أهلا بك مرة أخري في موقع قصص 26 ويسعدني أن أقدم لك الفصل الحادي عشر من رواية قيود بلون الدماء بقلم رحمة سيد عندما تختبرك الحياة بقسوة.. عندما تضعك تحت نيران تقتل شعورك.. تتيقن أنك تحت سطوة " قيود بلون الدماء " ♥
تتسم رواية قيود بلون الدماء بقلم رحمة سيد بالكثير من الأحداث والمواقف الدرامية التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.
رواية قيود بلون الدماء بقلم رحمة سيد (الفصل الحادى عشر)
رواية قيود بلون الدماء بقلم رحمة سيد |
يمكنك أيضا قراءة: رواية آدم ولانا .. نار غيرتي وانكسار قلبي
=============================
رواية قيود بلون الدماء بقلم رحمة سيد - الفصل الحادي عشر
فتح نصف عين وهو يحدق بها :
-عايزة تروحي فين يا تمرتي
كادت تندفع بإجابة خجولة.. ولكن أوقفها ذلك اللقب "تمرتي" !!!!
لا يمت لــ تمارا بأي صلة.. نفرت عروقها بعض الشيئ وهي تنهره :
-أية تمرتي دي !! أنت شايفني كوباية عصير ادامك.. أنا اسمي تمارا على فكرة
فتح عيناه على وسعهما، وبدا يشاكسها وهو يرمي معان مبطنة وسط حديثه :
-اصلك زي التمرة فعلًا، مُره شوية.. لكن....
-لذيذة
أنهى كلمته وهو يتنهد بحرارة اوشكت أعتيادها منه، ولكن قبل أن تستسلم له مرة اخرى هبت تزمجر فيه بغضب كاذب :
-أنا مُره يا عز ؟! بقا دي اخرتها
نهض قليلًا ليجذبها فجأة حتى تمرغت أسفله فغطاها صدره العاري.. ثم دنى بوجهه منها وهو يهمس بصوت ملتهب :
-واحلى مرارة في حياتي والله، هي الدنيا أية من غير حلاوة ومرار في نفس الوقت..
مطت شفتاها بعدم رضا على حكمه الغريبة.. وأغدقها التوتر وهي تراه مُقبل بشفتاه عليها فصارت تتشدق بهلع وكأن سم ثعبان أصابها :
-عز عز.. كفاية خليني اقوم عمو حسن زمانه وصل وهيفهمنا غلط وشكلي هيبقى وحش وهتخانق معاك وهـ......
قاطع ثرثرتها بقبلة عميق لتلك الشفاه التي أرقته ليالٍ وليالي حتى بات يتخيلها حتى في واقعه !!!
أغمضت عينيها مستمتعة باكتساحه الجبار.. فابتعد هو بعد دقائق بابتسامة متسعة خبيثة :
-اتكلمي براحتك يا حبيبتي وأنا هاسكتك براحتي برضه
ضربته على صدره بقبضتها الواهنة بعض الشيئ وهي تهمس بحرج :
-حد قالك إنك قليل الادب ووقح قبل كدة ؟!
رفع أصابعه كأنه يعد في سره.. ومن ثم اقترب مرة اخرى منها ليهمس لها بصوت مبحوح كأنه سر خطير :
-يوووه.. كتيييير ماتعديش يا تمرتي، عارفة نيوتن ابو تفاحة دا ؟ مش هو اخترع قانون للجاذبية.. أنا كمان اخترعت قانون بس لقلة الادب
رفعت حاجبها الأيسر متهكمة فأكمل :
-ايوة.. طالما داخل حدود دولتك ودون ازعاج للمواطنين يبقى براحتك يا برنس.. افعل فأنت حر ما دمت لم تضر.. وانا مش بضر اطلاقا ده أنا بحل امور مُعقدة.. معقدة جدًا
وضغط على التنوين وهو يضغط على خدها برقة بأسنانه البيضاء.. فتأوهت بصوت مكتوم جعله يتلهف لكتمان تأوهها بشفتاه الملتاعة....
وبحركة أسرع ما يمكن ازاح عنها ملابسها التي كانت وكأنها متأهبة لحركة كتلك فلم تعانده !!!!
******
بعد يومــان...
داخل منزل والدة فهد.. كان يقف يعطي والدته ظهره ناظرًا لتلك النسمات الباردة التي تلفحه.. بينما كلمات والدته تلفحه أكثر وبقوة حتى بات يشعرها صفعات مؤلمة على صفحات وجهه الخشنة... !!
كانت تصيح بانفعال
" أسمع يا فهد.. أنا من ساعة ما جبتك الدنيا ماتحكمتش فأي حاجة في حياتك وسبتك تختار كل حاجة بنفسك وعاملتك كراجل ملوي هدومه قادر ياخد قرارات عاقلة.. اتجوزت البت المايصه دي رغم إني معترضة وجدا لكن سبتك تخوض التجربة، لكن أشوفك شبابك بيضيع قصاد واحدة تافهه وأنت داخل على نص التلاتينات واقف اتفرج !!! لا مستحيل.. مش هتلاقي واحدة تصونك ولا تقدملك كل اللي أنت عايزه زي هند.. لا هتعايرك في يوم ولا هي أعلى منك فهتقلق منها وتتلوى من الألم وتهين رجولتك زي الهانم بتاعتك ما عملت !! "
كانت عضلات جسده ترتعش تأثرًا بكلمات والدته التي اخترقته في الصميم..
ورغم كل شيئ راح يقول بصوت مبحوح :
-أنا بحبها...بعشقها
ثم استدار ينظر لها وهو يكمل بنبرة ذات مغزى :
-مش مستعد أتجوز عليها وأخسرها للأبد وهي مفيهاش حاجة تتعايب.. أنا مش هقدر أعيش من غيرها، مستعد اضيع شبابي كلها قصادها مش بس أكون في نص التلاتينات
كانت تنظر له بتأني، فسألته بشموخ :
-ده اخر كلامك يابني ؟
وضغطت على حروف "يابني" جدًا.. وكأنها تذكره بوضعها في حياته كعمود أساسي...
ولكنه أجاب بلاتردد :
-ايوة.. ومش حغيره طول ما فيا نفس بيخرج عشانها !
كزت على أسنانها غيظًا من تلك "التافهه" من وجة نظرها التي استحوذت على حياة ابنها.. ثم قالت بقسوة حادة :
-بص بقا يا فهد..طول ما أنت ماتجوزتش هند يبقى لا أنت ابني ولا اعرفك.. ومش مسمحاك ولا راضية عنك ليوم الدين
صُعق.. تجمد.. وتشنج جسده ايضًا !!
لم يكن يتخيل أن تعارضه والدته بتلك الطريقة يومًا...
وضعته بين كماشتين من اللهيب تكاد تسلخ جلده بألم رهيب !!!!
نظر لها بتوتر ثم استدار ليغادر الشقة على الفور..
لاعنًا اليوم الذي رأت به هند او فكرت في زواجه منها.....
........................
وصل إلى منزله بعد فترة..
كانت خطاه شبه مترنجة، قلبه ينبض بعنف خوفًا من تنفيذ والدته تهديدها الهوائي...
وما إن دلف حتى سمع هاتفه يرن.. اخرجه زافرًا بضيق ليجد المتصل "هند"
اجاب على مضض :
-الو نعم
-ألحقني يا فهد.. روحت ازور مامتك لاقيتها وقعت مني فجأة ومش عارفة افوقها !!
سارع بالرد بلهفة مرتعدة :
-انا جاي حالا اطلبي الاسعاف وانا جاي
-ماشي ماشي سلام
أغلق الهاتف مسرعًا وهو يرتدي الچاكيت، فخرجت كلارا تتفحص هيئته المتعجلة وهي تسأله :
-مالك يا فهد في أية ؟
هز رأسه نافيًا وهو يشير لها :
-مفيش خشي نامي يا كلارا وانا جاي
وبالفعل غادر دون كلمة اخرى.. هناك حياة اخرى تُهدد بالسقوط.. وإن سقطت تجر معها حيوات متعلقة بشغف الروح بها !!!!
******
كانت "رودين" تقف بالشباك الذي يطل على البحر... يُلاقي جفونها المغلقة فينعشها نافضًا أتربة الاختناق عنها.. !!
لم يعد مذ أن غادر !!!!
ترى أين يكون ؟! وماذا يفعل...
سؤال خلف سؤال لفوا كأعصار حول عقلها المُرهق نفسيًا قبل جسمانيًا !
دقائق ووجدته يسير مع فتاةٍ ما لجوار البحر ويحتضنها وكأنها ملكية خاصة...
احترقت !
نعم داخلها شيئ يحترق وبقوة.. شيئ غريب.. شعور تمقته... ولكنه مُعبب داخلها رغمًا عن أنفها !!!!!
بدأت تضغط على أسنانها بغيظ هامسة :
-اللي فيه طبـع مابيغيروش ابدا
دقيقة ووجدت الباب يدق.. أخذت نفسًا عميقًا ثم فتحت له الباب لتجده يشير لتلك الساقطة مرددًا :
-اتفضلي يا نرمين اتفضلي
أغمضت رودين عينيها بقوة قبل أن تسأله بحدة :
-مين دي ؟!
سحبها من يدها دون كلمة.. دلف بها إلى الغرفة وهو يزجرها بحدة :
-هششش وطي صوتك، دي نيرمين بنت خالتي راضعين مع بعض، كلمتني صدفة وقالتي إنها في اسكندرية واتقابلنا
ضيقت ما بين عيناها وهي تسمعه يكمل بخشونة :
-أنا قررت أطلقك زي ما إنتِ عايزه... لكن بشرطي
تنفس بهدوء مكملاً :
-هتجيبي لي ولد
شهقة عميقة صدرت منها تلاها صوت السـكر من الصدمة وهي تهمس له :
-نعم !!!! يعني أية هجيبلك ولد !
مسح على خصلاته عدة مرات قبل ان يخبرها ؛
-اسمعي يا رودين.. أنتِ عارفة كويس إني لو سبتك كدة هما مش حيسيبوكي وهيرجعوكي وهيبقى حالك اسوء من الاول، انما لووافقتي انا هستفاد اني هسكت امي عن موضوع الجواز وأنتِ هاسفرك بره مصر اول ما تخلفي !!
" وأسيب أبني " !!!!
جملة سَعت لملاحمة الحقيقة.. ولكنها دفنتها قبل أن تكتمل ولادتها
اي ابن ذاك !!!؟
ستنجب غيره وغيره مؤكد... الاهم الان سلامتها ونجاتها من ذلك السجن الذي بات يشكل هاجس لديها !!
رفعت رأسها بشموخ بعد دقيقة تجيب :
-موافقة
رفع حاجبه الأيسر متعجبًا.. وكأنه توقع رفضها ؟!!!
ولم ترفض وهو يقوض حياتها حتى ظلت تناجي الراحة سرًا
جذبها من ذراعها بقوة له قائلاً بصوت أجش :
-طب تعالي بقا
أتسعت حدقتاها مستطردة :
-بنت خالتك
ابتسم بسماجة يخبرها بثقة :
-انا قولتلها اني تعبان وزمانها نامت ف الاوضة التانية.... اقلعي !!
ارتجفت حرفيًا من كلمته تلك.. تشنج لسانها عندما ودت النطق.. بدت في حرب طرفيها شعلتان من نار
نار تحرق الاخضر واليابس حتى كادت تحرقها معهم !!!!
حدقت فيه مصدومة ورجفة قوية تسللت لحروفها :
-أ أنت بتقول أية ؟!
بدأ يفك أزرار قميصه سريعًا وهو يتشدق بــ :
-اعتبريها شغلانة او حتى مهمة مؤقتة وبنقضيها !!
عضت على شفتها السفلية بقوة حتى كادت تُدميها... أمنية عظيمة بالموت رفرفت بين ثنايا عقلها الان!!!
لم ينتظرها وهو يشق قميصها الخفيف نصفين مزمجرًا ؛
-ما قولنا اقلعي خلينا نخلص من القرف ده !
دقيقة بالكاد استوعبت فيها مجرى الحروف.. ولكنه لم ينتظر الرد اذ جذبها بقوة يرميها فوق الفراش وهو فوقها.. يتلمسها بجفاء وبرود تام أكدا لها أنه بالفعل.... يقضي مهمة سخيفة !!!!!
******
-اوعدني انك هتتجوزها الشهر الجاي يا فهد
نطقت بصوت واهن والدته وهي ترقد على فراش المستشفى وقد ارتفع ضغطها قليلًا وحذره الطبيب من أي انفعالات قد تؤدي لتطورات خطيرة....
حيرة تلك ام قرارات خطيرة كادت تصدر منه.. !!!!
لا يعلم، ولكن ما يعلمه أنه على حافة الرجوع فيها مرفوض...
يا الله...
ما اقساه شعور عندما تشعر أن فراشات عنيفة خنيقة تُجبر دواخلك على الاستجابة لذاك العقل القاسي !!!!
سألته والدته مرة اخرى بضعف :
-هتتجوزها يا فهد ؟
ابتلع ريقه بتوتر.. ولكنه حسم امره فقال لها بصوت أجش عله يريحها :
-هتجوزها يا امي.. هتجوزها.. اوعدك !!
وبالخارج تهللت تلك الفتاة فرحًا...
لا تصدق انه استجاب اخيرًا.. لا يهمها انه مجبور.. ولا انه يعشق زوجته !!!!
هي ستتكفل بمهمة نسيانه لها وبكل صبر....
*******
كانت تمارا في المرحاض بينما "عز" يرتدي ملابسه استعدادًا لاستقبال جده "حسن"
كان يتنهد بضيق وهو يشعر بغيرته العمياء على أعتاب الانفجار.... !!
سألها بصوت هادئ :
-تمارا ماشوفتيش ساعتي قلعتها فين ؟
اجابته من الداخل نافية :
-تؤ تؤ.. دور عليها في الادراج
اومأ موافقًا وبالفعل بدأ يبحث عنها وسط الادراج كلها...
وفجأة تجمدت يداه وهو يرى شريط دواء يعرفه جيدًا فخبرته متسعة..
شريط منع الحمل.... !!!
بالنسبة له لم يكن مجرد اداة.. بل كان كـ سكينًا باردًا أنساه انها لم تعشقه.. لم توافق عليه بل كانت مجبرة!!
ظل محدق به بسكون غريب وقد رأى انها كانت تأخذ منه منذ فترة ليست وجيزة.. ربما منذ أن قربها !!!!
خرجت هي تلف جسدها بالمنشفة وتدندن بصوت خفيض.. وفجأة نهض رافعًا ذلك الشريط بوجهها يسألها بحدة :
-اية ده ؟!
هربت الحروف من لسانها تتركها صريعة تلك الواقعة.. خاصة وهو يقترب منها ببطئ مُخيف
فبدأت تهتف باتزان خادع :
-ده منع الحمل.. انا مش عايزة أحمل.... منك !!!
وكم كان قاسي ردها.. لا تريد الانجاب منه تحديدًا !!
كانت تتوقع ثورانه ولكنه صفعها بكل قوته الساكنـة.. صفعها كما لم يصفع امرأة غيرها يومًا!!!
ذُهلت.. واتسعت حدقتاها ولكن لم تستطع التصرف عندما رأته مُقبل عليها بشفتاه التي اكتسحت شفتاها بعنف... شعرت بدماء شفتاها الرقيقة فتأوهت بصوت خفيض...
ابتعد بعد دقيقة يردد لها بوعيد قاسي جامد كصلابة وجهه الان :
-دي كانت اخر حاجة رقيقة شوية ممكن اعمهالك.. من النهاردة هتشوفي وش تاني يا تمارا هعرفك إن الله حق
أمسك وجهها بقبضته بعنف مكملًا :
-وهتحملي... مني غصب عنك!!
لم يصدق عقلها ما سمعته اذناها.. بدت في حلم قاسي بدأ يشرف على حياتها... وفجأة دفعها عز بعنف بعيدًا عنه لتصطدم بالجدار من خلفها بقوة آلمتها
ليهتف بحدة متقززة :
-أنتِ....
توقعت الطلاق !!
نعم انه انسب حل.. ولكن على العكس قال بخفوت حاد متعاكس :
-قذرة !!!! أنتِ اقذر انسانة عرفتها
ثم رحل.. رحل هكذا وبكل بساطة بعد تلك الإهانة والوعيد القاسي... وكأنه يسويها على نار هادئة كما يقولون !!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي عشر من رواية قيود بلون الدماء بقلم رحمة سيد،
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا