-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن - الفصل الخامس والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل الخامس والثلاثون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.

اقرأ أيضا 

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن

قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن - الفصل الخامس والثلاثون
قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن

قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن (الفصل الخامس والثلاثون)

بدأ (عاصم) التحقيقات من البداية وسمع أقوال كل من لهم علاقة بطبيب النساء القتيل
سواء من قريب أو بعيد ولكن شهاداتهم لم تختلف
الممرضة التى اكتشقت الجريمة لا زالت محبوسة على ذمة التحقيق
ولقد استغل (عاصم) رعبها وحالتها المزرية التى وصلت إليها على إثر الحبس وكونها مشتبها
بها واستطاع أن يستنطقها فيما يخص علاقات الطبيب غير المشروعة والتى كانت تنكرها فى البداية.
لم يكن الأمر مجرد حدس بالنسبة له ولكن المحضر الذى قدم ضده منذ عام تقريبا من سيدة تدعى(أمل)
والمداخلات التليفونية التى أجرتها تلك السيدة على بعض البرامج الحوارية تتهمه فيها باغتصابها أثناء
تخديرها لم يمر مرور الكرام عليه
حتى لو تنازل كلاهما عن حقوقه فيما بعد وتم الصلح بينهما بشكل ودى
وأمر باستدعاء (أمل) ولكنه لم يعثر عليها فى محل إقامتها وعلم عن طريق التحريات أنها طلقت بعد
أن قامت بأول مداخلة تليفزيونية ضد رغبة زوجها وعائلتها كلها بالتبعية والتى تتمثل فى شقيقتها
الكبرى وزوجها فقط.
كان يسير خلف كل خيط متدل من دائرة علاقات من الممكن أن تؤدى إلى انتقام مثل الذى
حدث للطبيب بالطريقة التى عذب بها قبيل مقتله ويجمع كل تلك الخيوط واحدا تلو الآخر بصبر.
وقد بدأ من أبعد نقطة عكس ماهو متوقع وقام باستدعاء الزوج السابق للسيدة (أمل) والذى لم يبد
أى تعاون فى البداية وكانت إجاباته مقتضبة حاسمة
كان منغلقا للغاية ينظر إلى ساعة معصمه كل دقيقة على الأقل وقد ضغط آخر زر للتمدن
عند(عاصم) وهو يقول متعجلا:
من فضلك يافندم أنا مشغول جدا وأريد الانصراف.
ترى من الذى أتى صباحا وهو يحدث نفسه عن الصبر؟!
ضرب (عاصم) سطح مكتبه بكفه فانتفض المهندس (مازن) كما انتفضت الأوراق الساكنة
فوق المكتب تماما ثم نهض ودار حوله حتى وقف خلفه منحنيا نحو أذنه هاتفا بعصبية:
مشغول هذه تقولها ل...
قطع (عاصم) عبارته معتدلا وهو يزفر بضيق متاففا
احتقن وجه (مازن) وعدل من رابطة عنقه بارتباك
لقد كاد أن يشتم منذ لحظة
ترى من الذى أتى صباحا وهو يحدث نفسه عن الحقوق؟!
وضع (عاصم) كفه على كتف (مازن) وضغطها بقوة مهددة محاولا استدعاء
ذاك الصبر المزيف قائلا:
اسمع يا بشمهندس أمامنا جريمة قتل والقتيل اتهمته زوجتك سابقا أنه اغتصبها
فهل تدرك صعوبة موقفك؟
التفت (مازن) على الفور بجسده بشكل مبالغ فيه وهو يهتف مصححا بتوتر:
طليقتى ..لقد..لقد طلقتها وعلاقتى بها منعدمة تماما.
لماذا؟
توتر (مازن) أكثر وزاد ارتباكه فلم يفهم السؤال
انقطعت علاقته بها لأنه طلقها فقط ما المشكلة؟
لماذا قمت بتطليقها يا بشمهندس؟
أطرق (مازن) وهو يعود بجسده مرة أخرى إلى وضعه الأول وهو يجيب بخزى:
هى التى دفعتنى إلى ذلك بعنادها.
سار (عاصم) ببطء حتى استوى على المقعد المقابل بأريحية منحنيا للأمام ومستندا
بمرفقيه إلى فخذيه وهو يومئ برأسه قائلا:
أنا أسمعك..أريد كل التفاصيل مهما كانت صغيرة تفهمنى بالطبع.
تنحنح (مازن) وهو يرى التهديد المغلف بتلك الابتسامة الصفراء بوضوح
ثم ابتلع ريقا وهميا قائلا:
أخبرتنى أمل أنها استيقظت لتجد نفسها فى حالة إعياء وعندما ذهبت مع شقيقتها
إلى مستشفى قريب قامت بعملية تنظيف رحم لأنها أجهضت وبعد أيام عند عودتى
من عملى فوجئت بفتاة سمراء تغادر شقتنا كالهاربة بمجرد أن أغلقت باب الشقة
سمعت صوت أمل من الداخل تبكى بشدة دخلت الغرفة التى كانت فيها فوجدتها تجلس
أرضا وتشهق بنحيب كمن يعانى سكرات الموت
علمت بعد ذلك منها أن تلك الفتاة السمراء كانت الممرضة التى اصطحبتها إلى غرفة
الجراحة ثم أخبرتنى ب....
صمت للحظة لم تطل يبتلع فيها لعابا حقيقيا هذه المرة وهو يلاحظ التغضن
على جبين الجالس أمامه مستعدا لصفعه على الدوام وتابع مستطردا:
أخبرتنى أن الممرضة اعترفت لها أن الطبيب بعد أن أن أنهى الجراحة أمرها
والممرضة الأخرى وطبيب التخدير بأن يغادروا ويتركوهما وحدهما لعشر دقائق..
وانصاع الجميع وخرجوا دون أن يقدر أحدهم على الاعتراض حتى طبيب التخدير.
ثم؟
ثم تلصصت السمراء كما تفعل كل مرة ورأت كل شئ.
كل مرة؟!!
تحرك (عاصم) بتحفز وقد جاءته (كل مرة) هذه كصاعقة ضربت كل من حوله
وتركته يتخبط فكررها متعجبا مما جعل (مازن) يخشى أن يورط نفسه أكثر فقال على الفور:
هى التى حكت لى هذا ..أنا لم أرى شيئا.
أكمل.
بعد أن استردت أمل وعيها وتمالكت نفسها نهضت تجذبنى وهى تقسم بانها ستسترد حقها
وطالبتنى بأن أذهب معها لتحرير محضر ولكننى رفضت فتركتنى وجذبت حقيبتها وخرجت كالمجنونة.
لماذا رفضت؟! هل كنت تفكر فى الانتقام من بيدك؟
اتسعت عينا (مازن) وهو يشير بكلتا يديه هاتفا:
لا لا لا أنا لست من هذا النوع ولكننى لم أكن مستوعبا لأى شئ تتفوه به
كنت أريد أن أفكر أكثر وأسأل أخى الأكبر أولا.
أخوك هذا هو زوج شقيقتها الكبرى..أليس كذلك؟!
بلى.
لاحت ابتسامة ساخرة على زاوية شفتيه وهو ينظر ل (مازن) ويعيد تقييمه من البداية
ومن جديد يبدو أنه منحه قيمة أكبر مما يستحقها
تحرياته عنه قالت بأن شقيقه الأكبر هو من قام بتربيته واهتم به
وهو من زوجه ب (أمل) بعد أن تزوج هو من أختها بعدة سنوات وله أفضال كثيرة عليه.
وبماذا أمرك أن تفعل ؟
نبرته الهازئة تلك لم تمنع (مازن) من الاسترسال
فهو لا يرى أى عيب فى أن يستمع إلى قول من هو أكبر منه
وبالتأكيد يفهم أكثر منه كما كانت تؤكد عليه دائما والدتهما المتوفاة
وهى توصيه بألا يخرج عن طوع أخيه الأكبر مهما حدث..
عقد أخى جلسة عائلية فيما بعد..واستمع إلى الحكاية من أمل بنفسه وعندما انتهت
قال : إن من الممكن أن تكون الممرضة السمراء تحكى قصة وهمية تفترى بها على
الطبيب لعداوة مثلا أو شئ من هذا القبيل أو تسعى إلى ابتزازنا فيما بعد بأى شكل من
الأشكال فهى الوحيدة التى تقول :إنها رأت هذا بينما أنكرت الممرضة الأخرى وكذلك
طبيب التخدير عندما تم استدعاؤهما على إثر المحضر الذى قدمته أمل...
وقال: إن المحضر مادام قد تم تقديمه وبدأت التحقيقات بالفعل فسننتظر ونرى عم تسقر نتيجته؟
واختفت الممرضة.
نعم ..وربما تكون هربت لأنها تعلم أنها كاذبة.
أعتقد أن هذا كان رأى أخيك ...أليس كذلك؟!
لا زالت النبرة الهازئة فى كل سؤال يوجهه له ولا زال (مازن) ملتزما جدا
بالإجابة متظاهرا بأنه لا يفهم:
بلى عقد أخى جلسة عائلية أخرى وقال:
بما أن الممرضة قد اختفت فهى كاذبة وكانت تريد ابتزازنا من البداية
وبناء عليه فقصتها كاذبة ويجب أن يتم التنازل والصلح وأن نقدم اعتذار للطبيب..
ولكن أمل أصيبت بحالة هياج غير طبيعية وقامت بتكسير الأكواب التى كانت أمامنا
على الطاولة وهى تصرخ بأننا معدومو الرجولة.
فقمت بضربها.
قالها (عاصم) بثقة وكأنه كان يجلس معهم مما جعل جعل (مازن) ينظر له بدهشة
فتغاضى الأول عن تلك النظرة البلهاء وأومأ برأسه يحثه على المتابعة واستطرد (مازن) فى
أقواله بمنتهى الطاعة قائلا: لم أكن أسكت وأخى يهان من زوجتى ...
حتى أختها نهرتها وتركتنى أضربها ولكنها لم تتعظ فخالفتنا مرة أخرى
ورفضت التنازل وبدأت تتحدث إلى القنوات الفضائية وتذكر أسماءنا كاملة وتفضحنا
أمام الناس بقصتها تلك فما كان منى إلا أن طلقتها وتبرأت شقيقتها منها وهجرتها.
وعندما وصل إلى تلك النقطة من الحكاية بدأت تراود الثقة حديثه وهو يتابع بفخر:
ورغم ذلك لم نتركها فعندما اتصل بنا محامى الطبيب وأخبرنا بأنهم سيرفعون قضية
رد شرف وتعويض وسيسجنونها فهى ليس لديها شهود ولا أدلة شرعية .. تدخلنا على
الفور وهددها أخى لصالحها إما أن تتنازل ويتم الصلح وإما أن نتركها تسجن ولن يسأل
عنها بعد ذلك مهما حدث.
وتنازلت.
هذه المرة لم تكن حروفه ساخرة خرجت مستاءة ومرة من الواقع الذى يعرفه
وخبرته لسنوات فأومأ (مازن) مؤكدا وهو يقول:
تنازلت رغما عنها وعقدنا الصلح ولكننا لم ننس مافعلت
بعد فترة أخى تم ترقيته وانتقل لفرع الشركة التى يعمل بها فى الخارج
ولكن شقيقتها أرادت أن تزورها للمرة الأخيرة قبل سفرها فتفاجأت بها فى
حالة رثة وغير طبيعية فأشار أخى عليها أن تقوم بإيداعها مصحة نفسية.
تقصد أمرها.
سكت (مازن) ولم يجد داعيا للإجابة فهو لم يكن سؤالا بل إقرار بالحقيقة
وانتهى (عاصم) فى أخذ كل ما أراده من تفاصيل لا توجد بالمحاضر
ومن بينها مواصفات تلك الممرضة السمراء التى اختفت فى ظروف غامضة
وادعى المشفى أنها طلبت إجازة طويلة ولم تعد من وقتها
فتم تحويلها للتحقيق الإدارى الذى لم تحضر إلبه أيضا
واختفت الفتاة وكأنها تبخرت فى الهواء.
*********************

إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والثلاثون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة