مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل السادس عشر من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
أنهى(محمود) عمله منذوقت طويل ثم قضى بقية ساعات يومه فى مشاويروهمية
هنا وهناك حتى يعود إلى منزله متعبا فيرتمى فوق سريره مباشرة
كان الوقت متأخرا جدا وقد هدأت الحركة فى الطرقات من حوله
وباتت خطواته مسموعة له كما هى ذكرياته التى تشتعل فى تلك فى تلك اللحظة كل يوم تقريبا.
وبرغم الشهور المنصرمة التى قضاها وحيدا وبالرغم من أنه يعلم تماما أنه هو من حكم على
نفسه بتلك الوحدة إلا انه لا زال يعيش داخل ذكرياته يكره الفراق ولكنه يستخدم تلك الذكريات
كمحفز له علي الاستمرار مثل الوقود الذى يدفعه للأمام ويقول له:
استمر استمر فى طريقك لتعيدها إليك مرة أخرى.
استجابت ملامح وجهه لذكراها العطرة فاشتعل بالحنين بمجرد أن دلف إلى شقته
هدوء قاتل مصاحب لظلام شقته تلك الإضاءة الضعيفة الصادرة من الممر الطويل
الذى يفرق بين غرفة الإستقبال وغرفة النوم الداخلية
سيقوم بتبديل ملابسه إلى منامته الزرقاء السخيفة ثم سيتجه ألى غرفة ابنته الصغيرة
لعله يجدها تنام بأحضان والدتها كما كان فى الماضى
تحتضنها بقوة وكأنها تحتمى بها إلا أن فراغ الغرفة منهما جعله يطرق
برأسه وينصرف عائدا إلى غرفته.
فى ماضيه القريب كان يترك زوجته تحتضن ابنته بينما ينسحب هو فى خفة على أطراف
أصابعه حتى لا يوقظهما ليتسنى له احتضان حاسوبه المحمول دون مراقبة من أحد.
وهنا تبدأ المتعة الحقيقية متعة مبتورة يتيمة لدقائق تمتص فيها صحته وتوازنه واحترامه
لنفسه ثم تلقى به وترميه سريعا إلى واقعه المرير وحيدا منبوذا بفراش سئم برودته.
دلف إلى شقته عابسا بحركاته الاعتيادية وهو يقذف بالمفاتيح علي الطاولة المرتفعة
البنية اللون والمجاورة للباب وبعد خطوات قليلة كان يرتمى علي الأريكة المواجهة
للتلفاز لاشهية لديه للطعام فقط يريد أن ينام ليستكمل عمله صباح الغد
الذهاب إلى المدرسة ثم زيارة ابنته التى تعيش مع والدتها منذ عام تقريبا بعيدا عنه
خوفا منه كرها له لا فرق بينهما لديه المهم الآن هو طريق الشفاء الذى رسمه لنفسه
منذ أشهر قليلة ولابد أن يكمل طريقه إن أراد أن يستعيدهما مرة أخرى ويستعيد معهما
احترامه لنفسه.
مد يده بإرهاق إلى جهاز التحكم عن بعد ليستهلك بعض الوقت قبل ذهابه إلى النوم
ليشتت أفكاره البائسة وبعد عدة ضغطات عشوائية صادف إعادة لحلقة برنامج تم
استضافته فيه منذ أيام كباحث أكاديمى يكرس وقته لمحاربة الإباحية المنتشرة
وآثارها على المجتمع وعلاقتها بالجرائم.
هكذا كان الموضوع الذى تناولته الحلقة وكانت تدور حوله النقاشات
تناول هاتفه على الفور بحماس مفاجئ مرسلا رسالة إلى (فنار) زوجته كان
منتشيا وهو يكتب كلماته القليلة إليها كما كان بالضبط حين أخبرها فى المرة
الأولى عن اللقاء لتشاهده ولكنها أخبرته بعد ذلك أنها كانت مشغولة بالواجبات
المنزلية لابنتهما ونسيت موعد الحلقة ...
لا ينكر أنه أصيب بالإحباط والفتور لبعض الوقت.
كان كالطفل الذى أحرز هدفا فى شبكة الخصم وصفق له الجميع
وعندما التفت تجاه المدرجات وجد والدته نائمة أو مشغولة عنه.
أما (فنار) فلم تكن فى حاجة إلى رسالته فلقد كانت جالسة بالفعل أمام التلفاز تتابع الحلقة
كما فعلت فى المرة الآولى !لا تعلم لماذا أنكرت مشاهدتها له سابقا؟
ربما لازلت تعاقبه بشتى الطرق بدأتها بهجره إلى منزل والدها
ذلك الذى يبعد عنه بشارعين فقط.
فقد كانت (فنار) وحيدة والدها الذى أصر عندما تقدم (محمود) لخطبتها على أن يؤجر
شقة الزوجية فى مكان مجاور له لتكون بجانبه دوما؛لم ينجب غيرها وهى التى تبقت
له بعد وفاة والدتها بعد إنجابها بعدة سنوات لم تتجاوز العشر.
وقتها وافق (محمود) على مضض ولكنه الآن شاكر جدا لوالدها على هذا الصنيع
فهذا القرب هو ماينفعه الآن للغاية يستطيع أن يرى ابنته كل يوم تقريبا
هى هجرته نعم ولكنها لا تزال قريبة منه.
وبتركيز شديد وكمن تتابع الحلقة وتستمع إلى الحوار للمرة الأولى.
استندت إلى الوسادة أسفل مرفقها وقربت كوب الشاى الساخن من فمها
بينما جهاز التحكم عن بعد لازال فى يدها الأخرى وقد جمعت قدميها أسفل منها
كما جمعت شعرها للأعلى ريثما هو يجيب سؤال مقدم البرنامج فى التلفاز قائلا:
هناك أكثر من موقع تم افتتاحه عن طريق ممثلات تركن مهنة الإباحية بسبب إصابات
وأمراض لا يرجى الشفاء منها ويحذرن الناس من خطر الوقوع فيها وجميعهن اتفقن
فى حكاياتهن أنهن جميعا لا يقمن بتصوير تلك الأفلام إلا بعد جرعات من الأدوية المخدرة
لابأس بها تذهب بعقولهن بعيدا عن الإحساس بالواقع حتى يستطعن تأدذية عملهن هذا بشكل
مقنع يمنح تأكيدا للمشاهد على استمتاعهن الشخصى بما يقمن به..هذا أولا...
وثانيا ليستطعن السيطرة على مشاعر القرف والاشمئزاز والألم الذى يعانينه أثناء تصوير
تلك الأوضاع الشاذة والأفعال التى تعارض الفطرة السوية وبالرغم من كل هذه الأدوية
إلا أنهن يتوقفن كثيرا صارخات بمخرج العمل أن يوقف التسجيل مرة تلو الأخرى بسبب
حالات القئ والنزيف التى تعتريهن أثناء التصوير..حتى إن المشهد الذى يظهر لخمس
دقائق فقط يتم تصويره فى ساعات طويلة وربما فى أيام.
وضعت (فنار) راحة كفها على معدتها وهى تشعر برغبة فى التقيؤ مما تسمع
لم تستطع فطرتها السوية أن تتحمل بالرغم من أنها تستمع لتلك المعلومات للمرة الثانية
تركت كوب الشاى من يدها واضعة إياه على الطاولة المجاورة بجانب الفراش
فهى لاتزال على عادتها بوضع التلفاز فى غرفة نومها وظلت تستمع لما يقول مقدما
مالديه من معلومات بعضها اكتسبه عن طريق البحث وأكثره من خبرته الشخصية.
ربما يتعجب المشاهدون الآن من قولى:
للأسف مصر هى الدولة الثانية على العالم بحثا عن المقاطع الإباحية فى شبكة
الإنترنت وربما هذا يفسر لنا سبب إنتشار جرائم الخطف والاغتصاب التى تنتهى
غالبا بقتل الضحية والتى انتشرت فى الآونة الأخيرة.
بل ربما يفسر لماذا وصل الأمر إلى حد الإدمان؟
ولابد من محاربته كما تتم محاربة المخدرات تماما ولكن للأسف حتى الحكم الذى
صدر يلزم الدولة بمنع هذه المواقع لم يتم تنفيذه ولا نعلم أسبابا مقنعة لهذا ولا من
له المصلحة فى عدم تنفيذ هذا الحكم؟
ماذا ننتظر؟ لقد وصلت الكارثة إلى جرائم انتهاك المحارم....
أب يتحرش بابنته...أخ يعتدى على أخته...خال مغتصب لابن أخته...
وصلنا إلى القاع للأسف الشديد.. ولا أحد يتحرك.
غامت عينا (فنار) فى تلك اللحظة وهى تتذكر اللحظة التى عادت فيها من عملها
ووجدته نائما منكفئا على وجهه فوق سريرهما وابنتهما تلعب بجواره بعرائسها
على الأرض بينما حاسوبه المحمول مفتوح ولكن شاشته مظلمة وقتها حاولت
كثيرا أن تمنع نفسها من البحث خلفه ولكن تغير أحواله منذ فترة لم يكن هينا أو بسيطا.
فى البداية ظنت أنه يخونها ويتواصل مع امراة أخرى عن طريق الإنترنت
فلقد أصبح يحب النوم وحده فى الغرفة ليلا
كم مرة قالت له بأن يوقظها عندما يجدها نائمة فى غرفة ابنتهما
لتنتقل للنوم إلى جواره!
فهى تأخذها سنة من النوم وهى تقص عليها حكاية ماقبل النوم
ولكنه لا يفعل بل ويغلق باب الغرفة من الداخل مرات ومرات..ز
صار يعتذر كثيرا عن الذهاب إلى عمله صباحا ويتحجج بأن جميع حصصه
فى المدرسة باتت متأخرة بعد أن كانت صباحية فكانت تتركه وحيدا فى المنزل
وتأخذ ابنتها إلى الروضة قبل أن تذهب إلى مدرستها فهى أيضا معلمة ولكن
للغة العربية والتربية الدينية فى مدرسة أخرى غير التى يعمل هو بها.
اليوم تركت له الطفلة فى رعايته كما وعدها لأن حرارتها مرتفعة قليلا وذهبت لعملها
ظلت هناك لساعتين فقط وعندما قامت بالاتصال به مرات كثيرة لتطمئن على الطفلة
ولم يجبها اضطرت غلى طلب إذن انصراف والعودة إلى البيت...
وكانت الصدمة...
فضحه سجل التصفح ! لم تصدق عينها فى البداية ظلت مصدومة لا تعى ماتراه عيناها
حتى إنها لم تخبره عما وجدته ولكنها بدأت تراقبه وفى كل مرة تكتشف أنه لم يدخل إلى
هذه المواقع من قبيل الصدفة لم تكن فترة مراهقة متأخرة يمر بها والسلام إنه يزورها
بانتظام يوميا يترك عمله لأجلها بل وبدات أنه ترك الصلاة أيضا.
معقول.. هل هذا (محمود) ! الشاب المهذب الذى تعرفه منذ مراهقتها والذى أصبح زوجها
منذ خمس سنوات فقط.
لا..لا..بالتأكيد سينتهى من هذا العبث قريبا سيعود إلى رشده بالتأكيد وصمتت ولكن الوقت
مر والنزوة لم تنته والأمر تفاقم فلم تجد بدا من المواجهة
خجل فى البداية واعتذر ووعدها بالتوقف ولكن لم يحدث لم يتوقف زادت المشاجرات
بينهما وتبادلا الاتهامات:
أنت مقزز.
وأنت غير كافية لي.
وأخيرا أظلهما سقفان وافترقا بعد أن كانا تحت سقف واحد وبدأ يجد لنفسه أعذارا واهية
لماذا هى متصلبة الرأى متحجرة التفكير هكذا؟ لماذا لا تتركه حتى يزهدها وحده؟
هو رجل وهو مسيطر.
أما هى فقد اختارت الابتعاد والهجر ليفيق مما هو فيه وقالت بأعلى صوت لديها:
سأترك لك الغرفة وأنام بجانب ابنتك أتمنى أن تنفعك هذه القذارة وتغنيك للأبد.
ومن يومها وهى تتجنبه ولا تتحدث معه سوى فيما يخص شؤونهم المادية فقط
وهو قد استاء فى البداية بل وجن وثارت عواصفه ولكن مع الوقت بدأ يعتاد
فراقها ... وحاسوبه ووحدته.
وكلما أراد مصالحتها وإعادتها إلى غرفتهما كذب عليها وأعلن توبته وبعد عدة أيام
تعود (فنار) وتكتشف أنه لم يفعل لم يترك إدمانه بعد فتهجره وتبتعد وهكذا استمرت
الحال على ماهى عليه وعلى المتضرر التنازل أو الكذب أحيانا على حسب حاجته!.
حتى حدثت الكارثة استيقظت فجر ليلة ما على الحرارة الشديدة المنبعثة من جسد
طفلتها الساكنة بين ذراعيها الطفلة ترتعش وتنتفض وهى تسرع بها تجاه حوض
الاستحمام وتفتح المياه فوق جسدها ولكن الدقائق تمر والحرارة لا تستجيب لا
للمياه ولا للأدوية فهرولت نحوه لتستنجد به لابد أن يذهبا بها حالا لأى مشفى قريب
طرقت باب غرفته حتى كادت تكسره ولكنه لم يفتح كان غارقا فى النوم بعد ليلة طويلة
قضاها مع حاسوبه وقد أغلق الباب علي نفسه من الداخل كما اعتاد.
وقفت على بابه ضائعة تائهة الطفلة تشتعل بين أحضانها ودموعها تغرق وجهها خوفا
عليها بينما رماها هو على طول ذراعه فى صحراء وحدها هى وابنته التى لا يستحقها
نعم لا يستحقها ولا يستحق أن يكون زوجا ولا أبا بعد اليوم.
ارتدت من ملابسها ما وجدته أمامها ولفت ابنتها جيدا بين ذراعيها وجرت بها إلى والدها
الذى فتح لها الباب بعد ثلاث طرفات فقط ومن يومها لم تعد حتى بعد وفاة والدها ظلت فى
بيته ورفضت العودة معه رامية فى وجهه عبارة لم ينسها أبدا:
لم تعد مصدر أمان ولا حماية ...الحياة هنا أو فى بيتك واحدة كلاهما أعيشها وحدى.
ومنذ ذلك اليوم وحياتها تمضى مع ابنتها كما هى بروتينية صماء
أدخلت ابنتها فى المرحلة التمهيدية فى نفس المدرسة التى تعمل بها
تذهب وتعود معها يوميا تتناولان طعام الغذاء ثم تجلسان فى الشرفة عند الخامسة
مساء كما اعتادت مع والدها تحتسي الشاى الساخن بأوراق النعناع
والدها الذى كسر آخر ضلع فى جسد تماسكها بمفارقته الحياة بهدوء كما عاش حياته كلها
مالت الجدران فوق رأسها لشهر كامل عندما فقدت سندها الرئيسى ولكنها اضطرت للسير
فى طريقها مجددا من كبوتها لأجل ابنتها تعمل وتهتم بها وتحبها ولا يهمها العالم من بعد ذلك.
حتى حدث منذ أيام قليلة مالم تكن تتوقعه عندما طرق (محمود) بابها ذات مساء ومر بجوارها
إلى الداخل وهو يحمل حاسوبه المحمول بين يديه جلس على أحد مقاعد الصالة الصغيرة ووضع
الحاسوب على الطاولة من أمامه قائلا بصراحة ودون مواربة:
لقد قمت منذ أسابيع بإنشاء صفحة على الفيسبوك لتوعية الشباب من خطر الأفلام الإباحية
وفى الوقت نفسه أقوم بجمع مقالات ترشد الذين وصلوا منهم إلى حالة من الإدمان إلى طريقة
العلاج وفى طريقى لعمل موقع خاص على الإنترنت يضم كل هذا ولكننى ضعيف يا (فنار)
وأحتاج إلى مساعدتك.
قطبت حاجبيها وهى تناظره بريبة وتدور بجانبه لتمر إلى المقعد المواجه له والذى تفصل
الطاولة بينهما وهى تحرك رأسها بعدم فهم وتطلب الشرح أكثر:
لا أفهم ماذا تريد منى؟
رفع عينيه نحوها وقد بدا جديا جدا فيما يقول:
لقد حاولت مرة بعد مرة أن أتوقف ولكن لم أفلح أبدا...
أتوقف لأيام ثم أعود من جديد فلم أجد طريقة أخرى غير أن أقوم بإلغاء اشتراكى
بالإنترنت فى منزلنا حتى أقطع على نفسي الطريق من الأساس وسأظل هكذا حتى أتوقف
تماما وأشعر بالشفاء.
لازالت صامتة تحتمى بقشرتها الباردة الخارجية حتى لا تنفجر فيه إن كان يظن أنها ستصدقه
فهو واهم فليضع صفحته تلك فى مياه ويشربها كاملة ختى آخر نقطة فلم يعد يخصها أى شئ له
علاقة به منذ وقت طويل.
(فنار) لقد وجد الشباب ملاذا لهم وأنا لا أريد أن أتركهم أريد أن أتعافى معهم وبينهم وقبلهم ايضا
وتلك المعضلة لن يساعدنى فى حلها غيرك.
من فضلك قل ماعندك سريعا فأنا اريد أن أنام .
قالتها بسأم وهى تتململ فى مقعدها وتنظر إلى ساعة الحائط فقال علي الفور:
أريد أن يبقى حاسوبى عندك وعندما ينتهى عملي فى المدرسة سآتى إلى هنا لساعتين فقط يوميا
أباشر عملى على شبكات التواصل واعمل أبحاثى أمام عينيك وعندما أنتهى سأذهب على الفور.
وقبل أن تهتف معترضة قاطعها على الفور وهو يرفع كفه مفتوحة يستوقفها:
لن تشعري بى أبدا وسوتكون فرصة لأتقرب من ابنتنا وأراها يوميا فتشعر هى بأن الحياة بيننا
عادت كما كانت وبالتأكيد سيؤثر هذا على حالتها النفسية ...
لن أسبب لك اى إزعاج اختارى الوقت الذى يناسبك.
راقبها وهى تفرك كفيها فى حجرها وبين حاجبيها يضيق أكثر فأكثر
هى تعانى من الحيرة والتفكير وتصارع بين موجات الرفض والموافقة
وعدم الفهم للأمر بشكل كامل شعر بكل مايخالجها فعالجها بالقول الحاسم:
إن وافقت فسيكون لك دور عظيم فى شفاء الكثير من الشباب والفتيات وأولهم أنا
لا تتركينى لنفسي فأنت تعلمين كم هى سيئة وأمارة بالسوء فأنا فى النهاية والد ابنتك
وتريدين أن تفخر بى عندما تكبر أليس كذلك؟
لم تستطع (فنار) الرفض وافقت متجهمة الوجه وعلى شرط ألا يتحدث معها على الإطلاق
يأتى فقط ليمارس عمله لساعتين ويجالس ابنته قليلا ثم ينصرف فى هدوء وو وافق علي
شروطها جميعا ووفى بوعده ومع الوقت أثبت لها أنها قد أصابت بموافقتها فلقد عاد الأمر
بالنفع على ابنتها التى تحسنت أمورها كثيرا وأصبحت متعلقة بوالدها وزاد تركيزها فى
تأدية واجباتها المنزلية أكثر.
ومن ناحية أخرى أرضت فضولها وباتت تراقبه من بعيد تعرف كل موقع يدخل إليه بل
وتشارك أيضا برأيها فى أبحاثه وطرق العلاج إلا أنها لا زالت أنوثتها مغدورا بها
مازالت تشعر بنفس الضياع الذى شعرت به وهى تقف باكية على باب غرفته
لقد سحق أنوثتها وثقتها بنفسها سابقا فلم يبق لديها ماتحبه به!.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن،
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا