مرحبا بكم مرة أخرى في موقع قصص26 ورواية جديدة كما عودناكم علي الابداع والتميز دائما, موعدنا اليوم مع الفصل التاسع والأربعون من رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد.
رواية أحفاد الجارحي هي رواية إجتماعية من إبداع ملكة الإبداع "آية محمد" أخذت شهرة كبيرة جدًا في فترة وجيزة وهذا ليس بجديد صراحة على روايات آية محمد فالكاتبة تتمتع بشعبية كبيرة جدًا في الوطن العربي بأكملة وخاصة في مصر بالطبع.
على الرغم من أن رواية أحفاد الجارحي لازالت حديثة إلا إنها قُرئت حتى الآن أكثر من 25 ألف مره
نعم إستمعت لصوته يصيح بأسمها وتراه أمامها لم تتوهم هى بحقيقة لاطالما هربت منها ..
أقترب ياسين ليقف أمامها مباشرة فرفعت عيناها السمراء لتقابل عيناه الجافة ، لم تتخيل أن تلك العينان كانت تكن لها حبٍ بيومٍ ما ، ربما ما فعلته يستحق القسوة والكراهية .....
وقف يتأملها بعاصفة من المشاعر المرتبكة كحال قلبه ...هل مازال هذا القلب يميل لها بعد ما أرتكبت بحقه ؟؟
لا هو الآن لملكة أخرى ....
خرج صوتها أخيراً قائلة بتوتر :_عامل أيه ؟
وقف يتأملها بسكون مريب ثم حطمه بعدما توجه لسيارته قائلا بسخرية :_شيء ما يخصكيش ..
وغادر ياسين تاركها تتطلع للفراغ التى سلكته السيارة ...
*********________******
بالقصر
ترك سيارته بأهمال ثم دلف للقصر مسرعاً فأتى الحارس وصفها بأنتظام ...
توجه لغرفة والده مسرعاً فلحقت به تلك الفتاة قائلة بغضب :_فين هديتى يا عدي
أستدار ليجد شقيقته تقف والشرار يلمع بعيناها فقال بسخرية :_هو الحفلة خلصت ولا أيه ؟
مليكة بصدمة :_هى لسه بدءت !!!
رفع يديه على وجهها بخفة :_طب قولى لنفسك بقا ..
وتركها عدي وأكمل طريقه ...
طرق الباب وعندما إستمع لصوت والده دلف للداخل قائلا ببسمة هادئة :_صباح الخير
رفع يديه يتأمل ساعته قائلا بسخرية :_قصدك مساء الخير
جلس على المقعد يتراقب حديثه بعناية فأكمل ياسين قائلا بستغراب :_مش روتين أجازتك الخروج يعنى ولا الحال أتقلب
إبتسم بمكر على دهاء والده ثم تمحمح قائلا بجدية مصطنعه :_هو حضرتك متعرفش الا حصل لمازن ؟؟
ضيق عيناه الساحرة التى ورثها هذا الوحش عنه قائلا بخبث :_على حد علمى أن مازن فى المستشفى بقاله يومين وحضرتك مرحتلوش
:_عشان كدا خرجت النهاردة وغيرت الروتين
قالها هذا الوحش بثباتٍ تام أعتاد عليه من والده ....لم ينكر ياسين إعجابه بدهاء عدي ولكنه يعلم جيداً بأن هناك أمراً ما ....
خلع ياسين نظارته ثم أغلق الحاسوب قائلا بنبرة مزيفة :_أوك يا عدي النهاردة يوم مهم فى حياة عمر ولازم تكون جانبه وأظن دا من واجباتك كأخ قبل ما تكون ظابط شرطة ولا أيه ..
إبتسم عدي قائلا بتأكيد :_أكيد.طبعاً سمعت أن معتز وجاسم عايزين يعقدوا القران معاه
ياسين بهدوء :_حاسس أن معتز متسارع شوية ودا شيء مريب لكن جاسم دا طبيعى ..
أستقام بجلسته قائلا بأهتمام ؛_طبيعى أنه حب بنت فحابب يرتبط بيها بشكل رسمى
إبتسم بخفوت على تبدل عقلية الوحش فعلم الآن بأن تفكيره هو الصائب :_مش معتز الا يفكر كدا يا عدي
بادله الحديث بنفس نبرة الهدوء :_طب أيه الحل ؟
شرد بعقله قليلا ثم قال بثبات :_الحل موجود عنده بس هو يستغله صح
عدي بعدم فهم :_مش فاهم حضرتك
إسترسل حديثه ببسمة هادئة :_متخدش فى بالك المهم تكون متواجد هنا معاهم
:_حاضر عن أذن حضرتك
قالها عدي بعدما نهض عن المقعد وتوجه للخروج فأشار له ياسين بالأنصراف ..
******____________******
بغرفة نور
كانت تجلس على الفراش بهدوء ، تفكر بنعم الله عليها ....حينما فقدت بصرها كانت والدتها لجوارها لتكون هى مرشدها وعندما أذن رحيلها أتى عمر ليكون خاتمها بعشقه وحنانه المنان ، نعم لم تطلب من الله أسترداد بصرها قط ..كانت تحمده على نعمه العديدة فكيف لها الأنتباه لذلك وهى منغمسة بقوافل نعمه العطرة .ولكنها ما أن دلف عمر لحياتها حتى باتت تدعو الله أن تستعيد بصرها ولو لدقائق تختم صورته عيناها وتظل هى أخر من ترأه ....اليوم ستكون له زوجة لم تصدق ذلك ولكن شعورها بفرحته المزفوفة بنبرة صوته شُعلت الفرحة بقلبها المظلم ...
أفاقت نور على صوت دقات باب الغرفة فتحسست بيدها الفراش إلى أن وقعت يدها على حجابها فوضعته على رأسها قائلة بصوتٍ هادئ :_أدخل ..
دلفت مليكة أولا تتراقب الأمر ثم أقتربت منها لتخبرها بأن أخيها الأكبر يود رؤيتها ويستأذن للدلوف ..
إبتسمت نور على أخلاق تلك العائلة فرغم غناهم الفاحش الا أن قلوبهم معطرة بقيم تفوقها ملايين المال ...
دلف عدي بعدما أخبرته مليكة بترحباها به ...جلس على المقعد وعيناه تفترش الأرض أسندتها مليكة للجلوس على الأريكة المجاورة له ثم فتحت الباب على مصراعيه وغادرت ..
عدي ومازالت عيناه أرضاً :_أنا حبيت أعرفك عن نفسي مدام هتكونى زوجة أخويا
إبتسمت على طريقته المرحة قائلة بفرحة :_ سمعت عن حضرتك كتير من مليكة وماما
عدي بستغراب :_ماما ؟!
قالت بخجل :_أنا بنادى لطنط آية ماما بناء على رغبتها وأحساسي نحيتها كدا
إبتسم قائلا بجدية :_طب تمام أوى أسمعى بقا الكلمتين الا جاى أقولك عليهم
أنصتت له جيداً فسترسل حديثه قائلا بأبتسامة صغيرة :_صحيح أنا وعمر تؤام بس هو بيختلف عنى كتير ..عمر قلبه من دهب لما بيحب بيحب بجد أفتكر وأحنا صغيرين تصميمه على أنه يكون مختلف عن الكل كانت أبسط أحلامه يكون دكتور ويعالج الناس عمر فعلا مختلف عن الكل عمره ما كان أنانى أو حب التكبر بالعكس قررته دايما بتكون من القلب بقولك الكلام دا عشان تتأكدى أنه بيحبك بجد ووصوله للجنان دا بسببك أينعم أنا معتش عارف استحمله بس كلها كام أسبوع ويغور عنى أقصد يتجوز يعنى ..
تعالت ضحكاتها بسعادة لما أستمعت له فرفع عدي عيناه ليرأها أخيراً قائلا بسخرية :_بتضحكى أوك بكرا تشوفى وتقولى أخويا الكبير حذرني من الواد دا ..
لمعت دموع الفرح بعيناها فرددت بهمس :_أخويا
أجابها بصدمة مصطنعه :_أي دا يعنى هى ماما ومليكة أختك وأنا إبن الجيران تصدقى أنا غلطان كنت هقف معاكى ضد الحيوان دا لو عمل حاجه
:_لااا طبعا أنا فرحانة لأنى كان نفسي يكون ليا أخ
قالتها نور بدمعة حارة على وجهها فأبتسم قائلا بجدية :_والأخ دا قدامك أهو أنتِ دلوقتى ذى مليكة بالظبط يوم ما تحتاجينى متتردديش ثانية واحدة ...
كان على بعد مسافات قليلة منهم يستمع لأخيه بسعادة وإحترام فعدي يكبر بأنظاره يوماً بعد يوم يشعر بأن الفارق بينهم كبير للغاية ليس دقائق بل أعوام ...
خرج عدي بعدما زرع الفرحة بقلبها ليجد شقيقه بالخارج يتطلع له بفرحة ، نظراته تحمل الكثير من الحديث المكبوت ..
رفع يديه على كتفيه قائلا بثبات :_مبروك دخولك عرين الزوجية
تعالت ضحكاته قائلا بحزن مصطنع :_لسه كتير دا مجرد كتب كتاب بس
عدي بغضب :_أحمد ربنا يا أخى غيرك لسه موصلش للمرحلة دي
تعالت صدمات عمر ليقول بزهول :_غيرك ! الا هو أنت ؟؟!!
لا فاهمني أنت لقيت رحمة
إبتسم الوحش إبتسامته المثيرة مشيراً بعيناه فاكمل عمر بحماس:_أذي
ربت على كتفيه قائلا بثبات :_بلاش عشان أنت داخل على جواز والعملية عندك مش ناقصة جنان
عمر بصدمة :_للدرجادي ؟؟
عدي بتأكيد :_وأكتر
أبتلع ريقه بصعوبة من تفكيره بالأمر قائلا بلهفة ؛_بعد الحفله هعرف
تركه وغادر قائلا بمكر :_أفكر
وقف يتأمله بغضب ولكنه أنفض عنه أي أفكار وتوجه لغرفتها ..
********__________****
توجه لغرفته ليجدها تعتلى طريقه فتجمدت الدماء بعروقه حينما تذكر رسالتها ..
أسيل بخجل شديد :_بعتلك رسالة على الواتساب شوفتها ؟؟
ما أن ذكرت كلماتها حتى جذبها من معصمها بقوة لغرفته ثم أغلقها سريعاً ...
تطلع لها بشرارة تكاد تلهب الغرفة بأكملها فخرج صوته المزلزل :_أنا حذفت الرسالة وهلتزم الصمت عن الا سمعته
سألته بستغراب :_ليه يا عدي ؟!
زفر قائلا بغضبٍ جامح :_أسيل أنتِ عارفة كويس أنتِ بالنسبالى أيه ؟بلاش تعيشى بوهم أنتِ مش أده
فر الدمع من عيناها كشلالات عميقة قائلة بحزن شديد :_بس أنا بحبك أوى
رفع يديه بقوة كبيرة حطمت الزجاج من خلفها فصرخت بخوف ..رفعت عيناها لتلتقى بعين الوحش الثائر قائلا بنبرة كالموت :_أخرجى من هنا
ثم رفع يديه المملؤة بالدماء :_عارفة لو سمعت الكلام دا تانى هعمل فيكِ أيه ؟
تطلعت له بدموع قائلة بنبرة تحتضم الحطام والكسرة :_مقدرش أوعدك ..
قالت كلماتها الأخيرة بعدما توجهت لباب الغرفة ...خرجت والدموع تلحقها كأنها لعنة مميته تود الفتك بها ..أما هو فجلس على الفراش يشدد على شعره بغضب من تلك الفتاة التى تتابع وهم قاسي وتترك عاشقها المحبب ..تزرع الجراح بقلبه وهو يستقبلها بصدر رحب...
بالخارج
توجهت لغرفتها بدموع رأها ياسين الجارحي ليخمن الآن ما الذي يحدث لها ؟ ...
********__________*******
بغرفة رعد
دينا بصدمة :_أنتِ مجنونه صح ؟؟؟
داليا بدموع :_ليه؟! عشان بقولك مش شايفاه غير مجرد أخ
دينا بستغراب :_بس أنا كنت بشوف الحب فى عيونك لجاسم من وأنتِ صغيرة
:_يا ماما فى فرق بين الأحترام والحب وأنا بحترم جاسم بس دا مش معناه أنى بحبه
قالتها داليا بعدما تركت المقعد وجلست جوار والدتها على الفراش ..
لم تجد كلمات تتفوه بها فقالت بهدوء "_يا بنتى راجعى نفسك جاسم شاب كويس مش هتلاقى حد يحبك قداه وبعدين أنتِ كدا هتعملى مشاكل بين أبوكى وأدهم الكل عارف أن النهاردة كتب كتابك مع عمر
صدمت من حديثها فقالت بدموع :_يعنى عشان متحصلش مشاكل أتجوز واحد مبحبوش
قاطعتها قائلة بلهفة :_لااا يا بنتى مقصدش الكلام دا بس يا حبيبتى أيه الا مش عاجبك بجاسم ؟
صرخت قائلة بغضب :_يوووه يا ماما مش بحبه شايفاه ذي رائد وياسين وعدي والكل شايفاه أخ هتجوزه أذى داا ؟؟؟؟
تفاجئت دينا حينما وجدت رعد يقف خلفها ولكنها تطلعت له بحزن من القادم ..
داليا بصدمة :_بابا !!
رعد بهدوء :_من أمته وأحنا بنغصب عليكم حاجة
قالت بأرتباك وعيناها أرضاً :_أنا
قاطعها بأشارة من يديه قائلا بحذم :_أعتبرى الموضوع منتهى روحى على اوضتك
أنصاعت له وتركت الغرفة ..أقترب رعد من دينا الباكية رافعاً يده على كتفيها بحنان فرفعت وجهها المنغمس بدموع :_هو ليه بيحصل مع أولادنا كدا يا رعد ..رائد والا بيحصل معاه ودلوقتى داليا هو مش مكتوبلنا نفرح ؟؟!
جلس لجوارها محتضنها بحنان فهو يعانى مثلها ولكن عليه الصمود ...
أخرجها من أحضانه قائلا بهدوء :_وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم نسيتى كلام ربنا ولا أيه يا دينا
اجابته بهدوء :_ونعم بالله
أكمل حديثه قائلا بثبات :_وبعدين مالهم أولادنا داليا مشكلتها بسيطة ورائد الحمد لله أحنا كنا فين وبقين فينا وأن شاء الله رانيا تقدر تسامحه
رددت بأمل :_يارب يا رعد
أحتضنها هامسٍ بصوته الرجولى العميق :_ يارب يا حبيبتى
*******________********
وقفت أمام الغرفة بتردد تقدم قدمٍ وتأخر الأخرى ...ذكريات تهاجمها من الماضى المغموس بالعشق والوجع ..لمع حديث آية برأسها أن عليها تخطى الماضى من أجل إبنتها ..خطت للداخل فتطلعت للغرفة بصمتٍ قاتل ...تتعيش مع ذكرياتها المعتقة بالعشق ولكن سرعان ما قلبت لذكريات مريبة جعلت قلبها ينبض بعنف لذكرى هذا اليوم ..
فلاش بااااك
عاد من الخارج يبحث عنها بعيناه إلى أن وقعت عيناه عليها وهى تجلس بالتراس ،.أقترب منها فأحتضنها هامساً جوار أذنيها :_ وحشتينى
أبتسمت بفرحة لسماع صوته فأستدارت لتتقابل مع عيناه الرومادية ...تطلعت له بخجل شديد من نظراته الخبيثة ثم قالت بتوتر :_بتبصلى كدا ليه ؟
رفع يديه يحتضن وجهها تاركاً العنان لنظراته تنقل لها عشقه المتوج :_مش مصدق أن الجمال دا ملكى
تلون وجهها بحمرة الخجل فأبتعدت عنه قائلة بأرتباك :_أنا هدخل أخد شاور عشان نازله مع مليكة
رائد باستغراب:_ رايحين فين؟ رفعت يدها تزيح خصلات شعرها المتمرده على عينيها بفعل الهواء قائله بأرتباك من نظراته الفتاكه:_ رايحين نشتري شوية حاجات وداليا جاية معانا
قالت كلمتها الاخيره واختفت من امام عينيه اما هو فوقف يتأملها إلى أن أختفت من أمامه ....
جلس على الاريكه يتامل الاشجار من حوله ......الهواء العليل يتمرد على خصلات شعره الغزير فأغضبه كثيراً حتى أنه توجه للدلوف ولكنه توقف على صوت الهاتف تطلع رائد للطاوله بزهول حينما هاتفها يلمع برقم مجهول فألتقطه :_ألو
أغلق الهاتف بوجهه سريعاً فزع الشك بقلبه ...فتح السجل ليجد ما يصل لأكثر من عشر مكالمات باليوم الواحد وما جعل الغضب يلعب دوره المحسوم المحادثة بينهم على الواتساب ..
سمح لنفسه التجول بالرسائل السابقة فتعالت شرارة الجحيم ..ألقى بهاتفها أرضاً فتهشم كحال قلبه ثم دلف للغرفة يبحث عنها كالمجنون ..
خرجت من المرحاض بعدما أرتدت ثيابها وبيدها الحجاب فتفاجئت به يصيح بأسمائها بجنون ..
أقترب منها ليقف أمام عيناها فتطلعت له بصدمة من رؤيته هكذا ...وقف يتأملها بصمت قاتل لا يقوى على التصديق لااا هناك أمراً خاطئ ولكن عقله لم يمنحه السكينة ربط أرتباكها بالفترة الماضية وتصميمها بالخروج الزائد عن الحد مع ما حدث منذ قليل فأصدر القرار بأنتساب تلك الكلمة القاتلة لها "خائتة " يا لها من خنجر طعنه بقسوة بدون رحمة أو شفقة لعشق ذرع بالقلوب ...
أنهى حديث العينان بصفعات قوية لم تتوقعها منه ..وقفت تطلع له بصدمة ألجمتها عن الحديث حينما شرع لها بتلك الكلمة ثم أنهال عليها بكم من اللكمات المبرحة ...
صرخت وتراجعت للخلف كأنها ترى ما حدث أمامها ..رفعت يدها على آذنيها لعل صوته يكف عن الحديث لم تشعر بدمعاتها تشق طريق وجهها حينما تذكرت حديثه وذكرياتها التى ظلت حليفتها طوال تلك المدة القاسية ...
أتى من الخارج بعدما أوصل إبنته لغرفتها الجديدة ففرحت بها كثيراً ...وجدها تتراجع للخلف بفزع كأنها ترى شبح ، أقترب منها بحذر فصطدمت به ...
أستدارت رانيا لتجده أمامها تملكها الخوف مما صار منذ أربعة أعوام حتى أنها لم تقوى على الوقوف فسقطت بين يديه كالجثة الهامدة ...حملها بخوف شديد أقتلع قلبه فحاول جاهداً أن يجعلها تستعيد واعيها ..
*******_________******
بغرفة نور
أرتدت ما شراه لها عمر بعدما خرج صباحاً لأجلها ...فستان من اللون الأزراق كالون عيناها ...عاونتها مروج على أرتدائه بعدما نقلت لها صورة عن تفاصيله ولونه الجذاب ...أرتدته وهى تشعر بتراقص نغمات قلبها حينما شعرت بوجوده لجوارها ....
ربما قرب الموعد ليزدهر أشواك العشق ............
******_____________******
بغرفة عدي
دلف ياسين للداخل وعيناه تبحث عنه بغضب شديد...إلى أن وقعت عليه فهبط للأسفل ليقف أمامه ..
حبس أنفاسه تحت المياه كأنه يحاول إثبات شيئاً ما فطوفت بها عاصفة العشق والريحان نقلت صورة بسمتها الساحرة فجعلته يبتسم بهيام ..
خرج عدي من قاع المياه لشعوره بأنه بحاجه للهواء فتعجب حينما وجد ابيه يقف لجواره .. بابا..قالها بخفوت وأستغراب فتوجه للخروج قائلا بزهول :_فى حاجة يا بابا أنا كنت لسه عند حضرتك ؟!!
:_أسمع يا عدي انا صبرت عليك كتير بس أنت أستغليت صبري دا
قالها ياسين الجارحي بعدما رفع يديه بوجه إبنه الأكبر بغضب يكاد يفتك به ..
لم يعلم ما سبب غضبه المفاجئ فقال بحذر شديد :_أنا مش فاهم حاجه فى أيه ؟
أقترب ياسين منه قائلا بنبرة صوته الثابت :_أنا واثق ان فى حاجة انت مخبياها عليا ...ببساطة ممكن يكون جوازك على أسيل مع أخوك وانت عارف انى أقدر أعمل كدا
عدي بغضب :_هو انتوا ليه مش قادرين تفهموا انا مش بحبها أنا بعتبرها أخت ليا مش أكتر ولا أقل ثم انى مش مجبر أتجوزها وحضرتك عارف كدا كويس
حاوطته نظرات ياسين القابضة للأنفاس فحل السكون على عدي حينما علم ما تفوه به ...
خرج صوت ياسين الحازم قائلا بعصبية :_ اوعى تكون فاكرنى أهطل او مش بفهم أنا ياسين الجارحى عقلى يوزنك انت وعشرة ذيك عشان كدا سايبك تعمل الا يريحك بس يجى ببالك أنى غبي ومش فاهم الا بيحصل لأولادي وأنا هنا بمكانى تبقا بتحلم حلم سخيف ..
وصعد ياسين الدرج المتوجه لغرفة عدي المنصدم مما أستمع إليه .ولكنه لم يتمكن من أخفاء إبتسامة إعجاب بنفوذ ياسين الجارحي ..
دق هاتفه برقم كبير الحرس فرفعه بصمت يستمع للقادم
الحارس:_الشخص الا حضرتك اديتنا صورته حاول الهجوم على الفيلا
رفع يديه يزيح خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه قائلا بلهفة :_ مصطفى ما يعديش من تحت ايديكم عايزه ارجع بالليل الاقيه
قاطعه حديث الحارس قائلا بخوف :_للاسف يا فندم فى مجموعة أخدوه قبل ما يوصل للفيلا
عدي بستغراب :_مين دول ؟ تعرفهم ؟
الحارس بتردد :_ الحرس الخاص بياسين بيه والد حضرتك
أبعد الهاتف عنه والبسمة تتسع شيئاً فشيء فترددت صدى كلمات والده برأسه ليعلم الآن بأنه على علم بما يحدث معه.....
*********________********
بغرفة معتز
رفع هاتفه يطلبها فأجابته بعد عدد من الأتصالات ...حاول كبت غضبه فقال بهدوء :_برن عليكى من ساعتها
جاهدت للحديث فهى تعلم بأنها اليوم ستصبح زوجته بعدما نجح بأقناع والدها :_أسفة كنت بعيدة عن الفون
جلس على المقعد قائلا بثبات ونبرة هامسة :_ولا يهمك أنا كنت بكلمك أطمن يا ترى ذوقى عجبك ؟؟
تطلعت للفستان الموضوع على الفراش بعناية بأبتسامة إعجاب قائلة بخجل :_جدا ذوقك جنان تسلم أيدك يارب
معتز بصدمة :_الكلام الحلو دا ليا ؟!
لم تتمكن من الحديث او حتى التحكم ببسماتها فصمتت تستمع له ..
أستند برأسه على المقعد الذي يتحرك معه بعنف فقال بهس :_تعرفى يا شروق أول ما شوفتك حسيت أنها مش هتكون اول مرة وأن فى حاجة غريبة هتحصل مكنتش أعرف أن الحاجة دى هتكون سرقة قلبي
كانت تستمع له بسعادة هل تسعد لجمال إسمها بين نغمات صوته ام كلماته المعسولة لا تعلم بأنه يعد لها خندق لتغزو به ..
******____________****
مر اليوم سريعاً وتدلى القمر ليعلن عن الليل الحافل للجميع ....
عاد ياسين للقصر ولم يرى أمامه من قوة صدماته حتى أنه لم يتمكن من مباشرة اعماله فألغى أجتماعاته وعاد للقصر ..
صعد خطوات الدرج بتميل وغير أتزان ...هرولت مليكة خلفه حينما رأته يتجه للأعلى فقالت بأبتسامتها الرقيقة :_ كنت فين يا ياسين مش عارف أن النهاردة عيد ميلادي
تطلع لها بنظرات غريبة لم تفهمها مليكة ولكنها خجلت كثيراً حينما وجدته يتفحص فستانها الجديد بأعجاب .
خرج صوته الهادئ على عكس الحرب التى يقودها قلبه :_ كل سنة وأنتِ طيبة
:_كدا من غير هدية
قالتها بغضب طفولى فتأملها بغموض ....رفع يديه لأول مرة على وجهها فلم تتوقع ذلك قائلا بنظرة أربكتها من كونه ليس بخير :_انتِ أحلى هدية يا مليكة
حالت النظرات بينهم وهو مازال يطلع لها كأنه وجد إجابة لسؤال يدور بقلبه ...تاهت ببحر عيناه الزرقاء حتى أنها أقسمت بأن المياه ستغار من لونها الساحر ..
أخفض يداه لجيبه تحت نظراتها ثم أخرج سلسال من الألماز رقيق للغاية بمنتصفه قلب صغير يلمع بطريقة ملفتة إبتسمت بسعادة وخجل حينما أقترب منها يلبسها بنفسه ..
رفعت عيناها تتأمله بخجل شديد فحُمر وجهها لقربه المهلك خطفت أنظارها للسلسال لعله يشيح نظراته بعيداً عنها ولكنه مازال متعلق بنظراتها ...
قاطعت حبال النظرات داليا قائلة بمشاكسة :_طب وهديتى فين ولا أتنسيت ؟؟
صعد ياسين للأعلى قائلا بمرح :_أفتكرك بتاع أيه؟!
داليا بغضب :_كدا يا ياسين ماااشي
تعالت ضحكات مليكة ويدها متعلقة بالطوق كأنه حياتها منذ الآن ...
******_________*****
تعالت أصوات الموسيقى الهادئة فاليوم مميز للغاية بمناسبات عديدة لعائلة الجارحي وأهمهم عقد قران عمر ومعتز وجاسم كما يعتقد البعض ...
هبطت نور للأسفل بمساعدة آية لتخطف الأنظار بطالتها البسيطة وحجابها الأزرق ذو الطرف الطويل على خصرها فكانت كالملكة بحق ...تقدم منها عمر وعاونها على الجلوس وظل هو يتأملها بشوق لآن تكون زوجته ...
أما معتز فأعجب بذوقه الرفيع الذي جعلها كالحوريات الهاربة من احد القصص الخيالية ...فكانت فتاكة بكل ما تحمله معانى الكلمات .....
كانت جميع العائلة حاضرة للحفل فتم عقد قرأن عمر ونور ومعتز وشروق ..
نبض قلب ياسين بخوف شديد فتقدم من ياسين قائلا أمام الجميع :_أنا كمان عايز نعقد القران بعد اذن حضرتك يا عمى
تطلع له عدي وياسين والجميع بزهول ولكن أزدادت فرحتهم وخجل مليكة حينما وفق ياسين ...وبالفعل تم عقد قران ياسين ومليكة
أما على الجانب الأخر
صدم جاسم مما أستمع إليه حتى أنه سأل عمه مرة أخرى فأجابه بأسف قرار إبنته ...لمعت عيناه يشعلة غامضة فبحث عنها كثيراً إلى أن وقعت عيناه عليها فجذبها بعنف للأعلى ...
*******__________*****
خرج عدي للتراس فرفع هاتفه يستمع لصوتها ولكن لم يأتيه رد ...جن جنونه وحاول كثيراً ولكن لم يأتى صوتها العاشق ليحلل قلبه ..فأسرع لسيارته يقودها بجنون ليصل لمعشوقة الروح ...
********_______*******
بالقاعة الخاصة
جذبها عمر للداخل قائلا بسعادة :_مبرووك يا حبيبتي
صمتت فلم تقوى على الحديث من خجلها فأبتسم قائلا بمزح :_أنا أتجوزتك غصب عنك ولا ايه ؟
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_هبلغ عنك وأقولهم كفيفة والدكتور بتاعى استغلنى
إبتسم عمر قائلا بحزن مصطنع :_وأهون عليكى يا نور
ترقص قلبها من طرب صوته المقرب لها فعلمت بأنه قريب منها وضعت عيناها ارضاً ثم قالت بأرتباك :_عمر أنا كنت عايزة أقولك حاجة ؟
وسعت بسمته حينما إستمع لأسمه فقال بلهفة :_قولى حاجات مش حاجة واحدة
إبتسمت قائلة بجدية :_أنا موافقة أعمل الجراحه
:_عشان الجواز مش كدا
قالها عمر بغضب شديد فقاطعته قائلة بأنكار "_لاااا صدقنى دا قراري
ثم قالت بحزن مصطنع :_وبعدين انت ليه معتش بتعملى أختبارات
انا بحبها على فكرة
تأمل عيناها بعشق ثم قال بفرحة :_بس كدا جاهزة ولا المرادي صعب جداا
نور بغرور مصطنع :_مفيش حاجه صعبة بأذن الله قول يالا الأختبار
أقترب منها يتأملها ملامح وجهها الملاكى ثم رفع يديها لتتابعه بخطواتها وقفت تشير بيدها لتعلم آلى أين هى فأستغل اللحظة ورفع هاتفه يلتقط لها صور كثيرة سمعت صوت الفلاش فعلمت ماذا يصنع فتسللت الحمرة وجهها ...
وضع هاتفه على الطاولة ثم حمل لوحة الرسم لها ...
جذب المقعدوعاونها للجلوس ثم قدم لها اللوحة ..
قالت بستغراب :_ارسم أيه ؟؟
جلس أمامها ثم رفع يديها على عيناه قائلا بهمس :_أنا يا نور
تجمدت يدها حينما لامست كل أنشن بوجهه ..نعم كم تمنت ان ترأه ولكن خجلها كان أقوى منها وها هو يعاونها على تحقيق رغباتها ...تركت الحرية له فحرك يدها على أنحاء وجهه ..حفرت ملامحه الوسيمة بقلبها ...
أبعدت يدها بخجل شديد حينما طبع قبلة رقيقة على يدها ..
عمر بعشق:_هتعرفي ؟
أكتفت بالأشارة له بأرتباك ثم توجهت للخروج فكادت أن تتعثر من طول فستانها ..
أحتضانها بخوف شديد قائلا بلهفة :_ انتِ كويسة
أشارت له بصمت فعنفها قائلا بغضب :_كان ممكن تطلبي المساعدة
نور بخجل بمحاولة لتغير الحديث :_هرسم فى اوضتى وهوريك بكرة عشان تشوف أنى أد التحدى
إبتسم قائلا بثقة :_ملامحى صعبة تترسم
وضعت يدها على خصرها قائلة بغضب :_ليه بقا ان شاء الله
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة :_مش معقول انتِ ناوية على أيه تانى خلاص أنا وقعت ولا كان كان .
:_بمناسبة الوقوع مشفتش الواد جاسم
قالها حازم بعدما دلف لينال ضربية من عمر ...
*******__________******
بالأعلى
كانت تبكى بشدة فلم تهبط الحفل كل ما تراه هو ...أينما ذهبت يكون رفيقها تراه بكل مكان ما ذنب قلبها ان وقع أسير حبه ؟؟؟
أفاقت أسيل من دروب اوجاعها على صوت باب غرفتها فصعقت حينما وجدته يقف أمامها ..نعم عاد من جديد ..أحمد....رددت أسمه بصوتٍ مبحوح وبسمة تحمل الشقاء ثم هرولت لأحضانه تبكى بقوة فربما سيكون لها المداوى وربما سيكون السجان
العشق القاتل حائل بين قيود العشق ليجعل الكأس المرير مذاق الجميع أنتظرونى فى الفصل القادم
رواية أحفاد الجارحي هي رواية إجتماعية من إبداع ملكة الإبداع "آية محمد" أخذت شهرة كبيرة جدًا في فترة وجيزة وهذا ليس بجديد صراحة على روايات آية محمد فالكاتبة تتمتع بشعبية كبيرة جدًا في الوطن العربي بأكملة وخاصة في مصر بالطبع.
على الرغم من أن رواية أحفاد الجارحي لازالت حديثة إلا إنها قُرئت حتى الآن أكثر من 25 ألف مره
اقرأ ايضًا: رواية عاد ليعاقبني بقلم امونة
رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد |
رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد - الفصل التاسع والأربعون
تطلع لها بزهول وهى تتأمله بسكون مخفى بالأشتياق يلعب الشوق مداهمة مريبة مع قلبها ..نعم إستمعت لصوته يصيح بأسمها وتراه أمامها لم تتوهم هى بحقيقة لاطالما هربت منها ..
أقترب ياسين ليقف أمامها مباشرة فرفعت عيناها السمراء لتقابل عيناه الجافة ، لم تتخيل أن تلك العينان كانت تكن لها حبٍ بيومٍ ما ، ربما ما فعلته يستحق القسوة والكراهية .....
وقف يتأملها بعاصفة من المشاعر المرتبكة كحال قلبه ...هل مازال هذا القلب يميل لها بعد ما أرتكبت بحقه ؟؟
لا هو الآن لملكة أخرى ....
خرج صوتها أخيراً قائلة بتوتر :_عامل أيه ؟
وقف يتأملها بسكون مريب ثم حطمه بعدما توجه لسيارته قائلا بسخرية :_شيء ما يخصكيش ..
وغادر ياسين تاركها تتطلع للفراغ التى سلكته السيارة ...
*********________******
بالقصر
ترك سيارته بأهمال ثم دلف للقصر مسرعاً فأتى الحارس وصفها بأنتظام ...
توجه لغرفة والده مسرعاً فلحقت به تلك الفتاة قائلة بغضب :_فين هديتى يا عدي
أستدار ليجد شقيقته تقف والشرار يلمع بعيناها فقال بسخرية :_هو الحفلة خلصت ولا أيه ؟
مليكة بصدمة :_هى لسه بدءت !!!
رفع يديه على وجهها بخفة :_طب قولى لنفسك بقا ..
وتركها عدي وأكمل طريقه ...
طرق الباب وعندما إستمع لصوت والده دلف للداخل قائلا ببسمة هادئة :_صباح الخير
رفع يديه يتأمل ساعته قائلا بسخرية :_قصدك مساء الخير
جلس على المقعد يتراقب حديثه بعناية فأكمل ياسين قائلا بستغراب :_مش روتين أجازتك الخروج يعنى ولا الحال أتقلب
إبتسم بمكر على دهاء والده ثم تمحمح قائلا بجدية مصطنعه :_هو حضرتك متعرفش الا حصل لمازن ؟؟
ضيق عيناه الساحرة التى ورثها هذا الوحش عنه قائلا بخبث :_على حد علمى أن مازن فى المستشفى بقاله يومين وحضرتك مرحتلوش
:_عشان كدا خرجت النهاردة وغيرت الروتين
قالها هذا الوحش بثباتٍ تام أعتاد عليه من والده ....لم ينكر ياسين إعجابه بدهاء عدي ولكنه يعلم جيداً بأن هناك أمراً ما ....
خلع ياسين نظارته ثم أغلق الحاسوب قائلا بنبرة مزيفة :_أوك يا عدي النهاردة يوم مهم فى حياة عمر ولازم تكون جانبه وأظن دا من واجباتك كأخ قبل ما تكون ظابط شرطة ولا أيه ..
إبتسم عدي قائلا بتأكيد :_أكيد.طبعاً سمعت أن معتز وجاسم عايزين يعقدوا القران معاه
ياسين بهدوء :_حاسس أن معتز متسارع شوية ودا شيء مريب لكن جاسم دا طبيعى ..
أستقام بجلسته قائلا بأهتمام ؛_طبيعى أنه حب بنت فحابب يرتبط بيها بشكل رسمى
إبتسم بخفوت على تبدل عقلية الوحش فعلم الآن بأن تفكيره هو الصائب :_مش معتز الا يفكر كدا يا عدي
بادله الحديث بنفس نبرة الهدوء :_طب أيه الحل ؟
شرد بعقله قليلا ثم قال بثبات :_الحل موجود عنده بس هو يستغله صح
عدي بعدم فهم :_مش فاهم حضرتك
إسترسل حديثه ببسمة هادئة :_متخدش فى بالك المهم تكون متواجد هنا معاهم
:_حاضر عن أذن حضرتك
قالها عدي بعدما نهض عن المقعد وتوجه للخروج فأشار له ياسين بالأنصراف ..
******____________******
رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد
كانت تجلس على الفراش بهدوء ، تفكر بنعم الله عليها ....حينما فقدت بصرها كانت والدتها لجوارها لتكون هى مرشدها وعندما أذن رحيلها أتى عمر ليكون خاتمها بعشقه وحنانه المنان ، نعم لم تطلب من الله أسترداد بصرها قط ..كانت تحمده على نعمه العديدة فكيف لها الأنتباه لذلك وهى منغمسة بقوافل نعمه العطرة .ولكنها ما أن دلف عمر لحياتها حتى باتت تدعو الله أن تستعيد بصرها ولو لدقائق تختم صورته عيناها وتظل هى أخر من ترأه ....اليوم ستكون له زوجة لم تصدق ذلك ولكن شعورها بفرحته المزفوفة بنبرة صوته شُعلت الفرحة بقلبها المظلم ...
أفاقت نور على صوت دقات باب الغرفة فتحسست بيدها الفراش إلى أن وقعت يدها على حجابها فوضعته على رأسها قائلة بصوتٍ هادئ :_أدخل ..
دلفت مليكة أولا تتراقب الأمر ثم أقتربت منها لتخبرها بأن أخيها الأكبر يود رؤيتها ويستأذن للدلوف ..
إبتسمت نور على أخلاق تلك العائلة فرغم غناهم الفاحش الا أن قلوبهم معطرة بقيم تفوقها ملايين المال ...
دلف عدي بعدما أخبرته مليكة بترحباها به ...جلس على المقعد وعيناه تفترش الأرض أسندتها مليكة للجلوس على الأريكة المجاورة له ثم فتحت الباب على مصراعيه وغادرت ..
عدي ومازالت عيناه أرضاً :_أنا حبيت أعرفك عن نفسي مدام هتكونى زوجة أخويا
إبتسمت على طريقته المرحة قائلة بفرحة :_ سمعت عن حضرتك كتير من مليكة وماما
عدي بستغراب :_ماما ؟!
قالت بخجل :_أنا بنادى لطنط آية ماما بناء على رغبتها وأحساسي نحيتها كدا
إبتسم قائلا بجدية :_طب تمام أوى أسمعى بقا الكلمتين الا جاى أقولك عليهم
أنصتت له جيداً فسترسل حديثه قائلا بأبتسامة صغيرة :_صحيح أنا وعمر تؤام بس هو بيختلف عنى كتير ..عمر قلبه من دهب لما بيحب بيحب بجد أفتكر وأحنا صغيرين تصميمه على أنه يكون مختلف عن الكل كانت أبسط أحلامه يكون دكتور ويعالج الناس عمر فعلا مختلف عن الكل عمره ما كان أنانى أو حب التكبر بالعكس قررته دايما بتكون من القلب بقولك الكلام دا عشان تتأكدى أنه بيحبك بجد ووصوله للجنان دا بسببك أينعم أنا معتش عارف استحمله بس كلها كام أسبوع ويغور عنى أقصد يتجوز يعنى ..
تعالت ضحكاتها بسعادة لما أستمعت له فرفع عدي عيناه ليرأها أخيراً قائلا بسخرية :_بتضحكى أوك بكرا تشوفى وتقولى أخويا الكبير حذرني من الواد دا ..
لمعت دموع الفرح بعيناها فرددت بهمس :_أخويا
أجابها بصدمة مصطنعه :_أي دا يعنى هى ماما ومليكة أختك وأنا إبن الجيران تصدقى أنا غلطان كنت هقف معاكى ضد الحيوان دا لو عمل حاجه
:_لااا طبعا أنا فرحانة لأنى كان نفسي يكون ليا أخ
قالتها نور بدمعة حارة على وجهها فأبتسم قائلا بجدية :_والأخ دا قدامك أهو أنتِ دلوقتى ذى مليكة بالظبط يوم ما تحتاجينى متتردديش ثانية واحدة ...
كان على بعد مسافات قليلة منهم يستمع لأخيه بسعادة وإحترام فعدي يكبر بأنظاره يوماً بعد يوم يشعر بأن الفارق بينهم كبير للغاية ليس دقائق بل أعوام ...
خرج عدي بعدما زرع الفرحة بقلبها ليجد شقيقه بالخارج يتطلع له بفرحة ، نظراته تحمل الكثير من الحديث المكبوت ..
رفع يديه على كتفيه قائلا بثبات :_مبروك دخولك عرين الزوجية
تعالت ضحكاته قائلا بحزن مصطنع :_لسه كتير دا مجرد كتب كتاب بس
عدي بغضب :_أحمد ربنا يا أخى غيرك لسه موصلش للمرحلة دي
تعالت صدمات عمر ليقول بزهول :_غيرك ! الا هو أنت ؟؟!!
لا فاهمني أنت لقيت رحمة
إبتسم الوحش إبتسامته المثيرة مشيراً بعيناه فاكمل عمر بحماس:_أذي
ربت على كتفيه قائلا بثبات :_بلاش عشان أنت داخل على جواز والعملية عندك مش ناقصة جنان
عمر بصدمة :_للدرجادي ؟؟
عدي بتأكيد :_وأكتر
أبتلع ريقه بصعوبة من تفكيره بالأمر قائلا بلهفة ؛_بعد الحفله هعرف
تركه وغادر قائلا بمكر :_أفكر
وقف يتأمله بغضب ولكنه أنفض عنه أي أفكار وتوجه لغرفتها ..
********__________****
توجه لغرفته ليجدها تعتلى طريقه فتجمدت الدماء بعروقه حينما تذكر رسالتها ..
أسيل بخجل شديد :_بعتلك رسالة على الواتساب شوفتها ؟؟
ما أن ذكرت كلماتها حتى جذبها من معصمها بقوة لغرفته ثم أغلقها سريعاً ...
تطلع لها بشرارة تكاد تلهب الغرفة بأكملها فخرج صوته المزلزل :_أنا حذفت الرسالة وهلتزم الصمت عن الا سمعته
سألته بستغراب :_ليه يا عدي ؟!
زفر قائلا بغضبٍ جامح :_أسيل أنتِ عارفة كويس أنتِ بالنسبالى أيه ؟بلاش تعيشى بوهم أنتِ مش أده
فر الدمع من عيناها كشلالات عميقة قائلة بحزن شديد :_بس أنا بحبك أوى
رفع يديه بقوة كبيرة حطمت الزجاج من خلفها فصرخت بخوف ..رفعت عيناها لتلتقى بعين الوحش الثائر قائلا بنبرة كالموت :_أخرجى من هنا
ثم رفع يديه المملؤة بالدماء :_عارفة لو سمعت الكلام دا تانى هعمل فيكِ أيه ؟
تطلعت له بدموع قائلة بنبرة تحتضم الحطام والكسرة :_مقدرش أوعدك ..
قالت كلماتها الأخيرة بعدما توجهت لباب الغرفة ...خرجت والدموع تلحقها كأنها لعنة مميته تود الفتك بها ..أما هو فجلس على الفراش يشدد على شعره بغضب من تلك الفتاة التى تتابع وهم قاسي وتترك عاشقها المحبب ..تزرع الجراح بقلبه وهو يستقبلها بصدر رحب...
بالخارج
توجهت لغرفتها بدموع رأها ياسين الجارحي ليخمن الآن ما الذي يحدث لها ؟ ...
********__________*******
رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد
دينا بصدمة :_أنتِ مجنونه صح ؟؟؟
داليا بدموع :_ليه؟! عشان بقولك مش شايفاه غير مجرد أخ
دينا بستغراب :_بس أنا كنت بشوف الحب فى عيونك لجاسم من وأنتِ صغيرة
:_يا ماما فى فرق بين الأحترام والحب وأنا بحترم جاسم بس دا مش معناه أنى بحبه
قالتها داليا بعدما تركت المقعد وجلست جوار والدتها على الفراش ..
لم تجد كلمات تتفوه بها فقالت بهدوء "_يا بنتى راجعى نفسك جاسم شاب كويس مش هتلاقى حد يحبك قداه وبعدين أنتِ كدا هتعملى مشاكل بين أبوكى وأدهم الكل عارف أن النهاردة كتب كتابك مع عمر
صدمت من حديثها فقالت بدموع :_يعنى عشان متحصلش مشاكل أتجوز واحد مبحبوش
قاطعتها قائلة بلهفة :_لااا يا بنتى مقصدش الكلام دا بس يا حبيبتى أيه الا مش عاجبك بجاسم ؟
صرخت قائلة بغضب :_يوووه يا ماما مش بحبه شايفاه ذي رائد وياسين وعدي والكل شايفاه أخ هتجوزه أذى داا ؟؟؟؟
تفاجئت دينا حينما وجدت رعد يقف خلفها ولكنها تطلعت له بحزن من القادم ..
داليا بصدمة :_بابا !!
رعد بهدوء :_من أمته وأحنا بنغصب عليكم حاجة
قالت بأرتباك وعيناها أرضاً :_أنا
قاطعها بأشارة من يديه قائلا بحذم :_أعتبرى الموضوع منتهى روحى على اوضتك
أنصاعت له وتركت الغرفة ..أقترب رعد من دينا الباكية رافعاً يده على كتفيها بحنان فرفعت وجهها المنغمس بدموع :_هو ليه بيحصل مع أولادنا كدا يا رعد ..رائد والا بيحصل معاه ودلوقتى داليا هو مش مكتوبلنا نفرح ؟؟!
جلس لجوارها محتضنها بحنان فهو يعانى مثلها ولكن عليه الصمود ...
أخرجها من أحضانه قائلا بهدوء :_وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم نسيتى كلام ربنا ولا أيه يا دينا
اجابته بهدوء :_ونعم بالله
أكمل حديثه قائلا بثبات :_وبعدين مالهم أولادنا داليا مشكلتها بسيطة ورائد الحمد لله أحنا كنا فين وبقين فينا وأن شاء الله رانيا تقدر تسامحه
رددت بأمل :_يارب يا رعد
أحتضنها هامسٍ بصوته الرجولى العميق :_ يارب يا حبيبتى
*******________********
وقفت أمام الغرفة بتردد تقدم قدمٍ وتأخر الأخرى ...ذكريات تهاجمها من الماضى المغموس بالعشق والوجع ..لمع حديث آية برأسها أن عليها تخطى الماضى من أجل إبنتها ..خطت للداخل فتطلعت للغرفة بصمتٍ قاتل ...تتعيش مع ذكرياتها المعتقة بالعشق ولكن سرعان ما قلبت لذكريات مريبة جعلت قلبها ينبض بعنف لذكرى هذا اليوم ..
فلاش بااااك
عاد من الخارج يبحث عنها بعيناه إلى أن وقعت عيناه عليها وهى تجلس بالتراس ،.أقترب منها فأحتضنها هامساً جوار أذنيها :_ وحشتينى
أبتسمت بفرحة لسماع صوته فأستدارت لتتقابل مع عيناه الرومادية ...تطلعت له بخجل شديد من نظراته الخبيثة ثم قالت بتوتر :_بتبصلى كدا ليه ؟
رفع يديه يحتضن وجهها تاركاً العنان لنظراته تنقل لها عشقه المتوج :_مش مصدق أن الجمال دا ملكى
تلون وجهها بحمرة الخجل فأبتعدت عنه قائلة بأرتباك :_أنا هدخل أخد شاور عشان نازله مع مليكة
رائد باستغراب:_ رايحين فين؟ رفعت يدها تزيح خصلات شعرها المتمرده على عينيها بفعل الهواء قائله بأرتباك من نظراته الفتاكه:_ رايحين نشتري شوية حاجات وداليا جاية معانا
قالت كلمتها الاخيره واختفت من امام عينيه اما هو فوقف يتأملها إلى أن أختفت من أمامه ....
جلس على الاريكه يتامل الاشجار من حوله ......الهواء العليل يتمرد على خصلات شعره الغزير فأغضبه كثيراً حتى أنه توجه للدلوف ولكنه توقف على صوت الهاتف تطلع رائد للطاوله بزهول حينما هاتفها يلمع برقم مجهول فألتقطه :_ألو
أغلق الهاتف بوجهه سريعاً فزع الشك بقلبه ...فتح السجل ليجد ما يصل لأكثر من عشر مكالمات باليوم الواحد وما جعل الغضب يلعب دوره المحسوم المحادثة بينهم على الواتساب ..
سمح لنفسه التجول بالرسائل السابقة فتعالت شرارة الجحيم ..ألقى بهاتفها أرضاً فتهشم كحال قلبه ثم دلف للغرفة يبحث عنها كالمجنون ..
خرجت من المرحاض بعدما أرتدت ثيابها وبيدها الحجاب فتفاجئت به يصيح بأسمائها بجنون ..
أقترب منها ليقف أمام عيناها فتطلعت له بصدمة من رؤيته هكذا ...وقف يتأملها بصمت قاتل لا يقوى على التصديق لااا هناك أمراً خاطئ ولكن عقله لم يمنحه السكينة ربط أرتباكها بالفترة الماضية وتصميمها بالخروج الزائد عن الحد مع ما حدث منذ قليل فأصدر القرار بأنتساب تلك الكلمة القاتلة لها "خائتة " يا لها من خنجر طعنه بقسوة بدون رحمة أو شفقة لعشق ذرع بالقلوب ...
أنهى حديث العينان بصفعات قوية لم تتوقعها منه ..وقفت تطلع له بصدمة ألجمتها عن الحديث حينما شرع لها بتلك الكلمة ثم أنهال عليها بكم من اللكمات المبرحة ...
صرخت وتراجعت للخلف كأنها ترى ما حدث أمامها ..رفعت يدها على آذنيها لعل صوته يكف عن الحديث لم تشعر بدمعاتها تشق طريق وجهها حينما تذكرت حديثه وذكرياتها التى ظلت حليفتها طوال تلك المدة القاسية ...
أتى من الخارج بعدما أوصل إبنته لغرفتها الجديدة ففرحت بها كثيراً ...وجدها تتراجع للخلف بفزع كأنها ترى شبح ، أقترب منها بحذر فصطدمت به ...
أستدارت رانيا لتجده أمامها تملكها الخوف مما صار منذ أربعة أعوام حتى أنها لم تقوى على الوقوف فسقطت بين يديه كالجثة الهامدة ...حملها بخوف شديد أقتلع قلبه فحاول جاهداً أن يجعلها تستعيد واعيها ..
*******_________******
بغرفة نور
أرتدت ما شراه لها عمر بعدما خرج صباحاً لأجلها ...فستان من اللون الأزراق كالون عيناها ...عاونتها مروج على أرتدائه بعدما نقلت لها صورة عن تفاصيله ولونه الجذاب ...أرتدته وهى تشعر بتراقص نغمات قلبها حينما شعرت بوجوده لجوارها ....
ربما قرب الموعد ليزدهر أشواك العشق ............
******_____________******
بغرفة عدي
دلف ياسين للداخل وعيناه تبحث عنه بغضب شديد...إلى أن وقعت عليه فهبط للأسفل ليقف أمامه ..
حبس أنفاسه تحت المياه كأنه يحاول إثبات شيئاً ما فطوفت بها عاصفة العشق والريحان نقلت صورة بسمتها الساحرة فجعلته يبتسم بهيام ..
خرج عدي من قاع المياه لشعوره بأنه بحاجه للهواء فتعجب حينما وجد ابيه يقف لجواره .. بابا..قالها بخفوت وأستغراب فتوجه للخروج قائلا بزهول :_فى حاجة يا بابا أنا كنت لسه عند حضرتك ؟!!
:_أسمع يا عدي انا صبرت عليك كتير بس أنت أستغليت صبري دا
قالها ياسين الجارحي بعدما رفع يديه بوجه إبنه الأكبر بغضب يكاد يفتك به ..
لم يعلم ما سبب غضبه المفاجئ فقال بحذر شديد :_أنا مش فاهم حاجه فى أيه ؟
أقترب ياسين منه قائلا بنبرة صوته الثابت :_أنا واثق ان فى حاجة انت مخبياها عليا ...ببساطة ممكن يكون جوازك على أسيل مع أخوك وانت عارف انى أقدر أعمل كدا
عدي بغضب :_هو انتوا ليه مش قادرين تفهموا انا مش بحبها أنا بعتبرها أخت ليا مش أكتر ولا أقل ثم انى مش مجبر أتجوزها وحضرتك عارف كدا كويس
حاوطته نظرات ياسين القابضة للأنفاس فحل السكون على عدي حينما علم ما تفوه به ...
خرج صوت ياسين الحازم قائلا بعصبية :_ اوعى تكون فاكرنى أهطل او مش بفهم أنا ياسين الجارحى عقلى يوزنك انت وعشرة ذيك عشان كدا سايبك تعمل الا يريحك بس يجى ببالك أنى غبي ومش فاهم الا بيحصل لأولادي وأنا هنا بمكانى تبقا بتحلم حلم سخيف ..
وصعد ياسين الدرج المتوجه لغرفة عدي المنصدم مما أستمع إليه .ولكنه لم يتمكن من أخفاء إبتسامة إعجاب بنفوذ ياسين الجارحي ..
دق هاتفه برقم كبير الحرس فرفعه بصمت يستمع للقادم
الحارس:_الشخص الا حضرتك اديتنا صورته حاول الهجوم على الفيلا
رفع يديه يزيح خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه قائلا بلهفة :_ مصطفى ما يعديش من تحت ايديكم عايزه ارجع بالليل الاقيه
قاطعه حديث الحارس قائلا بخوف :_للاسف يا فندم فى مجموعة أخدوه قبل ما يوصل للفيلا
عدي بستغراب :_مين دول ؟ تعرفهم ؟
الحارس بتردد :_ الحرس الخاص بياسين بيه والد حضرتك
أبعد الهاتف عنه والبسمة تتسع شيئاً فشيء فترددت صدى كلمات والده برأسه ليعلم الآن بأنه على علم بما يحدث معه.....
*********________********
رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد
رفع هاتفه يطلبها فأجابته بعد عدد من الأتصالات ...حاول كبت غضبه فقال بهدوء :_برن عليكى من ساعتها
جاهدت للحديث فهى تعلم بأنها اليوم ستصبح زوجته بعدما نجح بأقناع والدها :_أسفة كنت بعيدة عن الفون
جلس على المقعد قائلا بثبات ونبرة هامسة :_ولا يهمك أنا كنت بكلمك أطمن يا ترى ذوقى عجبك ؟؟
تطلعت للفستان الموضوع على الفراش بعناية بأبتسامة إعجاب قائلة بخجل :_جدا ذوقك جنان تسلم أيدك يارب
معتز بصدمة :_الكلام الحلو دا ليا ؟!
لم تتمكن من الحديث او حتى التحكم ببسماتها فصمتت تستمع له ..
أستند برأسه على المقعد الذي يتحرك معه بعنف فقال بهس :_تعرفى يا شروق أول ما شوفتك حسيت أنها مش هتكون اول مرة وأن فى حاجة غريبة هتحصل مكنتش أعرف أن الحاجة دى هتكون سرقة قلبي
كانت تستمع له بسعادة هل تسعد لجمال إسمها بين نغمات صوته ام كلماته المعسولة لا تعلم بأنه يعد لها خندق لتغزو به ..
******____________****
مر اليوم سريعاً وتدلى القمر ليعلن عن الليل الحافل للجميع ....
عاد ياسين للقصر ولم يرى أمامه من قوة صدماته حتى أنه لم يتمكن من مباشرة اعماله فألغى أجتماعاته وعاد للقصر ..
صعد خطوات الدرج بتميل وغير أتزان ...هرولت مليكة خلفه حينما رأته يتجه للأعلى فقالت بأبتسامتها الرقيقة :_ كنت فين يا ياسين مش عارف أن النهاردة عيد ميلادي
تطلع لها بنظرات غريبة لم تفهمها مليكة ولكنها خجلت كثيراً حينما وجدته يتفحص فستانها الجديد بأعجاب .
خرج صوته الهادئ على عكس الحرب التى يقودها قلبه :_ كل سنة وأنتِ طيبة
:_كدا من غير هدية
قالتها بغضب طفولى فتأملها بغموض ....رفع يديه لأول مرة على وجهها فلم تتوقع ذلك قائلا بنظرة أربكتها من كونه ليس بخير :_انتِ أحلى هدية يا مليكة
حالت النظرات بينهم وهو مازال يطلع لها كأنه وجد إجابة لسؤال يدور بقلبه ...تاهت ببحر عيناه الزرقاء حتى أنها أقسمت بأن المياه ستغار من لونها الساحر ..
أخفض يداه لجيبه تحت نظراتها ثم أخرج سلسال من الألماز رقيق للغاية بمنتصفه قلب صغير يلمع بطريقة ملفتة إبتسمت بسعادة وخجل حينما أقترب منها يلبسها بنفسه ..
رفعت عيناها تتأمله بخجل شديد فحُمر وجهها لقربه المهلك خطفت أنظارها للسلسال لعله يشيح نظراته بعيداً عنها ولكنه مازال متعلق بنظراتها ...
قاطعت حبال النظرات داليا قائلة بمشاكسة :_طب وهديتى فين ولا أتنسيت ؟؟
صعد ياسين للأعلى قائلا بمرح :_أفتكرك بتاع أيه؟!
داليا بغضب :_كدا يا ياسين ماااشي
تعالت ضحكات مليكة ويدها متعلقة بالطوق كأنه حياتها منذ الآن ...
******_________*****
تعالت أصوات الموسيقى الهادئة فاليوم مميز للغاية بمناسبات عديدة لعائلة الجارحي وأهمهم عقد قران عمر ومعتز وجاسم كما يعتقد البعض ...
هبطت نور للأسفل بمساعدة آية لتخطف الأنظار بطالتها البسيطة وحجابها الأزرق ذو الطرف الطويل على خصرها فكانت كالملكة بحق ...تقدم منها عمر وعاونها على الجلوس وظل هو يتأملها بشوق لآن تكون زوجته ...
أما معتز فأعجب بذوقه الرفيع الذي جعلها كالحوريات الهاربة من احد القصص الخيالية ...فكانت فتاكة بكل ما تحمله معانى الكلمات .....
كانت جميع العائلة حاضرة للحفل فتم عقد قرأن عمر ونور ومعتز وشروق ..
نبض قلب ياسين بخوف شديد فتقدم من ياسين قائلا أمام الجميع :_أنا كمان عايز نعقد القران بعد اذن حضرتك يا عمى
تطلع له عدي وياسين والجميع بزهول ولكن أزدادت فرحتهم وخجل مليكة حينما وفق ياسين ...وبالفعل تم عقد قران ياسين ومليكة
أما على الجانب الأخر
صدم جاسم مما أستمع إليه حتى أنه سأل عمه مرة أخرى فأجابه بأسف قرار إبنته ...لمعت عيناه يشعلة غامضة فبحث عنها كثيراً إلى أن وقعت عيناه عليها فجذبها بعنف للأعلى ...
*******__________*****
خرج عدي للتراس فرفع هاتفه يستمع لصوتها ولكن لم يأتيه رد ...جن جنونه وحاول كثيراً ولكن لم يأتى صوتها العاشق ليحلل قلبه ..فأسرع لسيارته يقودها بجنون ليصل لمعشوقة الروح ...
********_______*******
بالقاعة الخاصة
جذبها عمر للداخل قائلا بسعادة :_مبرووك يا حبيبتي
صمتت فلم تقوى على الحديث من خجلها فأبتسم قائلا بمزح :_أنا أتجوزتك غصب عنك ولا ايه ؟
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_هبلغ عنك وأقولهم كفيفة والدكتور بتاعى استغلنى
إبتسم عمر قائلا بحزن مصطنع :_وأهون عليكى يا نور
ترقص قلبها من طرب صوته المقرب لها فعلمت بأنه قريب منها وضعت عيناها ارضاً ثم قالت بأرتباك :_عمر أنا كنت عايزة أقولك حاجة ؟
وسعت بسمته حينما إستمع لأسمه فقال بلهفة :_قولى حاجات مش حاجة واحدة
إبتسمت قائلة بجدية :_أنا موافقة أعمل الجراحه
:_عشان الجواز مش كدا
قالها عمر بغضب شديد فقاطعته قائلة بأنكار "_لاااا صدقنى دا قراري
ثم قالت بحزن مصطنع :_وبعدين انت ليه معتش بتعملى أختبارات
انا بحبها على فكرة
تأمل عيناها بعشق ثم قال بفرحة :_بس كدا جاهزة ولا المرادي صعب جداا
نور بغرور مصطنع :_مفيش حاجه صعبة بأذن الله قول يالا الأختبار
أقترب منها يتأملها ملامح وجهها الملاكى ثم رفع يديها لتتابعه بخطواتها وقفت تشير بيدها لتعلم آلى أين هى فأستغل اللحظة ورفع هاتفه يلتقط لها صور كثيرة سمعت صوت الفلاش فعلمت ماذا يصنع فتسللت الحمرة وجهها ...
وضع هاتفه على الطاولة ثم حمل لوحة الرسم لها ...
جذب المقعدوعاونها للجلوس ثم قدم لها اللوحة ..
قالت بستغراب :_ارسم أيه ؟؟
جلس أمامها ثم رفع يديها على عيناه قائلا بهمس :_أنا يا نور
تجمدت يدها حينما لامست كل أنشن بوجهه ..نعم كم تمنت ان ترأه ولكن خجلها كان أقوى منها وها هو يعاونها على تحقيق رغباتها ...تركت الحرية له فحرك يدها على أنحاء وجهه ..حفرت ملامحه الوسيمة بقلبها ...
أبعدت يدها بخجل شديد حينما طبع قبلة رقيقة على يدها ..
عمر بعشق:_هتعرفي ؟
أكتفت بالأشارة له بأرتباك ثم توجهت للخروج فكادت أن تتعثر من طول فستانها ..
أحتضانها بخوف شديد قائلا بلهفة :_ انتِ كويسة
أشارت له بصمت فعنفها قائلا بغضب :_كان ممكن تطلبي المساعدة
نور بخجل بمحاولة لتغير الحديث :_هرسم فى اوضتى وهوريك بكرة عشان تشوف أنى أد التحدى
إبتسم قائلا بثقة :_ملامحى صعبة تترسم
وضعت يدها على خصرها قائلة بغضب :_ليه بقا ان شاء الله
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة :_مش معقول انتِ ناوية على أيه تانى خلاص أنا وقعت ولا كان كان .
:_بمناسبة الوقوع مشفتش الواد جاسم
قالها حازم بعدما دلف لينال ضربية من عمر ...
*******__________******
بالأعلى
كانت تبكى بشدة فلم تهبط الحفل كل ما تراه هو ...أينما ذهبت يكون رفيقها تراه بكل مكان ما ذنب قلبها ان وقع أسير حبه ؟؟؟
أفاقت أسيل من دروب اوجاعها على صوت باب غرفتها فصعقت حينما وجدته يقف أمامها ..نعم عاد من جديد ..أحمد....رددت أسمه بصوتٍ مبحوح وبسمة تحمل الشقاء ثم هرولت لأحضانه تبكى بقوة فربما سيكون لها المداوى وربما سيكون السجان
العشق القاتل حائل بين قيود العشق ليجعل الكأس المرير مذاق الجميع أنتظرونى فى الفصل القادم
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والأربعون من رواية أحفاد الجارحي بقلم آية محمد ،
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية حكاية روح للكاتبة شهوزان الشريف
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا