تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
من كل الاشياء التي ماتت ..و مازالت تعيش داخلي!!!
،
طوال الطريق تستمع إليه وهو يتحدث عن ذكرياته و قصص حدثت معه، كم كانت ستكون من الذكريات الجميله مع أخ مثله!
ابتسمت وهي تنظر بفخر إليه بجانبها، الآن لا مكان للحزن و الغربه في حياتها، كل شيء له لون زاهي و كل الإبتسامات صادقه و كل الأحلام ممكنه...
لاحظ صمتها،كم يود ان يفتح موضوع طفلها و اسم زوجها و لكن ليس الآن يجب ان ترتاح من الضغط الرهيب الذي تعرضت له..ثم بعدها سيعرف منها كل شيء/قولي يا هوازن سبق و زرتي الخرج؟!
بنبره مرهقه/ولا مره..
بإبتسامه تعكس سعادته بها/من اليوم ورايح بتكونين من اهلها..هي ديرتك
استغربت تجاهله لمهند/و مهند؟!
لم يحبذ ان تكون متزوجه لا يعرف لماذا شعر بالأنانيه هذه اللحظه/تدرين يا هوازن لو عرفت انك اختي قبل زواجك من مهند ما كان زوجتك له ولا لغيره! مهو عيب بمهند حاشاه بس كنت عالاقل بقضي معك وقت ببيتنا مع ابوي قبل يتزوجك ابن الحلال.. ما ادري هل اللي فكرت فيه انانيه او لا بس والله هذا اللي تمنيته لحظتها..
نزلت دمعتها/يازين انانيتك..إذا على الامنيات انا تمنيت اعيد عمري معك و مع اخوات واخوان و عمام وعمات ..العايله سند و ظهر و عز مهما كانت، من جرب انه يكون بلا هويه و يجهل اصوله بيعرف قصدي.
صمت بقهر وهو يتذكر ما عانته..
تذكرت أمراً مهما إستغربته/أدهم شفيها الشموس ماشفتها من قمت فالمستشفى!
بابتسامه/كانت عندك طول الوقت..بس تدرين عندها اشغال
استغربت اكثر/اللي اعرفه انها تركت العمل..اخاف راكان بعد قلبي تعبان!
بنفس ابتسامته/بسم الله عليه لو تعبان ماتركته وراي ..اما عن عملها فهي رجعت له، تخبرين ماتقدر تطول بقعدت البيت تعودت عالدوام و كذا
مازالت تستغرب!!!صمتت فهي تتذكر حديث الشموس عن تحقيق حلمها في انها تترك دوام المؤسسات وتكتفي بالبيت و تربية طفلها!!
حاول تشتيتها من رأسه، عليه ان يمضي بدونها.. تذكر رحيلها عن غرفتهما وهجرها له المتبادل مع هجره لها..
توقفت تماماً عن محاولات الإقتراب..و عن العتاب ، وحتى عن إبداء الغيره!
عادت نظراتها اللامباليه به و المتعاليه عليه مجدداً كما عرفها أول مره ،تذكر نظرتها اللامباليه تلك الليله و ابتسم لطيف عينيها الذي مر أمامه، حقاً لا يليق بها ان تكون خاضعه، هي فاتنه في شموسها و غرورها!!
صالح وهو يزيح نظارته/والله يا ولدي ما رد علي. كان ملتزم بالعمل على اصوله، بس اول ما عرف عن رجوعك قرر يسلمك املاكك و يتفرغ لأعماله الشخصيه
استغربت هند التي للتو عرفت/بس يا صالح اخوي عبدالله حي يرزق، اعتقد لازم نعطيه حصته و نريح ابوي بقبره..هذا ورث
إلتفت إلى نايف الصامت/وش راي نايف؟! ترى ورث عمك عبدالله بيكون النص من كل شيء
صمت قليلاً يفكر ثم نطق بجديه/عمتي هند معها حق..ابي جدي وابوي يرتاحون مهما كانت نسبة حقهم من الورث
وقف مبتسمه و كادت تسقط من عدم توازنها ولكنها سيطرت على نفسها/بسم الله
وقف كلاهما خوفاً عليها و سبق صالح الذي امسك بها/بسم الله عليك يا قلبي شفيك؟!
خجلت من طريقة مسكه لها ولهفته امام نايف، لتحاول سحب يدها من يدي صالح/انا بخير بس دخت شوي..ماعليه بروح اشوف الشموس و اتطمن عليها.
كتم ابتسامته من خجل عمته اللطيف التي تقلب لون وجهها للأحمر و الاصفر/تطمني الشموس بخير،امس كان عندها انخفاض سكر خفيف لانها ما اكلت، وهاللحين بخير.
اخذت عبائتها بخجل/الحمدلله انا داخله اشوفها و اشوف ركون..سلام
ابتسم لصالح/شكلها استحت
صالح بقلق/صار لها فتره تدوخ مادري شفيها، قلت خلنا نروح المستشفى يمكن فقر دم و رافضه، عنيده
تذكر اخته الشموس وهو يبتسم/الله يعينك ،العناد صفه متوارثه بهالبيت
اخذ فنجانه من على الطاوله وهو يردف/طيب ماقلت لي متى بتشرف المجموعه؟!..
نايف/من بكرا ، لكن كل شيء بشور أدهم
بابتسامته/لا تنسى عندك الشموس، تقدر تعتمد عليها بعد
تذكر حديثها عن تركها للعمل/والله ما ادري إذا للحين تبي تداوم او حتى اكلمها عن العمل
وضع فنجانه بثقه/اللي انا واثق منه انها تبيك احسن رجل فهالعالم كله..ماهي باخله عليك بأي شيء عندها.
حرك رأسه بتأييد/بهذي صدقت..
بابتسامه تتسع/بكرا ملكة ليال هاه..مبرووك
جلس بإتكاء/اي بكرا بس ها اول واحد انت
ضحك/بجي حتى لو ما عزمتني
براحه لهذا الرجل الذي يرتاح بالحديث معه و كأنه بعمره لا اكبر منه/والله اعز من بيجيني يا صالح.
لم يرد إكتفى بإبتسامته وهو يرتشف قهوته..،
.،
.
.
. لم تصدق ما سمعته للتو من عمتها هند، أيعقل ان يحدث كل شيء بهذا التسلسل الرهيب!، انقذ هوازن بعلاج والدها استنجدت به مرتين ..الاولى كانت حامل وكان هو نفسه ذاهباً للمشفى في يوم عملية ليال و الاخرى قد ولدت و سلب منها طفلها..
كان سبباً بعد الله في علاج مرض والده المزمن..!
كان متعلقاً و مهتماً بهوازن كأخت و ان اعمتها الغيره عن الرؤيه احياناً كثيره حينها..!
استغربت سكوتها و ذهول الجميع بعد سماع القصه/شفيك يالشموس؟!
بإستغراب/والله يا عمه قصه ماتخطر على البال أبداً لكن كل حدث له حكمه
ليال بنفس المفاجئه/من جد والله شيء غريب..
نيفادا بإبتسامه/الله طلع عندنا بنت عم وناااسه
ابتسمت الشموس لطريقتها/دام كذا خلينا نأكد عليها تحضر ملكة ليال بكرا و منها تقعد هنا لين يرجع زوجها من السفر.
ليال مستغربه/ليه ماتدرين ان زوجك اخذها معه الخرج؟!'
لم تصدق/لو ادري يا ليال كان دريت بالقصه اللي تو قالتها عمتي
لم تعلق هند،كل يوم تتأكد ان هنالك كارثه في علاقة أدهم بالشموس...،
نيفادا/يا عمري كيف موقف أدهم هاللحين وكيف موقف عمي عبدالله..شيء ماني قادره اتخيله
نظرت ليال لساعتها لتقف بعد ذلك/يلا يا جماعه انا طالعه مشوار مع اماني
هند بعبوس/توني جايتكم وتروحين؟!
ليال/عمتي بكرا ملكتي ومثلك عارفه يعني كم مشوار منا ومنا مع رويدا واخلص كم شغله
رفع حاجبها بجديه/ليال ماله داعي مشاوير فيك تسوين اي شيء بالبيت، وش تبين بس؟! ويعدين انا مجهزه لك كل شيء بكرا
اقتربت منها ليال بإبتسامتها لتقبل راكان الذي يجلس بحضنها/ماتقصرين يا احلى اخت،بس فيه شغلات احب اسويها بنفسي ..يلا سلام
إلتهت بمداعبة انامل طفلها الذي يجلس على فخذها، سينساها بالتأكيد مع والده و أخته..لطالما كان يذكر الفراق في الفتره الأخير و ردده مراراً..
رأت خروج ليال من عندهم وهي قادمه من غرفتها، جلست وهي تتحدث بهاتفها بلغه فرنسيه..لتبتسم لهم بعدما اغلقت هاتفها و تخرج للحديقه/هاي
لم تفرح هند برؤيتها/هاي.. بنات من هذي؟!
أجابت الشموس قبل اي احد/هذي مدربة اللياقه تبع نايف ، تدرين مافيه يسكن معنا مدرب و كذا
مازالت تستغرب تحت نظرات ام رواد التي فضّلت الصمت و عدم تكذيب الشموس..
.
،
،
أوقف سيارته امام ذلك المنزل القديم ليلتفت إليها/هذا بيت اهلك تفضلي يدووب زينته و يبي له شغلات بس بنزينها سوى ان شاء الله.
انعقد لسانها عن النطق،شعور جميل يزدهر بداخلها لأول مره..نزلت وهي تتبع أدهم للداخل..
امسك بيدها/ابوي للحين مايدري بشيء مابعد علمته من اكون له..يعني دخولنا مع بعض كذا يمكن يصدمه
نزلت دموعها جزافاً/أدهم ليه مانقول له على طول احسن، يمكن هالشيء يحفز له الذاكره
بإبتسامته/علشان كذا جبته الديره وسط بيته و حارته القديمه وناس اللي يعرفونه و يعرفهم، انا موكل به جارنا بوعبدالكريم و هو جارنا وخوي ابوي في الدفاع المدني من زمان.
تفاجئت/ابوي كان إطفائي؟!!
فتح باب المنزل بسعاده/اي..تعالي اوريك بيت ابوك ..
اخذت في تأمل بساطة المنزل و لكن استغربت/انت مأثثه تو
ضحك/اكيد ماراح تشوفبن اثاث مر عليه اربعين سنه هنا..بس فرشته و زينت غرفة ابوي و غرفتك و الباقي بنأثثه انا وانتي.
سمعوا صوت احدهم يخرج من دورة المياه ليبعد اخته خلف ظهره و يعقد حاجبه/الظاهر فيه واحد من العمال هنا ماراح
خافت وهي تتشبث بثوبه...لتتفاجىء بخروج والدها من الممر الصغير وهو يتعكز على عصاه، ليقف وهو ينظر لأدهم...!
لمح ابنته خلف اخيها وهو يحاول ان يخفيها/قالي ابو عبدالكريم انكم جايين فالطريق و قلت له يجيبني بيتي ازين لي وتوني جيت
استغرب رؤيته هنا و ايضاً مانطق به وهو يرى بريق عينيه/ابوي فيك شيء؟!
كاد يسقط من تاثره ولكن هب أدهم لمساعدته و تعزيز وقوفه/بسم الله عليك
رفع يده التي يمسك بها أدهم ليقبل يده ولكن أدهم سبقه لذلك و قبلها متأثراً بتصرف والده الذي عانقه وهو يتمتم/انا اشهد ان ساره جابت رجال..
عانقه باكياً كم تمنى عناقاً كهذا كم تمنى ان يعرفه ان يضمه كإبن حقيقي و بشعور حقيقي..
نزل لقدميه و قبلها ولم يستطيع النهوض من بكائه لتجلس بمحاذاته و تضمه هي الاخرى،
كالتائه في سنوات العمر و للتو وجد نفسه..وان كان ذلك بعد اربعين عام من التيه..
و كأن سعادة السنين تفتح له أبوابها من جديد...باب الجنه "والده".
لم تتخيل ان يكون أدهم بكل هذا الضعف تحت قدمي والده، مالذي تخفيه شخصيته المتحكمه الصامته طوال الوقت..؟!
فهمت إنهياره الذي يفسر كل شيء لها بإختصار، "كان وحيداً و يائساً تماماً"
.
.
،
بسعاده وهي تمشي بجانبها في المول/للحين ماني مصدقه انك بتتزوجي وليد اخيراً..ليااال ااا
ضحكت/رورو فضحتيني يا بنت بسس
رويدا اوقفتها وهي تلتفت إليها/يا بنت اقنعيني؟! انو ما حلم ! حتى قلت لرشا اول ما عرفت انك بتتزوجي ما صدقت
فرحت لذكراها/سألتك عن اسم العريس؟!
ضحكت هي الاخرى/لااا ما قلت لها هي اصلاً ما كانت مصدقه..طلبتني رقمك لانها بتقول ان رقمك مادري ليه ما بيزبط معاها
ارتاحت ابتسامتها وهي تصل لطاولتها في "الكوفي" وتجلس/خليها ناويه اصدمها بكرا بالعريس
استغربت وهي تجلس بدورها/ليه يعني؟!
بابتسامة سعاده/بقولك كل شيء بوقته المناسب، المهم ايش اخبار النونو؟!
ابتسمت هنا فرغم عدم رضاها عن توقيت حملها هي سعيده به/النونو بخير انا اللي ماني عارفه، انبسط او ازعل..ساعات بقول بدري كتير
رفع حاجبها بعدم رضا/رورو..مافيه شيء يجيبه الله إلا يكون بوقت المناسب..لا تنسين انك من سنوات متزوجه واختي وقتك الكافي حتى وصلتي الثلاثين..لو انا مكانك و متزوجه بدري كان والله معي ثلاثه ..مو واحد، الاطفال رزق من الله و سعاده بطلي نكد بس
ابتسمت وهي تسمع حديثها المتفائل، ماذا يفعل الحب بالمرء/قد ايش الحب لطيف،اللي بيسمعك هسي مابيصدق انك الكئيبه من بعد رجوعك من المانيا
حاولت الإنكار رغم ابتسامتها/أنا مكتئبه!!بالعكس..عادي بس انتي تبالغين رورو
نظرت لساعتها وهي تهم بالوقوف/يلا اتركك من الاحلام،خلينا نمشي عايزه ارجع بدري الليله، والا عصومه بيزعل.
ضحكت وهي تقف معها بعدما وضعت الحساب/مشينا مع انو كنت حابه نسهر
ضحكت/تسهري ليه و بكرا عندك كتب كتاب؟!! انتي انجنيتي!! ربنا يعينك يا وليد.
صعدا السياره و انطلقت بهما منذ عشر دقائق، وهي تتلقى رساله منه، فتحتها و كأنها تنتظرها..[أغداً قلت؟! فعلمنى اصطبارا
ليتنى أختصر العمر اختصارا
عبرت بي نشوة من فرح
فرقصنا أنا والقلب سكارى]
لاحظت صمتها المفاجىء لترى إبتساماتها لهاتفها لتتلصص و ترو اسمه يعتلي الدردشه لتبتسم معها/احم احم..مسج منه وداك للقمر اجل كيف هو بزاتو
ضحكت من تعليقها/رويدا بلا حركاتك روحي بيتك يا بنت و فكيني من خفة دمك
توقفت السياره لتنزل رويدا/يلا اشوفك بكرا يا عروسه
بابتسامتها/ان شاء الله.
رن هاتفها بيدها لترد/هلا نيفو
على الطرف الآخر/هلا ليال، بليز و انتي جايه هاتي معك ايسكريم ماربل سلاب بليززز
تفاجأت من طلبها/وش هالمزاج هالوقت ، الثلاجه عندك فيها ايسكريم واحلى منه بعد، مافيني اروح مشوار مره بعيد عني علشان ماربل هذا
بإلحاح/بليييز للوش الله يخليك مشتهيته
باستسلام/طيب بسوي هالمشوار علشانك..سلام
اغلقت هاتفها وهي تحدث السائق/راهول روح ماربل سلاب..
إحتار أين سيذهب هذا الليل ومنزله فارغ و نيفادا عند اهلها، لن ينام سيستغل كل دقيقه له في الرياض..
عجز عن تصور انه لن يواجه أدهم، ظل هنالك يوم كامل ولم يصادفه و لم يكن موجوداً... لم ينتبه لنفسه إلا و هو يسلك الطريق المؤدي لمحافظة الخرج..!!
متسائلا يالله كيف هو شعور أدهم بعدما وجد والده من العدم؟!
كيف هو الآن؟!
للمرة الأولى يضحي بزيارة نيفادا ليلقى أخ القلب و رفيق العمر بأكمله.. ليس لديه وقت و يريد رؤية كل من يحبهم..
شعورٌ خانق بأنه سيفتقدهم هذه المره، فهو يشتاق لنيفادا وهي بحضنه و يحن ليدي والدته وهو ممسكاً بها و يتوق لرؤية مدى و قد زارها في شقتها مع زوجها ،فرح من قلبه لعودة منيف لها بكل ذلك الشغف،
سعيد بأن منيف عاد لأصله الذي عرفه عنه..سعيد لأنه منح أطفال اخته فرصة الحياه بشكل طبيعي بين ابويهم.. أيٍ كان الإنفصال بين الكبار عليه ان لا يكون على حساب الصغار ..
لمح بريقاً في عيني مدى.. و سعاده على محياها..يفهمها حينما تكون منزعجه و بالأمس كانت بحال لم يراها عليه منذ زمن..
مرت السنوات ...كل المحاولات الفاشله كانت تجارب ممهده للنجاح.. حتى فشل زواجه الأول و كل معاناته كانت ممهداً لنجاح لم يتوقعه لزواجه الثاني..كانت نيفادا الدواء بحجم صبره و حلمه على ريم..
تنهد بنفس كاد يهوي به في سيل ذكرياته التي لا يعلم لماذا إنهالت عليه الآن...
لديه يومٌ واحد فقط سيقضيه مع أدهم ومن ثم سيغادر حيث الحدود الجنوبيه الشامخه..
.
.
.
وصلت اخيراً لمحل الآيسكريم الذي طلبته اختها،لتشير لسائقها/انزل و هات لي من كل نوع خمسه...هي ماحددت لي ، يلا راهول
نزل بخفه وهو يستعجل خطاه..و لم تنتبه انه لم يغلق السياره!!
ظنت انه راهول لم تنتبه ، ركب احدهم وهي تلتهي برساله من وليد ، كم هو متفرغ رغم انها لم ترد على إحدى رسائله اليوم..
انتبهت لتحرك السياره المفاجىء و السرعه و الرائحه الكريهه لترفع عينيها مصدومه وليست متفاجئه/بسم الله!! من انت ووقف و نزلني وووووقااااف
لم يرد استمر في طريقه بتهور واضح وهو يسرعه بشكل ملفت..
مازالت في محادثة وليد ارسلت له رساله قصيره [واحد ركب السياره بدال راهول وهرب فيني]
سقط منها هاتفها لتنزل تأخذه من عند اقدامها وهي تبكي،للحظه ظنت انت العالم بأسره يدير ظهره لها..
وهي تسمع ذلك اللص يتحدث في هاتفه و يخبره بلغة عربيه مكسره/انا في خلص جيب واهد بهوت خبسورت..عشرا دقيقا بس انا موجود..
صرخت به و هي تشعر برغبه بالاستفراغ من رائحته النتنه/وقف الله ياخذك و نزلني..خذ السياره الله لا يعيدها بس نزززلنييي
ابتسم بخبث وهو يكمل طريقه/هبيبي سياره ما يكفي، فكر انا ايش يبي
رن هاتفها بإسم "وليد" لتخرسه وتضعه على الوضع الصامت بيدين مرتجفه.. خافت ان تفقد هاتفها...يجب ان تحافظ عليه معها مهما كلفها الأمر..
.
،
.
منذ دقيقتين خرج من منزله كالمجنون بعد رسالتها الغريبه، اتصل بها كثيراً و لكنها لا ترد..اخذته الظنون..
وصلته رساله مختصره منها ليقرأها بقلق[ظهرة البديعه]
لم يصدق من الشمال الى الغرب!!! أين سيأخذها ذلك اللص..، اتجه مسرعاً متجاهلاً كل تعليمات المرور... كاد يسقط في احد حواجز مشروع مترو الرياض..
عاد أدراجه غاضباً فالوقت ليس من صالحه ولا من صالحها..
مضت ثلاثون دقيقه..
الله وحده يعلم ما يفكر به و ما هي تلك الخيالات التي تدور في ذهنه، لم تخبر أحداً غيره و الدليل انه اتصل بنايف و كان نائماً وقتها..!!
.
،
.
،
وصل المنزل وهو يشعر أنها النهايه لن يجلس اكثر من ذلك في السعوديه سيتم طرده و تسفيره بخروجٍ بلا عوده!!
جلس يندب حظه في ساحة المنزل وهو ينادي عمه/سنجااااي انكل ..سنجااي
خرج تركي من سيارته بعدما سمع صراخ السائق..كان ينتظر خروج والدته ليوصلها للمنزل..!
هنالك مصيبه فـ راهول يثرثر لسنجاي بإنهيار/وش فيه هالخبل هذا؟!
سنجاي بغضب/راهول نزل من سياره علشان يشتري ايسكريم لمدام و حرامي سرق سياره مدام ليال موجود داخل سياره
رفع حاجبه/ابو هند!!..وشوو؟!
خرجت لترى الوضع هنالك تقدمت ناحية إبنها/تركي وش السالفه؟! ليه السايق يبكي؟! هووو هذا راهول كان مودي ليال وينها؟!!
إتجه ناحية راهول وهو يشده من ياقته ويرفعه/ماتقول لي ليه تنزل من السياره وهي شغاله و بدون تقفلها؟! اهبل انت اهبل؟!
ظل يبكي و يتحدث بكلام غير مفهوم..حتى رماه ليلتفت لوالدته المتفاجئه/هالخبل انسرقت منه السياره وهو نازل يجيب ايسكريم و ليال راحت مع السياره
وضعت راحت يدها على صدرها/ويل حااالي..بنت خالك انخطفت وحنا واقفين نسولف كذااا
نطق بقهر/كيف اتصرف ومن وين؟!
رفعت هاتفها وهي تحاول الاتصال بأدهم ولكن هاتفه خارج التغطيه..لتدخل توقظ نايف من نومه..
اخرج هاتفه ليتصل بزوج أمه فهو الكبير بينهم و يعرف كيف سيتصرفون ، كل شيء مشوش بالنسبه له/الو عمي صالح..
.
،
.
جلست غير مصدقه لما سمعته من هند، هذه مصيبه، غداً عقد قرانها الذي انتظرته طويلاً، حاولت تنظيم تنفسها لتعرف كيف ستتصرف، و في الحقيقه هي عاجزه عن فعل أي شيء حيال الأمر..
خرج نايف من المصعد وهو متفاجىء بالذي يحدث، ليجد نيفادا تبكي و الشموس تجلس في ذهول/يا جماعه وش العلم؟! ليال علامها مافهمت شيء من كلام نيفو بالجوال
نطقت نيفادا ببكاء/انخطفت من قدام محل الايسكريم ..انا اللي تسببت عليها اناا بمووت حسره لو صار لها شيء ..يمه لياال
عقد نايف حاجبيه/نيفو بسسس لا تقلقيني،
هند وهي تحاول التجلد/نتصل بأدهم علشان ي
قاطعتها بحزم/لااا أدهم لا
الجميع استغرب نبرتها و سرعتها في الرد، حاولت ان تبرر موقفها/انتم عارفين انه هالايام تعبان و منشغل مع ابوه..و اللي حصل كلنا عارفينه، يعني صعبه نتصل فيه بالخرج وهو بيسوي نفس اللي بيسويه نايف
تفهمت هند عذرها/اي والله صدقتي، أدهم يا قلبي هالايام اللي راحت تعب واجد..
رن هاتفه من صالح ليرد بسرعه/هلا صالح
على الطرف الاخر/نايف اتصلتوا مع ليال او اي شيء يطمنكم عنها
بتوتر و شتات ذهن/ماتصلت ابداً و لا ترد.. انا طالع أبلغ ماني منتظر
خرج وهو يتحدث لصالح ..
تحدثت من بين اسنانها/ماكانت الأولى من راهول..هالمره خروج نهائي و بالبصمه بعد
لم تستطيع هند لومها أو منعها من حكمها الجائر، خطأ راهول هذه المره لربما تكون ضحيته ليال!
،
.
.
،
،
انتظر اتصالاً او اي شيء منها.. مضت ساعتين و نصف منذ فقد صوتها..
الآن الساعه اصبحت الحاديه عشرا..!!!
فتح ازرار قميصه العلويه يكاد يضيق تنفسه.. حدث لها مكروه بالتأكيد.
مازال يدور بسيارته في ظهرة البديعه كما اخبرته.. أين ستكون يا ترى؟! أين أخذها ذلك اللص..؟!
لن يرحمه ..
تذكر تهمتها له "أنت ضعيف"
رجل خاسر في معركته الخاصه بالتأكيد هو رجل ضعيف..
اخرج هاتفه وهو يتصل بنايف..و ليكن ما يكن!
ترددت كلمتها "أنت ضعيف"في أذنه ليتراجع و يلقي هاتفه بالمرتبة التي بجانبه..
..
،
.
،
بصوت أنينها و ألمها بالكاد اعتدلت جالسه فوق هذا الرصيف المظلم الذي ألقيت به..
هذه الليله كانت اصعب ليله عاشتها في حياتها..
تفقدت نفسها و الهواء يلفحها تركها بدون عبائه و نزع منها حقيبتها و ساعتها و اكسسواراتها الباهضه لم تكن ترتدي سوا سلسالاً و خاتماً و إسواره كعادتها ..
ما يهمها الآن كرامتها المسلوبه، إهانتها بهذا الشكل و رميها كالنفايه على الرصيف.. حتى توسمت ذراعيها بالخدوش و تلطخت بالدم..
ذلك اللعين لم يدع لها حتى العبائه حتى لا تنجو بنفسها او تستنجد بأحد ..
اخرجت هاتفها الذي استطاعت ان تخبئه و لم يصل إليه...
شعرت بالغثيان وهو تتخيل رائحته النتنه لتترك الهاتف و تصد بعيداً تستفرغ بحرقه..
ثم جلست تبكي بإنهيار لم تعهده حتى أيام مرضها لم تبكي هكذا..
كل ذلك بسبب ذلك النتن عليه اللعنه أينما إرتحل..
.
،
.
شعر بصداع من شدة تركيزه على الشوارع والأرصفه و أبواب البيوت و البحث عن سيارتها، لم يتبقى سوى ذرة عقل واحده برأسه ترجوه ان يتصل بالشرطه..سمع نغمةً بعيده ليلتقط هاتفه المُلقى في المرتبه التي بجانبه..
تفاجىء بإرسالها الموقع..ثم كلمة تحتها [بمووت]
اتجه ناحية الموقع وهو يتصل فوراً بها لترد بصوتٍ شديد البحّه/لياال اررفعي صوتك وينك يا قلبي؟!
على الطرف الأخر بصوت أذهبه الصراخ و الألم،بكت لم تستطيع البوح..شعور الخوف و الإهانه التي تعيشها مؤذي
ضرب بيده بقوه وهو يسمع بكائها و انفاسها المتقطعه..
هي هنا على رصيف احد الاراضي البيضاء لم يتم بنائها كانت قريبه من المكان الذي يقف به ليرى شجرةً مهمله و بجانبها يبدو احدهم لينطق بخوف عليها/ليال انتي اللي تتحركين وراء الشجره؟! شايفه سيارتي؟!
لم يسمع سوى سقوط هاتفها الذي رآه يتدحرج امامه تحت إضاءة سيارته الكاشفه...
نزل مسرعاً لها ليراها متكشفه تماماً..ذراعيها مدميه و فستانها الناعم شبه ممزق من اعلى و اسفله يصل لنصف ساقها و مشوه بالدم، امسك بيدها الذابله بجانبها ليتقاجىء بنبضها الضعيف..
اخرج هاتفه ليكشف على عينيها و يتأكد من عدم وجود نزيف داخلي..حمد الله انها لم تتعرض لنزيف داخلي..،
أدخل يده من تحت رقبتها و ذراعه الاخرى تحت ركبتيها و حملها من على الارض القاسيه وهو يتجه بها للسياره و جلّسها في الخلف ثم اخذ علبة الماء ليغسل وجهها و يحاول بها ان تستعيد وعيها،..لم يفلح بذلك و كأنه نسي أبجديات الطب و كُبلت يديه عن مساعدة الحبيبه، اغلق الباب و راح مسرعاً للمستشفى التي يعمل بها..
رأى إشارات هاتفها تضيء الشاشه بصمت ليقرر الإتصال بطبيبة نساء يعرفها جيداً يريدها ان تباشر حالتها هي بنفسها...!
ليتصل بعد ذلك بنايف و يخبره بسيناريو،
رد وهو يتصنع الهدوء/هلا وليد
على الطرف الآخر/السلام عليكم
تنهد/وعليكم السلام.. وليد فيك شيء متصل هالوقت؟!
فهم هو ايضاً انهم لم يناموا ونايف يبدو يرد في سيارته/نايف تعال المستشفى لحالك ،
لم يسأله اكثر،فهم ما يعنيه بطريقه او بأخرى/جايك هاللحين..
.
.
.
اشرف بنفسه مع الممرضه على تطهير جروحها السطحيه، وغرس فيها إبرة المضاد و المغذي..كانت تتلوى وهي تضغط على بطنها بقوه، يالسمراءه الحبيبه/لياال ردي علي، وش يوجعك بالضبط؟!
حركت رأسها بالنفي،وهي تبكي لتنطق بصوت تخالجه البحّه/ابي استفرغ ابعدوا عني ..
امر الممرضه لتقرّب سلة المهملات بسرعه..لم تعد تستفرغ سوى عصارة معدتها،بحت من حرقة حنجرتها/بمووت
طلب بسرعه ابره لتخفيف غثيانها الذي لا يتوقف..لم يسبق أن إرتجفت يديه وهو يغرس إبراً او يُغلق جرحاً وهو من اشهر الجراحين ..!
طلبته الممرضه ان تساعده ولكنه رفض وهو يتصل بالطبيبه حنان/دكتور حنان وينك الله يعافيك ..بسرعه
اغلق الهاتف وهو يعود لليال و يمسك بسريرها مرخياً رأسه ليسألها بلهفه بعدما دخلها المهدىء وارتاحت من ألمها/ليال جاوبيني.. وش صار؟
أرمشت بتعب لتسقط دمعة بعد سيل دموع وهي تتأمل اللهفه بأجمل صورها،لم يتأخر حين احتاجته، ولكن ذلك اللص عبث بها/ذبحني يا وليد
لا يخفاه همس الممرضات على ارتباكه و قميصه النصف مفتوح...كل ما يهمه الآن ان تكون ليال بخير فقط، أمرهم بعينيه ان يخرجن ليعود يتحدث إليها، عجز عن سؤالها بشكل مناسب/ليال..
فهمت ما يريد الإستفسار عنه، لكنه لا يريد ذلك ترى ذلك في نظرات عينيه، رفعت يمينها بضعف..ولسانها يثقل هي متعبه بعد هذه الليله الطويله..فرحت بيده التي امسكت بيدها،..
شعر بالغصه وهي تمسك بيده هكذا من نفسها، لم يفرح تذكر أول مرة فعلتها و امسكت بيده مانت تحت تأثير البنج قبل عمليتها..بالتأكيد هي الآن تحت تأثير مسكنات الألم، هذا النزيف ليس طبيعياً للتو غيرت لها الممرضه ملابسها و كانت يرثى لها من الدماء، كل شيء يدور بباله و بات متأكداً انه تم الإعتداء عليها بوحشيه، مسح دموعها و ضم كفها الناعم ببرودته بين دفء كفيه وهو يهمس لها/مهما صارلك.. ماني مخليك.. اقسم بالله ما اخليك
اغمضت عينيها التي تغص بدمعها وهي تفهمه، و تفهم ما يقصده، يظنها لا تعي ما يهذي به، هي فقط مجهده و حنجرتها متجرحه...
دخلت في هذه اللحظات طبيبة النساء وهي قلقه مما ستطلع عليه، من صوت وليد يبدو و أن الأمر كارثي ولكن ما تراه انه المصابه لا تبدو كما تظن..هي تعرف تلك الحالات جيداً/دكتور وليد فيك تطلع
نطق برجاء و ليال تسمع/دكتوره حنان، الله الله فيها تراها خطيبتي
لا تصدق ان هذا الهش هو نفسه الطبيب الجراح وليد، هو المعروف بيروده و بحرفيته باستخدام ادوات الجراحه من مشارط و مقصات...ابتسمت لتريحه/بعيوني ولو دكتور!!
خرج مسرعاً خارج الغرفه بعدما دخلت طبيبة النساء باستعجال فقد كانت في المنزل وهو إستدعاها فوراً..!
وقف خارج الغرفه وهو يضم رأسه بيديه كطفل ..لأول مرةٍ لا يعرف كيف يتصرف في المستشفى..!
جاء مستعجلاً من آخر الممر وهو يرى وليد بحاله يرثى لها و على قميصه بعض الدم!!، امسك بيده بسؤال وقلب خائف/ليال وينها؟! وش صار وين لقيتها؟! تكلللم
فرح برؤيته/اللي سرق سيارتكم رماها بلا عبايه على الطريق ..كنت ارسل لها رساله وما ردت علي الا بأن واحد ركب سيارتها بدال راهول ...طلعت اركض زي المجنون كم ساعه اخر شي ارسلت لي موقعها و رحت لها كانت منهاره و ضغطها منخفض و لقيت عليها اثار ضرب،
تردد في سؤاله اكثر عما حدث لها..سيجن لو تم الإعتداء عليها اكثر من ذلك..لم يستطيع السؤال اكثر عما يؤرقه..!
راح يسند ظهره على الحائط، بتعب روح اكثر منه تعب جسد، اخرج هاتفه من جيبه ليتصل بالشموس و صالح معاً..
يفهم ما يفكر به نايف، ولا يلومه فهو اكثر حرقه..ذلك النزيف الذي رآه يتدفق فجأه جعل النيران تشتعل بصدره..
خرجت الطبيبه وهو تزيح الكمامه عن وجهها ، لم ترى وليد بهكذا هيئه منذ عرفته وهي الطبيبة القديمة هنا..
اتجه اليها بخوف ونطق باهتمام/دكتور حنان..بشري
الطبيبه/لا تخاف الوضع طبيعي، هذا نزيف دوره طبيعي، يمكن من الخوف او سقوط قوي نزلت عليها بدون سابق إنذار..يعني ارتاحوا ماتم الاعتداء عليها و لا شيء..
تركها ودخل ناسياً وقوف نايف الذي تفاجىء من تصرف وليد الذي كان رزيناً جداً.. حد انه لم يخبره بما فعله لإنقاذ ليال في ألمانيا..كل ما عرفه هو عن طريق الشرطه و خطاب من السفاره ليتابع محاكمة طراد، كان يعرف كل شيء قبل ان يطلب وليد خطبة اخته في ذات اليوم الذي عرف بالقضيه، كان من المعيب رفض شخص فعل كل شيء بطولي و لم يتحدث عما فعله لأحد حفاظاً على خصوصية البنت و عائلتها...
عاد ليتصل بصالح قبل ان يدخل الغرفه/ألو صالح.. ابيك تجيني الصباح بدري المستشفى ومعك مأذون..ايه بعقد لهم هنا..
اغلق هاتفه ثم راح يدخل الغرفه..سيأمنها مع وليد الآن اكثر من اي وقت مضى...
.
،
.
،
عاد ظهراً وهو مرهقاً ومتعب.. جلس في مكان جلوسهم المعتاد و مدد ساقيه على الطاوله أمامه ثم اخرج عقب سيجاره من جيبه ليشعلها و يأخذ جرعات من سمّها الساحر.. ..
لحظات لتأتي إليه على عجل و كأنها كانت ترتقب عودته/ناايف بيبي
ابتسم وهو يراها بتنوره واسعه الى تحت الركبه، و تبدو متكلفه باكسسواراتها/هلا اولينا
جلست بمحاذاته لتلتقط سيجارته وهي تتذمر/اوو ماي قاد آي كانت دو اني ثينق هير.
ضحك بكسل/ترى كل اللي بالبيت يتكلمون لغتك احسن منك.احسن لك تكلمي عربي علشان تقوين لغتك
تذكرت ماتريد قوله/اوكي بيبي شوفت اربيك كولج علشاني؟!
اخذ منها عقب السيجاره ليكمل تدخينه/وصيت لك على واحد محترم.. دوامك يبدأ من الساعه تسعه من بداية رمضان..
ابتسمت وهي تقترب منه وتعانقه/ثانكيوو سوو ماتش بيبي
في هذه اللحظات خرجت من المصعد بصحبة نيفادا لترى ذلك المنظر أمامها!!
لم تتوقع ان تأتي معه هذه الشقراء حتى منزله هنا!!
لم تستطيع نيفادا الحديث، لو كانت مكان شهد لصرخت لإقتلعت عينيْ نايف..
وقف نايف بعدما إلتفت للمكان الذي تنظر إليه أولينا، لم يتوقع لقاءها اليوم/شهد!!
تجاهلت وجود تلك الشقراء البغيضه لتتقدم إليه مبتسمه/هلا نايف .تو مانورت الرياض يا قلبي
عجز عن إبداء ردة فعل مناسبه وهو يراها تقترب منه بهذا الشكل، ليرمي سيجارته في منفضة السجائر على الطاوله/هلابك
عانقته بهدوء و بدون تردد ثم انهت عناقها بقبله على خده لتتحدث وهي مازالت ملاصقه بجرأه/الحمدلله رجعت لي قبل العيد.. كرم ربي ماله حدود..شلونك نايف؟
شعر وانه يختنق، كيف تجرأت أمامهم/بخير الحمدلله
في الحقيقه نيفادا لا تصدق انه هذه شهد الخجوله،،!!
تحدثت اولينا وهي تراها تتجاهلها/هاي شهد..
ردة عليها و عينيها بعيني نايف فقط/هاي... ارتاح نايف لا تطول واقف
تأففت من محاصرتها لنايف و عدم الاكتراث بها لتجلس بعيداً هنالك ..
اقتربت نيفادا لتجلس في الاريكه المنفرده بعدما استدعت الخادمه..اعجبتها شهد وهي تجلس بجانب اخيها، تلك الشقراء لا تروق لها بل تذكرها بجرح مازال يؤلمها كلما تذكرته/بشر نايف وش صار على ليال
حاول سحب يده من يدها، لا تعلم انها تضعه تحت ضغط رهيب/بخير..انا توني جاي من هناك الشموس و عمتي هند عندها بتجيبها مع تركي بعد شوي
نطقت بعتب/طيب دامها بتطلع ليه تكتب عقدها هناك؟! خربت كل شيء علي
ابتسم وهو يفهم ما تنويه/ابداً ما خرب شيء..الحفله الليله مثلما حددنا..ولا تزعلين
ابتسمت اخيراً/حلو
وقف بتهرب/يلا انا رايح غرفتي انام شوي ..
وقفت بعد نظرات عدم الترحيب من نيفادا و شهد مقررةً اللحاق به لتمنعها شهد بجديّه/هيي أظن غرفتك من هنا مو من هنا
استغربت هذه الخصوصيات في هذا المنزل الذي تتلقى فيه التعليمات بكل حركه تفعلها..يجب ان تتحدث مع نايف بهذا الخصوص..هكذا وضع ينفرها وهي ليست مستعده لترك كل هذا و المغادره صفراً..!
.
،
تحدثت نيفادا وهي ترى انزعاج شهد و إن حاولت تخفيه/هند صالح ماراح تجي الليله؟!
حاولت تجاهل حرائقها/لا، أمها هنا بالرياض عند خالها زياره وراحت لهم..
وقفت بابتسامه/صحيح ماوريتيني وش بتلبسين الليله!
اساساً الخدم بيجون يرتبون وضع الصاله للحفله .
وضع فنجان قهوته من يده وهو يتحدث الى والد أدهم/هاللحين يرضيك يا عمي عبدالله ان أدهم يوزّي علي موضوع مثل هذا؟!!
بإبتسامة وقوره/يا رجال أدهم ماوالله انه مافضى ..و لا يبي يشغلك وانت بعيد
سكب فنجان قهوه اخر لوالده وهو يبتسم له/أنا فدا هالوجه يبه.. قاسي الظاهر يبيني كلما عطست اتصل اعلمه
ضحك/وش اسوي كلما رحت و جيت لقيت شيء جديد حاصل ..عايلتنا ما تركد كلها فعاليات
هدأت ابتسامته ليسأل بجديّه/عسى الله يزينها ، بشرنا عن الوالده يا قاسي
رد براحه/اللهم لك الحمد..حتى هالمره معنويتها عاليه..معاد باقي غير كسر الفخذ تخبرون يبطي ما برا
سكت الجميع ليردف قاسي بسؤاله/ليه ما رحت ملكة بنت عمك و صديقك الليله؟!
إرتشف قهوته بهدوء/ماني بفاضي..تعذرت من نايف.
إلتفت إليه ابوه مستنكراً/إذا بتقصر في بيت عمك و انسابك علشاني؟! فلا تتعذر بي قم خلنا نروح هاللحين
امسك بيده وهو يتحدث اليه برقة/لا يبه انا اصلاً عندي هنا بعد اشغال.. ترى لك مزرعه هنا، وانا لي شهور عنها.
ابتسم قاسي وهو يتذكر المزرعه/المزرعه صارت يبو أدهم مزارع، أدهم اخذ المزرعه اللي يمينه و وراها.. وصارت منتجه..تمرها ورطبها وخضارها بالسوق.
حاول تذكرها، كان ذات مرة يتذمر لخالد عن عدم تفرغه لها..ولكن نسيبه خالد منعه من بيعها حتى وان لم يستزرعها..، هز رأسه بوجد وهو يتذكر ذلك الصاحب الأخ/الله يرحمك يبو قاسي
ردد الجميع "امين" لذلك الرجل الصالح.
،
.
،
مساءاً ..
اخذت قرصيْ مسكّن بعدما انتهت من لبس فستانها
..لتجلس بخدر تام في مناطق الألم..هذه الليله لا تريد سوى النوم و لكنها لم تكسر قلب وليد مجدداً..يستحق ان تضحي بصحتها الليله لتحتفل به ..
دخلت الشموس بهذا اللحظات بفستانها الازرق الملكي..و شعرها قد قصّت نصفه ليصل اسفل كتفيها بقليل../ها يا عروسه خلصتي؟
رفعت عينيها لها بتعب/اي ..انتي قاصه شعرك؟!
دارت حول نفسها بإبتسامه/شووفتك عينك
ذبلت ابتسامتها/حلو ،بس والله كان الشعر الطويل احلى
بلا مبالاة/تغيير ..بعدين بيطول ..المهم انتي متأكده انك قادره تجاملين وتنزلين.
وقفت وهي تنظر لنفسها بالمرآه/ايوه ..
بابتسامة سعاده/الحمدلله اللي شفتك متزوجه و مبسوطه اخيراً
إلتفتت إليها بضحكه/اوكي يا جدتي تعالي ننزل ابي قهوه ..
تخصرت/ام زوجك و اخواته تحت..ماعرفت فيهم غير عزه
ليال/كلهم عزه وفرح و ميساء بس بلا تعالي اعرفك عليهم .
.
.
.
هذه الليله لم يحضر سوى وليد فقط الذي ينتظرها بعد عودته مع نايف من مركز الشرطه..
رتب نايف شماغه وهو يجلس/الحمدلله طلع حرامي و طمعان بالسياره بس
استغرب وليد نبرته/بس كانت زوجتي بتروح فيها.
ابتسم لتسميته لها/سبق وتم استهدافي وانا ياغافلين لكم الله.. خفت لاحقوا اختي بعد.. الله يجزاه خير أدهم مركب نظام حمايه بكاميرات عالسور هنا و بالمجموعه بس الحذر واجب
نظر لساعته تأخر الوقت/طيب الساعه12 طال عمرك
اعجبته طريقته ليقف/صادق..بروح استعجل قهوتك لا يضيق صدرك
استغرب وهو يحاول يناديه ولكنه خرج بدون ان يرد ..
فتح زره من اعلى و رفع طرفي شماغه للأعلى ليتكىء محبطاً ، لابد و انه لن يراها الليله أيضاً..
حدث كل شيء بسرعه هذا الاسبوع..
ولكن نهايته كانت مثاليه جداً ..شيء أشبه بالخرافه بالنسبة له..
سمع صوت خطوات كعب ليرفع ناظريه و يراها تدخل بإبتسامتها الساحره و تغلق الباب خلفها..و تلقي تحيتها بصوت تذهب به بعيداً ليقف وهو يراها تتقدم إليه ..!
أحبت إطلالته بالثوب والشماغ، و حتى سكوته الغبي و نظرته المنبهره حين يُشعرها وكأنه يراها لأول مره،
مدت يدها لتسلم/قلنا السلام!
رد بغباء/اخوك يدري !
سحبت يدها وهي تهم بالدوران/اذا تبيه يكون موجود بناديه ولا يهمك
امسك بها من ذراعها ليشدها و يلصقها بصدره، قبل جبينها بعمق ثم همس/ماصدقت هاللحظه تجي ياليال اعذريني
عضت شفتها السفليه وهي تكتم الألم، لتبتسم حتى لا يتضح وجعها/الله يهنيني فيك.
رفع ذراعها للأعلى ليرى جروحها السطحيه بقهر/تحرقك؟!
أحبت يديها بيده، لتجيبه بدلالها/كثير.
انحنى لجروحها يزرع قبلاته عليها برفق، ليتوقف عند مرفقها وسط نظراتها التي سحرته/بردت؟!
حركت رأسها بالنفي/باقي
اكمل يزرع قبلاته حتى وصل عنقها ليطيل قبلته وعناقه، هذا انتقام من الغياب و الحظ و البعد..هذا انتقام لكل ما ارهقه طوال مسيرته ..
أطال عناقه وهي متعبه..تخاف ان تسقط فيحبط، لن تستسلم للألم هذه الليله، همست بأنه/نجلس..؟
فهمت قصدها هي متعبه ولم يقدّر ذلك، ابتعد وهو كاره للبعد عنها، ليخرج هاتفه ويفتحه للسناب/تدرين شلون أنا حملّلت السناب مخصوص علشان اصور هاللحظه لرشا..
ابتسمت لتلك الجميله/يلا
رفع هاتفه للأعلى هو ملتصق بها و يشدها من خصرها/يلا قلبي هاتي بوسه
قبّلته ليلتقط الصوره و هويضحك/شوفي بالله وش حلاتك
انتبهت لقبلته علو عنقها لتحمّر خجلاً/لا تكفى وليد لا ترسل هالصور لرشا وش بيفكني من لسانها
ارسلها بسرعه ولم يناقش، ليلتفت إليها بإبتسامة خبث/لا تضيعين السالفه ..وين كنا؟!
راحت لتجلس/نجلس
رن هاتفه بسرعه ليضحك وهو يجلس بجانبها بعدما عرف ان الاتصال من رشا/ام فرهاد تتصل..وش بيفكني
رفعت حاجبها بجديه وهي ملاصقه به/لا ترد،
مازال ممسكا بهاتفه/تأمريني؟!!
تعرف ان صديقتها ثرثاره وهذه ليلتهما، مدت أناملها لتلامس ذراعه ثم يده و تأخذ الهاتف تغلقه و تضعه جانباً وعينيها بعينيه/ايوه وين وصلنا؟!
تاه في بريق الرغبه في عينيها ليشير الى خدها/هنا.
حركت رأسها بالنفي وهي تقترب لشفتيه بجرأه، قبلته قبله واحده لتهمس وعينيها بعينيه/هنا.
اخذ زمام المبارده منها ليكمل ما بدأته..
يالهذه البعثره الفاتنه ..لم أتخيل ان يكون لقاءنا بهذا الدفء .. كنتِ الكفاية عن النساء بعيني و الوطن عن كل اغترابي.
والمواساة عن كل لحظات معاناتي،
كنتِ النجاح الأبرز في حياتي.
شكراً لكونكِ أنتِ.
هنالك في الخرج..
انتهت من صنع ابريق الشاي وهي مازالت تفكر بغياب زوجها الذي طال، هو حقاً اخبرها بأنه سيغيب ربما شهر و لكنه منذ اسبوع لا يتصل و لا يرد..
و أدهم يخرج صباحاً و يعود مرهقاً بعد العصر.. لا يفصح عما يفعله.. هو لا يذهب للرياض منذ ذلك اليوم و اخبرتها الشموس بذلك حينما اتصلت تعزمها لحفلة عقد قران اختها و لكنها تعذرت بعدما اخبرها أدهم انه سيسافر للدمام غداً ولن يكون بمقدوره ان يأخذهم معه للرياض..
خرجت حتى وصلت غرفة والدها لتسمع حديث أدهم له، خفق قلبها..
أدهم بجديه وصوت منخفض/يبه بصراحه انا اشتغل على موضوع مشاري من يومين و قريب بإذن الله بيتنازل عن حضانة الولد ..لكن ماقلت لاختي عن هالموضوع مابي اشغل قلبها
بقلق/عرف انك اخوها؟!
بإبتسامة خبث/بيدري بالوقت المناسب ان شاء الله..
اصدرت صوتاً و كأنها قادمه للتو ابتسمت وهي تدخل وتراه/وهذا الشاهي وصل
اشار بيده علامك الإكتفاء/انا مابيه ودي انام ،هالدواء اللي اخذه بالليل يخدرني
ابتسم له و هو يقبل رأسه/اجل نم طال عمرك انا و هوازن بنطلع نشرب كاستين قبل ننام بعد..
وافقته مايقول وهما يخرجان و يغلقان غرفة والدهما...
......
ما ان خرج أبناءه حتى تبعهم النوم..كيف ينام؟! هو يسمع صوتها هنا..يراها تقف هنالك امام تلك المرآه ذات الطراز العتيق..
قد منع أدهم من تغييرها ..
عدتُ إلى غرفتنا ذاتها، و نمت على السرير ذاته، و لكني وحيد هذه المره.
هذه الغرفه الاربعينيه كانت ذات يوم لفاتنه إسمها ساره هو فقط يشاركها الغرفه..
هاهي هنالك تقف وتحاول ان تقنعه بأن يذهبان للرياض... هنالك سيده ما تزورها إمرأه عاقر حتى تحمل..مضت سنوات على زواجهم و هو مصر على رفضه ذلك..
نعم يذكر ذلك..كانت ساره أماً قبل ان تحمل.. كانت أماً له..
كانت تستحق ان تكون أما.. و هو متأكد بأنها أحسنت لأدهم و غرست به مبادئها النبيله..
ابتسم وعينيه تسقط على جهاز التسجيل القديم مازال يحتفظ بشكله في منصف رأس السرير.. و لكن الغبار و توالي السنين الطويله جعلته جماداً لا يعمل...
كم مرة إمتدت أناملها الطويله لتخفض صوت اسمهان مطربته المفضله تصدح بياليال الأنس في فيينا،حينما يرفعه بطيش..
أغمض عينيه قبل ان ترتحل به ذاكرته فيسري صداعه في رأسه مجدداً...
،
.
،
كنت دائماً اتوق للثرثره مع شخص أعرف جيداً أنه سيحمل همي..و سيستقبل فضفتي بصدرٍ رحب ولن يستخف بي ..شخص أثق أنه سيحافظ على مشاعري من أي جرح عابر ...
و ها أنا اليوم اجده حقيقه لا حُلم..
اخي أدهم ذلك الصندوق المقفل على ما بداخله..لا يتعمق معي حتى باحاديث العائله، و كأن له عالم خاص به لا يعرفه احد..
قطعت سرحانه في كاسة الشاي التي بيده/يقولون الشاي يعدل المزاج و يريح الأعصاب..
دعك ذقنه وهو يسترخي بجلسته و يتكىء/و يسهّر بعد.. ودي انام وراي شغل
ابتسمت/بكرا الجمعه يا روح اختك.
و كأنه تفاجىء/تصدقين مانتبهت؟!
حركت رأسها بالنفي و إبتسامه ماكره/على اساس ماتحسب الليالي ببعد راكان وأمه؟!
عدل جلسته واتكىء على اليد اليسرى ليشتت تأثره/لا مو كذا
قررت الحديث/يعني ماتهمك ام راكان؟!
رفع ناظره إليها بجديه، و بصوت يخرج من اقصاه فالحديث عن حبه لها يجب ان يكون مبجلاً كمنزلتها في قلبه/محل الروح من الجسد..ما ينتهي ولا ينقص لين تنزع هالروح ..
جزعت من تعريفه لمكانتها عنده/الله يحفظك لي و لها و لعيالك ..
ابتسم بعدما لاحظ خوفها/دام بكرا الجمعه فرصه تفكرين كيف بتضبطين غرفتك..ما اخترتي شيء للحين من لون البويات و لا ديكورات
استغربت نسيانه التام لدور الشموس/ماقلت لي طيب انت، اي غرفه بتختارها لك انت وزوجتك؟! علشان اساعدك و اعطيك افكار لها
ابتسم بسخريه/البيت هذا ماهو بمعجبها ..
تفاجأت ببرود رده، لتتسائل بفضول/أنت قلت لها وهي رفضت؟!
بدأ يتوتر من مجرد إسمها/لا ما قلت لها بس اكيد ماهو بمعجبها..الغرفه عندها بحجم دور كامل عندنا..
لم تصدق ما يقوله/يعني أفهم انك انت اللي قررت عنها؟! و من راسك خمنت انه ماراح يعجبها!!!!أدهم حرام عليك
رد بهدوء مصطنع، لم يتعود ان يفضفض لاحدهم/كل شيء واضح وانتي بنفسك عشتي هناك فتره وعارفتها.
ردت بحزن على الشموس/ايوه عرفت انها رغم غرورها و غطرستها، إلا انها هي انسانه من جوا طيبه مع اللي تحبهم وتغار عليك بشكل موجع..تغار فوق ما انت تتصور.
لم يرد ليقف وهو يحاول ان يمنعها ان تكمل حديثها/طيب انا رايح انام يا خوك لا تصحيني للسحور..تصبحين على خير
تذكرت ماتريد قوله/طيب الشموس عازمتني على اول فطور..
ببرود/بعدين ماهو هاللحين..سلام
إحتارت معه يعترف بحبها و يكره الحديث عنها و لا يزورهم منذ فتره، لتقولها بصراحه/أدهم في مشكله ماعرفها؟! أمرني بس..
ابتسم بدون ان يلتفت إليها/تطمني..مافيه مشاكل.. انا بس مشغول هنا بكم شغله.
رأته يخرج بنفس هدوءه، ليزداد فضولها لسبر اغوار اخيها و حياته ..كيف لرجل ان يكون واضح وضوح الشمس، ولا احد يستطيع ان يفهمه؟! ...،حسناً لربما كان حدسها خاطئاً ..
اخذت كاسات الشاي لتدخلها المطبخ وتغسلها قبل ذهابها للنوم،
فصلت هاتفها من الشاحن لتتفاجىء برسائل منه ابتسمت وهي تقرأها وترد عليه ..
محتاره كيف ستكون ردة فعله حينما يعرف انها خارج الرياض
.
.
.
..بعد عدة أيام من الشهر الفضيل..
كانت طوال الليل في مكتبتها..تكذب على نفسها نهاراً فتهجر هذا الجناح لتتسلل إليه ليلاً ... تحبه رغم انه شهد خيبتها و خذلانها و حتى غبائها حينما تقف امام أدهم...، قرأت مذكراتها الجامحه كم من الكلمات كانت زجاجيه رنانه و كسرتها على أرض الواقع...
حسناً كانت تكتب بنرجسيه اكثر من اللازم.. و كان لديها بعض العك في التعبير .. عموماً هذه مذكرات لا تعرفها كتبتها فتاه تبلغ من العمر عشرين ، وهاهي الآن بعد شهرين او ثلاثه ستصافح الثلاثين....يالله الثلاثين!!
جمعت أوراق تلك الروايه البغيضه..بعدما قررت نشرها أخيراً...ستفاجىء عمتها بنشرها..
تستحق عمتها أوسمه لا وسام على هذه الروايه..كانت واقعيه بحذافيرها..
بطلتها كانت تسرد خيبتها وخذلانها كما تشعر هي..كانت للحظات تظن نفسها أنها البطله..
تعترف انها ذات يوم عاتبت عمتها على كمية السوداويه والكآبه التي كانت مدونه بين الصفحات ولكن حقيقةً عمتها مبدعه.. من المحزن ان تبقى روايه كهذه حبيسة الرف!
جلست لتلتقط كوبها كانت سترتشف قهوتها و لكنها وجدتها بارده، تباً كل شيء في هذه الغرفه بارد ..
قررت ان تراجعها بما انها لن تعود للعمل..ستلتهي بهذه الاوراق في هذه المكتبه لتنسى ما ينخر بإستمرار في عقلها و قلبها..
سقطت عينيها على نص لم يعجبها..!
لتعيد قراءته مجدداً..
[أهجرني كما شئت و لكن قبل ذلك أجبني!
لا تترك نار القلب تأكل أطرافه و تقضي على ما تبقى من نبضاته..
هل ذقت طعم الهوى قبل ان يقبّل فاهك فاهي؟!
سألتك بمن قسّاك علي..
أعشقتني أصلاً؟!
أم انه فقط وهم صَدّقه قلبي!!]
تلك البطله غبيه حقاً..كم اكره التحسر، الحسره للخاسرون فقط..
لن يهجرني كما يشاء فلست منزل للوقف ..إن كان هنالك هجر سيكون مني..
ثم ماهذه التساؤلات المستفزه؟!!
اغلقت المغلف وهي تنطق بغضب/غبيه
..../تكلمين نفسك!
إلتفتت إليه مبتسمه لتقف متفاجئه/أدهم!
بلا شعور منها تظهر اللهفه و ان جاهدت لتخفيها/كل عام وانتي بخير
لا تعرف كيف تتصرف الآن، لم تراه منذ فتره طويله/وانت بخير..
مازال واقفاً مكانه/اسف اني جيت هالوقت بس..مضطر لاني ناسي جوازي و جاي اخذه..
ابتلعت غصتها بصعوبه،ماهذا الجماد الذي تراه على هيئة إنسان/جوازك!! ااا
ابتسم وهو يتقدم إليها حتى كاد يلتصق ليمد يده تحت لدرج اول المكتب كان جوازه تحت احد الملفات..إلتقطه وهو يراها إنخطاف لونها والمفاجئه باديه على ملامحها/فيك شيء
حاولت ان تشيح بوجهها و تبتعد عن تأثيره قليلاً فهو يحبس انفاسها/لا..كنت سهرانه ناويه اجمع رواية عمتي واطبعها لها كعيديه لها يعني
حرك رأسه بالإيجاب/حلو.. وش اخبار راكان ..مشتاق له
يالله كيف تغير بهذا الشكل المفجع حتى نظراته ترى كل شيء بالمكان و لا تراني!/بخير..لو مشتاق له تعال بالنهار
حرك رأسه بالإيجاب/اكيد ان شاء الله.. بكرا بجي انا و اهلي لاني ناوي اسافر مع نايف شغل مهم، افكر نقعد هنا فتره علشان راكان و ابوي
لم تستطيع ان تبتسم وهي تراه يهمشها/مشكور لأنك ماتخليت عن نايف..
رد بإبتسامته البارده وهو يراها بالروب الاسود كآخر مره رآها/أنا مستحيل اتخلى عن الناس اللي يهموني.
اعترضت الغصه في مجرى تنفسها ستختنق، و لكنها حاولت ان تتماسك حتى يريحها بالخروج..،
رفع انامله ليطبع عليها قبله صغيره ويمررها على خدها ببرود/يلا سلام ...
لم تصدق انه خرج حتى لحقت به و اغلقت الباب خلفه لتجلس منهاره على اريكة المكتب ..كانت تشهق البكاء و تبكي الكلمات التي كانت تريد قولها لها و لم تقلها..
لم يكن هذا اللقاء حديثاً نتبادل فيه الجمل بل حرباً مجازيه ..او حرباً غير معلنه..!
و كنت مسالمه حتى الاختناق... أنا خاسره
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع والخمسون
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم |
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
مُتعب..،من كل الاشياء التي ماتت ..و مازالت تعيش داخلي!!!
،
طوال الطريق تستمع إليه وهو يتحدث عن ذكرياته و قصص حدثت معه، كم كانت ستكون من الذكريات الجميله مع أخ مثله!
ابتسمت وهي تنظر بفخر إليه بجانبها، الآن لا مكان للحزن و الغربه في حياتها، كل شيء له لون زاهي و كل الإبتسامات صادقه و كل الأحلام ممكنه...
لاحظ صمتها،كم يود ان يفتح موضوع طفلها و اسم زوجها و لكن ليس الآن يجب ان ترتاح من الضغط الرهيب الذي تعرضت له..ثم بعدها سيعرف منها كل شيء/قولي يا هوازن سبق و زرتي الخرج؟!
بنبره مرهقه/ولا مره..
بإبتسامه تعكس سعادته بها/من اليوم ورايح بتكونين من اهلها..هي ديرتك
استغربت تجاهله لمهند/و مهند؟!
لم يحبذ ان تكون متزوجه لا يعرف لماذا شعر بالأنانيه هذه اللحظه/تدرين يا هوازن لو عرفت انك اختي قبل زواجك من مهند ما كان زوجتك له ولا لغيره! مهو عيب بمهند حاشاه بس كنت عالاقل بقضي معك وقت ببيتنا مع ابوي قبل يتزوجك ابن الحلال.. ما ادري هل اللي فكرت فيه انانيه او لا بس والله هذا اللي تمنيته لحظتها..
نزلت دمعتها/يازين انانيتك..إذا على الامنيات انا تمنيت اعيد عمري معك و مع اخوات واخوان و عمام وعمات ..العايله سند و ظهر و عز مهما كانت، من جرب انه يكون بلا هويه و يجهل اصوله بيعرف قصدي.
صمت بقهر وهو يتذكر ما عانته..
تذكرت أمراً مهما إستغربته/أدهم شفيها الشموس ماشفتها من قمت فالمستشفى!
بابتسامه/كانت عندك طول الوقت..بس تدرين عندها اشغال
استغربت اكثر/اللي اعرفه انها تركت العمل..اخاف راكان بعد قلبي تعبان!
بنفس ابتسامته/بسم الله عليه لو تعبان ماتركته وراي ..اما عن عملها فهي رجعت له، تخبرين ماتقدر تطول بقعدت البيت تعودت عالدوام و كذا
مازالت تستغرب!!!صمتت فهي تتذكر حديث الشموس عن تحقيق حلمها في انها تترك دوام المؤسسات وتكتفي بالبيت و تربية طفلها!!
حاول تشتيتها من رأسه، عليه ان يمضي بدونها.. تذكر رحيلها عن غرفتهما وهجرها له المتبادل مع هجره لها..
توقفت تماماً عن محاولات الإقتراب..و عن العتاب ، وحتى عن إبداء الغيره!
عادت نظراتها اللامباليه به و المتعاليه عليه مجدداً كما عرفها أول مره ،تذكر نظرتها اللامباليه تلك الليله و ابتسم لطيف عينيها الذي مر أمامه، حقاً لا يليق بها ان تكون خاضعه، هي فاتنه في شموسها و غرورها!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
لم يصدق ما يقرأه في الورقه أمامه، ليخفض الورقه /صالح من جدك انت؟! وش بلاه أدهم سوى كذاصالح وهو يزيح نظارته/والله يا ولدي ما رد علي. كان ملتزم بالعمل على اصوله، بس اول ما عرف عن رجوعك قرر يسلمك املاكك و يتفرغ لأعماله الشخصيه
استغربت هند التي للتو عرفت/بس يا صالح اخوي عبدالله حي يرزق، اعتقد لازم نعطيه حصته و نريح ابوي بقبره..هذا ورث
إلتفت إلى نايف الصامت/وش راي نايف؟! ترى ورث عمك عبدالله بيكون النص من كل شيء
صمت قليلاً يفكر ثم نطق بجديه/عمتي هند معها حق..ابي جدي وابوي يرتاحون مهما كانت نسبة حقهم من الورث
وقف مبتسمه و كادت تسقط من عدم توازنها ولكنها سيطرت على نفسها/بسم الله
وقف كلاهما خوفاً عليها و سبق صالح الذي امسك بها/بسم الله عليك يا قلبي شفيك؟!
خجلت من طريقة مسكه لها ولهفته امام نايف، لتحاول سحب يدها من يدي صالح/انا بخير بس دخت شوي..ماعليه بروح اشوف الشموس و اتطمن عليها.
كتم ابتسامته من خجل عمته اللطيف التي تقلب لون وجهها للأحمر و الاصفر/تطمني الشموس بخير،امس كان عندها انخفاض سكر خفيف لانها ما اكلت، وهاللحين بخير.
اخذت عبائتها بخجل/الحمدلله انا داخله اشوفها و اشوف ركون..سلام
ابتسم لصالح/شكلها استحت
صالح بقلق/صار لها فتره تدوخ مادري شفيها، قلت خلنا نروح المستشفى يمكن فقر دم و رافضه، عنيده
تذكر اخته الشموس وهو يبتسم/الله يعينك ،العناد صفه متوارثه بهالبيت
اخذ فنجانه من على الطاوله وهو يردف/طيب ماقلت لي متى بتشرف المجموعه؟!..
نايف/من بكرا ، لكن كل شيء بشور أدهم
بابتسامته/لا تنسى عندك الشموس، تقدر تعتمد عليها بعد
تذكر حديثها عن تركها للعمل/والله ما ادري إذا للحين تبي تداوم او حتى اكلمها عن العمل
وضع فنجانه بثقه/اللي انا واثق منه انها تبيك احسن رجل فهالعالم كله..ماهي باخله عليك بأي شيء عندها.
حرك رأسه بتأييد/بهذي صدقت..
بابتسامه تتسع/بكرا ملكة ليال هاه..مبرووك
جلس بإتكاء/اي بكرا بس ها اول واحد انت
ضحك/بجي حتى لو ما عزمتني
براحه لهذا الرجل الذي يرتاح بالحديث معه و كأنه بعمره لا اكبر منه/والله اعز من بيجيني يا صالح.
لم يرد إكتفى بإبتسامته وهو يرتشف قهوته..،
.،
.
.
. لم تصدق ما سمعته للتو من عمتها هند، أيعقل ان يحدث كل شيء بهذا التسلسل الرهيب!، انقذ هوازن بعلاج والدها استنجدت به مرتين ..الاولى كانت حامل وكان هو نفسه ذاهباً للمشفى في يوم عملية ليال و الاخرى قد ولدت و سلب منها طفلها..
كان سبباً بعد الله في علاج مرض والده المزمن..!
كان متعلقاً و مهتماً بهوازن كأخت و ان اعمتها الغيره عن الرؤيه احياناً كثيره حينها..!
استغربت سكوتها و ذهول الجميع بعد سماع القصه/شفيك يالشموس؟!
بإستغراب/والله يا عمه قصه ماتخطر على البال أبداً لكن كل حدث له حكمه
ليال بنفس المفاجئه/من جد والله شيء غريب..
نيفادا بإبتسامه/الله طلع عندنا بنت عم وناااسه
ابتسمت الشموس لطريقتها/دام كذا خلينا نأكد عليها تحضر ملكة ليال بكرا و منها تقعد هنا لين يرجع زوجها من السفر.
ليال مستغربه/ليه ماتدرين ان زوجك اخذها معه الخرج؟!'
لم تصدق/لو ادري يا ليال كان دريت بالقصه اللي تو قالتها عمتي
لم تعلق هند،كل يوم تتأكد ان هنالك كارثه في علاقة أدهم بالشموس...،
نيفادا/يا عمري كيف موقف أدهم هاللحين وكيف موقف عمي عبدالله..شيء ماني قادره اتخيله
نظرت ليال لساعتها لتقف بعد ذلك/يلا يا جماعه انا طالعه مشوار مع اماني
هند بعبوس/توني جايتكم وتروحين؟!
ليال/عمتي بكرا ملكتي ومثلك عارفه يعني كم مشوار منا ومنا مع رويدا واخلص كم شغله
رفع حاجبها بجديه/ليال ماله داعي مشاوير فيك تسوين اي شيء بالبيت، وش تبين بس؟! ويعدين انا مجهزه لك كل شيء بكرا
اقتربت منها ليال بإبتسامتها لتقبل راكان الذي يجلس بحضنها/ماتقصرين يا احلى اخت،بس فيه شغلات احب اسويها بنفسي ..يلا سلام
إلتهت بمداعبة انامل طفلها الذي يجلس على فخذها، سينساها بالتأكيد مع والده و أخته..لطالما كان يذكر الفراق في الفتره الأخير و ردده مراراً..
رأت خروج ليال من عندهم وهي قادمه من غرفتها، جلست وهي تتحدث بهاتفها بلغه فرنسيه..لتبتسم لهم بعدما اغلقت هاتفها و تخرج للحديقه/هاي
لم تفرح هند برؤيتها/هاي.. بنات من هذي؟!
أجابت الشموس قبل اي احد/هذي مدربة اللياقه تبع نايف ، تدرين مافيه يسكن معنا مدرب و كذا
مازالت تستغرب تحت نظرات ام رواد التي فضّلت الصمت و عدم تكذيب الشموس..
.
،
،
أوقف سيارته امام ذلك المنزل القديم ليلتفت إليها/هذا بيت اهلك تفضلي يدووب زينته و يبي له شغلات بس بنزينها سوى ان شاء الله.
انعقد لسانها عن النطق،شعور جميل يزدهر بداخلها لأول مره..نزلت وهي تتبع أدهم للداخل..
امسك بيدها/ابوي للحين مايدري بشيء مابعد علمته من اكون له..يعني دخولنا مع بعض كذا يمكن يصدمه
نزلت دموعها جزافاً/أدهم ليه مانقول له على طول احسن، يمكن هالشيء يحفز له الذاكره
بإبتسامته/علشان كذا جبته الديره وسط بيته و حارته القديمه وناس اللي يعرفونه و يعرفهم، انا موكل به جارنا بوعبدالكريم و هو جارنا وخوي ابوي في الدفاع المدني من زمان.
تفاجئت/ابوي كان إطفائي؟!!
فتح باب المنزل بسعاده/اي..تعالي اوريك بيت ابوك ..
اخذت في تأمل بساطة المنزل و لكن استغربت/انت مأثثه تو
ضحك/اكيد ماراح تشوفبن اثاث مر عليه اربعين سنه هنا..بس فرشته و زينت غرفة ابوي و غرفتك و الباقي بنأثثه انا وانتي.
سمعوا صوت احدهم يخرج من دورة المياه ليبعد اخته خلف ظهره و يعقد حاجبه/الظاهر فيه واحد من العمال هنا ماراح
خافت وهي تتشبث بثوبه...لتتفاجىء بخروج والدها من الممر الصغير وهو يتعكز على عصاه، ليقف وهو ينظر لأدهم...!
لمح ابنته خلف اخيها وهو يحاول ان يخفيها/قالي ابو عبدالكريم انكم جايين فالطريق و قلت له يجيبني بيتي ازين لي وتوني جيت
استغرب رؤيته هنا و ايضاً مانطق به وهو يرى بريق عينيه/ابوي فيك شيء؟!
كاد يسقط من تاثره ولكن هب أدهم لمساعدته و تعزيز وقوفه/بسم الله عليك
رفع يده التي يمسك بها أدهم ليقبل يده ولكن أدهم سبقه لذلك و قبلها متأثراً بتصرف والده الذي عانقه وهو يتمتم/انا اشهد ان ساره جابت رجال..
عانقه باكياً كم تمنى عناقاً كهذا كم تمنى ان يعرفه ان يضمه كإبن حقيقي و بشعور حقيقي..
نزل لقدميه و قبلها ولم يستطيع النهوض من بكائه لتجلس بمحاذاته و تضمه هي الاخرى،
كالتائه في سنوات العمر و للتو وجد نفسه..وان كان ذلك بعد اربعين عام من التيه..
و كأن سعادة السنين تفتح له أبوابها من جديد...باب الجنه "والده".
لم تتخيل ان يكون أدهم بكل هذا الضعف تحت قدمي والده، مالذي تخفيه شخصيته المتحكمه الصامته طوال الوقت..؟!
فهمت إنهياره الذي يفسر كل شيء لها بإختصار، "كان وحيداً و يائساً تماماً"
.
.
،
بسعاده وهي تمشي بجانبها في المول/للحين ماني مصدقه انك بتتزوجي وليد اخيراً..ليااال ااا
ضحكت/رورو فضحتيني يا بنت بسس
رويدا اوقفتها وهي تلتفت إليها/يا بنت اقنعيني؟! انو ما حلم ! حتى قلت لرشا اول ما عرفت انك بتتزوجي ما صدقت
فرحت لذكراها/سألتك عن اسم العريس؟!
ضحكت هي الاخرى/لااا ما قلت لها هي اصلاً ما كانت مصدقه..طلبتني رقمك لانها بتقول ان رقمك مادري ليه ما بيزبط معاها
ارتاحت ابتسامتها وهي تصل لطاولتها في "الكوفي" وتجلس/خليها ناويه اصدمها بكرا بالعريس
استغربت وهي تجلس بدورها/ليه يعني؟!
بابتسامة سعاده/بقولك كل شيء بوقته المناسب، المهم ايش اخبار النونو؟!
ابتسمت هنا فرغم عدم رضاها عن توقيت حملها هي سعيده به/النونو بخير انا اللي ماني عارفه، انبسط او ازعل..ساعات بقول بدري كتير
رفع حاجبها بعدم رضا/رورو..مافيه شيء يجيبه الله إلا يكون بوقت المناسب..لا تنسين انك من سنوات متزوجه واختي وقتك الكافي حتى وصلتي الثلاثين..لو انا مكانك و متزوجه بدري كان والله معي ثلاثه ..مو واحد، الاطفال رزق من الله و سعاده بطلي نكد بس
ابتسمت وهي تسمع حديثها المتفائل، ماذا يفعل الحب بالمرء/قد ايش الحب لطيف،اللي بيسمعك هسي مابيصدق انك الكئيبه من بعد رجوعك من المانيا
حاولت الإنكار رغم ابتسامتها/أنا مكتئبه!!بالعكس..عادي بس انتي تبالغين رورو
نظرت لساعتها وهي تهم بالوقوف/يلا اتركك من الاحلام،خلينا نمشي عايزه ارجع بدري الليله، والا عصومه بيزعل.
ضحكت وهي تقف معها بعدما وضعت الحساب/مشينا مع انو كنت حابه نسهر
ضحكت/تسهري ليه و بكرا عندك كتب كتاب؟!! انتي انجنيتي!! ربنا يعينك يا وليد.
صعدا السياره و انطلقت بهما منذ عشر دقائق، وهي تتلقى رساله منه، فتحتها و كأنها تنتظرها..[أغداً قلت؟! فعلمنى اصطبارا
ليتنى أختصر العمر اختصارا
عبرت بي نشوة من فرح
فرقصنا أنا والقلب سكارى]
لاحظت صمتها المفاجىء لترى إبتساماتها لهاتفها لتتلصص و ترو اسمه يعتلي الدردشه لتبتسم معها/احم احم..مسج منه وداك للقمر اجل كيف هو بزاتو
ضحكت من تعليقها/رويدا بلا حركاتك روحي بيتك يا بنت و فكيني من خفة دمك
توقفت السياره لتنزل رويدا/يلا اشوفك بكرا يا عروسه
بابتسامتها/ان شاء الله.
رن هاتفها بيدها لترد/هلا نيفو
على الطرف الآخر/هلا ليال، بليز و انتي جايه هاتي معك ايسكريم ماربل سلاب بليززز
تفاجأت من طلبها/وش هالمزاج هالوقت ، الثلاجه عندك فيها ايسكريم واحلى منه بعد، مافيني اروح مشوار مره بعيد عني علشان ماربل هذا
بإلحاح/بليييز للوش الله يخليك مشتهيته
باستسلام/طيب بسوي هالمشوار علشانك..سلام
اغلقت هاتفها وهي تحدث السائق/راهول روح ماربل سلاب..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
خرج من المشفى بعد انتهاء زيارته لوالدته..و بعد معرفته منها بما حدث لأدهم و ان ذلك الرجل هو نفسه والده المفقود منذ اربعة عقود!إحتار أين سيذهب هذا الليل ومنزله فارغ و نيفادا عند اهلها، لن ينام سيستغل كل دقيقه له في الرياض..
عجز عن تصور انه لن يواجه أدهم، ظل هنالك يوم كامل ولم يصادفه و لم يكن موجوداً... لم ينتبه لنفسه إلا و هو يسلك الطريق المؤدي لمحافظة الخرج..!!
متسائلا يالله كيف هو شعور أدهم بعدما وجد والده من العدم؟!
كيف هو الآن؟!
للمرة الأولى يضحي بزيارة نيفادا ليلقى أخ القلب و رفيق العمر بأكمله.. ليس لديه وقت و يريد رؤية كل من يحبهم..
شعورٌ خانق بأنه سيفتقدهم هذه المره، فهو يشتاق لنيفادا وهي بحضنه و يحن ليدي والدته وهو ممسكاً بها و يتوق لرؤية مدى و قد زارها في شقتها مع زوجها ،فرح من قلبه لعودة منيف لها بكل ذلك الشغف،
سعيد بأن منيف عاد لأصله الذي عرفه عنه..سعيد لأنه منح أطفال اخته فرصة الحياه بشكل طبيعي بين ابويهم.. أيٍ كان الإنفصال بين الكبار عليه ان لا يكون على حساب الصغار ..
لمح بريقاً في عيني مدى.. و سعاده على محياها..يفهمها حينما تكون منزعجه و بالأمس كانت بحال لم يراها عليه منذ زمن..
مرت السنوات ...كل المحاولات الفاشله كانت تجارب ممهده للنجاح.. حتى فشل زواجه الأول و كل معاناته كانت ممهداً لنجاح لم يتوقعه لزواجه الثاني..كانت نيفادا الدواء بحجم صبره و حلمه على ريم..
تنهد بنفس كاد يهوي به في سيل ذكرياته التي لا يعلم لماذا إنهالت عليه الآن...
لديه يومٌ واحد فقط سيقضيه مع أدهم ومن ثم سيغادر حيث الحدود الجنوبيه الشامخه..
.
.
.
وصلت اخيراً لمحل الآيسكريم الذي طلبته اختها،لتشير لسائقها/انزل و هات لي من كل نوع خمسه...هي ماحددت لي ، يلا راهول
نزل بخفه وهو يستعجل خطاه..و لم تنتبه انه لم يغلق السياره!!
ظنت انه راهول لم تنتبه ، ركب احدهم وهي تلتهي برساله من وليد ، كم هو متفرغ رغم انها لم ترد على إحدى رسائله اليوم..
انتبهت لتحرك السياره المفاجىء و السرعه و الرائحه الكريهه لترفع عينيها مصدومه وليست متفاجئه/بسم الله!! من انت ووقف و نزلني وووووقااااف
لم يرد استمر في طريقه بتهور واضح وهو يسرعه بشكل ملفت..
مازالت في محادثة وليد ارسلت له رساله قصيره [واحد ركب السياره بدال راهول وهرب فيني]
سقط منها هاتفها لتنزل تأخذه من عند اقدامها وهي تبكي،للحظه ظنت انت العالم بأسره يدير ظهره لها..
وهي تسمع ذلك اللص يتحدث في هاتفه و يخبره بلغة عربيه مكسره/انا في خلص جيب واهد بهوت خبسورت..عشرا دقيقا بس انا موجود..
صرخت به و هي تشعر برغبه بالاستفراغ من رائحته النتنه/وقف الله ياخذك و نزلني..خذ السياره الله لا يعيدها بس نزززلنييي
ابتسم بخبث وهو يكمل طريقه/هبيبي سياره ما يكفي، فكر انا ايش يبي
رن هاتفها بإسم "وليد" لتخرسه وتضعه على الوضع الصامت بيدين مرتجفه.. خافت ان تفقد هاتفها...يجب ان تحافظ عليه معها مهما كلفها الأمر..
.
،
.
منذ دقيقتين خرج من منزله كالمجنون بعد رسالتها الغريبه، اتصل بها كثيراً و لكنها لا ترد..اخذته الظنون..
وصلته رساله مختصره منها ليقرأها بقلق[ظهرة البديعه]
لم يصدق من الشمال الى الغرب!!! أين سيأخذها ذلك اللص..، اتجه مسرعاً متجاهلاً كل تعليمات المرور... كاد يسقط في احد حواجز مشروع مترو الرياض..
عاد أدراجه غاضباً فالوقت ليس من صالحه ولا من صالحها..
مضت ثلاثون دقيقه..
الله وحده يعلم ما يفكر به و ما هي تلك الخيالات التي تدور في ذهنه، لم تخبر أحداً غيره و الدليل انه اتصل بنايف و كان نائماً وقتها..!!
.
،
.
،
وصل المنزل وهو يشعر أنها النهايه لن يجلس اكثر من ذلك في السعوديه سيتم طرده و تسفيره بخروجٍ بلا عوده!!
جلس يندب حظه في ساحة المنزل وهو ينادي عمه/سنجااااي انكل ..سنجااي
خرج تركي من سيارته بعدما سمع صراخ السائق..كان ينتظر خروج والدته ليوصلها للمنزل..!
هنالك مصيبه فـ راهول يثرثر لسنجاي بإنهيار/وش فيه هالخبل هذا؟!
سنجاي بغضب/راهول نزل من سياره علشان يشتري ايسكريم لمدام و حرامي سرق سياره مدام ليال موجود داخل سياره
رفع حاجبه/ابو هند!!..وشوو؟!
خرجت لترى الوضع هنالك تقدمت ناحية إبنها/تركي وش السالفه؟! ليه السايق يبكي؟! هووو هذا راهول كان مودي ليال وينها؟!!
إتجه ناحية راهول وهو يشده من ياقته ويرفعه/ماتقول لي ليه تنزل من السياره وهي شغاله و بدون تقفلها؟! اهبل انت اهبل؟!
ظل يبكي و يتحدث بكلام غير مفهوم..حتى رماه ليلتفت لوالدته المتفاجئه/هالخبل انسرقت منه السياره وهو نازل يجيب ايسكريم و ليال راحت مع السياره
وضعت راحت يدها على صدرها/ويل حااالي..بنت خالك انخطفت وحنا واقفين نسولف كذااا
نطق بقهر/كيف اتصرف ومن وين؟!
رفعت هاتفها وهي تحاول الاتصال بأدهم ولكن هاتفه خارج التغطيه..لتدخل توقظ نايف من نومه..
اخرج هاتفه ليتصل بزوج أمه فهو الكبير بينهم و يعرف كيف سيتصرفون ، كل شيء مشوش بالنسبه له/الو عمي صالح..
.
،
.
جلست غير مصدقه لما سمعته من هند، هذه مصيبه، غداً عقد قرانها الذي انتظرته طويلاً، حاولت تنظيم تنفسها لتعرف كيف ستتصرف، و في الحقيقه هي عاجزه عن فعل أي شيء حيال الأمر..
خرج نايف من المصعد وهو متفاجىء بالذي يحدث، ليجد نيفادا تبكي و الشموس تجلس في ذهول/يا جماعه وش العلم؟! ليال علامها مافهمت شيء من كلام نيفو بالجوال
نطقت نيفادا ببكاء/انخطفت من قدام محل الايسكريم ..انا اللي تسببت عليها اناا بمووت حسره لو صار لها شيء ..يمه لياال
عقد نايف حاجبيه/نيفو بسسس لا تقلقيني،
هند وهي تحاول التجلد/نتصل بأدهم علشان ي
قاطعتها بحزم/لااا أدهم لا
الجميع استغرب نبرتها و سرعتها في الرد، حاولت ان تبرر موقفها/انتم عارفين انه هالايام تعبان و منشغل مع ابوه..و اللي حصل كلنا عارفينه، يعني صعبه نتصل فيه بالخرج وهو بيسوي نفس اللي بيسويه نايف
تفهمت هند عذرها/اي والله صدقتي، أدهم يا قلبي هالايام اللي راحت تعب واجد..
رن هاتفه من صالح ليرد بسرعه/هلا صالح
على الطرف الاخر/نايف اتصلتوا مع ليال او اي شيء يطمنكم عنها
بتوتر و شتات ذهن/ماتصلت ابداً و لا ترد.. انا طالع أبلغ ماني منتظر
خرج وهو يتحدث لصالح ..
تحدثت من بين اسنانها/ماكانت الأولى من راهول..هالمره خروج نهائي و بالبصمه بعد
لم تستطيع هند لومها أو منعها من حكمها الجائر، خطأ راهول هذه المره لربما تكون ضحيته ليال!
،
.
.
،
،
انتظر اتصالاً او اي شيء منها.. مضت ساعتين و نصف منذ فقد صوتها..
الآن الساعه اصبحت الحاديه عشرا..!!!
فتح ازرار قميصه العلويه يكاد يضيق تنفسه.. حدث لها مكروه بالتأكيد.
مازال يدور بسيارته في ظهرة البديعه كما اخبرته.. أين ستكون يا ترى؟! أين أخذها ذلك اللص..؟!
لن يرحمه ..
تذكر تهمتها له "أنت ضعيف"
رجل خاسر في معركته الخاصه بالتأكيد هو رجل ضعيف..
اخرج هاتفه وهو يتصل بنايف..و ليكن ما يكن!
ترددت كلمتها "أنت ضعيف"في أذنه ليتراجع و يلقي هاتفه بالمرتبة التي بجانبه..
..
،
.
،
بصوت أنينها و ألمها بالكاد اعتدلت جالسه فوق هذا الرصيف المظلم الذي ألقيت به..
هذه الليله كانت اصعب ليله عاشتها في حياتها..
تفقدت نفسها و الهواء يلفحها تركها بدون عبائه و نزع منها حقيبتها و ساعتها و اكسسواراتها الباهضه لم تكن ترتدي سوا سلسالاً و خاتماً و إسواره كعادتها ..
ما يهمها الآن كرامتها المسلوبه، إهانتها بهذا الشكل و رميها كالنفايه على الرصيف.. حتى توسمت ذراعيها بالخدوش و تلطخت بالدم..
ذلك اللعين لم يدع لها حتى العبائه حتى لا تنجو بنفسها او تستنجد بأحد ..
اخرجت هاتفها الذي استطاعت ان تخبئه و لم يصل إليه...
شعرت بالغثيان وهو تتخيل رائحته النتنه لتترك الهاتف و تصد بعيداً تستفرغ بحرقه..
ثم جلست تبكي بإنهيار لم تعهده حتى أيام مرضها لم تبكي هكذا..
كل ذلك بسبب ذلك النتن عليه اللعنه أينما إرتحل..
.
،
.
شعر بصداع من شدة تركيزه على الشوارع والأرصفه و أبواب البيوت و البحث عن سيارتها، لم يتبقى سوى ذرة عقل واحده برأسه ترجوه ان يتصل بالشرطه..سمع نغمةً بعيده ليلتقط هاتفه المُلقى في المرتبه التي بجانبه..
تفاجىء بإرسالها الموقع..ثم كلمة تحتها [بمووت]
اتجه ناحية الموقع وهو يتصل فوراً بها لترد بصوتٍ شديد البحّه/لياال اررفعي صوتك وينك يا قلبي؟!
على الطرف الأخر بصوت أذهبه الصراخ و الألم،بكت لم تستطيع البوح..شعور الخوف و الإهانه التي تعيشها مؤذي
ضرب بيده بقوه وهو يسمع بكائها و انفاسها المتقطعه..
هي هنا على رصيف احد الاراضي البيضاء لم يتم بنائها كانت قريبه من المكان الذي يقف به ليرى شجرةً مهمله و بجانبها يبدو احدهم لينطق بخوف عليها/ليال انتي اللي تتحركين وراء الشجره؟! شايفه سيارتي؟!
لم يسمع سوى سقوط هاتفها الذي رآه يتدحرج امامه تحت إضاءة سيارته الكاشفه...
نزل مسرعاً لها ليراها متكشفه تماماً..ذراعيها مدميه و فستانها الناعم شبه ممزق من اعلى و اسفله يصل لنصف ساقها و مشوه بالدم، امسك بيدها الذابله بجانبها ليتقاجىء بنبضها الضعيف..
اخرج هاتفه ليكشف على عينيها و يتأكد من عدم وجود نزيف داخلي..حمد الله انها لم تتعرض لنزيف داخلي..،
أدخل يده من تحت رقبتها و ذراعه الاخرى تحت ركبتيها و حملها من على الارض القاسيه وهو يتجه بها للسياره و جلّسها في الخلف ثم اخذ علبة الماء ليغسل وجهها و يحاول بها ان تستعيد وعيها،..لم يفلح بذلك و كأنه نسي أبجديات الطب و كُبلت يديه عن مساعدة الحبيبه، اغلق الباب و راح مسرعاً للمستشفى التي يعمل بها..
رأى إشارات هاتفها تضيء الشاشه بصمت ليقرر الإتصال بطبيبة نساء يعرفها جيداً يريدها ان تباشر حالتها هي بنفسها...!
ليتصل بعد ذلك بنايف و يخبره بسيناريو،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
تفاجىء بإتصال وليد! وبهكذا توقيت..!رد وهو يتصنع الهدوء/هلا وليد
على الطرف الآخر/السلام عليكم
تنهد/وعليكم السلام.. وليد فيك شيء متصل هالوقت؟!
فهم هو ايضاً انهم لم يناموا ونايف يبدو يرد في سيارته/نايف تعال المستشفى لحالك ،
لم يسأله اكثر،فهم ما يعنيه بطريقه او بأخرى/جايك هاللحين..
.
.
.
اشرف بنفسه مع الممرضه على تطهير جروحها السطحيه، وغرس فيها إبرة المضاد و المغذي..كانت تتلوى وهي تضغط على بطنها بقوه، يالسمراءه الحبيبه/لياال ردي علي، وش يوجعك بالضبط؟!
حركت رأسها بالنفي،وهي تبكي لتنطق بصوت تخالجه البحّه/ابي استفرغ ابعدوا عني ..
امر الممرضه لتقرّب سلة المهملات بسرعه..لم تعد تستفرغ سوى عصارة معدتها،بحت من حرقة حنجرتها/بمووت
طلب بسرعه ابره لتخفيف غثيانها الذي لا يتوقف..لم يسبق أن إرتجفت يديه وهو يغرس إبراً او يُغلق جرحاً وهو من اشهر الجراحين ..!
طلبته الممرضه ان تساعده ولكنه رفض وهو يتصل بالطبيبه حنان/دكتور حنان وينك الله يعافيك ..بسرعه
اغلق الهاتف وهو يعود لليال و يمسك بسريرها مرخياً رأسه ليسألها بلهفه بعدما دخلها المهدىء وارتاحت من ألمها/ليال جاوبيني.. وش صار؟
أرمشت بتعب لتسقط دمعة بعد سيل دموع وهي تتأمل اللهفه بأجمل صورها،لم يتأخر حين احتاجته، ولكن ذلك اللص عبث بها/ذبحني يا وليد
لا يخفاه همس الممرضات على ارتباكه و قميصه النصف مفتوح...كل ما يهمه الآن ان تكون ليال بخير فقط، أمرهم بعينيه ان يخرجن ليعود يتحدث إليها، عجز عن سؤالها بشكل مناسب/ليال..
فهمت ما يريد الإستفسار عنه، لكنه لا يريد ذلك ترى ذلك في نظرات عينيه، رفعت يمينها بضعف..ولسانها يثقل هي متعبه بعد هذه الليله الطويله..فرحت بيده التي امسكت بيدها،..
شعر بالغصه وهي تمسك بيده هكذا من نفسها، لم يفرح تذكر أول مرة فعلتها و امسكت بيده مانت تحت تأثير البنج قبل عمليتها..بالتأكيد هي الآن تحت تأثير مسكنات الألم، هذا النزيف ليس طبيعياً للتو غيرت لها الممرضه ملابسها و كانت يرثى لها من الدماء، كل شيء يدور بباله و بات متأكداً انه تم الإعتداء عليها بوحشيه، مسح دموعها و ضم كفها الناعم ببرودته بين دفء كفيه وهو يهمس لها/مهما صارلك.. ماني مخليك.. اقسم بالله ما اخليك
اغمضت عينيها التي تغص بدمعها وهي تفهمه، و تفهم ما يقصده، يظنها لا تعي ما يهذي به، هي فقط مجهده و حنجرتها متجرحه...
دخلت في هذه اللحظات طبيبة النساء وهي قلقه مما ستطلع عليه، من صوت وليد يبدو و أن الأمر كارثي ولكن ما تراه انه المصابه لا تبدو كما تظن..هي تعرف تلك الحالات جيداً/دكتور وليد فيك تطلع
نطق برجاء و ليال تسمع/دكتوره حنان، الله الله فيها تراها خطيبتي
لا تصدق ان هذا الهش هو نفسه الطبيب الجراح وليد، هو المعروف بيروده و بحرفيته باستخدام ادوات الجراحه من مشارط و مقصات...ابتسمت لتريحه/بعيوني ولو دكتور!!
خرج مسرعاً خارج الغرفه بعدما دخلت طبيبة النساء باستعجال فقد كانت في المنزل وهو إستدعاها فوراً..!
وقف خارج الغرفه وهو يضم رأسه بيديه كطفل ..لأول مرةٍ لا يعرف كيف يتصرف في المستشفى..!
جاء مستعجلاً من آخر الممر وهو يرى وليد بحاله يرثى لها و على قميصه بعض الدم!!، امسك بيده بسؤال وقلب خائف/ليال وينها؟! وش صار وين لقيتها؟! تكلللم
فرح برؤيته/اللي سرق سيارتكم رماها بلا عبايه على الطريق ..كنت ارسل لها رساله وما ردت علي الا بأن واحد ركب سيارتها بدال راهول ...طلعت اركض زي المجنون كم ساعه اخر شي ارسلت لي موقعها و رحت لها كانت منهاره و ضغطها منخفض و لقيت عليها اثار ضرب،
تردد في سؤاله اكثر عما حدث لها..سيجن لو تم الإعتداء عليها اكثر من ذلك..لم يستطيع السؤال اكثر عما يؤرقه..!
راح يسند ظهره على الحائط، بتعب روح اكثر منه تعب جسد، اخرج هاتفه من جيبه ليتصل بالشموس و صالح معاً..
يفهم ما يفكر به نايف، ولا يلومه فهو اكثر حرقه..ذلك النزيف الذي رآه يتدفق فجأه جعل النيران تشتعل بصدره..
خرجت الطبيبه وهو تزيح الكمامه عن وجهها ، لم ترى وليد بهكذا هيئه منذ عرفته وهي الطبيبة القديمة هنا..
اتجه اليها بخوف ونطق باهتمام/دكتور حنان..بشري
الطبيبه/لا تخاف الوضع طبيعي، هذا نزيف دوره طبيعي، يمكن من الخوف او سقوط قوي نزلت عليها بدون سابق إنذار..يعني ارتاحوا ماتم الاعتداء عليها و لا شيء..
تركها ودخل ناسياً وقوف نايف الذي تفاجىء من تصرف وليد الذي كان رزيناً جداً.. حد انه لم يخبره بما فعله لإنقاذ ليال في ألمانيا..كل ما عرفه هو عن طريق الشرطه و خطاب من السفاره ليتابع محاكمة طراد، كان يعرف كل شيء قبل ان يطلب وليد خطبة اخته في ذات اليوم الذي عرف بالقضيه، كان من المعيب رفض شخص فعل كل شيء بطولي و لم يتحدث عما فعله لأحد حفاظاً على خصوصية البنت و عائلتها...
عاد ليتصل بصالح قبل ان يدخل الغرفه/ألو صالح.. ابيك تجيني الصباح بدري المستشفى ومعك مأذون..ايه بعقد لهم هنا..
اغلق هاتفه ثم راح يدخل الغرفه..سيأمنها مع وليد الآن اكثر من اي وقت مضى...
.
،
.
،
عاد ظهراً وهو مرهقاً ومتعب.. جلس في مكان جلوسهم المعتاد و مدد ساقيه على الطاوله أمامه ثم اخرج عقب سيجاره من جيبه ليشعلها و يأخذ جرعات من سمّها الساحر.. ..
لحظات لتأتي إليه على عجل و كأنها كانت ترتقب عودته/ناايف بيبي
ابتسم وهو يراها بتنوره واسعه الى تحت الركبه، و تبدو متكلفه باكسسواراتها/هلا اولينا
جلست بمحاذاته لتلتقط سيجارته وهي تتذمر/اوو ماي قاد آي كانت دو اني ثينق هير.
ضحك بكسل/ترى كل اللي بالبيت يتكلمون لغتك احسن منك.احسن لك تكلمي عربي علشان تقوين لغتك
تذكرت ماتريد قوله/اوكي بيبي شوفت اربيك كولج علشاني؟!
اخذ منها عقب السيجاره ليكمل تدخينه/وصيت لك على واحد محترم.. دوامك يبدأ من الساعه تسعه من بداية رمضان..
ابتسمت وهي تقترب منه وتعانقه/ثانكيوو سوو ماتش بيبي
في هذه اللحظات خرجت من المصعد بصحبة نيفادا لترى ذلك المنظر أمامها!!
لم تتوقع ان تأتي معه هذه الشقراء حتى منزله هنا!!
لم تستطيع نيفادا الحديث، لو كانت مكان شهد لصرخت لإقتلعت عينيْ نايف..
وقف نايف بعدما إلتفت للمكان الذي تنظر إليه أولينا، لم يتوقع لقاءها اليوم/شهد!!
تجاهلت وجود تلك الشقراء البغيضه لتتقدم إليه مبتسمه/هلا نايف .تو مانورت الرياض يا قلبي
عجز عن إبداء ردة فعل مناسبه وهو يراها تقترب منه بهذا الشكل، ليرمي سيجارته في منفضة السجائر على الطاوله/هلابك
عانقته بهدوء و بدون تردد ثم انهت عناقها بقبله على خده لتتحدث وهي مازالت ملاصقه بجرأه/الحمدلله رجعت لي قبل العيد.. كرم ربي ماله حدود..شلونك نايف؟
شعر وانه يختنق، كيف تجرأت أمامهم/بخير الحمدلله
في الحقيقه نيفادا لا تصدق انه هذه شهد الخجوله،،!!
تحدثت اولينا وهي تراها تتجاهلها/هاي شهد..
ردة عليها و عينيها بعيني نايف فقط/هاي... ارتاح نايف لا تطول واقف
تأففت من محاصرتها لنايف و عدم الاكتراث بها لتجلس بعيداً هنالك ..
اقتربت نيفادا لتجلس في الاريكه المنفرده بعدما استدعت الخادمه..اعجبتها شهد وهي تجلس بجانب اخيها، تلك الشقراء لا تروق لها بل تذكرها بجرح مازال يؤلمها كلما تذكرته/بشر نايف وش صار على ليال
حاول سحب يده من يدها، لا تعلم انها تضعه تحت ضغط رهيب/بخير..انا توني جاي من هناك الشموس و عمتي هند عندها بتجيبها مع تركي بعد شوي
نطقت بعتب/طيب دامها بتطلع ليه تكتب عقدها هناك؟! خربت كل شيء علي
ابتسم وهو يفهم ما تنويه/ابداً ما خرب شيء..الحفله الليله مثلما حددنا..ولا تزعلين
ابتسمت اخيراً/حلو
وقف بتهرب/يلا انا رايح غرفتي انام شوي ..
وقفت بعد نظرات عدم الترحيب من نيفادا و شهد مقررةً اللحاق به لتمنعها شهد بجديّه/هيي أظن غرفتك من هنا مو من هنا
استغربت هذه الخصوصيات في هذا المنزل الذي تتلقى فيه التعليمات بكل حركه تفعلها..يجب ان تتحدث مع نايف بهذا الخصوص..هكذا وضع ينفرها وهي ليست مستعده لترك كل هذا و المغادره صفراً..!
.
،
تحدثت نيفادا وهي ترى انزعاج شهد و إن حاولت تخفيه/هند صالح ماراح تجي الليله؟!
حاولت تجاهل حرائقها/لا، أمها هنا بالرياض عند خالها زياره وراحت لهم..
وقفت بابتسامه/صحيح ماوريتيني وش بتلبسين الليله!
اساساً الخدم بيجون يرتبون وضع الصاله للحفله .
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
في الخرج..،وضع فنجان قهوته من يده وهو يتحدث الى والد أدهم/هاللحين يرضيك يا عمي عبدالله ان أدهم يوزّي علي موضوع مثل هذا؟!!
بإبتسامة وقوره/يا رجال أدهم ماوالله انه مافضى ..و لا يبي يشغلك وانت بعيد
سكب فنجان قهوه اخر لوالده وهو يبتسم له/أنا فدا هالوجه يبه.. قاسي الظاهر يبيني كلما عطست اتصل اعلمه
ضحك/وش اسوي كلما رحت و جيت لقيت شيء جديد حاصل ..عايلتنا ما تركد كلها فعاليات
هدأت ابتسامته ليسأل بجديّه/عسى الله يزينها ، بشرنا عن الوالده يا قاسي
رد براحه/اللهم لك الحمد..حتى هالمره معنويتها عاليه..معاد باقي غير كسر الفخذ تخبرون يبطي ما برا
سكت الجميع ليردف قاسي بسؤاله/ليه ما رحت ملكة بنت عمك و صديقك الليله؟!
إرتشف قهوته بهدوء/ماني بفاضي..تعذرت من نايف.
إلتفت إليه ابوه مستنكراً/إذا بتقصر في بيت عمك و انسابك علشاني؟! فلا تتعذر بي قم خلنا نروح هاللحين
امسك بيده وهو يتحدث اليه برقة/لا يبه انا اصلاً عندي هنا بعد اشغال.. ترى لك مزرعه هنا، وانا لي شهور عنها.
ابتسم قاسي وهو يتذكر المزرعه/المزرعه صارت يبو أدهم مزارع، أدهم اخذ المزرعه اللي يمينه و وراها.. وصارت منتجه..تمرها ورطبها وخضارها بالسوق.
حاول تذكرها، كان ذات مرة يتذمر لخالد عن عدم تفرغه لها..ولكن نسيبه خالد منعه من بيعها حتى وان لم يستزرعها..، هز رأسه بوجد وهو يتذكر ذلك الصاحب الأخ/الله يرحمك يبو قاسي
ردد الجميع "امين" لذلك الرجل الصالح.
،
.
،
مساءاً ..
اخذت قرصيْ مسكّن بعدما انتهت من لبس فستانها
..لتجلس بخدر تام في مناطق الألم..هذه الليله لا تريد سوى النوم و لكنها لم تكسر قلب وليد مجدداً..يستحق ان تضحي بصحتها الليله لتحتفل به ..
دخلت الشموس بهذا اللحظات بفستانها الازرق الملكي..و شعرها قد قصّت نصفه ليصل اسفل كتفيها بقليل../ها يا عروسه خلصتي؟
رفعت عينيها لها بتعب/اي ..انتي قاصه شعرك؟!
دارت حول نفسها بإبتسامه/شووفتك عينك
ذبلت ابتسامتها/حلو ،بس والله كان الشعر الطويل احلى
بلا مبالاة/تغيير ..بعدين بيطول ..المهم انتي متأكده انك قادره تجاملين وتنزلين.
وقفت وهي تنظر لنفسها بالمرآه/ايوه ..
بابتسامة سعاده/الحمدلله اللي شفتك متزوجه و مبسوطه اخيراً
إلتفتت إليها بضحكه/اوكي يا جدتي تعالي ننزل ابي قهوه ..
تخصرت/ام زوجك و اخواته تحت..ماعرفت فيهم غير عزه
ليال/كلهم عزه وفرح و ميساء بس بلا تعالي اعرفك عليهم .
.
.
.
هذه الليله لم يحضر سوى وليد فقط الذي ينتظرها بعد عودته مع نايف من مركز الشرطه..
رتب نايف شماغه وهو يجلس/الحمدلله طلع حرامي و طمعان بالسياره بس
استغرب وليد نبرته/بس كانت زوجتي بتروح فيها.
ابتسم لتسميته لها/سبق وتم استهدافي وانا ياغافلين لكم الله.. خفت لاحقوا اختي بعد.. الله يجزاه خير أدهم مركب نظام حمايه بكاميرات عالسور هنا و بالمجموعه بس الحذر واجب
نظر لساعته تأخر الوقت/طيب الساعه12 طال عمرك
اعجبته طريقته ليقف/صادق..بروح استعجل قهوتك لا يضيق صدرك
استغرب وهو يحاول يناديه ولكنه خرج بدون ان يرد ..
فتح زره من اعلى و رفع طرفي شماغه للأعلى ليتكىء محبطاً ، لابد و انه لن يراها الليله أيضاً..
حدث كل شيء بسرعه هذا الاسبوع..
ولكن نهايته كانت مثاليه جداً ..شيء أشبه بالخرافه بالنسبة له..
سمع صوت خطوات كعب ليرفع ناظريه و يراها تدخل بإبتسامتها الساحره و تغلق الباب خلفها..و تلقي تحيتها بصوت تذهب به بعيداً ليقف وهو يراها تتقدم إليه ..!
أحبت إطلالته بالثوب والشماغ، و حتى سكوته الغبي و نظرته المنبهره حين يُشعرها وكأنه يراها لأول مره،
مدت يدها لتسلم/قلنا السلام!
رد بغباء/اخوك يدري !
سحبت يدها وهي تهم بالدوران/اذا تبيه يكون موجود بناديه ولا يهمك
امسك بها من ذراعها ليشدها و يلصقها بصدره، قبل جبينها بعمق ثم همس/ماصدقت هاللحظه تجي ياليال اعذريني
عضت شفتها السفليه وهي تكتم الألم، لتبتسم حتى لا يتضح وجعها/الله يهنيني فيك.
رفع ذراعها للأعلى ليرى جروحها السطحيه بقهر/تحرقك؟!
أحبت يديها بيده، لتجيبه بدلالها/كثير.
انحنى لجروحها يزرع قبلاته عليها برفق، ليتوقف عند مرفقها وسط نظراتها التي سحرته/بردت؟!
حركت رأسها بالنفي/باقي
اكمل يزرع قبلاته حتى وصل عنقها ليطيل قبلته وعناقه، هذا انتقام من الغياب و الحظ و البعد..هذا انتقام لكل ما ارهقه طوال مسيرته ..
أطال عناقه وهي متعبه..تخاف ان تسقط فيحبط، لن تستسلم للألم هذه الليله، همست بأنه/نجلس..؟
فهمت قصدها هي متعبه ولم يقدّر ذلك، ابتعد وهو كاره للبعد عنها، ليخرج هاتفه ويفتحه للسناب/تدرين شلون أنا حملّلت السناب مخصوص علشان اصور هاللحظه لرشا..
ابتسمت لتلك الجميله/يلا
رفع هاتفه للأعلى هو ملتصق بها و يشدها من خصرها/يلا قلبي هاتي بوسه
قبّلته ليلتقط الصوره و هويضحك/شوفي بالله وش حلاتك
انتبهت لقبلته علو عنقها لتحمّر خجلاً/لا تكفى وليد لا ترسل هالصور لرشا وش بيفكني من لسانها
ارسلها بسرعه ولم يناقش، ليلتفت إليها بإبتسامة خبث/لا تضيعين السالفه ..وين كنا؟!
راحت لتجلس/نجلس
رن هاتفه بسرعه ليضحك وهو يجلس بجانبها بعدما عرف ان الاتصال من رشا/ام فرهاد تتصل..وش بيفكني
رفعت حاجبها بجديه وهي ملاصقه به/لا ترد،
مازال ممسكا بهاتفه/تأمريني؟!!
تعرف ان صديقتها ثرثاره وهذه ليلتهما، مدت أناملها لتلامس ذراعه ثم يده و تأخذ الهاتف تغلقه و تضعه جانباً وعينيها بعينيه/ايوه وين وصلنا؟!
تاه في بريق الرغبه في عينيها ليشير الى خدها/هنا.
حركت رأسها بالنفي وهي تقترب لشفتيه بجرأه، قبلته قبله واحده لتهمس وعينيها بعينيه/هنا.
اخذ زمام المبارده منها ليكمل ما بدأته..
يالهذه البعثره الفاتنه ..لم أتخيل ان يكون لقاءنا بهذا الدفء .. كنتِ الكفاية عن النساء بعيني و الوطن عن كل اغترابي.
والمواساة عن كل لحظات معاناتي،
كنتِ النجاح الأبرز في حياتي.
شكراً لكونكِ أنتِ.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
بعد ثلاثة أيام ،هنالك في الخرج..
انتهت من صنع ابريق الشاي وهي مازالت تفكر بغياب زوجها الذي طال، هو حقاً اخبرها بأنه سيغيب ربما شهر و لكنه منذ اسبوع لا يتصل و لا يرد..
و أدهم يخرج صباحاً و يعود مرهقاً بعد العصر.. لا يفصح عما يفعله.. هو لا يذهب للرياض منذ ذلك اليوم و اخبرتها الشموس بذلك حينما اتصلت تعزمها لحفلة عقد قران اختها و لكنها تعذرت بعدما اخبرها أدهم انه سيسافر للدمام غداً ولن يكون بمقدوره ان يأخذهم معه للرياض..
خرجت حتى وصلت غرفة والدها لتسمع حديث أدهم له، خفق قلبها..
أدهم بجديه وصوت منخفض/يبه بصراحه انا اشتغل على موضوع مشاري من يومين و قريب بإذن الله بيتنازل عن حضانة الولد ..لكن ماقلت لاختي عن هالموضوع مابي اشغل قلبها
بقلق/عرف انك اخوها؟!
بإبتسامة خبث/بيدري بالوقت المناسب ان شاء الله..
اصدرت صوتاً و كأنها قادمه للتو ابتسمت وهي تدخل وتراه/وهذا الشاهي وصل
اشار بيده علامك الإكتفاء/انا مابيه ودي انام ،هالدواء اللي اخذه بالليل يخدرني
ابتسم له و هو يقبل رأسه/اجل نم طال عمرك انا و هوازن بنطلع نشرب كاستين قبل ننام بعد..
وافقته مايقول وهما يخرجان و يغلقان غرفة والدهما...
......
ما ان خرج أبناءه حتى تبعهم النوم..كيف ينام؟! هو يسمع صوتها هنا..يراها تقف هنالك امام تلك المرآه ذات الطراز العتيق..
قد منع أدهم من تغييرها ..
عدتُ إلى غرفتنا ذاتها، و نمت على السرير ذاته، و لكني وحيد هذه المره.
هذه الغرفه الاربعينيه كانت ذات يوم لفاتنه إسمها ساره هو فقط يشاركها الغرفه..
هاهي هنالك تقف وتحاول ان تقنعه بأن يذهبان للرياض... هنالك سيده ما تزورها إمرأه عاقر حتى تحمل..مضت سنوات على زواجهم و هو مصر على رفضه ذلك..
نعم يذكر ذلك..كانت ساره أماً قبل ان تحمل.. كانت أماً له..
كانت تستحق ان تكون أما.. و هو متأكد بأنها أحسنت لأدهم و غرست به مبادئها النبيله..
ابتسم وعينيه تسقط على جهاز التسجيل القديم مازال يحتفظ بشكله في منصف رأس السرير.. و لكن الغبار و توالي السنين الطويله جعلته جماداً لا يعمل...
كم مرة إمتدت أناملها الطويله لتخفض صوت اسمهان مطربته المفضله تصدح بياليال الأنس في فيينا،حينما يرفعه بطيش..
أغمض عينيه قبل ان ترتحل به ذاكرته فيسري صداعه في رأسه مجدداً...
،
.
،
كنت دائماً اتوق للثرثره مع شخص أعرف جيداً أنه سيحمل همي..و سيستقبل فضفتي بصدرٍ رحب ولن يستخف بي ..شخص أثق أنه سيحافظ على مشاعري من أي جرح عابر ...
و ها أنا اليوم اجده حقيقه لا حُلم..
اخي أدهم ذلك الصندوق المقفل على ما بداخله..لا يتعمق معي حتى باحاديث العائله، و كأن له عالم خاص به لا يعرفه احد..
قطعت سرحانه في كاسة الشاي التي بيده/يقولون الشاي يعدل المزاج و يريح الأعصاب..
دعك ذقنه وهو يسترخي بجلسته و يتكىء/و يسهّر بعد.. ودي انام وراي شغل
ابتسمت/بكرا الجمعه يا روح اختك.
و كأنه تفاجىء/تصدقين مانتبهت؟!
حركت رأسها بالنفي و إبتسامه ماكره/على اساس ماتحسب الليالي ببعد راكان وأمه؟!
عدل جلسته واتكىء على اليد اليسرى ليشتت تأثره/لا مو كذا
قررت الحديث/يعني ماتهمك ام راكان؟!
رفع ناظره إليها بجديه، و بصوت يخرج من اقصاه فالحديث عن حبه لها يجب ان يكون مبجلاً كمنزلتها في قلبه/محل الروح من الجسد..ما ينتهي ولا ينقص لين تنزع هالروح ..
جزعت من تعريفه لمكانتها عنده/الله يحفظك لي و لها و لعيالك ..
ابتسم بعدما لاحظ خوفها/دام بكرا الجمعه فرصه تفكرين كيف بتضبطين غرفتك..ما اخترتي شيء للحين من لون البويات و لا ديكورات
استغربت نسيانه التام لدور الشموس/ماقلت لي طيب انت، اي غرفه بتختارها لك انت وزوجتك؟! علشان اساعدك و اعطيك افكار لها
ابتسم بسخريه/البيت هذا ماهو بمعجبها ..
تفاجأت ببرود رده، لتتسائل بفضول/أنت قلت لها وهي رفضت؟!
بدأ يتوتر من مجرد إسمها/لا ما قلت لها بس اكيد ماهو بمعجبها..الغرفه عندها بحجم دور كامل عندنا..
لم تصدق ما يقوله/يعني أفهم انك انت اللي قررت عنها؟! و من راسك خمنت انه ماراح يعجبها!!!!أدهم حرام عليك
رد بهدوء مصطنع، لم يتعود ان يفضفض لاحدهم/كل شيء واضح وانتي بنفسك عشتي هناك فتره وعارفتها.
ردت بحزن على الشموس/ايوه عرفت انها رغم غرورها و غطرستها، إلا انها هي انسانه من جوا طيبه مع اللي تحبهم وتغار عليك بشكل موجع..تغار فوق ما انت تتصور.
لم يرد ليقف وهو يحاول ان يمنعها ان تكمل حديثها/طيب انا رايح انام يا خوك لا تصحيني للسحور..تصبحين على خير
تذكرت ماتريد قوله/طيب الشموس عازمتني على اول فطور..
ببرود/بعدين ماهو هاللحين..سلام
إحتارت معه يعترف بحبها و يكره الحديث عنها و لا يزورهم منذ فتره، لتقولها بصراحه/أدهم في مشكله ماعرفها؟! أمرني بس..
ابتسم بدون ان يلتفت إليها/تطمني..مافيه مشاكل.. انا بس مشغول هنا بكم شغله.
رأته يخرج بنفس هدوءه، ليزداد فضولها لسبر اغوار اخيها و حياته ..كيف لرجل ان يكون واضح وضوح الشمس، ولا احد يستطيع ان يفهمه؟! ...،حسناً لربما كان حدسها خاطئاً ..
اخذت كاسات الشاي لتدخلها المطبخ وتغسلها قبل ذهابها للنوم،
فصلت هاتفها من الشاحن لتتفاجىء برسائل منه ابتسمت وهي تقرأها وترد عليه ..
محتاره كيف ستكون ردة فعله حينما يعرف انها خارج الرياض
.
.
.
..بعد عدة أيام من الشهر الفضيل..
كانت طوال الليل في مكتبتها..تكذب على نفسها نهاراً فتهجر هذا الجناح لتتسلل إليه ليلاً ... تحبه رغم انه شهد خيبتها و خذلانها و حتى غبائها حينما تقف امام أدهم...، قرأت مذكراتها الجامحه كم من الكلمات كانت زجاجيه رنانه و كسرتها على أرض الواقع...
حسناً كانت تكتب بنرجسيه اكثر من اللازم.. و كان لديها بعض العك في التعبير .. عموماً هذه مذكرات لا تعرفها كتبتها فتاه تبلغ من العمر عشرين ، وهاهي الآن بعد شهرين او ثلاثه ستصافح الثلاثين....يالله الثلاثين!!
جمعت أوراق تلك الروايه البغيضه..بعدما قررت نشرها أخيراً...ستفاجىء عمتها بنشرها..
تستحق عمتها أوسمه لا وسام على هذه الروايه..كانت واقعيه بحذافيرها..
بطلتها كانت تسرد خيبتها وخذلانها كما تشعر هي..كانت للحظات تظن نفسها أنها البطله..
تعترف انها ذات يوم عاتبت عمتها على كمية السوداويه والكآبه التي كانت مدونه بين الصفحات ولكن حقيقةً عمتها مبدعه.. من المحزن ان تبقى روايه كهذه حبيسة الرف!
جلست لتلتقط كوبها كانت سترتشف قهوتها و لكنها وجدتها بارده، تباً كل شيء في هذه الغرفه بارد ..
قررت ان تراجعها بما انها لن تعود للعمل..ستلتهي بهذه الاوراق في هذه المكتبه لتنسى ما ينخر بإستمرار في عقلها و قلبها..
سقطت عينيها على نص لم يعجبها..!
لتعيد قراءته مجدداً..
[أهجرني كما شئت و لكن قبل ذلك أجبني!
لا تترك نار القلب تأكل أطرافه و تقضي على ما تبقى من نبضاته..
هل ذقت طعم الهوى قبل ان يقبّل فاهك فاهي؟!
سألتك بمن قسّاك علي..
أعشقتني أصلاً؟!
أم انه فقط وهم صَدّقه قلبي!!]
تلك البطله غبيه حقاً..كم اكره التحسر، الحسره للخاسرون فقط..
لن يهجرني كما يشاء فلست منزل للوقف ..إن كان هنالك هجر سيكون مني..
ثم ماهذه التساؤلات المستفزه؟!!
اغلقت المغلف وهي تنطق بغضب/غبيه
..../تكلمين نفسك!
إلتفتت إليه مبتسمه لتقف متفاجئه/أدهم!
بلا شعور منها تظهر اللهفه و ان جاهدت لتخفيها/كل عام وانتي بخير
لا تعرف كيف تتصرف الآن، لم تراه منذ فتره طويله/وانت بخير..
مازال واقفاً مكانه/اسف اني جيت هالوقت بس..مضطر لاني ناسي جوازي و جاي اخذه..
ابتلعت غصتها بصعوبه،ماهذا الجماد الذي تراه على هيئة إنسان/جوازك!! ااا
ابتسم وهو يتقدم إليها حتى كاد يلتصق ليمد يده تحت لدرج اول المكتب كان جوازه تحت احد الملفات..إلتقطه وهو يراها إنخطاف لونها والمفاجئه باديه على ملامحها/فيك شيء
حاولت ان تشيح بوجهها و تبتعد عن تأثيره قليلاً فهو يحبس انفاسها/لا..كنت سهرانه ناويه اجمع رواية عمتي واطبعها لها كعيديه لها يعني
حرك رأسه بالإيجاب/حلو.. وش اخبار راكان ..مشتاق له
يالله كيف تغير بهذا الشكل المفجع حتى نظراته ترى كل شيء بالمكان و لا تراني!/بخير..لو مشتاق له تعال بالنهار
حرك رأسه بالإيجاب/اكيد ان شاء الله.. بكرا بجي انا و اهلي لاني ناوي اسافر مع نايف شغل مهم، افكر نقعد هنا فتره علشان راكان و ابوي
لم تستطيع ان تبتسم وهي تراه يهمشها/مشكور لأنك ماتخليت عن نايف..
رد بإبتسامته البارده وهو يراها بالروب الاسود كآخر مره رآها/أنا مستحيل اتخلى عن الناس اللي يهموني.
اعترضت الغصه في مجرى تنفسها ستختنق، و لكنها حاولت ان تتماسك حتى يريحها بالخروج..،
رفع انامله ليطبع عليها قبله صغيره ويمررها على خدها ببرود/يلا سلام ...
لم تصدق انه خرج حتى لحقت به و اغلقت الباب خلفه لتجلس منهاره على اريكة المكتب ..كانت تشهق البكاء و تبكي الكلمات التي كانت تريد قولها لها و لم تقلها..
لم يكن هذا اللقاء حديثاً نتبادل فيه الجمل بل حرباً مجازيه ..او حرباً غير معلنه..!
و كنت مسالمه حتى الاختناق... أنا خاسره
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والخمسون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والخمسون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا