مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل الأول من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
أن تجد الحب شئ
وأن يجدك هو شئ آخر..!
مسافة طويلة تقطعها علي قدميها بعد انتهاء عملها في تلك الورشة الصغيرة القابعة تحت السلم المخصصة لحياكة ملابس الأطفال،والتي تعمل بها منذ ثلاث سنوات، في كل يوم منها كانت تتوقع انهيار ذلك المبني القديم المتهالك فوق رؤوسهن جميعا؛ فتسوى الورشة بالأرض ،ولكن هذا لا يمنعها من الوصول لعملها في الموعد المعتاد،ثم هبوط ثلاث درجات إلى الأسفل وصولا إلى المدخل الممتلئ بقطع القماش الملونة الفائضة من المصانع الكبيرةالتى تبيعه لتلك الورش بالكيلو؛لتصنع منه ملابس للأطفال يتم ترويجها في الأحياء المتوسطة والشعبية بعد أن توضع عليها علامة لماركة مشهورة.
خطوة أخرى وتصل إلى منحني آخر،السيارة الخشبية الخاصة ببيع الخضروات صباحا مرصوفة كالعادة تحت نفس البناية المتهالكة هناك،محل الحلاقة على اليمين مغلق بالطبع؛ فاليوم هو الإثنين من أيام السبوع، هي علي استعداد أن تغمض عينيها وتسير دون أن تتعثر ، فلقد حفظت الطريق عن ظهر قلب بكل منحنياته، وبركه المائية، ومحاله المغلقة والمفتوحة، وعدد بناياته المتلاصقة،حتى وصلت إلى المنحنى المنتظر الذي اعتادت قدماها ان تحث السير من بدايته إلى طريق آخر أكثر أمنا، كما اعتاد قلبها علي سرعة ضرباته هنا تحديدا،الشارع الضيق يظهر كأنه لا ينتهي بفضل تلك الإضاءة الضعيفة الصادرة من عامود الإنارة البائس صاحب الأمعاء السلكية الظاهرة للعيان فوق الرصيف المتهالك الأكثر بؤسا منه.خطوة أخرى كانت كافية؛ لتلاحظ الشاحنة الصغيرة الرمادية التي تعرفها جيدا مرصوفة هناك علي بعد خطوات قليلة، سقفها يحمل الأتربة الملتصقة به كالمعتاد.
دون إرادة تباطأت خطوات (غفران) حتى توقفت تماما عندما اقتربت من الشاحنة بوجل ،وذهنها مشغول يحاول أن يجد تفسيرا لتواجدها خنا في تلك الساعة المتأخرة من الليل ، بل وخلوها من صاحبها تاركا بابها مفتوحا؛(عريس الغفلة) الذى يكبر والدها في العمر، والذى ارتدت خاتم خطبته منذ سنوات ثلاث.
أطرقت برأسها وهي تطلق آهة شاردة كشرود استدارتها البطيئة وهي تستعد لاستكمال طريقها مجددا، كل شئ في تحركاتها ينبئ بأنها فى عالم آخر، وكأنها تسير بداخل عقلها أولا؛ لتعرف أى السبل تسلك؟ كمن أوشك على الوقوع في بئر سحيقة ،ولا يملك قرار التوقف أو الرجوع.
أيا كان سبب شرودها الآن فهو لا يشغل تفكير ذلك الرابض في الزاوية المظلمة القريبة منها، يستعد لتنفيذ الخطة التى اضطر إلى ارتجالها بعد أن فقد أثر فريسته الأولى،لتكون هى الطعم الذى سيوصله إليه!..
تحرك نحوها بخطوات حذرة كالفهد بعد أن تأكد من عدم وجود مارة هنا وهناك وحانت الفرصة، انقضاضة واحدة من الخلف كانت كافية؛ ليشل حركتها بشماله،وباليمني كمم فمها بقطعة قماشية تحوي مخدرا قويا سريع المفعول ،وقبل أن تفيق من صدمتها تخلي عقلها عن وعيه فى لحظات، وتراخت ذراعاها المتشبثتان بقبضته بذهول حول فمها، وتنازلت قدماها عن حملها ملقية بنفسها نحو صدره كهدية ثمينة.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن،
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا