تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
و أتنفس ضيقاً مع كل إنقباضة وكأنني أستنشق أول أكسيد الحزن..
أريد مخرجاً للهدوء من كل هذا القلق..أنا حقاً مرهق..
.
،
لا يعرف مالجنون الذي فعله ليلة البارحه..
طردها بدون ان يرف له جفن..!
هي المخطئه، كان يجب عليها ان تعلن اعتراضها او على الأقل تُصر على معرفة السبب،
لكنها إنصاعت لأوامره و رحلت بدون أي تعليق..!
بزغ نور يومٍ جديد و مازال يراوح مكانه..
.
استيقظ متكاسلاً وفتح عينيه بكسل ليراها مستيقظه هنالك تنظر إليه من مكان جلوسها على الأريكه بروب الاستحمام الابيض،ابتسم بخمول وهو مازال على وسادته/صباح الخير
ببريق إبتسامه لترد صباحه بالإسبانيه/بويونِس دياز "أوفيسيال" .
جلس قليلاً وهو ينظر إليها مبتسماً/من زمان ماسمعت هالكلام.
بنفس ابتسامتها و نظرات اللهفه/Te amo
بنفس إبتسامته/ليش صاحيه بدري كذا؟!مانمتي الا متأخره!
تركت اريكتها لتتجه إليه/صحيت ابي اشبع عيوني بشوفتك
اتسعت ابتسامته وهو يراها تقترب منه و تجلس عنده/ليتك صحيتني معك
داعبت خده بأناملها و كأنها تتفقد ملامحه، هنالك جروح كثيره اصبحت سطحيه مع مرور الوقت،لم تكن هذه الجروح و الخدوش في وجهه قبل الحرب/شفتك نايم بتعب و واضح عليك الارهاق ماحبيت اصحيك و اقطع عليك راحتك،
داعب خصلات شعرها وهو يرتبها خلف أذنها و يريح عينيه بالنظر لملامحها الهادئه،منذ متى لم يرى شيئاً لطيفاً و ينطق بالحياة، حتى العتاب الذي كان يخبأه بعد رؤية تركي تبدد الآن، هي تعشقه ومازالت تحتفظ ببساطتها و نقاء قلبها..
لم تستطيع إبعاد عينيها عنه،تنفست وهي ترى ازدياد سمرته الفاتنه عن السابق و ذقنه الذي قد خففه كثيراً حتى لا يكاد يُرى/وين لحيتك؟!
استغرب وهو يضع يده على ذقنه بإبتسامه/شلتها قبل اجي اشوفك،مابي اخوفك
عقدت حاجبها كالاطفال وهي تمد شفتيا/بس انا احبها ليه كذاا؟!
عاد ليبتسم وهو يداعب خدها/لو ادري انها تعجبك تركتها بس ولا يهمك بتطلع مره ثانيه وبخليها علشانك، بس لا تمدين لي هالبوز اللي يخليني اتأكد انك للحين بنت صغيره!
مازالت تمد شفتيها باسلوبها الطفولي/ماني صغيره، خلاص بصير أم لأثنين ان شاء الله
بنفس ابتسامته وهو يرى دلعها عليه/احلفي؟
ابتسمت اخيراً وهي تأخذ يده و ترفع اسفل بجامتها الواسعه وتضعها على بطنها الذي يتحرك و هي تراقب ردات فعله بصمت/بدون احلف بيردون عليك.
انصت بحماس للحركه التي شعر بها و رآها/وش يسوون؟!رالي!!
رفعت كتفيها بدلع/هذي حركات احتجاجيه ضدك،ليه تقول لأمهم بنت صغيره.
عاد ليبتسم وهو يقترب من بطنها العاري و يقبله و يطيل القبله وهو يمسح عليه بلطف وهو يهمس لهم بهمس تسمعه هي/لا توجعون ماما انا بس امازحها.
رأته يطيل عناق بطنها بصمت، احبت اقترابه هذا، لتداعب شعر رأسه بصمت خائفه، الله وحده يعلم كم تخاف فقدانه في تلك الحرب، و كم ترعبها فكرة ان تربي هذين الطفلين بدونه..
.
.
.
عادت لمنزلها بهدوء، وهي تتناسى ما حدث في المشفى، اي احتكاك آخر معه ستكون النهايه التي لا تريدها معه..
تذكرت حديثه عن عدم ثقتها به..تريد ان تثق تريد ان ترتاح من غيرتها..
جلست وهي مازالت ترتدي عبائتها و شالها يرتاح على كتفها لتحاول ان تستوعب ما حدث..!
سمعت صوت ليال تتحدث مع احدهم بالهاتف وقفت وهي تتبع صوتها لتراها تقف على الشرفه الكبيره المطله على الحديقه تتبسم وتتحدث! لم ترتاح و هي تراها تتحدث هكذا ظنت انه وليد ...انتظرت واقفه قبالتها حتى انتهت ليال ..اي جدال معها الآن عقيم!
ابتسمت ليال وهي تغلق هاتفها تحت نظرات الشموس المتسائله بصمت لتجيبها/وربي انه نايف ..اقسم انه مو وليد..
مازالت صامته و تبحر بعينيها...،
فهمت انها فقدت الأمل بها لتبتسم وهي تقترب منها وتتحدث بهدوء/وحتى لو تكلمت مع وليد هاللحين،حلالي، حبيبي و غاية مرادي..ماراح اخاف و لا بخجل.
استمرت بسماعها صامته ...،
جلست على اقرب كرسي تحت انظار الشموس الصامته/لا تسوين فيها مصدومه من جرأتي ،ترى سبق و قلت لك اول مارجعت من ألمانيا اني احبه حب عفيف و مستحيل اقتل نفسي بالغرور و انا احبه و لولا صديقتي اللي ظنيتها زوجته كنت بتزوجه...بس انتي قمتي تنسين كل شيء حتى نفسك
تنهدت اخيراً وهي تترك وقوفها وتجلس في طرف الجلسه التي فيها ليال وتنطق بفقدان أمل/ليتني انسى كل شيء يا ليت ..
استغربت نبرتها اليائسه و عدم تعليقها على تصريحها السابق/اي صح وش صاير يالشموس؟! كنتي طالعه علشان تجيبين هوازن متى رجعتي؟! ومتى طلعتي ومن وين راجعه بدري كذا!!!
إلتمعت عينيها بارهاق فلم ينتبه احد لغيابها البارحه، لم يفتقدها أحد سوا ام رواد التي تعتني براكان/من البارح كنت مع هوازن بالمستشفى..لين جاء أدهم من الخرج..و تركته عندها و طلعت اقصد قال لي ارجعي و انا بقعد عندها
استغربت/وش يقعده عندها وهو ماهو محرم؟!!وين زوجها وليه هوازن بالمستشفى وش صاير لها؟!
تنهدت مره اخرى بتعب وهي تقف/سالفه طويله ، انا رايحه لغرفتي ارتاح، لحد يزعجني، و تكفين انتبهي لراكان و ريحي ام رواد منه ،انا حيل مرهقه يا ليال.
رأتها تذهب بحزن و بإنطفاء،لم تكن يوماً بهذا البؤس و اليأس!
مامعنى حديثها الذي قالته قبل قليل؟! كيف تقول انها تركت هوازن و برفقتها أدهم؟!!
اخذت هاتفها وهي تتصل بعمتها هند،لعلها تعرف شيئاً من جنون أدهم، فلا مبالاة الشموس مميته حقاً، كيف تترك أدهم عند احداهن وتعود للمنزل تبحث عن النوم..!
تراجعت أخيراً عن تدخلها ..لربما لن يكون هذا التدخل في صالح أختها..
سيكون كل شيء واضحاً فأدهم لم يفعل ما يغضب احداً هنا و ردة فعل أختها كانت هادئه جداً.. من الأفضل الإنتظار حتى تتضح الرؤيا غداً و ربما الليله..!
خرجت شهد وهي تحمل عبائتها على ذراعها /يمه والله بدري
رفعت حاجبها بإعتراض/لا يا روح امك ماا معنا وقت كافي و زواج اختك بالعيد
خرجت هند الصغرى من خلف شهد/الله الله يا شهد امورك سالك بتتزوجين راعي قصور و كل شي جاهز
ضحكت شهد/هووب دام من بدايتها بتتذمرين من عبدالرحمن اتركي الرجال و خليني ادور لك من سكان القصور
لوت فمها/وين يا خلف الله هذاك قبل يكتب عقده علي..هاللحين مافيه فكه
ابتسمت هند بخبث لتستدرجها/لا يا بنت صالح ان كان ماهو عالهوى قولي من هاللحين ترى يقدر ابوك يفكك منه بسهوله بعد
تراجعت وهي تتبسم بخجل/لا يووه وش يفكني منه وما يفكني منه..ترى كنت امزح بس
ضحكت شهد و هند لتأمرهن/اجل دام كذا يلا مشينا خلونا نكسب وقت.
شعرت بالخجل و هي ترى نظرات زوجة أبيها مع همزات شهد لها، و في الحقيقه لا تخفي توترها من اقتراب لقاءها بعبدالرحمن، ..
في السياره تلقت إتصالاً من أدهم لترد بسعاده،منذ فتره لم يُسمعها صوته/هلا بابو راكان
على الطرف الآخر بصوت متوتر/هلابك عمتي، انتي بالبيت؟!
استغربت/طالعه مع بناتي للسوق،خير ياأدهم صاير شيء؟!
لم يتردد في طلبها/عمه ابيك حالاً تجيني. اذا ماعندك احد غير السايق بجيك
خافت من نبرته و طلبه الجاد/خلاص يا قلبي بخلي بناتي يننزلوني المستشفى عندك و هم يرورحون،بس وين اجيك يا عمتك؟!
.
في الخرج..،
جلس بعدما انتهى من تحضير القهوه وهو يبتسم و يحمد الله كثيراً منذ ان عرف بعودة الجار القديم و صديق الطفوله...يالله هذه الدنيا تقاذفت عبدالله اخذته شاباً يافعاً و اعتدته كهلاً..! و ان نسي كل شيء عن ماضيهم الجميل هو مازال يحتفظ بذلك الماضي..،
من جهته مازال يستغرب نظرات ابو عبدالكريم ،مازال يحمدالله و يثني عليه منذ ان التقى به !!
نظراته تحوي شيئاً عجز عن معرفة فضوله بها و كثيراً ما خرج و رآه يبكي تحت النخله في ساحة المنزل !!
سمع آذان العصر و هو يهم بالوقوف ليصلي في مسجد الحي القديم/يابو عبدالكريم كب عنك القهوه وخلنا نروح للمسجد مابي اقفيها الفجر و الظهر ماخليتنا نظهر
ترك الدله من يده وهو يذهب إليه خائفاً من لقاء كبار اهل الحي به، كما اوصاه أدهم يجب ان لا يخرج فجأه ويُصدم!!/بس يا بو أدهم مايصير هاللحين
استغرب و استلطف في نفس الوقت ما ناداه به الآن ولكن ذلك لن يمنعه ليقاطعه/يلا بارك الله فيك يابو عبدالكريم والله انه عيب علي بعدما استصحيت اترك الصلاة بالمسجد و اجلس اصليها بالبيت يالله لا تعاقبنا..!!
ابتسم ابو عبدالكريم له وهو يسايره/قدام يالخوي نعنبو من ردك
خرجا بعدما انتهيا من وضوءهما..، الحاره تبدو مألوفه هنالك أطفال بأعمار التاسعه و العاشره يركضون خلف كرة بينهم فتركوها بعدما سمعوا صوت نداء ابو عبدالكريم لهم ليحثهم للذهاب للمسجد..
تركوا كرتهم و سابقوهم للمسجد الذي يقع في الخلف من الشارع..
هنالك صف من البيوت قديمة الطراز كالطراز الذي كان سائداً في السبعينات ومازالت تحتفظ بشكلها من الخارج،
توقف قليلاً أمام احد تلك البيوت ليسمع صوت شيخاً كبيراً في السن يخرج من منزله ويطلب من السائق ان يخرج معه للمسجد ليتفاجىء بأن شجرة اللوز التي يحبها قد كُسر غصن منها و عُبث بها فيصدح غاضباً، و شاتماً اطفال الحي بأكمله "لا ابوكم لا ابو من جمعكم يا هالبزارين الشياطين "
هذا الصوت وهذه النبره الغاضبه بالتحديد قد سمعها ولكن لا يعلم اين؟!
و كأنه يعرف هذا الرجل!!
استغرب ابو عبدالكريم وقوفه ليناديه/يابو أدهم المسجد بارك الله فيك
انتبه لتوقفه ليتحرك و يتبعه وهو يسأله/هالرجال وش يقال له؟!
رد بحزن على ذاكرته المثقوبه/هذا هذال محمد "راعي الهدباء" أبله كانت وش كثرها من اول وهاللحين ما معه غير ثلاثين راس
هذال راعي الهدباء!!!، سمع صوتاً في راسه ينادي باستفزاع (خيال البل وانا راع الهدباء، تكفون يا رجال الهدباء غدت لها شهرين ماعينتها، افزعوا معي و انشدوا عنها فالديار)
لماذا يشعر بأن هذا الصوت ليس غريب عليه ابداً و ان حتى الرائحه القادمه من المزارع القريبه من الحي روائح مألوفه !!
دخل المسجد و الإمام يقيم للصلاة ليكبروا و يصلوا جميعاً...!
انتهى من صلاته ليلتفت بتعجب وهو يدقق في وجه هذا الرجل الجديد !
لا بل ليش جديداً!!! ترك مكانه وهو يطلب من رفيقه مرافقته/يا رجال هذا ماهو يشبه عبدالله المناع؟!
تعكز على عصاه وهو يقف على مسافه قصيره من والد هوازن ليرفع صوته متعجباً/خيال الهدباء و انا اخو منيره انت عبدالله المناع ابو أدهم ماغيره!!!
صاح صاحبه الذي يقارب لعمره واكبر/لا إله إلا الله ، اي و الله هو
استغرب والد هوازن اجتماع جماعة المسجد حوله ليلتفت لابو عبدالكريم باستفهام وهو يشعر بصداع برأسه يفاجئه/وش العلم؟!
تقدم إمام المسجد وهو يبتسم له مهللاً وهو يعانقه/سبحان من يحيي العظام و هي رميم! اخيراً رجعت يابو أدهم..عز الله انك جبت ولد..
مازال مستغرباً ولكنه تفاجىء اكثر من تصريح ابو عبدالكريم/يا جماعه ترى الرجال فاقد ذاكرته ارفقوا به، ولده أدهم جابه الخرج و راح الرياض عنده شغله مهمه وراجع ان شاء الله..
شعر و كأن ماساً كهربائياً ضرب رأسه وسط سلام الرجال و ترحيبهم الحار به، الآن عرف لماذا كل تلك المشاعر الدافئه التي آنستها روحه و احتضنته منذ وطئت قدميه هذا الحي العتيق وهذا المسجد القديم!
لكنه سقط مغشياً عليه تحت هذا الضغط الرهيب، و طوارىء الذاكره المهجوره التي تصعقه بين لحظه و أخرى، فهو لم يعرف شيئاً بالكليه و كل هذه معلومات عرفها للتو عن نفسه و فاجئته!!
كان يعرف انه فاقداً للذاكره فأي شيء يدله على ماضيه سيشدّه بلا هواده...
،
وقفت مستغربه بعد الذي سمعته من أدهم ، هنالك مفاجأه اخرى...!
و كأن كل ماحدث منذ وفاة أخيها "راكان" يخبرها ان لكل حدث حكمه..!
رفع عينيه لها وهو ينتظر ردة فعلها/تعرفين شيء..سبق و شفتيه؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تتذكر كل الماضي وحديث اختها لولوه فهي قد اخبرتها بكل شيء/لا ..بس لولوه قالت لو ابوي ما يدري عن عمي عبدالله كيف اخذ اسمه؟..مثلما انت عارف شهادة الميلاد زمان ما يطلعها إلا الأب ..ابوي ما كان عادل مع اخوي عبدالله..
نطق بضيق/و لا حتى عدل مع جدتي خلدا.. ما ابطت عايشه ماتت مقهوره.
إلتفتت إليه بحزن/تذكرها؟!
حرك رأسه بالنفي،وهو يتذكر حديث أمه عنها/لا توفيت مابعد خلص ابوي المتوسط.. وماتزوجت غير جدي عبدالعزيز.
يالله كم من القلوب حطم رجلٌ واحد؟!، والدها بعكس جدها الذي كان علماً وأسس كل هذه الامبراطوريه الماليه التي حافظ عليها راكان حفيده و اخيها في نفس الوقت..
نطق بقهر فالذي جعل والده بلا عائله تعرفه وتخاف عليه هو جده/والله اني تمنيت اني ماعرفت حقيقة جدي، عالاقل ما كنت باكرهه و أ.... استغفر الله العظيم
فهمته لتحاول تهدأته/الميت ماتجوز عليه غير الرحمه..الوالد طلع عايش ، رجعت اخوي فرصه لنا كلنا نعوضه
ابتسم بسخريه وهو يصد و تنزل دمعته بقهر، كيف سيعوضون من ليسوا بذاكرته وليس بذاكرتهم؟! كلاهما لا يجمعهم اي شيء غير الدم.. كانت السنوات الطويله كفيله ببناء الحواجز و الطبقات بينهما، حتى لو أراد ان يعيش مع والده و يعوضه من سيعوضه ذاكرته و فقدانه لسند العائله؟!
تذكرت أمراً مهما لتسأله/وين الشموس؟!هي قايله لي امس انها بتجيب هوازن و طلبت نجي اليوم نسهر عندكم، كيف عرفت انت انها هنا؟!
تذكر بريق عينيها و انكسارها وهو يطردها من هنا/هي اللي جابت هوازن هنا،كانوا بالسوق و صار اللي صار
استغربت/قلت لها ان هوازن اختك؟! و الا بس كذا
تنهد وهو يشعر ان الأمور تنفلت من يده، ولم يعد يتحكم بقلبه المعطوب ومشاعره المضطربه مع كل طرف/لا ما قلت لها خليتها ترجع البيت وجلست انا هنا لحالي عند اختي
زاد استغرابها/وهي ما قالت شيء؟!راحت عادي بدون ما تستفسر عاللي تسويه؟!
نطق بضيق وهو يتذكر دموع صدمتها من طرده لها/ماسمحت لها، كنت لحظتها متوتر ومعصب و حالتي حاله
لم تصدق ما يقوله/وهي مطلوب منها ماتعصب عليك و تنطم و تطلع بهدوء ،صح؟! ليه ما اتصلت بعدما هديت وعطيتها خبر ؟!
فرك جبينه بشبه ضياع وهو يعجز عن الرد عليها، فهي لا تعرف تفاصيل ما يحدث بينه وبين الشموس..الله وحده يعلم كم يعاني الأمرين.
إستنطقته/أدهم اتصل فيها..لا تجلس كذا تخلي الافكار تلعب براسها
استرخى بلامبالاته/مافيني اتصل هاللحين يا عمه وهي مصيرها تعرف
اخرجت هاتفها على عجل/هي مو حي الله وحده من الجماعه علشان تقول مصيرها تعرف، هذي زوجتك والمفروض انها بداالي بهالمكان،اصلاً مادري ليه طردتها..؟!!
لم يرد فكل شيء بينهما خراب..
فتحت هاتفها لتتصل بالشموس و هي تضع مكبر الصوت في غرفة الانتظار التي يجلسان بها..لحظات ليأتيها صوتها الهادىء/السلام عليكم الشموس.
على الطرف الآخر/وعليكم السلام عمتي..
استغربت هدوءها/انتي بخير يام راكان؟! لا يكون نايمه و ازعجتك بس
بهدوءها/لا ماني نايمه يا عمه...سّمي وش بغيتي؟!
ازداد استغرابها و هي تشعر انها طبيعيه و نبرة صوتها عاديه/طيب رحتي تجيبين هوازن؟! و الا اروح أمرها اجيبها معي؟
بدون تردد/اخذتها يا عمه بس والله مادري وش اقولك .
إستنطقتها/قولي و ما عليك.
تنهدت/كان ضايق صدرها و اخذتها نتقهوى برا..و صادفنا ولدها بالمول كان لحاله بعربته وماحوله حد..ماقدرت تتحمل وتعبت نفسياً وطليقها ماقصر بوقاحته معها، ركبنا السياره راجعين شهقت شهقه تخرع و اغمي عليها فوراً ، حالياً هي تعبانه و بروح لها بعد شوي المستشفى...تركت أدهم عندها
هذا كله عرفته و لكن مازالت تستغرب/طيب ليه تتركين أدهم عندها لحاله و ترجعين البيت؟!
بنفس هدوءها/طلب مني ارجع علشان راكان و رجعت ..وهي اصلاً ما كانت تحتاجني وقتها..عموماً انا رايحه لها هاللحين و ان شاء الله تكون احسن
رفعت عينيها لأدهم الذي تفاجىء بهدوءها و بردودها لترد عليها/طيب الشموس انا بعد بروح لها سلام
اغلقت الهاتف وهي ترى صمت أدهم واسترخاءه بعد المكالمه /سمعت وش قالت؟!.. لو وحده غيرها كان فضحتك بالله وخلقه
إلتزم صمته وهو واثق ان الشموس لن تتحدث لأحد عن إهانه تعرضت لها، مهما كان، هي تعتني بشموخها و تأبى ان يشفق عليها أحد مهما أوجعها الألم ..يعرف تماماً أنها ستموت و لن تشتكي...
ستأتي لزيارة هوازن بعد طردي لها البارحه!! لتؤكد لعمتي و للجميع انها بخير فقط و ان الوضع بيننا طبيعياً!!
أخرج هاتفه و ارسل لها رسالةً سريعه و اغلقه..
ستجن من بروده/أشوفك سكتت!! بالله وش بيكون ردك على مرتك بعدما تجي بعد شوي؟! تصرفك غريب ماني قادره ألقى له تفسير
وقف وهو ينوي الخروج/عن اذنك بروح للدكتور اشوف كيف تحاليل هوازن،
استوقفته وهي تسأله/أدهم وش صاير علمني.
ابتسم وهو يلتفت إليها لتطمئن/لا تخافين ما صاير شيء..يلا عن اذنك رايح للدكتور، روحي انتي عند هوازن وانتبهي لها.
خرج تحت نظرات إستغرابها، لتذهب بدورها الى هوازن..أمامهم الكثير و هوازن مقبله على تغيير اكبر مما تتخيله...
.
،
.
انتهت من تجهيز نفسها لتهم بالخروج ستزور هوازن وبعدها ستذهب لإستقبال أخيها في المطار..
عليها ان ترفع قلبها عن قاع المشاعر قليلاً..لتستطيع الإبتعاد عنه كما طلب منها،
الأمور تعقدت كثيراً بينهما حتى وصلت للنهايه و بات الفراق هو المتبقي..لتنتهي هذه المأساة بينهما..
لم تعد تحتمل مزيداً من الإقصاء و التهميش، و لم تعد تريد سماع إهاناته التي تحملتها كثيراً في الآونه الأخيره..،
اخرجت هاتفها وهي تنتظرها عند الباب لتتصل بليال لعلها انتهت لتذهب معها و تفاجئت برسالته التي ارسلها منذ دقائق
[لا تجين المستشفى.]
ابتلعت غصتها وهي تغلق الهاتف، وتضع يدها على جبينها بحركه لا إراديه محاولةً ان لا تبكي...
لاحظت احمرار عينيها ولمعانها و هي تقف عندها بدون ان تنتبه لها/الشموس فيك شيء؟ ليه ماسكه راسك كذا مصدعه؟!
أشارت بالنفي وهي تحاول لملمت نفسها بعد رسالته/لا مافيني شيء بس حسيت بدوخه شوي لاني كنت جالسه ووقفت بسرعه
حاولت الاقتناع بتبريرها/طيب تقدرين تروحين معي و الا ترتاحين احسن.
ذهبت لتجلس في اقرب كرسي في الصاله/شكلي بجلس ماني رايحه، روحي انتي وتعذري لي من هوازن اذا كانت صاحيه
تجاهلت ما فكرت به لترتدي عبائتها و تخرج...
حاولت ان تصمد في وجه ظروفها و ان لا تعطي الأمور اكبر من حجمها، عليها ان تبتعد عنه كما طلب.. و اليوم سيصل أخيها من السفر و سينتهي كل شيء كما قال.
رفعت هاتفها وهي تتصل بالخادمه/جوري هاتيلي بلاك كوفي بالصاله..
لحظات لترى الخادمتين و احداهن نزلت بالمصعد ببعض الأشياءبيدها و الاخرى قدمت لها قهوتها/ثانكيو جوري
بإبتسامتها/ويلكم مدام
بتساؤل/اختك وين رايحه بهالاشياء؟!
بنفس إبتسامتها/تحت مدام نيفادا اند هير هسبند، هي نوم هنا لاست نايت
لم تصدق،كيف تفعل ذلك بدون ان تكلف نفسها عناء إخبارها بشيء؟!/اوكي جوري روحي و نظفي غرفة نايف اليوم بيوصل، غيري غطاء السرير و حطي له ادوات الحمام كلها.. واذا خلصتي ناديني اشوف
بمسايره/اوكي مدام..
ذهبت الخادمه و ظلت تحتسي قهوتها بتمهل، بعد ثلاث ساعات سيصل أخيها إلى هنا و سيتغير كل شيء للأبد..
لن تظل هنا ستفعل ما خططت عليه و ستسافر لندن و ستستقر هناك بعيداً عنه.
،
.
.
خرج من عيادة العيون برفقته بتال إبن اخته، يحمله بين يديه وهو يدردش معه بعد الخوف الذي إنتابه قبل قليل عند الطبيب ..
اتجه إلى الإستقبال ليحاسب ليجد أدهم أمامه!!
طلب الطبيب فوراً و قرر العوده و لكنه رأى وليد أمامه اخيراً!!! لم يصدق أنه هنا في الرياض و لم يتصل به!! تجاهله و كأنه لم يراه ليمضي لقسم التنويم..
لم يحبذ هذا اللقاء الباهت، عرف ان خبر خطبته وصله،لحق به/أدهم لحظه.. وقف يا رجل اناديك!
تجاهل نداءه وهو يستمر في سيره حتى دخل المصعد،تمنى ان لا يلحق به لألا يقتله..و لكنه تفاجىء بدخوله المصعد في اللحظات الاخيره بصحبة الطفل..و طل صامتاً،..
نطق بغضب/ناديتك ليه تسوي نفسك ما تسمعني
نطق بهدوء مصطنع/قصر صوتك لاتوطاك قدام هالبزر اللي شايله تراها واصله معي منك إلين هنا<<< أشار لأنفه
بقهر/وش أنا مسوي؟!
نطق بنقس هدوءه الغاضب بعدما فتح المصعد ليخرجون/انت عارف وش خطاك اللي مسويه والدليل لك كم يوم بالرياض و لا اتصلت ولا سلمت..
رفع حاجبه مستنكراً وهو يضع الطفل من يذه/قصدك اني ماني قد المقام؟! والله ماقصرت يا أدهم!!!
نطق غاضباً ليمسك وليد بياقة قميصه بقوه/انت عارف وش خطاك فلا تلف و تغير بالمقاصد على كيفك، احسن لك حالياً تكمل هروب وتخفي وجهك عني
زم شفتيه وهو يرد بغضب/لا تغلط يا أدهم انا ماهربت من احد و لا سويت شيء غلط
ابتسم بسخريه وهو مازال يشده من قميصه/دام ماسويت غلط ليه ما قلت لي عن نواياك؟! ليه تتواصل معي بدون ماتقول لي شيء عن اللي صار بينك وبين نايف؟!
كانت قادمه خلفهم و رأت وليد يدفع أدهم الغاضب عنه، توقفت مكانها وهي متفاجأه مما يحدث!!
شعر بغضب و أبعد يد أدهم عن قميصه/انت ماتدري عن حقيقة اللي صار هناك..كل شيء بتعرفه من نايف
نطق بلا مبالاه/مالي رفيق عزالله معاد يهمني موضوعك دامك من البدايه تجاهلتني..ماقصرت في
دخل أدهم للغرفه وتركه خارجاً ، قد يحتمل ان يغضب الجميع ماعدا أدهم، فهو بمكانة الأخ و يعرفه معرفة الدم..صد و لمح قدومها من هنالك،لا يعرف كيف يتصرف وهو يتسائل هل رأت ماحدث بينه وبين أدهم؟!!
حمل ابن اخته و ذهب من الجهة الأخرى و كأنه لم يراها..
إستغربت تهربه منها، قد كان يهدد انه لن يتركها لو رأها صدفه!
و أدهم غاضب منه!!
قررت تاهل ماتفكر به و تطرق باب غرفة هوازن لتدخل بعد رد عمتها هند وتلقي تحيتها/السلام عليكم
استغربت هند حضورها لوحدها/وعليكم السلام..
استنكرت جلوس أدهم هكذا عند هوازن/شلونها هاللحين؟!
أدهم/ان شاء الله احسن
هند بفضول/وين الشموس؟!
ردت وهي تشعر بأنهما يخفيان أمراً/كان بتروح معي و فجأه حست بصداع ودوخه و قررت تجلس
لا يعلم لماذا لم يفرح بإمتثالها لأمره فوراً و عدم حضورها، و كأنه يريد منها العكس..!
قرر الخروج ليشغل رأسه بأي شيء عنها، تلقى في هذه اللحظات مكالمه من سيف ليعتذر منهن و يخرج/عن اذنكم عندي شغل..عمه انتبهي على هوازن تكفين
بابتسامة دافئه/اختك بعيوني
انتظرته يخرج لتلتفت الى عمتها بتساؤل فضولي/وش الساالفه يا عمه!
تنهدت هند فهي مضطره من الآن شرح كل شيء لهن ولجميع افراد العائله...
نطق بإهتمام/سيف لازم اروح بنفسي و اشوف وين موقع بيته و ابيك تجيب لي تفاصيل حياته مشاويره اليوميه وخوياه اللي يجلس معهم و استراحته اللي يسهر فيها اذا كان راعي استراحات.
على الطرف الآخر بإهتمام/طال عمرك اصلاً انا عرفته صدفه في استراحة واحد من خوياي و تتبعته لك..اي بالله راعي استراحات بس ماعنده غير متابعة الكوره ..هو يشتغل في شركة الكهرباء مهندس..حياته ماعليها غبار.
نطق بقهر/انا اللي بغبر له حياته ..يلا سيف انا جايك بالطريق ارسل لي اللوكيشن بسرعه....سلام
اغلق هاتفه وهو يبتسم بحقد،شعور بالكراهيه لم يعهده..يريد التنفيس عن مشاعره السلبيه هذه...الوجع حينما يعشعش في قلوب الرجال يوّلد الكراهيه..!
تلقى رساله منها كان يفتح هاتفه ليرى الموقع الذي أرسله سيف ليقرأ رسالتها ببرود[وصول اخوي بعد ساعه ..إذا حاب تسوي الواجب]
تجاهل الرد عليها و راح يتتبع الموقع الذي أرسله له سيف..!
لم يلاحظ تلك السياره التي تتبعه..!!
.
،
.
دخلت قبلها تحمل اكياساً وتضعها لتجلس بعد ذلك بتعب/خلاص معاد احس بأقدامي تعبتتت
جلست بنشاطها وهي تفتح احد الاكياس/اهم شيء انتهينا من اغلب المستلزمات صح شهود؟!
إلتفتت إليها/اعتقد كذا و باقي حاجات بسيطه بناخذها بعدين بس شايله هم الفستان من وين بناخذه؟! ماعجبني شيء للآن
هند بإبتسامه/هذا أمره سهل ماعليك
استرخت بجلستها/يعنني كل شيء له عندك حل،
بنفس إبتسامتها/طلبت من نيفو ارقام مصممين تتعامل معهم الشموس،بحيث ما تدخل الشموس او تعرف اخاف إذا عرفت تحرجنا و تدفع عنا..و عطتني ثلاث ارقام و مصممين تصاميمهم تفتح النفس
شعرت بالإحباط وهي تعدل جلستها/يا غبيه تدرين فساتين الشموس و خواتها الواحد بكم؟! مايقل عن 15 ألف ..
تفاجئت/يووه انا حاطه خمسة ألآف للفستان..وش هالإحباط!!
ضحكت/وانا حاطه نفسك والله مابي من ابوي شيء ولا ابي ادخل اخوات زوجي بجهازي..كله بمهري بسس
حزنت من موقفها تجاه والدها/معقوله بتتزوجين وابوك ما يحضر زواجك!!
شعرت بالغصه فهي لا تعرف أي الأباء هو، كم تتمنى لو كان مثل والد هند مهتم و يعاملها كصديقته،علاقتهما جميله..
أحست هند انها نبشت جرحها/شهود اسفه إذا ضايقتك..مالت علي ما اعرف أثمن كلامي
ابتسمت رغم فيضان عينيها/اصلاً عادي تعودت على جفاه..
رحمتها/طيب ليه تبكين؟! دامك تعودتي على جفاه!
نطقت بحزن/جفاه حيل يوجعني.
حزنت معها لتلعن نفسها التي دفعتها لبعثرت اوجاعها..اقتربت منها وربتت على كتفها بمواساة..
.
أوقف سيارته في احد الاماكن البعيده جداً!!
ليرى اين ينتظره سيف، هنالك بعض الرجال يقفون حول سياره تبدو متعطله و يحاولون البحث عن سبب عطلها و يبدو نقاشهم حامي...
وفي الجهة الأخرى يقف اثنان يرفعان عن اكمامهما و يتحدثان بنظرات مريبه، هذا الحي النائي يفتقر حتى لأصوات لعب الأطفال! البيوت قليله و متباعده و هنالك اراضي بيضاء كثيره!!
سيف موجود هنا بحسب الخريطه و لكن اين هو؟
رفع هاتفه ليتصل به و لكنه تفاجىء برد احدهم على هاتف سيف/اشكرك لسرعة وصولك
اخذ يدير ناظريه في المكان بريبه و يلاحظ ان الرجال حول تلك السياره يتركونها و يتقدمون إليه وكل منهم يحمل حديده ثقيله و من الواضح على ماذا ينوون.
هم كثر و الكثره تغلب الشجاعه كيف سيصد عشرة اشخاص لوحده؟! و كل منهم يحمل سلاحاً أبيض!!
تقدم من بينهم ليقف وسطهم مبتسماً/جابك الله يا أدهم
لم يتوقع ان يراه أبداً/فياض!!
بنظرة تحدي/الله الله، شكلك متوقع اخفتي للأبد!
بإبتسامة إحتقار/المفروض انك تقعد بمكان ماحد يعرفك فيه أو تولّع بنفسك و تحرقها لأن اللي سويته ما يبيض الوجه،بس مامن رجوله يا فياض..
رد غاضباً/تعقب و..
قاطعه غاضباً/تعقب و تخسي أنت و خمتك اللي جايبهم معك يالزلابه، لو فيك خير جيت تقابلني لحالك.
ضحك ساخراً/ليه يابو الرجوله كلها..من هاللحين بتعلن استسلامك علشان كم واحد جو معي؟!!
بابتسامه ساخره/مشتريهم و جايبهم معك و تقول جو معك؟!!
بابتسامة سخريه/على اساس منت مستاجر واحد يراقب حريمك؟! ومنعت زوجتك من العمل بس بهذي معك حق فيها يا شيخ لو اني متزوج الشموس والله ما اسمح لها تطلع برا البيت لو زياره.
هنا لم يعد يحتمل اكثر رمى بشماغه أرضاً ليهجم عليه و يضربه بقوه حتى أدمى وجهه..ولكن ابعدوه رجال فياض عنه و حاولوا يضربونه ولكنه كان إعصاراً و دمرهم..من سوء حظهم اختاروا الوقت الخاطىء لمواجهته!!
لم يتوقع فياض كل هذا من أدهم و كأنه متمرس في القتال..اتجه إلى سيارته وهو يُخرج سلاحه و يحبله بالرصاص..
اخرج هاتفه الذي يرن من أبيه،تجاهله وهو ينوي التوجه صوب أدهم ...
توقفت سياره تبدو سيارة نقل صغيره وقفز منها احدهم و كان ملثماً بشماغه و يحمل بيده خشبة عريضه..ليفزع مساعدةً لأدهم ودفاعاً عنه..
لم يعرفه أدهم ظن انه مجرد رجل شهم فقط رآه وحيداً و أراد مشاركته..!!
ذلك الرجل الملثم كان مقداماً حتى اقترب من أدهم وهو يرى تقدم فياض بسلاحه بيده و يتجه ناحيتهم ،ليصرخ بأدهم/يا أدهم تكفى الرجال معه سلاح والله ما يوفرك لا تواجهه الرصاص بيده
لم يصدق ذلك إلتفت إليه/سلطان؟!!
فتح لثامه وهو يُلح عليه بعدما رأى فياض قادماً من الطرف الآخر من الشارع و يشهر مسدسه/أدهم ناظر ورااك!!
رفع مسدسه وهو يحدده قادماً مازال يسير يريد إذلاله قبل كل شيء/ أدهم والله لردها لك و الله
لم يرد عليه أدهم فقط تركه و اتجه لسيارته لا مبالي بما سيحدث، إن قتله الآن .. وهو يشير لسلطان ان يذهب هو الآخر
اشتد غضبه وهو يرى إستهانة أدهم به، ليرفع مسدسه من بعيد/بوريك هاللحين كيف تستهين بس يابن الـ...
صوت مكابح سياره و إصطدام ضج بهذا الحي الهادىء!!
ليلتفت إليه أدهم اخيراً و يرى الدماء و الحادث المريع الذي حدث ..
لم يصدق سلطان ما يراه الحي كان فارغاً والسياره جاءت من الجانب و إلتفت بسرعه و تفاجأت بوقوف فياض في منتصف الطريق!!!
كان شيئاً خيالياً ...و كأن هذه السياره مسخره لهذه اللحظه!!
نزل صاحب السياره متفاجئاً من الذي حدث/لا حول ولاقوّة إلا بالله..هذا وش موقفه هنا..يارب سامحني يا رب
اتجه سلطان للملقي على الأرض ليرى ما إذا كان على قيد الحياة..و لكن المنظر كان بشعاً جداً..ليكتشف انه مات.
إلتفت إلى أدهم وهو يشير بكلتا يديه/الرجال مات
جلس صاحب السياره يندب حظه البائس بعدما اتصل بالإسعاف و تجمهر القله الذي سمعوا بصوت مكابح السياره في الجوار...
كل في هم وهو فقط يريد العثور على سيف ..تركهم واتجه للسياره التيكانوا ماجمعين عندها جميعهم لعله يراه..
لحقه سلطان وهو يستغرب/أدهم تبي فزعه؟! تكفى قول
توقف وهو يلتفت غاضباً ليشدّه بياقة ثوبه بقوه و يضرب ظهره على السياره/انت وش طلعك وراي؟! طلعتك من السجن وللحين تلاحقني؟!!!
نطق ببريق عينيه/لك عندي دين يا أدهم لو اعيش كل عمري ما وفيتك إياه،
استغرب/دين؟!!أي دين !!
أجابه و انفاسه تكاد تطير من شدة تأثره/يوم كنت بالسجن انت كنت ترسل لأمي و اخوي مصروف شهري يكفيهم و كنت تسدد عنهم فواتير الماء و الكهرباء،
استغرب فهو لم يخبر والدة سلطان بإسمه، تركه وهو يتجاهل ما سمعه/انت وااهم ..ماسويت لاهلك شيء
إزداد احترامه لأدهم أضعافاً/انا ماعرف خويا كفو يا أدهم..كلهم سلنتح و زلايب مانفعوا حتى اهلهم...اول ما قالت لي امي عن الفلوس اللي كانت تجيها بأسمي ما طرأ ببالي غيرك.. وش انت يا أدهم؟!!
تجاهله فلا يطيق ان يذكر محاسنه احد أمامه، شعور الحاجة و الإمتنان لأجدهم موجع .. و قد ذاقه من قبل فلا يريد رؤية دموع الحاجه في عين احدهم..
صدح صوت مؤذن صلا المغرب ليقطع حديثه و هما واقفين،..
سمع صوت مكتوم يأتي من السياره التي يقفان أمامها..ليهب مسرعاً و يحاول فتحها و نجح في ذلك..قد كان يشك بوجود سيف هنا ..ليرى هاتفه ملقى امامه و هو مقيد القدمين واليدين و مغلق الفم/سييف!!
كانت في حيره من أمرها ليست مرتاحه على الرغم انها مطمئنه من أن اخيها قادم و لكن هنالك شيء ما يجعلها على كف القلق ولا تعرف ماهو !!
شعورٌ لا تمتلك له تعريفاً دقيقاً يصفه و لكنه يمنعها من لذة التنفس براحه!
حاولت تجاهل ما يعكر صفو راحتها فهي الآن ترتقب عودة الغالي،
انتظرت كثيراً رؤيته و إطلالته التي إشتاقت لها كثيراً..هو منتهى الحلم الذي لطالما حلمت به..هو الذخر و السند و كل ما كانت تحلم به في هذه الحياة،
تعترف بينها و بين ذاتها أن نايف اخذ قطعة من قلبها حين ولد و قطعة منه حين أُصيب...و أخذه كله دائماً وأبداً..
تعلق والدها به و ان لم يوضح ذلك جعلها ترى نايف بصورة أبيها..و لم تتعلق بشخص في هذه الحياة كما تعلقت بأبيها..
لمحته قادماً بعدما ذكر المذيع الداخلي عن وصول رحلته..
لكنها تفاجئت بالتي يصطحبها معه..تمنت انها لم تنتبه او أنها مخطئه..!!
يالله هو يسير على قدميه من جديد!
عاد نايف عاد والدها مجدداً إلى هذه الحياة، تلك الإبتسامه التي تراها على محياه حينما سقطت عينيه عليها تجعلها تنسى الدنيا بما فيها لحظتها..
اقترب منها واقفاً أمامها ببشاشته/انتي قصرتي و إلا انا اللي طلت!!
اختلطت دمعتها بابتسامتها لتعانقه/الحمدلله على سلامتك حبيبي .اللهم لك الحمد و الشكر صرت توقف على رجليك وتمشي يا قلبي ماني مصدقه انت بخير وواقف قبالي!!
عانقها وهو يهدئها بكائها اوجعه،هل هذه كله دموع فرح!!
ما بال الشموس و كأنها ليست تلك القويه كما عهدها!!/افااا الشموس ماتبكي
رفعت عينيها إليه/الشموس ولا شيء بلياك يا نايف و لا شي ، ..انت روح الشموس و روحها اليوم ردت لها من بعد غربة مشاعرها.
لم يستطيع التعليق فقط اخذها من هنا ليخرجا من المطار، ام تكن اخته هشةً هكذا من قبل، لطالما سافر و عاد و لم تستقبله بهذا الشكل!!!
جلست في السياره وهي تحتضن يدها بيده والشكوك تدراودها عن تلك التي معه/نايف ما قلت لي من هاللي معك؟!!
لاحظت نظرات الشموس لها كانت تلبس نظارات سوداء قاتمه وهي ترى الفخامه التي فهمتها من خلال الاستقبال بهذه السياره الفاخره و المريحه، ذات التصميم الشخصي.. و كأنهم في مجلس مصغّر بالغ الفخامه..
نطق نايف وهو ينظر إلى اولينا/بعدين اقولك.
لم ترتاح لوجودها ابداً..،
.
.
،
استيقظت وهي تنظر مستغربه وجودها هنا..و برفقة هند التي ظلت عندها مرافقه..، لم يكن لديها ماتقول و هي تتذكر ماحدث تلك الليله في المول حينما رأت طفلها هناك..كلمات مشاري أحدثت فجوةً عميقه في قلبها. تهوي بها كلما حاولت تجاهل مشاعرها..
حاولت للمرة العاشره إستنطاقها/هوازن تكفين قولي أي شيء تكلمي لا تخرفيني عليك.
نطقت بعد تنهيدةٍ موجعه/وشلون ابوي لا يكون عرف باللي صار
ابتسمت بسعاده بعدما تحدثت اخيراً/الحمدلله هذا انتي تتكلمين، ابوك دامه مع ولده فهو بخير و ماعليه إلا العافيه
استغربت ولكن فكرت بأدهم فهو يعامله كأبيه/ماندري وين نودي جمايل أدهم..جد خجلانه منه
قررت الحديث/مابين الاب وولده جمايل
إلتفتت إليها قد استشكت في نيتها و كأنها تريد الحديث عن شيء ما/حاسه عندك شيء ودك تقولينه
إلتمعت عينيها وهي تحاول ان تعرف كيف تبدأ معها/اول ماجيت المستشفى علشان اشوفك و سمعت قصه حقيقيه اقرب للخيال ..و اثرت بي للحين..
سألت وهي تحاول ان تعدل جلستها بعد كل ذلك الخمول/سمعيني إياها ، اخب القصص المؤثره
قررت الحديث/قبل اربعين سنه في محافظة الخرج..كان فيه رجل اسمه عبدالله وزوجته اسمها ساره متزوجين وعين الله عليهم مبسوطين و كل واحد يحب الثاني و يغليه، حملت الزوجه و بعد فتره من حملها سافر الزوج في مقناص مع اصدقاءه و ابعد كثير واختفى عن الانظار و بعد فتره من البحث لقوهم في صحراء النفود اللي مات مكانه و اللي اكله السبع و هالزوج بعد لقوا ثيابه بالدم فقالوا اكيد اكلته السباع وفعلاً اعلنوا وفاته ووقفوا بحث..
تفاعلت ونطقت بخوف/لا يكون مات عبدالله!!
بنفي/هذا اللي كانوا يظنونه..وولدت ساره بعد كذا و جابت ولد و سمته أدهم..مان بخاطره يسمي هالاسم ربته ساره و توفت و هالولد عمره تسع سنين و لكن كبر هالولد و طلع رجال عصامي ينشد الظهر فيه و كون نفسه و بعد فتره دارت به الدنيا و اكتشف ان ابوه له اخو و عايله غنيه بس كل شيء كان بنهايته العم توفى وابنه الوحيد صار عليه حادث و دخل غيبوبه طويله حيل و بعدها قرر يتزوج بنته مروا بظروف كثيره و مره من المرات لقى بنت تستغيث بالشارع علشان ابوها الشايب المريض، قرر يساعدها لله وكان فرحان و شيء يدخل السرور بقلبه لمن يكون مع هالشايب اللي اصلاً فاقد ذاكرته وماله احد..و قدر بعد فتره يساعد هالبنت و يزوجها برجل محترم..
شعرت بالغصه و هي تسمع بقصة أدهم، لم يخفاها ذلك فهي في قصته..،
أردفت وهي تلاحظ إلتماع الدمع في عينيها/كان بزياره مره لزوجة خاله وكان هالشايب معه و هي تتعرف عليه و قالت له
إنهمرت دموعها و هي تشعر بمشاعر فرح غريبه، و لكن حتى الآن لا تعرف من هو والدها وهل يعرفونه!!، إنعقد لسانها عن أي تعليق..!!
اكملت و هي تحاول ان لا تبكي/طلع هالشايب هو ابو أدهم المفقود من اربعين سنه و الكل كان يظن بوفاته..
لم تصدق بعد ما سمعته لا تحتاج لتوضيح اكثر من ذلك ولكنها تريد سماع ذلك بصريح العباره/يعني؟!
ردت بعبرةٍ تختنق من شدة تأثر هوازن/ايه ابو أدهم هو نفسه ابوك..أنتم اخوان والله يهنيكم وهيني فيكم
اغمضت عينيها وهي ترفع رأسها للأعلى شعور يغمرها لأول مره، والدها ليس ورقة سقطت من دفتر الحياة، تبكي وتبتسم في نفس الوقت، ما ألطفك يا صاحب اللطف الخفي..يالله.
كانت موقنه و مؤمنه ان الغيوم التي تغطي حياتها منذ وعت على هذه الحياة ستنقشع و سترى شمس سعادتها أخيراً و ستختفي ظلمة الهموم للأبد..ما فات يكفيها و رب الناس يكفيها..."يالله قد كان أدهم أخوها منذ البدايه و ليس فقط الآن..كانت تعرف ذلك لكن لم تظن ولو للحظه ان يكون ما تشعر به هو الحقيقه!!!"
و كأنه في مهب الذكريات تعصف به، ..
تدار فناجين القهوة بلا انقطاع و هنالك اجتماع لمعظم الذين عاصروه هنا..وهو في صدر المجلس تهوي عينيه في نظرة فارغه..، اسماءهم و ذكرياتهم كالوميض في ذاكرته المهجوره!
هذا الكم الهائل لا يحتمله..
كانت زوجته حاملاً...يذكر ذلك الموقف جيداً حينما ودعته ليلة خروجه و طلبت منه ان لا يتأخر كانت ترمقه بعينين لامعتين و ناعستين حد الثماله..تشبهه نعم تشبه عيني أدهم تماماً..
رفع رأسه لعبدالكريم الذي بجانبه وهو يسأله بلهفه غريبه و فضول/ابي أدهم ياخوك اتصل به
بأسف/ماهو بجاي الليله، يقول عنده شغلتن لازم يخلصها بنفسه وبيعوّد ان شاء الله... لا تخاف يابو أدهم تراك بين اهلك و ربعك
لم ييتطيع الصبر ليسأله فهو لم يسمع عن والدة أدهم أي شيء/طيب بنشدك يابوعبدالكريم ام أدهم وينها؟!
تنهد وهو يعز عليه حاله الحزين و المتفاجىء من كل شيء/ساره ماتت الله يرحمها من عمر أدهم تسع سنين..
انقبض قلبه و هو يأخذ طرف شماغه و يغطي بها وجهه المتأثر من إنسكاب الذاكره كالسيل منذ ان صلى اول صلاةٍ في مسجد حيّه القديم وحارته العتيقه...
يريد ان يستريح برؤية أدهم و هوازن فهما المتبقي و هما من يهتمان ..هوازن تمثل الجرح و الدواء...لطالما عانى هذين معه..لطالما اعتنت به إبنته و اعتنى به إبنه منذ ان إلتقى به أول مره..
كان ولداً صالحاً.. و رجلاً نبيلاً و هذا ماخفف عبىء انهمار الذاكره المثقوبه..
ماذا فعلت بك الأيام يا ساره؟! لماذا رحلتي بسرعه قبل ان اعود؟!!!
شعر ببرودة وجهه و وهن مرهق هو و سيقع لو استمر ..حتى فقد وعيه
لاحظه ابو عبدالكريم ليصيح بأبناءه/ألحقوا الرجال يا عيال..يا كاسر تعال يابوك
اقترب كاسر بسرعه وهو يبعدهم فهو الطبيب،امسك بيده و إختبر سرعة نبضه و حرارة جسده وعينيه ليهدأ/ابو أدهم مجهد و محتاج ينام..برأيي يا جماعه تروحون و بكرا تزورونه و يكون أدهم قد وصل بعد
ابو عبدالكريم وهو يؤيد حديث إبنه/وهو صادق يا جماعه وهو صادق..
خرج الجميع وبقي ابو عبدالكريم وابنه كاسر الذي قرر المكوث هذه الليله بما انه ليس له مناوبه الليله..
"كالناجي الوحيد بعد حادثة غرق!وحيدٌ و بحر الهموم تتلاطم أمواجه حولي..
لم أختار النجاة من الغرق و لكن الله إختار..!
فقط احسب انفاسي المتبقيه و اشعر أنها تسير بي للنفاد ببطىء ، قدماي متعبه و كل جسدي منهك، و لكنني مازلت مستمراً و أصارع على فرصة الموت الأخيره!
و مازال يهرب مني في كل محاوله..
يا إلهي حتى الموت يقتص مني!!"
،
ترك سيارته بعد تعب لم يستطيع معه ان يذهب لأي مكان...يريد ان يلقي بجسده المنهك على سريره و ينام بلا تعب و بلا اي قلق..
استغرب إغلاق الباب المطل على الحديقه الذي يدخل معه دائماً..، ليخرج هاتفه من جيبه و يتصل بها...لم ينظر لساعته التي تشير للثانيه بعد منتصف الليل/الوه افتحي باب الغرفه بدخل
اغلق الباب و انتظر خروجها..استغرب تأخرها لا يريد ان يغضب او يبدي أي ردة فعل أخرى..!
بعد لحظات فتحت له الباب بروبها الأسود الطويل الذي تشده حول خصرها و تركته مفتوحاً و دخلت بدون اي اهتمام/سكر الباب وراك.
إستغرب تصرفها،مهما كان هي لا تبتعد عنه هكذا،لاحظها تهم بالخرج من الجناح/وين رايحه هالوقت؟!
إلتفتت إليه بدون أي تأثر/رايحه غرفتي فوق...انت ارتاح بغرفتك هنا فضيتها لك من كل شيء يخصني و غيرت لك حتى الإكسسوارات و نوع عطرها و غطاء السرير،، تصبح على خير
إستغرب وهو يراها هادئه جداً/ماراح تسأليني عن اللي صار؟!
بنفس برودها/آخر همي...تبي شيء ثاني؟!
ظل ينظر لعينيها بتأمل لثلاث ثوان و نطق بعدها بنفس الهدوء/ليه شلتي اغراضك من الغرفه و طلعتي منها؟!
بإبتسامة تمثل السعاده/فيك ترتاح مني هاللحين اخوي رجع من السفر و كل احلامك بالفراق تقدر تحققها بدون ندم و لا حتى تأنيب ضمير..
حرك رأسه بمسايره.. وراح يجلس على أريكته الجلديه بهدوءه الصامت..
قررت تركه وحيداً بصمت رغم ان ذلك يعز عليها كثيراً..
خرجت امام عينيه وتركته وحيد تماماً في عتمة ضغوطه التي تحيط به، كشمعةٍ احترقت كثيراً و قاومت الهواء الذي يريد إخمادها حتى ذبلت و انطفات بدون ان يشعر بها أحد!!
ترك مكانه و دخل الغرفه ليراها خاليه تماماً رغم وجود الأثاث مكانه، و لكن روحها منزوعه وكل شيء فيها ميت!!
راح للسرير بعدما نزع ملابسه لينام، يجب ان يستيقظ باكراً لأجل اخته و أبيه.. إبتسم وهو يتخيل نطقه لكلمة اختي!
كان يشعر من البدايه ان هوازن تمد له بصله، كانت تؤلمه اوجاعها و نظرة الإنكسار في عينيها..
نام وهو يقرر بعدما اخبرته عمته هند بأن هوازن استعادت وعيها اخيراً،جميعهم سيذهبون الى الخرج..بقرب والدته.
يكفيه إغتراباً...
.
،
..
صباح اليوم التالي..،
مازالت تستغرب غياب عزه منذ ماحدث!!
ابتسمت وهي ترفع هاتفها و تتصل بها بدون تردد، انتظرتها ترد !! لتعقد حاجبها،
ردت بعد عدة رنات و يبدو على صوتها الارتباك/هلا استاذه ليال
كتم ضحكتها/هاللحين صرت استاذه يا عزه!!..السلام عليكم بالاول
ارتاح صوتها/وعليكم السلام، في الحقيقه انا
قاطعتها/تغيبتي عن العمل و بعدها طلبتي اجازه و تونا نقول بسم الله، وش المشكله؟! و الاسباب يا عزه..ما اقدر اوافق على الفاضي بصراحه
ترددت/ليال انا خجلانه منك. و ربي مالي دخل باللي صار..يعني وليد
ابتسمت وهي ترد/طيب و لا حتى انا مالي دخل و لا المؤسسه لها دخل..انتي موظفه مستحيل اتنازل عنها فاهمه؟!
على الطرف الآخر/ووليد؟! اقصد.. <<لم تستطيع الإكمال..
ليال بواقعيه/عزه انا موافقه على وليد ومهما رفضته ماراح افصلك عن وظيفتك ، معقوله انتي تتوقعين اني بهالسطحيه ..!!
بنبرة سعاده/من جدك انتي؟!
ليال/اي و تعالي بلا سخافه..و هاتي معك قهوه و كنافه من خالتي مشتهيتها
ضحكت/من عيوووني ببشر الوالده، سلام
اغلقت الهاتف وهي تبتسم، كل شيء يسير على مايرام..امورها بخير..و اخيها عاد..
تلقت رساله لتفتح هاتفها بلهفه، باتت تعشق نغمة الرسائل .. لتقرأها بإبتسامه [احمدي ربك ان بتال كان معي امس]
ارسلت له و اغلقت الهاتف مع دخول سكرتيرتها عائشه بعمل ما...
ينتظر قدوم قاسي بلهفة الاخ والصديق، منذ متى لم يراه!!
تلقى رساله منها ليبتسم وهو يقرأها [لا تتعذر ببتال.. انت أصلاً هربت]
اغلق هاتفه وهو يرفع ناظريه ليرى قدوم قاسي بابتسامته، قفز من مكانه ليحيه بالتحيه العسكريه بثبات ثم هرول ليعانقه بشوق جارف،كاد ان يبكي لولا جلادته/الحمدلله على سلامتك ياخوي..
بابتسامته الهادئه/الله يسلمك..بس ترى كلها يومين وراجع
اخذه لكرسيه و جلّسه/لا تقولها
تأمل المقهى الذي إفتقده كثيراً/والله يادوب ..زين اللي دريت بوجودك بالرياض بس، زرت الوالده ولقيتها توها نايمه ماحبيت اصحيها قلت اتقهوى معك قهوة الصباح و اروح لها
بسعاده/يا ولد تغيرت نحفت و صرت اطول
ضحك/انت بشرني عنك وش سوت بك الغربه ووش جابك وانت ناوي تبعد سنين
طلب قهوة قاسي ثم التفت إليه/ابد تعبت فالغربه لحالي قلت اجي اتزوج لي بنت حلال تونسني
لم يصدق/تقوله صادق؟! عسااه مبرووك ان شاء الله و متى ترى بعد اسبوع رمضان
بإبتسامة ثقه/حياك الله بعد بكرا ببيت نايف راكان المناع، ملكتي على اخته ليال المناع.. وبالعيد بيكون الزواج ان شاء الله
مازال في طور الصدمه/يعني بتصير عديلي!!
رقص حاجبه مبتسماً/انت وأدهم اي شيء تسوونه بسويه،، هاه مافيه مبروك بعدما عرفت العروس
اتسعت ابتسامته/إلا والله الف مبروك يا وليد.. ان شاء الله ألحق احضر ملكتك..
رن هاتفه ليبتسم وهو يرى أسم والدته/أمي صحت و مالقتني عندها..يلا لازم اروح يالعديل..
انتهت من لبس عبائتها وهي تنتظره مكانها على احر من الجمر، ستراه اليوم بشكل مغاير، و مشاعر حزينه على كل ما فات بدون ذلك الأخ الذي لطالما تمنت وجوده في حياتها ..،
سمعت صوته خلف الباب المغلق بعدما ينادي عمته هند التي خرجت تنادي الممرضه تنزع المغذي..!
تجرأت و نزعت المغذي من يدها واتجهت للباب تفتحه بنفسها/عمتي هند تو طلعت تنادي الممرضه
دخل بعدما فهم أنها عرفت كل شيء، لطالما حمل هم هذه اللحظه المليئه بالمشاعر...لم يعد يحتمل وحده كل هذا/الحمدلله على سلامتك..
تمرد دمعها وهي تنظر إليه مكبله عن أي ردة فعل أخرى كانت تتمنى لو رزقها الله أخاً مثله وكان أخوها..لتبكي .. ياللحرمان.
لم يعرف كيف يتصرف أمام بكائها المكتوم هذا، اقترب وقبل رأسها بدون تردد/خلاص و انا اخوك لا تبكين
عانقته بشدّه، كانت تريد قشّةً تنقذها من غرقها في حزنها العميق.
دخلت هند في هذه اللحظات و بكت معهما بتأثر.
إبتسمت بحب وهي تراه من جديد يسير في المنزل و يعود طبيعياً ..لم تكن نفسيته كذلك وهو مقعد..
سمعت طقطقة كعبها وهي تراها تترك المصعد قادمه بجينزها القبيح و بلوزتها التي تبرز بطنها و سرها ذو الخلق المذهب و قصة شعرها الغريبه!!!
لم ترتاح لها و لتلك النظرات اللصيّه..كانت تنظر للبيت بشكل مريب، حتى الآن لا تعرف موقعها من الحضور مع أخيها/أولينا
مرت بجانبها لتقف وهي تبتسم/هاي
بنبره جاده و بلباقه/اتمنى منك تغيرين ستايل لبسك في البيت لين تطلعين..شايفه في اطفال
نظرت الى نفسها و أجابت بلامبالاة/لبسي !! آر يو سيريس؟!!
بجديه اكثر ولكن بصوت منخفض حتى لا يسمعهما احد/اذا ماتفهمين عربي مستعده اتكلم انقلش ماعندي مشكله..لكن هاللبس يتغير "يو اندر ستاند؟!"
بابتسامه مصطنه/اوكي، آز يو لايك
تركتها تتجاوزها للمطبخ،هذه الأجنبيه مثيره للريبه ..!
ابتسم لقدوم اخته/ياهلا بأم راكان
بابتسامتها الهادئه حين تراه/هلابك حبيبي،تعبتوا راكان
وضع رأسه الصغير على كتفه بسعاده/خلييني تكفين ..متو اخر مره حضنت طفل؟! متخيله هالجفاف يالشموس!! صرت خاال شعوور رهيب
بصدق دعاء/قل امين عساك تلاعب عيالك
تجاوز دعائها وهو يداعبه..
استغربت عدم وجود تلك الشقيه/وين نيفو؟! غرريبه انا ظنيت بلقاها معك و يمكن تطلعون عالسياره من وراي بعد
ضحك/كنت اظن و كنت اظن و خاب ظني..نيفو معاد تعطيني وجه من الصبح مرت علي هي و قاسي و طلعوا للمستشفو عند أمه..اختي تغيرت مرره يالشموس
اخذت فنجان قهوه لتتلاها بها عن ما يحرك مشاعرها/الثبات على حال واحد بهالدنيا محال..كل شيء يتغير طال الزمن و إلا قصر.
لم تفوته نبرتها/وين أدهم ماشفته!!
إرتشفت ببرود/مشغول هالأيام...اذا تفرغ بيجي
استغرب لم تكن يوماً بهذه اللامبالاة مهما بلغ الأمر/والله ضغطته بالعمل، كان لازم اجي بعد العمليه وكمل علاجي الطبيعي هنا
تذكرت ماتريد الحديث عنه/ايوه ما قلت لي للحين ، من هاللي جايبها معك!!
بابتسامه/خطيبتي..ناوي اتزوجها هنا
سقط فنجانها من يدها غير مصدقه/نعم!! ما سمعت؟!!
إلتفت إليها الاطفال الذين كانوا يلتهون بجهازهم اللوحي فيما بينهم!!!
رد بكل برود/هذي البنت اللي ابيها بصراحه
نزلت ام رواد من الاعلى وهي خائفه بعد سماعها صوت انكسار الفنجان/عسى ماشر!!
وقفت معترضه/شر بعينه وعلمه..ام رواد اخذي راكان
اخذت ام رواد الطفل من نايف الذي يقف ويحاول بأخته ان تهدأ/الشموس لحظه بس
لم تنتظر حتى امسكت بيده واخذته لمكتبها تريد ان تتحدث بشيء لا يجب ان يسمعه احد وعليه ان ينفذه..،
نطق بهدوءه/هاللحين كل هالدراما علشان قلت بتزوج اللي ابيها!!؟!!
تكاد تجن من بروده/و شهد؟!! حتى مابعد دخلت عليها..
جلس مسترخياً/انتي عارفه ظروف زواجي منها.. اذا هي حابه تكمل معي اهلاً وسهلاً ماتبي مع السلامه..
وضعت أناملها على جبينها دلالة صدمه، لتنطق بقهر/قلتلك من البدايه إذا ماتبيها منت مجبور تتزوجها، ليه هالأنانيه
لم يهتم /انا ماقصرت معها..فكيتها من ابوها و اللي كان بيصير لها..
لم تصدق ما تسمعه منه/أنت تتمنن عليها بزواجك منها؟!
بنفس بروده/انا اذكرك بس
نطقت بجديّه بعدما فكرت قليلاً لتكسب بعض الوقت/اوكي إذا مرره حاب تتزوجها انا موافقه بس حالياً تسكت وماتعلن أي شيء ،ابيك تترك كل شيء لبعد العيد وبعد زواجك من شهد.. وقفل عالموضوع بليز لأن بعد بكرا ملكة ليال و مابي اي شوشره بالبيت..
رفع حاجبه بعدم رضا/قلتلك أنا..
قاطعته بحزم/كلامي ما ينعاد..راح اقول للكل انها مدربتك فقط ..انتهى
تأفف وهو يخرج سيجارته و يشعلها بتوتر و يدخن صامتاً..!
تكاد تنهار وهي تراه يدخن بشكل عادي و كأنها ليست موجوده/ليه يا نايف لييه؟!
وقف غاضباً وهو ينفث دخانه/الشموس خلاص عاد ، ترى والله عكرتي مزاجي ما يسوى علي ماني طفل ترى.
رأته يخرج و سيجارته بيده،تنهدت بحزن فوالدها كان مدخناً و مات بسبب التدخين الذي دمر قلبه و جهازه التنفسي..
جلست في اقرب أريكه وهي تتذكر أدهم و شكله البارحه، لم يكن بخير.. على جبينه كدمه مزرقه و لاصق جروح..ثيابه كانت متسخه وكأنه تعرض لحادث ..كان مرهقاً و عينيه ذابله.. اوجعها شكله البارحه وهي تمنع نفسها عن المكوث بجانبه..
تفنن في إقصائها عنه.. لم يكن عادلاً في خصومته معها..حاولت ان تتجاهل و ان تصمد و لكن كفى بها إهانه..
لحظات ليدخل نايف مجدداً و على ملامحه رسوم الغضب واضحه/انتي ليه ما قلتي لي عن اللي صار لأدهم امس؟!
وقفت مستغربه/ما صار شيء
نطق غاضباً/استدرجه فياض وهو مسلح و معه مجموعة زلايب و لكن الحمدلله كانت نهاية فياض قبل ينهيه بسلاحه..
كل هذا يصير وانا مادري
تذكرت انقباضة صدرها و ضيقها البارحه..لك تصدق قبل الآن ان هنالك اندماج ارواح و اندماج اوجاع...كانت تلك إشارات تخبرني انه في خطر ولكن ..ماذا فعلت أنا؟!/انا جد ماكنت ادري نايف
أكمل بقهر/شلوون جاء ونام هنا البارح و راح بدون تحسين باللي صار له؟!!
لامت نفسها كثيراً ..شعور بالذنب لم تستطيع تجاوزه..إنخفضت نبضات قلبها ...و لم تشعر بسقوطها بعد ذلك...،
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث والخمسون
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم |
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
أنا مرهق القلب كما لو أنني أشعر بنبضاتي!،و أتنفس ضيقاً مع كل إنقباضة وكأنني أستنشق أول أكسيد الحزن..
أريد مخرجاً للهدوء من كل هذا القلق..أنا حقاً مرهق..
.
،
لا يعرف مالجنون الذي فعله ليلة البارحه..
طردها بدون ان يرف له جفن..!
هي المخطئه، كان يجب عليها ان تعلن اعتراضها او على الأقل تُصر على معرفة السبب،
لكنها إنصاعت لأوامره و رحلت بدون أي تعليق..!
بزغ نور يومٍ جديد و مازال يراوح مكانه..
.
استيقظ متكاسلاً وفتح عينيه بكسل ليراها مستيقظه هنالك تنظر إليه من مكان جلوسها على الأريكه بروب الاستحمام الابيض،ابتسم بخمول وهو مازال على وسادته/صباح الخير
ببريق إبتسامه لترد صباحه بالإسبانيه/بويونِس دياز "أوفيسيال" .
جلس قليلاً وهو ينظر إليها مبتسماً/من زمان ماسمعت هالكلام.
بنفس ابتسامتها و نظرات اللهفه/Te amo
بنفس إبتسامته/ليش صاحيه بدري كذا؟!مانمتي الا متأخره!
تركت اريكتها لتتجه إليه/صحيت ابي اشبع عيوني بشوفتك
اتسعت ابتسامته وهو يراها تقترب منه و تجلس عنده/ليتك صحيتني معك
داعبت خده بأناملها و كأنها تتفقد ملامحه، هنالك جروح كثيره اصبحت سطحيه مع مرور الوقت،لم تكن هذه الجروح و الخدوش في وجهه قبل الحرب/شفتك نايم بتعب و واضح عليك الارهاق ماحبيت اصحيك و اقطع عليك راحتك،
داعب خصلات شعرها وهو يرتبها خلف أذنها و يريح عينيه بالنظر لملامحها الهادئه،منذ متى لم يرى شيئاً لطيفاً و ينطق بالحياة، حتى العتاب الذي كان يخبأه بعد رؤية تركي تبدد الآن، هي تعشقه ومازالت تحتفظ ببساطتها و نقاء قلبها..
لم تستطيع إبعاد عينيها عنه،تنفست وهي ترى ازدياد سمرته الفاتنه عن السابق و ذقنه الذي قد خففه كثيراً حتى لا يكاد يُرى/وين لحيتك؟!
استغرب وهو يضع يده على ذقنه بإبتسامه/شلتها قبل اجي اشوفك،مابي اخوفك
عقدت حاجبها كالاطفال وهي تمد شفتيا/بس انا احبها ليه كذاا؟!
عاد ليبتسم وهو يداعب خدها/لو ادري انها تعجبك تركتها بس ولا يهمك بتطلع مره ثانيه وبخليها علشانك، بس لا تمدين لي هالبوز اللي يخليني اتأكد انك للحين بنت صغيره!
مازالت تمد شفتيها باسلوبها الطفولي/ماني صغيره، خلاص بصير أم لأثنين ان شاء الله
بنفس ابتسامته وهو يرى دلعها عليه/احلفي؟
ابتسمت اخيراً وهي تأخذ يده و ترفع اسفل بجامتها الواسعه وتضعها على بطنها الذي يتحرك و هي تراقب ردات فعله بصمت/بدون احلف بيردون عليك.
انصت بحماس للحركه التي شعر بها و رآها/وش يسوون؟!رالي!!
رفعت كتفيها بدلع/هذي حركات احتجاجيه ضدك،ليه تقول لأمهم بنت صغيره.
عاد ليبتسم وهو يقترب من بطنها العاري و يقبله و يطيل القبله وهو يمسح عليه بلطف وهو يهمس لهم بهمس تسمعه هي/لا توجعون ماما انا بس امازحها.
رأته يطيل عناق بطنها بصمت، احبت اقترابه هذا، لتداعب شعر رأسه بصمت خائفه، الله وحده يعلم كم تخاف فقدانه في تلك الحرب، و كم ترعبها فكرة ان تربي هذين الطفلين بدونه..
.
.
.
عادت لمنزلها بهدوء، وهي تتناسى ما حدث في المشفى، اي احتكاك آخر معه ستكون النهايه التي لا تريدها معه..
تذكرت حديثه عن عدم ثقتها به..تريد ان تثق تريد ان ترتاح من غيرتها..
جلست وهي مازالت ترتدي عبائتها و شالها يرتاح على كتفها لتحاول ان تستوعب ما حدث..!
سمعت صوت ليال تتحدث مع احدهم بالهاتف وقفت وهي تتبع صوتها لتراها تقف على الشرفه الكبيره المطله على الحديقه تتبسم وتتحدث! لم ترتاح و هي تراها تتحدث هكذا ظنت انه وليد ...انتظرت واقفه قبالتها حتى انتهت ليال ..اي جدال معها الآن عقيم!
ابتسمت ليال وهي تغلق هاتفها تحت نظرات الشموس المتسائله بصمت لتجيبها/وربي انه نايف ..اقسم انه مو وليد..
مازالت صامته و تبحر بعينيها...،
فهمت انها فقدت الأمل بها لتبتسم وهي تقترب منها وتتحدث بهدوء/وحتى لو تكلمت مع وليد هاللحين،حلالي، حبيبي و غاية مرادي..ماراح اخاف و لا بخجل.
استمرت بسماعها صامته ...،
جلست على اقرب كرسي تحت انظار الشموس الصامته/لا تسوين فيها مصدومه من جرأتي ،ترى سبق و قلت لك اول مارجعت من ألمانيا اني احبه حب عفيف و مستحيل اقتل نفسي بالغرور و انا احبه و لولا صديقتي اللي ظنيتها زوجته كنت بتزوجه...بس انتي قمتي تنسين كل شيء حتى نفسك
تنهدت اخيراً وهي تترك وقوفها وتجلس في طرف الجلسه التي فيها ليال وتنطق بفقدان أمل/ليتني انسى كل شيء يا ليت ..
استغربت نبرتها اليائسه و عدم تعليقها على تصريحها السابق/اي صح وش صاير يالشموس؟! كنتي طالعه علشان تجيبين هوازن متى رجعتي؟! ومتى طلعتي ومن وين راجعه بدري كذا!!!
إلتمعت عينيها بارهاق فلم ينتبه احد لغيابها البارحه، لم يفتقدها أحد سوا ام رواد التي تعتني براكان/من البارح كنت مع هوازن بالمستشفى..لين جاء أدهم من الخرج..و تركته عندها و طلعت اقصد قال لي ارجعي و انا بقعد عندها
استغربت/وش يقعده عندها وهو ماهو محرم؟!!وين زوجها وليه هوازن بالمستشفى وش صاير لها؟!
تنهدت مره اخرى بتعب وهي تقف/سالفه طويله ، انا رايحه لغرفتي ارتاح، لحد يزعجني، و تكفين انتبهي لراكان و ريحي ام رواد منه ،انا حيل مرهقه يا ليال.
رأتها تذهب بحزن و بإنطفاء،لم تكن يوماً بهذا البؤس و اليأس!
مامعنى حديثها الذي قالته قبل قليل؟! كيف تقول انها تركت هوازن و برفقتها أدهم؟!!
اخذت هاتفها وهي تتصل بعمتها هند،لعلها تعرف شيئاً من جنون أدهم، فلا مبالاة الشموس مميته حقاً، كيف تترك أدهم عند احداهن وتعود للمنزل تبحث عن النوم..!
تراجعت أخيراً عن تدخلها ..لربما لن يكون هذا التدخل في صالح أختها..
سيكون كل شيء واضحاً فأدهم لم يفعل ما يغضب احداً هنا و ردة فعل أختها كانت هادئه جداً.. من الأفضل الإنتظار حتى تتضح الرؤيا غداً و ربما الليله..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
انتهت من لبس عبائتها وهي تخرج من غرفتها لتستعجل كلاً من هند الصغرى و شهد/يلا يا بنات وينكم تأخرناخرجت شهد وهي تحمل عبائتها على ذراعها /يمه والله بدري
رفعت حاجبها بإعتراض/لا يا روح امك ماا معنا وقت كافي و زواج اختك بالعيد
خرجت هند الصغرى من خلف شهد/الله الله يا شهد امورك سالك بتتزوجين راعي قصور و كل شي جاهز
ضحكت شهد/هووب دام من بدايتها بتتذمرين من عبدالرحمن اتركي الرجال و خليني ادور لك من سكان القصور
لوت فمها/وين يا خلف الله هذاك قبل يكتب عقده علي..هاللحين مافيه فكه
ابتسمت هند بخبث لتستدرجها/لا يا بنت صالح ان كان ماهو عالهوى قولي من هاللحين ترى يقدر ابوك يفكك منه بسهوله بعد
تراجعت وهي تتبسم بخجل/لا يووه وش يفكني منه وما يفكني منه..ترى كنت امزح بس
ضحكت شهد و هند لتأمرهن/اجل دام كذا يلا مشينا خلونا نكسب وقت.
شعرت بالخجل و هي ترى نظرات زوجة أبيها مع همزات شهد لها، و في الحقيقه لا تخفي توترها من اقتراب لقاءها بعبدالرحمن، ..
في السياره تلقت إتصالاً من أدهم لترد بسعاده،منذ فتره لم يُسمعها صوته/هلا بابو راكان
على الطرف الآخر بصوت متوتر/هلابك عمتي، انتي بالبيت؟!
استغربت/طالعه مع بناتي للسوق،خير ياأدهم صاير شيء؟!
لم يتردد في طلبها/عمه ابيك حالاً تجيني. اذا ماعندك احد غير السايق بجيك
خافت من نبرته و طلبه الجاد/خلاص يا قلبي بخلي بناتي يننزلوني المستشفى عندك و هم يرورحون،بس وين اجيك يا عمتك؟!
.
في الخرج..،
جلس بعدما انتهى من تحضير القهوه وهو يبتسم و يحمد الله كثيراً منذ ان عرف بعودة الجار القديم و صديق الطفوله...يالله هذه الدنيا تقاذفت عبدالله اخذته شاباً يافعاً و اعتدته كهلاً..! و ان نسي كل شيء عن ماضيهم الجميل هو مازال يحتفظ بذلك الماضي..،
من جهته مازال يستغرب نظرات ابو عبدالكريم ،مازال يحمدالله و يثني عليه منذ ان التقى به !!
نظراته تحوي شيئاً عجز عن معرفة فضوله بها و كثيراً ما خرج و رآه يبكي تحت النخله في ساحة المنزل !!
سمع آذان العصر و هو يهم بالوقوف ليصلي في مسجد الحي القديم/يابو عبدالكريم كب عنك القهوه وخلنا نروح للمسجد مابي اقفيها الفجر و الظهر ماخليتنا نظهر
ترك الدله من يده وهو يذهب إليه خائفاً من لقاء كبار اهل الحي به، كما اوصاه أدهم يجب ان لا يخرج فجأه ويُصدم!!/بس يا بو أدهم مايصير هاللحين
استغرب و استلطف في نفس الوقت ما ناداه به الآن ولكن ذلك لن يمنعه ليقاطعه/يلا بارك الله فيك يابو عبدالكريم والله انه عيب علي بعدما استصحيت اترك الصلاة بالمسجد و اجلس اصليها بالبيت يالله لا تعاقبنا..!!
ابتسم ابو عبدالكريم له وهو يسايره/قدام يالخوي نعنبو من ردك
خرجا بعدما انتهيا من وضوءهما..، الحاره تبدو مألوفه هنالك أطفال بأعمار التاسعه و العاشره يركضون خلف كرة بينهم فتركوها بعدما سمعوا صوت نداء ابو عبدالكريم لهم ليحثهم للذهاب للمسجد..
تركوا كرتهم و سابقوهم للمسجد الذي يقع في الخلف من الشارع..
هنالك صف من البيوت قديمة الطراز كالطراز الذي كان سائداً في السبعينات ومازالت تحتفظ بشكلها من الخارج،
توقف قليلاً أمام احد تلك البيوت ليسمع صوت شيخاً كبيراً في السن يخرج من منزله ويطلب من السائق ان يخرج معه للمسجد ليتفاجىء بأن شجرة اللوز التي يحبها قد كُسر غصن منها و عُبث بها فيصدح غاضباً، و شاتماً اطفال الحي بأكمله "لا ابوكم لا ابو من جمعكم يا هالبزارين الشياطين "
هذا الصوت وهذه النبره الغاضبه بالتحديد قد سمعها ولكن لا يعلم اين؟!
و كأنه يعرف هذا الرجل!!
استغرب ابو عبدالكريم وقوفه ليناديه/يابو أدهم المسجد بارك الله فيك
انتبه لتوقفه ليتحرك و يتبعه وهو يسأله/هالرجال وش يقال له؟!
رد بحزن على ذاكرته المثقوبه/هذا هذال محمد "راعي الهدباء" أبله كانت وش كثرها من اول وهاللحين ما معه غير ثلاثين راس
هذال راعي الهدباء!!!، سمع صوتاً في راسه ينادي باستفزاع (خيال البل وانا راع الهدباء، تكفون يا رجال الهدباء غدت لها شهرين ماعينتها، افزعوا معي و انشدوا عنها فالديار)
لماذا يشعر بأن هذا الصوت ليس غريب عليه ابداً و ان حتى الرائحه القادمه من المزارع القريبه من الحي روائح مألوفه !!
دخل المسجد و الإمام يقيم للصلاة ليكبروا و يصلوا جميعاً...!
انتهى من صلاته ليلتفت بتعجب وهو يدقق في وجه هذا الرجل الجديد !
لا بل ليش جديداً!!! ترك مكانه وهو يطلب من رفيقه مرافقته/يا رجال هذا ماهو يشبه عبدالله المناع؟!
تعكز على عصاه وهو يقف على مسافه قصيره من والد هوازن ليرفع صوته متعجباً/خيال الهدباء و انا اخو منيره انت عبدالله المناع ابو أدهم ماغيره!!!
صاح صاحبه الذي يقارب لعمره واكبر/لا إله إلا الله ، اي و الله هو
استغرب والد هوازن اجتماع جماعة المسجد حوله ليلتفت لابو عبدالكريم باستفهام وهو يشعر بصداع برأسه يفاجئه/وش العلم؟!
تقدم إمام المسجد وهو يبتسم له مهللاً وهو يعانقه/سبحان من يحيي العظام و هي رميم! اخيراً رجعت يابو أدهم..عز الله انك جبت ولد..
مازال مستغرباً ولكنه تفاجىء اكثر من تصريح ابو عبدالكريم/يا جماعه ترى الرجال فاقد ذاكرته ارفقوا به، ولده أدهم جابه الخرج و راح الرياض عنده شغله مهمه وراجع ان شاء الله..
شعر و كأن ماساً كهربائياً ضرب رأسه وسط سلام الرجال و ترحيبهم الحار به، الآن عرف لماذا كل تلك المشاعر الدافئه التي آنستها روحه و احتضنته منذ وطئت قدميه هذا الحي العتيق وهذا المسجد القديم!
لكنه سقط مغشياً عليه تحت هذا الضغط الرهيب، و طوارىء الذاكره المهجوره التي تصعقه بين لحظه و أخرى، فهو لم يعرف شيئاً بالكليه و كل هذه معلومات عرفها للتو عن نفسه و فاجئته!!
كان يعرف انه فاقداً للذاكره فأي شيء يدله على ماضيه سيشدّه بلا هواده...
،
وقفت مستغربه بعد الذي سمعته من أدهم ، هنالك مفاجأه اخرى...!
و كأن كل ماحدث منذ وفاة أخيها "راكان" يخبرها ان لكل حدث حكمه..!
رفع عينيه لها وهو ينتظر ردة فعلها/تعرفين شيء..سبق و شفتيه؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تتذكر كل الماضي وحديث اختها لولوه فهي قد اخبرتها بكل شيء/لا ..بس لولوه قالت لو ابوي ما يدري عن عمي عبدالله كيف اخذ اسمه؟..مثلما انت عارف شهادة الميلاد زمان ما يطلعها إلا الأب ..ابوي ما كان عادل مع اخوي عبدالله..
نطق بضيق/و لا حتى عدل مع جدتي خلدا.. ما ابطت عايشه ماتت مقهوره.
إلتفتت إليه بحزن/تذكرها؟!
حرك رأسه بالنفي،وهو يتذكر حديث أمه عنها/لا توفيت مابعد خلص ابوي المتوسط.. وماتزوجت غير جدي عبدالعزيز.
يالله كم من القلوب حطم رجلٌ واحد؟!، والدها بعكس جدها الذي كان علماً وأسس كل هذه الامبراطوريه الماليه التي حافظ عليها راكان حفيده و اخيها في نفس الوقت..
نطق بقهر فالذي جعل والده بلا عائله تعرفه وتخاف عليه هو جده/والله اني تمنيت اني ماعرفت حقيقة جدي، عالاقل ما كنت باكرهه و أ.... استغفر الله العظيم
فهمته لتحاول تهدأته/الميت ماتجوز عليه غير الرحمه..الوالد طلع عايش ، رجعت اخوي فرصه لنا كلنا نعوضه
ابتسم بسخريه وهو يصد و تنزل دمعته بقهر، كيف سيعوضون من ليسوا بذاكرته وليس بذاكرتهم؟! كلاهما لا يجمعهم اي شيء غير الدم.. كانت السنوات الطويله كفيله ببناء الحواجز و الطبقات بينهما، حتى لو أراد ان يعيش مع والده و يعوضه من سيعوضه ذاكرته و فقدانه لسند العائله؟!
تذكرت أمراً مهما لتسأله/وين الشموس؟!هي قايله لي امس انها بتجيب هوازن و طلبت نجي اليوم نسهر عندكم، كيف عرفت انت انها هنا؟!
تذكر بريق عينيها و انكسارها وهو يطردها من هنا/هي اللي جابت هوازن هنا،كانوا بالسوق و صار اللي صار
استغربت/قلت لها ان هوازن اختك؟! و الا بس كذا
تنهد وهو يشعر ان الأمور تنفلت من يده، ولم يعد يتحكم بقلبه المعطوب ومشاعره المضطربه مع كل طرف/لا ما قلت لها خليتها ترجع البيت وجلست انا هنا لحالي عند اختي
زاد استغرابها/وهي ما قالت شيء؟!راحت عادي بدون ما تستفسر عاللي تسويه؟!
نطق بضيق وهو يتذكر دموع صدمتها من طرده لها/ماسمحت لها، كنت لحظتها متوتر ومعصب و حالتي حاله
لم تصدق ما يقوله/وهي مطلوب منها ماتعصب عليك و تنطم و تطلع بهدوء ،صح؟! ليه ما اتصلت بعدما هديت وعطيتها خبر ؟!
فرك جبينه بشبه ضياع وهو يعجز عن الرد عليها، فهي لا تعرف تفاصيل ما يحدث بينه وبين الشموس..الله وحده يعلم كم يعاني الأمرين.
إستنطقته/أدهم اتصل فيها..لا تجلس كذا تخلي الافكار تلعب براسها
استرخى بلامبالاته/مافيني اتصل هاللحين يا عمه وهي مصيرها تعرف
اخرجت هاتفها على عجل/هي مو حي الله وحده من الجماعه علشان تقول مصيرها تعرف، هذي زوجتك والمفروض انها بداالي بهالمكان،اصلاً مادري ليه طردتها..؟!!
لم يرد فكل شيء بينهما خراب..
فتحت هاتفها لتتصل بالشموس و هي تضع مكبر الصوت في غرفة الانتظار التي يجلسان بها..لحظات ليأتيها صوتها الهادىء/السلام عليكم الشموس.
على الطرف الآخر/وعليكم السلام عمتي..
استغربت هدوءها/انتي بخير يام راكان؟! لا يكون نايمه و ازعجتك بس
بهدوءها/لا ماني نايمه يا عمه...سّمي وش بغيتي؟!
ازداد استغرابها و هي تشعر انها طبيعيه و نبرة صوتها عاديه/طيب رحتي تجيبين هوازن؟! و الا اروح أمرها اجيبها معي؟
بدون تردد/اخذتها يا عمه بس والله مادري وش اقولك .
إستنطقتها/قولي و ما عليك.
تنهدت/كان ضايق صدرها و اخذتها نتقهوى برا..و صادفنا ولدها بالمول كان لحاله بعربته وماحوله حد..ماقدرت تتحمل وتعبت نفسياً وطليقها ماقصر بوقاحته معها، ركبنا السياره راجعين شهقت شهقه تخرع و اغمي عليها فوراً ، حالياً هي تعبانه و بروح لها بعد شوي المستشفى...تركت أدهم عندها
هذا كله عرفته و لكن مازالت تستغرب/طيب ليه تتركين أدهم عندها لحاله و ترجعين البيت؟!
بنفس هدوءها/طلب مني ارجع علشان راكان و رجعت ..وهي اصلاً ما كانت تحتاجني وقتها..عموماً انا رايحه لها هاللحين و ان شاء الله تكون احسن
رفعت عينيها لأدهم الذي تفاجىء بهدوءها و بردودها لترد عليها/طيب الشموس انا بعد بروح لها سلام
اغلقت الهاتف وهي ترى صمت أدهم واسترخاءه بعد المكالمه /سمعت وش قالت؟!.. لو وحده غيرها كان فضحتك بالله وخلقه
إلتزم صمته وهو واثق ان الشموس لن تتحدث لأحد عن إهانه تعرضت لها، مهما كان، هي تعتني بشموخها و تأبى ان يشفق عليها أحد مهما أوجعها الألم ..يعرف تماماً أنها ستموت و لن تشتكي...
ستأتي لزيارة هوازن بعد طردي لها البارحه!! لتؤكد لعمتي و للجميع انها بخير فقط و ان الوضع بيننا طبيعياً!!
أخرج هاتفه و ارسل لها رسالةً سريعه و اغلقه..
ستجن من بروده/أشوفك سكتت!! بالله وش بيكون ردك على مرتك بعدما تجي بعد شوي؟! تصرفك غريب ماني قادره ألقى له تفسير
وقف وهو ينوي الخروج/عن اذنك بروح للدكتور اشوف كيف تحاليل هوازن،
استوقفته وهي تسأله/أدهم وش صاير علمني.
ابتسم وهو يلتفت إليها لتطمئن/لا تخافين ما صاير شيء..يلا عن اذنك رايح للدكتور، روحي انتي عند هوازن وانتبهي لها.
خرج تحت نظرات إستغرابها، لتذهب بدورها الى هوازن..أمامهم الكثير و هوازن مقبله على تغيير اكبر مما تتخيله...
.
،
.
انتهت من تجهيز نفسها لتهم بالخروج ستزور هوازن وبعدها ستذهب لإستقبال أخيها في المطار..
عليها ان ترفع قلبها عن قاع المشاعر قليلاً..لتستطيع الإبتعاد عنه كما طلب منها،
الأمور تعقدت كثيراً بينهما حتى وصلت للنهايه و بات الفراق هو المتبقي..لتنتهي هذه المأساة بينهما..
لم تعد تحتمل مزيداً من الإقصاء و التهميش، و لم تعد تريد سماع إهاناته التي تحملتها كثيراً في الآونه الأخيره..،
اخرجت هاتفها وهي تنتظرها عند الباب لتتصل بليال لعلها انتهت لتذهب معها و تفاجئت برسالته التي ارسلها منذ دقائق
[لا تجين المستشفى.]
ابتلعت غصتها وهي تغلق الهاتف، وتضع يدها على جبينها بحركه لا إراديه محاولةً ان لا تبكي...
لاحظت احمرار عينيها ولمعانها و هي تقف عندها بدون ان تنتبه لها/الشموس فيك شيء؟ ليه ماسكه راسك كذا مصدعه؟!
أشارت بالنفي وهي تحاول لملمت نفسها بعد رسالته/لا مافيني شيء بس حسيت بدوخه شوي لاني كنت جالسه ووقفت بسرعه
حاولت الاقتناع بتبريرها/طيب تقدرين تروحين معي و الا ترتاحين احسن.
ذهبت لتجلس في اقرب كرسي في الصاله/شكلي بجلس ماني رايحه، روحي انتي وتعذري لي من هوازن اذا كانت صاحيه
تجاهلت ما فكرت به لترتدي عبائتها و تخرج...
حاولت ان تصمد في وجه ظروفها و ان لا تعطي الأمور اكبر من حجمها، عليها ان تبتعد عنه كما طلب.. و اليوم سيصل أخيها من السفر و سينتهي كل شيء كما قال.
رفعت هاتفها وهي تتصل بالخادمه/جوري هاتيلي بلاك كوفي بالصاله..
لحظات لترى الخادمتين و احداهن نزلت بالمصعد ببعض الأشياءبيدها و الاخرى قدمت لها قهوتها/ثانكيو جوري
بإبتسامتها/ويلكم مدام
بتساؤل/اختك وين رايحه بهالاشياء؟!
بنفس إبتسامتها/تحت مدام نيفادا اند هير هسبند، هي نوم هنا لاست نايت
لم تصدق،كيف تفعل ذلك بدون ان تكلف نفسها عناء إخبارها بشيء؟!/اوكي جوري روحي و نظفي غرفة نايف اليوم بيوصل، غيري غطاء السرير و حطي له ادوات الحمام كلها.. واذا خلصتي ناديني اشوف
بمسايره/اوكي مدام..
ذهبت الخادمه و ظلت تحتسي قهوتها بتمهل، بعد ثلاث ساعات سيصل أخيها إلى هنا و سيتغير كل شيء للأبد..
لن تظل هنا ستفعل ما خططت عليه و ستسافر لندن و ستستقر هناك بعيداً عنه.
،
.
.
خرج من عيادة العيون برفقته بتال إبن اخته، يحمله بين يديه وهو يدردش معه بعد الخوف الذي إنتابه قبل قليل عند الطبيب ..
اتجه إلى الإستقبال ليحاسب ليجد أدهم أمامه!!
طلب الطبيب فوراً و قرر العوده و لكنه رأى وليد أمامه اخيراً!!! لم يصدق أنه هنا في الرياض و لم يتصل به!! تجاهله و كأنه لم يراه ليمضي لقسم التنويم..
لم يحبذ هذا اللقاء الباهت، عرف ان خبر خطبته وصله،لحق به/أدهم لحظه.. وقف يا رجل اناديك!
تجاهل نداءه وهو يستمر في سيره حتى دخل المصعد،تمنى ان لا يلحق به لألا يقتله..و لكنه تفاجىء بدخوله المصعد في اللحظات الاخيره بصحبة الطفل..و طل صامتاً،..
نطق بغضب/ناديتك ليه تسوي نفسك ما تسمعني
نطق بهدوء مصطنع/قصر صوتك لاتوطاك قدام هالبزر اللي شايله تراها واصله معي منك إلين هنا<<< أشار لأنفه
بقهر/وش أنا مسوي؟!
نطق بنقس هدوءه الغاضب بعدما فتح المصعد ليخرجون/انت عارف وش خطاك اللي مسويه والدليل لك كم يوم بالرياض و لا اتصلت ولا سلمت..
رفع حاجبه مستنكراً وهو يضع الطفل من يذه/قصدك اني ماني قد المقام؟! والله ماقصرت يا أدهم!!!
نطق غاضباً ليمسك وليد بياقة قميصه بقوه/انت عارف وش خطاك فلا تلف و تغير بالمقاصد على كيفك، احسن لك حالياً تكمل هروب وتخفي وجهك عني
زم شفتيه وهو يرد بغضب/لا تغلط يا أدهم انا ماهربت من احد و لا سويت شيء غلط
ابتسم بسخريه وهو مازال يشده من قميصه/دام ماسويت غلط ليه ما قلت لي عن نواياك؟! ليه تتواصل معي بدون ماتقول لي شيء عن اللي صار بينك وبين نايف؟!
كانت قادمه خلفهم و رأت وليد يدفع أدهم الغاضب عنه، توقفت مكانها وهي متفاجأه مما يحدث!!
شعر بغضب و أبعد يد أدهم عن قميصه/انت ماتدري عن حقيقة اللي صار هناك..كل شيء بتعرفه من نايف
نطق بلا مبالاه/مالي رفيق عزالله معاد يهمني موضوعك دامك من البدايه تجاهلتني..ماقصرت في
دخل أدهم للغرفه وتركه خارجاً ، قد يحتمل ان يغضب الجميع ماعدا أدهم، فهو بمكانة الأخ و يعرفه معرفة الدم..صد و لمح قدومها من هنالك،لا يعرف كيف يتصرف وهو يتسائل هل رأت ماحدث بينه وبين أدهم؟!!
حمل ابن اخته و ذهب من الجهة الأخرى و كأنه لم يراها..
إستغربت تهربه منها، قد كان يهدد انه لن يتركها لو رأها صدفه!
و أدهم غاضب منه!!
قررت تاهل ماتفكر به و تطرق باب غرفة هوازن لتدخل بعد رد عمتها هند وتلقي تحيتها/السلام عليكم
استغربت هند حضورها لوحدها/وعليكم السلام..
استنكرت جلوس أدهم هكذا عند هوازن/شلونها هاللحين؟!
أدهم/ان شاء الله احسن
هند بفضول/وين الشموس؟!
ردت وهي تشعر بأنهما يخفيان أمراً/كان بتروح معي و فجأه حست بصداع ودوخه و قررت تجلس
لا يعلم لماذا لم يفرح بإمتثالها لأمره فوراً و عدم حضورها، و كأنه يريد منها العكس..!
قرر الخروج ليشغل رأسه بأي شيء عنها، تلقى في هذه اللحظات مكالمه من سيف ليعتذر منهن و يخرج/عن اذنكم عندي شغل..عمه انتبهي على هوازن تكفين
بابتسامة دافئه/اختك بعيوني
انتظرته يخرج لتلتفت الى عمتها بتساؤل فضولي/وش الساالفه يا عمه!
تنهدت هند فهي مضطره من الآن شرح كل شيء لهن ولجميع افراد العائله...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
خرج مسرعاً و هاتفه في أذنه ليركب سيارته و يخرج مسرعاً من مواقف سيارات المشفى، ..نطق بإهتمام/سيف لازم اروح بنفسي و اشوف وين موقع بيته و ابيك تجيب لي تفاصيل حياته مشاويره اليوميه وخوياه اللي يجلس معهم و استراحته اللي يسهر فيها اذا كان راعي استراحات.
على الطرف الآخر بإهتمام/طال عمرك اصلاً انا عرفته صدفه في استراحة واحد من خوياي و تتبعته لك..اي بالله راعي استراحات بس ماعنده غير متابعة الكوره ..هو يشتغل في شركة الكهرباء مهندس..حياته ماعليها غبار.
نطق بقهر/انا اللي بغبر له حياته ..يلا سيف انا جايك بالطريق ارسل لي اللوكيشن بسرعه....سلام
اغلق هاتفه وهو يبتسم بحقد،شعور بالكراهيه لم يعهده..يريد التنفيس عن مشاعره السلبيه هذه...الوجع حينما يعشعش في قلوب الرجال يوّلد الكراهيه..!
تلقى رساله منها كان يفتح هاتفه ليرى الموقع الذي أرسله سيف ليقرأ رسالتها ببرود[وصول اخوي بعد ساعه ..إذا حاب تسوي الواجب]
تجاهل الرد عليها و راح يتتبع الموقع الذي أرسله له سيف..!
لم يلاحظ تلك السياره التي تتبعه..!!
.
،
.
دخلت قبلها تحمل اكياساً وتضعها لتجلس بعد ذلك بتعب/خلاص معاد احس بأقدامي تعبتتت
جلست بنشاطها وهي تفتح احد الاكياس/اهم شيء انتهينا من اغلب المستلزمات صح شهود؟!
إلتفتت إليها/اعتقد كذا و باقي حاجات بسيطه بناخذها بعدين بس شايله هم الفستان من وين بناخذه؟! ماعجبني شيء للآن
هند بإبتسامه/هذا أمره سهل ماعليك
استرخت بجلستها/يعنني كل شيء له عندك حل،
بنفس إبتسامتها/طلبت من نيفو ارقام مصممين تتعامل معهم الشموس،بحيث ما تدخل الشموس او تعرف اخاف إذا عرفت تحرجنا و تدفع عنا..و عطتني ثلاث ارقام و مصممين تصاميمهم تفتح النفس
شعرت بالإحباط وهي تعدل جلستها/يا غبيه تدرين فساتين الشموس و خواتها الواحد بكم؟! مايقل عن 15 ألف ..
تفاجئت/يووه انا حاطه خمسة ألآف للفستان..وش هالإحباط!!
ضحكت/وانا حاطه نفسك والله مابي من ابوي شيء ولا ابي ادخل اخوات زوجي بجهازي..كله بمهري بسس
حزنت من موقفها تجاه والدها/معقوله بتتزوجين وابوك ما يحضر زواجك!!
شعرت بالغصه فهي لا تعرف أي الأباء هو، كم تتمنى لو كان مثل والد هند مهتم و يعاملها كصديقته،علاقتهما جميله..
أحست هند انها نبشت جرحها/شهود اسفه إذا ضايقتك..مالت علي ما اعرف أثمن كلامي
ابتسمت رغم فيضان عينيها/اصلاً عادي تعودت على جفاه..
رحمتها/طيب ليه تبكين؟! دامك تعودتي على جفاه!
نطقت بحزن/جفاه حيل يوجعني.
حزنت معها لتلعن نفسها التي دفعتها لبعثرت اوجاعها..اقتربت منها وربتت على كتفها بمواساة..
.
أوقف سيارته في احد الاماكن البعيده جداً!!
ليرى اين ينتظره سيف، هنالك بعض الرجال يقفون حول سياره تبدو متعطله و يحاولون البحث عن سبب عطلها و يبدو نقاشهم حامي...
وفي الجهة الأخرى يقف اثنان يرفعان عن اكمامهما و يتحدثان بنظرات مريبه، هذا الحي النائي يفتقر حتى لأصوات لعب الأطفال! البيوت قليله و متباعده و هنالك اراضي بيضاء كثيره!!
سيف موجود هنا بحسب الخريطه و لكن اين هو؟
رفع هاتفه ليتصل به و لكنه تفاجىء برد احدهم على هاتف سيف/اشكرك لسرعة وصولك
اخذ يدير ناظريه في المكان بريبه و يلاحظ ان الرجال حول تلك السياره يتركونها و يتقدمون إليه وكل منهم يحمل حديده ثقيله و من الواضح على ماذا ينوون.
هم كثر و الكثره تغلب الشجاعه كيف سيصد عشرة اشخاص لوحده؟! و كل منهم يحمل سلاحاً أبيض!!
تقدم من بينهم ليقف وسطهم مبتسماً/جابك الله يا أدهم
لم يتوقع ان يراه أبداً/فياض!!
بنظرة تحدي/الله الله، شكلك متوقع اخفتي للأبد!
بإبتسامة إحتقار/المفروض انك تقعد بمكان ماحد يعرفك فيه أو تولّع بنفسك و تحرقها لأن اللي سويته ما يبيض الوجه،بس مامن رجوله يا فياض..
رد غاضباً/تعقب و..
قاطعه غاضباً/تعقب و تخسي أنت و خمتك اللي جايبهم معك يالزلابه، لو فيك خير جيت تقابلني لحالك.
ضحك ساخراً/ليه يابو الرجوله كلها..من هاللحين بتعلن استسلامك علشان كم واحد جو معي؟!!
بابتسامه ساخره/مشتريهم و جايبهم معك و تقول جو معك؟!!
بابتسامة سخريه/على اساس منت مستاجر واحد يراقب حريمك؟! ومنعت زوجتك من العمل بس بهذي معك حق فيها يا شيخ لو اني متزوج الشموس والله ما اسمح لها تطلع برا البيت لو زياره.
هنا لم يعد يحتمل اكثر رمى بشماغه أرضاً ليهجم عليه و يضربه بقوه حتى أدمى وجهه..ولكن ابعدوه رجال فياض عنه و حاولوا يضربونه ولكنه كان إعصاراً و دمرهم..من سوء حظهم اختاروا الوقت الخاطىء لمواجهته!!
لم يتوقع فياض كل هذا من أدهم و كأنه متمرس في القتال..اتجه إلى سيارته وهو يُخرج سلاحه و يحبله بالرصاص..
اخرج هاتفه الذي يرن من أبيه،تجاهله وهو ينوي التوجه صوب أدهم ...
توقفت سياره تبدو سيارة نقل صغيره وقفز منها احدهم و كان ملثماً بشماغه و يحمل بيده خشبة عريضه..ليفزع مساعدةً لأدهم ودفاعاً عنه..
لم يعرفه أدهم ظن انه مجرد رجل شهم فقط رآه وحيداً و أراد مشاركته..!!
ذلك الرجل الملثم كان مقداماً حتى اقترب من أدهم وهو يرى تقدم فياض بسلاحه بيده و يتجه ناحيتهم ،ليصرخ بأدهم/يا أدهم تكفى الرجال معه سلاح والله ما يوفرك لا تواجهه الرصاص بيده
لم يصدق ذلك إلتفت إليه/سلطان؟!!
فتح لثامه وهو يُلح عليه بعدما رأى فياض قادماً من الطرف الآخر من الشارع و يشهر مسدسه/أدهم ناظر ورااك!!
رفع مسدسه وهو يحدده قادماً مازال يسير يريد إذلاله قبل كل شيء/ أدهم والله لردها لك و الله
لم يرد عليه أدهم فقط تركه و اتجه لسيارته لا مبالي بما سيحدث، إن قتله الآن .. وهو يشير لسلطان ان يذهب هو الآخر
اشتد غضبه وهو يرى إستهانة أدهم به، ليرفع مسدسه من بعيد/بوريك هاللحين كيف تستهين بس يابن الـ...
صوت مكابح سياره و إصطدام ضج بهذا الحي الهادىء!!
ليلتفت إليه أدهم اخيراً و يرى الدماء و الحادث المريع الذي حدث ..
لم يصدق سلطان ما يراه الحي كان فارغاً والسياره جاءت من الجانب و إلتفت بسرعه و تفاجأت بوقوف فياض في منتصف الطريق!!!
كان شيئاً خيالياً ...و كأن هذه السياره مسخره لهذه اللحظه!!
نزل صاحب السياره متفاجئاً من الذي حدث/لا حول ولاقوّة إلا بالله..هذا وش موقفه هنا..يارب سامحني يا رب
اتجه سلطان للملقي على الأرض ليرى ما إذا كان على قيد الحياة..و لكن المنظر كان بشعاً جداً..ليكتشف انه مات.
إلتفت إلى أدهم وهو يشير بكلتا يديه/الرجال مات
جلس صاحب السياره يندب حظه البائس بعدما اتصل بالإسعاف و تجمهر القله الذي سمعوا بصوت مكابح السياره في الجوار...
كل في هم وهو فقط يريد العثور على سيف ..تركهم واتجه للسياره التيكانوا ماجمعين عندها جميعهم لعله يراه..
لحقه سلطان وهو يستغرب/أدهم تبي فزعه؟! تكفى قول
توقف وهو يلتفت غاضباً ليشدّه بياقة ثوبه بقوه و يضرب ظهره على السياره/انت وش طلعك وراي؟! طلعتك من السجن وللحين تلاحقني؟!!!
نطق ببريق عينيه/لك عندي دين يا أدهم لو اعيش كل عمري ما وفيتك إياه،
استغرب/دين؟!!أي دين !!
أجابه و انفاسه تكاد تطير من شدة تأثره/يوم كنت بالسجن انت كنت ترسل لأمي و اخوي مصروف شهري يكفيهم و كنت تسدد عنهم فواتير الماء و الكهرباء،
استغرب فهو لم يخبر والدة سلطان بإسمه، تركه وهو يتجاهل ما سمعه/انت وااهم ..ماسويت لاهلك شيء
إزداد احترامه لأدهم أضعافاً/انا ماعرف خويا كفو يا أدهم..كلهم سلنتح و زلايب مانفعوا حتى اهلهم...اول ما قالت لي امي عن الفلوس اللي كانت تجيها بأسمي ما طرأ ببالي غيرك.. وش انت يا أدهم؟!!
تجاهله فلا يطيق ان يذكر محاسنه احد أمامه، شعور الحاجة و الإمتنان لأجدهم موجع .. و قد ذاقه من قبل فلا يريد رؤية دموع الحاجه في عين احدهم..
صدح صوت مؤذن صلا المغرب ليقطع حديثه و هما واقفين،..
سمع صوت مكتوم يأتي من السياره التي يقفان أمامها..ليهب مسرعاً و يحاول فتحها و نجح في ذلك..قد كان يشك بوجود سيف هنا ..ليرى هاتفه ملقى امامه و هو مقيد القدمين واليدين و مغلق الفم/سييف!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
في مطار الملك خالد الدولي...،كانت في حيره من أمرها ليست مرتاحه على الرغم انها مطمئنه من أن اخيها قادم و لكن هنالك شيء ما يجعلها على كف القلق ولا تعرف ماهو !!
شعورٌ لا تمتلك له تعريفاً دقيقاً يصفه و لكنه يمنعها من لذة التنفس براحه!
حاولت تجاهل ما يعكر صفو راحتها فهي الآن ترتقب عودة الغالي،
انتظرت كثيراً رؤيته و إطلالته التي إشتاقت لها كثيراً..هو منتهى الحلم الذي لطالما حلمت به..هو الذخر و السند و كل ما كانت تحلم به في هذه الحياة،
تعترف بينها و بين ذاتها أن نايف اخذ قطعة من قلبها حين ولد و قطعة منه حين أُصيب...و أخذه كله دائماً وأبداً..
تعلق والدها به و ان لم يوضح ذلك جعلها ترى نايف بصورة أبيها..و لم تتعلق بشخص في هذه الحياة كما تعلقت بأبيها..
لمحته قادماً بعدما ذكر المذيع الداخلي عن وصول رحلته..
لكنها تفاجئت بالتي يصطحبها معه..تمنت انها لم تنتبه او أنها مخطئه..!!
يالله هو يسير على قدميه من جديد!
عاد نايف عاد والدها مجدداً إلى هذه الحياة، تلك الإبتسامه التي تراها على محياه حينما سقطت عينيه عليها تجعلها تنسى الدنيا بما فيها لحظتها..
اقترب منها واقفاً أمامها ببشاشته/انتي قصرتي و إلا انا اللي طلت!!
اختلطت دمعتها بابتسامتها لتعانقه/الحمدلله على سلامتك حبيبي .اللهم لك الحمد و الشكر صرت توقف على رجليك وتمشي يا قلبي ماني مصدقه انت بخير وواقف قبالي!!
عانقها وهو يهدئها بكائها اوجعه،هل هذه كله دموع فرح!!
ما بال الشموس و كأنها ليست تلك القويه كما عهدها!!/افااا الشموس ماتبكي
رفعت عينيها إليه/الشموس ولا شيء بلياك يا نايف و لا شي ، ..انت روح الشموس و روحها اليوم ردت لها من بعد غربة مشاعرها.
لم يستطيع التعليق فقط اخذها من هنا ليخرجا من المطار، ام تكن اخته هشةً هكذا من قبل، لطالما سافر و عاد و لم تستقبله بهذا الشكل!!!
جلست في السياره وهي تحتضن يدها بيده والشكوك تدراودها عن تلك التي معه/نايف ما قلت لي من هاللي معك؟!!
لاحظت نظرات الشموس لها كانت تلبس نظارات سوداء قاتمه وهي ترى الفخامه التي فهمتها من خلال الاستقبال بهذه السياره الفاخره و المريحه، ذات التصميم الشخصي.. و كأنهم في مجلس مصغّر بالغ الفخامه..
نطق نايف وهو ينظر إلى اولينا/بعدين اقولك.
لم ترتاح لوجودها ابداً..،
.
.
،
استيقظت وهي تنظر مستغربه وجودها هنا..و برفقة هند التي ظلت عندها مرافقه..، لم يكن لديها ماتقول و هي تتذكر ماحدث تلك الليله في المول حينما رأت طفلها هناك..كلمات مشاري أحدثت فجوةً عميقه في قلبها. تهوي بها كلما حاولت تجاهل مشاعرها..
حاولت للمرة العاشره إستنطاقها/هوازن تكفين قولي أي شيء تكلمي لا تخرفيني عليك.
نطقت بعد تنهيدةٍ موجعه/وشلون ابوي لا يكون عرف باللي صار
ابتسمت بسعاده بعدما تحدثت اخيراً/الحمدلله هذا انتي تتكلمين، ابوك دامه مع ولده فهو بخير و ماعليه إلا العافيه
استغربت ولكن فكرت بأدهم فهو يعامله كأبيه/ماندري وين نودي جمايل أدهم..جد خجلانه منه
قررت الحديث/مابين الاب وولده جمايل
إلتفتت إليها قد استشكت في نيتها و كأنها تريد الحديث عن شيء ما/حاسه عندك شيء ودك تقولينه
إلتمعت عينيها وهي تحاول ان تعرف كيف تبدأ معها/اول ماجيت المستشفى علشان اشوفك و سمعت قصه حقيقيه اقرب للخيال ..و اثرت بي للحين..
سألت وهي تحاول ان تعدل جلستها بعد كل ذلك الخمول/سمعيني إياها ، اخب القصص المؤثره
قررت الحديث/قبل اربعين سنه في محافظة الخرج..كان فيه رجل اسمه عبدالله وزوجته اسمها ساره متزوجين وعين الله عليهم مبسوطين و كل واحد يحب الثاني و يغليه، حملت الزوجه و بعد فتره من حملها سافر الزوج في مقناص مع اصدقاءه و ابعد كثير واختفى عن الانظار و بعد فتره من البحث لقوهم في صحراء النفود اللي مات مكانه و اللي اكله السبع و هالزوج بعد لقوا ثيابه بالدم فقالوا اكيد اكلته السباع وفعلاً اعلنوا وفاته ووقفوا بحث..
تفاعلت ونطقت بخوف/لا يكون مات عبدالله!!
بنفي/هذا اللي كانوا يظنونه..وولدت ساره بعد كذا و جابت ولد و سمته أدهم..مان بخاطره يسمي هالاسم ربته ساره و توفت و هالولد عمره تسع سنين و لكن كبر هالولد و طلع رجال عصامي ينشد الظهر فيه و كون نفسه و بعد فتره دارت به الدنيا و اكتشف ان ابوه له اخو و عايله غنيه بس كل شيء كان بنهايته العم توفى وابنه الوحيد صار عليه حادث و دخل غيبوبه طويله حيل و بعدها قرر يتزوج بنته مروا بظروف كثيره و مره من المرات لقى بنت تستغيث بالشارع علشان ابوها الشايب المريض، قرر يساعدها لله وكان فرحان و شيء يدخل السرور بقلبه لمن يكون مع هالشايب اللي اصلاً فاقد ذاكرته وماله احد..و قدر بعد فتره يساعد هالبنت و يزوجها برجل محترم..
شعرت بالغصه و هي تسمع بقصة أدهم، لم يخفاها ذلك فهي في قصته..،
أردفت وهي تلاحظ إلتماع الدمع في عينيها/كان بزياره مره لزوجة خاله وكان هالشايب معه و هي تتعرف عليه و قالت له
إنهمرت دموعها و هي تشعر بمشاعر فرح غريبه، و لكن حتى الآن لا تعرف من هو والدها وهل يعرفونه!!، إنعقد لسانها عن أي تعليق..!!
اكملت و هي تحاول ان لا تبكي/طلع هالشايب هو ابو أدهم المفقود من اربعين سنه و الكل كان يظن بوفاته..
لم تصدق بعد ما سمعته لا تحتاج لتوضيح اكثر من ذلك ولكنها تريد سماع ذلك بصريح العباره/يعني؟!
ردت بعبرةٍ تختنق من شدة تأثر هوازن/ايه ابو أدهم هو نفسه ابوك..أنتم اخوان والله يهنيكم وهيني فيكم
اغمضت عينيها وهي ترفع رأسها للأعلى شعور يغمرها لأول مره، والدها ليس ورقة سقطت من دفتر الحياة، تبكي وتبتسم في نفس الوقت، ما ألطفك يا صاحب اللطف الخفي..يالله.
كانت موقنه و مؤمنه ان الغيوم التي تغطي حياتها منذ وعت على هذه الحياة ستنقشع و سترى شمس سعادتها أخيراً و ستختفي ظلمة الهموم للأبد..ما فات يكفيها و رب الناس يكفيها..."يالله قد كان أدهم أخوها منذ البدايه و ليس فقط الآن..كانت تعرف ذلك لكن لم تظن ولو للحظه ان يكون ما تشعر به هو الحقيقه!!!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
الخرج..،و كأنه في مهب الذكريات تعصف به، ..
تدار فناجين القهوة بلا انقطاع و هنالك اجتماع لمعظم الذين عاصروه هنا..وهو في صدر المجلس تهوي عينيه في نظرة فارغه..، اسماءهم و ذكرياتهم كالوميض في ذاكرته المهجوره!
هذا الكم الهائل لا يحتمله..
كانت زوجته حاملاً...يذكر ذلك الموقف جيداً حينما ودعته ليلة خروجه و طلبت منه ان لا يتأخر كانت ترمقه بعينين لامعتين و ناعستين حد الثماله..تشبهه نعم تشبه عيني أدهم تماماً..
رفع رأسه لعبدالكريم الذي بجانبه وهو يسأله بلهفه غريبه و فضول/ابي أدهم ياخوك اتصل به
بأسف/ماهو بجاي الليله، يقول عنده شغلتن لازم يخلصها بنفسه وبيعوّد ان شاء الله... لا تخاف يابو أدهم تراك بين اهلك و ربعك
لم ييتطيع الصبر ليسأله فهو لم يسمع عن والدة أدهم أي شيء/طيب بنشدك يابوعبدالكريم ام أدهم وينها؟!
تنهد وهو يعز عليه حاله الحزين و المتفاجىء من كل شيء/ساره ماتت الله يرحمها من عمر أدهم تسع سنين..
انقبض قلبه و هو يأخذ طرف شماغه و يغطي بها وجهه المتأثر من إنسكاب الذاكره كالسيل منذ ان صلى اول صلاةٍ في مسجد حيّه القديم وحارته العتيقه...
يريد ان يستريح برؤية أدهم و هوازن فهما المتبقي و هما من يهتمان ..هوازن تمثل الجرح و الدواء...لطالما عانى هذين معه..لطالما اعتنت به إبنته و اعتنى به إبنه منذ ان إلتقى به أول مره..
كان ولداً صالحاً.. و رجلاً نبيلاً و هذا ماخفف عبىء انهمار الذاكره المثقوبه..
ماذا فعلت بك الأيام يا ساره؟! لماذا رحلتي بسرعه قبل ان اعود؟!!!
شعر ببرودة وجهه و وهن مرهق هو و سيقع لو استمر ..حتى فقد وعيه
لاحظه ابو عبدالكريم ليصيح بأبناءه/ألحقوا الرجال يا عيال..يا كاسر تعال يابوك
اقترب كاسر بسرعه وهو يبعدهم فهو الطبيب،امسك بيده و إختبر سرعة نبضه و حرارة جسده وعينيه ليهدأ/ابو أدهم مجهد و محتاج ينام..برأيي يا جماعه تروحون و بكرا تزورونه و يكون أدهم قد وصل بعد
ابو عبدالكريم وهو يؤيد حديث إبنه/وهو صادق يا جماعه وهو صادق..
خرج الجميع وبقي ابو عبدالكريم وابنه كاسر الذي قرر المكوث هذه الليله بما انه ليس له مناوبه الليله..
"كالناجي الوحيد بعد حادثة غرق!وحيدٌ و بحر الهموم تتلاطم أمواجه حولي..
لم أختار النجاة من الغرق و لكن الله إختار..!
فقط احسب انفاسي المتبقيه و اشعر أنها تسير بي للنفاد ببطىء ، قدماي متعبه و كل جسدي منهك، و لكنني مازلت مستمراً و أصارع على فرصة الموت الأخيره!
و مازال يهرب مني في كل محاوله..
يا إلهي حتى الموت يقتص مني!!"
،
ترك سيارته بعد تعب لم يستطيع معه ان يذهب لأي مكان...يريد ان يلقي بجسده المنهك على سريره و ينام بلا تعب و بلا اي قلق..
استغرب إغلاق الباب المطل على الحديقه الذي يدخل معه دائماً..، ليخرج هاتفه من جيبه و يتصل بها...لم ينظر لساعته التي تشير للثانيه بعد منتصف الليل/الوه افتحي باب الغرفه بدخل
اغلق الباب و انتظر خروجها..استغرب تأخرها لا يريد ان يغضب او يبدي أي ردة فعل أخرى..!
بعد لحظات فتحت له الباب بروبها الأسود الطويل الذي تشده حول خصرها و تركته مفتوحاً و دخلت بدون اي اهتمام/سكر الباب وراك.
إستغرب تصرفها،مهما كان هي لا تبتعد عنه هكذا،لاحظها تهم بالخرج من الجناح/وين رايحه هالوقت؟!
إلتفتت إليه بدون أي تأثر/رايحه غرفتي فوق...انت ارتاح بغرفتك هنا فضيتها لك من كل شيء يخصني و غيرت لك حتى الإكسسوارات و نوع عطرها و غطاء السرير،، تصبح على خير
إستغرب وهو يراها هادئه جداً/ماراح تسأليني عن اللي صار؟!
بنفس برودها/آخر همي...تبي شيء ثاني؟!
ظل ينظر لعينيها بتأمل لثلاث ثوان و نطق بعدها بنفس الهدوء/ليه شلتي اغراضك من الغرفه و طلعتي منها؟!
بإبتسامة تمثل السعاده/فيك ترتاح مني هاللحين اخوي رجع من السفر و كل احلامك بالفراق تقدر تحققها بدون ندم و لا حتى تأنيب ضمير..
حرك رأسه بمسايره.. وراح يجلس على أريكته الجلديه بهدوءه الصامت..
قررت تركه وحيداً بصمت رغم ان ذلك يعز عليها كثيراً..
خرجت امام عينيه وتركته وحيد تماماً في عتمة ضغوطه التي تحيط به، كشمعةٍ احترقت كثيراً و قاومت الهواء الذي يريد إخمادها حتى ذبلت و انطفات بدون ان يشعر بها أحد!!
ترك مكانه و دخل الغرفه ليراها خاليه تماماً رغم وجود الأثاث مكانه، و لكن روحها منزوعه وكل شيء فيها ميت!!
راح للسرير بعدما نزع ملابسه لينام، يجب ان يستيقظ باكراً لأجل اخته و أبيه.. إبتسم وهو يتخيل نطقه لكلمة اختي!
كان يشعر من البدايه ان هوازن تمد له بصله، كانت تؤلمه اوجاعها و نظرة الإنكسار في عينيها..
نام وهو يقرر بعدما اخبرته عمته هند بأن هوازن استعادت وعيها اخيراً،جميعهم سيذهبون الى الخرج..بقرب والدته.
يكفيه إغتراباً...
.
،
..
صباح اليوم التالي..،
مازالت تستغرب غياب عزه منذ ماحدث!!
ابتسمت وهي ترفع هاتفها و تتصل بها بدون تردد، انتظرتها ترد !! لتعقد حاجبها،
ردت بعد عدة رنات و يبدو على صوتها الارتباك/هلا استاذه ليال
كتم ضحكتها/هاللحين صرت استاذه يا عزه!!..السلام عليكم بالاول
ارتاح صوتها/وعليكم السلام، في الحقيقه انا
قاطعتها/تغيبتي عن العمل و بعدها طلبتي اجازه و تونا نقول بسم الله، وش المشكله؟! و الاسباب يا عزه..ما اقدر اوافق على الفاضي بصراحه
ترددت/ليال انا خجلانه منك. و ربي مالي دخل باللي صار..يعني وليد
ابتسمت وهي ترد/طيب و لا حتى انا مالي دخل و لا المؤسسه لها دخل..انتي موظفه مستحيل اتنازل عنها فاهمه؟!
على الطرف الآخر/ووليد؟! اقصد.. <<لم تستطيع الإكمال..
ليال بواقعيه/عزه انا موافقه على وليد ومهما رفضته ماراح افصلك عن وظيفتك ، معقوله انتي تتوقعين اني بهالسطحيه ..!!
بنبرة سعاده/من جدك انتي؟!
ليال/اي و تعالي بلا سخافه..و هاتي معك قهوه و كنافه من خالتي مشتهيتها
ضحكت/من عيوووني ببشر الوالده، سلام
اغلقت الهاتف وهي تبتسم، كل شيء يسير على مايرام..امورها بخير..و اخيها عاد..
تلقت رساله لتفتح هاتفها بلهفه، باتت تعشق نغمة الرسائل .. لتقرأها بإبتسامه [احمدي ربك ان بتال كان معي امس]
ارسلت له و اغلقت الهاتف مع دخول سكرتيرتها عائشه بعمل ما...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
في المقهى المعهود لتجمعهم..ينتظر قدوم قاسي بلهفة الاخ والصديق، منذ متى لم يراه!!
تلقى رساله منها ليبتسم وهو يقرأها [لا تتعذر ببتال.. انت أصلاً هربت]
اغلق هاتفه وهو يرفع ناظريه ليرى قدوم قاسي بابتسامته، قفز من مكانه ليحيه بالتحيه العسكريه بثبات ثم هرول ليعانقه بشوق جارف،كاد ان يبكي لولا جلادته/الحمدلله على سلامتك ياخوي..
بابتسامته الهادئه/الله يسلمك..بس ترى كلها يومين وراجع
اخذه لكرسيه و جلّسه/لا تقولها
تأمل المقهى الذي إفتقده كثيراً/والله يادوب ..زين اللي دريت بوجودك بالرياض بس، زرت الوالده ولقيتها توها نايمه ماحبيت اصحيها قلت اتقهوى معك قهوة الصباح و اروح لها
بسعاده/يا ولد تغيرت نحفت و صرت اطول
ضحك/انت بشرني عنك وش سوت بك الغربه ووش جابك وانت ناوي تبعد سنين
طلب قهوة قاسي ثم التفت إليه/ابد تعبت فالغربه لحالي قلت اجي اتزوج لي بنت حلال تونسني
لم يصدق/تقوله صادق؟! عسااه مبرووك ان شاء الله و متى ترى بعد اسبوع رمضان
بإبتسامة ثقه/حياك الله بعد بكرا ببيت نايف راكان المناع، ملكتي على اخته ليال المناع.. وبالعيد بيكون الزواج ان شاء الله
مازال في طور الصدمه/يعني بتصير عديلي!!
رقص حاجبه مبتسماً/انت وأدهم اي شيء تسوونه بسويه،، هاه مافيه مبروك بعدما عرفت العروس
اتسعت ابتسامته/إلا والله الف مبروك يا وليد.. ان شاء الله ألحق احضر ملكتك..
رن هاتفه ليبتسم وهو يرى أسم والدته/أمي صحت و مالقتني عندها..يلا لازم اروح يالعديل..
انتهت من لبس عبائتها وهي تنتظره مكانها على احر من الجمر، ستراه اليوم بشكل مغاير، و مشاعر حزينه على كل ما فات بدون ذلك الأخ الذي لطالما تمنت وجوده في حياتها ..،
سمعت صوته خلف الباب المغلق بعدما ينادي عمته هند التي خرجت تنادي الممرضه تنزع المغذي..!
تجرأت و نزعت المغذي من يدها واتجهت للباب تفتحه بنفسها/عمتي هند تو طلعت تنادي الممرضه
دخل بعدما فهم أنها عرفت كل شيء، لطالما حمل هم هذه اللحظه المليئه بالمشاعر...لم يعد يحتمل وحده كل هذا/الحمدلله على سلامتك..
تمرد دمعها وهي تنظر إليه مكبله عن أي ردة فعل أخرى كانت تتمنى لو رزقها الله أخاً مثله وكان أخوها..لتبكي .. ياللحرمان.
لم يعرف كيف يتصرف أمام بكائها المكتوم هذا، اقترب وقبل رأسها بدون تردد/خلاص و انا اخوك لا تبكين
عانقته بشدّه، كانت تريد قشّةً تنقذها من غرقها في حزنها العميق.
دخلت هند في هذه اللحظات و بكت معهما بتأثر.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
خرجت من غرفتها تبحث عن طفلها الذي لم تجده في مكانه، بحثت عنه في الغرف لم تجد احداً لتنزل تحت وهي تسمع ضحكات نايف الذي يلاعب طفلها هنالك و حوله بقية الاطفال،إبتسمت بحب وهي تراه من جديد يسير في المنزل و يعود طبيعياً ..لم تكن نفسيته كذلك وهو مقعد..
سمعت طقطقة كعبها وهي تراها تترك المصعد قادمه بجينزها القبيح و بلوزتها التي تبرز بطنها و سرها ذو الخلق المذهب و قصة شعرها الغريبه!!!
لم ترتاح لها و لتلك النظرات اللصيّه..كانت تنظر للبيت بشكل مريب، حتى الآن لا تعرف موقعها من الحضور مع أخيها/أولينا
مرت بجانبها لتقف وهي تبتسم/هاي
بنبره جاده و بلباقه/اتمنى منك تغيرين ستايل لبسك في البيت لين تطلعين..شايفه في اطفال
نظرت الى نفسها و أجابت بلامبالاة/لبسي !! آر يو سيريس؟!!
بجديه اكثر ولكن بصوت منخفض حتى لا يسمعهما احد/اذا ماتفهمين عربي مستعده اتكلم انقلش ماعندي مشكله..لكن هاللبس يتغير "يو اندر ستاند؟!"
بابتسامه مصطنه/اوكي، آز يو لايك
تركتها تتجاوزها للمطبخ،هذه الأجنبيه مثيره للريبه ..!
ابتسم لقدوم اخته/ياهلا بأم راكان
بابتسامتها الهادئه حين تراه/هلابك حبيبي،تعبتوا راكان
وضع رأسه الصغير على كتفه بسعاده/خلييني تكفين ..متو اخر مره حضنت طفل؟! متخيله هالجفاف يالشموس!! صرت خاال شعوور رهيب
بصدق دعاء/قل امين عساك تلاعب عيالك
تجاوز دعائها وهو يداعبه..
استغربت عدم وجود تلك الشقيه/وين نيفو؟! غرريبه انا ظنيت بلقاها معك و يمكن تطلعون عالسياره من وراي بعد
ضحك/كنت اظن و كنت اظن و خاب ظني..نيفو معاد تعطيني وجه من الصبح مرت علي هي و قاسي و طلعوا للمستشفو عند أمه..اختي تغيرت مرره يالشموس
اخذت فنجان قهوه لتتلاها بها عن ما يحرك مشاعرها/الثبات على حال واحد بهالدنيا محال..كل شيء يتغير طال الزمن و إلا قصر.
لم تفوته نبرتها/وين أدهم ماشفته!!
إرتشفت ببرود/مشغول هالأيام...اذا تفرغ بيجي
استغرب لم تكن يوماً بهذه اللامبالاة مهما بلغ الأمر/والله ضغطته بالعمل، كان لازم اجي بعد العمليه وكمل علاجي الطبيعي هنا
تذكرت ماتريد الحديث عنه/ايوه ما قلت لي للحين ، من هاللي جايبها معك!!
بابتسامه/خطيبتي..ناوي اتزوجها هنا
سقط فنجانها من يدها غير مصدقه/نعم!! ما سمعت؟!!
إلتفت إليها الاطفال الذين كانوا يلتهون بجهازهم اللوحي فيما بينهم!!!
رد بكل برود/هذي البنت اللي ابيها بصراحه
نزلت ام رواد من الاعلى وهي خائفه بعد سماعها صوت انكسار الفنجان/عسى ماشر!!
وقفت معترضه/شر بعينه وعلمه..ام رواد اخذي راكان
اخذت ام رواد الطفل من نايف الذي يقف ويحاول بأخته ان تهدأ/الشموس لحظه بس
لم تنتظر حتى امسكت بيده واخذته لمكتبها تريد ان تتحدث بشيء لا يجب ان يسمعه احد وعليه ان ينفذه..،
نطق بهدوءه/هاللحين كل هالدراما علشان قلت بتزوج اللي ابيها!!؟!!
تكاد تجن من بروده/و شهد؟!! حتى مابعد دخلت عليها..
جلس مسترخياً/انتي عارفه ظروف زواجي منها.. اذا هي حابه تكمل معي اهلاً وسهلاً ماتبي مع السلامه..
وضعت أناملها على جبينها دلالة صدمه، لتنطق بقهر/قلتلك من البدايه إذا ماتبيها منت مجبور تتزوجها، ليه هالأنانيه
لم يهتم /انا ماقصرت معها..فكيتها من ابوها و اللي كان بيصير لها..
لم تصدق ما تسمعه منه/أنت تتمنن عليها بزواجك منها؟!
بنفس بروده/انا اذكرك بس
نطقت بجديّه بعدما فكرت قليلاً لتكسب بعض الوقت/اوكي إذا مرره حاب تتزوجها انا موافقه بس حالياً تسكت وماتعلن أي شيء ،ابيك تترك كل شيء لبعد العيد وبعد زواجك من شهد.. وقفل عالموضوع بليز لأن بعد بكرا ملكة ليال و مابي اي شوشره بالبيت..
رفع حاجبه بعدم رضا/قلتلك أنا..
قاطعته بحزم/كلامي ما ينعاد..راح اقول للكل انها مدربتك فقط ..انتهى
تأفف وهو يخرج سيجارته و يشعلها بتوتر و يدخن صامتاً..!
تكاد تنهار وهي تراه يدخن بشكل عادي و كأنها ليست موجوده/ليه يا نايف لييه؟!
وقف غاضباً وهو ينفث دخانه/الشموس خلاص عاد ، ترى والله عكرتي مزاجي ما يسوى علي ماني طفل ترى.
رأته يخرج و سيجارته بيده،تنهدت بحزن فوالدها كان مدخناً و مات بسبب التدخين الذي دمر قلبه و جهازه التنفسي..
جلست في اقرب أريكه وهي تتذكر أدهم و شكله البارحه، لم يكن بخير.. على جبينه كدمه مزرقه و لاصق جروح..ثيابه كانت متسخه وكأنه تعرض لحادث ..كان مرهقاً و عينيه ذابله.. اوجعها شكله البارحه وهي تمنع نفسها عن المكوث بجانبه..
تفنن في إقصائها عنه.. لم يكن عادلاً في خصومته معها..حاولت ان تتجاهل و ان تصمد و لكن كفى بها إهانه..
لحظات ليدخل نايف مجدداً و على ملامحه رسوم الغضب واضحه/انتي ليه ما قلتي لي عن اللي صار لأدهم امس؟!
وقفت مستغربه/ما صار شيء
نطق غاضباً/استدرجه فياض وهو مسلح و معه مجموعة زلايب و لكن الحمدلله كانت نهاية فياض قبل ينهيه بسلاحه..
كل هذا يصير وانا مادري
تذكرت انقباضة صدرها و ضيقها البارحه..لك تصدق قبل الآن ان هنالك اندماج ارواح و اندماج اوجاع...كانت تلك إشارات تخبرني انه في خطر ولكن ..ماذا فعلت أنا؟!/انا جد ماكنت ادري نايف
أكمل بقهر/شلوون جاء ونام هنا البارح و راح بدون تحسين باللي صار له؟!!
لامت نفسها كثيراً ..شعور بالذنب لم تستطيع تجاوزه..إنخفضت نبضات قلبها ...و لم تشعر بسقوطها بعد ذلك...،
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والخمسون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والخمسون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا