مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الثالث عشر من رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن، هذه الرواية مليئة بالعديد من الأحداث الرومانسية والطريفة والعاطفية.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
الفصل الثانى عشر من رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن
- تقبل الله يا حاجه
ابتسمت وهى تقول معاتبةً:
- أتأخرت أوى النهارده يا عصام كده برضه تقلقنى عليك يابنى
قبل كفيها مرة أخرى وهو يقول بمرح:
- يا أمى قولتلك بلاش القلق ده وبعدين ده يوم مهم عاوزانى اسيبه كده يضيع من ايدى قصدى من الكاميرا بتاعتى
أخذت بيده إلى الفراش وأجلسته بجوارها وقالت بصوت يملؤه القلق:
- يابنى انا مبقاش عندى غيرك بعد أختك الله يرحمها
حاول عصام تغير مجرى الحديث بشىء من المرح وهو يهم بفتح عدسة الكاميرا قائلا :
- أما أنا بقى يا حاجه صورتلك شوية موزز أنما ايه فاضلهم شويه ونحطهم فى المتحف جنب أخواتهم الفراعنه
قال كلمته وضغط أحد الأزار وهو يضع عدسة الكاميرا أمام عينيى والدته وهو قول ساخرا :
- أتفرجى بقى يا حاجه على ثورة أهل الفن اللى ناوين يعلمونا الدين بضمير واللى كانوا عاوزين يولعوا فينا ايام ثورة يناير .. ده أحنا هنشوف ايام سوده ..
قطبت والدته جبينها وهى تنظر إلى الفيديو وتستمع إلى عصام وهو يستطرد ساخراً مشيرا إلى أحدهن:
- الطاهره دى بقى ناويه تعلمنا الدين الصحيح أما دى بقى هتعملنا فيلم قريب علشان تحفظنا اسامى الاربعه المبشرين بالجنه قريب ان شاء الله واللى هناك ده ناوى يغير صورة مصر اللى فى الكتاب ويحطلنا صورة واحده ملفوفه فى ملايه وبتركب البوكس
أتسعت ابتسامة والدته وهو يعلق على الصور تعليقاته الساخره ثم بدأت بالضحك وضربته على كتفه ضربة خفيفه وهى تضع يدها الاخرى على قلبها قائلة :
- كفايه يا عصام قلبى وجعنى من كتر الضحك حرام عليك يابنى
تناول كف والدته وهو يقول ضاحكاً:
- أومال بقى يا ستى لو شفت الظباط اللى كانوا بيجروا ورانا فى التحرير ايام الثورة وهما بيوزعوا عصاير على الناس زى الراجل اللى بيمشى فى ماتشات الكوره وهو عمال يقول بيبسى حاجه ساقعه بببببسى
عادت إليها ذكرى ابنتها التى قُتلت على ايديهم وظهر ذلك جليا على وجهها وقسماته مما جعله يدير دفة الحوار بعيدا وهو يغلق عدسته قائلا:
- أحكيلى بقى التفاصيل علشان مفهمتش كويس منك فى التليفون .. إيه حكاية الناس اللى بايتين عندنا دول ؟
بدأت والدته فى سرد ما حدث منذ أن رأتهما وهما يفران ممن يريدون الفتك بهما بمجرد أن ابدا عدم موافقتهما على التصوير مع من يحتفلون فى الميدان وحتى أدخلتهما الغرفه وتركتهما وختمت حديثها قائلة:
- سبتهم يرتاحوا واتصلت بيك علشان متتخضش لما تيجى البيت وتشوفهم
عقد حاجبيه وهو يحك ذقنه ثم قال بتفكير:
- عموما اللى حصل حصل ولما يصحوا هتكلم معاهم ونشوف حكايتهم ايه دول
ربتت على كتفه وهى تحثه على الذهاب لفرفته قائلة:
- طب يالا روح نام شويه والصباح رباح
نهض عاصم بارهاق شديد وقبل أن يفتح باب غرفة والدته استوقفته متسائلة:
- أومال ساره خطيبتك فين مختفيه من أمبارح يعنى
ألتفت إليها مبتسماً ابتسامة منهكه وهو يرفع حاجبيه قائلا:
- هتتعبى أوى معانا يا ماما على فكره .. ما انتى عارفه ساره صحفيه مش هتفوت فرصه زى دى زمانها عملتلها كام تحقيق على كام صورة ما أنتى عارفاها تعز الاكشن زى عنيها ومفيش أكشن زى اللى فى التحرير دلوقتى ..
ثم استطرد وهو ينصرف :
- يالا تصبحى على خير
أغلق غرفة والدته خلفه بعد أن خرج منها وساقته قدماه بفضول شديد وحذر إلى غرفة "جاسر" وياسمينا" .. اقترب من الغرفة محاولا السيطره على فضوله الصحفى وكاد أن يفتح باب الغرفة ولكنه شعر أن هذا تصرف غير لائق وخصيصا أن الغرفه بها أمرأة فترك قبضة الباب وهم بالأنصراف ولكنه سمع حوارا بالداخل أجبره على الانصات وقد تملكته دهشة شديدة وشك فى قواه العقليه ونفض راسه محاولا استيعاب ما يسمع وحتى يتأكد من أنه مستقيظا ولا يحلم :
- مالك يا "ياسمينا" أنا نمت وصحيت وأنتى لسه صاحيه؟
- وكيف أنام وأنت معى فى غرفة واحدة ؟
- "ياسمينا" ده وضع مؤقت وانا قولتلك قبل كده أنا مش عارف هنقدر نرجع عالمنا أمتى وكل اللى أعرفه أن العاصفه نقلتنا مصر فى زمن بيحصل فيه اللى كان بيحصل فى زمانا لكن انا زى زيك مش عارف مصيرنا هيبقى ايه بالظبط
قالت "ياسمينا" بصوت باكى :
- أنت تستطيع التعايش فى هذا الزمن فأنت تتكلم بنفس لهجتهم وتفهم ما يدور هنا اما أنا فلا .. أريد أن أعود يا "جاسر" حتى وأن عدنا إلى الغابة بين الحيوانات المتوحشه
ابتلع عصام ريقه بصعوبه وهو يفرك جبينه ثم ينفض راسه وهو غير مصدق لما يسمع وتمتم وهو يسير بأتجاه غرفته مذهولا:
- ماهو أنا لو بشرب حاجه اصفره كنت قولت ماشى .. يمكن تكون نمت يا واد يا عصام وانت واقف وبتحلم .. جايز برضه
***************************
أطلت اشعة الشمس بخيوطها الذهبية الحاره من بين فتحات النوافذ ومن خلف زجاجها الشفاف لتلقى بنورها داخلها وتوقظ "ياسمينا" بعد ساعات نوم قليلة جدا .. استيقظت "ياسمينا" وفتحت عينيها ببطء وهى تتمنى أن ترى نفسها بداخل مخدعها فى قصرها وان ما مضى كله كان حلما وربما كابوساً مفزعاً ولكنها أغمت عينيها بأحباط عندما وجدت "جاسر" يتململ فى نومته على الأرض بجوار باب الغرفة .. نظرت إليه وأ بتسمت لطريقة تململه الطفوليه ولكن سرعان ما أختفت الابتسامة من ثغرها وتلاشت من عينيها عندما فتح عينيه ببطء ونهض على الفور وهو يعدل هندامه بحرج قائلا:
- صباح الخير
تمتمت ببطء وهى تنهض من فراشها :
- صباح الخير
ثم تابعت وهى تنوى الخروج من الغرفة:
- ساذهب إلى الحمام
استوقفها باشارة من يده وتقدمها قائلا بغريزة المقاتل :
- استنى لما اشوف الدنيا امان بره ولا لاء
أبتسمت ساخرة وهى تقول :
- نحن فى منزل يا "جاسر" ولسنا فى الغابه ألا تنسى ابدا أنك أمير الرماة
فتح باب الغرفة وهو يقول ساخراً:
- قصدك كنت أمير الرماة
بمجرد أن فتح الباب حتى صدم بـ "عصام" أمامه ينظر له متفحصاً ثم قال بريبة:
- صباح الخير يا .. يا امير الرماة
سمعته "ياسمينا" من الداخل فأندفعت على الفور إلى الخارج وهى تقول لـ"عصام" :
- كيف عرفته ؟ .. هل تستطيع أن تساعدنا فى العودة إلى عالمنا ؟
قطب "عصام" جبينه وقد أزدادت دهشته وتأكد مما سمع بالأمس ومما سمعه الان بينما ألتفت "جاسر" إليها بنظرات غاضبة ولكنه لم يستطع أن يوضح ما قالته "ياسمينا" منذ قليل
تمتم "عصام بدهشة ممزوجة بالخجل:
- أنا آسف مكنش قصدى أتصنت عليكوا أنا سمعت كلامكوا بالصدفه أمبارح ودلوقتى
ثم استطرد متعجباً وهو يتفحصهما :
- بس مش فاهم حاجه حاسس انى فى فيلم خيال علمى
جاءت والدته لتخبرهما أن طعام الافطار ينتظرهم ولكنها توقفت أمام المشهد والحديث الذى يدور بينهما .. لم يكن امام "جاسر" فى هذا الوقت إلا أن يقص عليهما حكايته مع "ياسمينا" وكيف نقلتهما العاصفة إلى خضم الاحداث فى مصر
تبادل "عصام" نظرات الشك الواضحه مع والدته وهم يجلسون حول الطاولة المستديرة بعد أن أنتهى "جاسر" من سرد كل شىء عليهما بينما كانت "ياسمينا" تجلس بجوار "جاسر" تحاول تحاشى النظر إلى "عصام" الذى كان يتأملها هى و"جاسر" بحيرة وشك ودهشة طاغية وهو يقول بتفكير:
- حاجه غريبة .. لاء حاجه مستحيله
ثم أعاد النظر إلى "ياسمينا" وهو يستدرك بابتسامة طفوليه:
- ولو أن أنتى شكلك يدى على ملكه مش أميره وبس
لم تفهم "ياسمينا" مقصده بينما أتكا "جاسر" بمرفقيه على الطاولة موجهاً نظرات حانقة لـ"عصام" وهو يقول بضيق:
- أظن خالينا فى موضوعنا ..
ثم تابع بنظرات متوعده :
- ولا ايه ؟
تبادل "عصام " النظرات مع والدته ثم قال بابتسامة :
- ماشى يا عم الحمش
مالت عليه والدته وقالت بخفوت:
- نوديهم يابنى مستشفى يكشفوا على عقلهم يمكن تعبانين ولا حاجه ؟
ضحك "عصام " ولم يستطع خفض صوته هو يقول ضاحكا:
- لو حكوا الحكايه دى قدام دكتور فى أى مستشفى مش هيحجزهم عنده وبس لا ده هيبلغ عنهم كمان
نهض "جاسر" وهو يهتف بغضب:
- أحنا مش مجانين وعموما أنا هنمشى دلوقتى ومتشكرين أوى على حسن الضيافه
وقف "عصام "بحرج وهو يمسك بيده وأجلسه وهو يقول معتذراً:
- أنا آسف والله بس هى الحكايه عجيبه فعلا
ثم تابع ساخراً :
- ولو أن من بعد الانقلاب الواحد المفروض يصدق أى حاجه
جذبت الكلمة أنتباه "جاسر" فقال متسائلا:
- مش فاهم ممكن توضح أنقلاب ايه ؟
تململ "عصام" فى جلسته وهو يقول:
- بأختصار علشان منطولش على بعض .. حصلت أنتخابات رئاسه بين مدنى وظابط طيران المدنى كسب .. الناس اللى كانت عاوزه الظابط مسكتوش وبعد سنه طلعوا بأعدادهم وظباطهم ومداماتهم ودبابه يمين ودبابه شمال شالوا الرئيس المدنى وافتكر كده أنهم ناوين على ظابط برده بس المره دى مش ظابط طيران .. اصل فى ناس كده متعرفش تعيش من غير ما تقول تمام يا فندم
قالت "ياسمينا " بأنفعال:
- اريد أن أعود إلى عالمى ارجوك ساعدنا
هزت المرأة العجوز راسها بأسى وهى تنظر إلى "ياسمينا" وهى تقول باسف:
- هنعمل ايه بس يا بنتى دى حكاية ولا فى الاحلام والله .. أديكوا قاعدين معانا لحد ما نلاقى صرفه
ثم نظرت إلى "جاسر" معاتبةً وهى تقول :
- مكنش المفروض تقول أنها مراتك .. من هنا ورايح "ياسمينا" هتنام معايا فى أوضتى
نهض "عصام" بمرح وهو يقول:
- أنا هقوم أتصل بـ"ساره " خطيبتى وأخاليها تيجى وتسمع حكايتكم دى وساعتها هيحصل حاجه من أتنين .. يا أما تصدقكوا وتفكر معانا هنعمل ايه يا أما هتفسخ الخطوبه وتبلغ عنى مستشفى المجانين
لم يكن حال "سارة" بأقل مما توقعه "عصام" وهى جالسه بينهم وتستمع إلى قصة العاصفة الزمنية التى نقلت "جاسر" و"ياسمينا" إلى مصر .. الاندهاش والتعجب وأتساع العينين وفغر الفم ببلاهة إلا أن "سارة" أستعادت توازنها سريعاً وقالت على الفور:
- أنا مستوعبه جدا ومصدقه أوى
نظر لها "عصام" بابتسامة مرحة قائلا:
- على أى اساس يا فكيكه هانم
قالت بحماس:
- سببين .. الاول أنى مؤمنه أن مفيش حاجه بتحصل صدفه وطالما ده حصل يبقى أكيد فى هدف من النقله الزمنيه دى وخصوصا أن حكاية مملكتهم زى حكاية بلدنا بالظبط ولو أنى لسه مش قادره أحدد الهدف بالظبط ..
ثم استطردت وهى تنظر إلى "جاسر" :
- السبب التانى بقى أن "جاسر" فعلا شكله شبه فرسان الاساطير
ضغط "عصام" على مرفقها واصطكت اسنانه وهو يهمس لها بغيظ:
- بقى كده ؟
قالت بأندفاع :
- لا والله مش قصدى انا قصدى الشكل يعنى وكده
ضحكت والدة "عصام" وهى توجه حديثها لـ"جاسر" قائلة:
- معلش يا بنى هما كده ناقر ونقير على طول انا مش عارفه لما يتجوزوا هيستحملوا بعض أزاى
أنهت عبارتها وهى تنهض وتشير إلى "سارة " قائلة:
- يالا معايا يا "سارة " نحضر الغدا
وقفت "سارة" ناهضة وهى تلوح الى "ياسمينا" بمرح وتنحنى بأحترام :
- عن أذنك يا سمو الأميرة
أبتسمت "ياسمينا" بعد أن كان وجهها متجهماً وأدركت أن "سارة" كانت تمزح منذ قليل عندما تحدثت عن مواصفات "جاسر" ..
مال "جاسر" واقترب من "ياسمينا" هامساً:
- أنتى زعلتى بجد ولا أيه ؟!
ألتفتت له بغرور قائلة باقتضاب:
- لا
تناول "عصام" كاميرا الفيديو الخاصة به وسحب مقعد وجلس بجوار "جاسر" وهو يفتحها قائلا :
- هفرجك بقى يا عم الفارس على شوية فيديوهات أنما ايه عجب
ضغط أحد الازرار وهو يقول:
- بمناسبة بقى شارع محمد محمود اللى نزلتوا فيه ده فيديو عن شباب كانوا ماسين فيه فى مسيرة والشاب اللى بيتكلم ده اسمه " جيكا " الله يرحمه والكلام ده مهم أوى بقى علشان الناس اللى بتقول أن الاسلامين معملوش معانا اى حركة جدعنه وخصوصا فى محمد محمود
شاهد "جاسر" الفيديو وهو و"ياسمينا" وهو عاقداً لجبينه ثم قال بتفكير:
- مين حازم ده اللى بيتكلم عنه ؟
ابتسم "عصام" قائلا:
- أنا سعيد أنك سألت السؤال ده يا "جاسر"
ألتفت "جاسر" إليه قائلا بدهشة :
- حاسس انى سمعت الجمله دى قبل كده
ضحك "عصام" ثم تابع حديثه قائلا:
- ده بقى الوحيد اللى تنبأ بالأنقلاب من قبل ما يحصل وقعد ينبه الناس ولا حد سمعله وآدى النتيجه .. ولما حصلت أحداث محمد محمود كان هو من الاوائل اللى دعى أنصاره للنزول وحماية الشباب هناك وبسبب الموقف ده حصلت مشاكل بينه وبين قيادات كتير وقتها وافتكروا أنه راجل بتاع دم وهو اصلا عمل كده علشان يحافظ على الدم
رفع "جاسر" حاجبيه بإعجاب ونظر إلى شاشة الفيديو مرة أخرى و "عصام" يسرد عليه بعض الوقائع المهمه ويريه بعض المقاطع التى تدل عليها وتوثقها .. مر الوقت كالرياح دون أن يشعر أحدهم بسقم أو ملل وكان "جاسر" يستمع ويتعلم ويخزن فى ذاكرته كل كلمة يستمع لها بأهتمام شديد وكذلك "ياسمينا" كانت تنصت بأهتمام وتركيز شديد .. مرت الساعات ولم يكن هناك حديث يدور بينهما إلا عن الاحداث وكيف وصلت بهم الامور لما هى عليه الان ثم أنتقلوا إلى الحال الذى اصبح عليه "جاسر وياسمينا" وكيف سيتعايشا مع الوضع الجديد وهنا قالت والدة "عصام" بترحاب شديد وصدق:
- هما هيفضلوا معانا هنا لحد ما يحلها ربنا
شعر "جاسر" بالاحراج الشديد وهو لا يدرى ماذا يقول وهل يرفض وحتى وإم رفض أين سيذهب هو و"ياسمينا" فى ظل هذه الظروف الغير مستقرة .. قاطع افكاره حديث "عصام" الموجه له قائلا:
- أنا رايح انا وزمايلى المصوريين بكره عند دار الحرس الجمهورى بيقولوا الريس محتجز هناك ..أيه رايك يا "جاسر" تيجى معانا ؟
قال "جاسر" بتفكير:
- هنروح نعمل ايه وايه لازمتها اصلا ؟
عقد "عصام " بين حاجبيه بينما قالت "صارة "بأنفعال:
- أزاى بقى لازمتها ايه .. يعنى يخطفوا الرئيس اللى أنتخبناه وأحنا نقعد نتفرج
تابع "عصام" بهدوء:
- الناس هتعمل وقفه سلميه معترضين على اللى حصل وأحتمال يعتصموا وبعدين أحنا اصلا صحفين ولازم نقوم بدورنا فى تغطية الاحداث ده شغلنا
أومأ "جاسر" براسه موافقاً وهو يقول:
- خلاص هروح معاك
ألتفتت والدة"عصام" إلى خطيبته "سارة" متسائلة:
- أنتى هتروحى معاهم يا "سارة"
هزة "سارة" رأسها نفياً وهى تقول:
- لا يا طنط أنا لازم أغطى أحداث رابعه أول بأول
******************************
مرت عدة ايام و"ياسمينا" تحاول التعايش والتاقلم على وضعها الجديد وساعدها على ذلك الطيبة والامان التى تجدها فى ابتسامة والدة"عصام" ولكنها مازالت قلقه .. "جاسر" مازال فى صحبة "عصام" ورغم أن الاتصالات بينهما لا تنقطع ولكن فى كل يوم يمر كان قلقها يزيد خصيصا وهى تجلس أمام التلفاز وتشاهد الاخبار وترى البعض تساقط على اثر أستنشاقهم لدخان القنابل المسيله للدموع وفى آخر أتصال بينهما أنهت حديثها بصوت مختنق متسائل:
- متى ستعود يا "جاسر"
فيجيبها بحماس :
- لسه مش عارف بس متقلقيش أطمنى
لا يعلم "جاسر" من اين يأتى بهذا الحماس الذى يشتعل فى عروقه رويدا رويداً ليملأ عليه تفكيره وعقله وقلبه .. ربما يستمده من صبر هؤلاء الذين يحيطون به .. أنه يرى نساء تحمل أطفالها بصبر وتهتف بحماس وأمامهن أزواجهن وإخواتهن وربما ابائهن يهتفون بصدور عاليه وصوت جهور لا يملكون الا الثقة بالله والصبر على ما اصابهم يشتعل الامل بداخلهم وهم يرون النصر فى كل نقطة دم تسيل فتزيدهم ثبات وعزيمة وإيمان .. غاب نور الشمس وأحاط الليل بهم وهم بين ساجد وراكع لله رب العالمين يؤدون صلاة الليل على ارصفة الشوارع حتى اذن المؤذن لصلاة الفجر وتراصت الارجل والابدان بخشوع وفى الركعة الثانية دوت الرصاصات تشق همهمات التسبيح وتعلن بداية مذبحة جديدة .. "مذبحة الساجدين "
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثالث عشر من رواية ولا فى الأحلام لدعاء عبدالرحمن
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا أيضاً: قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا