تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
فلم تشرق الشمس بعد حتى تغيب!!
مالذي يقرأه في هذه الصحيفه؟!!
الشكوك حول من سيتولى الشموس القابضه بعد مرض 'المناع' الأب و مصير الابن، تثير القلق بين العملاء و تجعل اسهمها تتذبذب!!
قرأ الأسم مجدداً أيعقل ان يكون له علاقه بهذا الرجل؟!.لم يصدق ما يحدث .. هذا الوجه سبق وان أقله في سيارته هو يذكر اسم تلك الشركه ومن لا يعرفها في هذا البلد!!
اغلق الصحيفه وهو يحاول تجاهل ما قرأه وما سمعه من المحامي.. قرر الخروج ،، يبدو انه يعاني من صداع من كثرة التفكير بلا فائده.. مايعرفه انه يتيم لا يعرف اعمام له، فماذا يريدون هؤلاء الدين ظهروا فجأه ؟!
،
لم تنم ليلتها هادئه..بكت بحرقه، وهي تجلس في غرفة اخيها بعد صلاة الفجر.. وتنظر لصوره و ترئ اشيائه،
هنالك صوره كبيره له مع الكابتن سامي الجابر يضعها فوق سريره، كم يعشقه و يعشق نادي الهلال ولكن شغفه الذي قضى عليه هو سيارات السرعه..
يضج صدرها ألماً وهي تشعر بالذنب فهي من توسطت له عند والدها ليشتري له تلك السياره اللعينه التي حدث بها الحادث.. كل وساوسها تشير اليها بأصابع الاتهام.. هي التي تسببت عليه هي..
شعرت بحرقه في عينيها.. استنزفت دموعها بكت كثيراً.. و كأن كل الاوجاع تتزاحم لتقتص منها..!!
دخلت نيفادا باكيه وهي تراها تقف هنالك تتأمل صورته، اتجهت اليها وهي تقف خلفها/كان مواعدني ياخذني مشوار على السياره الجديده.. ولكن السياره غدرت به..ابعدته عني وانا ابيه
ألتفتت اليها الشموس وهي تراها ذابله فاحتضنتها وبكت بصوت مسموع..
.
جلست لولوه بخوف ينتابها من فقدان شقيقها الذي يصغرها سناً و لكن يبدو اكبر منها/راكان يالغالي وش بلاك.. ليه عودك انكسر وعيونك ذابله.. رد علي يا خوي
تنهد وهو يحاول جاهداً التماسك، ابتسم لها بذبول/انكسر ظهري يا خوك.. سندي راح يا لولوه
مسحت دموعها الغزيره/باذن الله يقوم نايف بالسلامه ويصحى من غيبوبته، انت بس شد حيلك واوقف لنا على رجليك مره ثانيه،لا تعور قلوب بناتك
لا يجعله واهناً اكثر الا ان بناته اصبحن بلا أخ وسند..نايف جزم الاطباء بفقدانه و رواد مازال طفلاً/وبناتي وش بيسوون بدون رجال يحميهم..هذا اللي ذابحني كنت ابي أدهم لشموس.. لازم يرتبط بهالبيت يا لولوه
لولوه بحزن/كلامك في متمه لكن لا تخاف البنات لهن الله.. هو يعتني فيهم انت لا تشيل هم وانتبه لصحتك انت ذخرهم يا راكان بتزوجهم كلهم بحياتك و بتطمن ان كل وحده ببيت زوجها
سمعت حديث ابيها وعمتها وهي قادمه فتوقفت وهي تشعر بنيران تصلاها.. لابد وان تثبت لأبيها انها لا تحتاج سواه يجب ان يفهم الجميع انها ليست مكسورة جناح بدون رجل، وانه كما كان يرفض ابيها زواجها سابقاً لان الرجال لم يناسبوها.. فهي سترفضه الآن بما انه اصبح بداعي الشفقه و الخوف عليها.. فبقدر ما كانت تحلم به "اشمئزت".. وبقدر ماتمنته "كرهت"..!
تركت لهما الغرفه ورحلت..
،
تنهد وهو يحاول ان يستجمع ما في قلبه ليحكيه لأخته، هو اعلم بحالته الصحيه وبجسده الواهن/لولوه تذكرين ابوي يوم تزوج على امي بالسر؟
استضاقت من هذه الذكرى التي كادت تهدم عائلتهم/اذكر.. واذكر لمن انكشف ابوي يومها طلق زوجته علشان امي ترجع للبيت وترجع له.. وش طراه عليك هاللحين؟
تحدث بضيق، فهذا الحديث يعز عليه/بحثت و عرفت ان زوجة ابوي كانت حامل وجابت ولد اسمه عبدالله.. كبر الولد وتزوج وتوفي الله يرحمه حتى يمكن ما شاف ولده…
دهشت مما سمعته/انت شكلك بديت تهلوس من المرض،
هز رأسه بالنفي وهو يكمل/انا شفت هالولد صدفه يا لولوه، وكأني اشوف نسخه لشكل ابوي الله يرحمه.. ماعمري شفت مثل رجولته في هالجيل.. ارسلت المحامي صالح وخليته ينشد وراه وعرف لي عنه كل شي.. هاللحين هو دكتور في القانون مستقر بالرياض ومعتمد على نفسه وعمره حوالي35لا تزوج ولاهم يحزنون عاش طول عمره يتيم ام واب..!
صمتت وهي تتذكر الماضي البعيد.. كانت اكبر الابناء، تتذكر ذلك اليوم الذي حلف والدها لوالدتها بأنه طلق "زوجته" وبأنها ذهبت لمدينة الخرج مع اخيها ولن يعيدها مره اخرى!!
اضطر لطلاق زوجته الثانيه لأن معظم الثروه لابنة عمه وزوجته ام راكان وهو شريك معها فهما ابناء عمومه.. تنهدت بلهفه/شفته بعينك يا راكان؟ كبر اخوي وصار رجال وتزوج ومات وكل هذا مانعرفه!! وش هالدنيا الرخيصه ذي اللي تخلي الابو يتخلى عن ولده!!
رد ابو نايف بضيق/ماتدرين يمكن ابوي مايدري بولده ..يمكن زوجته ماعلمته بحملها
لولوه بواقعيه/يا راكان مافيه حرمه تحب تولد وماحد يدري من وين جابت الولد.. بالعقل يا راكان..اجل كيف الولد حمل اسمنا كل هالسنين؟ لا تنسى ان تسجيل الطفل واصدار ميلاده و جنسيته من الأب؟! … اذا كان اللي ببالي صحيح فابوك ما انصف اخوك عبدالله ابد.
مسح جبينه بألم.. وسرح في الفراغ.. ما يعرفه عن أدهم يدل انه حصل على تربيه صالحه.. آه كيف لم يدخله في هذه العائله منذ عرفه؟!..مثل أدهم يجب ان يُفخر به.
.
.
دخلت على ليال في غرفتها لتراها تقف امام تسريحتها و يتضح انها تستعد للخروج/وانتي بعد وين رايحه هالوقت!!
ردت بدون ان تلتفت اليها/من كم يوم روابي ولدت بروح ازورها و اخذ لها هديه.. رايحه للسوق
استغربت/بتروحين و هذي ظروفنا؟يالباارده
ألتفتت اليها وهي تحمل حقيبتها/شتبيني اسوي يعني؟
زمت شفتيها بغضب وهي تنفجر لاول مره/حسسي فينا شوي ابوك مريض مايقدر يتحرك.. اخوك الله اعلم بحالته انا تعباانه واحس بيدي مربطه ماقدر اروح للعمل ومالي نفس وانا اشوف ابوي يائس من كل شي وكأنه يحتضر
لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها،ولكنها شعرت بالذنب لتتجه لأختها لتربت على كتفها وتجلّسها، لطالما كانت الشموس قويه وصعبة/شموس تكفين لا تصيحين ماتعودت اشوفك ضعيفه، ان شاء الله ابوي واخوي يطيبون ونرجع مثل قبل
هزت رأسها بوجع وبصوت تضعفه غصة البكاء/ماظنتي يا ليال.. انتي ماسمعتي ابوي وشفتي دموعه، ماشفتي نظرته المكسوره وهو يفكر فينا ويفضفض لعمتي بحمله الثقيل.. تمنيت لحظتها اني ولد اشيل ثقل همه.. اه يالاماني المستحيله
ليال بواقعيه/لا تفكرين بهالشكل استغفر الله.. هذا ربي عطى ابوي ولد وشوفي شصار له، هذي حكمته.. يعني بتردين حكم ربي؟!..انتي بنت و الكل يشيد بذكاءك و انجازك ،ابوي داايم يقول لولا الله ثم الشموس كان صارت علوم.. هذا بحد ذاته يخليك تفتخرين بنفسك.. واتركي عنك وساوس الشيطان وسالفة ليتني ولد.
التفتت الى ليال وهي تستغرب حديثها، ولكنها ابتسمت فرحاً بدموع الوجع/صادقه انا موجوده وابوي معي ماني مخليته يحتاج احد.. من بكره برجع اداوم فالمجموعه.. ماني مخليته يحس بالنقص، وبيتعافى اخوي ان شاء الله..
ابتسمت لها ليال وهي تمسح دموعها/الله لا يحرمنا منك يا شمسنا، يلا لعاد تبكين..
عادت لتحاول تبتسم/ماقلتي وش جابت روابي؟
ضحكت وهي تخبرها لتزيح عنها همها..
.
مازال يدقق بنظارته/لاحول ولا قوه الا بالله!!!
خاف من عبوس زميله/شفييك يا حمزه؟
رفع رأسه بضيق/وصلتني حاله مادري وين كانت عن المستشفيات طول الوقت..حالة المريض راكان المناع جداً صارت صعبه.. ومراحل متقدمه من المرض..
انتبه للأسم/هو رجل الاعمال ماغيره و الا واحد ثاني؟
الدكتور حمزه/ايوه صاحب شركة الشمووس.. انا مادري شلون ظل عايش،بهالرئتين!.. قضى التدخين عليه.
تذكر وليد ما عرفه من أدهم.. هذا الرجل هو عمه.. سأله بلهفه/يعني كيف صحته هاللحين
وقف وهو ينوي الخروج/انا رايح له.تعال معي
وقف ليذهب معه/مشينا..
وصل الغرفه المنشوده ليرى كل من يجلس نساء.. أليس هنالك رجل واحد يقف معهم؟!!
تفاجأ وهو يرى ذلك الرجل الهزيل المُلقى على سرير المرض..
لم يظن ان حالته سيئه لهذا الحد!!
،
خرجت صباحاً واتجهت لمقر الشركه.. بعدما زارت أخيها ووجدت انه كما كان بالأمس.. استغرب الجميع حضورها بعد هذا الغياب..
يجب ان تكون عند حسن ظن والدها وان لا تجعله يتحسر على ما اصاب اخيها الوحيد، ستكون الرجل كما عاملها والدها دائماً وستقمع الانثى بداخلها كما اعتادت..
شاهدت سكرتيرتها فنادتها لتدخل غرفة مكتبها وقبل ان تنزع عبائتها/اسمعي ..سوي لي اجتماع بمدراء الاقسام حالاً راح يكون فيه اجتماع
تسائلت السكرتيره بفضول/هنا او بمكتب الوالد
نظرت اليها بحده/طبعاً هنا و بالدائره التلفزيونيه المغلقه.. خليهم يجتمعون بغرفة الاجتماعات وضبطي لي الشبكه زي العاده، مفهوم
هزت رأسه بالموافقه/مفهوم..
تركت السكرتيره تخرج لتجلس على مكتبها وهي تنزع نقابها وتزيح شيلتها لتستقر على كتفيها، تنهدت بضيق، وهي تتمتم بداخلها رباه ساعدني، لأتجاوز هذه المرحله.. لا اريد سوا ان يمر هذا الوقت بحلوه ومره لأنسى كل ماحدث..
.
،
يقف عند المدير المالي وهو يسلّمه اوراقاً/تفضل استاذ احمد
التفت اليه بابتسامه وهو يتحدث بالهاتف و يشير له/خل الاوراق هنا يا حامد هاللحين عندي اجتماع مع الشموس
استغرب حامد من نبرته الواثقه وخرج.. و هو يسمع ما يقوله بالهاتف..
احمد بالهاتف/ايه مستدعيتنا عقب هالغيبه يمكن الحظ يبتسم لنا وتلتفت للرجال بعد ابوها واخوها.... دعواتك هههه
اغلق احمد هاتفه وهو يتجه لغرفة الاجتماعات.. ليدخلها ويجلس ينتظر علئ نار كما هم الاخرين.. لعلها ستحضر !!.
رأى رفيقه حسام يجلس ويتصفح اوراقاً بحوزته تبدو اوراق بيانات،همس له/شكلك مذاكر زين
ابتسم له/افا عليك يا احمد.. اعجبك
ضحك وهو يتكئ/المهم تعجب المعزبه
وضع حسام يده علئ موضع قلبه، وبلهجته القصيميه البحته/اولاه عليها يا احمد اولاه
دخل المحامي الخاص بالشركه ذو الهيبه والوسامه الباديه على ملامحه رغم انه في نهاية الاربعينات، ليضبط الجلسه، ولتهدأ الاصوات.. متلهفه لرؤية تلك المنتظره…
بعد دقيقه لبس نظارته الكبيره وهو ينظر اليهم/يا جماعه انتم عارفين الظروف اللي مر فيها رئيس الشركه، صحيح اني حاولت اغطي الفراغ الاداري.. لكن انا ماني صالح لهالمهمه.. لذلك بتكون الاداره حالياً بيد الشموس ابنة صاحب المجموعه و نائبته.. هي الاجدر والاعرف بهالعمل حالياً..فالحقيقه هي حبت تجمعكم لمناقشة ماتم الاسبوعين الماضيين والجاي من مستقبل الشركه..
الجميع مر بمرحلة احباط فهي لن تحضر..
ألتفت المحامي صالح لمساعده /يا ابني يا مهند شغل الشبكه و خفض الاضاءه.
مهند/ابشر طال عمرك
الجميع ركز على من ستظهر بالشاشه امامهم..
لتظهر فقط يديها ذات الخاتم الناعم ممسكه بقلم . و تبدو واضحه اكمام عبائتها السوداء/السلام عليكم..
الجميع رد السلام باصوات متفاوته وهم يركزون على مايظهر منها. كم هم حمقى.. وان بلغوا من العلم مابلغوا !!
كانت تتحدث وهي تحرك يديها وتشير لشاشه بالقرب منها.. لا تخفاها بعض الاصوات الهامسه.. لتلتفت لمسؤلة الشبكه وتشير لأذنها بأنها تسمع همس بعض الموظفين وتراهم امامها في الشاشه وتعرفهم..لتضطر بعدها ان تعلن استيائها/لو سمحتوا يا خوان اللي علئ الطرف الايسر الاخ احمد والاخ حسام.. انا جالسه اسمع وش تقولون ممكن تعطون الاجتماع اهميته او الاداره في غنى عنكم.. !
ألتزما الصمت وكل منهما خائف ويتسائل ماذا سمعته بالضبط..!!
.
ضل حامد واقفاً في الخارج و يتضح عليه الغضب/يا غبيه تصرفي هذا وقتها.. مافي حسيب ولا رقيب استغلي حزنها وضيقتها وعطيها اللي قلتلك عليه.... رهف يا وويلك ان ماسويتي اللي قلتلك انتي عارفه عقابي.
اغلق هاتفه وهو يزفر الغضب، لن يتركها حتى يجعلها تتمنى ان يتزوجها، وبات ذلك قريباً جداً لا رجل ولا احد حولها… ابتسم بخبث ودخل الى عمله..
،
حضرت السكرتيره/نعم استاذه
بيد تحرك بها قلمها بتوتر/اسمعيني يا غاده… جهزي قرار بالتحقيق مع احمد مالك وحسام سالم والتدقيق بكل اعمالهم.. وجمدوا اعمالهم مؤقتاً
دخلت نوره وهي احد موظفاتها المقربات منها لتستغرب ماسمعته/خير وش مسوين يا شموس
بتأكيد/يلا يا غاده نفذي اللي قلته و جهزي ورقة القرار وجيبيها لي اوقعها.
خرجت السكرتيره لتجلس نوره مستغربه/خير يا بنت وش صاير
تحدثت بهدوء مصطنع/إجراءات لزوم انضباط الشغل.. المهم وش صار بغيابي.. ابي كل شي يكون على مكتبي حالاً.
لاحظتها متوتره وتتحدث بغضب/الشموس روقي.. ندري انك صرتي المسؤله الوحيده هنا بس خليك اكثر هدوء وكوني انتي لا تخلين الضغوط تغيرك يا بنت
مازال حديث "الرجلين" وهمساتهم عنها يتردد صداها في أذنها/تتحملين احد يتكلم عنك وكأنك صيده سهله و ماتتضايقين؟! علميني تتحملين تسمعين احد يستضعفك ويستهون بك وتسكتين؟!
عقدت حاجبها وفهمت ما يضايقها/ماعليك منهم.. ولا كأنك سمعتي لهم
ابتسمت بخبث/المشكله انهم بيفسرون صمتي ضعف! لا يا نوره.. كل فعل له ردة فعل..انا مابي ناس من هالنوعيه، طالبين العمل كثار و احسن منهم بعد.
.
وقف و ابتسامته تتسع/انت يا سلطان قدمت لي خدمة العمر وماراح انساك.. لكن لين هنا وبس لازم تاخذ حقك وتنساني نهااائي، مفهووم؟
ابتسم الآخر بخبث/مفهووم يا فياض.. انت كريم وانا استااهل
اتجه اليه بتأكيد وهو يحرر له شيكاً/ابيك تنقلع من الرياض بكبرها.. لا احد يشوفك و حط هالمعلومه براسك انت لا تعرفني ولا اعرفك
اخذ الشيك وهو يقف/عُلم يا فياض باشا
دخل في هذه الاثناء ابو فياض وهو يرى وجه سلطان وهو خارج.. لم يرتاح له ابداً..
ابتسم فياض لابيه/هلا بالمعزب العووود
نظر اليه بغضب/انت ماتعلمني من وين تعرف هالاشكال، انا هالادمي مارتحت له.
فياض بابتسامه جانبيه/ماعلينا منه راح في حال سبيله.. خير يبه وش عندك جاي مكتبي؟!
ابو فياض وهو يتذكر ماقدم لأجله/انا ناوي اروح ازور راكان المناع.. تجي معي والا لا
تذكر ذلك الماضي والشموس فغضب/لا مابي لبيتهم شوفه
تركه وهو يمشي/انا قلتلك تبي اجر ..لكن منت كفو
غضب من ابيه ولكن لم يرد، لازال يتذكر رؤيته لتلك الفاتنه في حفلة ملكة اخته،صادف انها كانت رفيقتها..لن ينسى تلك الرقيقه.. التي لم تنسيه إياها زوجتيه التي طلق احداهما.. مازال يقارن بينها وبين بنات جنسها ..الامر الوحيد الذي يجعله سعيداً الان هو حرق دمها بأخيها ومرض والدها هكذا ينتقم منها لتضل بلا ظهر وسند.. سيرى كيف تتقاذفها امواج الدنيا لوحدها.. سيتشفى بها..
.
،
جلست رهف بحيرتها وهي تفكر بحديث اخيها..
اليوم لم تحضر نيفادا للمدرسه.. تبدو واحده اخرى غير نيفادا التي تعرفها، لم تراها حزينه بعد فراق والدتها.. ولكنها غارقه في الخزن لما حدث لأخيها!!
لماذا يريد حامد تدميرها بإيذاء صديقتها.. هو لا يكتفي بنفسه.. لماذا يقحمها في تنفيذ مخططاته اللعينه..
فكرت ملياً في ان تخبر والدها ولكن حامد شيطان بهيئة انسان، لن يدعها في حالها.. هي اعرف بخبث أخيها..
.
،
عادت الى المستشفى بعد معرفتها انهم نقلوا والدها اليه.. وجدت عمتها تقف باكيه وزوجة ابيها تسند ظهرها على الجدار وتبكي، خالجها شعور بالرعب حول مصير والدها/شبلاكم انتم؟..شفيك يا عمه ..انا تركت ابوي اليوم الصباح وهو بخير.. ليه جبتوه هنا وش صار بعدي؟
حاولت الهدوء لتتحدث بحزن/ابوكِ عرف ان له ابن اخ اسمه أدهم بالصدفه.. ومن فتره يرسل له المحامي وتقصى اموره وطلب منه الحضور.. ولكن اليوم انصدم برفضه،كان حاط امل كبير يشيل هالتركه ويرعاكم بعده ويكون سندكم، لكنه رفض رغم كل شي، وكسر قلب ابوك، المسكين انخفض ضغطه
شعرت بصداع، ماقالته عمتها يجعلها تدخل في دوامة تفكير لا نهايه له، كيف لأبيها ان يبحث عن رجل يرعاهم ألا تكفي هي/انا لي ولد عم وماعرفه؟!..وش هالتخريف هذا.. هذا اكيد كذاب ونصاب
لولوه بهدوء/شلون نصاب يا بنيتي وهو رفض الثروه و الوصايه، ورفض انه يتعرف عليكم اصلاً؟!..الرجل مصدووم مثله مثلنا..
تركتها متجاهله ما سمعته وهي تتجه للدكتور وتسأل عن ابيها..تفهم ما يفكر به والدها وهذا ما يجرح ذاتها.. هل لا يثق بها لهذا الحد؟!!
،
.
خرج وليد من قسم الاشعه وهو يتجه لعيادة الدكتور الاستشاري، حمزه لم يدخل وهو يرى تلك الفتاه المنتقبه تقف و تتحدث مع الطبيب والباب مفتوح.. سمع حتى النهايه،هذه من بنات عم أدهم !!
خرجت الفتاه ليدخل هو وهو يشير بالاشعه لزميله الدكتور/دكتور حمزه.. لايكون الاشعه اللي معي لأبوها؟
الدكتور حمزه بلكنه حجازيه/ايوه ابوها.. هااه فين الاشعه يا دكتور وليد
وليد بيأس/للاسف يا دكتور حالته سيئه.. شكله مدخن شره انا مستغرب انه للحين عايش
ضل يتأمل الاشعه وهو يشعر بالأسى/رجل اعمال وملياردير لكن فلوسه تساوي صفر امام صحته..للاسف الصحه مالها ثمن.. بنته منهاره انهيار تام.. الوالد تلقى خبر سيء مثلما قالت لي زوجته لذلك جاته هالأزمه الجديده.. والله رحمتها اخوها من جهه وابوها من جهه.. الله يعينهم
شعور متضارب في داخله.. هل يعود ليخبر رفيقه بما يحدث لعمه نتيجة رفضه الاعتراف بهم.. لم يعرف ان أدهم قاسٍ إلى هذا الحد..!!
.
لم يتبقى لهم ما يستندوا عليه.. نفدت خياراتهم ليلتفتوا أخيراً له!! كم هو قاسٍ شعور انك الخيار الاخير أمام من لا يحبونك!!
رن هاتفه ليرفعه ويرد عليه بصوت بارد/هلا وليد…
على الطرف الآخر، يبدو بصوته الجديّه/اخيراً رديت علي!! وينك؟
ببرود/معليش انا بالطريق للخرج ومانتبهت لاتصالاتك الا هاللحين.. هاه وش بغيت
وليد بغضب/بغيت اسألك.. انت وش قلت لعمك راكان؟
ضاق من ذكره/يابن الحلال مالي عم ..ولا لي اهل فاااهم؟!
قاطعه وليد/انت ذبحت الرجال برفضك وهو مستفزع بك ..عمك نقلوه للمستشفى مره ثانيه بأزمه قلبيه والله يستر..
لم يتاثر ولم يرد ،شيء من التبلد يعتريه كل دموعه كانت لأمه فقط.. كل رقة قلبه قسّتها مرارة الأيام..لم يعد لديه مشاعر لأحد!
تحدث وليد ليحثه للقدوم/بنات عمك منهارات وزوجته واهلك.. اذا ماجيت علشان عمك تعال علشان بناته اللي انت صرت سندهم الوحيد بعد الله ترى مالهم ذنب.. يا أدهم انا مقهوور على شوفت هالبنات لحالهم بالمستشفى بدون رجال يوقف معهم.. ما يرضيني ان ماجيت فأنت منت أدهم خويي وانسى صداقتنا
ضرب بيده علئ الدركسيون وهو يرد بغضب/بتبيعني علشان ناس مانعرفهم
وليد بغضب/صرت تعرفهم يا أدهم، و صرت ملزوم فيهم..ترى هالبنات شعر وجهك.. انت رفيق دربي وخوي دنيتي وانا اعرف ان منت قليل نخوه.. لا تخلف هقوتي فيك!
صمت وهو يغلق الهاتف بوجه وليد..لا يريد احداً من اقاربه بعد كل تلك السنوات، اين هم حينما كان محتاجاً لهم.. لن يلتفت اليهم قسّته السنين والايام.. تبلدت مشاعره تجاه العلاقات..
.
،
في المنطقه الشرقيه..
اغلقت الهاتف من اخيها وهي تمسح دموعها وتبتسم، كل اخباره واحاديثه تنعش قلبها.. مازال أدهم يحتفظ بها رغم تلك السنوات.. مازال يفكر بها.. اطلقت تنهيدتها و هي تذهب لغرفة اطفالها نظرت إليهم بعين الحب ماذا لو كان والدهم أدهم!!
لماذا ظلمت نفسها كل تلك السنوات لتعيش في صمت بعلاقه اشبه بالميته.. ظلمت نفسها وظلمت زوجها.. كانت والدتها هي من دفعتها للقبول بمنيف، في الحقيقه لم يكن هنالك فرق.. ما دامت قد خسرت أدهم فهي قد خسرت الخيار الاول والاخير. من تزوجته من اجل والدتها، كان الخاسر الاكبر.. وان ربحها!!
تلقت رساله في هاتفها وابتسمت، قد اخبرها قاسي بأنه سيرسل لها صوره ستجعلها تضحك ..فتحتها بلهفه وهي تبتسم قبل رؤيتها.. لتضع اناملها على شفتيها، صوره تجمعها بقاسي وأدهم ..لن تنسى ذلك اليوم الذي اشترى اباها كاميرا لقاسي بعد نجاحه من الثانويه، كانت تقف بجانب أدهم سعيده بالتقاط الصوره.. ولكن أدهم داهمها بشد شعرها من الجهتين وهو يضحك ليلتقط قاسي تلك الصوره..
دخل منيف في هذه اللحظات ليجدها ممسكه بهاتفها وتنظر الى شاشته بابتسامه تشوبها لمعة عين، استغرب ابتسامتها الساحره التي لا يراها الا نادراً، اقترب منها ليرى مالذي جعلها تبتسم ليتفاجئ بأدهم معها في الصوره، عقد حاجبيه وهو يسحب هاتفها منها/وش ذااا؟!!
لم تعجبها تلك الطريقه ولكنها هادئه بتعاملها/مثلما انت شايف صوره..
زم شفتيه بغضب/ادري انها صوره، وش ذا يا مدى؟..ابي اعرف تغطيتي من أدهم والا لا
جلست ببرود بعدما اخذت هاتفها/لا تكلمني بموضوع صاير له سنين..
غضب اكثر/هالموضوع يخصني.. تكلمي
التفتت اليه بطرف عينها/اذا صار قبل اعرفك فهو ما يخصك.. بعدين تراني تغطيت من أدهم متأخر ..لا تنسى انه كان معنا بالبيت
لم تعجبه اجابتها/واذا معكم بالبيت.. لازم تغطين..
وقفت وهي تنوي الذهاب لغرفتها وايقاف الحديث عن الماضي. لن تهدم بيتها الآن ولديها ثلاثة اطفال.. هي اعقل من ان تهين زوجها.
أوقفها وهو يشد على معصمها/مدى مانتهيت من كلامي معك.
ابتسمت له لتريحه/منيف اللي فات مات.. الله يرضا عليك انسى.. انا زوجتك انت.. و بينا اطفال وهذا هو المهم.. لا تخلي شي قديم وتافه يخرب حياتنا
اقترب منها وهو يحاول ان يستشف منها الصدق، ابتسامتها تلك تثير جنونه/تحبيني يا مدى ؟
كذبت طوال فترة زواجها.. وهاهو يريد منها تأكيد كذبتها، ابتسمت وهي تنسحب من امامه/كبرنا عليها يا منيف.. فات وقتها.. تعوذ من الشيطان وتعال نام احسن لك ولي..
رآها تذهب ببرود وسط غليانه، لماذا يشعر بعدم الرضا الآن، لماذا دائماً تتهرب من هذه النقطه وتنهي حواراتها معه بأن الوقت قد انتهى..!
.
تنهدت وهي تبكي فتقف تاره وتجلس تاره أخرى بتساؤل موجع ماذا سيحدث بعد دقيقه وبعد ساعه وبعد يوم !!
لماذا ضعف والدها وسقط فجأه مع ما حدث لأبنه،
لابد وأنه كان يضع فيه احلامه وامنياته وأمآله.. لذلك كانت صدمته موجعه قاتله..
ذهب الجميع وبقيت هي وعمتها لولوه..عادت لتجلس بتعب وارهاق على كرسي الانتظار المقابل لغرفة والدها..
وقفت لولوه تلك السيده الخمسينيه/انا بروح دورة المياه بتوضى وبروح لاستراحة النساء اصلي الوتر
تركتها وذهبت..
،
دخل وهو يتجه لغرفة العنايه..سيرى ما يريد منه ذلك العم الذي ظهر له فجأه ويطلب رؤيته ، يحمل في صدره ثقلاً..لم يحبذ لقاء عمه لكنه سيعمل ما يمليه عليه ضميره،
وصل الى وحدة العنايه ليجد الممر هادئ وفارغ سوا من واحده تجلس هنالك وتبدو متوتره من طريقة جلوسها ..
نظر الى الابواب الثلاثه ليتجه لرقم غرفة عمه وهو يشد خطواته..
لمحت ذلك الذي يقف امام غرفة والدها بتردد، طويل ويبدو قوي البنيه..خافت من تردده! لماذا يقف بتوتر و كأنه يفكر… ،هي لا تعرفه و لأول تراه، وقفت واتجهت اليه، لتقف قريبه/نعم اخوي؟شبغيت؟
ألتفت اليها وهو يرى عينين قد احمرتا من اثر البكاء وصوتها يبدو مبحوحاً/لو سمحتي توكلي ، انا ماطلبت مساعده.. انا جاي وعارف الغرفه اللي ابيها
ردت بضيق/ياخي انت واقف عند غرفة أبوي و انا ماعرفك وجاي بهالوقت المتأخر ، لذلك انا اسأل،شبغيت؟
استغرب وهو يبحر بعينيها التي تحولت للحده بفضول ويرد بسخريه/وتقولينها بفخر ،تعرفين كل الرجال اللي يعرفهم ابوك!!
استفزها بتلميحه الغير مقبول و لكنها هادئه/احترم نفسك واعرف حدودك.. قلتلك هذي غرفة ابوي وماراح تدخلها
اعاد ترتيب شماغه من جديد وهو يشاهد سيده قادمه من اخر الممر/صدقيني ماهو بودي أجي واشوفه ، لكن جاي فزعه لا اكثر وادري انكم محتاجين رجل ..انا أدهم عبدالله المناع ولد عمك لو تعرفينه..
اقبلت لتقف أمامه وهي تتخيل أبيها، فهو يمتلك نفس الملامح و نعس عينيه و لونها العسلي الفاتح بشكل ملحوظ.. و خامة صوته وعرض منكبيه، هو حقاً/اي والله انك حفيد عبدالعزيز المناع ..أدهم ولد اخوي؟!!.
استغرب هذه السيده التي تقف امامه واخذ يلتفت في الممر، حمداً لله ان وليد انشغل في الطوارئ ولم يشاهد ما يحدث، ليتفاجئ بها تعانقه/ليت الايام ترجع واشوف ابوك لييت
تفاجئ ولم يبدي اي ردة فعل، فهم من حديثها انها عمته/شلون ابو نايف؟..<< لم يستطيع مناداته عمي!!
فضلت السكوت والابتعاد عنه، بعدما عرفت من هو و لماذا جاء، بدا مغروراً مُعتداً بنفسه وبرجولته ومتعالي جداً وكأنه يتفضل عليهم بقدومه.. لم تعجبها نبرته المتكبره.. ماذا يظن نفسه!!
.
،
.
دخل بصحبة لولوه الى عمه وهو ينظر اليه، كم هو وقور يبدو نحيلاً وشاحباً..ماذا فعل به الدهر وهو من قائمة الاغنياء في هذه المدينه..!!
شاهد عمته وهي تناديه هامسةً في أذنه/يابو نايف.. يا راكان.. أدهم ولد اخوك هنا ويبي يشوفك،قوم شوفه
تسائل قليلاً بداخله مالذي أتى به اليهم وهو قد جزم عدم الاحتكاك بهم، استعاذ من وساوسه وهو يرى عمه يستجيب ويفتح عينيه وينادي بصوت ضعيف/نايف.
نزلت دمعتها وهي تراه يهذي بأسم ابنه/أدهم هنا يا راكان.. قوم
استوعب ماذا تقول له فابتسم قبل ان يراه/الحمدلله الحمدلله
اقترب اليه أدهم ببرود، بداخله جليد، لا شي يتحرك سوا عواصف جليديه، لأول مره لا يرق قلبه ولا يهتم بضعف احدهم، قد توفي ابيه وأمه ولم يهتم به احد في هذا العالم سوا خاله وقد مات هو الآخر فمات معه الاحساس الدافئ الذي قتلت ماتبقى منه ابنته التي كان يحبها و رفضته لتتزوج غيره! ، اراد ان يعرف ماذا يريد منه هذا العم فقط/سلامتك يا بونايف ماتشوف شر
لولوه بابتسامه دافئه/هذا عمك يا أدهم،
شعر وكأنها تقول هذا "همك"..رباه كن في عوني مالذي اقحمت نفسي به..
مد يده لتتلقفها يد أدهم/سم يا عمي انا جنبك.. شده وتزول ان شاء الله ما تشوف شر..
ابتسم وهو يسمع صوته، هو ذلك الشاب الذي تصله اخباره ويعلم ماذا يفعل منذ ان عرفه.. هو ذلك المجتهد والمثالي في عمله كما سمع به من محاميه وممن ارسلهم اليه/أدهم ماخاب ظني بك .. كنت مثلما تمنيتك و توقعتك ..
استغرب كلماته وكأنه يعرفه/يا عمي أمرني وش بغيت طال عمرك
اخذ نفسه بصعوبه وهو يشعر يوماً بعد يوم باقتراب اجله وتحدث بابتسامه/ اكثر شي فرحت به اني عرفت ان لي اخو اسمه عبدالله وله ولد اسمه أدهم.. قسم بالله فرحت وكأن هالولد لي أنا..
لم يجد ما يقوله.. صمت وهو يحاول ان يصمد..
أردف راكان وهو يأخذ انفاسه بصعوبه/العمر معاد به كثر ما راح يا ولدي.. لكن وصيتك بناتي مالهم سند بهالدنيا ولا لهم عوين بعد الله غيرك..
شعر بالمسؤليه والضغط/الله يخليك لهم..
شد على يد أدهم/ويخليك يا ولدي..
تسائل بداخله، لماذا لم يعترف به إلا الآن.. لماذا يستدعيه بعدما احتاج اليه!! لا بأس سيكون معه حتى يسترد عافيته ثم يتركه، لا حاجة له بأناس لم يعترفوا به الا في وقت حاجتهم/سم يا عم.. قول وش تبي واسويه
هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم/هذا العشم يا ولدي هذا العشم..
دخلت في هذه الاثناء و هي تشعر بتوتر، لم ترتاح لطلب هذا الرجل هنا/يبه خلاص كفايه كلام ارتاح يالغالي.. وانت لو سمحت اطلع ماهو وقت زياره
نظر إليها بنظرات ناريه لماذا تعامله وكأن بينهما ثأر قديم!! ، ماكل هذا الغرور و والدها بهذه الحاله الحرجه ويحتاج رجل يقف بجانبه..!
ابو نايف/لا ، خلو أدهم عندي ابيه بسوالف بيني وبينه.
شعرت بالحرج وهو ينظر لعينيها بهذه الحده، وكأنه يتوعدها، ابتلعت ريق الخوف ثم ازاحت عينيها عنه/عمتي انا اتصلت بالسايق وجاي تحت برجع للبيت، وراي دوام بدري
نظر الى ساعة معصمه وهو مستغرباً/الساعه2ونصف كيف تروحين لحالك مع السايق؟!!
نظرت اليه باحتقار وهي تهم بالخروج/تصبح على خير يبه.
ألتفت الى عمته/روحي معها يا عمه مايصير ترجع لحالها..
ابتسمت له وهي ترمقه بفخر/ياجعل عيني ماتبكيك، الله يرحم ابوي وعبدالله.. انا بلحقها ماعليه.
شاهدها تخرج وتذكر حديث وليد في هذه اللحظه عن تواجدهن بدون رجل يقف بجانبهن، لا يرضى ابداً لو كان له سلطه لن يسمح بتواجد احدى محارمه حتى هذا الوقت خارج المنزل.. ألتفت الى عمه الذي ناداه/بغيت مني شي يا عمي؟
اشار الى الماء على الطاوله/ابي ماء.. صب لي ماء خلني أبل ريقي ، هالادويه ذبحتني
سكب له الماء وجلس بجواره، سيكون له كولده ليطمئن عليه و ليتجاوز محنته.. بداخله جليد لم يعرف يوماً معنى دفء العائله، اضطراب تفكير وهمس في اقاصيه يؤنبه لماذا قبلت ان تكون بديلاً لشخص آخر..!!
وصلت بصحبة عمتها وهي غاضبه ويتضح عليها التوتر، لتنزع عن وجهها النقاب بعدما سمعته من عمتها/معااد الا هي والله
وقفت لولوه وهي في حيره منها/انتي وش بلاك على الرجال، ما قال شي. كان خايف عليك بس
وقفت لتستدير وتلتفت الى عمتها وهي تصغر عينيها مستغربه/ماشفته الا قبل شوي وتقولين يخاف علي؟ تكذبين على نفسك انتي؟ انتم كيف بتامنون له؟ ماتعرفون وين تربئ ومن رباه ولا تعرفون تاريخه مادري لو انه مجرم وراعي مشاكل..
لولوه بابتسامه/لا ياقلبي ابوك يعرفه زين و هو خريج ادارة اعمال وماستر ودكتوراه في القانون يعني دكتور محامي.. ماظنتي كان عنده وقت علشان يسوي مشاكل
مازالت مصممه، فهي تشعر بأن مكانتها ستهتز عند والدها بعد هذا الدخيل/هذا ما يهمني انا بكرا راح ازور ابوي واجلس معه وافهمه، اذا هذا اووله ينعاف تاليه
تركتها وصعدت بدون ان تسمع ردها..
لتنزل في هذه الاثناء هند مستغربه/لولوه وش صاير ليه صوت الشموس طالع؟!!عسى ما شر
ابتسمت في وجهها وهي تخبرها بسعاده/تعاالي ماعليك من شموس… شفت أدهم ابشررك وافق يزور عمه
ابتسمت بسعاده/اااحلفي؟كيف شكله؟ وكم عمره؟
لمعت عينيها وهي تبتسم/يشبه ابوي يا هند نسخته سبحان الله..! ماتتخيلين شكل راكان و فرحته بشوفت أدهم.. بكرا اذ الله شفى اخوي يمكن يطلعون ونرتاح من كل هالهم..
هند برجاء/يااارب.
.
عاد الى المنزل ..أوقف سيارته وهو غاضب لرؤيته لطفله يلعب في الشارع لوحده!! الساعه الآن الحاديه عشر صباحاً كيف يخرج لوحده.. اين تلك الغبيه كم مرّة ينبهها بالاهتمام به ولكن لا حياة لمن تنادي.. متى ستصبح أماً مهتمه كباقي الامهات؟!!
اتجه اليه وهو يناديه/خااالد حبيبي انا جييت
إلتفت الى ابيه وابتسامته تتسع ثم يتجه اليه مسرعاً/بااباا
حمله وقذف به في الأعلى ليلتقطه مجدداً وهو يحتضنه/ليه تطلع هااه وين ماما؟
هز كتفيه/ماما نايمه..
شعر بالغضب وهو يدخل بأبنه، ترك خالد في الصاله امام التلفزيون ثم رفع صوت قناة براعم حتى لا يسمع ما سيقوله لوالدته/حبيبي اقعد هنا شوف الكرتون لين اجي طييب؟
هز رأسه بابتسامه/طييب
.
اتجه الى الغرفه وهو يراها مفتوحه ليدخل ويغلق الباب ويتجه الى السرير وهو يزم شفتيه بغضب وينزع الغطاء عنها/قووومي يا عديمة المسئوليه قووومي
فتحت عينيها بكسل/شفييك يا قاسي؟
سحبها من يدها الى دورة المياه ليغسل وجهها/لهالوقت ناايمه وانتي عندك بزر يبي له مداراه وفطور ورعايه.. انتي أم بالله ؟ هااه متى تسنعين يا ريم متى،تععبت اقسم بالله تعبت من اهمالك لا بيت متسنع ولا ولد مهتمه فيه؟
تأفأفت/ما يبين بعينك.. وش صار يعني لو نمت شوي هااه
ضجر من لا مبالاتها وبرودها وعدم اعترافها بتقصيرها/الولد لقيته بالشاارع لحااله محد يطلع هالوقت الا ولدك يالمهمله..لو جاي احد خاطفه او داعسته سياره وش بتسوين هااه
ابتعدت عنه وهي تجمع شعرها المنثور ببرود/ياحبك للمبالغه.. ترى الامور سهالات لا تزعج نفسك ع الفاضي.
يكاد ينفجر من غضبه وهي غير مكترثه/ريم ان ماتعدلتي مع خالد انا راح اتصرف.. انا مو مشكله لكن ولدي لا تقصرين معه.. انتي أمه انتي المفروض تهتمين فيه، لا تخليني اضطر اشوف لي حل
ابتسمت بسخريه فهمت ما يلمح له/مافي مثل الام تحفظ ولدها.. فلو تلف الدنيا ماراح تلقى مثلي تخاف على خالد..
استغفر ربه وهو يحاول ان يهدأ/حاولي تتغيرين وتهتمين بخالد اقسم بالله يا مريم ان تهاونتي مره ثانيه ماراح اسامحك والله ويلا اطلعي سوي له اكل ياكله..
تركها وخرج وهو يشعر بغليانه من تصرفات هذه البارده..
لماذا وقع في هذه المصيبه.. تمنى لو انها لم تحمل له خالد ولكنها حملت به بعد الزواج بشهر.. فكان يصعب عليه اتخاذ اي قرار انفصال او حتى زواج.. طفله اهم من نفسه ويأتي قبل كل أولوياته.. لذلك سيضحي من اجله فماقيمة الحياه ان لم يكن هنالك من تحبه وتهتم به و تضحي لتحافظ عليه..
.
اعتبرت وجوده تهديداً لمكانتها ولشخصيتها التي يقدرها الجميع ويعترف بجهودها.. لطالما كانت هي ذراع والدها وسنده في كل اعماله.. لطالما كانت هي المستشاره الأولى لوالدها ولا احد سواها..
كانت تتوق لليوم الذي ترتاح به ويستلم اخيها كل الامور.. ولكن ليس شخصاً آخر مجهول وغامض يرى نفسه متفضلاً بتواجده و مغتراً برجولته..!
ستثبت لوالدها انها الأكفئ وان كانت انثى.
جمعت شعرها كعادتها في ربطة واخذت هاتفها وهي تخرج لتنزل تحت فاليوم السبت وعطله..لتعترض طريقها عمتها، استغربت مالذي جعلها تستقبلها اسفل السلم، تعابير وجهها تخفي أمراً/خير عمتي هند؟ عيالك فيهم شي؟
ابتسمت لها/لا بسم الله عليهم.. بخير الحمدلله
تركتها وهي تتجه لتلك الطاوله التي عليها فناجين وقهوه عربيه لتأخذ فنجاناً وهي تجلس/اجل وش صاير ليه احسك ودك تقولين شي!
نطقت بسعاده/ابوك بيطلع اليوم وأدهم بيجي معه، على حد علمي بيسكن هنا
يالذلك الرجل الدخيل ماذا سيجلب لهذه العائله/نعم؟!!
هند بابتسامه/افرحي جاء اللي بيشيل همك
وضعت الفنجان وهي تزم شفتيها بغضب ،وكأنها سمعت ما يهينها و يجعل النيران تشتعل بداخلها/يشيل همي؟!!! من قال اني عاجزه ومن متى جيتك اتذمر .. ومن هو علشان يدخل بحياتنا كذا من الباب للطاقه
استغربت ردة فعلها الغاضبه/شموس ترى هذا ولد اخوي بعد مننا وفينا، و لولوه تقول ان راكان فرح بشوفته وكأن الروح ردت له.. وش مضيق صدرك انتي؟ كلنا ندري ان الوضع صار صعب وكلنا بهالبيت حريم نبي سند!!
تركتها بدون ان ترد عليها وهي تذهب لمكتب والدها غاضبه، بعد كل تلك التضحيات والسنوات يتجاهلها أبيها من اجل شخص عرفه للتو.. وإن كان ابن اخيه..، لا يجب ان يتجاهلها بهذا الشكل..
جلست خلف مكتبه وهي تحاول ان تسيطر على غضبها..
،
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم |
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
تأبى نهاية نهاره هذا اليوم ان تكون عاديه..!فلم تشرق الشمس بعد حتى تغيب!!
مالذي يقرأه في هذه الصحيفه؟!!
الشكوك حول من سيتولى الشموس القابضه بعد مرض 'المناع' الأب و مصير الابن، تثير القلق بين العملاء و تجعل اسهمها تتذبذب!!
قرأ الأسم مجدداً أيعقل ان يكون له علاقه بهذا الرجل؟!.لم يصدق ما يحدث .. هذا الوجه سبق وان أقله في سيارته هو يذكر اسم تلك الشركه ومن لا يعرفها في هذا البلد!!
اغلق الصحيفه وهو يحاول تجاهل ما قرأه وما سمعه من المحامي.. قرر الخروج ،، يبدو انه يعاني من صداع من كثرة التفكير بلا فائده.. مايعرفه انه يتيم لا يعرف اعمام له، فماذا يريدون هؤلاء الدين ظهروا فجأه ؟!
،
لم تنم ليلتها هادئه..بكت بحرقه، وهي تجلس في غرفة اخيها بعد صلاة الفجر.. وتنظر لصوره و ترئ اشيائه،
هنالك صوره كبيره له مع الكابتن سامي الجابر يضعها فوق سريره، كم يعشقه و يعشق نادي الهلال ولكن شغفه الذي قضى عليه هو سيارات السرعه..
يضج صدرها ألماً وهي تشعر بالذنب فهي من توسطت له عند والدها ليشتري له تلك السياره اللعينه التي حدث بها الحادث.. كل وساوسها تشير اليها بأصابع الاتهام.. هي التي تسببت عليه هي..
شعرت بحرقه في عينيها.. استنزفت دموعها بكت كثيراً.. و كأن كل الاوجاع تتزاحم لتقتص منها..!!
دخلت نيفادا باكيه وهي تراها تقف هنالك تتأمل صورته، اتجهت اليها وهي تقف خلفها/كان مواعدني ياخذني مشوار على السياره الجديده.. ولكن السياره غدرت به..ابعدته عني وانا ابيه
ألتفتت اليها الشموس وهي تراها ذابله فاحتضنتها وبكت بصوت مسموع..
.
جلست لولوه بخوف ينتابها من فقدان شقيقها الذي يصغرها سناً و لكن يبدو اكبر منها/راكان يالغالي وش بلاك.. ليه عودك انكسر وعيونك ذابله.. رد علي يا خوي
تنهد وهو يحاول جاهداً التماسك، ابتسم لها بذبول/انكسر ظهري يا خوك.. سندي راح يا لولوه
مسحت دموعها الغزيره/باذن الله يقوم نايف بالسلامه ويصحى من غيبوبته، انت بس شد حيلك واوقف لنا على رجليك مره ثانيه،لا تعور قلوب بناتك
لا يجعله واهناً اكثر الا ان بناته اصبحن بلا أخ وسند..نايف جزم الاطباء بفقدانه و رواد مازال طفلاً/وبناتي وش بيسوون بدون رجال يحميهم..هذا اللي ذابحني كنت ابي أدهم لشموس.. لازم يرتبط بهالبيت يا لولوه
لولوه بحزن/كلامك في متمه لكن لا تخاف البنات لهن الله.. هو يعتني فيهم انت لا تشيل هم وانتبه لصحتك انت ذخرهم يا راكان بتزوجهم كلهم بحياتك و بتطمن ان كل وحده ببيت زوجها
سمعت حديث ابيها وعمتها وهي قادمه فتوقفت وهي تشعر بنيران تصلاها.. لابد وان تثبت لأبيها انها لا تحتاج سواه يجب ان يفهم الجميع انها ليست مكسورة جناح بدون رجل، وانه كما كان يرفض ابيها زواجها سابقاً لان الرجال لم يناسبوها.. فهي سترفضه الآن بما انه اصبح بداعي الشفقه و الخوف عليها.. فبقدر ما كانت تحلم به "اشمئزت".. وبقدر ماتمنته "كرهت"..!
تركت لهما الغرفه ورحلت..
،
تنهد وهو يحاول ان يستجمع ما في قلبه ليحكيه لأخته، هو اعلم بحالته الصحيه وبجسده الواهن/لولوه تذكرين ابوي يوم تزوج على امي بالسر؟
استضاقت من هذه الذكرى التي كادت تهدم عائلتهم/اذكر.. واذكر لمن انكشف ابوي يومها طلق زوجته علشان امي ترجع للبيت وترجع له.. وش طراه عليك هاللحين؟
تحدث بضيق، فهذا الحديث يعز عليه/بحثت و عرفت ان زوجة ابوي كانت حامل وجابت ولد اسمه عبدالله.. كبر الولد وتزوج وتوفي الله يرحمه حتى يمكن ما شاف ولده…
دهشت مما سمعته/انت شكلك بديت تهلوس من المرض،
هز رأسه بالنفي وهو يكمل/انا شفت هالولد صدفه يا لولوه، وكأني اشوف نسخه لشكل ابوي الله يرحمه.. ماعمري شفت مثل رجولته في هالجيل.. ارسلت المحامي صالح وخليته ينشد وراه وعرف لي عنه كل شي.. هاللحين هو دكتور في القانون مستقر بالرياض ومعتمد على نفسه وعمره حوالي35لا تزوج ولاهم يحزنون عاش طول عمره يتيم ام واب..!
صمتت وهي تتذكر الماضي البعيد.. كانت اكبر الابناء، تتذكر ذلك اليوم الذي حلف والدها لوالدتها بأنه طلق "زوجته" وبأنها ذهبت لمدينة الخرج مع اخيها ولن يعيدها مره اخرى!!
اضطر لطلاق زوجته الثانيه لأن معظم الثروه لابنة عمه وزوجته ام راكان وهو شريك معها فهما ابناء عمومه.. تنهدت بلهفه/شفته بعينك يا راكان؟ كبر اخوي وصار رجال وتزوج ومات وكل هذا مانعرفه!! وش هالدنيا الرخيصه ذي اللي تخلي الابو يتخلى عن ولده!!
رد ابو نايف بضيق/ماتدرين يمكن ابوي مايدري بولده ..يمكن زوجته ماعلمته بحملها
لولوه بواقعيه/يا راكان مافيه حرمه تحب تولد وماحد يدري من وين جابت الولد.. بالعقل يا راكان..اجل كيف الولد حمل اسمنا كل هالسنين؟ لا تنسى ان تسجيل الطفل واصدار ميلاده و جنسيته من الأب؟! … اذا كان اللي ببالي صحيح فابوك ما انصف اخوك عبدالله ابد.
مسح جبينه بألم.. وسرح في الفراغ.. ما يعرفه عن أدهم يدل انه حصل على تربيه صالحه.. آه كيف لم يدخله في هذه العائله منذ عرفه؟!..مثل أدهم يجب ان يُفخر به.
.
.
دخلت على ليال في غرفتها لتراها تقف امام تسريحتها و يتضح انها تستعد للخروج/وانتي بعد وين رايحه هالوقت!!
ردت بدون ان تلتفت اليها/من كم يوم روابي ولدت بروح ازورها و اخذ لها هديه.. رايحه للسوق
استغربت/بتروحين و هذي ظروفنا؟يالباارده
ألتفتت اليها وهي تحمل حقيبتها/شتبيني اسوي يعني؟
زمت شفتيها بغضب وهي تنفجر لاول مره/حسسي فينا شوي ابوك مريض مايقدر يتحرك.. اخوك الله اعلم بحالته انا تعباانه واحس بيدي مربطه ماقدر اروح للعمل ومالي نفس وانا اشوف ابوي يائس من كل شي وكأنه يحتضر
لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها،ولكنها شعرت بالذنب لتتجه لأختها لتربت على كتفها وتجلّسها، لطالما كانت الشموس قويه وصعبة/شموس تكفين لا تصيحين ماتعودت اشوفك ضعيفه، ان شاء الله ابوي واخوي يطيبون ونرجع مثل قبل
هزت رأسها بوجع وبصوت تضعفه غصة البكاء/ماظنتي يا ليال.. انتي ماسمعتي ابوي وشفتي دموعه، ماشفتي نظرته المكسوره وهو يفكر فينا ويفضفض لعمتي بحمله الثقيل.. تمنيت لحظتها اني ولد اشيل ثقل همه.. اه يالاماني المستحيله
ليال بواقعيه/لا تفكرين بهالشكل استغفر الله.. هذا ربي عطى ابوي ولد وشوفي شصار له، هذي حكمته.. يعني بتردين حكم ربي؟!..انتي بنت و الكل يشيد بذكاءك و انجازك ،ابوي داايم يقول لولا الله ثم الشموس كان صارت علوم.. هذا بحد ذاته يخليك تفتخرين بنفسك.. واتركي عنك وساوس الشيطان وسالفة ليتني ولد.
التفتت الى ليال وهي تستغرب حديثها، ولكنها ابتسمت فرحاً بدموع الوجع/صادقه انا موجوده وابوي معي ماني مخليته يحتاج احد.. من بكره برجع اداوم فالمجموعه.. ماني مخليته يحس بالنقص، وبيتعافى اخوي ان شاء الله..
ابتسمت لها ليال وهي تمسح دموعها/الله لا يحرمنا منك يا شمسنا، يلا لعاد تبكين..
عادت لتحاول تبتسم/ماقلتي وش جابت روابي؟
ضحكت وهي تخبرها لتزيح عنها همها..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
انتهى من مناوبة عمله صباحاً ليتجه لزميله سوف يخرجان سويه.قرع باب العياده وهو يدخل ليجده ينظر الى أشعه بين يديه/السلام عليكممازال يدقق بنظارته/لاحول ولا قوه الا بالله!!!
خاف من عبوس زميله/شفييك يا حمزه؟
رفع رأسه بضيق/وصلتني حاله مادري وين كانت عن المستشفيات طول الوقت..حالة المريض راكان المناع جداً صارت صعبه.. ومراحل متقدمه من المرض..
انتبه للأسم/هو رجل الاعمال ماغيره و الا واحد ثاني؟
الدكتور حمزه/ايوه صاحب شركة الشمووس.. انا مادري شلون ظل عايش،بهالرئتين!.. قضى التدخين عليه.
تذكر وليد ما عرفه من أدهم.. هذا الرجل هو عمه.. سأله بلهفه/يعني كيف صحته هاللحين
وقف وهو ينوي الخروج/انا رايح له.تعال معي
وقف ليذهب معه/مشينا..
وصل الغرفه المنشوده ليرى كل من يجلس نساء.. أليس هنالك رجل واحد يقف معهم؟!!
تفاجأ وهو يرى ذلك الرجل الهزيل المُلقى على سرير المرض..
لم يظن ان حالته سيئه لهذا الحد!!
،
خرجت صباحاً واتجهت لمقر الشركه.. بعدما زارت أخيها ووجدت انه كما كان بالأمس.. استغرب الجميع حضورها بعد هذا الغياب..
يجب ان تكون عند حسن ظن والدها وان لا تجعله يتحسر على ما اصاب اخيها الوحيد، ستكون الرجل كما عاملها والدها دائماً وستقمع الانثى بداخلها كما اعتادت..
شاهدت سكرتيرتها فنادتها لتدخل غرفة مكتبها وقبل ان تنزع عبائتها/اسمعي ..سوي لي اجتماع بمدراء الاقسام حالاً راح يكون فيه اجتماع
تسائلت السكرتيره بفضول/هنا او بمكتب الوالد
نظرت اليها بحده/طبعاً هنا و بالدائره التلفزيونيه المغلقه.. خليهم يجتمعون بغرفة الاجتماعات وضبطي لي الشبكه زي العاده، مفهوم
هزت رأسه بالموافقه/مفهوم..
تركت السكرتيره تخرج لتجلس على مكتبها وهي تنزع نقابها وتزيح شيلتها لتستقر على كتفيها، تنهدت بضيق، وهي تتمتم بداخلها رباه ساعدني، لأتجاوز هذه المرحله.. لا اريد سوا ان يمر هذا الوقت بحلوه ومره لأنسى كل ماحدث..
.
،
يقف عند المدير المالي وهو يسلّمه اوراقاً/تفضل استاذ احمد
التفت اليه بابتسامه وهو يتحدث بالهاتف و يشير له/خل الاوراق هنا يا حامد هاللحين عندي اجتماع مع الشموس
استغرب حامد من نبرته الواثقه وخرج.. و هو يسمع ما يقوله بالهاتف..
احمد بالهاتف/ايه مستدعيتنا عقب هالغيبه يمكن الحظ يبتسم لنا وتلتفت للرجال بعد ابوها واخوها.... دعواتك هههه
اغلق احمد هاتفه وهو يتجه لغرفة الاجتماعات.. ليدخلها ويجلس ينتظر علئ نار كما هم الاخرين.. لعلها ستحضر !!.
رأى رفيقه حسام يجلس ويتصفح اوراقاً بحوزته تبدو اوراق بيانات،همس له/شكلك مذاكر زين
ابتسم له/افا عليك يا احمد.. اعجبك
ضحك وهو يتكئ/المهم تعجب المعزبه
وضع حسام يده علئ موضع قلبه، وبلهجته القصيميه البحته/اولاه عليها يا احمد اولاه
دخل المحامي الخاص بالشركه ذو الهيبه والوسامه الباديه على ملامحه رغم انه في نهاية الاربعينات، ليضبط الجلسه، ولتهدأ الاصوات.. متلهفه لرؤية تلك المنتظره…
بعد دقيقه لبس نظارته الكبيره وهو ينظر اليهم/يا جماعه انتم عارفين الظروف اللي مر فيها رئيس الشركه، صحيح اني حاولت اغطي الفراغ الاداري.. لكن انا ماني صالح لهالمهمه.. لذلك بتكون الاداره حالياً بيد الشموس ابنة صاحب المجموعه و نائبته.. هي الاجدر والاعرف بهالعمل حالياً..فالحقيقه هي حبت تجمعكم لمناقشة ماتم الاسبوعين الماضيين والجاي من مستقبل الشركه..
الجميع مر بمرحلة احباط فهي لن تحضر..
ألتفت المحامي صالح لمساعده /يا ابني يا مهند شغل الشبكه و خفض الاضاءه.
مهند/ابشر طال عمرك
الجميع ركز على من ستظهر بالشاشه امامهم..
لتظهر فقط يديها ذات الخاتم الناعم ممسكه بقلم . و تبدو واضحه اكمام عبائتها السوداء/السلام عليكم..
الجميع رد السلام باصوات متفاوته وهم يركزون على مايظهر منها. كم هم حمقى.. وان بلغوا من العلم مابلغوا !!
كانت تتحدث وهي تحرك يديها وتشير لشاشه بالقرب منها.. لا تخفاها بعض الاصوات الهامسه.. لتلتفت لمسؤلة الشبكه وتشير لأذنها بأنها تسمع همس بعض الموظفين وتراهم امامها في الشاشه وتعرفهم..لتضطر بعدها ان تعلن استيائها/لو سمحتوا يا خوان اللي علئ الطرف الايسر الاخ احمد والاخ حسام.. انا جالسه اسمع وش تقولون ممكن تعطون الاجتماع اهميته او الاداره في غنى عنكم.. !
ألتزما الصمت وكل منهما خائف ويتسائل ماذا سمعته بالضبط..!!
.
ضل حامد واقفاً في الخارج و يتضح عليه الغضب/يا غبيه تصرفي هذا وقتها.. مافي حسيب ولا رقيب استغلي حزنها وضيقتها وعطيها اللي قلتلك عليه.... رهف يا وويلك ان ماسويتي اللي قلتلك انتي عارفه عقابي.
اغلق هاتفه وهو يزفر الغضب، لن يتركها حتى يجعلها تتمنى ان يتزوجها، وبات ذلك قريباً جداً لا رجل ولا احد حولها… ابتسم بخبث ودخل الى عمله..
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
انهت اجتماعها لتخرج لمكتبها غاضبه و هي تخلع عبائتها.. وتستدعي السكرتيره.. يجب ان تفرض شخصيتها وان يعرف الجميع صرامتها، مافعله احمد وحسام لن يمر هكذا مرور الكرام،.. فهمت ما دار بينهما من حديث عنها وهمز ولمز .حضرت السكرتيره/نعم استاذه
بيد تحرك بها قلمها بتوتر/اسمعيني يا غاده… جهزي قرار بالتحقيق مع احمد مالك وحسام سالم والتدقيق بكل اعمالهم.. وجمدوا اعمالهم مؤقتاً
دخلت نوره وهي احد موظفاتها المقربات منها لتستغرب ماسمعته/خير وش مسوين يا شموس
بتأكيد/يلا يا غاده نفذي اللي قلته و جهزي ورقة القرار وجيبيها لي اوقعها.
خرجت السكرتيره لتجلس نوره مستغربه/خير يا بنت وش صاير
تحدثت بهدوء مصطنع/إجراءات لزوم انضباط الشغل.. المهم وش صار بغيابي.. ابي كل شي يكون على مكتبي حالاً.
لاحظتها متوتره وتتحدث بغضب/الشموس روقي.. ندري انك صرتي المسؤله الوحيده هنا بس خليك اكثر هدوء وكوني انتي لا تخلين الضغوط تغيرك يا بنت
مازال حديث "الرجلين" وهمساتهم عنها يتردد صداها في أذنها/تتحملين احد يتكلم عنك وكأنك صيده سهله و ماتتضايقين؟! علميني تتحملين تسمعين احد يستضعفك ويستهون بك وتسكتين؟!
عقدت حاجبها وفهمت ما يضايقها/ماعليك منهم.. ولا كأنك سمعتي لهم
ابتسمت بخبث/المشكله انهم بيفسرون صمتي ضعف! لا يا نوره.. كل فعل له ردة فعل..انا مابي ناس من هالنوعيه، طالبين العمل كثار و احسن منهم بعد.
.
وقف و ابتسامته تتسع/انت يا سلطان قدمت لي خدمة العمر وماراح انساك.. لكن لين هنا وبس لازم تاخذ حقك وتنساني نهااائي، مفهووم؟
ابتسم الآخر بخبث/مفهووم يا فياض.. انت كريم وانا استااهل
اتجه اليه بتأكيد وهو يحرر له شيكاً/ابيك تنقلع من الرياض بكبرها.. لا احد يشوفك و حط هالمعلومه براسك انت لا تعرفني ولا اعرفك
اخذ الشيك وهو يقف/عُلم يا فياض باشا
دخل في هذه الاثناء ابو فياض وهو يرى وجه سلطان وهو خارج.. لم يرتاح له ابداً..
ابتسم فياض لابيه/هلا بالمعزب العووود
نظر اليه بغضب/انت ماتعلمني من وين تعرف هالاشكال، انا هالادمي مارتحت له.
فياض بابتسامه جانبيه/ماعلينا منه راح في حال سبيله.. خير يبه وش عندك جاي مكتبي؟!
ابو فياض وهو يتذكر ماقدم لأجله/انا ناوي اروح ازور راكان المناع.. تجي معي والا لا
تذكر ذلك الماضي والشموس فغضب/لا مابي لبيتهم شوفه
تركه وهو يمشي/انا قلتلك تبي اجر ..لكن منت كفو
غضب من ابيه ولكن لم يرد، لازال يتذكر رؤيته لتلك الفاتنه في حفلة ملكة اخته،صادف انها كانت رفيقتها..لن ينسى تلك الرقيقه.. التي لم تنسيه إياها زوجتيه التي طلق احداهما.. مازال يقارن بينها وبين بنات جنسها ..الامر الوحيد الذي يجعله سعيداً الان هو حرق دمها بأخيها ومرض والدها هكذا ينتقم منها لتضل بلا ظهر وسند.. سيرى كيف تتقاذفها امواج الدنيا لوحدها.. سيتشفى بها..
.
،
جلست رهف بحيرتها وهي تفكر بحديث اخيها..
اليوم لم تحضر نيفادا للمدرسه.. تبدو واحده اخرى غير نيفادا التي تعرفها، لم تراها حزينه بعد فراق والدتها.. ولكنها غارقه في الخزن لما حدث لأخيها!!
لماذا يريد حامد تدميرها بإيذاء صديقتها.. هو لا يكتفي بنفسه.. لماذا يقحمها في تنفيذ مخططاته اللعينه..
فكرت ملياً في ان تخبر والدها ولكن حامد شيطان بهيئة انسان، لن يدعها في حالها.. هي اعرف بخبث أخيها..
.
،
عادت الى المستشفى بعد معرفتها انهم نقلوا والدها اليه.. وجدت عمتها تقف باكيه وزوجة ابيها تسند ظهرها على الجدار وتبكي، خالجها شعور بالرعب حول مصير والدها/شبلاكم انتم؟..شفيك يا عمه ..انا تركت ابوي اليوم الصباح وهو بخير.. ليه جبتوه هنا وش صار بعدي؟
حاولت الهدوء لتتحدث بحزن/ابوكِ عرف ان له ابن اخ اسمه أدهم بالصدفه.. ومن فتره يرسل له المحامي وتقصى اموره وطلب منه الحضور.. ولكن اليوم انصدم برفضه،كان حاط امل كبير يشيل هالتركه ويرعاكم بعده ويكون سندكم، لكنه رفض رغم كل شي، وكسر قلب ابوك، المسكين انخفض ضغطه
شعرت بصداع، ماقالته عمتها يجعلها تدخل في دوامة تفكير لا نهايه له، كيف لأبيها ان يبحث عن رجل يرعاهم ألا تكفي هي/انا لي ولد عم وماعرفه؟!..وش هالتخريف هذا.. هذا اكيد كذاب ونصاب
لولوه بهدوء/شلون نصاب يا بنيتي وهو رفض الثروه و الوصايه، ورفض انه يتعرف عليكم اصلاً؟!..الرجل مصدووم مثله مثلنا..
تركتها متجاهله ما سمعته وهي تتجه للدكتور وتسأل عن ابيها..تفهم ما يفكر به والدها وهذا ما يجرح ذاتها.. هل لا يثق بها لهذا الحد؟!!
،
.
خرج وليد من قسم الاشعه وهو يتجه لعيادة الدكتور الاستشاري، حمزه لم يدخل وهو يرى تلك الفتاه المنتقبه تقف و تتحدث مع الطبيب والباب مفتوح.. سمع حتى النهايه،هذه من بنات عم أدهم !!
خرجت الفتاه ليدخل هو وهو يشير بالاشعه لزميله الدكتور/دكتور حمزه.. لايكون الاشعه اللي معي لأبوها؟
الدكتور حمزه بلكنه حجازيه/ايوه ابوها.. هااه فين الاشعه يا دكتور وليد
وليد بيأس/للاسف يا دكتور حالته سيئه.. شكله مدخن شره انا مستغرب انه للحين عايش
ضل يتأمل الاشعه وهو يشعر بالأسى/رجل اعمال وملياردير لكن فلوسه تساوي صفر امام صحته..للاسف الصحه مالها ثمن.. بنته منهاره انهيار تام.. الوالد تلقى خبر سيء مثلما قالت لي زوجته لذلك جاته هالأزمه الجديده.. والله رحمتها اخوها من جهه وابوها من جهه.. الله يعينهم
شعور متضارب في داخله.. هل يعود ليخبر رفيقه بما يحدث لعمه نتيجة رفضه الاعتراف بهم.. لم يعرف ان أدهم قاسٍ إلى هذا الحد..!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
… .في طريقه الى الخرج يريد زيارة قبر والدته كعادته كل اسبوع، او اسبوعين، يذهب اليها وينثر دموعه على قبرها.. حتى يكتسب صلابه لمواجهة العالم، هناك حنانها وإن غمرها التراب وباقي العالم مجرد سراب..فبعد معرفته اهل والده ،شعر ان قلبه يحتوي بذرة حقد وكراهيه لكل شيء!لم يتبقى لهم ما يستندوا عليه.. نفدت خياراتهم ليلتفتوا أخيراً له!! كم هو قاسٍ شعور انك الخيار الاخير أمام من لا يحبونك!!
رن هاتفه ليرفعه ويرد عليه بصوت بارد/هلا وليد…
على الطرف الآخر، يبدو بصوته الجديّه/اخيراً رديت علي!! وينك؟
ببرود/معليش انا بالطريق للخرج ومانتبهت لاتصالاتك الا هاللحين.. هاه وش بغيت
وليد بغضب/بغيت اسألك.. انت وش قلت لعمك راكان؟
ضاق من ذكره/يابن الحلال مالي عم ..ولا لي اهل فاااهم؟!
قاطعه وليد/انت ذبحت الرجال برفضك وهو مستفزع بك ..عمك نقلوه للمستشفى مره ثانيه بأزمه قلبيه والله يستر..
لم يتاثر ولم يرد ،شيء من التبلد يعتريه كل دموعه كانت لأمه فقط.. كل رقة قلبه قسّتها مرارة الأيام..لم يعد لديه مشاعر لأحد!
تحدث وليد ليحثه للقدوم/بنات عمك منهارات وزوجته واهلك.. اذا ماجيت علشان عمك تعال علشان بناته اللي انت صرت سندهم الوحيد بعد الله ترى مالهم ذنب.. يا أدهم انا مقهوور على شوفت هالبنات لحالهم بالمستشفى بدون رجال يوقف معهم.. ما يرضيني ان ماجيت فأنت منت أدهم خويي وانسى صداقتنا
ضرب بيده علئ الدركسيون وهو يرد بغضب/بتبيعني علشان ناس مانعرفهم
وليد بغضب/صرت تعرفهم يا أدهم، و صرت ملزوم فيهم..ترى هالبنات شعر وجهك.. انت رفيق دربي وخوي دنيتي وانا اعرف ان منت قليل نخوه.. لا تخلف هقوتي فيك!
صمت وهو يغلق الهاتف بوجه وليد..لا يريد احداً من اقاربه بعد كل تلك السنوات، اين هم حينما كان محتاجاً لهم.. لن يلتفت اليهم قسّته السنين والايام.. تبلدت مشاعره تجاه العلاقات..
.
،
في المنطقه الشرقيه..
اغلقت الهاتف من اخيها وهي تمسح دموعها وتبتسم، كل اخباره واحاديثه تنعش قلبها.. مازال أدهم يحتفظ بها رغم تلك السنوات.. مازال يفكر بها.. اطلقت تنهيدتها و هي تذهب لغرفة اطفالها نظرت إليهم بعين الحب ماذا لو كان والدهم أدهم!!
لماذا ظلمت نفسها كل تلك السنوات لتعيش في صمت بعلاقه اشبه بالميته.. ظلمت نفسها وظلمت زوجها.. كانت والدتها هي من دفعتها للقبول بمنيف، في الحقيقه لم يكن هنالك فرق.. ما دامت قد خسرت أدهم فهي قد خسرت الخيار الاول والاخير. من تزوجته من اجل والدتها، كان الخاسر الاكبر.. وان ربحها!!
تلقت رساله في هاتفها وابتسمت، قد اخبرها قاسي بأنه سيرسل لها صوره ستجعلها تضحك ..فتحتها بلهفه وهي تبتسم قبل رؤيتها.. لتضع اناملها على شفتيها، صوره تجمعها بقاسي وأدهم ..لن تنسى ذلك اليوم الذي اشترى اباها كاميرا لقاسي بعد نجاحه من الثانويه، كانت تقف بجانب أدهم سعيده بالتقاط الصوره.. ولكن أدهم داهمها بشد شعرها من الجهتين وهو يضحك ليلتقط قاسي تلك الصوره..
دخل منيف في هذه اللحظات ليجدها ممسكه بهاتفها وتنظر الى شاشته بابتسامه تشوبها لمعة عين، استغرب ابتسامتها الساحره التي لا يراها الا نادراً، اقترب منها ليرى مالذي جعلها تبتسم ليتفاجئ بأدهم معها في الصوره، عقد حاجبيه وهو يسحب هاتفها منها/وش ذااا؟!!
لم تعجبها تلك الطريقه ولكنها هادئه بتعاملها/مثلما انت شايف صوره..
زم شفتيه بغضب/ادري انها صوره، وش ذا يا مدى؟..ابي اعرف تغطيتي من أدهم والا لا
جلست ببرود بعدما اخذت هاتفها/لا تكلمني بموضوع صاير له سنين..
غضب اكثر/هالموضوع يخصني.. تكلمي
التفتت اليه بطرف عينها/اذا صار قبل اعرفك فهو ما يخصك.. بعدين تراني تغطيت من أدهم متأخر ..لا تنسى انه كان معنا بالبيت
لم تعجبه اجابتها/واذا معكم بالبيت.. لازم تغطين..
وقفت وهي تنوي الذهاب لغرفتها وايقاف الحديث عن الماضي. لن تهدم بيتها الآن ولديها ثلاثة اطفال.. هي اعقل من ان تهين زوجها.
أوقفها وهو يشد على معصمها/مدى مانتهيت من كلامي معك.
ابتسمت له لتريحه/منيف اللي فات مات.. الله يرضا عليك انسى.. انا زوجتك انت.. و بينا اطفال وهذا هو المهم.. لا تخلي شي قديم وتافه يخرب حياتنا
اقترب منها وهو يحاول ان يستشف منها الصدق، ابتسامتها تلك تثير جنونه/تحبيني يا مدى ؟
كذبت طوال فترة زواجها.. وهاهو يريد منها تأكيد كذبتها، ابتسمت وهي تنسحب من امامه/كبرنا عليها يا منيف.. فات وقتها.. تعوذ من الشيطان وتعال نام احسن لك ولي..
رآها تذهب ببرود وسط غليانه، لماذا يشعر بعدم الرضا الآن، لماذا دائماً تتهرب من هذه النقطه وتنهي حواراتها معه بأن الوقت قد انتهى..!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
تلبدت الأجواء بالغيوم من جديد،.. ازداد الوضع سوءاً وهي تجلس بالانتظار على أمل مستحيل..تنهدت وهي تبكي فتقف تاره وتجلس تاره أخرى بتساؤل موجع ماذا سيحدث بعد دقيقه وبعد ساعه وبعد يوم !!
لماذا ضعف والدها وسقط فجأه مع ما حدث لأبنه،
لابد وأنه كان يضع فيه احلامه وامنياته وأمآله.. لذلك كانت صدمته موجعه قاتله..
ذهب الجميع وبقيت هي وعمتها لولوه..عادت لتجلس بتعب وارهاق على كرسي الانتظار المقابل لغرفة والدها..
وقفت لولوه تلك السيده الخمسينيه/انا بروح دورة المياه بتوضى وبروح لاستراحة النساء اصلي الوتر
تركتها وذهبت..
،
دخل وهو يتجه لغرفة العنايه..سيرى ما يريد منه ذلك العم الذي ظهر له فجأه ويطلب رؤيته ، يحمل في صدره ثقلاً..لم يحبذ لقاء عمه لكنه سيعمل ما يمليه عليه ضميره،
وصل الى وحدة العنايه ليجد الممر هادئ وفارغ سوا من واحده تجلس هنالك وتبدو متوتره من طريقة جلوسها ..
نظر الى الابواب الثلاثه ليتجه لرقم غرفة عمه وهو يشد خطواته..
لمحت ذلك الذي يقف امام غرفة والدها بتردد، طويل ويبدو قوي البنيه..خافت من تردده! لماذا يقف بتوتر و كأنه يفكر… ،هي لا تعرفه و لأول تراه، وقفت واتجهت اليه، لتقف قريبه/نعم اخوي؟شبغيت؟
ألتفت اليها وهو يرى عينين قد احمرتا من اثر البكاء وصوتها يبدو مبحوحاً/لو سمحتي توكلي ، انا ماطلبت مساعده.. انا جاي وعارف الغرفه اللي ابيها
ردت بضيق/ياخي انت واقف عند غرفة أبوي و انا ماعرفك وجاي بهالوقت المتأخر ، لذلك انا اسأل،شبغيت؟
استغرب وهو يبحر بعينيها التي تحولت للحده بفضول ويرد بسخريه/وتقولينها بفخر ،تعرفين كل الرجال اللي يعرفهم ابوك!!
استفزها بتلميحه الغير مقبول و لكنها هادئه/احترم نفسك واعرف حدودك.. قلتلك هذي غرفة ابوي وماراح تدخلها
اعاد ترتيب شماغه من جديد وهو يشاهد سيده قادمه من اخر الممر/صدقيني ماهو بودي أجي واشوفه ، لكن جاي فزعه لا اكثر وادري انكم محتاجين رجل ..انا أدهم عبدالله المناع ولد عمك لو تعرفينه..
اقبلت لتقف أمامه وهي تتخيل أبيها، فهو يمتلك نفس الملامح و نعس عينيه و لونها العسلي الفاتح بشكل ملحوظ.. و خامة صوته وعرض منكبيه، هو حقاً/اي والله انك حفيد عبدالعزيز المناع ..أدهم ولد اخوي؟!!.
استغرب هذه السيده التي تقف امامه واخذ يلتفت في الممر، حمداً لله ان وليد انشغل في الطوارئ ولم يشاهد ما يحدث، ليتفاجئ بها تعانقه/ليت الايام ترجع واشوف ابوك لييت
تفاجئ ولم يبدي اي ردة فعل، فهم من حديثها انها عمته/شلون ابو نايف؟..<< لم يستطيع مناداته عمي!!
فضلت السكوت والابتعاد عنه، بعدما عرفت من هو و لماذا جاء، بدا مغروراً مُعتداً بنفسه وبرجولته ومتعالي جداً وكأنه يتفضل عليهم بقدومه.. لم تعجبها نبرته المتكبره.. ماذا يظن نفسه!!
.
،
.
دخل بصحبة لولوه الى عمه وهو ينظر اليه، كم هو وقور يبدو نحيلاً وشاحباً..ماذا فعل به الدهر وهو من قائمة الاغنياء في هذه المدينه..!!
شاهد عمته وهي تناديه هامسةً في أذنه/يابو نايف.. يا راكان.. أدهم ولد اخوك هنا ويبي يشوفك،قوم شوفه
تسائل قليلاً بداخله مالذي أتى به اليهم وهو قد جزم عدم الاحتكاك بهم، استعاذ من وساوسه وهو يرى عمه يستجيب ويفتح عينيه وينادي بصوت ضعيف/نايف.
نزلت دمعتها وهي تراه يهذي بأسم ابنه/أدهم هنا يا راكان.. قوم
استوعب ماذا تقول له فابتسم قبل ان يراه/الحمدلله الحمدلله
اقترب اليه أدهم ببرود، بداخله جليد، لا شي يتحرك سوا عواصف جليديه، لأول مره لا يرق قلبه ولا يهتم بضعف احدهم، قد توفي ابيه وأمه ولم يهتم به احد في هذا العالم سوا خاله وقد مات هو الآخر فمات معه الاحساس الدافئ الذي قتلت ماتبقى منه ابنته التي كان يحبها و رفضته لتتزوج غيره! ، اراد ان يعرف ماذا يريد منه هذا العم فقط/سلامتك يا بونايف ماتشوف شر
لولوه بابتسامه دافئه/هذا عمك يا أدهم،
شعر وكأنها تقول هذا "همك"..رباه كن في عوني مالذي اقحمت نفسي به..
مد يده لتتلقفها يد أدهم/سم يا عمي انا جنبك.. شده وتزول ان شاء الله ما تشوف شر..
ابتسم وهو يسمع صوته، هو ذلك الشاب الذي تصله اخباره ويعلم ماذا يفعل منذ ان عرفه.. هو ذلك المجتهد والمثالي في عمله كما سمع به من محاميه وممن ارسلهم اليه/أدهم ماخاب ظني بك .. كنت مثلما تمنيتك و توقعتك ..
استغرب كلماته وكأنه يعرفه/يا عمي أمرني وش بغيت طال عمرك
اخذ نفسه بصعوبه وهو يشعر يوماً بعد يوم باقتراب اجله وتحدث بابتسامه/ اكثر شي فرحت به اني عرفت ان لي اخو اسمه عبدالله وله ولد اسمه أدهم.. قسم بالله فرحت وكأن هالولد لي أنا..
لم يجد ما يقوله.. صمت وهو يحاول ان يصمد..
أردف راكان وهو يأخذ انفاسه بصعوبه/العمر معاد به كثر ما راح يا ولدي.. لكن وصيتك بناتي مالهم سند بهالدنيا ولا لهم عوين بعد الله غيرك..
شعر بالمسؤليه والضغط/الله يخليك لهم..
شد على يد أدهم/ويخليك يا ولدي..
تسائل بداخله، لماذا لم يعترف به إلا الآن.. لماذا يستدعيه بعدما احتاج اليه!! لا بأس سيكون معه حتى يسترد عافيته ثم يتركه، لا حاجة له بأناس لم يعترفوا به الا في وقت حاجتهم/سم يا عم.. قول وش تبي واسويه
هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم/هذا العشم يا ولدي هذا العشم..
دخلت في هذه الاثناء و هي تشعر بتوتر، لم ترتاح لطلب هذا الرجل هنا/يبه خلاص كفايه كلام ارتاح يالغالي.. وانت لو سمحت اطلع ماهو وقت زياره
نظر إليها بنظرات ناريه لماذا تعامله وكأن بينهما ثأر قديم!! ، ماكل هذا الغرور و والدها بهذه الحاله الحرجه ويحتاج رجل يقف بجانبه..!
ابو نايف/لا ، خلو أدهم عندي ابيه بسوالف بيني وبينه.
شعرت بالحرج وهو ينظر لعينيها بهذه الحده، وكأنه يتوعدها، ابتلعت ريق الخوف ثم ازاحت عينيها عنه/عمتي انا اتصلت بالسايق وجاي تحت برجع للبيت، وراي دوام بدري
نظر الى ساعة معصمه وهو مستغرباً/الساعه2ونصف كيف تروحين لحالك مع السايق؟!!
نظرت اليه باحتقار وهي تهم بالخروج/تصبح على خير يبه.
ألتفت الى عمته/روحي معها يا عمه مايصير ترجع لحالها..
ابتسمت له وهي ترمقه بفخر/ياجعل عيني ماتبكيك، الله يرحم ابوي وعبدالله.. انا بلحقها ماعليه.
شاهدها تخرج وتذكر حديث وليد في هذه اللحظه عن تواجدهن بدون رجل يقف بجانبهن، لا يرضى ابداً لو كان له سلطه لن يسمح بتواجد احدى محارمه حتى هذا الوقت خارج المنزل.. ألتفت الى عمه الذي ناداه/بغيت مني شي يا عمي؟
اشار الى الماء على الطاوله/ابي ماء.. صب لي ماء خلني أبل ريقي ، هالادويه ذبحتني
سكب له الماء وجلس بجواره، سيكون له كولده ليطمئن عليه و ليتجاوز محنته.. بداخله جليد لم يعرف يوماً معنى دفء العائله، اضطراب تفكير وهمس في اقاصيه يؤنبه لماذا قبلت ان تكون بديلاً لشخص آخر..!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
وصلت بصحبة عمتها وهي غاضبه ويتضح عليها التوتر، لتنزع عن وجهها النقاب بعدما سمعته من عمتها/معااد الا هي والله
وقفت لولوه وهي في حيره منها/انتي وش بلاك على الرجال، ما قال شي. كان خايف عليك بس
وقفت لتستدير وتلتفت الى عمتها وهي تصغر عينيها مستغربه/ماشفته الا قبل شوي وتقولين يخاف علي؟ تكذبين على نفسك انتي؟ انتم كيف بتامنون له؟ ماتعرفون وين تربئ ومن رباه ولا تعرفون تاريخه مادري لو انه مجرم وراعي مشاكل..
لولوه بابتسامه/لا ياقلبي ابوك يعرفه زين و هو خريج ادارة اعمال وماستر ودكتوراه في القانون يعني دكتور محامي.. ماظنتي كان عنده وقت علشان يسوي مشاكل
مازالت مصممه، فهي تشعر بأن مكانتها ستهتز عند والدها بعد هذا الدخيل/هذا ما يهمني انا بكرا راح ازور ابوي واجلس معه وافهمه، اذا هذا اووله ينعاف تاليه
تركتها وصعدت بدون ان تسمع ردها..
لتنزل في هذه الاثناء هند مستغربه/لولوه وش صاير ليه صوت الشموس طالع؟!!عسى ما شر
ابتسمت في وجهها وهي تخبرها بسعاده/تعاالي ماعليك من شموس… شفت أدهم ابشررك وافق يزور عمه
ابتسمت بسعاده/اااحلفي؟كيف شكله؟ وكم عمره؟
لمعت عينيها وهي تبتسم/يشبه ابوي يا هند نسخته سبحان الله..! ماتتخيلين شكل راكان و فرحته بشوفت أدهم.. بكرا اذ الله شفى اخوي يمكن يطلعون ونرتاح من كل هالهم..
هند برجاء/يااارب.
.
عاد الى المنزل ..أوقف سيارته وهو غاضب لرؤيته لطفله يلعب في الشارع لوحده!! الساعه الآن الحاديه عشر صباحاً كيف يخرج لوحده.. اين تلك الغبيه كم مرّة ينبهها بالاهتمام به ولكن لا حياة لمن تنادي.. متى ستصبح أماً مهتمه كباقي الامهات؟!!
اتجه اليه وهو يناديه/خااالد حبيبي انا جييت
إلتفت الى ابيه وابتسامته تتسع ثم يتجه اليه مسرعاً/بااباا
حمله وقذف به في الأعلى ليلتقطه مجدداً وهو يحتضنه/ليه تطلع هااه وين ماما؟
هز كتفيه/ماما نايمه..
شعر بالغضب وهو يدخل بأبنه، ترك خالد في الصاله امام التلفزيون ثم رفع صوت قناة براعم حتى لا يسمع ما سيقوله لوالدته/حبيبي اقعد هنا شوف الكرتون لين اجي طييب؟
هز رأسه بابتسامه/طييب
.
اتجه الى الغرفه وهو يراها مفتوحه ليدخل ويغلق الباب ويتجه الى السرير وهو يزم شفتيه بغضب وينزع الغطاء عنها/قووومي يا عديمة المسئوليه قووومي
فتحت عينيها بكسل/شفييك يا قاسي؟
سحبها من يدها الى دورة المياه ليغسل وجهها/لهالوقت ناايمه وانتي عندك بزر يبي له مداراه وفطور ورعايه.. انتي أم بالله ؟ هااه متى تسنعين يا ريم متى،تععبت اقسم بالله تعبت من اهمالك لا بيت متسنع ولا ولد مهتمه فيه؟
تأفأفت/ما يبين بعينك.. وش صار يعني لو نمت شوي هااه
ضجر من لا مبالاتها وبرودها وعدم اعترافها بتقصيرها/الولد لقيته بالشاارع لحااله محد يطلع هالوقت الا ولدك يالمهمله..لو جاي احد خاطفه او داعسته سياره وش بتسوين هااه
ابتعدت عنه وهي تجمع شعرها المنثور ببرود/ياحبك للمبالغه.. ترى الامور سهالات لا تزعج نفسك ع الفاضي.
يكاد ينفجر من غضبه وهي غير مكترثه/ريم ان ماتعدلتي مع خالد انا راح اتصرف.. انا مو مشكله لكن ولدي لا تقصرين معه.. انتي أمه انتي المفروض تهتمين فيه، لا تخليني اضطر اشوف لي حل
ابتسمت بسخريه فهمت ما يلمح له/مافي مثل الام تحفظ ولدها.. فلو تلف الدنيا ماراح تلقى مثلي تخاف على خالد..
استغفر ربه وهو يحاول ان يهدأ/حاولي تتغيرين وتهتمين بخالد اقسم بالله يا مريم ان تهاونتي مره ثانيه ماراح اسامحك والله ويلا اطلعي سوي له اكل ياكله..
تركها وخرج وهو يشعر بغليانه من تصرفات هذه البارده..
لماذا وقع في هذه المصيبه.. تمنى لو انها لم تحمل له خالد ولكنها حملت به بعد الزواج بشهر.. فكان يصعب عليه اتخاذ اي قرار انفصال او حتى زواج.. طفله اهم من نفسه ويأتي قبل كل أولوياته.. لذلك سيضحي من اجله فماقيمة الحياه ان لم يكن هنالك من تحبه وتهتم به و تضحي لتحافظ عليه..
.
اعتبرت وجوده تهديداً لمكانتها ولشخصيتها التي يقدرها الجميع ويعترف بجهودها.. لطالما كانت هي ذراع والدها وسنده في كل اعماله.. لطالما كانت هي المستشاره الأولى لوالدها ولا احد سواها..
كانت تتوق لليوم الذي ترتاح به ويستلم اخيها كل الامور.. ولكن ليس شخصاً آخر مجهول وغامض يرى نفسه متفضلاً بتواجده و مغتراً برجولته..!
ستثبت لوالدها انها الأكفئ وان كانت انثى.
جمعت شعرها كعادتها في ربطة واخذت هاتفها وهي تخرج لتنزل تحت فاليوم السبت وعطله..لتعترض طريقها عمتها، استغربت مالذي جعلها تستقبلها اسفل السلم، تعابير وجهها تخفي أمراً/خير عمتي هند؟ عيالك فيهم شي؟
ابتسمت لها/لا بسم الله عليهم.. بخير الحمدلله
تركتها وهي تتجه لتلك الطاوله التي عليها فناجين وقهوه عربيه لتأخذ فنجاناً وهي تجلس/اجل وش صاير ليه احسك ودك تقولين شي!
نطقت بسعاده/ابوك بيطلع اليوم وأدهم بيجي معه، على حد علمي بيسكن هنا
يالذلك الرجل الدخيل ماذا سيجلب لهذه العائله/نعم؟!!
هند بابتسامه/افرحي جاء اللي بيشيل همك
وضعت الفنجان وهي تزم شفتيها بغضب ،وكأنها سمعت ما يهينها و يجعل النيران تشتعل بداخلها/يشيل همي؟!!! من قال اني عاجزه ومن متى جيتك اتذمر .. ومن هو علشان يدخل بحياتنا كذا من الباب للطاقه
استغربت ردة فعلها الغاضبه/شموس ترى هذا ولد اخوي بعد مننا وفينا، و لولوه تقول ان راكان فرح بشوفته وكأن الروح ردت له.. وش مضيق صدرك انتي؟ كلنا ندري ان الوضع صار صعب وكلنا بهالبيت حريم نبي سند!!
تركتها بدون ان ترد عليها وهي تذهب لمكتب والدها غاضبه، بعد كل تلك التضحيات والسنوات يتجاهلها أبيها من اجل شخص عرفه للتو.. وإن كان ابن اخيه..، لا يجب ان يتجاهلها بهذا الشكل..
جلست خلف مكتبه وهي تحاول ان تسيطر على غضبها..
،
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية ما وراء الغيوم
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا