مرحبا بكم مرة أخرى في موقع قصص26 ورواية جديدة كما عودناكم علي الابداع والتميز دائما, موعدنا اليوم مع الفصل الحادي والعشرون من رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا).
رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا) |
رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا) - الفصل الحادي والعشرون
جلس ناجي وسط رجاله مجتمعين بفيلته ليشير لاحدهم امامه....
خرج الرجل ليحضر رجلان يحملان صندوق كبير ملئ بالأسلحة !!!
-المهمه المره دي غير والفلوس كاش كل واحد فيكم هياخدها دلوقتي !!
قال ناجي بثقه ليردف احدي الرجال...
-وايه المهمه دي ؟!
ابتسم تلك الابتسامة المريضة المريبة ليقول ...
-احنا هنهجم علي فيلا ماجد بنفسنا ... كده كده انا واقع وانتم مالكوش ذنب ، كل اللي هطلبوا منكم ولائكم كام ساعه لحد ما اخلص عليه وتاخدوا فلوسكم وتتمتعوا بيها ، ها قولتوا ايه ؟!
نظر الرجال الي بعضهم البعض ببريق الجشع في عيونهم ليوافقوا بالتوالي علي خطته التي سيطرحها عليهم ......
.................
فيلا الشناوي....
اشارت جميلة لحياه حتي تغلق صوت التلفاز لتقول في الهاتف....
-ايوة يا الاء زي ما قلتلك كده ؛ واديني مستنيه اشوف اخرتها !! ....
-يا صابرك ياختي ، ده لو انا كنت دبحته بسكينه !!!
-بس يا رخمه كتك نيله في ملافظك !!
-شوف البت !! انتي كمان زعلانه عليه ، طيب والله حلال فيكي ابن المجنونه ده !!
-بطلي غلط بدل ما اخلي وليد يقص لسانك ده ؛ صحيح هو فين انا زعلانه منه من اخر مره ما كلمنيش !!!
لتردف الاء بضحك...
-اخوكي غيران ياختي علي شعره لو سمع صوت محمد ده تاني هينسي الاتفاق ويجي يخطفك ويحبسك في الشقه معانا !!
دوت صوت ضحكه جميله الخيالية في ارجاء المكان لتصل الي مسامع محمد الذي ارتفعت شفتيه بابتسامه وهو يصعد امام فهد الي الفتيات....
-اه وماله هعمل نفسي اني مصدقاكي ..بس بالله عليكي تخلي يكلمني بكره لما يصحي لانه وحشني اوي !!
اردفت الاء بمرح ...
-ماشي ماشي وانا لا !!
ابتسمت جميله قائله...
-وانتي طبعا ده انتي الخير والبركه !!...
-المهم ابقي طمنيني اول بأول عملتي ايه ...هسيبك بقي سلام...
-سلام....
اغلقت الهاتف لتلتقي بعيونه .... متي جلس امامها هو وفهد ؟!!!
نظرت الي حياه وجدتها تطالع التلفاز بانبهار ...وجهت ابصارها لتري عرض ازياء بفساتين الافراح ....
فرغ ثغرها لتردف...
-الله حلوين اوي !!
لتجيب حياه بابتسامه واسعه ...
-جدا ، انتي لو شفتي فستان فرحي هتموتي ضحك !!
اردفت جميله بحنق طفولي يخفي الكثير بداخلها...
-اتلهي علي الاقل انتي لبستيه .. لكن انا لسه !
حاول محمد الانشغال بهاتفه وهو يستمع لهم ....لتردف حياه بغمزة لجميله لم تفت علي فهد ….
-بكره يا حبيبتي هتلبسي احلي فستان فرح وتكوني عروسه !!
جز فهد علي اسنانه ناظرا لحياه بتحذير ولكنها تجاهلته تماما ....
لتندمج جميله معها لتردف بمكر....
-ايوة اول ما الاتفاق يخلص و ارجع بيتي انا هتجوز علي طول ....
-هدووووء مش عارف اركز ، مش عايز اسمع صوت تاني !!! ....
قال محمد بغضب يحاول السيطرة عليه ليقول فهد بحنق...
-انت بتزعق ليه ما تسبهم براحتهم !!
لم يجيب محمد وامسك بنظرات جميله المشتعلة بعناد .....لتزيد من حنقه قائله ...
-اصل يا حياه انا متقدملي عريس ....
بذلك وقفت متجاهله عيونه المتسعة وصدمته لتردف..
-انا هعمل الفشار وطالعه يا يويو !!
هبطت سريعا بقلب يدق فلم يفتها سواد عيونه و وقوفه مكانه ....لحق بها محمد بحده ليردف بهدوء ينذر بالشر ....
-ايه الهبل اللي بتقولي ده !!
عقدت ملامح وجهها بذعر وهي تهرع بخطوات واسعه الي المطبخ قائله...
-احم قلت ايه !!
-اللي اتنيلتي و قولتي فوق دلوقتي !!
-ايه اتنيلت دي ؛ خلي عندك ذوق في الكلام !
-نسيب المهم ونمسك في اتنيلت ولا متنيلتش ....
تنقلت وهي تحضر محتويات الفشار وتضع الاناء علي الموقد ، اقترب محمد بحده لتمسك بالغطاء كالدرع امام صدرها قائله بتوتر وتحذير...
-اقسم بالله لو قربت مني تاني هصوت وافضحك !!
لم يأبه واقترب قائلا بغضب حالك....
-وهتقولي ايه بقي ؛ جوزي عايز يقرب مني !!!
حاولت دفع الغطاء قليلا لوضع مساحه بينهم وهي تبتعد بخطوات الي الخلف وهو يحاصرها بخطوات اشد خطورة ...
لتردف بحزم و ارتباك مكبوت...
-انت جوزي علي الورق و انا من حقي اني اعيش حياتي ، طالما انت رافض تكون فيها ؛ انا اديتك فرصتك !!....
ارتسمت نصف ابتسامه علي فتيه شعرت بها كالمسامير تغرزها ... لتتأكد ان ما سيخرج من فمه الان سيجعلها تكرهه وتكره ذاتها ....
ولكنه تسمر لحظه قبل ان تتجمد عيناه ويلتفت بريبه شاعرا بسكون يسبق العاصفة !!
في لحظه سمعت صوت انفجار كبير لتخرج صرخة منها وهو يدفعها لتقع علي الارض ...جثا جوارها وصوت طلقات ناريه تحيط المكان ....
نظرت له ذعر ليجرها نحو البراد والاختباء بجواره وبين الحائط قائلا بحده ....
-خليكي هنا اوعي تتحركي او تطلعي من مكانك لحد ما ارجعلك ....
امسكت ذراعه بخوف وذعر ظهر جليا في صوتها .....
-انت رايح فين ، انا خايفه !!
اعتصر قلبه ليميل علي جبينها بقبله سريعه وهو يمسك رأسها بين راحتيه ...
-متخافيش مفيش حاجه هتحصلك !!...
اتاه صوت احد الحراس ليدفعها مكانها.....
مال بجسده العلوي وهو يتجه نحو باب المطبخ ليأتيه صوت ماجد من غرفه المكتب بجواره قبل يقذف له بسلاح ...
التقطه هو بكل براعه وهي تتابع بعيناها ذلك الجزء من شخصيته التي لم تراه قبلا لتختبئ عندما قفز ليختفي عن انظارها وهي تبكي بخوف محتضنه غطاء الاناء الي صدرها !!
وتدعو الله ان يعود اليها سالما وان يحمي كل من في الدار....
اما فهد فقد كان يؤنب حياه عندما سمعوا اصوات الهجوم ليهرع بها الي غرفتهم يبحث عن مخبأ لحب حياته بذعر ليستقر عقله علي حوض الاستحمام في الداخل ....
جعلها تستلقي به و دموعها تنهمر بذعر وخوف لم تعهده من قبل ليركض نحو الدرج بجور فراشه يجذب سلاح صغير يتركه للازمات ويتجه نحوها وهو يتأكد منه ويفتح زر الامان ...
-امسكي يا حياه !
-لا لا مش بعرف !!
-هششش مفيش وقت ، الموضوع سهل امسكي المسدس كده وخلي نحيه الباب اي حد يدخل عليكي مش انا او ضابط اضربي النار من غير تفكير تمام!!
-مش هقدر ، مش هقدر!!
قالتها من بين شهقات بكاءها ليهزها فهد بعنف....
-لا هتقدري ؛ انا لازم انزل حالا !!
قالها بحده و هو يهرع الي الخارج ولم يتوقف حتي وصل الي حزام سلاحه علي الطاولة يجذبه هو وهاتفه ويطلب الشرطة في طريقه للأسفل بريبه خوفا من اصابته بأحدي الطلقات ....
وجد محمد عند احدي النوافذ يتبادل اطلاق النار وماجد عند نافذه اخري و حارسان عند الباب .....
توجه بانحناءة وقفزه مدروسة تدرب عليها كثيرا ليصل الي محمد....
-ايه اللي بيحصل ده !!
-اكيد ناجي علوان !!
-هو اتجن ؛ ده هيروح في داهيه !!
-اكيد مش داهيه اكبر من اللي احنا فيها ...
ليردف احد الحراس بصوت عالي...
-العربية التانيه اللي كانت مع العربية اللي انفجرت علي البوابة بيطلع منها الاوامر !!
ليردف فهد بحده ...
-عرفت ازاي ...
-الفتحه اللي عندي علي الباب كل ما اضرب نار ...الاقي حد داخل او طالع من هناك !!
ليجيب محمد سريعا ...
-ممكن بيجيبوا خزن الاسلحه !!
ليردف ماجد بحده ...
-لا اللي انا بضرب عليه عنده الصندوق كامل وبيرمي للكل من ورا مخبأه....
جز محمد علي اسنانه بتفكير ليردف بحزم وهو يجذب فهد من ياقته ويضعه مكانه بجوار النافذة.....
-خليك هنا ، لو قدروا يدخلوا و جميله حصلها اي حاجه هقتلك انت !!
هز فهد رأسه بعنف بالموافقة يحاول مؤازره صديقه قبل ان يردف بحده وهو يراه ينبطح قليلا و يتجه للداخل ....
-انت رايح فين !!
-لو اللي في دماغي صح يبقي ناجي جوا العربيه ؛ واحتا 5 وهما اكتر من 30 ؛ عقبال الحكومه ماتيجي هنكون اتصفينا الواحد ورا التاني ، مفيش غير ناجي اللي هيقدر يوقف الهجوم !!
-وهتقنعوا ازاي ده مجنون !!
قال ماجد بذهول ...ليرتفع جانب وجه محمد بشبه ابتسامه قائلا...
-مش هقنعوا !!!
بذلك توجه الي مكتب ماجد وقلبه يرغب في الدخول الي جميله وطمئنتها ولكن لا وقت لذلك ....
سحب سكين خاص بفتح البريد علي مكتب ماجد ووضعها في فمه ، ممسكا بسلاحه وهو يقفز من النافذة الخلفية بعد ان تأكد من خلو المكان ....
توجه سريعا للسور الخلفي المحاط بقطع زجاج صغيره لمنع اي اقتحام خارجي ولكنه خلع قميصه يشقه الي نصفين ويلفها علي يديه ...
تأهب ليقفز و بصعوبة وببعض الخرابيش علي ساعديه استطاع تخطي الجدار!
وجد الشارع شبه خالي وهو يحاول الرؤية في ظلام الليل ويحمد الله علي تركيب والده فوانيس الإنارة التي تنير كامل المنطقة امامه...
استند بظهره علي اخر السور المؤدي الي السور الامامي ويخطف نظره نحو البوابة الخارجية استطاع بها تحديد مكان السيارة و تحديد عدد الرجال بالخارج ...
بالتأكيد يقف بعيدا عن اطلاق النار كالجبناء .....
استجمع عقله سريعا فلا يمكنه احداث ضجه بأطلاق النار .... ليتسلل بخفه تتنافي مع قوه جسده نحو الرجل الوحيد الواقف بجوار السيارة ومعظم الرجال منشغلون بالداخل و بعضهم يطلقون النار من خلال البوابة ....
وضع سلاحه خلف ظهره ليمسك بسكين البريد بخفه و مهاره ليضع يده علي فم الرجل ويضرب بالسكين ضربه حاده قويه في رقبته كانت كفيله بإخراج روحه وقطع انفاسه .....
من حسن حظه ان ناجي كان منشغل علي هاتفه يتابع تقدم الشرطة منهم .... لينضم له محمد سريعا بعد ان اسقط الرجل بيده ويضع المسدس في مواجهه ناجي قائلا !!
-هنكمل و لا جيم اوفر !!
بلل ناجي شفتيه بصدمه والهاتف يقع من يده ويرفع يداه الاثنان قليلا بارتباك ....ليستكمل محمد سريعا ...
-قولهم يوقفوا ضرب النار حالا ، يلا انت هتصورني !
انتقل محمد الي الجانب الاخر وهو يتخطى فوق جسده ويدفعه نحو الباب والمسدس في جانب ناجي ليردف بارتباك...
-وقفوا ضرب النار ...
ليأتيه صوت احد رجاله بذهول...
-البوليس علي وصول احنا كده مش هنلحق...
غرز محمد بالمسدس في جانبه اكثر ليردف ناجي بحده ...
-قلت وقفوا ضرب نار !!
نظر الرجال الي بعضهم البعض ليقف احد الرجال بمعاضه....
-كده خلاص ؛ انا هنفد بجلدي !!
وصلت لمساعهم صوت انذارات الشرطة ليهرعوا هاربين .....
دلف اثنان الي مقعد السائق والمقعد الامامي لسيارة ناجي ....
ليأتيهم صوت محمد الحاد...وهو يجذب ناجي من رقبته نحو صدره ويشير بالسلاح اليهم …..
-اللي هيتحرك دماغه هتتصفي علي حجره ....
تسمر الرجلان وهم ينظران في المرآه الي الخلف ...ليغمض احدهم عينيه نادبا حظه الاسود .....
ماهي الا لحظات حتي وصلت الشرطه وطوقت المكان ....
...........
كان ماجد يحترق بالداخل خوفا علي ابنه الذي تأخر ولكنه شعر براحه عند توقف اطلاق نار و سمع صوت وصول الشرطة .....
حاول فهد الاستماع للخارج و التمسك بثقته بمهاره صديقه والا يغلب عليه التوتر والقلق....
القي نظره ليري الرجال تنسحب بهرع ليأتيه صوت ماجد....
-دول بيهربوا !!
ليردف الحارس...
-الحمدلله ؛ اكيد محمد باشا وصلهم !!
ما ان رأي رجال الشرطه ومحمد يدلف معهم من البوابه حتي انطلق كالصاروخ للاطمئنان علي زوجته ...
فتح باب المرحاض لتنطلق طلقه تستقر بجواره بعشوائية ....عاد الي الوراء بخضه ليردف ...
-الله يحرقك ؛ انا فهد !!
اتاه صوتها الباكي بخوف وهي ترمي بالسلاح في الحوض بذعر وتتجه اليه لتجده واقف بجوار الباب ...
-حصلك حاجه ؛ اوعي تكون جات فيك !!
ابتسم فهد بذهول قائلا...
-لو جت فيا مكنش زماني بكلمك دلوقتي ....
انكمشت ملامحها تطلق العنان لدموعها وهي تحتضنه اليها ليطمئنها بصوته الحنون ....
-خلاص اطمني كل حاجه تمام !!
حركت رأسها بخفه واغمضت عيناها تستمع لدقات قلبه المساوية لدقاتها ليغيبا في لحظه تطمئنينه تجدها بين ذراعيه وحده....
......
وصل الي محمد صوت طلقه ليهرع بقوه الي الداخل والي مكان اختباء جميله ،
تمزق قلبه وهو يراها منكمشة علي نفسها محتضنه الغطاء ووجها البريء تشوبه الدموع ويظهر عليه الرعب والارهاق شعرت باقتراب احد فأغمضت عيونها بشده واستسلام ....
جثا الي ركبتيه ينفضها من مكانها لتخرج منها صوت مذعور قبل ان تستقر في احضانه وتصل الي مسامعها صوته الهادئ المحب الي قلبها ...
-انتي كويسه ؟!
سقط الغطاء المعدني بينهم بصوت مزعج لتحيطه بكلتا ذراعيها براحه قائله...
-انت اللي كويس...
ابتعدت عنه تتفحصه بعيناها لتري جراح خفيفة علي ذراعه فتحت فمها ليقاطعها سريعا ...
-الحمدلله انها جت لحد كده !!
هزت رأسها بتعب و ذهول قائله ...
-هما كويسين ؟!
-ايوة ...
قالها وهو يعيدها الي احضانه ليتوقف الوقت بينهم وهو يقبل اعلي رأسها ويرغب لو يخبأها بين ضلوعه .....
-هششش متعيطيش انا مش هخلي حاجه في الدنيا تأذيكي ، انا هحميكي دايما !!
ليأتيها صوتها الرقيق الباكي....
-ازاي وانت مش هتكون معايا !!
-انا مش هسيبك يا جميله انا اديتك فرصه للهرب وانتي رفضتي ، انا مش مسئول عن اللي هعمله فيكي بعد كده !!
ابعدت رأسها تنظر له بأمل وتساؤل ....ليجيبها وهو يميل عليها ويقبلها برقه وحنان بالغ قائلا بين شفتيها....
-انا بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك ولا هقدر اسيبك ؛ انا عارف اني اناني و .......
قاطعته جميله وهي تحتضنه بفرحه كادت تخل بتوازنه لتردف بسعادة....
-بس متتكلمش انا اصلا مسمعتش بعد كلمه بحبك !!
خرجت منه ضحكه علي سخافتها ليضمها هو الاخر ويغمض عينيه منضما لها في لحظه شهدت ارتباطهم الي الابد ....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي والعشرون من رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا