تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
لكنني سأُتعبك معي كثيراً فتحملي اقتحامي الفاشل.
اعرف انكِ لن تستسلمي
و انا لن اطلب منك ان تتنازلي!
لا تتنازلي فقط اشركيني ما تحبين أو مالاتحبين، بت اعرف ان مثلك لا تفتح قلبها للعابرين!!
وكل العابرين ماهم الا عاشقين خاسرين او حاسدين!!
لم تنم جيدا، عبثا تفكر فيما حدث البارحه.. مازالت تشعر بصفعة اختها على خدها، جلست باسترخاء في سريرها وهي تنظر لساعة الحائط بملل من رتابة وقتها بدون دراسه وعمل وبدون اي شيء يشغلها.. فكرت بحقد طفولي في الشموس التي تذهب اينما شاءت وهي محبوسه هنا.. لا احد يريدها ان تخرج!!
رن هاتفها لترى اسم تركي يضيء الشاشه.. تركته حتى انتهى من رنينه، ثم اخذته لتتصل برهف، تلك من تسعد قلبها.. انتظرتها ترد...
اخذ فنجان القهوه منها و لمحها تتحاشى ان ترد على هاتفها أمامه، انتظر خروج والدهم ليسقي نخلاته، بدأ يشك بها ليسأل/ليه ماتردين؟!
توترت، لا تريد ان ترد عليها بحضوره/مو مهم.. وحده مزعجه
اخذ الهاتف من يدها بظن سوء، فابتسم لرؤية اسمها، ثم التفت اليها/تطنشين هذي؟!!... صدق ان وجه الفقر يستحي من الغناه.. اقول ردي عليها هاللحين قدامي وشوفي وش جديدها متى بتحدد لنا بنت الشيوخ
فتح الهاتف على مكبر الصوت و قدمه لها، وهو يأمرها بنظراته، ارتبكت وهي ترد/هلا نيفا
على الطرف الاخر/ساعه علشان تردين!! لا يكون ازعجتك
بعد تردد/لا بالعكس، بشري عنك وعن اخبارك
ردت بتنهيده/اخباري كلها ملل.. طلعت البارح وطلعت علي بنكد فالبيت.. رهوفه اشتقت لك وللبنات
رهف/كلنا اشتقنالك بعد.. طيب ازورك والا تزوريني؟!!
بدون تفكير/لا اجيك ولا تجيني خليها باستراحتنا احسن.
خافت ليهددها حامد بنظراته/خلاص.. متى تبين نطلع
فكرت قليلا/ابيها هالويكند، ملييت من البيت،
هنا شعرت رهف بالورطه، قد كانت تماطله طويلا ولكنه الان وضع يده على كل شي.. اغلقت الهاتف بعدما انهت مكالمتها وسط ضحكاته المقززه/ارتحت؟ الله ياخذك
سكب لنفسه فنجان قهوه/جاك يا مهنا ماتمنى
ردت بحقد/عساك ماتهنى
قذفها بفنجان القهوه وهوغاضب/ماراح اطول شي لولاك يالحيه.. لا تسوين فيها مغلوب على امرك.. لولاك ماكنت راح اوصلها.. ماقول الا الله ياخذ الصداقه اللي تعرفونها يهالبنات.. امحق صداقه بس
خرج لتتوقف هي عن بكائها.. فالحقد بدأ يشعل ناره في جوفها هي، هذه المره الثانيه التي يصفها بالخيانه.. ويتبجح عليها بقوته وهو يرغمها ويضربها على فعل ما تكره!!
الآن ستريه معنى صداقة البنات التي يحتقرها في كل مره يستغل سلطته و يضربها فيها ويهينها لتفعل ما يريد، لكن الآن سيتبدل كل شيء، بعد الذي قاله وفعله.
قد أهان الأخوة ووضعها مداسا تحت قدميه، ليتحمل إذن ماذا ستفعله به (والله يا حامد ما تقرب من نيفا الا وانا ميته، خلنا نعرف من بيننا الخاين يالخايب)
وقفت وهي تبحث عن والدها الذي يسقي نخلاته كعادته، لمحت هاتفه في مكانه المعهود، على جلسته الصغيره بجانب المتكي الذي يتكئ عليه لتأخذه وتفتحه ....
.
ضحك بانتصار/خلاص قربت نهاية المناع، يا ترى وش يساوي ثمن شرفهم؟! بنشوف بكم هالويكند ان شاء الله تجي معي هاه؟
ابتسم عادل بخبث/اكيييد انت بس اتصل بي وعطني خبر اول ماتروح الاستراحه، الا وينها استراحتهم؟!
رفع هاتفه وهو يتصل بعامل الاستراحه/هاللحين بعلمك بس خلني اتفق مع عامل الاستراحه طلع توه جديد وعليمي بس ماهو هين التبن حق فلوس
هز رأسه وهو يكمل طريقه/هههه وكأنك منت مسوي كل هالخطط علشان الفلوس. هههه. الا ما قلت لي كيف بتتصرف... من هالعالم اللي انت متصل معهم ماقلت لي عنهم
منذ ساعه تطلع على اوراق امامها، دون جدوى رفعت هاتف مكتبها واتصلت بنوره/نوره تعالي بسرعه
اغلقت هاتفها، دخلت نوره متسائله/وش فيك
اشارت اليها بالاوراق التي بين يديها/وش هاللي موجود باالاوراق؟!
اخذت منها الملف لتتأكد/هذي تفاصيل مصروفات المؤسسه ومشاريعها فالنصف الاول ، طلبها مننا سكرتير الدكتور أدهم, ظنيته قالك !!
استنكرت طلبه, حاولت ان تكون هادئه وهي تداعب قلم الرصاص بيدها/اهاه،فهمت..طيب روحي شوفي شغلك
راقبت خروج نوره وهي تضغط على القلم حتى انكسر، من هو ليراجع الحسابات خلفها، هذه مؤسسه غير ربحيه وهي من تديرها منذ تأسست لا يحق له التدخل،اخذت هاتفها وهي تتصل به وهي تتمتم/الله يرحمك يبه.
رد بعد رنتين/الو..
حاولت التحدث بهدوء قدر المستطاع/السلام عليكم
بمزاج عالي/وعليكم السلام..نعم؟!
لم تستطيع ان تستمر بتمثيلها/واضح انك فاضي لدرجة ودك تراجع اوراق شغلي من بعدي!
ببرود/اذا رديت على مكالمات مالها داعي، مو معناته اني قاعداضيع وقتي، يمكن لي حاجه
وقفت غاضبه وهي ترفع خصلات شعرها بتوتر/اذا حيل منت قد الشغل ماهو عيب تعتذر وبلاش استخفاف دم،
ضحك حتى سمعت صوت ضحكاته،ثم هدأ وتحدث بجديه/اسمعيني زين يا بنت..الاوراق اللي بين يديك هاللحين ابيها جاهزه بكرا على مكتبي
استغربت/نعم؟! ماسمعت شـ قلت
بجديه/سمعتيني ما يحتاج اعيد
باستنكار/ومن انت علشان تراجع شغلي بعدي؟! حتى ابوي ما سواها!!
قاطعها ببرود/اظن اني رئيسك بالعمل و من حقي اصدر اوامر، وانتي مالك حق تعترضين
تكاد تنفجر من بروده/طيب ع الاقل حط عندي خبر مو ادري من الموظفين، اسم اني زوجتك!!
حاول انهاء المكالمه بسرعه ليضغطها فقط/انتي بالعمل مثلك مثل باقي الموظفين ، يلا نفذي اللي قلت وبس لا تناقشين اوامري، سلام انا مشغول.
اغلقت الهاتف و هي غاضبه اتجهت الى مكتبها اخذت حقيبتها لتأخذ مسكن الصداع ثم جلست تسترخي، ستخرج لن تظل هنا دقيقه واحده هذا فوق احتمالها لماذا يتعمد إغاضتها كل يوم،خرجت الى نوره في المكتب المجاور/نوره
رفعت رأسها من اوراقها/نعم الشموس في شيء
بتوتر/انا حابه اروح فيه شي مهم يحتاج وجودي والا امشي؟!
تركت نوره ما بيدها وهي تتجه اليها/سلامات وين رايحه؟ ،صايره كل يوم تطلعين ماتكملين دوامك!! وش عندك يالشموس؟! تكفين اذا تعبانه قولي لي
ابتسمت من استنتاجها/لا والله مافي تعب،الحمدلله، بس
استنطقتها/وشو اللي بس! اذا تبين ننزل انا وياك كوفي تحت ونسولف عند الخاله، ترى من زمان ما سولفنا مع ام زهور ولا ذقنا قهوتها
ابتسمت، هي محقه متى كانت اخر مره جلست للقهوه براحه مع نوره او حتى مشوار ترفيه عن النفس،هي منذ مده تمر بضغوطات تليها ضغوطات، حتى الزواج زادها تعاسه/تدرين شلون ، يلا خلينا ننزل عند خاله ام زهور
ابتسمت نوره وهي تغلق الملفات وتعيدها لأدراجها/مشينا
...
ابتسم وهو يحاول الضغط عليها تاره ويقترب منها تاره أخرى يجب ان تعرف ان فوقها رجل يجب ان تحسب لها ألف حساب، هو زوجها وهي يجب ان تقتنع بسلطته عليها، مازالت تشعر بالاستفزاز كلما أمرها بشيء.. وكأنها تسمع اهانه!!
سمع صوت طرقات الباب وهو يبتسم بالتأكيد هذا المحامي كما اتصل به/تفضل يا بوهند
دخل ذلك مستبشرا بإبتسامه/السلام عليكم
رد السلام وهو يصافحه/حيااك وعليكم السلام،
سأل قبل ان يجلس/الأول بشرني
ضحك/تركد يا رجال، الموضوع اصعب مما تتخيل
جلس محبطا/افااا رفضت!!
ابتسم من ردة فعله/يا خي عطها فرصه تفكر، ما أمداها.. اذا صدق تبيها يابوهند اصبر، هي توها منفصله ماهو من سنين،
هز رأسه ورفع ملفات كانت بحقيبته/دام ماعندك بشاره خذ هالاوراق وراجعها قنونيا بنفسك، تراك محامي بعد..انا طالع سلاااام
استرخى مبتسماً وهو يراه خارجاً ثم يطلق تنهيدته/الله يكتب اللي فيه الخير.
.
ضل بلعب بتلك اللعبه التي دائماً ما يحب ان يلعب بها في عالمه الصامت..
ما يداويها هو احتضانه ستتكفل به وستوصي به، ان تكون أمه لن يكون ذلك بمقدورها وهي بهذا المرض الذي يضعف قدراتها كل يوم..هي حتى لا تضمن ان تكون معه الليله..
تذكرت ذلك الطبيب وليد، هو من شك بمرض في رأسها رغم انها لم تخبر احداً وهو لا يعرفها..
طرق الباب في هذه الاثناء،مسحت دموعها وهي تذهب لتفتح، لتجده امامها برفقة ممرضه/السلام عليكم
ليال وهي تبتعد عن الباب/و عليكم السلام
اتجه لوسام وهو يبتسم/هاه شلون البطل وسام اليوم؟!
لم يلتفت اليه ضل يعبث في لعبته فقط..
ليال/هو كذا ما يرد يا دكتور
وليد/ما شاء الله صحته احسن، احتمالية نطلعه بدري بس انتبهوا له
ليال/اكيد ان شاء الله
لمح يدها الملفوفه بالضماد/كيف يدك اللحين
خبأتها بخجل/بخير
قرر الذهاب،كم تثير فضوله، كيف لابنة الملياردير ان تهتم بهذا القدر قد كانت لديه افكار سلبيه عن الطبقه البرجوازيه/يلا انا طالع، بس اي شي واستشاره لوسام لا تتأخرون انا موجود وان كنت بالمستشفى الثاني تلقون الدكتور معتصم موجود ، عن اذنك،
تردد بسؤالها ولكن شيء ما دعاه للسؤال وان كان يستثقل ذلك/رحتي الدكتور مثلما نصحتك؟.
التفتت اليه مستغربه سؤاله، ماذا يريده هذا الرجل وقد اطال الحوار معها/نعم؟!!
خاف من نبرتها لابد وأنها استاءت من فضوله وفهمته بشكل خاطئ/انا اسف، شكلي تعديت حدودي
قررت انها لن تفشي سرها ابدا/طبعا تعديت حدودك!
ركز اهتمامه بنبرتها و هدوء حركت يديها وهو يهز رأسه بأنه آسف/صدقيني ماكان قصدي غير اعرف سبب هالعارض الخطير
أردفت وهي يصعب عليها ما ستقول لكن يجب ان لا تخبر احد بثقل مصابها و لن تطيل الحوار مع غريب/دكتور لو سمحت احترم مهنتك و اطلع.
عاد يلبس نظارته الطبيه وهو يشعر بالخجل من نفسه/عن اذنك
عادت لتجلس وتنهار باكيه، بصمت، روحها متعبه يديها ترتعش من شدة برودتها، وشدة خفقانها، هذا فوق احتمالها، الى متى ستنفعها تلك الاقراص التي تخفف الاعراض؟! لا تعرف... كل ماتتمناه ان لا تعرف الشموس بما فيها، تريد ان تموت في و قتها بهدوء، هذا كل ما تتمناه من هذا العالم الذي اصبح بالنسبه له ككرسي محطة غير مريح، فقط تنتظر القطار الذي سيقودها لوجهتها النهائيه لترتاح من كل هذا الهم .. لاحظت وسام يمسك بيدها التي ترتاح على طرف سريره ابتسمت له و رفعت رأسها للأعلى وهي ترجوه بخلجات نفسها "رباه أنا يافعه جدا على كل هذا الألم"
منذ ربع ساعه تستلقي على سريرها و تتحدث مع رفيقتها دانه في الصف عبر الهاتف وتعبث بالربطه التي تضعها في شعرها/طيب ليه ما تحاولين في أمك خليها توافق تجين
على الطرف الآخر/والله حاولت، بس رافضه،هي للحين مخاصمتني على طلعتنا للمول اللي تذكرينها
استغربت/ااوف من زماان هذي
دانه بتملل/والله كلما بغيت اقولها شي تذكرني بها،
دخلت اميره في هذه الاثناء وبيدها بالونات الماء الصغيره، لتداعبها بين يديها/هااااي نيفوو
وقفت نيفا على سريرها وهي تهددها/يا ويلك يا اميره انا حذرتك
ليأتي من خلفها رواد ويقذفها بواحده و من ثم اميره،لتصرخ/والله ما اخليكم يامعفنيين..دانه بااي،عندي جريمه بخلص منها وبرجع اتصل بك
اغلقت الهاتف ثم رمته وهي تلحق بهم، بقميصها القطني الزهري القصير..
هي ابعد ما يكون عن التفكير بنضج واصغر من ان توصف بإمرأه..مازالت بعالم طفولي بريء بعيد عن خبث الكبار..
منذ البارحه وهي مريضه، جراء ما تعرضت له من البرد بعد استحمامها..اخذت مسكنات وجلست تحتسي قهوتها بسكون وهو يجلس بالمقابل ..يعتكف على صمته الذي بات يريبها لطالما كان يمازحها ويتودد لها ولكن اليوم هو كالأخرس!!
تحدث بهدوء/كيف راسك اللحين؟!
../الحمدلله..مادري شلون نمت البارح
حرك الملعقه في فنجانه حتى كاد ان يكسره،ثم توقف ليتحدث/ماسبق وقلتي لي ان أدهم المناع كان خطيبك!
وكأن مجرى الهواء يضيق بأكسجينه، حاولت ان تجيب/كان.
اكمل وهو يغلي/وش سبب فسخ الخطبه
التفتت اليه مستغربه/موضوع من سنوات، وقبل اعرفك، وماتعدى كونه خطبه انفسخت ليه تسأل؟!
لم يحتمل تمثيلها قذف الملعقه على الطاوله ليتضح توتره،رغم محاولته الهدوء/لأن حضرتك البارح سكرتي و ماكان على لسانك غير سيرة أدهم وليه تتزوج وتخليني و هم غصبوني ارفضك ومن هالقصص
استنكرت ما يقوله/سكرت!! اعوذ بالله انت اكيد انهبلت
ترك اريكته وهو يقف ويحدثها بغيرته و قهر السنين/يحق لي انهبل وانتي بعمرك ما ارتميتي بحضني من نفسك إلا البارح وانتي تتخيليني أدهم!! فعلاً السكر يفضح المكنون
نزلت دموعها بصمت، كل شيء داخلها خراب، ماذا عساها تدافع به عن نفسها، هي كانت مجرد اداة انتقام بيد والدتها لتنحر نفسها ، هي الخطيئه التي ترتكبها كل يوم، وقلبها الضحيه..
صرخ بوجع/لا تقولين ان كل ليله كنتي تتخيلين صورة أدهم علشان تتقبليني؟! تكللمي
التزمت صمتها الباكي وهو يطلبها الرد،لن ترد فهي لا تعرف بما هذت به البارحه، ولا تعرف كيف ستدافع عن نفسها!!
مسح دموعه بسرعه قبل ان تبلل خديه،ثم التفت اليها/هاللحين عرفت سبب برودك معي كنت اظنه خجل و ادور له مليون عذر،...<<كره ما يتحدث عنه..
ثم أردف بوجع/خلاص معاد اقدر استمر وبيني وبينك واحد ماخذك مني من سنين. وان كان بخيالك.
توقفت بخوف /وعيالي يا منيف؟!
قاطعها بأمر/جهزي اغراضك طيارتنا بعد العصر، انا طالع
جلست باكيه، دمرت عائلتها بنفسها بدون ان تشعر، لا تعرف بماذا يفكر منيف هل سيحرمها من اولادها، ذلك مالم تتوقعه.
دار في منزله الجديد بصحبة والدته المنبهره به/ما شااء الله يا ولدي وش هالزززين الله يجعله بيتٍ عاامر براعيه
رد بابتسامه/امين يمه
التفتت اليه/عاد هاه يمه ما فكرت بـ...
قاطعها وهو يمسك بيدها يعرف انها ستحدثه مجددا عن ريم/تعالي يمه، ما وريتك الحوش ، مسوي لك جلسه يحبها قلبك تعزمين جاراتك اللي بتعرفين عليهم وتنبسطين فيها وتوسعين صدرك
ابتسمت وهي ترى ما يعجبها,ستحاول اقناعه باستعادة ريم ،تعلم انه يتهرب لكن يجب ان يستعيد ابنة اخيها التي اصبحت مطلقه..!!
رن هاتفه ليرد بابتسامه/هلا يبو ساره.. ارحب.. اقلط جاي انا في بيتي... طلبتك يا ولد فنجاال.. اوووكي انتظرك..
شاهدته يغلق هاتفه وتسائلت/هذا أدهم؟!
يعرف انها سبب وجعه ولكنها أمه على اية حال/ايه متواعد انا وياه نطلع نتعشى سوا مع وليد.. بروح اتسبك واغير ملابسي قبل يجي تامرين شي
بابتسامه شاحبه/لا يمه روح وانبسط، برتب البيت ويا الشغاله وبشوف وش ناقص بعد
قبل رأسها ثم اتجه لغرفته.. ابتسمت بخبث( الله يالزمان اللي خلاك شيخ يا أدهم، وش فيها لوني خليتك تزوج مدى،لكن مقيوله وجه فقر يا حصه)
ركبت معه منذ دقائق والصمت يخيم على السياره، مازالت تحمل بقلبها الكثير عليه، لا تعلم متى يبتسم او متى يكشر ويغضب!
يبدو جامدا بلا مشاعر و إلا كيف يتلاعب بها بدون ان يرف له جفن فمرة ريحا ومره اعصارا.. منذ اخبرته عن عذرها الشرعي لم يحتك بها، لم يقترب ولم يفتح معها موضوعاً يخصهما او أي شي قد يزيح صورته بذهنها وذلك جعلها تتأكد انه يريدها جسديا فقط.. تباً للرجال.
هاهو يتصل باصدقاءه ويضحك معهم امامها في الهاتف ويتحدث طوال الطريق معهم، وهي تجلس بجانبه كأي قطعه فالسياره!! كم هو لئيم معها..
اوقف سيارته امام المنزل، لمحها تصفن بعيدا/وش تنتظرين انتي؟! يلا انزلي
استغربت انه لم ينزل/وانت؟!
ابتسم بخبث/يهمك يا عمري؟!
تعلم انه يسخر منها/لا ، من باب العلم بالشي فقط.
بنفس الابتسامه/مشوار ما يهمك،بعدين توك سامعتني اكلم قاسي قبل شوي يلا انزلي..
تثاقلت ما ستقوله لكن هي مضطره/طيب انا ترى بنزل للسوق و..
التفت اليها وهو يعقد حاجبه/وكأنك تعطيني خبر مو تستأذنين!!
تنهدت وهي تصد/اللهم طولك يا روح.. افهمها مثلما تبي..
تحدث بحده/ان عتبتي باب البيت يا ويلك، فاهمه؟
التفتت اليه مستنكره/وليه ما روح؟!، عطني سببك للرفض؟!
بغضب غير مبرر/انا قلت لا وبس لا تناقشين، يلا انزلي، ..
نزلت غاضبه وهي تغلق باب السياره بعنف،.. غضب من تصرفاتها التي بنظره لا تقيم له تواجد ولا قيمه، عجباً لها كيف لا تلين!
،
.
،
كانت تفتح الستائر وللمصادفه شاهدت مافعلته الشموس من طريقة اغلاقها لباب السياره، لابد وان هنالك شد وجذب بينهما،.. عادت تجلس على اريكتها في الصاله الجانبيه..
تنتظر قدومها..
دخلت كالبرق متجهه ناحية المصعد لتتوقف لصوت ام رواد التي استوقفتها، والتفتت/السلام عليكم
ابتسمت لها من بعيد وهي تشير لها بالجلوس معها/وعليكم السلام.. الشموش تعالي شوي سولفي معي، مليت من قعدتي بالبيت لحالي
لم تجد بدا من الموافقه، فاتجت اليها وتجلس وهي ترمي حقيبتها وعبائتها جانبا، وتسترخي في كرسيها المنفرد/المعذره يام رواد ماجلس معك واجد، انتي عارفه ظروف وقتي ما يحتاج اشرح
ابتسمت بلطف/ادري انه لو تقدرين كان ماقصرتي، انا عاذرتك،
عم صمت وسط ارتشافهن القهوه لتبادرها بالسؤال/كيف الشغل معك هالايام، عسى مافيه ضغوطات
اجابتها بفتور/ماشي كالعاده
بتساؤل/عسى مافيه خلافات مع أدهم
فهمت ماترمي إليه وابتسمت/مافيه علاقه بدون خلافات، لا تخافين شي طبيعي.
ام رواد بحب/صحيح الخلافات شي طبيعي بالعلاقات، بس لا تخلينها صفه بعلاقتكم.. لا تشدين دايم، ارخي شوي يا بنت الغالي،اعرفك عصيه وماتحبين تنقادين، بس تذكري ان هالرجال زوجك مافيها شي لو بينتي له طرفك الناعم، لا تخلين للشيطان درب بينكم، ترى فيه ناس تنتظر الزله علشان تشمت وانا مابي لك الشماته يا بنت حبيبي.
انتبهت لاخر كلمه قالتها، وتسائلت فهي تثق بأم رواد، ولأنها صرحت بالحب اول مره استغربت/صدق حبيتي ابوي يا م رواد؟ والا بس احترام لشخص رد اعتبارك
لمعت عينيها واجتمعت غصة فراقه في حلقها، حاولت تجاوزها لترد عليها/ماحبيته بعقل بس، انا عشقته،ادري انه ماعشق من الحريم غير أمك، وضل سنين على اطلالها، لكنه كان عاشق و كان عادل معي لين اخر يوم، اذا مايستاهل الحب راكان اجل من يستاهله؟!، الله يرحمه ويجمعنا به في مستقر رحمته.
تنهدت/امين.. شكل الحب انتهى معكم، ابوي خطب امي بنفسه وكان يغليها لكن توفت الله يرحمها بعد نايف وبعدما تزوجك ماجرحك ولا استعرض عليك اسباب زواجه منك، بالنهايه العلاقه اللي مافيها احترام وتقدير،علاقه فاشله.
هزت رأسها بالنفي/صدقتي، ابوك دفع مهر ماتاخذه البنت في جماعتنا، وقال تستاهل الحشيمه والكرامه ام جاسر، عزني من بيت عمي الله يعزه
تنهدت وهي تكمل إرتشاف فنجان قهوتها بمراره..
دخلت هند قادمه من الخارج برفقة شهد، يتضح انهن قادمات من السوق لتلقي التحيه/السلام عليكم
الجميع باصوات متفاوته/وعليكم السلام
جلست هند وهي تسترخي/دوختني شهد بالاسواق
شهد/يمه ما شرينا شي، كلها مول واحد
قررت فتح الموضوع الذي يؤرقها/عمتي هند بطلبك طلب
استغربت هند/وش هالطلب؟!!
بهدوء/ولدك لا عاد يقرب من اختي لا من بعيد ولا من قريب
استغربت/ومن قال انه يقرب منها.. المسكين بالملحق لحاله
الشموس/لا يا حبيبتي يتصلون ببعض ويتقابلون، امس طول النهار مع بعض يصيعون برا وحنا يا غافلين لكم الله، المهم انا منعت اختي وضربتها كف بعد، الدور عليك تهددين ولدك وتحذرينه يقرب من اختي
وقفت هند غاضبه /دام ان نيفا انضربت لازم هو ياخذ نصيبه بعد هاللي ما يستحي، هذا وانا واثقه فيه،
خرجت غاضبه... لم تندم الشموس لتحريضها، ان لم يرتدع سيتمادا.. يجب ان يعرف تركي ان الجميع هنا ينكر ما يفعله وليس مؤيد له..
ام رواد بقلق/الله يستر، شهد قوومي الحقي امك لا تضرب اخوك...
وقفت شهد لتنفذ ما طلبته ام رواد..
ركضت ناحية الملحق لتسمع صفعة امها لأخيها الذي خرج غاضباً، وهو يهدد/والله لاروح لابوي وعمامي ولا عاد تشوفين وجهي ثاني مره، والله.. انا انضرب علشان بنت اخر عمري انااا..!!
وقفت غير مصدقه انه سينفذ قسمه/اخر عمرك هااه يابو 18سنه انقلع لابارك الله فالعدو..
بكت شهد/يمه ليه تضربينه ما يسوى عليه
هند باستنكار شديد/وشو اللي ما يسوى؟!.. الا يسوى ونص، حراام يمه مايجوز ماهو عيب وبس، عاد هالبنيه صغيره ماتفهم شلون تفوت اخوك؟!! يلا مصيره يرجع بعد شوي وينام
خافت شهد وهي تلحق بها للداخل...
تبدو غامضه،تسائل لماذا غضبت من سؤاله عن صحتها؟!! هو لم يخطئ في حقها!!
ناداه أدهم وهو يبتسم/اللي ماخذ عقلك!
قاسي بممازحه/شكل الموضوع فيه مره
رفع وليد راسه له/خويك مايفضي من المستشفيات علشان يفكر بالحريم، الله يعيني بس
قاسي/هذا اختيارك يا وليد
وليد بابتسامه/احب الشقى وش اسوي
التفت اليه أدهم بجديه/صدق يا وليد وش بخاطرك..
تحدث وهو يتكئ على كرسيه/مره قد قلت لي ليه الناس الصح فالمكان الغلط؟!..اليوم اكتشفت ناس صح بمكان صح لكن الزمن ماهو لصالحهم او هم مايعرفون قيمة انفسهم ولا الشيء اللي يقدمونه لغيرهم،
استغرب/ومنهم اللي مايعرفون قيمة انفسهم؟!
هز كتفيه والتفت اليه مستنكرا/انا قلت هالكلام؟!
قاسي بتعجب/ايه تووك قايل
وليد بنفي قاطع/انا ماقلت هالكلام
قاسي ويعقد حاجبه/بديت تصير متناقض
ضحك أدهم ثم هدأ/مايخلي الرجال متناقض غير مره، توردك على نبع الماء وترجعك عطشان!.. لا يكون قررت تخطب
ضحك قاسي بتأييد/انشهد يا أدهم
التفت اليه أدهم بابتسامة تهكم/اي بس تناقض عن تناقض يفرق.
فهم انه يقصد طليقته/يحووول ماهو مخلي هالليله تعدي
وليد بنفاذ صبر/شباب بتطلبون العشاء والا كيف، ترى حدي ميت جوع.
،
بحثت عنها في كل المنزل ولم تجدها!
حتى غرفتها خاليه! رأت غرفة نيفادا ولكنها لم تحبذ الحديث معها الآن، يجب ان تشعر تلك الصغيره بخطأها
لمحت اميره تعود لغرفتها تريد النوم/امورتي
توقفت وهي تلتفت اليها/ها
ألشموس بتسائل/شفتي ليال؟!
اشارت للاسفل/شفتها رايحه لغرفة بابا القديمه..
خفق قلبها، فتلك الغرفه التي جمعت والدها بأمها مغلقه منذ سنوات، تركت اميره و ذهبت لتنزل...
.
قد يكون الحزن على هيئة حديث داخلي موجع لا تستطيع البوح به،
و قد يكون على هيئة فقد او فراق أحبه،
وقد يكون على هيئة مرض ينخر الجسد ويُفقدك لذّة الحياه!
وكل تلك تجتمع فيها..
تجلس في منتصف سرير والديها تضم رداء صلاة أمها و تحبس كل آلآمها بداخلها،تقيم طقوس العزاء في عزلتها و ترسم السعاده على شفتيها حينما تخرج!
ستنفجر حزنا على نفسها التي تذبل بدون سند، وكأنها تعاقب نفسها بالبقاء وحيده تصارع المرض.
وجع الوحده أرحم كثيراً من نظرات الشفقه ودموع شقيقتها التي بالتأكيد لن تحتمل فقداً آخر.
سمعت صوت طرقات الباب،لتلتف اليه وهي تمسح دموعها، وتحاول ازاحة بحة بكاءها من صوتها/من؟!
من خلف الباب/انا الشموس ي ليال افتحي
وقفت واتجهت بسرعه لدورة المياه لتغسل وجهها عدة مرات، ثم جففت نفسها و ذهبت تفتح الباب/شوشو! وش تبين هالوقت؟!
دخلت وهي تستفسر بعيون لامعه/وش تسوين هنا؟!
ليال وهي تصد و تحاول ان لا تبكي/اشتقت لأمي.. ابي انام في ريحتها.
لم تستطيع التعليق بسبب تلك الغصه التي ترتكز في حنجرتها،حاولت ان تتماسك وهي تتجه ناحية رداء أمها وتحمله بين يديها، وكأنها ما زالت بينهم، رائحتها مازالت عالقه في ردائها..سجادتها مازالت هناك في ذلك الركن البعيد و بالقرب منها حامل القرآن و هنالك مبخرتها الخشبيه ..و عطورها المفضله ،
مازالت حاضره بتفاصيلها التي تعشقها تلك الوقوره..
عاشت هادئه وماتت هادئه،نطقت بوجع/حرقة فقدها هي وابوي موسومه بقلبي، يا رب لا تنسيني حزني عليهم و..
اتجهت اليها وهي تنهرها باغلاق ثغرها/لا تكملين، عسى قلبك ينسى احزانه،فكري بنيفادا من بيربيها؟! ونايف من بينتظره وبيداريه وقت ما يقوم بالسلامه ان شاء الله، واخوانك الصغار بعد ..الشموس ترى هالبيت عايش على حسك، انتي مثلما قال ابوي؛ لولا وجودك جنبه وش كنا
لم تدقق في حديثها وهي تنسى وجودها/ابوي رباني عصيّه، و قبل لا يرحل تمنى يحطني بذمة رجال، والعصيّه ماتصلح زوجه ياليال
تصنعت الابتسامه/حاولي.. بتحبينه. وأدهم ماهو شين
التفتت اليها بيأس/الوضع صعب بالحيل وانتي عارفه سبب ارتباطي بأدهم، انا ماني للحب و لا ما طيق املاء الاوامر.. ماضمن اني بكون صالحه معه وبالاصح ماقدر اكون زوجه.
ابتسمت ليال وهي تمسح دموع اختها بطرف اناملها/بتقدرين تكونين ياختي بتقدرين، صدقيني كل شي بهالحياه له حل الا الموت
لم تفهم ما تعنيه، فقط امسكت بيد ليال فهي الاقرب والاكمل بنظرها/الشي اللي اعرفه اني ماضمن قلبي لو فقدتك بعد، قولي امين،عسى الله لا يفرقنا
ابتلعت غصتها وهي تجيبها/امين يا رب
لاحظتها تريد ان تمسك برأسها ومتردده، مازالت تشك بصداع رأسها/اسمعي انا بكرا بروح وياك نزور وسام ومنها تكشفين على اسباب صداعك هالفتره ماشوفك الا ماسكه راسك او مغمضه
حاولت تدارك الموضوع/ماقلتلك..شايفه كيف نسيت رحت اكشف على عيوني زي ما قلتي وفعلاً طلع عندي شوي ضعف نظر
استغربت/وليه ما قاسوا نظرك وعطوك نظاره او عدسات وش هالطبيب اللي رحتي له ؟!
بابتسامه/عاد مابي اي نظاره تطلعني غبيه ، طلبت تصميم محدد و عدسات علشان اكشخ بعد
ابتسمت براحه/اكشخي مثلما تبين ،الحمدلله اللي طلع بس ضعف نظر مو شي اكبر
ابتسمت بذبول/الحمدلله.يلا تقدرين تطلعين وتخليني انام
هزت رأسها/اووكي انا اصلا طالعه للمطبخ خاطري بكبتشينو اذا تبين قبل النوم؟!
هزت رأسها بالنفي/لا بنااام
،
عاد برفقة صاحبه،بعد سهره رائعه ..سيوصله للمنزل ثم يعود لمنزله..
ابتسم قاسي وهو يرى فخامة السياره/الله يالدنيا يا أدهم قبل ما كنت تحلم حتى تركب تويوتا موديل جديد وهاللحين رولز رايس
التفت اليه أدهم بابتسامه ساخره/سيارتي القديمه بالنسبه لي احسن من هذي
ضحك/يا رجاال كثر منها ذي.احمد ربك هذا انت تزوجت و تعدلت امورك الحمدلله.
هدأت ابتسامته، وحده قاسي من يعرفه جيداً ويستحيل ان يفهمه بشكل خاطئ،سيستمع الى فوضى احاديثه بلا مقاطعه/الله يشفي نايف ويقومه بالسلامه، ويشيل هالمهمه هذي عني
التفت اليه مستغرباً/يعني ناوي تنازل له عن كل شيء؟!!
أدهم بفضفضه/هو بس يقوم لهم بعافيته علشان ارتاح من هالهم، ماعمري كنت مسئول و لا عندي هذيك المرونه بالتعامل مع عالمهم وانت عارف البنات مسئوليه ، تزوجت وحده لكن الباقين ماهن بمحارم، يعني مهما كان صعبه، هذي اللي اصغرهم طلعت مدلعه و مثل طبايع اخوها، والله اقصى شيء قدرت عليه اني حرمتها من المدرسه هالسنه،كود تكبر شوي وتعقل بدون تدخلي .
هذه ما يريد الوصول اليه "اخبارها"،يبدو ان صاحبه مثقل بهمه،معه حق الفتيات بحاجه لأخ تكون له سلطه،اااه ماذا لو عرف أدهم بما تفعله نيفادا؟!!
رن هاتفه ليوقظه من افكاره، استغرب ان اخته تتصل به في هكذا وقت يعرف انها مسافره/هلا مدى...كيف حالك؟...
وكأنما غاب أسمها قليلاً وهو يحاول ان يلمح طيفها بذاكرته، ما بالها باتت صورتها ضبابيه!
اغلق الهاتف وهو غاضب،لكن لن يخبر صاحبه يعرف انه كان يريدها ذات يوم.
لاحظ سكوت قاسي فالتفت اليه/خير ان شاء الله،من متصل؟!
تصنّع الابتسامه/مدى تقول انها تبي تسولف معي قلت اتصلي بعد شوي ماني بفاضيلك
اوقف السياره امام منزله/وهذانا وصلنا عساه منزل مبارك يا قاسي، إلا متى بتعزمنا بهالمناسبه ماراح تفوتها
بابتسامه باهته/الله يبارك فيك،قرريب ان شاء الله بس نضبطه
ودعه قبل الذهاب/تمسى على خير..
ذهب عائداً الى منزله.. وكأنه يسير على الغيوم..هذه الليله جميله بحق إلتقى بأصحابه وهاهو يغمره الهدوء والسكينه شعور بالرضا فقط !!، تذكر حديث قاسي و اتصالها به، مازال اسمها يسمو بقلبه للغيوم البيضاء للأيام الخوالي،لابتسامات الطفوله واحلام المراهقه..
وصل الى المنزل دونما يشعر بمسافة الطريق..
نزل وهو يُغلق باب سيارته ويتجه الى الحديقه الخلفيه حيث باب المكتب .. لمح تلك المتعاليه تجلس بكرسيها هناك تضع ساقاً على ساق وبيدها هاتفها المحمول وامامها على الطاوله كوب، غمره فرح بانتظارها له هنا ، اتجه اليها بخطوات وهو يحاول ان يحتفظ بشخصيته امامها.
سمعت خطواته لترفع ناظريها اليه..
اكرهه حينما يداهمني وانا افكر بالابتعاد عنه، و حينما يجتاحني بحضوره ،بل ما يغضبني ان اول شيء افكر فيه حين أراه هو تقبيله!!
وقف أمامها مباشره بشبح ابتسامه وتتضح غمازته/يسعد مساك
ارتشفت من كوبها ببرود ثم اجابته/هلا، اجلس وش مخليك واقف
اقترب منها حتى توترت،ثم اخذ كوبها من يدها ثم جلس بالمقابل لها وهو يرتشف منه بتلذذ/اول مره اذوق الكبتشينو بهاللذه، وش السر.
ردت بتهكم من طريقته بالتقرب منها/ريقي عسل..
عاد ليرفع ناظريه وهو يغزوها بعينيه/ادري ما يحتاج تعلميني!
تباً له فردوده بمستواها دائماً لم يسقط ابداً أمامها، قررت ان لا تتحدث معه فيسحقها بحديثه ويُخرجها عن طورها..
سكوتها يثيره ويشعل غيرته،يجب ان تهتم لأمره،و ان يكون هو اهم من تعرفهم،يجب ان يخفق قلبها له فقط/تنازلتي وانتظرتيني الليله!!
بابتسامه جانبيه/هه انا انتظر؟!! كل الحكايه جاء ببالي كوب كابتشينو بهالجو اللطيف لا اكثر.
تركز في هاتفها وتتجاهله،نظر الى يدها الأخرى التي تداعب خصلات شعرها التي يحركها الهواء و تبعدها عن وجهها وعينيها التي لا تهتم بالنظر اليه، وقف وهو ينوي الدخول/تاخرنا بالنوم.
بدون اهتمام/روح نام، انا حابه اسهر لحالي شوي.
اتجه اليها وهو يمسك بيدها بنعومه ويُوقفها/مابي سهر بعد هالوقت،تعبت يلا مشينا
همست له بصوت منخفض فهو يكاد يلتصق بها/ممكن تبطل تعاملني مثل شي تابع لك؟
رد بنفس همسها مبتسماً/انتي مو بس تابعه لي، انتي روحي في جسد ثاني
ردت بنفس ابتسامته المستفزه/تعجبني وانت تكذب بمشاعرك بشكل صادق!
شدد على قبضة يدها و اخذها معه للداخل...
لمحت سيارة أدهم ،تنهدت وهي متردده هل تتصل به أم تنتظر لعله سيعود متأخراً..!
ظل مستلقياً في مكانه ينتظرها بعدما وضع المنبه على صلاة الفجر..تنهد وهو ينظر لسقف الغرفه المزين برسومات سماويه وغيوم بيضاء ، الإضاءه الليليه عندها ساحره وكل شيء يبدو جميل تحت الأضواء الخافته..
سمع صوت باب دورة المياه ليغلق عينيه يمثّل النوم..
خرجت ببيحامتها الحريريه السوداء..لمحته يبدو نائماً نزعت الروب ليتضح ذراعيها العاريتين ونحرها .. رشت من قليلاً من عطرها ثم اخذت مرطباً ليديها وهي تفكر كيف تستعيد خاتمها الثمين منه..
اتجهت الى سريرها لترفع اللحاف قليلاً ثم تندس تحته و لتنام وهي تدير ظهرها، فكرت بأنه نائم لا مانع ان ادارت نفسها لجهته لم تكن خائفه، باتت تشعر بسكينه و راحه اكثر من السابق، هو لا يقترب حتى الآن، وان كان ذلك الشيء يغضبها كمبدأ إلا انها مرتاحه..
كتفيه وصدره العاريين امامها، ورائحته المميزه، لم تتخيل يوماً ان يشاركها سريرها هذا رجل،كان ابعد من المحال بل المحال بعينه، والآن هاهو اقتحمه رجل ولم يشاركها فقط..
تفاجأت به يلتف اليها لتصبح عينيه التي تزداد نعاستها الآن ،خجلت وهم يراها تراقبه،همست وكأنها تبرر/للحين مانمت؟!
ابتسم وهو يرى يدها ترتاح امامها بشكل عفوي،امسك بأناملها ليجدها متجمده وهو يهمس/لا
عادت لتصمت..وهو يغرق في عينيها، كم تستفزه تحرّكاتها و صمتها، فهي لا تشاركه نفسها ، متكتمه و تبدو دائماً مكتفيه وكأنها لا تريد الحب!!..
تعرف ما يدور برأسه الآن وهو يمسك بيدها، تركت يدها تعانق دفء يده لا تريد ان تجلب اي خلاف للسرير، كل شيء يجب ان يكون بعيداً عن هذه المنطقه المحرّمه، هذا اقصى ما ستفعله له من ناحيتها كزوجه...!
فهي لا تحبذ النزول لرجل، تعلّمت الترفع عن ذلك ما جعل منها انثى جموح لا تأبه بأحد و لا تستجيب لنداء اي رجل وان كان داخلها يستجيب!!
تأمل عينيها طويلاً عدساتها كبيره و سوداء بشكل ملفت ، دفعه فضوله للسؤال/عيونك اسود من ليل اخر الشهر، غريبه؟!
استغربت سؤاله/يعني ماعمرك شفت عدسات سودا؟!!!
ابتسم من ردها المتهكم/شفت واجد بس تكون سوداء هجين يعني داخلها بني وعسلي، ماهي بهالنقاوه والصفاء اللي بعيونك
رفعت حاجبها مبتسمه واجابته بغرور/قصدك ان عيوني حلوه، صح؟!
اقترب منها وهو يزرع قبلاته على اناملها التي بكفه ثم ذراعها حتى كاد يلتصق/إلا اجمل عيون شفتها بحياتي.
كاذب محترف، كتمت ما بداخلها من غضب وهو يقترب من ثغرها بثماله وجملته يتردد صداها في أذنها "منتي حلمي ولا رغبتي"
حاولت تجاهل ذلك الصوت ولكنها لم تستطيع لتبتعد وتجلس وهي تحاول ان لا تبكي أمام..
غضب مما فعلته ليجلس وهو يلهث/وش فيه؟!
تحدثت وهي تبتعد معتذره/ابي اروح لدورة المياه شوي عن اذنك..
راقبها تذهب ليعود يستلقي مكانه محبطا ..كانت كنسمه عليله الليله ولكن شيء ما نزع كل ما حدث
دخل المنزل بصحبتها وهو يحمل أدهم الصغير، مازال يلتزم صمته منذ اصطحبها من المطار..
وقفت ام قاسي مستغربه وهي ترى كومة الحقائب وليس معها سوى أدهم الصغير لم يتعدى العامين سلمت عليها وهي تشك/بسم الله وين باقي عيالك يا بنت؟! انتي مو تقولين مسافره تمشين؟!
تحدثت ببرود/انا ومنيف انفصلنا.
غضبت لتمد يدها بصفعه ولكن منعها قاسي بحزم/يمه، اظن ماله داعي تضربينها لهالسبب
ام قاسي بغضب جارف/يا فضيحتي ويا فضيحتها، وشو له يطلقها هااه؟! وش اقول للناس اذا سألوني
قاسي بهدوء غاضب/منتي مجبوره تقدمين تقارير للناس تبررين فيها شي خاص ..الطلاق وتم خلاص، اختي ببيتي معززه مكرمه، ماراح ينقص الطلاق من قدرها ولا قيمتها،
التفت الى مدى وهو يرفع حاجبه الايسر/اختاري الغرفه اللي تعجبك بتكون لك، لا يضيق لك صدر وانا اخوك
ابتسمت بإمتنان ودمعتها تعبر خدها لتأخذ احدى حقائبها وتذهب..
تركتهم غاضبه واتجهت للمطبخ..
جلس باسترخا بعد غضبه وهو يضع أدهم على فخذه وهو يراه يبتسم له ببراءه ويأخذ نظارته من جيبه العلوي ويحاول لبسها، تذكر طفله وهو يداعبه ويأخذ نظارته،لمعت دمعات الوجد وهو يعانق أدهم كعناقه لخالد، بات قلبه كورقه خريف لا شجرة تحملها ولا ريح تدعها تستقر على ارض..!
وضع أدهم على الارض وامر الخادمه التي قدمت لأخذ الحقائب بأن تأخذه لأمه بالداخل وخرج هو مسرع..
،
.
فعلت ماتريده عزمت على الذهاب اليوم وليحترق الجميع ..بالأصل لن يعرف احد بخروجها ..
انتهت من لبسها ستكون انيقه اليوم، ستظر بشكل غير المعتاد، حاولت ان تطبق ما تعلمته من اليوتيوب ولكن ذلك صعب جداً كل ما فعلته هو ماسكار ورسمه كحل خفيفه تضعها لأول مره و احمر شفاه بلون التوت .. وقفت أمام المرآه وهي تلبس فستانها القصير ناعم من الاعلى بدون اكمام وتبدأ قصته وكسرات تجعله منفوشاً قليلاً تبدو كبطلة قصص الاطفال بهذا الفستان الزهري الباهت وصندلها الأبيض ذو الخيوط الرفيعه الملتفه حول ساقها بشكل انيق جداً ..وصلتها رساله من رهف تطلب منها ان تأتي لمنزلها وتأخذها..لذلك ستخرج باكراً فمنزلهم بعيد عن هذا الحي..
اتصلت بالخادمه وتأكدت من خلو الطريق أمامها الجميع في الحديقه الخلفيه للقصر ..
اخذت عبائتها وخرجت مسرعه...!!
عاد من الغرفه التجاريه بعد نقاش حاد حول ترشيح رئيس جديد لها.. تلقى الكثير من الاتصالات الكثير يريد دعمه للترشيح، تباً مالذي أقحمه في ذلك لولا عمه..
اخذ بعاتقه انه لن يكون سهلاً بين كبار التجار،سيكون كما كان عمه قوياً و ذا نفوذ..ليحافظ على ماتركه للورثه..
ابتسم وهو يرى اتصالاً من ابن خاله/اررحب يالامير.. حياااك الله انا توووني واصل البيت اقلط
اغلق الهاتف وهو يرى قاسي يقف بسيارته امامه، نزلا يتحدثان وهما يدخلان..
فرح قاسي برؤيته يبدو اكثر راحه من الايام الماضيه/لوني دااري ان وجهك بيزين بعد الزواج كان غصبتك تزوج من زمان، لكن ماعرف لك الا عمك
ضحك وهو يسأله/عقبالك
رفع يده باعتراض/اعوذ بالله من الحريم و طاريهم.
بابتسامه/ماشفت وليد، ياخي احس عمله ظلم
قاسي/خلها على ربك، وليد منضغط بالعمل بمستشفاه وبمستشفى ثاني كمتعاون، ولكن بدون زيادة مرتب...!
تغير مزاجه/ياخي قسم بالله غبنه، ليه ما قالي
قاسي/الرجال مايبي اي شيء يأثر على سير معاملة الجنسيه لكن مواذي خلق الله تستغل كل شيء، مديره مهدده بالترحيل او رفع شكوى ضده وانت عارف هالشيء ممكن يضره لو صار..هذا غير ابتكاره والعثرات اللي قدامه،يقول تركت التفكير بالتقدم ببحوثي ابي اخلص شغل وبس
تنهد بضيق، ما سمعه جعله يعود للماضي/اخوه علي وش صار عليه واخواته اذكر عنده ثنتين
ابتسم بسخريه/علي توظف بشركه اهليه، اما خواته تزوجوا عيال خالاتهم واخذوا الجنسيه من زمان.
التفت اليه مستغرب/هاللحين الزوج يعطي زوجته الجنسيه والأم ماتقدر تعطي عيالها جنسيتها؟!! وش هالظلم؟!
طيب افرض انه طلقها بعد فتره؟! ..
حرك كتفيه بعدم معرفه/هذا اللي صاير
صمت أدهم وهو حزين لوضع وليد، ثم رن هاتفه الذي يضعه امامه على الطاوله، ليرفع ويرد/الوه..
على الطرف الآخر صوت انثوي/أدهم؟
استغرب النبره الجاده من فتاه/نعم!
.../حامد ولد القهوجي اللي بالشركه عندكم مستفرد ببنت عمك في استراحتكم، اتمنى تلحق عليه قبل ينشر غسيلكم، هو ناويها من زمان.. وهاللحين هي بين يديه!
وقف على اعصابه و حرائق الغضب والغيره توقد جحيمها في صدره/انتي وش تقولين يا بنت؟!
..../لا تقعد تتكلم روح وانتقم من اللي يبي يلعب بعرضك، انا حذرتك حــامد معه نيفاادا بالاستراحه لحالهم
اغلقت الهاتف بوجهه..وهو يخرج غاضباً/والله لاذبحها قسم بالله ما اخليها بس تجي بين يدي
استغرب قاسي ما يسمعه ويراه حاول إيقافه ولكن لم يستطيع،.. ليركب سيارته ويلحق به..مسرعاً.. لا يعلم ولكنه يشك ان الأمر يتعلق بنيفادا..
.
استغربت تصرفات رهف التي تبدو متحشمه اكثر من اللازم،وصامته/قلتي انك مزكمه بس عاد تكلمي شفيك ساكته ومنكمشه كذا كنك خبله هههه
لمح الطريق يبتعد عن الزحمه ويتجه في طريق فرعي متجه للاستراحه وهنا لا احد يمر الا نادراً..رفع يده بالحقيبه ليضرب رأس السائق ثم امره بالتوقف وسط صراخ نيفادا/حراااامي
توقف السائق الذي بدأ يدوخ نزل حامد وهو يأخذ هاتف سنجاي ويضربه ويسقطه ارضاً ثم عاد للسياره وانطلق للاستراحه وهو يرسل رساله لرفيقه بأنه ذاهب للاستراحه وعليه ان يأتي..
صرخت مصدومه لم تستوعب بعد قدميها لا تكاد تتحرك/يالحيوااان من انت؟!
رن جرس باب المنزل استغربت لعلوالدها نسي المفتاح في غرفته، اتجهت الى الباب، من سيأتيها سوى والدها/لحظه جييت..
فتحت الباب وهي خلفه/شكلك نسيت المفتاح يا يبه؟!
دخل وهو يمسك يدها ويغلق الباب/هلا والله
صرخت مرعوبه،هذا عادل رفيق اخيها/حامد ماهو موجود اطلع برا
ابتسم بخبث وهو يحاول جذبها وإلصاقها به/انا مادخلت عليك الا اني عارف انه ماهو هنا
حاولت التملص من يديه وهي غارقه بدموعها تبكي، لطالما أنها كانت تخاف ان تصيبها دعوة فتاه دنس طرفها أخيها اللعين، ولكن ليس من صديقه المقرّب بئس الصداقه التي يعرفانها وتباً للخيانه ولكل خائن،
لطالما إتهمها أخيها بالخيانه ظلماً وهاهو يتلقى طعنة الغدر من رفيقه!
في المستشفى..،
تقف بصحبة أختها في زياره لأخيها..فرحت بأن سمح لها ان تخرج لزيارته،ابتسمت بعد الذي سمعته من الدكتور/ليال سمعتي وش قال الدكتور..في نشاط طفيف بالدماغ هذا يعني الامل برجوع الغالي بيتحقق ان شاء الله
لم تستطيع ان تقف اكثر من هكذا،قد نسيت ان تأخذ اقراصها التي تخفف الأعراض/الشموس اتصلي بسنجاي وينه الله ياخذه ليه ما جااء للحين
استغربت توترها المفاجئ/اتصلت فيه وخارج التغطيه الظاهر مخلص شحن البطاريه
شعرت بدوارها يزداد وبدأت تفقد تركيزها فسقطت!!
حاول التقرب منها بعدما أدخلها بالداخل..الاستراحه خاليه تماماً من اي مخلوق، ليبتسم وهو ينزع عبائتها و يقف منبهراً، بابتسامات ونظرات مقززه/يا ويلهم من الله اللي ظلموك وقالوا بويه!!..يالـ... شكلي بغير خططي بعدما شفتك وتمقلتك
شعرت بالغثيان وهي تسمع كلماته الوقحه ونبرته المقززه، اقترب منها لتلتفط طفاية السجائر الفضيه الفخمه لترسله على رأسه بسرعة البرق، هي تعرف تدافع عن نفسها لن تكون لقمه سائغه/انت هيييي لا تناظرني كذا..تكلم وش تبي مني؟!
استغرب/ماعرفتيني؟!
كانت تتراجع لتلتقط شيئاً تريده فقط ولكنها وقعت لينقض عليها، بلمساته الوقحه ومحاولاته لتقبيلها ولكنه لا يعرف انها لا تستسلم وترى كل شيء تحدي، بصقت في وجهه وهي تأخذ قلمه وتغرسه في كتفه ليصرخ متألماً..
حاولت تستغل ضعفه للهرب ولكنه امسك بطرف قدمها وهو يسحبها قبل ان تذهب.....
،
وصلا للاستراحه.. وهما يحاولان ان يقتحمانها ولكن دون جدوى..
صرخ أدهم وهو يناديها ويضرب الباب الداخلي/نيفااداا انا ذاابحك اليوم..صدقيني ذاابحك
صُدم قاسي بعد سماع إسمها..شاهد حامد يهرب من الجانب الآخر ويتجه لسيارته/أدهم شكله هذاك هو ..
قذف شماغه وهو يلحق به بعدما عرفه..
دخل قاسي يبحث عنها/نيفادا؟!!
لا يوجد رد..
وقف قليلاً بعدما تقدم ليراها شبه جالسه في بركة دماءها اسفل السلم، هذا ليس نزيفاً عادياً /بنت انتي بخير؟!
اقترب منها مرعوباً وهو ينزع شماغه ويغطي ماتكشف منها/وش سويتي الله ياخذ عدوك
امسكت بشماغه وهي تلفها حولها مرعوبه من وعيد أدهم، وتكاد تتجمد فهي تنزف، تعرف ان هذا صديقه المقرب جدا /بمووت يا قاسي بمووت
ذبلت بعدما قالته و خارت قواها..
بات في ورطه حقيقيه، عقله وقلبه و ابن عمته والعادات والتقاليد، وهذه التي باعت نفسها!!
كيف سيتصرف..فقد أقسم أدهم انه سيقتلها!!
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني عشر
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم |
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
لست احاول مجاراتك انا واثق انني سأُهزم!لكنني سأُتعبك معي كثيراً فتحملي اقتحامي الفاشل.
اعرف انكِ لن تستسلمي
و انا لن اطلب منك ان تتنازلي!
لا تتنازلي فقط اشركيني ما تحبين أو مالاتحبين، بت اعرف ان مثلك لا تفتح قلبها للعابرين!!
وكل العابرين ماهم الا عاشقين خاسرين او حاسدين!!
لم تنم جيدا، عبثا تفكر فيما حدث البارحه.. مازالت تشعر بصفعة اختها على خدها، جلست باسترخاء في سريرها وهي تنظر لساعة الحائط بملل من رتابة وقتها بدون دراسه وعمل وبدون اي شيء يشغلها.. فكرت بحقد طفولي في الشموس التي تذهب اينما شاءت وهي محبوسه هنا.. لا احد يريدها ان تخرج!!
رن هاتفها لترى اسم تركي يضيء الشاشه.. تركته حتى انتهى من رنينه، ثم اخذته لتتصل برهف، تلك من تسعد قلبها.. انتظرتها ترد...
اخذ فنجان القهوه منها و لمحها تتحاشى ان ترد على هاتفها أمامه، انتظر خروج والدهم ليسقي نخلاته، بدأ يشك بها ليسأل/ليه ماتردين؟!
توترت، لا تريد ان ترد عليها بحضوره/مو مهم.. وحده مزعجه
اخذ الهاتف من يدها بظن سوء، فابتسم لرؤية اسمها، ثم التفت اليها/تطنشين هذي؟!!... صدق ان وجه الفقر يستحي من الغناه.. اقول ردي عليها هاللحين قدامي وشوفي وش جديدها متى بتحدد لنا بنت الشيوخ
فتح الهاتف على مكبر الصوت و قدمه لها، وهو يأمرها بنظراته، ارتبكت وهي ترد/هلا نيفا
على الطرف الاخر/ساعه علشان تردين!! لا يكون ازعجتك
بعد تردد/لا بالعكس، بشري عنك وعن اخبارك
ردت بتنهيده/اخباري كلها ملل.. طلعت البارح وطلعت علي بنكد فالبيت.. رهوفه اشتقت لك وللبنات
رهف/كلنا اشتقنالك بعد.. طيب ازورك والا تزوريني؟!!
بدون تفكير/لا اجيك ولا تجيني خليها باستراحتنا احسن.
خافت ليهددها حامد بنظراته/خلاص.. متى تبين نطلع
فكرت قليلا/ابيها هالويكند، ملييت من البيت،
هنا شعرت رهف بالورطه، قد كانت تماطله طويلا ولكنه الان وضع يده على كل شي.. اغلقت الهاتف بعدما انهت مكالمتها وسط ضحكاته المقززه/ارتحت؟ الله ياخذك
سكب لنفسه فنجان قهوه/جاك يا مهنا ماتمنى
ردت بحقد/عساك ماتهنى
قذفها بفنجان القهوه وهوغاضب/ماراح اطول شي لولاك يالحيه.. لا تسوين فيها مغلوب على امرك.. لولاك ماكنت راح اوصلها.. ماقول الا الله ياخذ الصداقه اللي تعرفونها يهالبنات.. امحق صداقه بس
خرج لتتوقف هي عن بكائها.. فالحقد بدأ يشعل ناره في جوفها هي، هذه المره الثانيه التي يصفها بالخيانه.. ويتبجح عليها بقوته وهو يرغمها ويضربها على فعل ما تكره!!
الآن ستريه معنى صداقة البنات التي يحتقرها في كل مره يستغل سلطته و يضربها فيها ويهينها لتفعل ما يريد، لكن الآن سيتبدل كل شيء، بعد الذي قاله وفعله.
قد أهان الأخوة ووضعها مداسا تحت قدميه، ليتحمل إذن ماذا ستفعله به (والله يا حامد ما تقرب من نيفا الا وانا ميته، خلنا نعرف من بيننا الخاين يالخايب)
وقفت وهي تبحث عن والدها الذي يسقي نخلاته كعادته، لمحت هاتفه في مكانه المعهود، على جلسته الصغيره بجانب المتكي الذي يتكئ عليه لتأخذه وتفتحه ....
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
خرج برفقة صديقه المقرب "عادل" وهو يبتسم/وش السالفه يا حامد، ونسنا معكضحك بانتصار/خلاص قربت نهاية المناع، يا ترى وش يساوي ثمن شرفهم؟! بنشوف بكم هالويكند ان شاء الله تجي معي هاه؟
ابتسم عادل بخبث/اكيييد انت بس اتصل بي وعطني خبر اول ماتروح الاستراحه، الا وينها استراحتهم؟!
رفع هاتفه وهو يتصل بعامل الاستراحه/هاللحين بعلمك بس خلني اتفق مع عامل الاستراحه طلع توه جديد وعليمي بس ماهو هين التبن حق فلوس
هز رأسه وهو يكمل طريقه/هههه وكأنك منت مسوي كل هالخطط علشان الفلوس. هههه. الا ما قلت لي كيف بتتصرف... من هالعالم اللي انت متصل معهم ماقلت لي عنهم
منذ ساعه تطلع على اوراق امامها، دون جدوى رفعت هاتف مكتبها واتصلت بنوره/نوره تعالي بسرعه
اغلقت هاتفها، دخلت نوره متسائله/وش فيك
اشارت اليها بالاوراق التي بين يديها/وش هاللي موجود باالاوراق؟!
اخذت منها الملف لتتأكد/هذي تفاصيل مصروفات المؤسسه ومشاريعها فالنصف الاول ، طلبها مننا سكرتير الدكتور أدهم, ظنيته قالك !!
استنكرت طلبه, حاولت ان تكون هادئه وهي تداعب قلم الرصاص بيدها/اهاه،فهمت..طيب روحي شوفي شغلك
راقبت خروج نوره وهي تضغط على القلم حتى انكسر، من هو ليراجع الحسابات خلفها، هذه مؤسسه غير ربحيه وهي من تديرها منذ تأسست لا يحق له التدخل،اخذت هاتفها وهي تتصل به وهي تتمتم/الله يرحمك يبه.
رد بعد رنتين/الو..
حاولت التحدث بهدوء قدر المستطاع/السلام عليكم
بمزاج عالي/وعليكم السلام..نعم؟!
لم تستطيع ان تستمر بتمثيلها/واضح انك فاضي لدرجة ودك تراجع اوراق شغلي من بعدي!
ببرود/اذا رديت على مكالمات مالها داعي، مو معناته اني قاعداضيع وقتي، يمكن لي حاجه
وقفت غاضبه وهي ترفع خصلات شعرها بتوتر/اذا حيل منت قد الشغل ماهو عيب تعتذر وبلاش استخفاف دم،
ضحك حتى سمعت صوت ضحكاته،ثم هدأ وتحدث بجديه/اسمعيني زين يا بنت..الاوراق اللي بين يديك هاللحين ابيها جاهزه بكرا على مكتبي
استغربت/نعم؟! ماسمعت شـ قلت
بجديه/سمعتيني ما يحتاج اعيد
باستنكار/ومن انت علشان تراجع شغلي بعدي؟! حتى ابوي ما سواها!!
قاطعها ببرود/اظن اني رئيسك بالعمل و من حقي اصدر اوامر، وانتي مالك حق تعترضين
تكاد تنفجر من بروده/طيب ع الاقل حط عندي خبر مو ادري من الموظفين، اسم اني زوجتك!!
حاول انهاء المكالمه بسرعه ليضغطها فقط/انتي بالعمل مثلك مثل باقي الموظفين ، يلا نفذي اللي قلت وبس لا تناقشين اوامري، سلام انا مشغول.
اغلقت الهاتف و هي غاضبه اتجهت الى مكتبها اخذت حقيبتها لتأخذ مسكن الصداع ثم جلست تسترخي، ستخرج لن تظل هنا دقيقه واحده هذا فوق احتمالها لماذا يتعمد إغاضتها كل يوم،خرجت الى نوره في المكتب المجاور/نوره
رفعت رأسها من اوراقها/نعم الشموس في شيء
بتوتر/انا حابه اروح فيه شي مهم يحتاج وجودي والا امشي؟!
تركت نوره ما بيدها وهي تتجه اليها/سلامات وين رايحه؟ ،صايره كل يوم تطلعين ماتكملين دوامك!! وش عندك يالشموس؟! تكفين اذا تعبانه قولي لي
ابتسمت من استنتاجها/لا والله مافي تعب،الحمدلله، بس
استنطقتها/وشو اللي بس! اذا تبين ننزل انا وياك كوفي تحت ونسولف عند الخاله، ترى من زمان ما سولفنا مع ام زهور ولا ذقنا قهوتها
ابتسمت، هي محقه متى كانت اخر مره جلست للقهوه براحه مع نوره او حتى مشوار ترفيه عن النفس،هي منذ مده تمر بضغوطات تليها ضغوطات، حتى الزواج زادها تعاسه/تدرين شلون ، يلا خلينا ننزل عند خاله ام زهور
ابتسمت نوره وهي تغلق الملفات وتعيدها لأدراجها/مشينا
...
ابتسم وهو يحاول الضغط عليها تاره ويقترب منها تاره أخرى يجب ان تعرف ان فوقها رجل يجب ان تحسب لها ألف حساب، هو زوجها وهي يجب ان تقتنع بسلطته عليها، مازالت تشعر بالاستفزاز كلما أمرها بشيء.. وكأنها تسمع اهانه!!
سمع صوت طرقات الباب وهو يبتسم بالتأكيد هذا المحامي كما اتصل به/تفضل يا بوهند
دخل ذلك مستبشرا بإبتسامه/السلام عليكم
رد السلام وهو يصافحه/حيااك وعليكم السلام،
سأل قبل ان يجلس/الأول بشرني
ضحك/تركد يا رجال، الموضوع اصعب مما تتخيل
جلس محبطا/افااا رفضت!!
ابتسم من ردة فعله/يا خي عطها فرصه تفكر، ما أمداها.. اذا صدق تبيها يابوهند اصبر، هي توها منفصله ماهو من سنين،
هز رأسه ورفع ملفات كانت بحقيبته/دام ماعندك بشاره خذ هالاوراق وراجعها قنونيا بنفسك، تراك محامي بعد..انا طالع سلاااام
استرخى مبتسماً وهو يراه خارجاً ثم يطلق تنهيدته/الله يكتب اللي فيه الخير.
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
جلست امام وسام وهي تراه يفتح عينيه اخذت لعبته المفضله التي اعتاد عليها ووضعتها امامه، يجب ان لا يتشتت فينهار،ضل بلعب بتلك اللعبه التي دائماً ما يحب ان يلعب بها في عالمه الصامت..
ما يداويها هو احتضانه ستتكفل به وستوصي به، ان تكون أمه لن يكون ذلك بمقدورها وهي بهذا المرض الذي يضعف قدراتها كل يوم..هي حتى لا تضمن ان تكون معه الليله..
تذكرت ذلك الطبيب وليد، هو من شك بمرض في رأسها رغم انها لم تخبر احداً وهو لا يعرفها..
طرق الباب في هذه الاثناء،مسحت دموعها وهي تذهب لتفتح، لتجده امامها برفقة ممرضه/السلام عليكم
ليال وهي تبتعد عن الباب/و عليكم السلام
اتجه لوسام وهو يبتسم/هاه شلون البطل وسام اليوم؟!
لم يلتفت اليه ضل يعبث في لعبته فقط..
ليال/هو كذا ما يرد يا دكتور
وليد/ما شاء الله صحته احسن، احتمالية نطلعه بدري بس انتبهوا له
ليال/اكيد ان شاء الله
لمح يدها الملفوفه بالضماد/كيف يدك اللحين
خبأتها بخجل/بخير
قرر الذهاب،كم تثير فضوله، كيف لابنة الملياردير ان تهتم بهذا القدر قد كانت لديه افكار سلبيه عن الطبقه البرجوازيه/يلا انا طالع، بس اي شي واستشاره لوسام لا تتأخرون انا موجود وان كنت بالمستشفى الثاني تلقون الدكتور معتصم موجود ، عن اذنك،
تردد بسؤالها ولكن شيء ما دعاه للسؤال وان كان يستثقل ذلك/رحتي الدكتور مثلما نصحتك؟.
التفتت اليه مستغربه سؤاله، ماذا يريده هذا الرجل وقد اطال الحوار معها/نعم؟!!
خاف من نبرتها لابد وأنها استاءت من فضوله وفهمته بشكل خاطئ/انا اسف، شكلي تعديت حدودي
قررت انها لن تفشي سرها ابدا/طبعا تعديت حدودك!
ركز اهتمامه بنبرتها و هدوء حركت يديها وهو يهز رأسه بأنه آسف/صدقيني ماكان قصدي غير اعرف سبب هالعارض الخطير
أردفت وهي يصعب عليها ما ستقول لكن يجب ان لا تخبر احد بثقل مصابها و لن تطيل الحوار مع غريب/دكتور لو سمحت احترم مهنتك و اطلع.
عاد يلبس نظارته الطبيه وهو يشعر بالخجل من نفسه/عن اذنك
عادت لتجلس وتنهار باكيه، بصمت، روحها متعبه يديها ترتعش من شدة برودتها، وشدة خفقانها، هذا فوق احتمالها، الى متى ستنفعها تلك الاقراص التي تخفف الاعراض؟! لا تعرف... كل ماتتمناه ان لا تعرف الشموس بما فيها، تريد ان تموت في و قتها بهدوء، هذا كل ما تتمناه من هذا العالم الذي اصبح بالنسبه له ككرسي محطة غير مريح، فقط تنتظر القطار الذي سيقودها لوجهتها النهائيه لترتاح من كل هذا الهم .. لاحظت وسام يمسك بيدها التي ترتاح على طرف سريره ابتسمت له و رفعت رأسها للأعلى وهي ترجوه بخلجات نفسها "رباه أنا يافعه جدا على كل هذا الألم"
منذ ربع ساعه تستلقي على سريرها و تتحدث مع رفيقتها دانه في الصف عبر الهاتف وتعبث بالربطه التي تضعها في شعرها/طيب ليه ما تحاولين في أمك خليها توافق تجين
على الطرف الآخر/والله حاولت، بس رافضه،هي للحين مخاصمتني على طلعتنا للمول اللي تذكرينها
استغربت/ااوف من زماان هذي
دانه بتملل/والله كلما بغيت اقولها شي تذكرني بها،
دخلت اميره في هذه الاثناء وبيدها بالونات الماء الصغيره، لتداعبها بين يديها/هااااي نيفوو
وقفت نيفا على سريرها وهي تهددها/يا ويلك يا اميره انا حذرتك
ليأتي من خلفها رواد ويقذفها بواحده و من ثم اميره،لتصرخ/والله ما اخليكم يامعفنيين..دانه بااي،عندي جريمه بخلص منها وبرجع اتصل بك
اغلقت الهاتف ثم رمته وهي تلحق بهم، بقميصها القطني الزهري القصير..
هي ابعد ما يكون عن التفكير بنضج واصغر من ان توصف بإمرأه..مازالت بعالم طفولي بريء بعيد عن خبث الكبار..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
ألمانيا_ميونخ..منذ البارحه وهي مريضه، جراء ما تعرضت له من البرد بعد استحمامها..اخذت مسكنات وجلست تحتسي قهوتها بسكون وهو يجلس بالمقابل ..يعتكف على صمته الذي بات يريبها لطالما كان يمازحها ويتودد لها ولكن اليوم هو كالأخرس!!
تحدث بهدوء/كيف راسك اللحين؟!
../الحمدلله..مادري شلون نمت البارح
حرك الملعقه في فنجانه حتى كاد ان يكسره،ثم توقف ليتحدث/ماسبق وقلتي لي ان أدهم المناع كان خطيبك!
وكأن مجرى الهواء يضيق بأكسجينه، حاولت ان تجيب/كان.
اكمل وهو يغلي/وش سبب فسخ الخطبه
التفتت اليه مستغربه/موضوع من سنوات، وقبل اعرفك، وماتعدى كونه خطبه انفسخت ليه تسأل؟!
لم يحتمل تمثيلها قذف الملعقه على الطاوله ليتضح توتره،رغم محاولته الهدوء/لأن حضرتك البارح سكرتي و ماكان على لسانك غير سيرة أدهم وليه تتزوج وتخليني و هم غصبوني ارفضك ومن هالقصص
استنكرت ما يقوله/سكرت!! اعوذ بالله انت اكيد انهبلت
ترك اريكته وهو يقف ويحدثها بغيرته و قهر السنين/يحق لي انهبل وانتي بعمرك ما ارتميتي بحضني من نفسك إلا البارح وانتي تتخيليني أدهم!! فعلاً السكر يفضح المكنون
نزلت دموعها بصمت، كل شيء داخلها خراب، ماذا عساها تدافع به عن نفسها، هي كانت مجرد اداة انتقام بيد والدتها لتنحر نفسها ، هي الخطيئه التي ترتكبها كل يوم، وقلبها الضحيه..
صرخ بوجع/لا تقولين ان كل ليله كنتي تتخيلين صورة أدهم علشان تتقبليني؟! تكللمي
التزمت صمتها الباكي وهو يطلبها الرد،لن ترد فهي لا تعرف بما هذت به البارحه، ولا تعرف كيف ستدافع عن نفسها!!
مسح دموعه بسرعه قبل ان تبلل خديه،ثم التفت اليها/هاللحين عرفت سبب برودك معي كنت اظنه خجل و ادور له مليون عذر،...<<كره ما يتحدث عنه..
ثم أردف بوجع/خلاص معاد اقدر استمر وبيني وبينك واحد ماخذك مني من سنين. وان كان بخيالك.
توقفت بخوف /وعيالي يا منيف؟!
قاطعها بأمر/جهزي اغراضك طيارتنا بعد العصر، انا طالع
جلست باكيه، دمرت عائلتها بنفسها بدون ان تشعر، لا تعرف بماذا يفكر منيف هل سيحرمها من اولادها، ذلك مالم تتوقعه.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
نعود الى الرياض..دار في منزله الجديد بصحبة والدته المنبهره به/ما شااء الله يا ولدي وش هالزززين الله يجعله بيتٍ عاامر براعيه
رد بابتسامه/امين يمه
التفتت اليه/عاد هاه يمه ما فكرت بـ...
قاطعها وهو يمسك بيدها يعرف انها ستحدثه مجددا عن ريم/تعالي يمه، ما وريتك الحوش ، مسوي لك جلسه يحبها قلبك تعزمين جاراتك اللي بتعرفين عليهم وتنبسطين فيها وتوسعين صدرك
ابتسمت وهي ترى ما يعجبها,ستحاول اقناعه باستعادة ريم ،تعلم انه يتهرب لكن يجب ان يستعيد ابنة اخيها التي اصبحت مطلقه..!!
رن هاتفه ليرد بابتسامه/هلا يبو ساره.. ارحب.. اقلط جاي انا في بيتي... طلبتك يا ولد فنجاال.. اوووكي انتظرك..
شاهدته يغلق هاتفه وتسائلت/هذا أدهم؟!
يعرف انها سبب وجعه ولكنها أمه على اية حال/ايه متواعد انا وياه نطلع نتعشى سوا مع وليد.. بروح اتسبك واغير ملابسي قبل يجي تامرين شي
بابتسامه شاحبه/لا يمه روح وانبسط، برتب البيت ويا الشغاله وبشوف وش ناقص بعد
قبل رأسها ثم اتجه لغرفته.. ابتسمت بخبث( الله يالزمان اللي خلاك شيخ يا أدهم، وش فيها لوني خليتك تزوج مدى،لكن مقيوله وجه فقر يا حصه)
ركبت معه منذ دقائق والصمت يخيم على السياره، مازالت تحمل بقلبها الكثير عليه، لا تعلم متى يبتسم او متى يكشر ويغضب!
يبدو جامدا بلا مشاعر و إلا كيف يتلاعب بها بدون ان يرف له جفن فمرة ريحا ومره اعصارا.. منذ اخبرته عن عذرها الشرعي لم يحتك بها، لم يقترب ولم يفتح معها موضوعاً يخصهما او أي شي قد يزيح صورته بذهنها وذلك جعلها تتأكد انه يريدها جسديا فقط.. تباً للرجال.
هاهو يتصل باصدقاءه ويضحك معهم امامها في الهاتف ويتحدث طوال الطريق معهم، وهي تجلس بجانبه كأي قطعه فالسياره!! كم هو لئيم معها..
اوقف سيارته امام المنزل، لمحها تصفن بعيدا/وش تنتظرين انتي؟! يلا انزلي
استغربت انه لم ينزل/وانت؟!
ابتسم بخبث/يهمك يا عمري؟!
تعلم انه يسخر منها/لا ، من باب العلم بالشي فقط.
بنفس الابتسامه/مشوار ما يهمك،بعدين توك سامعتني اكلم قاسي قبل شوي يلا انزلي..
تثاقلت ما ستقوله لكن هي مضطره/طيب انا ترى بنزل للسوق و..
التفت اليها وهو يعقد حاجبه/وكأنك تعطيني خبر مو تستأذنين!!
تنهدت وهي تصد/اللهم طولك يا روح.. افهمها مثلما تبي..
تحدث بحده/ان عتبتي باب البيت يا ويلك، فاهمه؟
التفتت اليه مستنكره/وليه ما روح؟!، عطني سببك للرفض؟!
بغضب غير مبرر/انا قلت لا وبس لا تناقشين، يلا انزلي، ..
نزلت غاضبه وهي تغلق باب السياره بعنف،.. غضب من تصرفاتها التي بنظره لا تقيم له تواجد ولا قيمه، عجباً لها كيف لا تلين!
،
.
،
كانت تفتح الستائر وللمصادفه شاهدت مافعلته الشموس من طريقة اغلاقها لباب السياره، لابد وان هنالك شد وجذب بينهما،.. عادت تجلس على اريكتها في الصاله الجانبيه..
تنتظر قدومها..
دخلت كالبرق متجهه ناحية المصعد لتتوقف لصوت ام رواد التي استوقفتها، والتفتت/السلام عليكم
ابتسمت لها من بعيد وهي تشير لها بالجلوس معها/وعليكم السلام.. الشموش تعالي شوي سولفي معي، مليت من قعدتي بالبيت لحالي
لم تجد بدا من الموافقه، فاتجت اليها وتجلس وهي ترمي حقيبتها وعبائتها جانبا، وتسترخي في كرسيها المنفرد/المعذره يام رواد ماجلس معك واجد، انتي عارفه ظروف وقتي ما يحتاج اشرح
ابتسمت بلطف/ادري انه لو تقدرين كان ماقصرتي، انا عاذرتك،
عم صمت وسط ارتشافهن القهوه لتبادرها بالسؤال/كيف الشغل معك هالايام، عسى مافيه ضغوطات
اجابتها بفتور/ماشي كالعاده
بتساؤل/عسى مافيه خلافات مع أدهم
فهمت ماترمي إليه وابتسمت/مافيه علاقه بدون خلافات، لا تخافين شي طبيعي.
ام رواد بحب/صحيح الخلافات شي طبيعي بالعلاقات، بس لا تخلينها صفه بعلاقتكم.. لا تشدين دايم، ارخي شوي يا بنت الغالي،اعرفك عصيه وماتحبين تنقادين، بس تذكري ان هالرجال زوجك مافيها شي لو بينتي له طرفك الناعم، لا تخلين للشيطان درب بينكم، ترى فيه ناس تنتظر الزله علشان تشمت وانا مابي لك الشماته يا بنت حبيبي.
انتبهت لاخر كلمه قالتها، وتسائلت فهي تثق بأم رواد، ولأنها صرحت بالحب اول مره استغربت/صدق حبيتي ابوي يا م رواد؟ والا بس احترام لشخص رد اعتبارك
لمعت عينيها واجتمعت غصة فراقه في حلقها، حاولت تجاوزها لترد عليها/ماحبيته بعقل بس، انا عشقته،ادري انه ماعشق من الحريم غير أمك، وضل سنين على اطلالها، لكنه كان عاشق و كان عادل معي لين اخر يوم، اذا مايستاهل الحب راكان اجل من يستاهله؟!، الله يرحمه ويجمعنا به في مستقر رحمته.
تنهدت/امين.. شكل الحب انتهى معكم، ابوي خطب امي بنفسه وكان يغليها لكن توفت الله يرحمها بعد نايف وبعدما تزوجك ماجرحك ولا استعرض عليك اسباب زواجه منك، بالنهايه العلاقه اللي مافيها احترام وتقدير،علاقه فاشله.
هزت رأسها بالنفي/صدقتي، ابوك دفع مهر ماتاخذه البنت في جماعتنا، وقال تستاهل الحشيمه والكرامه ام جاسر، عزني من بيت عمي الله يعزه
تنهدت وهي تكمل إرتشاف فنجان قهوتها بمراره..
دخلت هند قادمه من الخارج برفقة شهد، يتضح انهن قادمات من السوق لتلقي التحيه/السلام عليكم
الجميع باصوات متفاوته/وعليكم السلام
جلست هند وهي تسترخي/دوختني شهد بالاسواق
شهد/يمه ما شرينا شي، كلها مول واحد
قررت فتح الموضوع الذي يؤرقها/عمتي هند بطلبك طلب
استغربت هند/وش هالطلب؟!!
بهدوء/ولدك لا عاد يقرب من اختي لا من بعيد ولا من قريب
استغربت/ومن قال انه يقرب منها.. المسكين بالملحق لحاله
الشموس/لا يا حبيبتي يتصلون ببعض ويتقابلون، امس طول النهار مع بعض يصيعون برا وحنا يا غافلين لكم الله، المهم انا منعت اختي وضربتها كف بعد، الدور عليك تهددين ولدك وتحذرينه يقرب من اختي
وقفت هند غاضبه /دام ان نيفا انضربت لازم هو ياخذ نصيبه بعد هاللي ما يستحي، هذا وانا واثقه فيه،
خرجت غاضبه... لم تندم الشموس لتحريضها، ان لم يرتدع سيتمادا.. يجب ان يعرف تركي ان الجميع هنا ينكر ما يفعله وليس مؤيد له..
ام رواد بقلق/الله يستر، شهد قوومي الحقي امك لا تضرب اخوك...
وقفت شهد لتنفذ ما طلبته ام رواد..
ركضت ناحية الملحق لتسمع صفعة امها لأخيها الذي خرج غاضباً، وهو يهدد/والله لاروح لابوي وعمامي ولا عاد تشوفين وجهي ثاني مره، والله.. انا انضرب علشان بنت اخر عمري انااا..!!
وقفت غير مصدقه انه سينفذ قسمه/اخر عمرك هااه يابو 18سنه انقلع لابارك الله فالعدو..
بكت شهد/يمه ليه تضربينه ما يسوى عليه
هند باستنكار شديد/وشو اللي ما يسوى؟!.. الا يسوى ونص، حراام يمه مايجوز ماهو عيب وبس، عاد هالبنيه صغيره ماتفهم شلون تفوت اخوك؟!! يلا مصيره يرجع بعد شوي وينام
خافت شهد وهي تلحق بها للداخل...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
يجلس معهم وهو مثقل بما يفكر به، تلك لا تبرح تفكيره، اهو بسبب معرفته لقرابتها من أدهم رفيقه ام لما تقوم به من تفانيها بعملها التطوعي رغم ثرائها..!تبدو غامضه،تسائل لماذا غضبت من سؤاله عن صحتها؟!! هو لم يخطئ في حقها!!
ناداه أدهم وهو يبتسم/اللي ماخذ عقلك!
قاسي بممازحه/شكل الموضوع فيه مره
رفع وليد راسه له/خويك مايفضي من المستشفيات علشان يفكر بالحريم، الله يعيني بس
قاسي/هذا اختيارك يا وليد
وليد بابتسامه/احب الشقى وش اسوي
التفت اليه أدهم بجديه/صدق يا وليد وش بخاطرك..
تحدث وهو يتكئ على كرسيه/مره قد قلت لي ليه الناس الصح فالمكان الغلط؟!..اليوم اكتشفت ناس صح بمكان صح لكن الزمن ماهو لصالحهم او هم مايعرفون قيمة انفسهم ولا الشيء اللي يقدمونه لغيرهم،
استغرب/ومنهم اللي مايعرفون قيمة انفسهم؟!
هز كتفيه والتفت اليه مستنكرا/انا قلت هالكلام؟!
قاسي بتعجب/ايه تووك قايل
وليد بنفي قاطع/انا ماقلت هالكلام
قاسي ويعقد حاجبه/بديت تصير متناقض
ضحك أدهم ثم هدأ/مايخلي الرجال متناقض غير مره، توردك على نبع الماء وترجعك عطشان!.. لا يكون قررت تخطب
ضحك قاسي بتأييد/انشهد يا أدهم
التفت اليه أدهم بابتسامة تهكم/اي بس تناقض عن تناقض يفرق.
فهم انه يقصد طليقته/يحووول ماهو مخلي هالليله تعدي
وليد بنفاذ صبر/شباب بتطلبون العشاء والا كيف، ترى حدي ميت جوع.
،
بحثت عنها في كل المنزل ولم تجدها!
حتى غرفتها خاليه! رأت غرفة نيفادا ولكنها لم تحبذ الحديث معها الآن، يجب ان تشعر تلك الصغيره بخطأها
لمحت اميره تعود لغرفتها تريد النوم/امورتي
توقفت وهي تلتفت اليها/ها
ألشموس بتسائل/شفتي ليال؟!
اشارت للاسفل/شفتها رايحه لغرفة بابا القديمه..
خفق قلبها، فتلك الغرفه التي جمعت والدها بأمها مغلقه منذ سنوات، تركت اميره و ذهبت لتنزل...
.
قد يكون الحزن على هيئة حديث داخلي موجع لا تستطيع البوح به،
و قد يكون على هيئة فقد او فراق أحبه،
وقد يكون على هيئة مرض ينخر الجسد ويُفقدك لذّة الحياه!
وكل تلك تجتمع فيها..
تجلس في منتصف سرير والديها تضم رداء صلاة أمها و تحبس كل آلآمها بداخلها،تقيم طقوس العزاء في عزلتها و ترسم السعاده على شفتيها حينما تخرج!
ستنفجر حزنا على نفسها التي تذبل بدون سند، وكأنها تعاقب نفسها بالبقاء وحيده تصارع المرض.
وجع الوحده أرحم كثيراً من نظرات الشفقه ودموع شقيقتها التي بالتأكيد لن تحتمل فقداً آخر.
سمعت صوت طرقات الباب،لتلتف اليه وهي تمسح دموعها، وتحاول ازاحة بحة بكاءها من صوتها/من؟!
من خلف الباب/انا الشموس ي ليال افتحي
وقفت واتجهت بسرعه لدورة المياه لتغسل وجهها عدة مرات، ثم جففت نفسها و ذهبت تفتح الباب/شوشو! وش تبين هالوقت؟!
دخلت وهي تستفسر بعيون لامعه/وش تسوين هنا؟!
ليال وهي تصد و تحاول ان لا تبكي/اشتقت لأمي.. ابي انام في ريحتها.
لم تستطيع التعليق بسبب تلك الغصه التي ترتكز في حنجرتها،حاولت ان تتماسك وهي تتجه ناحية رداء أمها وتحمله بين يديها، وكأنها ما زالت بينهم، رائحتها مازالت عالقه في ردائها..سجادتها مازالت هناك في ذلك الركن البعيد و بالقرب منها حامل القرآن و هنالك مبخرتها الخشبيه ..و عطورها المفضله ،
مازالت حاضره بتفاصيلها التي تعشقها تلك الوقوره..
عاشت هادئه وماتت هادئه،نطقت بوجع/حرقة فقدها هي وابوي موسومه بقلبي، يا رب لا تنسيني حزني عليهم و..
اتجهت اليها وهي تنهرها باغلاق ثغرها/لا تكملين، عسى قلبك ينسى احزانه،فكري بنيفادا من بيربيها؟! ونايف من بينتظره وبيداريه وقت ما يقوم بالسلامه ان شاء الله، واخوانك الصغار بعد ..الشموس ترى هالبيت عايش على حسك، انتي مثلما قال ابوي؛ لولا وجودك جنبه وش كنا
لم تدقق في حديثها وهي تنسى وجودها/ابوي رباني عصيّه، و قبل لا يرحل تمنى يحطني بذمة رجال، والعصيّه ماتصلح زوجه ياليال
تصنعت الابتسامه/حاولي.. بتحبينه. وأدهم ماهو شين
التفتت اليها بيأس/الوضع صعب بالحيل وانتي عارفه سبب ارتباطي بأدهم، انا ماني للحب و لا ما طيق املاء الاوامر.. ماضمن اني بكون صالحه معه وبالاصح ماقدر اكون زوجه.
ابتسمت ليال وهي تمسح دموع اختها بطرف اناملها/بتقدرين تكونين ياختي بتقدرين، صدقيني كل شي بهالحياه له حل الا الموت
لم تفهم ما تعنيه، فقط امسكت بيد ليال فهي الاقرب والاكمل بنظرها/الشي اللي اعرفه اني ماضمن قلبي لو فقدتك بعد، قولي امين،عسى الله لا يفرقنا
ابتلعت غصتها وهي تجيبها/امين يا رب
لاحظتها تريد ان تمسك برأسها ومتردده، مازالت تشك بصداع رأسها/اسمعي انا بكرا بروح وياك نزور وسام ومنها تكشفين على اسباب صداعك هالفتره ماشوفك الا ماسكه راسك او مغمضه
حاولت تدارك الموضوع/ماقلتلك..شايفه كيف نسيت رحت اكشف على عيوني زي ما قلتي وفعلاً طلع عندي شوي ضعف نظر
استغربت/وليه ما قاسوا نظرك وعطوك نظاره او عدسات وش هالطبيب اللي رحتي له ؟!
بابتسامه/عاد مابي اي نظاره تطلعني غبيه ، طلبت تصميم محدد و عدسات علشان اكشخ بعد
ابتسمت براحه/اكشخي مثلما تبين ،الحمدلله اللي طلع بس ضعف نظر مو شي اكبر
ابتسمت بذبول/الحمدلله.يلا تقدرين تطلعين وتخليني انام
هزت رأسها/اووكي انا اصلا طالعه للمطبخ خاطري بكبتشينو اذا تبين قبل النوم؟!
هزت رأسها بالنفي/لا بنااام
،
عاد برفقة صاحبه،بعد سهره رائعه ..سيوصله للمنزل ثم يعود لمنزله..
ابتسم قاسي وهو يرى فخامة السياره/الله يالدنيا يا أدهم قبل ما كنت تحلم حتى تركب تويوتا موديل جديد وهاللحين رولز رايس
التفت اليه أدهم بابتسامه ساخره/سيارتي القديمه بالنسبه لي احسن من هذي
ضحك/يا رجاال كثر منها ذي.احمد ربك هذا انت تزوجت و تعدلت امورك الحمدلله.
هدأت ابتسامته، وحده قاسي من يعرفه جيداً ويستحيل ان يفهمه بشكل خاطئ،سيستمع الى فوضى احاديثه بلا مقاطعه/الله يشفي نايف ويقومه بالسلامه، ويشيل هالمهمه هذي عني
التفت اليه مستغرباً/يعني ناوي تنازل له عن كل شيء؟!!
أدهم بفضفضه/هو بس يقوم لهم بعافيته علشان ارتاح من هالهم، ماعمري كنت مسئول و لا عندي هذيك المرونه بالتعامل مع عالمهم وانت عارف البنات مسئوليه ، تزوجت وحده لكن الباقين ماهن بمحارم، يعني مهما كان صعبه، هذي اللي اصغرهم طلعت مدلعه و مثل طبايع اخوها، والله اقصى شيء قدرت عليه اني حرمتها من المدرسه هالسنه،كود تكبر شوي وتعقل بدون تدخلي .
هذه ما يريد الوصول اليه "اخبارها"،يبدو ان صاحبه مثقل بهمه،معه حق الفتيات بحاجه لأخ تكون له سلطه،اااه ماذا لو عرف أدهم بما تفعله نيفادا؟!!
رن هاتفه ليوقظه من افكاره، استغرب ان اخته تتصل به في هكذا وقت يعرف انها مسافره/هلا مدى...كيف حالك؟...
وكأنما غاب أسمها قليلاً وهو يحاول ان يلمح طيفها بذاكرته، ما بالها باتت صورتها ضبابيه!
اغلق الهاتف وهو غاضب،لكن لن يخبر صاحبه يعرف انه كان يريدها ذات يوم.
لاحظ سكوت قاسي فالتفت اليه/خير ان شاء الله،من متصل؟!
تصنّع الابتسامه/مدى تقول انها تبي تسولف معي قلت اتصلي بعد شوي ماني بفاضيلك
اوقف السياره امام منزله/وهذانا وصلنا عساه منزل مبارك يا قاسي، إلا متى بتعزمنا بهالمناسبه ماراح تفوتها
بابتسامه باهته/الله يبارك فيك،قرريب ان شاء الله بس نضبطه
ودعه قبل الذهاب/تمسى على خير..
ذهب عائداً الى منزله.. وكأنه يسير على الغيوم..هذه الليله جميله بحق إلتقى بأصحابه وهاهو يغمره الهدوء والسكينه شعور بالرضا فقط !!، تذكر حديث قاسي و اتصالها به، مازال اسمها يسمو بقلبه للغيوم البيضاء للأيام الخوالي،لابتسامات الطفوله واحلام المراهقه..
وصل الى المنزل دونما يشعر بمسافة الطريق..
نزل وهو يُغلق باب سيارته ويتجه الى الحديقه الخلفيه حيث باب المكتب .. لمح تلك المتعاليه تجلس بكرسيها هناك تضع ساقاً على ساق وبيدها هاتفها المحمول وامامها على الطاوله كوب، غمره فرح بانتظارها له هنا ، اتجه اليها بخطوات وهو يحاول ان يحتفظ بشخصيته امامها.
سمعت خطواته لترفع ناظريها اليه..
اكرهه حينما يداهمني وانا افكر بالابتعاد عنه، و حينما يجتاحني بحضوره ،بل ما يغضبني ان اول شيء افكر فيه حين أراه هو تقبيله!!
وقف أمامها مباشره بشبح ابتسامه وتتضح غمازته/يسعد مساك
ارتشفت من كوبها ببرود ثم اجابته/هلا، اجلس وش مخليك واقف
اقترب منها حتى توترت،ثم اخذ كوبها من يدها ثم جلس بالمقابل لها وهو يرتشف منه بتلذذ/اول مره اذوق الكبتشينو بهاللذه، وش السر.
ردت بتهكم من طريقته بالتقرب منها/ريقي عسل..
عاد ليرفع ناظريه وهو يغزوها بعينيه/ادري ما يحتاج تعلميني!
تباً له فردوده بمستواها دائماً لم يسقط ابداً أمامها، قررت ان لا تتحدث معه فيسحقها بحديثه ويُخرجها عن طورها..
سكوتها يثيره ويشعل غيرته،يجب ان تهتم لأمره،و ان يكون هو اهم من تعرفهم،يجب ان يخفق قلبها له فقط/تنازلتي وانتظرتيني الليله!!
بابتسامه جانبيه/هه انا انتظر؟!! كل الحكايه جاء ببالي كوب كابتشينو بهالجو اللطيف لا اكثر.
تركز في هاتفها وتتجاهله،نظر الى يدها الأخرى التي تداعب خصلات شعرها التي يحركها الهواء و تبعدها عن وجهها وعينيها التي لا تهتم بالنظر اليه، وقف وهو ينوي الدخول/تاخرنا بالنوم.
بدون اهتمام/روح نام، انا حابه اسهر لحالي شوي.
اتجه اليها وهو يمسك بيدها بنعومه ويُوقفها/مابي سهر بعد هالوقت،تعبت يلا مشينا
همست له بصوت منخفض فهو يكاد يلتصق بها/ممكن تبطل تعاملني مثل شي تابع لك؟
رد بنفس همسها مبتسماً/انتي مو بس تابعه لي، انتي روحي في جسد ثاني
ردت بنفس ابتسامته المستفزه/تعجبني وانت تكذب بمشاعرك بشكل صادق!
شدد على قبضة يدها و اخذها معه للداخل...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
خرجت من غرفتها تبحث عنه، قد تأخر كثيراً في العوده، لم تظن انه سيبر بقسمه ويتركها، اتجهت للباب وهي تطل برأسها لم تشاهد سيارته (معقوله يا تركي تسويها وتترك أمك؟! من قسّاك علي)لمحت سيارة أدهم ،تنهدت وهي متردده هل تتصل به أم تنتظر لعله سيعود متأخراً..!
ظل مستلقياً في مكانه ينتظرها بعدما وضع المنبه على صلاة الفجر..تنهد وهو ينظر لسقف الغرفه المزين برسومات سماويه وغيوم بيضاء ، الإضاءه الليليه عندها ساحره وكل شيء يبدو جميل تحت الأضواء الخافته..
سمع صوت باب دورة المياه ليغلق عينيه يمثّل النوم..
خرجت ببيحامتها الحريريه السوداء..لمحته يبدو نائماً نزعت الروب ليتضح ذراعيها العاريتين ونحرها .. رشت من قليلاً من عطرها ثم اخذت مرطباً ليديها وهي تفكر كيف تستعيد خاتمها الثمين منه..
اتجهت الى سريرها لترفع اللحاف قليلاً ثم تندس تحته و لتنام وهي تدير ظهرها، فكرت بأنه نائم لا مانع ان ادارت نفسها لجهته لم تكن خائفه، باتت تشعر بسكينه و راحه اكثر من السابق، هو لا يقترب حتى الآن، وان كان ذلك الشيء يغضبها كمبدأ إلا انها مرتاحه..
كتفيه وصدره العاريين امامها، ورائحته المميزه، لم تتخيل يوماً ان يشاركها سريرها هذا رجل،كان ابعد من المحال بل المحال بعينه، والآن هاهو اقتحمه رجل ولم يشاركها فقط..
تفاجأت به يلتف اليها لتصبح عينيه التي تزداد نعاستها الآن ،خجلت وهم يراها تراقبه،همست وكأنها تبرر/للحين مانمت؟!
ابتسم وهو يرى يدها ترتاح امامها بشكل عفوي،امسك بأناملها ليجدها متجمده وهو يهمس/لا
عادت لتصمت..وهو يغرق في عينيها، كم تستفزه تحرّكاتها و صمتها، فهي لا تشاركه نفسها ، متكتمه و تبدو دائماً مكتفيه وكأنها لا تريد الحب!!..
تعرف ما يدور برأسه الآن وهو يمسك بيدها، تركت يدها تعانق دفء يده لا تريد ان تجلب اي خلاف للسرير، كل شيء يجب ان يكون بعيداً عن هذه المنطقه المحرّمه، هذا اقصى ما ستفعله له من ناحيتها كزوجه...!
فهي لا تحبذ النزول لرجل، تعلّمت الترفع عن ذلك ما جعل منها انثى جموح لا تأبه بأحد و لا تستجيب لنداء اي رجل وان كان داخلها يستجيب!!
تأمل عينيها طويلاً عدساتها كبيره و سوداء بشكل ملفت ، دفعه فضوله للسؤال/عيونك اسود من ليل اخر الشهر، غريبه؟!
استغربت سؤاله/يعني ماعمرك شفت عدسات سودا؟!!!
ابتسم من ردها المتهكم/شفت واجد بس تكون سوداء هجين يعني داخلها بني وعسلي، ماهي بهالنقاوه والصفاء اللي بعيونك
رفعت حاجبها مبتسمه واجابته بغرور/قصدك ان عيوني حلوه، صح؟!
اقترب منها وهو يزرع قبلاته على اناملها التي بكفه ثم ذراعها حتى كاد يلتصق/إلا اجمل عيون شفتها بحياتي.
كاذب محترف، كتمت ما بداخلها من غضب وهو يقترب من ثغرها بثماله وجملته يتردد صداها في أذنها "منتي حلمي ولا رغبتي"
حاولت تجاهل ذلك الصوت ولكنها لم تستطيع لتبتعد وتجلس وهي تحاول ان لا تبكي أمام..
غضب مما فعلته ليجلس وهو يلهث/وش فيه؟!
تحدثت وهي تبتعد معتذره/ابي اروح لدورة المياه شوي عن اذنك..
راقبها تذهب ليعود يستلقي مكانه محبطا ..كانت كنسمه عليله الليله ولكن شيء ما نزع كل ما حدث
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
يوم آخر..دخل المنزل بصحبتها وهو يحمل أدهم الصغير، مازال يلتزم صمته منذ اصطحبها من المطار..
وقفت ام قاسي مستغربه وهي ترى كومة الحقائب وليس معها سوى أدهم الصغير لم يتعدى العامين سلمت عليها وهي تشك/بسم الله وين باقي عيالك يا بنت؟! انتي مو تقولين مسافره تمشين؟!
تحدثت ببرود/انا ومنيف انفصلنا.
غضبت لتمد يدها بصفعه ولكن منعها قاسي بحزم/يمه، اظن ماله داعي تضربينها لهالسبب
ام قاسي بغضب جارف/يا فضيحتي ويا فضيحتها، وشو له يطلقها هااه؟! وش اقول للناس اذا سألوني
قاسي بهدوء غاضب/منتي مجبوره تقدمين تقارير للناس تبررين فيها شي خاص ..الطلاق وتم خلاص، اختي ببيتي معززه مكرمه، ماراح ينقص الطلاق من قدرها ولا قيمتها،
التفت الى مدى وهو يرفع حاجبه الايسر/اختاري الغرفه اللي تعجبك بتكون لك، لا يضيق لك صدر وانا اخوك
ابتسمت بإمتنان ودمعتها تعبر خدها لتأخذ احدى حقائبها وتذهب..
تركتهم غاضبه واتجهت للمطبخ..
جلس باسترخا بعد غضبه وهو يضع أدهم على فخذه وهو يراه يبتسم له ببراءه ويأخذ نظارته من جيبه العلوي ويحاول لبسها، تذكر طفله وهو يداعبه ويأخذ نظارته،لمعت دمعات الوجد وهو يعانق أدهم كعناقه لخالد، بات قلبه كورقه خريف لا شجرة تحملها ولا ريح تدعها تستقر على ارض..!
وضع أدهم على الارض وامر الخادمه التي قدمت لأخذ الحقائب بأن تأخذه لأمه بالداخل وخرج هو مسرع..
،
.
فعلت ماتريده عزمت على الذهاب اليوم وليحترق الجميع ..بالأصل لن يعرف احد بخروجها ..
انتهت من لبسها ستكون انيقه اليوم، ستظر بشكل غير المعتاد، حاولت ان تطبق ما تعلمته من اليوتيوب ولكن ذلك صعب جداً كل ما فعلته هو ماسكار ورسمه كحل خفيفه تضعها لأول مره و احمر شفاه بلون التوت .. وقفت أمام المرآه وهي تلبس فستانها القصير ناعم من الاعلى بدون اكمام وتبدأ قصته وكسرات تجعله منفوشاً قليلاً تبدو كبطلة قصص الاطفال بهذا الفستان الزهري الباهت وصندلها الأبيض ذو الخيوط الرفيعه الملتفه حول ساقها بشكل انيق جداً ..وصلتها رساله من رهف تطلب منها ان تأتي لمنزلها وتأخذها..لذلك ستخرج باكراً فمنزلهم بعيد عن هذا الحي..
اتصلت بالخادمه وتأكدت من خلو الطريق أمامها الجميع في الحديقه الخلفيه للقصر ..
اخذت عبائتها وخرجت مسرعه...!!
عاد من الغرفه التجاريه بعد نقاش حاد حول ترشيح رئيس جديد لها.. تلقى الكثير من الاتصالات الكثير يريد دعمه للترشيح، تباً مالذي أقحمه في ذلك لولا عمه..
اخذ بعاتقه انه لن يكون سهلاً بين كبار التجار،سيكون كما كان عمه قوياً و ذا نفوذ..ليحافظ على ماتركه للورثه..
ابتسم وهو يرى اتصالاً من ابن خاله/اررحب يالامير.. حياااك الله انا توووني واصل البيت اقلط
اغلق الهاتف وهو يرى قاسي يقف بسيارته امامه، نزلا يتحدثان وهما يدخلان..
فرح قاسي برؤيته يبدو اكثر راحه من الايام الماضيه/لوني دااري ان وجهك بيزين بعد الزواج كان غصبتك تزوج من زمان، لكن ماعرف لك الا عمك
ضحك وهو يسأله/عقبالك
رفع يده باعتراض/اعوذ بالله من الحريم و طاريهم.
بابتسامه/ماشفت وليد، ياخي احس عمله ظلم
قاسي/خلها على ربك، وليد منضغط بالعمل بمستشفاه وبمستشفى ثاني كمتعاون، ولكن بدون زيادة مرتب...!
تغير مزاجه/ياخي قسم بالله غبنه، ليه ما قالي
قاسي/الرجال مايبي اي شيء يأثر على سير معاملة الجنسيه لكن مواذي خلق الله تستغل كل شيء، مديره مهدده بالترحيل او رفع شكوى ضده وانت عارف هالشيء ممكن يضره لو صار..هذا غير ابتكاره والعثرات اللي قدامه،يقول تركت التفكير بالتقدم ببحوثي ابي اخلص شغل وبس
تنهد بضيق، ما سمعه جعله يعود للماضي/اخوه علي وش صار عليه واخواته اذكر عنده ثنتين
ابتسم بسخريه/علي توظف بشركه اهليه، اما خواته تزوجوا عيال خالاتهم واخذوا الجنسيه من زمان.
التفت اليه مستغرب/هاللحين الزوج يعطي زوجته الجنسيه والأم ماتقدر تعطي عيالها جنسيتها؟!! وش هالظلم؟!
طيب افرض انه طلقها بعد فتره؟! ..
حرك كتفيه بعدم معرفه/هذا اللي صاير
صمت أدهم وهو حزين لوضع وليد، ثم رن هاتفه الذي يضعه امامه على الطاوله، ليرفع ويرد/الوه..
على الطرف الآخر صوت انثوي/أدهم؟
استغرب النبره الجاده من فتاه/نعم!
.../حامد ولد القهوجي اللي بالشركه عندكم مستفرد ببنت عمك في استراحتكم، اتمنى تلحق عليه قبل ينشر غسيلكم، هو ناويها من زمان.. وهاللحين هي بين يديه!
وقف على اعصابه و حرائق الغضب والغيره توقد جحيمها في صدره/انتي وش تقولين يا بنت؟!
..../لا تقعد تتكلم روح وانتقم من اللي يبي يلعب بعرضك، انا حذرتك حــامد معه نيفاادا بالاستراحه لحالهم
اغلقت الهاتف بوجهه..وهو يخرج غاضباً/والله لاذبحها قسم بالله ما اخليها بس تجي بين يدي
استغرب قاسي ما يسمعه ويراه حاول إيقافه ولكن لم يستطيع،.. ليركب سيارته ويلحق به..مسرعاً.. لا يعلم ولكنه يشك ان الأمر يتعلق بنيفادا..
.
استغربت تصرفات رهف التي تبدو متحشمه اكثر من اللازم،وصامته/قلتي انك مزكمه بس عاد تكلمي شفيك ساكته ومنكمشه كذا كنك خبله هههه
لمح الطريق يبتعد عن الزحمه ويتجه في طريق فرعي متجه للاستراحه وهنا لا احد يمر الا نادراً..رفع يده بالحقيبه ليضرب رأس السائق ثم امره بالتوقف وسط صراخ نيفادا/حراااامي
توقف السائق الذي بدأ يدوخ نزل حامد وهو يأخذ هاتف سنجاي ويضربه ويسقطه ارضاً ثم عاد للسياره وانطلق للاستراحه وهو يرسل رساله لرفيقه بأنه ذاهب للاستراحه وعليه ان يأتي..
صرخت مصدومه لم تستوعب بعد قدميها لا تكاد تتحرك/يالحيوااان من انت؟!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
تباطئت عودت والدها، ضلت باكيه وهي تدعو الله ان تنجو رفيقتها وان ينتقم لها أدهم من اخيها، ذلك سيشفي غليلها، ليعرف فقط كيف للصديقه ان تضحي،تعرف انه ان عاد سيقتلها ولكنها لن تبالي به بعد الآن، وان قتله أدهم فليس مأسوف عليه بل لربما يبتسم ابيها الذي لا يحترمه ولده ولا يقيم له براً..رن جرس باب المنزل استغربت لعلوالدها نسي المفتاح في غرفته، اتجهت الى الباب، من سيأتيها سوى والدها/لحظه جييت..
فتحت الباب وهي خلفه/شكلك نسيت المفتاح يا يبه؟!
دخل وهو يمسك يدها ويغلق الباب/هلا والله
صرخت مرعوبه،هذا عادل رفيق اخيها/حامد ماهو موجود اطلع برا
ابتسم بخبث وهو يحاول جذبها وإلصاقها به/انا مادخلت عليك الا اني عارف انه ماهو هنا
حاولت التملص من يديه وهي غارقه بدموعها تبكي، لطالما أنها كانت تخاف ان تصيبها دعوة فتاه دنس طرفها أخيها اللعين، ولكن ليس من صديقه المقرّب بئس الصداقه التي يعرفانها وتباً للخيانه ولكل خائن،
لطالما إتهمها أخيها بالخيانه ظلماً وهاهو يتلقى طعنة الغدر من رفيقه!
في المستشفى..،
تقف بصحبة أختها في زياره لأخيها..فرحت بأن سمح لها ان تخرج لزيارته،ابتسمت بعد الذي سمعته من الدكتور/ليال سمعتي وش قال الدكتور..في نشاط طفيف بالدماغ هذا يعني الامل برجوع الغالي بيتحقق ان شاء الله
لم تستطيع ان تقف اكثر من هكذا،قد نسيت ان تأخذ اقراصها التي تخفف الأعراض/الشموس اتصلي بسنجاي وينه الله ياخذه ليه ما جااء للحين
استغربت توترها المفاجئ/اتصلت فيه وخارج التغطيه الظاهر مخلص شحن البطاريه
شعرت بدوارها يزداد وبدأت تفقد تركيزها فسقطت!!
حاول التقرب منها بعدما أدخلها بالداخل..الاستراحه خاليه تماماً من اي مخلوق، ليبتسم وهو ينزع عبائتها و يقف منبهراً، بابتسامات ونظرات مقززه/يا ويلهم من الله اللي ظلموك وقالوا بويه!!..يالـ... شكلي بغير خططي بعدما شفتك وتمقلتك
شعرت بالغثيان وهي تسمع كلماته الوقحه ونبرته المقززه، اقترب منها لتلتفط طفاية السجائر الفضيه الفخمه لترسله على رأسه بسرعة البرق، هي تعرف تدافع عن نفسها لن تكون لقمه سائغه/انت هيييي لا تناظرني كذا..تكلم وش تبي مني؟!
استغرب/ماعرفتيني؟!
كانت تتراجع لتلتقط شيئاً تريده فقط ولكنها وقعت لينقض عليها، بلمساته الوقحه ومحاولاته لتقبيلها ولكنه لا يعرف انها لا تستسلم وترى كل شيء تحدي، بصقت في وجهه وهي تأخذ قلمه وتغرسه في كتفه ليصرخ متألماً..
حاولت تستغل ضعفه للهرب ولكنه امسك بطرف قدمها وهو يسحبها قبل ان تذهب.....
،
وصلا للاستراحه.. وهما يحاولان ان يقتحمانها ولكن دون جدوى..
صرخ أدهم وهو يناديها ويضرب الباب الداخلي/نيفااداا انا ذاابحك اليوم..صدقيني ذاابحك
صُدم قاسي بعد سماع إسمها..شاهد حامد يهرب من الجانب الآخر ويتجه لسيارته/أدهم شكله هذاك هو ..
قذف شماغه وهو يلحق به بعدما عرفه..
دخل قاسي يبحث عنها/نيفادا؟!!
لا يوجد رد..
وقف قليلاً بعدما تقدم ليراها شبه جالسه في بركة دماءها اسفل السلم، هذا ليس نزيفاً عادياً /بنت انتي بخير؟!
اقترب منها مرعوباً وهو ينزع شماغه ويغطي ماتكشف منها/وش سويتي الله ياخذ عدوك
امسكت بشماغه وهي تلفها حولها مرعوبه من وعيد أدهم، وتكاد تتجمد فهي تنزف، تعرف ان هذا صديقه المقرب جدا /بمووت يا قاسي بمووت
ذبلت بعدما قالته و خارت قواها..
بات في ورطه حقيقيه، عقله وقلبه و ابن عمته والعادات والتقاليد، وهذه التي باعت نفسها!!
كيف سيتصرف..فقد أقسم أدهم انه سيقتلها!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني عشر من رواية ما وراء الغيوم
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني عشر من رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا