مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دعاء عبدالرحمن و الفصل الأربعون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن، هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث الإجتماعية البوليسية الغامضة.
تابعونا لقراءة جميع فصول قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن.
اقرأ أيضا
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن
لم يعرف كم مرعليه من ساعات وهو جالس هكذا بجوار سريرها مستندا إلى الجدار
مغمض العينين لا يفتحهما إلا عندما تستفيق هى للحظات من كابوس تعيشه فى حلمها
لتبكى ثم تعود لغيبوبة النوم مجددا
كل كلمة استمع لها كانت سببا فى أن يلعن نفسه مرات ومرات لأنه لم يتمكن من رقبة
(رمزى) ويقتله بيديه مادام لا يوجد لأمثاله عقاب رادع ليس هو وحده بل كل من هو
على شاكلته
الآن شعر براحة ضمير لم يشعر بها من قبل جميعهم استحقوا مافعل بهم وزيادة!
كل مافعله هو مكالمة هاتفية علم بها ماحدث لأمها وأخرى محملة بأخبار وتفاصيل
تحذره وتأمره بأن يبقى مكانه فالوضع قد تأزم أكثر.
أمى !
اعتدل سريعا فى جلسته حتى عاد إلى وضعه الأول جاثيا على ركبتيه مستندا
بذراعيه إلى الفراش يناظرها بترقب وقلق لحالتها المتقلبة تلك
لكنها هذه المرة كانت تبادله النظر هذه النظرات الضائعة تخبره بأنها لم تكن
تعى تماما ماحدث وماكانت تتفوه به:
من فضلك أريد أن أطمئن على أمى.
إنها بخير.
كلاهما يعلم بأنه يكذب ولكنها لا تملك غير أن تصدقه
فنحن ندفع أنفسنا دائما لتصديق مانتمناه وإن كان مستحيلا
مهارة أخرى نمتلكها جميعا نجيد خداع أنفسنا!
أما هو فيوقن بأن إخبارها بالحقيقة أمر غير هين وستدهور حالتها الصحية أكثر
كيف سيشرح لها أن والدتها سقطت بمجرد سماعها لخبر وفاة زوجها بعد أن عاين
جثة ولده المقتول؟
مصيبتان فى آن واحد تقع على عاتق امرأة انتزعوها من حقل أبيها قبل أن تتم
السابعة عشرة وألقوا بها إلى رجل لا تعرف عنه شيئا سوى أنه مثله
ولقد كان مثله بالفعل لذا لم تشعر بالغربة عندما كان يسفه من رأيها أو يزجرها
قبل أن تتفوه بكلمة اعتراض
هذا هو الرجل كما نشأت وترعرعت طيعة تحت إبطه أربعة وعشرين عاما
لاترى إلا ماهو يريها ولا تهتدى سوى سبيله فكيف بدجاجة الحقل المصابة بداء
السكرى عندما يختفى كل ذكور قفصها الوحيد؟
لابد وأن تسقط فى غيبوبة هاربة ريثما تستفيق وتجد أن كل شئ بخير أو أن من
أخبرها بتلك الأخبار المشؤومة كان يمزح معها!
لو اهتممت بنفسك وعادت إليك عافيتك فسأعيدك إليها على الفور.
أغمضت عينيها دون جواب فصمت هو الاخر وهو يتنفس براحة
لقد أنقذته بعدم استكمال هذا الحديث الذى كان من الممكن أن ينتهى بإطلاق سراحها
على الفور كما وعد هو لا يرجع فى كلمة منحها أبدا
لذا أراد أن تتراجع هى وتطلب الرحيل الآن
لازال يحتاج بعض الوقت لتتضح الرؤية أكثر!
أما هى فلم تكن قد نامت كما تصور لقد كانت تمارس عادتها فى الهروب بإغماض عينيها
كادت أن تفلت شهقة منها عندما شعرت بأطراف أصابعه تمس قدمها المقيدة ولكن قبل أن
تفعل انتقلت يده إلى القيد واستمعت (غفران) إلى تكة الحرية وبالألم الذى يخلف القيد
والذى يذكرنا دوما بأننا كنا أسرى!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون من قصة ولو بعد حين للكاتبة دعاء عبدالرحمن،
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا