مرحباً بك في موقع قصص 26 مع رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من الروايات الطويلة التي تتجاوز الثمانون حلقة لذلك تم تقسيمها إلي ثلاثة أجزاء.
الفصل السابع عشر من رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من الروايات الاجتماعية المُغلفة بقدر كبير جدًا من الدراما الرائعة التي تسحبك إلى عالم ساحر من المتعة والإثارة والتشويق.
رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر - الفصل السابع عشر
"كريم"
*كريم:
"نعم يا شمس"
*شمس:
"انا مش عايزة اكل لوحدى فى الأوضة تانى و عايزة آكل معاكوا"
*كريم بهدوء:
"حبيبتى انا عامل على كلام مشيرة و أسلوب التتريقة اللى فى الرايحة و الجاية ده"
*شمس:
"كريم طالما معاك مفيش حاجة ، ده غير ان ابننا لما ييجى مش هينفع يشوفنى واخدة جنب من العيلة كدة"
*كريم:
"والله يا قلبى اللى يريحك اى رأيك تنزلى من دلوقتى؟"
*شمس بسعادة:
"اكيد طبعا موافقة"
-نزلت شمس مع كريم ثم دلفا إلى غرفة الطعام ليقول كريم:
"صباح الخير"
*الجميع:
"صباح النور"
*كريم:
"جماعة من هنا و رايح شمس هتيجى تاكل معانا ، ياريت ننسى الى فات و نبتدى من جديد"
*أحمد ببرود:
"اتفضلى"
-مر شهران ، و فى ذات صباح بعد أن فطر الجميع صعد كل من كريم و شمس الى الغرفة لتقول شمس:
"انت كل ده لسة مالبستش؟"
*كريم:
"لا أصل النهاردة مش رايح الشغل"
*شمس بدهشة:
"و ليه بقى مش رايح الشغل؟"
*كريم بمرح:
"بفكر اخد اجازة"
*شمس:
"هنبدأ الدلع ولا اى؟"
*كريم:
"هههههههه لا والله مش كدة ، الموضوع و ما فيه انى عايز نخرج مع بعض النهاردة"
*شمس:
"بس انت كدة هتعطل شغلك"
*كريم:
"ماتخافيش ، انا مظبط الامور كلها ، عالضهر كدة عايزك تجهزى على ما أحضر العربية"
*شمس بابتسامة:
"حاضر"
-خرج الاثنان و قضيا يومهما على النيل و الى مطعم لتناول العشاء ليعودا مساء و خطوات البهجة و السعادة مرافقة لهما ، بعد ان صعدا السلم توجهت شمس لتدلف الى الغرفة بينما امسك كريم بيدها قائلا:
"لا ماتدخليش ، لازم تشوفي حاجة الأول"
*شمس بدهشة:
"اشوف اى؟"
-جذبها كريم نحو الغرفة المجاورة ثم وضع يده على عينيها و فتح الباب ليهمس فى اذنيها بعشق:
"احلى هدية لاحلى عيون"
-فتحت شمس عينيها لتفاجأ بما ترى فلقد وجدت الغرفة مليئة بالألعاب و صور الأطفال مع صورة كبيرة مكتوب عليها اسم مهند بخط عربى مزخرف ، نظرت شمس الى كريم خلفها ثم قالت بدهشة:
"انتا عملت كل ده امتا؟!"
*كريم:
"لما خرجنا النهاردة خليتهم يظبطوا الأوضة دى ترحيبا بالنونو اللى جاى ، و اخترت الاوضة دى بالذات عشان جنب اوضتنا يا حبى ، اى رأيك فى الهدية دى بقى؟"
*شمس بسعادة:
"وجودك احلى هدية ف حياتنا يا كريم"
*كريم:
"ربنا يحفظكوا ليا يا حبيبتى"
-استيقظت شمس صباحا و هى تشعر بألم شديد فى بطنها ، كان كريم خارجا من المرحاض و ما ان رآها ذهب اليها مسرعا و هو يقول:
"مالك يا شمس؟"
*شمس:
"بقيت بتعب اوى الايام دى"
*كريم:
"معلش يا شمس مجاتش على آخر شهر"
*شمس:
"ربنا يستر يالا هقوم البس"
*كريم:
"ماشى مستنيكى"
-عند السلم كان محمود يلعب بسيارته الصغيرة بينما مشيرة تجذبه:
"يالا بقى بطل غلبه أفطر الأول بعد كدة العب"
-القى محمود السيارة على درجة من درجات السلم قائلا بانزعاج:
"يوووه يا ماما بقى ، حاضر"
-دخل محمود غرفة الطعام بينما خرجت مشيرة لتقابل ثنية بالقرب من غرفة مكتب سعيد ، قالت مشيرة ما ان رأتها:
"ها عملتى اللى قلت عليه؟"
*ثنية:
"عيب يا هانم حطيت من الازازة زى ما قولتى"
*مشيرة:
"و حد شافك المرة دى؟"
*ثنية:
"لا خالص دانا حطيت فى الطاسة اللى سميحة عملت فيها الفول"
*مشيرة:
"تماااام يالا روحى بقى احسن حد يشوفنا"
-التف الجميع حول مائدة الطعام ثم شرعوا فى تناول الإفطار ، سمعوا طرقا للباب ليفتح كريم باب الغرفة فيجد انه محمد قد جاء لزيارتهم ، سلم عليه كريم بحرارة قائلا:
"تعالى يالا أفطر معانا"
*محمد و هو يجلس:
"معلش والله يا كريم علطول من المستشفى للعيادة لقيت مفيش وقت غير الصبح ازوركوا فيه"
*شمس:
"تشرفنا ف اى وقت يا دكتور"
-جلس محمد و ما ان راى شمس تبدا بتناول اول قطعة من رغيف الخبز مع الفول اوقفها بسرعة قائلا:
"استنى يا شمس"
*شمس بدهشة:
"فى اى؟"
*محمد:
"خدتى الفيتامين اللى قبل الفطار؟"
*شمس:
"يووووه نسيته"
*كريم:
"علطول بتنساه"
*شمس:
"خلاص دقيقة واحدة هاخده و اجى"
*كريم:
"طب اقعدى انتى و خلى سميحة تجيبه"
*محمد:
"لا الحركة كويسة عشانها يبقى افضل لو جابته هى"
-صعدت شمس الى غرفتها ثم تناولت قرصا من الفيتامين لتخرج مجددا ، أثناء نزولها على السلم لم تنتبه إلى السيارة الصغيرة التى ألقاها محمود ، لتضغط قدمها على السيارة ثم تنزلق على درجات السلم وقوعا ، اصطداما بآخر عشر درجات ، خرج كريم بفزع و خلفه البقية على صوت صرخات شمس قائلة بألم:
"كريييييم الحقنى يا كرييييم"
-اسرع كريم إليها قائلا بخوف:
"شمس يا حبيبتى أهدى"
*شمس ببكاء:
"هموووت ابنى هيموووت"
*محمد بسرعة:
"يالا يا كريم تعالوا على عربيتى لازم تروح المستشفى ف أسرع وق"ت
-حملها كريم ثم اتجه بها الى سيارة محمد لينطلق محمد كالريح ، عندما كانت شمس على الترولى تمسك ببطنها بشدة و تصرخ قائلة:
"كريم ابنى اهم شىء ، ابوس ايدك"
*كريم بقلق:
"متخافيش يا شمس أن شاء الله مش هيجرا حاجة ، صدقينى"
-دخلت شمس إلى العمليات و قبل ان يدخل محمد اوقفه كريم قائلا:
"محمد عايزك تنسى الولد لو هيسبب اى خطر لشمس ، اهم شىء شمس"
*محمد:
"متخافش يا كريم ان شاء الله خير"
-استغرق محمد ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات ، اما عند كريم فكان ينتظر و هو يعد اللحظات و يكاد قلبه ينفطر من شدة الخوف ، جاء كل من أحمد و سعيد و مشيرة و معها محمود بكر يهونوا عليه و يطمئنوه بأنها ستصبح بخير ، بكى محمود عطشا لتقول مشيرة بسرعة:
"طب هروح أشرب محمود و راجعة"
-بعد مرور نصف ساعة؛ خرج محمد و على وجهه جميع علامات الأسى ، اتجه إليه الجميع بينما قال محمد باسف:
"شمس بخير لكن مع كل أسف الولد اتوفى"
-شعر كريم بأن خنجرا انغرس فى قلبه بينما اكمل محمد:
"و كمان شمس مش هتقدر تخلف تانى"
-جثى كريم على ركبتيه إثر المصيبة التى وقعت على صدره بحجم الجبل لتبدأ الدموع فى الانهمار من عينيه مرددا بحزن:
"الحمدلله ، الحمدلله ، بس شمس هعرفها ازاى بس؟ دى كانت هتموت على ابننا"
*احمد:
"خلاص يا كريم يابنى أهدأ"
*كريم باعلى صوته:
"يااااارب"
-استيقظت شمس بعد ساعتين لترى كريم ينظر إليها بأعين دامعة فتقول بهدوء:
"كريم ابنى فين؟"
-صمت كريم فاكملت بصوت اعلى:
"كريم ابنى فين؟ عايزة اشوفه"
*كريم بحرقة:
"ابننا فى الجنة دلوقتى قابل ربه"
*شمس بصراخ:
"لااااااااا إلا ابنى لااااااا"
-احتضنها كريم قائلا بحزن:
"خلاص يا شمس عشان خاطرى أهدى مش كدة"
*شمس:
"انا عملت اى ف حياتى غلط عشان يحصل معايا كدة لااا"
-رأت شمس طفلها للمرة الأخيرة قبل ان يتم دفنه ، أخذت تنظر إليه بحسرة و قهر لتحتضنه بقوة ، تم اخذه من بين يديها لتنظر الى يديها و هى تبكى بصمت
-عندما عادت شمس الى القصر ، قبل ان تدلف الى غرفتها توقفت ثم فتحت باب الغرفة المجاورة و دخلت فيها ، ظلت تنظر الى السرير الصغير المعد لطفلها المتوفى ثم اخذت تتحسسه بيديها لتنهار بالبكاء مجددا ، لم يستطع كريم التحمل اكثر من ذلك فقام بحملها إلى غرفتهما و أخذ يهدأها الى أن نامت بينما ظل هو مستيقظا لا يستطيع تصديق ما يمر به الآن فلن يصبح والدا ابدا ، و هو إن أراد ذلك فلن يكون إلا من شمس محبوبته فقط
-مر شهران و شمس لا تزال تمر بأزمة نفسية شديدة للغاية ، و كريم يقوم بأقصى جهده ليخرجها من تلك الحاله حتى بدأت فى التحسن تدريجيا ، و كل ذلك من أجل كريم الذى أصبح لا يهتم بنفسه إلا قليلا بسبب رؤيتها بهذا الشكل ، اما هى فبدأت بالامتثال للتطلع من جديد فهى لا تزال مع حبيبها كريم و هذا بحد ذاته جيد ، و بعد مرور ستة أشهر أصبحت شمس قلقة فهى لم تحمل منذ تلك الحادثة مجددا لذا قررت ذات صباح ان تكلم كريم قائلة:
"حبيبى"
*كريم:
"نعم يا شمس"
*شمس:
"انا هروح أزور واحدة صاحبتى من ايام ما كنت بشتغل ، اصلها تعبت اوى"
*كريم:
"طب خليها لما اجى عشان بلاش تروحي لوحدك؟"
*شمس:
"ماتخافش ساعة بالظبط و هاجى"
*كريم:
"تمام هتروحى مع السواق"
*شمس:
"لا بس..."
*كريم:مقاطعا:
"خلاص يا شمس مع السواق و بس"
-أذعنت شمس للأمر ثم انتظرت خروج كريم إلى العمل لترتدى ملابسها ثم تتجه نحو عيادة محمد لتتأكد شكوكها بعدم إنجابها مجددا ، عادت شمس و هى تشعر بحزن شديد مما سمعت حيث أنها تعلم بمحبوب قلبها و عشقه للأطفال ، و اتضح انه يعرف ذلك منذ البداية و يخفى الأمر عنها ، و لكنها توصلت الى القرار الصحيح من وجهة نظرها
-عاد كريم الى القصر ثم توجه إلى غرفه مكتبه اولا ليستدعى السائق موجها اليه أول سؤال قائلا:
"هى شمس راحت فين؟"
*السائق:
"الصراحة يا بيه راحت عيادة دكتور محمد"
-شعر كريم بتسارع نبضات قلبه من سماع ذلك ليقول للسائق بوجوم:
"روح انت دلوقتى"
-دلف كريم الى غرفته ليجد شمس تجلس شاردة على السرير فيقول بصوت يكاد يجعله طبيعيا:
"مساء الخير"
*شمس بحرقة:
"طلقنى يا كريم"
-نهاية أحداث الفصل السابع عشر
-يا ترى اى رد كريم على كلمة زى اللى سمعها؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية قبل فوات الأوان الجزء الأول بقلم إسراء عبدالقادر
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا