مرحبا بكم مرة أخرى في موقع قصص26 ورواية جديدة كما عودناكم علي الابداع والتميز دائما, موعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا).
رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا) |
رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا) - الفصل الرابع
اخرج فهد من تفكيره عثمان وهو يضربه علي ظهره بثقه وحال عيناه يخبراه هل ندمت بعد علي الفراق ام تريد الاستمرار!!
اقتربت حياة وهي تشعر بالدماء تهرب الي وجهها وقلبها يضرب في اذنها وكل مخططاتها بتجاهله ومعاقبته علي تركها تتهاوي امام عيونها التي تعكس هيئته الرجولية فقد اكسبته تلك السنوات البنية الصلبة التي تجزم انها من شقاء تدريباته و عمله ....
ابتلعت ريقها ببطئ لتردف...
-حمدلله علي السلامه !!
تنحنح وهو يستجدي حروفه للعوده ليردف بصوت اجش وكأنه يستكشفه لاول مره ....
-الله يسلمك يا حياة ....
هزت رأسها بخفه وخجل وتوجهت نحو عمر تجلس بجواره ...ابتسم لها عمر بهدوء وكأنه يشجعها ويواسيها ......
شعر فهد بانزعاج طفيف بانها لم تجلس بجواره وتوجهت الي اخيه الصغير و لكنه ابعد ذلك التفكير السخيف عن رأسه....
عثمان وهو يجاوره....
-منور يا خوي ....
-بنورك يا عثمان ، كده تضحك عليا ...
ابتسم نصف بسمه بأسي ليقول...
-مالوش فايده الكلام ده يا خويا انت عارف مكنتش هترجع غير لو عملت كده...
هز فهد رأسه و امضي النهار كامل يحادث عائلته ووالدته التي تتجه لعناقه كل ثلاث دقائق .....
بينما يراقب هو حياه باهتمام بالغ والتي تجاهلته معظم الوقت تلعب بعباءتها وتنظر الي الارض...
وان تلاقت عيونهم لاحظ الحزن وكأنها تعاتبه بتلك العيون الصارخة ....
اليست سعيدة لأنه تركها ؟! فعل ذلك من اجلها كي لا ينتهك براءتها ككل من حولها !!....
ام انها حزينة لأنه عائد ؟!
ظل تفكيره مشوش طوال الوقت وهو يري عمر اخيه يتواصل مع حياة في الخفاء بإشارات غير مفهومه للجالسين ولكنه متأكد انها فهمته جيدا ....
علاقتهم توطدت كثيرا ... شعر بلفحه غضب لانه يتعذب من اجلها وهي لا تقوي حتي علي معاملته جيدا .....
تقابلت عيونه الحائرة بعيونها الحزينة لتتجاهله مره اخري ببرود وتتجه الي المطبخ لمساعده والدته في تحضير الطعام....
لتتمت في نفسها تواسيها ...
-اثبتي وخليكي قويه !!
انتهي الغذاء باشادته بجميع الأطعمة ، لتتفاخر والدته بان حياه هي صاحبه الوليمة وانها طبختها بحب من اجل عودته...
نظر الي ابتسامتها المصطنعة ليشكرها بخفوت ...
-شكرا يا حياه .....
اردفت بشبه ابتسامه .....
-العفو ...
حب ؟!! نعم كم يظهر جليا علي وجهها !!
ولكن لما يبالي ؟ الم يأتي اليوم عاقد النيه علي انهاء الامور.....
امامه اربعه ايام قبل العودة وعليه فعل الكثير والكثير.........
............
في القاهرة ؛ بمكان ما...........
صفعه حادة نزلت علي وجه الرجل امامه ليردف صوت خرج كفحيح الأفعى...
-أغبيه !! حته بنت صغيرة تعمل فيكم كده !!
-لا اله الا الله ....يا باشا قلتلك صوتت ومتولي وقع الفازة غصب عنه ....
قال رجل اخر بجوار متولي الذي يقف ممسكا بوجهه بحنق .....
التفت له سامح بحنق ليردف وهو يدفعه في صدره...
-ما انت مش احسن منه يا حسين ...انا مشغل حريم معايا مش رجاله !!! ....
اطرق كلاهما رأسهما غير قادرين علي معارضه اليد اليمني لرئيسهم ....فأن رغب يستطيع محوهم من علي وجه الارض...
اقترب رجل عجوز له هيبته و زقاره ملحوظ يخضع الاعين التي تلقاه وهو يعقد ذراعيه خلف ظهره بتفكير ليقول بصوت له بحه مميزة وهدوء حاد كالسكين....
-انت شوفتها يا سامح و اكيد اتعاملت معاها ياتري هتخاف و تبقي دي رساله كافيه ولا هنضطر نتعامل معاها بطرقتنا والمره دي انا هتصرف بنفسي ؛ لاني مش محتاج رجالتك الورق دول !!!
احمر وجه سامح من الغضب وهو يرمق رجاله بغل قبل ان يردف .....
-دي حته عيله لا راحت ولا جت اكيد هتخاف ومش هتقدر تجيب سيرتي بحاجه...
ابتسم بغموض ليردف بنبره تهديده بحته...
-امممم علي العموم انت المضرور مش انا ولا ايه يا سامح ؟!
ابتلع ريقه برعب وصعوبة ليقول ....
-اكيد طبعا يا باشاا حضرتك عارف ولائي ...انا شوفت المر عشان اوصل للوظيفة دي وادخل وسطيهم وكل ده بأشرافك يا باشا ...انا لحم كتافي من خيرك ....
اكتفي ناطي بابتسامه خفيفة لا تمتد للمرح بصله وهو يخرج جهاز صغير من جيبة ليلقيه له بإهمال ....
-أتفضل جهاز التنصت اللي في الاوفيس اتشوش عليه مالوش لازمه دلوقتي !!
شحب وجه سامح وهو يري نفسه يتورط اكثر واكثر ليردف بتوتر
-يعني تفتكر تكون البت كلمتهم بالسرعه دي !!
دار الرجل حوله بخطوات ثابته يصطنع التمثيل ليردف ...
-تفتكر هيعملوا اعاده تهيئه امنيه علي الشركة كلها ويشوشوا جهازين تنصت مش واحد بس منهم اللي انت حاطه من فراغ يا سامح ؛ تؤ تؤ انا كده هشك في ذكاءك وانك مبقتش نافع ده بالإضافة ان البنت دي اختفت فعلا من الصبح !!
مسح سامح العرق علي وجهه ببطء ....
-انا هتصرف يا فندم متقلقش .. يمكن تكون استخبت من الخوف !!
جلس الرجل وهو يحك ذقنه بتفكير ليردف...
-البنت دي وراها حاجه ....انا مش عارف ايه هي ....كونها البنت الوحيده اللي تشتغل مع ماجد و كونها بدون خبره وانها مالهاش اي لازمه زي ما اكدتلي من ملفها ....يبقي الراجل ده وراه سر كبير واكيد هيكون حلقه في القضاء عليه نهائيا .....انا ليا طار بايت معاه ومش هيهدالي بال الا وانا مخلصه .....
-اكيد طبعا يا باشا .....انا متأكد انك لو ادتني فرصه هجيب ارار (اصل و كل ما يتعلق بها ) البت دي و اعرف في ايه بالظبط واحنا كسبنا اول خطوة بالملف اللي اخدناه ده لوحده يوديه في داهيه مع الحكومة !!
كشر الرجل وجهه بغيظ ليردف ...
-الحكومه مش عبيطه يا سامح لازم المكيدة تبقي اكبر من شويه ورق وبعدين انا عايز اجله يبقي علي ايدي انا مش حد تاني ....مفهوم !!!
شعر بالاطمئنان لأنه يدخله في خططه المستقبلية ولم ينوي التخلص منه ليقول مسرعا بثقه....
-وانا متأكد اني هلاقي ثغره امنيه قريب ونتخلص منه ده لو مجبتهوش لحضرتك متكتف تحت رجليك في خطه في دماغي وفي خلال اسبوع هتسمع خبره !!...
ارتسمت ابتسامه شر علي وجهه العجوز ليردف بشماته .....
-ساعتها بس هيشفي غليلي و يعرف مين هو ناجي علوان !!!!!!
مال متولي يسأل صديقه ....
-هو بيكره ماجد كده ليه ؟
-ششششش وطي صوتك ....
نظر حوله وتأكد من انشغالهم وبعدهم عن مرمي سمعهم ليردف....
-اصل ابنه كان تحت الحراسة في شركه ماجد بس اتقتل بيقولوا حطوله سم في ازازه المايه ...
-مين اللي حطهوله وليه ....
-انت فضولي اوي وهتودينا في داهيه ...كان معاه جنسيتين واحده مصري والتانيه اجنبيه و بيقولوا كان طالب لجوء سياسي و شكله كان جاسوس مزدوج و ان فرقه الحراسه كانت من شركه ماجد و ناجي فاكر ان ماجد اتفق مع الحكومه تتخلص منه وماجد بيقول محصلش و ان الدوله الاجنبيه هي اللي اتخلصت منه عشان ميحصلش حرب بينا وبينهم !!!
حك متولي رأسه بتوهان ليردف...
-اييووة ده شكله حوار كبير اوي ...
لكزة صديقه ليردف ...
-اسكت يا متولي لما انت غبي بتسأل ليه اتلهي علي عينك نفذ وبس...
تمتم متولي بكلمات بذيئه بخفوت قبل ان يصمت تماما....
.............................
فيلا الشناوي..........
اخذت جميله تأتي وتذهب في حجرتها بغل وتحمد الله ان وجبه الغداء مرت بسلام فقد كادت تموت خجلا وهي تحاول تناول الطعام معه خاصا بعد ما حدث في حجره الجيم وتجاهله لها تماما....
المتعجرف من يظن نفسه ....عضت علي شفتها السفليه بحنق متمتمه بغضب...
-هو فاكرني مدلوقه عليه وهيمانه في حبه وهو عامل نفسه شمس الزناتي !!
قاطع تمتمتها دقاق منظمه علي باب الحجره ...
-مين بيخبط ؟
-افتحي !!
لوت وجهها علي سماجته ونبرته الامره لتردف
-ثانيه واحده !!
متعمده التأخر بضع ثواني فقط لمتعه اغاظته !!!
-ايوة ..
فتحت وهي تردف بعنجهية وانف مرفوع يخالف الحرج الذي لا يزال يغمرها مما حدث صباحا ...ليرمقها بلا ادني اهتمام وهو يدفع بحقيبة امامها قائلا....
-شنطتك كانت في العربية .....
-شكرا ...
قالتها وقررت غلق الباب غيظا من لا نبالاته ولكنه اوقفها بصوته....
-ايه اللي حصل مع سامح بالظبط ؟! ...
اغمضت عينيها بغيظ وهي تتمالك اعصابها حتي بعد اولي لحظاتهم قربا هذا ما يفكر به لتقول بصوت شبه مختنق...
-ما انا قلتك !! ...
-لا عايز اسمعها تاني والمره دي بالتفاصيل !!...
جذبت نفس عميق لتقول بهدوء نسبي..
-زي ما حكيتلك عبد الرحمن اداني مفتاح الارشيف عشان اصلي فيه بما اني الست الوحيده و بعدها باسبوعين المفتاح اختفي لمده يوم ...
قاطعها وهو يقترب خطوة زادت توترها ليردف بتركيز ....
-انتي اتعرفتي علي سامح قبل ما المفتاح يختفي صح ؟..
ضيقت عينيها فهو يعلم بالتحديد متي رأته...
-انت عارف اني شفته قبلها ...اعتبر ده شك فيا ياباش مهندس !!..
عزف عن تصحيح لقبها له وقال بجديه تامه...
-احب اسمعها تاني ساعات التفاصيل بتبقي اوضح لما الانسان يعيش بيها و بيستعيد يوم الموقف كله ، حاجات ممكن تبقي تافهة بس مفيدة بالنسبة ليا ....
زفرت بحنق لتمسك بنظراته بحده وهي تخبره بما يريد و كلاهما يتذكر ما حدث منذ بضعه ....
########
فلااااااش باااك....
وقفت جميله بابتسامه رقيقه تبرز جمالها مرتديه تايير اسود و حجاب روز رائع يبرز جمال بشرتها بطريقه تضايقه ...
-اهلا يافندم !!!
-اهلا يا جميله ... هستني قهوتي من ايديك طبعا ..
قضب حاجبيه بغيظ والده الذي لم يعرف المديح طوال حياته اصبح رقيق في تعامله معها ....فما حال رجال الشركة !!!
تنحنح ماجد وهو يدخل تاركا الاثنان مع عبد الرحمن ....
وكالعاده توجه محمد الي مقعده المقابل لمقعدها علي المكتب المشترك بينه و بينها والذي شب نزاع بينه وبين والده بسببه فهو يعلم ان والده خطط لهذا الامر ولم يكن بالمصادفة ان تأتي من لا مكان الي حياته ...
كما ان شركه كبيره بالتأكيد ستتحمل شراء مكتب صغير لها بعيدا عنه و عن مساحته الشخصية الا ان والده وصف الامر بالتفاهة ووصاة بتنمية روح المشاركة وكأنه يعمل في احدي الحضانات !!..
مرت دقائق قليله حتي دلفت بفنجان قهوه والده ومعها فنجان اخر لعبد الرحمن ....
اخذه عبدالرحمن منها بابتسامه وهو يردف...
-تسلم ايدك !!
احمرت وجنتها فرفع هو شفته العليا باشمئزاز علي هذا التواصل بين الاثنان ....
رمش عده مرات ، لحظه !!!
احضرت لوالده وعبدالرحمن القهوة وتجاهلته هو تماما....
بدأت نيران الغيرة تشتعل بداخله تدريجيا فاخذ يتذكر والدته وذلك الوعد ولكن دون جدوي...
دلفت الي مكتب والده وبعد دقيقه خرجت بابتسامتها المشرقة التي اختفت عندما التقت انظارهم !!....
رمقته بكبرياء و اتجهت بأنف مرفوعة الي الخارج لتحضر قهوه اخري ظل مترقبا حتي جلست متجاهله اياه تمام واخذت رشفه صغيره منه ....
نظر الي فنجانها ثم الي فنجان عبد الرحمن الذي يشربه بنهم و هو يمدح قهوتها !!..
ما ان وضعت الفنجان الخاص بها امامها حتي امسك به ليأخذ رشفه كبيره منه ..فرغ فمها علي اخره ...
يا للوقاحه !!
وضع قدم علي الاخري ونظر لها بابتسامه صفراء ، اخرجتها من صدمتها لتزم شفتيها بحنق وتقول...
-انت قليل الادب !!..
خرجت ضحكه خفيفة ليميل عليها ويردف بهدوء...
-لا وسافل كمان انتي متعرفيش ؟!
اعاد القهوة الي فمه يرتشف منها وعيناه تلمعان بضحكات مكبوتة .... يتابع ازدياد تنفسها بغيظ....
لتقذفه بالقلم الذي في يدها وتصيبه في صدره...
-انت بايخ ومستفز....
ضحك بسخريه ونفض صدره بلا مبالاه....
-وانتي رخمه وقليله الذوق وبعد كده زي ما بتعملي للكل تعمليلي معاهم يأما هشرب قهوتك ماشي ؟!
-مشش في ركابك يا بعيد ، طيب وريني كده وشوف هعمل ايه انا.. انا..انا ه...ه......
رفع يده في وجهها ليقول ببرود...
-اتعلمي تتكلمي الاول وتركبي جمله علي بعضها وبعدين هدديني يا موزه !
وضعت يدها علي فمها بصدمه لتقول بحده وغضب..
-موزة انا موزة انا !!!!
نظر لها من اسفلها الي اعلاها لترتسم شفتاه في نصف ابتسامه جذابه اظهرت اسنانه اللامعة ...
-لا طبعا انا بس قلت ارفع من معنوياتك ،بس مالكيش نصيب !! ....
غمز لها تاركا القهوه فارغه ليزر بذلته ويتجه نحو مكتب والده بتأهب ...
تعجبت من هذا التحول المطلق وقبل ان تنفجر به وتهدده بانها ستخبر ماجد باشا دلف اربعه اشخاص !!
كيف علم بوصولهم ليتأهب !!!
تمتمت بغيظ ...
-مريب سخيف لايطاق بس اموت واعرف عملها ازاي دي ابن اللظينه !!!
زفرت بحنق علي غبائها وهي التي تهلوس وتري الرجل كنسخه من حبيب الطفولة ....
زفرت وحثت نفسها علي التركيز في الاوراق امامها ولكن عيناها تخوناها لتهرب اليه بين كل لحظه والأخرى....
تمتمت بحنق...
-لا لا الرخم ده مش محمد بتاعي ابدا...
..............
بعد قليله توجهت لأداء صلاتها بالأرشيف لتصطدم برجل يقف امام الباب مباشرا وهي تهم بالخروج ..انتفضت بخضه قبل ان يبتسم بتوتر يحاول تهدئتها ...
-انا اسف اوي يا استاذه جميله ...
-ولايهمك ، هو حضرتك واقف ليه كده انت عايز حاجه من الارشيف...
كانت اجابته سريعه بشكل مريب ولكنها تجاهلت الامر...
-لا لا طبعا انا كنت داخل الاوفيس وحسيت بحركة غريبه وانتي عارفه طبعا ان هنا ممنوع ع الموظفين ..صحيح انتي دخلتي هنا ازاي ؟!
نظرت الي المفتاح بيدها بعفويه لتردف...
-استاذ عبد الرحمن ادهولي عشان اصلي فيه ...
هز رأسه بابتسامه وحدسها يحذرها منه ليردف بمودة...
-انا سامح تبع قسم الحاسبات والالكترونيات ...
-انا.....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا