهو يقول مطمئناً:
- أطمئنى أنا بخير
ثم ألتفت بجسده كله إلى "ياسمينا" التى كانت تفرك كفيها توتراً وإقترب منها على مهل وببطء وقد زينت ثغره ابتسامة صغيرة مُرحبة بها ثم قال بصوت رخيم:
- كيف حال أميرتى ؟
أبتسمت رغماً عنها وهى تقول :
- كيف حالك أنت ؟
هز رأسه بوقار وهو يفتح ذراعيه على مصراعيهما مشيراً إلى القبو وهو يقول لها:
- كما ترين أنا أسكن هذا القبو منذ هروبى من السجن
أقتربت منه خطوة وهى تقول بجدية:
- هذا ما أريد أن أفهمه يا "جاسر" .. أريد أن افهم ما يحدث حولــ
قاطعها وهو يضع أصبعه أمام شفاها لتصمت فبترت عبارتها وهى تنظر إليه بعدم فهم فسمعته يقول هامساً:
- أنه صهيل "جسور"
أرهفت سمعها وقالت هامسةً :
- ربما رأى "عنان" فهى قريبة من حديقتك
هز رأسه نفياً وهو مازال يرهف سمعه ثم ألتفت ناظراً إلى "مودة" قائلاً:
- هناك من تبعكما إلى هنا يا "مودة"
قال كلمته وتحرك مسرعاً نحو فراشه الصغير فجذبه بخفة فظهر خلفه بابً صغير غير واضح المعالم يكفى لمرور شخص واحد فقط فى المرة الواحدة .. فتح الباب فى الحال واشار إلى "مودة" أن تمر منه .. اقتربت وأنحنت قليلا وعبرت ثم اشار إلى "ياسمينا" برأسه وهو يقول :
- هيا
نظرت إليه بتردد لا تعلم ماذا تفعل ولكنها حسمت أمرها عندما سمعت جلبة فى الأعلى وصوت السقف الخشبى يتهالك تحت وقع اقدام ثقيلة تتجه إليهم فى الاسفل .. أنحنت وعبرت الباب سريعاً وخلفها "جاسر" واغلق الباب خلفه على الفور ..
جذبهم "جاسر" بأتجاه حديقته وبدء ثلاثتهم فى العدو تجاهها .. كانت "مودة" أبطأهم ولكنها كانت تعلم أن التوقف معناه الموت !
بذلت مجهوداً مضاعفاً حتى استطاعوا أن يصلوا إلى جواد "ياسمينا"
رفع "جاسر" جسد "مودة " المنهك فوق ظهر "عنان" وإلتفت إلى "ياسمينا التى كانت تلهث بشدة قائلا:
- هيا إمطتى جوادك خلفها
نظرت خلفها وهى تسمع صوت تحطم الباب الصغير ثم نظرت إليه بخوف متسائلة:
- وأنت ؟
دفعها نحو "عنان" وهو يصيح بها :
- هيا اصعدى وسنتقابل عند باب الغابة فى بستانى
صعدت "ياسمينا" فى سرعة وأنطلقت بإتجاه البستان وهى تسمع صوت صهيل الخيول خلفها مباشرة ثم رأت سهماً يعبر بجوار أذنها وسهماً خلفه مباشرة فوق راسها تماماً فصرخت وهى تنطلق بـ"عنان" بقوة وهتفت "مودة" :
- يريدون قتلك معه يا "ياسمينا" أسرعى
بمجرد عبور "عنان " بوابة الحديقة صهلت بقوة عندما ظهر أمامها
" جسور " من العدم ويعتليه "جاسر" متجهاً نحو الباب الخشبى الكبير الذى يفصل حديقته عن الغابة وهو يهتف بها:
- أتبعينى بدون نقاش
أتسعت عينيها والهواء يلفح وجهها بقوة وهى تنظر للباب المغلق وهى تصرخ :
- كيف سنعبره وهو مغلق
عبرت الخيول بوابة الحديقة واقتربت منهما وهتف قائد الشرطه بصوت صارخ فى الجنود:
- أقتلوا الجميع الآن .. لافكاك لهما
سمعت "ياسمينا" صرخته وأهتز قلبها بقوة وقد أيقنت أن "سيسيان" أمر بقتلها هى "مودة" مع "جاسر" ..
وفى تلك اللحظة سمعت صهيل "جسور " وهو يرفع مقدمة قدميه ويضرب بهما الباب الخشبى الذى فُتح على مصراعيه وعبر وخلفه مباشرة " عنان " وأنطلقا يشقان أشجار الغابة الكثيفة المتشابكة ..إنحنت "ياسمينا" لتحمى وجهها هى و"مودة" وجوادها يتبع "جسور" فى تصميم ومثابرة محاولا اللحاق به ..
أغمضت "ياسمينا" عينيها وهى ترى أمامها ماضيها كأميرة فى قصرها ومستقبلها كفتاة مُطاردة يريد أخاها الفتك بها ولا تعلم لماذا !! ..
ماضية إلى حيث المجهول بداخل غابة تراها وتكتشفها لاول مرة ولا تعلم إلى أين المصير ولكنها مضطرة إلى أن تمضى وتلحق بـ "جاسر" إلى حيث المجهول .. ولما لا وقد أستحالت العودة !!
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثامن من رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا أيضاً: قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا