مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل الحادي والثلاثون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
_عدالة القتل_
حافظ..ارتد ملابسك..والحق بى فى الأسفل على الفور.
حاول (حافظ) أن يفهم ما الأمر ولكن (صفوان) كان متعجلا
ولم يبد عليه أنه سيبوح بأكثر من هذا
ارتدى (حافظ) ملابسه التى لم يخاعها إلا منذ ساعة فقط بعد عودته من العمل
ونزل مهرولا خلف (صفوان) دون أن يكلف نفسه ويجيب تساؤلات زوجته عن
سبب ذهابه بهذه السرعة.
دقائق طويلة مرت عليه بداخل سيارة الشرطة لا يفهم ماذا يحدث؟
حتى مأمور القسم الذى كان ينتظر حضورهما هناك لم يفصح له
عن سبب استدعائه بهذه الطريقة الودية
واخيرا توقفت السيارة ووجد نفسه أمام لافتة باهتة كئيبة خط فوقها بحروف
أكثر كآبة (مشرحة زينهم)
انهمرت حبات العرق على جبينه فور قراءته للافتة
واشتعلت درجة حرارته وكاد خافقه أن يقفز من صدره مما جعل قدميه تتعرقلان
بلا سبب حقيقى وهو يسير خلف المأمور وبجانبه (صفوان) الذى أسنده على الفور
بتعاطف محاولا تجنب النظرات الحائرة المتسائلة المسلطة عليه
وهو يقود صاحبها خلف مأمور القسم فى مهمة شاقة للحاق بخطواته الواسعة وهو
يتجه نحو غرفة كبيرة المساحة
دلفوا جميعا خلفه إليها وقد كان ينتظرهم بها طبيب ومساعده والعامل الذى سبقهم
إلى حجرة داخلية كمسؤول عن الأدراج الكثيرة الموجودة فيها التى تقل درجة
حراراتها عن الخارجية
فاقشعر بدن (حافظ) الذى كان فى عالم آخر منذ قرأ الافتة
أما تلك البرودة فقد غلفت قلبه واعتصرته بقبضتها معرقلة خفقاته عن المعدل الطبيعى
لها مما أشعره بالدوار فى نفس اللحظة التى مد فيها العامل يده وأخرج الدرج المقصود
بعد ان أشار له الطبيب بالتنفيذ
ثم رفع الملاءة عن وجه الجثة وتحرك بعيدا بمهنية اعتادها بحركة متناغمة مع صوت
المأمور الذى توجه بالكلام إلى (حافظ) قائلا بعملية:
هل هذا ولدك (رمزى) يا حافظ؟
تجمد (حافظ) مكانه بالكلية حتى عيناه تصلبتا على وجه المأمور
وزاد ثقل وزنه على ذراع (صفوان) الذى كان يسنده من البداية بينما رأسه يتحرك
بالرفض حركة لا إرادية دون حتى أن ينظر للجثة.
تقدم مساعد الطبيب وقد كان رد فعل (حافظ) متوقعا بالنسبة له
وأسنده من ذراعه الأخرى وهو يشير برأسه إلى (صفوان) أن يساعده وهما يتقدمان
كأنما يحملانه ليستطيع رؤية الجثة بشكل أكثر وضوحا ليتعرف عليه.
تماسك يا حافظ وانظر إلى الجثة نريد أن ننهى عملنا.
قالها المأمور بضيق بينما هاتفه لا يكف عن الرنين
فيخرجه ويضعه على الوضع الصامت بعصبية
ثم يعود إليه بعينيه من جديد مردفا:
لن نقضى بقية اليوم كله هنا لا زال أمامنا تحقيقات وأعمال اخرى لننجزها.
لم يستطع (صفوان) بأن يتفوه ولو بكلمة واحدة أو حتى يحث (حافظ) على النظر
فلقد نظر هو ووجد ملامح الشاب تكاد تكون متآكلة إلا من بعض المواضع فى وجهه
يكاد يعرف تلك العينين التى اختفت منهما الحياة
رفع عينيه بعيدا فى اللحظة التى اضطر فيها (حافظ) إلى أن يخفض نظراته للأسفل
نظرة واحدة كانت كافية ليسقط على ركبتيه بذهول وهو يهتف بحسرة قطعت نياط قلبه:
ولدى....
انحنى معه (صفوان) ومساعد الطبيب بفعل ثقل جسده أثناء سقوطه المروع
بينما يناظر (صفوان) وينتحب بنبرة متحشرجة ونبضات خافقه تتباطأ وكأنه يقدم
استقالته من عمل شاق طيلة ستين عاما ولم يعد فى حاجة لأن يدق بعد الآن
فالسبب الذى كان يحيا لأجله قد زال فصاحب نصيب الأسد فيه قد مات
فكيف سيعمل بالفتات المتبقى؟
ولدى ياصفوان...رمزى...قتله حسن...ابن الحرام.
صرخ بها (حافظ) مودعا من حوله وقد قبلت استقالته من الحياة
وقبل اتهامه الواضح ضد (حسن أنور برهان)
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي والثلاثون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن،
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا