مرحباً بك في موقع قصص 26 مع رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من الروايات الطويلة التي تتجاوز الثمانون حلقة لذلك تم تقسيمها إلي ثلاثة أجزاء.
الفصل الثالث من رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من الروايات الاجتماعية المُغلفة بقدر كبير جدًا من الدراما الرائعة التي تسحبك إلى عالم ساحر من المتعة والإثارة والتشويق.
رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر - الفصل الثالث
"مهند السليمانى؟"
*مهند باندهاش:
"هه ايوة"
-أخذته بحضنها بحنان و لكنه لم يبادلها هذا الحضن و إنما ابعدها سريعا قائلا:
"انتى عرفتينى ازاى؟ هى خالتى مشيرة بعتتلك صورتى اما كلمتك؟"
*شمس برسمية:
"خالتك مشيرة اما كلمتنى قالتلى ابنك جاى على طيارة الساعة 9 من غير ما تبعت حاجة ، لكن من ناحية انا عرفتك ازاى؟"
-وضعت يدها على وجهه ثم قالت:
"فعشان انت شبه ابوك جدا سبحان الله ، غير انى شفت وشك كتير اوى ف احلامى عشان كدة لما شفتك قلبى قالى انه انت اللى بدور عليه"
-ابعد مهند يدها عنه ببرود و هو يقول:
"و طالما قلبك قالك انه انا ابنك ، مقالكيش ليه من 25 سنة انك المفروض متسيبيش ابنك؟ ولا حتى مقالكيش ليه تكلفى نفسك و تيجى تشوفينى مرة و لو حتى صدفة؟"
*شمس محاولة تغيير الموضوع:
"يالا يا مهند على البيت فى ناس هناك مستنيين يشوفوك من زمان"
-سار معها حتى وصل إلى باب المطار ليجد سيارة مرسيدس كبيرة يقف سائقها و هو يمسك بباب المقعد الخلفى ، دخلت شمس و مهند إلى داخل السيارة و كلا منهما ينظر إلى اتجاه معاكس عن الآخر ، قال مهند فى نفسه:
"بنى آدمة باردة بعد ما سمعت كل ده و عادى جدا و لا كأن حصل حاجة"
-لم ينتبه مهند الى الدمعة التى استطاعت الخروج من عين شمس جراء سماع تلك الكلمات ، فهو محق فى موقفه من وجهة نظرها ، هى من تركته بدون تردد
-وصلت السيارة إلى فيلا فخمة فى حى من أرقى الأحياء فى نيويورك ، نزل الاثنان و مرا اولا بالحديقة ليرى بها الكثير من اللوحات المعلقة و التى تحوى إبداعات فنية توحى ببراعة صاحبها ، دلفا إلى داخل المنزل فامسكت شمس بيده ثم توجها الى السفرة التى كانت تحوى أشهى المأكولات ، ما ان وصلا اليها قالت شمس:
"يالا يا مهند عشان ناكل"
*مهند ببرود:
"شكرا مش جعان"
-استدار ليخرج و لكنه وجد رجل قوى البنية يقف أمامه ذا لحية خفيفة باللون الأسود و هو لون شعره أيضا الذى يخلله بعض الخصلات البيضاء ، اما عينيه لونهما اخضر لهما لمعة غريبة جعلته غامضا لكل من يراه لأول مرة ، ما ان رأى مهند يستدير قال بمرح:
"لا يا استاذ انت طالما جيت هنا يبقى لازم تلتزم بمواعيد الاكل"
-جلس مهند و هو مقتضب الوجه ثم قال:
"هو حضرتك مين؟"
*سمير:
"اسف جدا نسيت اعرف عن نفسى ، سمير الاسيوطى رجل أعمال و.."
-ثم أمسك بيد شمس مكملا بابتسامة:
"جوز مدام شمس عبدالرحمن"
-أبتسم مهند ابتسامة صفراء ثم وجد فتاة تدخل تلبس زيا رياضيا ذات عيون خضراء و شعر بنى طويل شبيه لطول شعر شمس ، تقول بغضب طفولى:
"أي ده بتاكلوا من غيرى؟"
*شمس:
"هو انا مش قلت ارجعى بدرى النهاردة ولا اى؟"
-ذهبت إليها ثم عانقتها و هى تقول:
"سورى يا مامى والله الدكتور سابنى بالعافية زى مانتى عارفة كان فى تمرين مكثف
*شمس:خلاص مش مشكلة"
-ثم التفتت الى مهند قائلة:
"اعرفك يا مهند فاطمة الاسيوطى أختك"
-نظر إليها مهند و شعور غريب يخالجه لم يألفه من قبل بينما مدت فاطمة يدها لتسلم عليه قائلة:
"انا تالتة تربية رياضية وانت؟"
*مهند بابتسامة دامعة:
"مخلص تجارة انجلش"
-جلست فاطمة بجانبهم ، بعد مرور خمس دقائق جاء شاب و فتاة و هما يمزحان بصوت عال نسبيا ، الشاب لديه شعر بنى و عيون بندقية و بشرة قمحية اما الفتاة فهى تتسم بعيونها السوداء الواسعة و شعرها الأسود المربوط على هيئة ضفيرة تصل الى ركبتها ، يتناسب لون شعرها مع بشرتها الخمرية ، ما ان رآهما مهند حتى قال:
"هما دول كمان ولادك؟"
*سمير بابتسامة:
"لا دول ولاد اخويا"
-اقترب الشاب من مهند ثم سلم عليه قائلا:
"أشرف الاسيوطى رسام معايا معرض لوحات ، و دى اسراء الاسيوطى أخصائية نفسية"
-سلم مهند على اشرف ثم مد يده ليسلم على اسراء و هو يقول:
"اتشرفت"
-نظرت اسراء ليده الممدودة ثم قالت:
"الشرف ليا"
-أعاد يده ثم جلس مقتضب الوجه مجددا ، ما ان أنهوا الطعام قام مهند و هو يقول:
"عن اذنكم انا عايز أطلع أرتاح"
*شمس:
"اكيد طبعا تعالى اوريك أوضتك"
-صعدا معا و ما ان وصلا الى الغرفة قالت شمس بابتسامة:
"اتفضل انا صممت كل حاجة فى الاوضة دى قولى رايك؟"
-نظر مهند إلى أرجاء الغرفة باستنكار ثم قال:
"انتى لو كنتى معايا مكنتيش حطيتى كل حاجة بذوقك كنتى حطيتيها بذوقى انا ، انا مبحبش اللون ده ولا نوع الكمبيوتر ده و لا منظر الستاير دى ، لو كنتى معايا كنتى هتعرفى كل ده"
-سكت للحظة ثم اكمل:
"اصلا لو كنتى معايا مكنتش اضطريت اجى البيت ده"
-وضعت شمس يدها على كتفه ثم قالت:
"يا ابنى انت مش فاهم حاجة"
*مهند و هو يبعد يدها:
"انا مع كل اسف فاهم كل حاجة يا مدام شمس ، معلش أصل ماما دى مقولهاش غير للانسانة اللى فعلا ربتنى بكل إخلاص ، و هى امى أميرة و بس"
-تركته شمس دون ان ترد عليه و قد انسابت دموعها على خديها ، ما ان وصلت الى غرفة الطعام قال سمير بقلق:
"مالك يا شمس؟"
*شمس و هى تكفكف دموعها:
"مفيش"
-اخرج سمير منديلا من جيبه ثم قال:
"شكل فعلا اهله قالوله كلام كتير عليكى"
*فاطمة باستنكار:
"اى ده يا ماما ده إنسان ثقيل اوى ، كمان بيزعلك؟"
*شمس بعصبية:
"عيب كدة يا فاطمة ماتقوليش على اخوكى كدة"
*فاطمة:
"سورى يا ماما"
*اسراء:
"انا بمجرد ما شفته فهمت شخصيته ده رد فعل مباشر و صريح يوضح اللى اتقاله من اكذوبات صعب تغييرها إلا بأدلة واضحة"
-ضرب أشرف إسراء على مؤخرة رأسها و هو يقول بمرح:
"ممكن كلامك بتاع المستشفى ده متطبقيهوش هنا"
*اسراء بصوت عال:
"يا ربى منك يا غتت"
-قامت شمس بضيق و يبدو عليها العصبية فقال سمير:
"عاجبكوا كدة يعنى؟ انتو عارفين كويس اوى امكوا بتمر بايه ياولاد الموضوع مش مستاهل هزار"
*اسراء:
"اسفين يا بابا"
*اشرف:
"خلاص هنخرج نكلمها"
-خرج الثلاثة باحثين عن شمس حتى وجدوها تقف فى الحديقة تنظر الى اللاشىء ، احتضنتها فاطمة و اسراء و هم يقولون:
"احنا اسفين يا ماما"
*شمس:
"مجراش حاجة"
*اشرف:
"ماما ممكن سؤال؟"
*شمس:
"امممم"
*اشرف:
"يعنى هو عرف ان انتى مامته و فى دماغه انك مش كويسة يبقى اى سبب جاى دلوقتى؟"
*شمس:
"عشان ينتقم منى ، انا متأكدة أنهم سمموا تفكيره"
*اسراء باستنكار:
"ما تحكيله يا ماما انتى هتفضلى ساكتة ليه؟"
*شمس:
"هقوله بس مش دلوقتى هو لحد دلوقتى معملش حاجة ، عايزاه يفرغ كل غضبه الأول"
*فاطمة:
"بس انتى يا ماما مغلطتيش"
*شمس:
"ف نظره انا غلطت و لازم اتحاسب"
*اشرف:
"اظن أن لازم أحترم رايك و أن كان علينا هنعرفه انتى اد اى كويسة لحد ما يعرف الحقيقة كلها"
-مد يده ثم قال:
"مين معايا؟"
-مدت كلا من فاطمة و اسراء يديهما ثم قالتا:
"انا"
-ابتسمت شمس من طريقتهم الطفولية ثم قالت:
"ربنا يحفظكوا ليا يا حبايبى"
-احتضنوها قائلين:
"يااارب"
-فتح مهند نافذة غرفته ملتمسا الهواء ليجد شمس تحتضن الشباب الثلاثة و تمزح معهم فقال فى نفسه:
"يا إلهى ما هذا الدفء بين هذه الأم و هؤلاء الثلاثة؟ ، اذا لم لم تعطنى من هذا الدفء يا امى؟ ، لم حرمتنى منه ، أكاد أجزم أن هؤلاء الثلاثة هم الأفضل بالنسبة لك منى"
-ثم قال بصوت مسموع:
"هخليكى تعرفى يعنى اى تسيبى ابنك و تفضلى عليه الفلوس و ناس تانى غيره ، وعد من مهند السليمانى"
-نهاية أحداث الفصل الثالث
-يا ترى اى معاملة (اشرف و اسراء و فاطمة) لمهند و هل هيفضلوا على اللى بيقولوا عليه؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا