مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل الثالث والثلاثون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
انزوت فى أقصى ركن من سجنها الصغير وهى تضم ركبتيها إلى صدرها بخوف وريبة
لقد استمعت منذ قليل لصوت فتح الباب الحديدى الخارجى ثم دخول الشاحنة الصغيرة ببطء
والتى استبدلها بشاحن والده كنوع من المراوغة
كانت تتوقع أنه سيدخل بعد لحظات ومعه الطعام ثم يتركها ويخرج لينام على المقعد العريض
الباهت المجاور لباب المخزن
لقد كانت تراقبه فى كل مرة يفعل فيها ذلك.
عندما أخذ منها حجابها عنوة خرج وتركها وفى الليل أتى لها بغيره
حجاب جديد أكبر حجما من الذى سبقه وبصحبته جلباب يفوقها طولا وعرضا
ارتدته ولم تنم تلك الليلة حتى استمعت إليه يغادر مسابقا لخيوط الشمس الأولى.
أما اليوم فهو لم يلج إليها حتى إنها تشك فى كونه هو أم لا ؟
وحده أم بصحبة أحدهم؟
لقد سمعته يتحدث بنبرة منخفضة برغم القسوة التى خرجت بها ولكنها لم تفهم الحديث
ثم حدث ما أرعبها فجأة
وصل لمسامعها صوت شئ يتحطم وخرج صوته كزئير أسد فى معركة لا يريد الخسارة فيها
وخصمه غير هين على الإطلاق!
حاربت نفسها كثيرا كى تظل قابعة مكانها تنتظر إما هدوء العاصفة أو أن تطولها الزوابع
ولكن الفضول الذى قتل القطة سابقا تملك منها الآن
تسللت مرهفة لسمعها حتى هبطت ببطء على الأرض
وهى تمشى هنيهة حتى لا يجذب قيدها انتباهه وهى تجر قدميها نحو الباب
وألصقت أذنها هناك للحظة قبل أن تتجرأ وتفتح الباب بحذر
فرجة صغيرة من موضع الباب المواجه لمساحة المخزن الواسعة أمامها كانت كافية
لترى ما كل يحدث.
لقد كان يضرب المقعد بقدمه ثم يلكم الجدار وهو يشتم نفسه
يقف قليلا محاولا تهدئة نفسه ولكن الغضب الممتلك من أوردته وعروقه المنتفخة ووجه
المحتقن للغاية يعاود لكم الجدار مجددا.
ثم استدار نحوها فجاة
تراجعت هى فى سرعة شاهقة وقبل أن تغلق تلك الفرجة البسيطة كان قد وصل إليها
دفع الباب بعنف فسقطت وعندما أطل بوحشيته من خلفه نظرت له برعب وهى تتمتم
معتذرة وقد سقط قلبها بين قدميها خشية:
آسفة لم أكن أقصد التلصص عليك أنا سمعت فقط ...
ولكنه لم يمهلها الوقت لقد كان يبحث عن شئ يفرغ غضبه فيه فوجدها أمامه
كان جاثيا أمامها فى خطوة واحدة وعيناه تحملان نظرة أرعبتها ثم قال بنبرة متشفية:
عندى لك خبر بمليون جنيه أخوك الآن فى المشرحة بعد أن ...
ابتسم بشر وهو يتوقع صرخة مدوية تخرج من حنجرتها وهو يشير إلى رقبته
بعلامة الذبح متابعا:
قتل وربما تلحقين به قريبا.
أشاحت بوجهها بعيدا وظهر التوتر على تحركاتها وهى تعود خطوة للخلف زحفا
متسائلة بارتجاف:
هل علموا من قتله؟
صدمته فاجأته بسؤالها ومن قبله بردة فعلها
كلما توقع منها شيئا وجد شيئا يصدمه فى اتجاه مخالف تماما
حتى الفطرة الطبيعية التى توقعها بصدمتها عند تلقى خبر مقتل أخيها لم يجده
كأن تصرخ وتبكى وتمسك بتلابيبه ناعتة إياه بالقاتل
خالفتها فقط تشيح بوجهها وتسال عن قاتل غيره
هل هى مجنونة ولم يلاحظ؟!
اشتعل غضبه فقبض على مؤخرة رأسها ممسكا بكومة شعرها أسفل حجابها صارخا بها:
أنت معتوهة أم ماذا؟ولماذا لا أكون أنا قاتله برأيك؟
حاولت تخليص شعرها من قبضته وقد تجمعت الدموع بعينيها بغزارة
من شدة الألم وترجوه أن يتركها ولكن رجاؤها وبكاؤها أفقده عقله أكثر
إنها معه هنا منذ أيام لم تطلب منه مرة أن يطلق سراحها
لم تحاول الهرب ولو مجرد محاولة
تأكل الطعام الذى يأتيها به بشهية
ترتدى الملابس التى منحها إياها
كل ردات فعلها غريبة وغير طبيعية وكأنها...راضية عما يفعله معها!
وهل ستكونين بنفس البرود عندما أخبرك أن أباك أيضا مات بأزمة قلبية
عندما شاهد جثة أخيك فى المشرحة؟
أبى؟!
هتفت مصدومة وقد اتسعت عيناها ودموع من نوعية أخرى بدأت تتقافز منها
تركها وتراجع للخلف ناهضا مؤنبا نفسه ولا يعلم لماذا؟
لقد رمى إليها بالأخبار التى حصل عليها وكأنه يختبر مشاعرها لوالدها هذه المرة.
ماذا تفعل يا حسن فى نفسك ؟
وما دخلك أنت فى مشاعرها تجاه هذا أو ذاك؟
ألا يكفى أنك فاشل كبير للغاية؟
ظل يؤنب نفسه طيلة ساعات بعد أن تركها وخرج يعيد المقعد البائس إلى
حالته الأولى ثم يرتمى فوقه مغمضا عينيه وهو يستمع إلى بكائها فى الداخل
لو كان بيده لكان خرج وتركها حتى تهدأ وتنام
ولكنه علم أن البحث عنه جار على قدم وساق.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن،
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا