مرحباً بك في موقع قصص 26 مع رواية قبل فوات الأوان الجزء الثاني بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من الروايات الطويلة التي تتجاوز الثمانون حلقة لذلك تم تقسيمها إلي ثلاثة أجزاء.
الفصل التاسع عشر من رواية قبل فوات الأوان الجزء الثاني بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من القصص الرومانسية المُغلفة بقدر كبير جدًا من الدراما الرائعة التي تسحبك إلى عالم ساحر من المتعة والإثارة والتشويق.
الفصل التاسع عشر من رواية قبل فوات الأوان الجزء الثاني بقلم إسراء عبدالقادر وهي واحدة من القصص الرومانسية المُغلفة بقدر كبير جدًا من الدراما الرائعة التي تسحبك إلى عالم ساحر من المتعة والإثارة والتشويق.
رواية قبل فوات الأوان الجزء الثاني بقلم إسراء عبدالقادر - الفصل التاسع عشر
-فى الشركة ، كان محمد يطالع الأوراق بتركيز حتى قاطعه مهند و هو يدخل ليقول محمد بتساؤل:
"فينك يابنى جيت بقالى يومين و مش لاقيك ف الشركة ، انت عجبتك الإجازات ولا اى؟"
*مهند و هو يجلس على الكرسى بتعب:
"لا و الله مش موضوع اجازة بس إسراء مراتى وقعت على رجلها و متجبسة من أسبوعين و كنت قاعد معاها"
*محمد بدهشة:
"يااااه ، يعنى عشان وقعت على رجلها و لازم تفضل معاها ، يا سلام عالجمال"
*مهند:
"و الله ما ناقصة قلش يا محمد"
*محمد:
"مش بقلش يا مهند بس انا عايز اعرف انت بتفكر ف إسراء ازاى؟"
-صمت مهند قليلا و لكنه تدارك الموقف قائلا بسرعة:
"اه صحيح آخر دفعة القطن الأخيرة اى أخبار جودتها؟"
*محمد بابتسامة خبث:
"زى الفل المهندس الزراعى أكد صحة استخدامه"
*مهند:
"تماام أوى مش عايز نخسر المناقصة دى مهمة اوى"
*محمد:
"ماتقلقش يا مهند أن شاء الله هنكسبها"
*مهند:
"متشكر اوى يا محمد معلش عارف انى تعبتك الفترة إللى فاتت دى ، حقك عليا مش هسيب الشغل كله على دماغك كدة تانى"
*محمد باصطناع:
"لا يا عم متقولش كدة احنا اخوات برضه ، و لا يهمك انا عارف أن كان فى عندك أهم من الشغل ، صلح أمورك و الشغل أن كان عليه مش هيطير"
-فى تمام الساعة الرابعة؛ خرج جميع الموظفين من الشركة عدا مهند الذى ظل يرهق نفسه بأعمال متراكمة حتى الساعة الثامنة ، توقف مهند عن العمل بعد شعوره بالجوع الشديد فلقد خرج بدون إفطار و لم يتناول وجبة الغداء لذا قرر أن يغادر الشركة و يأكل فى مطعم أولا قبل العودة إلى القصر ، فى المطعم جلس مهند على الطاولة ثم أملى النادل ما طلب ، ما ان ذهب النادل أمسك مهند بهاتفه ثم أخذ يعبث فيه بتردد أيفعل؟ ام لا يفعل؟ ، اخيرا حسم أمره ثم قام بالضغط على زر الاتصال برقم دولى تمكن من الحصول عليه من هاتف إسراء ، بعد عدة دقائق قال مهند:
"الو"
*شمس:
"الو أيوة يا فندم مين معايا"
-صمت مهند و تلقائيا خرجت عبرة حارة من عينيه فلكم شعر و كأنه يستمع إلى صوت والدته للمرة الأولى ، ثم سرعان ما خرجت انفاسه اللاهثة المتوترة لتشعر بها الموجودة على الطرف الآخر فتقول بسرعة مع قلب علت أصوات خفقاته:
"مهند؟!"
*مهند بابتسامة دامعة:
"ايوة يا أمى ، انا انا مهند"
*شمس بسعادة:
"مهند يا حبيبى اى اخبارك؟ انت كويس؟ عامل اى يا قلبى؟ واحشنى اوى"
*مهند و لم يستطع تمالك نفسه حتى بدا على صوته الارتباك و اللجلجة:
"و انتى كمان وحشتينى اوى يا أمى انتى عاملة اى؟ و فاطمة و أشرف و عمى سمير اى اخباركوا كلكم؟"
*شمس:
"احنا بخير يا حبيبى عامل اى انت ، و عاملة اى إسراء؟"
*مهند:
"احنا كويسين الحمد لله معلش يا امى لو كنت الفترة إللى فاتت ماكلمتكمش خالص الشغل كان كتير أما رجعت بس الحمد لله دلوقتى بظبطه"
*شمس:
"و لا يهمك يا مهند يابنى إلا قولى صحيح إسراء فين؟ اديهالى عايزة أسلم عليها"
*مهند بهدوء:
"الصراحة يا أمى إسراء مش جنبى"
*شمس بدهشة:
"اى ده ازاى؟ الساعة دلوقتى 9 يا حبيبى ليه مش مع مراتك دلوقتى؟"
*مهند:
"أمى عايزك تعرفى حاجة ، انا كدبت عليكوا ف حاجات كتير اوى ، أولها لما قلتلك انى سامحتك ف المستشفى"
*شمس بتصنع المفاجاة:
"ازاى يا مهند كدبت ف كدة؟ ممكن تفهمنى؟"
-قص مهند على شمس كل ما حدث منذ أن قصت عليه إسراء كل ما حدث منذ اثنين و عشرين عاما و حتى اهانتها له بالأمس مصرحة بأنها لا تطيق وجوده ، ظلت شمس صامتة بينما اختتم مهند قوله بندم:
"أنا عارف يا أمى إنى غلطت بس إسراء كانت مستحملانى ، و أول ما عرفت الحقيقة و هى اتبدلت 180 درجة من ناحيتى ، يا أمى انا طردت مشيرة و أحمد عشلن لما رفعت عليهم المسدس و هددتهم حسيت انى هخسر حاجات كتير لو قتلت واحد فيهم أولهم إنى هبعد عن إسراء ، بس هى مجرد وجودى مش طايقاه و انا ، و انا"
*شمس:
"انت اى يا مهند؟"
*مهند:
"مش عايز اخسرها"
*شمس بجدية:
"بص يا مهند ، انا سعيدة عشان انت عرفت كل حاجة و اتأكدت اخيرا ان احنا ماعملناش حاجة غلط لكن إسراء لو عايز تعرف إللى مزعلها يبقى لازم تعرف الأول ، إنها مراتك و هسالك سؤال و ترد بصراحة"
*مهند:
"اتفضلى"
*شمس:
"نهى خطيبتك لسة موجودة فى البيت صح؟"
-صمت مهند بينما أكملت شمس:
"و كمان لسة خاتم خطوبتها ف ايدها مش كدة؟"
-لم يرد مهند و لكن فقط تبدلت تعبيرات وجهه لتكمل شمس قائلة:
"بص يا مهند انت عايز إسراء تفضل معاك ، و مش قادر على بعدها عنك و كمان عايز نهى إللى هى خطيبتك تفضل ف حياتك ، انا دلوقتى فاهمة شعور إسراء و انت لازم تقرر إذا انت عايز تفضل مع إسراء؟ ولا نهى؟"
-صمت مهند مطولا لتقول شمس:
"ربنا يساعدك يا حبيبى و يا رب ما يكونش فى اى حاجة مش مصدقها دلوقتى"
*مهند:
"ربنا يحفظك يا امى ، يالا تصبحى على خير"
*شمس:
"و انت من اهله يابنى"
-أغلق مهند الخط ثم أخذ يفكر مطولا فى كلمات والدته فهى محقة مائة بالمائة و لكن كيف؟ ، كيف سيختار؟ الأمر فى غاية الصعوبة
-كانت إسراء تتناول العشاء فى غرفتها و سميحة تساعدها باطعامها فى فمها بارتباك لحظته إسراء فى طريقة كلامها و رجفة يدها ، كادت سميحة تقرب الملعقة أمام فم إسراء ، لتبعد الأخيرة يد سميحة الممدودة قائلة:
"خالتو انتى فى حاجة شاغلة بالك ، قوليلي فى اى مشكلة؟"
*سميحة بارتباك:
"مشكلة؟ لا يا بنتى مشكلة اى بس؟"
*إسراء بشك:
"خالتو انتى بتكدبى ، فى حاجة حاصلة و شكلها كبيرة كمان"
*سميحة:
"الصراحة يا إسراء النهاردة الصبح واحدة من الشغالات راحت لأوضة نهى عشان تقولها تيجى تاكل بس سمعتها من ورا الباب بتقول:(انا لحد دلوقتى مش عارفة اكلمه و تقولى أجيبه عندى الأوضة؟)
و انا زعقت للخدامة دى و قلتلها ماتسمعش كلام تانى بس حسيت أن الكلمة دى معناها حاجة كبيرة هتحصل"
*إسراء بدهشة:
"بس مين ده إللى تجيبه عندها الأوضة؟"
*سميحة:
"مش عارفة و الله يا إسراء ده إللى سمعته الخدامة"
*إسراء بتفكير:
"ممكن يكون قصدها على مهند ، بس برضه عايزاه فى الأوضة ليه؟"
*سميحة بدهشة:
"اشمعنا مهند يعنى؟"
*إسراء:
"انا مش متأكدة برضه بس انا عارفة مين إللى هيأكدلى المعلومة"
*سميحة:
"طب هروح اشيل الأكل و جايالك يا إسراء"
*إسراء:
"اوكى يا خالتو"
-خرجت سميحة من الغرفة لتمسك إسراء بهاتفها ثم تضغط على عدة أزرار قائلة بتنهيدة:
"كويس انى مامسحتش رقمك"
-وضعت الهاتف على اذنها ثم انتظرت للحظات حتى سمعت الطرف الآخر يجيب قائلا:
"الو"
*إسراء:
"أيوة معاك إسراء ، عايزاك فى حاجة مهمة انت لوحدك؟"
-كانت شيماء تجلس على المنضدة بضجر مختلط بالقلق فلقد نسيت طعم الراحة منذ أن وردها اتصال هاتفى من مجدى بالبارحة ، و حتى هذه اللحظة و هى تعد الدقائق و كأنها دهور بطيئة الحركة تتلاعب بأعصابها الغير قادرة على التماسك اكثر من ذلك ، وصل مجدى عند المنضدة هو يقول معتذرا:معلش يا شيماء ، سيادة اللوا كان بيقولى على حاجات مهمة ، و زى مانتى عارفة فى منتهى السرية و خدنا وقت جامد
*شيماء:
"مش مشكلة اتفضل اقعد"
-جلس مجدى بينما قالت شيماء بارتباك:
"حضرة الظابط انت اتصلت عليا امبارح و طلبت تقابلنى عشان تعرفنى حاجة ، يا ترى اى بقى؟"
*مجدى بوجوم:
"الصراحة انا مشيت ورا أختك لاكتر من مرة و لقيتها بتدخل فى مبنى عالكورنيش و مرة روحت قبلها للمكان ده و اتفاجئت بأن محمود السليمانى دخل نفس المبنى قبلها بربع ساعة"
*شيماء بصدمة:
"قصدك تقول ان رحاب اختى و محمود....."
-نظر مجدى ارضا بينما تنهدت شيماء ثم أسندت رأسها و هى تود البكاء الآن بعدما سمعت من خبر مزعج ، بينما اضطر مجدى ليقول:
"المشكلة يا آنسة شيماء ان رحاب و محمود لو حد حس بالموضوع ده هيبقوا فى مسائلة قانونية صارمة جدا ، و محمود هيعرف يخرج منها لكن آنسة رحاب معتقدش ، و واجبى ابلغ حد من الزملاء عشان يقبض عليهم ، انا عرفتك كل شىء و خلى أختك تبعد عن محمود السليمانى ، عاتبيها بنفسك افضل"
*شيماء بتعب:
"حاضر بس عشان خاطرى يا حضرة الظابط بلاش تكلمهم ، هى عنيدة بس انا هعرف معاها"
*مجدى:
"ماتقلقيش انا مش هعمل اى حاجة خالص بس حاولى تحلى الموضوع بسرعة"
-دلفت شيماء إلى الشقة و هى تشعر بجمود أصاب جميع اعضاء جسدها ، لم تذهب إلى النادى بل اكتفت بالعودة و الجلوس على الأريكة كالجثة المتنفسة ، ترى و تسمع و لكن لا تتكلم ، خفقاتها متضاربة ، أعصابها جامدة ، عبراتها حارة تود لو تخرج من مكانها ، التفتت شيماء إلى الباب الذى يفتح و تدلف رحاب من خلفه ، ما ان رأتها رحاب حتى قالت:
"شيمو يا حبيبتى عاملة اى؟"
*شيماء بهدوء:
"كنتى فين يا رحاب؟"
*رحاب:
"كنت فى السنتر يا شيماء مش قلتلك أن فى مجموعات جديدة بديها"
-وقفت شيماء ثم اقتربت من رحاب إلى ان صارت وجها لوجه أمامها ثم مالبثت ان اعطتها صفعة قوية جعلت رحاب تقع أرضا ثم تصرخ قائلة:
"اى يا شيماء انا عملت اى؟"
-امسكتها شيماء من شعرها بشدة ثم قالت بغضب:
"مجموعات جديدة برضه؟ ولا بتقابلى ابن السليمانى يا حيوانة؟ يا كلبة ازاى تعملى كدة؟ ازااااى؟"
*رحاب ببكاء:
"شعرى يا شيماء حرام عليكى انا وهو متجوزين عرفى"
*شيماء بصراخ تعلوه الدهشة:
"يا نهارك اسود و منيل! يعنى طلع كل إللى اتقال صح؟ انطقى"
*رحاب بصراخ:
"طب ما هو عشان كدة كل ديوننا اختفت ولا كنتى عايزة مرتباتنا تسد الديون دى كلها ازاى؟"
*شيماء بعصبية:
"قوم عشان تسديها تسلميه نفسك يا غبيه؟!"
-تركت شيماء شعر رحاب لتقع الأخيرة أرضا باكية بحزن بينما نزلت شيماء الى مستواها ثم امسكت بيدها و قالت:
"رحاب هو انتى كان ليكى ايد فى موضوع تسجيل إسراء؟"
*رحاب ببكاء:
"أيوة"
*شيماء بحزم:
"هو إللى قالك مش كدة؟ ، عملتى اى بالظبط عشانه؟ أنطقى بقولك"
*رحاب بانفاس متسارعة:
"هو قالى إنه عايز يعرف خطة إسراء عشان كدة لما عرفت انك هتقابلى إسراء بكرة ، روحت حطيلتلك ميكروفون فى زرار البلوزة بتاعتك و لما رجعتي كنت مسجلة كل محادثتكم من على بعد و قصيت منها اللى هيفيد ف شريط و بدلته مع الشريط إللى كان معاكى ، و مقابل كدة محمود سد كل الديون إللى علينا ، انا كان كل همى الديون تروح ، و كمان و كمان انا بحب محمود"
-ضربت شيماء على رأسها قائلة بغضب:
"طب و انتى مقتنعة باللى بيعمله ده ، يبقى بيحبك؟"
*رحاب:
"مش عارفة بقى انا عارفة انى غلطت معاكى و مع إسراء بس فرحت عشان إسراء طلعت عاملة حسابها"
*شيماء:
"حرام عليكى يا رحاب انا خسرت إسراء بسبب إللى عملتيه ، انا مستحيل اسامحك يا اختى"
*رحاب:
"لا عشان خاطرى يا شيماء انا آسفة قولى أعمل اى و هعمله عايزانى اقول لاسراء؟"
*شيماء بجمود:
"لا يا رحاب عايزاكى تسيبى محمود"
-يا ترى هل ممكن رحاب تقدر تعمل كدة؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع عشر من رواية قبل فوات الأوان الجزء الثاني بقلم إسراء عبدالقادر
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا