مرحبا بكم مرة أخرى في موقع قصص26 ورواية جديدة كما عودناكم علي الابداع والتميز دائما, موعدنا اليوم مع الفصل السادس من رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا).
رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا) |
رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا) - الفصل السادس
ابتعدت جميله عن احضانها متجاهله اهتزازه جسدها الذي شعر بقرب محمد جوارها بالرغم من صمته ...
اقترب وليد وكاد يعانقها ليجد يد تدفعه في صدره بغضب ليهدر محمد بحده...
-انت اتجنيت ؛ انت بتعمل ايه ؟!
رد وليد بغضب من تطاوله ليقول..
-انت عبيط !!! انت مالك انت !!
كاد محمد ان يقترب منه بهجوم لولا وقوف جميله امامه وهي تضع يدها علي صدره لتردف بحده...
-في ايه يا محمد ، عيب كده !!
ضيق عينيه بغضب شديد هل تعتاد علي عناق ذلك المتشرد ...ابعد يدها بالرغم من اشتعال كل جسده من لمستها البسيطة ليردف..
-انا اللي عيب!! ....والبيه اللي داخل يحضن ده مش عيب !!...
اردف وليد بصوت عال ...
-دي اختي وانا حر احضنها ولا محضنهاش انت بتتدخل ليه ؟!...
دفعها محمد من امامه ليقف بعيون مجنونه قائلا بحده...
-لا مش اختك دي مراتي و انا محبش حد يحضن مراتي !!
-مراتك !!! انت هتعيش الدور ولا ايه ده اتفاق يا حبيبي ولو نسيت انه اتفاق يبقي اخد اختي من هنا وانا اولي بيها وبحمايتها !!
ليجيب محمد بخطورة وهو يشد علي حروفه....
-علي جثتي لو جميله اتحركت من هنا !!
شعرت جميله بخطورة الموقف وحموه كما حدث في اخر مره اجتمعا فيها الاثنان و رفض وليد لزواجها من محمد حتي وان كان الهدف الحماية ،
لتتدخل بكلتا يداها تضعهما علي صدر كلاهما لتفريقهم ...
ولكن نظره مرعبه من محمد ارغمتها بلا وعي علي ازاله يدها من علي صدر وليد لتردف بحنق ...
-ممكن تهدوا شويه ....خلاص يا وليد حصل خير محمد بس بيهزر ....
امسك محمد يدها يكاد يجذبها ولكنها استدارت بمهاره تعطيه ظهرها وتلوي ذراعها وهي تشد علي قبضته بتحذير بين ظهرها و صدره،
مستكمله حديثها مع وليد المتوجس من هذا التواصل بين الاثنان...
-انا مبسوطة هنا متقلقش و هكون مطمئنه هنا اكتر !!
-جميله انتي عارفه اني هحطك في عنيه ...انتي عارفه غلاوتك عندي انتي مش اختي انتي بنتي وعايزك تبقي متأكده اني هقدر احميكي في اي وقت ...
قالها وهو يرمق محمد بحده ليتقدم محمد خطوة تقابله بها جميله بخطوه للخلف حتي التصق ظهرها بصدره محاوله منعه من التصادم مره اخري....
امسكت الاء يد زوجها بقلق لتردف...
-مفيش داعي للكلام ده ياوليد اكيد محمد فاكر الاتفاق بس هو مضغوط ممكن نروح بقي !
هز رأسه وهو يمسك بنظرات محمد المتحدية ليردف ...
-ماشي ....انا هزورك تاني يا جميله ولو احتاجتي اي حاجه في اي وقت كلميني يا حبيبتي!!
مدت الاء يدها بحقيبة صغيره الي جميله وهي تميل براسها تقبلها لتردف...
-شويه الحاجات اللي طلبتيها ....ربنا يعينك !!!..
قالتلها بنظره ذات مغزي لتجذب وليد خلفها بعد ان القي التحية علي جميله ...
زفرت جميله بتعب وارتخي جسدها للحظات وهي تعيد رأسها الي الوراء تستند علي صدره وتغمض عيونها شاكره ان الامر لم يتحول الي صراع بينهم .....
فيتحول غضب محمد في لحظه الي ذهول ومشاعر ملتهبة ، علت انفاسه مع دقات قلبه وهو يميل برأسه يلامس بأنفه اعلي رأسها ...
فتحت جميله عيونها بحده ، و شعر بجسدها يتصلب علي جسده وهي تستشعر دقات قلبه المتمردة ....
ابتعدت بسرعه لتستدير بوجه احمر مخلوط بخجل وغضب قائله...
-انت ازاي تعمل كده !!
-عملت ايه ؟!
قالها ببراءة لتضيق عيونها بغيظ وتردف...
-انت ازاي تعمل كده في وليد ... مش من حقك علي فكره...
ليردف من بين اسنانه بحنق...
-لا من حقي علي فكره انا جوزك !!
-علي ورق وبس ... انت قلت تتجوزني عشان تحميني و وليد يوافق اعيش معاكم في الفيلا!!!
ليرد بغضب مصححا...
-الاتفاق عشان انتي توافقي مش عشان وليد يوافق ، وليد ده مالوش حق عليكي و حتي لو علي ورق انتي اسمك مرتبط باسمي وطالما انتي علي ذمتي يبقي مفيش راجل يلمس شعره منك !!
-انت قليل الادب !!!
-وانتي مش متربيه !!
-انت حقير و قليل الذوق و عديم الاحساس وانا متربيه احسن منك !!!
امسك مقدمه ملابسها يجذبها نحوه ليردف...
-وانتي لو فتحتي بقك بغلط تاني هتلاقي ايدي بتسلم علي وشك ...مفهوم !!!
شدد علي حروفه مع كل كلمه ينطق بها لتدفعه هي بغضب وتطلق صرخة حاده مزعجه كأنين الكمان بغيظ وتتجه نحو الباب لتخرج الي الحديقة و محمد يلاحقها بسرعه ....
-اقفي يا جميله وانا بكلمك! ...
-مش عايزة اكلمك ابعد عني !...
اتجهت الي البوابة الرئيسية فكاد احد الحراس يوقفها بذراعه ليهدر محمد بتحذير..
-اوعي تلمسها !!
رفع الرجل كلتا يداه بذهول وابتعد خطوين الي الجانب لتمر جميله دون لحظه توقف ومحمد يلحق بأعتابها .....
-ممكن افهم انتي رايحه فين ؟!
-ممكن افهم انت جاي ورايا ليه ؟!
ظلت تمشي علي طول الطريق وهي تعدل من حجابها والتي رمته بإهمال علي رأسها حين هاتفها وليد معلن قدومه لتخبره بانها ستستقبله وكم ترغب بالارتماء في احضانه فقط لأغاظه محمد وانتشال رد فعل منه للاعتراف بهويته او هويتها و لكن دون جدوي..
بعد لحظات صمت طويله وسير مستمر اردف محمد بقله صبر...
-ممكن نرجع البيت !!
-اتصل بوليد اعتذر الاول …
-نعم !! ... ده واحد قليل الادب ! ..
التفت له بحزم وهي ترفع اصبعها في وجهه ..
-لم لسانك يا محترم وليد مؤدب غصب عن عينك وبعدين تعالي هنا قولي مالك وماله انت ؟! اخ وبيحضن اخته ايه مزعلك !!
اشتعلت عيونه ليردف بحزم مماثل...
-اللي مزعلني انه مش اخوكي ...
ضربت كف علي كف لتردف ....
-لا اله الا الله هتعرف اخويا اكتر مني !!
قالتها متعمده استفزازه عسي ان يعترف بأصولهم في الدار ولكن دون جدوي ليردف بغضب ...
-عارف وخلاص !!
ابتسمت بسخريه ومراره لتردف..
-تمام حتي ولو مش اخويا الحقيقي علي الاقل وقف جنبي عمري كله ورفض يتخلي عني زي ناس قبليه ....
شعر بقلبه يعتصر بغضب برغم انه مقتنع بعدم معرفتها به الا انه شعر بكلامها يتهمه وشعر بحنق لمقارنتها بما كان بينهم بما بينها وبين وليد ليردف بغضب...
-انتي مش عارفه حاجه عشان تتكلمي وتقولي اتخلي عنك ...انتي تسكتي خالص ، يا غبيه !!!
نزلت دموعها هذه المرة ليس غضبا بل حنقا علي تمسكه بتجاهلها لتقول وسط دموع تكوي صدره ...
-وانت جباااان !!
رفع يده فأغمضت عيونها منتظره صفعته ولكنه ضرب شجره خلفها ليردف كالبركان المشتعل ....
-قدامي علي البيت !!...
مسحت دموعها بحده واتجهت بغضب نحو المنزل ....اتجه خلفها بعيون غاضبه ليلمح احدي رجاله ، اشار له بغضب للتقدم ...
-انت بتعمل ايه هنا وسايب الفيلا ؟!
-ماجد باشا اصر اني اجي معاكم لانك من غير سلاح !
اتسعت عيناه بخوف ليمسك ذراعها ويجرها خلفه بينما بقيت جميله تبكي طوال الطريق وهو يجذبها لتسرع خطواتها ...
كانت متأكده ان غيرته منذ الطفولة اكثر ما يحركه واسرع الطرق ولكنه يثبت عناده ...مسحت دموعها وهي تتذكر ماضيهم البريء.....
###############
فلاش باك........
جلست تمشط عروستها بملل فقد وعدها محمد بان تنتظر منه مفاجأة ولكنه تأخر كثيرا في تدريبه الحرفي فأخواتها الصبية خرجوا منذ مده وهو لايزال مع المعلم بالداخل ....
جلس اخيها حسن بجوارها ليردف...
-قاعده لوحدك ليه يا جميله ...ما تقومي تلعبي مع دلال بتدور عليكي ..
-لا انا هستني محمد..
لوي شفتيه بغيظ طفولي ليردف...
-انتي علي طول بتلعبي مع محمد هو مفيش اخوات ليكي هنا غيره....
لتردف بعفويه وبراءه...
-محمد مش اخويا ده صديقي الصدوق هو قالي كده !!
نظر لها وكأنها مجنونه ليردف ...
-خلاص خلي محمد ينفعك ومتحبيش غيره ....
ابتسمت له ببراءة لتردف...
-بس انا بحبك كمان ، انت حسن اخويا ....
ابتسم لها بسعادة صبيانية ليخرج قطعه شوكلاه متبقيه منه ويعطيها اياها وهو يقول ...
-وانتي اختي جميله الجميلة خدي الشكولاته دي ليكي !! ..
اخذتها منه بسعادة وبدأت تأكلها بنهم ، رفعت انظارها الي مكان غرفه التدريب لتجد محمد مقدم عليهم بحقيبته ورقيه في يده ونظرات الغضب المرافقة له بصفه دائمه تعلو وجهه ....
لم يعطه حسن فرصه للتصادم ووقف يبتعد بعد ان ربت علي شعرها بابتسامه ...
رفعت كفها تلوح لمحمد ليسرع اليها لتردف بقله صبر....
-انت اتأخرت اوووووي اوووي ...اومال فين المفاجأة ؟!.
لانت ملامحه قليلا ليردف .....
-وانتي فاكره المفاجأة سهله انا بعمل حاجات كتير في عشان اقدر احققها !!....
نظر الي قطعه الشكولاتة في يدها ليردف بغيره طفوليه ....
-بس انتي بتاكلي شوكلاته ومبسوطة وانا مهدود عشان أفاجئك ، لا انا غيرت رأي مش هدهالك خلي حسن يفاجئك !!
وقفت سريعا تمسك ذراعه قائله بمحايله طفوليه....
-لا لا خد الشكولاتة انت كمان ونبي ونبي عايزة اشوف المفاجأة مش انا جميله الصديق الصدوق !! ....
ابتسم ليظهر عمره الحقيقي كفتي في الرابعه عشر ويردف...
-بس خلاص بطلي زن العيال ده هدهالك وخليلك الشكولاتة مش عايز انا ، ومتنسيش ان ابله امل قالتلك ميه مره متقوليش ونبي اسمها بالله عليك !!....
قفزت عاليا تصفق بحراراه و جنون فرحه ، فلأول مره يفاجئها احد زادت ضحكاته وهو يعطيها ما بيده لتفتحه .....
فتحتها لتجد عروسه جديده و جميله جدا بشعر بني كشعرها البندقي تماما اتسعت عيناها بفرحه وذهول واحتضنت اللعبة بشده ....
ومالت عليه تحتضنه هو الاخر ليبعدها عنها سريعا بابتسامه خفيفة ، فتوبيخ ابله امل له مازال بعقله فقد نبهته بان دينهم لا يسمح بالتقرب من الفتيات حتي وان كانت طفله لا تتعدي ال 9 سنوات فهو اكبر منها ويجب ان يفهم لتوعيه صغيرته فأي شيء فد تفعله معه يمكنها فعله مع غيره وان كانت جميله مرتبطة به فعليه ان يعلمها القيم الصحيحة كأخ كبير ......
شيء بداخله لم يحبذ فكره اقترابها واحتضانها لاحد اخواتها علي حد قول جميله فهو لن يصحح لها مفهوم القرابة بالأخوة ويكسر الطفولة المتبقية فيها .....
عادت الي لعبتها بابتسامه وهي تلمس شعرها بأطراف اصابعها الصغيرة وتتحسسها برقه ثم نظرت الي عروستها القديمة المهملة لتردف...
-متخافيش دي اختك الجديدة وانا ههتم بيكم كلكم زي ابله امل بالظبط !!
اتسعت ابتسامته و ضربها كف خلف رأسها الصغير وهو يردف....
-خدي بالك من نفسك الاول يا رجل الحمامة !!
نظرت له شزرا قبل ان تتجاهله وما هي الا ثواني حتي اجبرته علي اللعب معها واقامه حفل شاي وهمي للجمع بين اللعبتين ، لتجعله يلعن اليوم الذي فكر فيه بمفاجأتها....
انتهي الفلاش باااااك.......
#############
استفاقت علي صوت محمد الذي يأمرها بالإسراع ويصيح عندما وجد حارس اخر يلحق بهم....اذا كان معظمهم بالخارج لحمايته ...
من يحمي والده ماجد !!!!
..............
في بني سويف.......
جلست عائله فهد يتسامرون بسعادة في امور الحياة ويسمعوا حكاوي والدهم عبدالله بتأني ...
ما عدا فهد الذي صب جام تركيزه علي اشباع عيونه من حياه التي صعدت ليله امس بعد خلوده الي النوم ولم يشعر بها من شده التعب ليستيقظ في النهار و يجد الغرفة خاليه منها، وعندما هبط اليهم وجدها تساعد والدته في المطبخ ....
اخرجه من تفكيره لكزه عمر لحياة وشعر بحنق وشعور لا يريد التطرق اليه !!!!
ما الذي يدور في هذا البيت ؟!!! يجب ان يتم بينه وبين اخيه الصغير حديث في القريب العاجل عن عدم ملامسه زوجته حتي وان كانت كأخت له وصديقه الطفولة كما اخبره عثمان !!!
قرر الانسحاب حتي لا يفعل ما يندم عليه ويتهم بالجنون امام عائلته ... فقال بحده...
-انا طالع انام !!
ردت والدته سريعا ..
-خليك امعايا ياولدي متسربع علي النوم ليه !! باجي ليك يومين وترجع وتهملني اجعد حبتين جلبي رايد يحس بيك !!
ليأتي صوت عبدالله ....
-ايه يا ام عتمان الراجل تعبان همليه لحاله وخليه يرتاح من امبارح وانتي كتمه علي نفسه !!
تململت بحنق لتردف بتنهيده ....
-اللي تشوفه ، جومي يا حياة ويا زوجك!!
قالتها والدته بحنان ونظره ذات معني ....
لتبدأ دقات قلبه المشتاق في التسارع .... قبل يد والدته و اتجه الي الدرج ليسبق حياه بخطواته دون النظر اليها مصطنع عدم الاهتمام ...
سمع خطاها الرقيقة خلفه وفقد السيطرة علي قلبه تماما ....
دلف الي غرفته يترقب دخولها فهناك شوق نحوها يتمني الغرق فيه حتي يرضي قلبه المجنون !!.....
مازال مصدوم من هيئتها الخرافية ومن هذا التحول الخطير من طفله الي امرأه ليراوده هذا التساؤل...
هل اخطأ في بعاده بالفعل كما تظهر له افعالها ؟!....
دلفت حياه خلفه وقلبها يدق بتوتر وحب كمين وخوف من رفضه لها زفرت وهي تتذكر توبيخ و ضغط والدته عليها كأنها تريدها بان تلقي بنفسها بين ذراعيه ...
لم ترتكب اي خطأ هو من قرر الابتعاد عنها وليس العكس !!....
احبته ولاتزال تحبه ولكنها لن تجرح كرامتها بالتقدم خطوة لتقابل رفض صريح من جانبه...
خرجت من افكارها علي صوته ...
-انا هستحمي تحبي تدخلي الحمام الاول ؟!
ود لو يقتل نفسه علي سخافة سؤاله ولكنه لا يعلم كيف يجذبها في حوار فمنذ ان خطي بقدمه الدار لم تحدثه بجمله كامله ....
بللت شفتيها بينما تابع حركتها هو بجوع اشعلته داخله بتلك العيون الحائرة لتردف بوجه احمر....
-لاا ادخل براحتك !....
هز رأسه بتوتر و دلف ليأخذ حماما باردا عسي ان يعيد له عقله المسلوب بها ....
هرعت حياة الي خزانتها تخرج احدي ملابسها بينما يستحم هو ، ففوجئت بملابس غريبه عنها موجوده وجميعها مكشوفه لن تسترها عن اعينه !!!
تمتمت بصدمه ..
-يا نهار مش فايت مين اللي عمل كده !!!
ارتعشت يداها ما العمل الان ؟ لا تستطيع الخروج والمطالبة بملابسها القديمة ومن من ستطلبهم !!
مجرد سؤالها سيفتح عليها ابواب النقد والاستجوابات!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية ملاذى بقلم دينا إبراهيم (روكا)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا