يسعدنا من خلال موقع قصص26 أن نقدم لكم الفصل السابع عشر من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد وهي واحدة من أحدث روايات رومانسية مصرية للكاتبة المتألقة آيه محمد رفعت (ملكة الابداع) والتي قدمنا لها رواية أحفاد الجارحي من قبل علي موقعنا.
قُضى الليل بمزحات الشباب وسطع نهار يوماً جديد ...
بقصر نعمان ...
كان الجميع يجلسون على مائدة الطعام العريقة يتناولان الفطور بأبتساماتهم المشاكسة .
قطعهم شريف بضيق :_أنتوا بتتريقوا عليا ؟!
فراس بسخرية ؛_أنت الا بتتريق على نفسك يا غبي
تعالت ضحكات طارق قائلا بصعوبة بالحديث :_فى واحد عاقل يعمل الا بتعمله دا ؟!
رمقه بنظرة مميتة :_والله الا حصل بقا
خرج سيف عن صمته قائلا بغضب :_ماشي يا شريف أدام الكل أهو لو رجعت تقرف فيا تانى على الصبح هنسى أنك أخويا وأنت فاهم الباقي
إبتلع ريقه بخوفاً شديد فأبتسمت جاسمين بسخرية :_كدا الرسالة وصلت
لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها لأول مرة فأسر قلب طارق لرؤية الحياة تتسلل لوجهها بضحكاتها الجذابة ..
تعالت ضحكات ليان قائلة بصعوبة :_حرام الا بتعملوه فيه دا !
شريف بفرحة كبيرة :_شوفتوا الناس العسل الا بتفهم
وهنا تدخل يزيد قائلا بصوته الرجولى الثابت وهو يتناول طعامه بهدوء :_وتفتكر لو مالك سمع الجملة الأخيرة دي هيكون فى بشري يدافع عنك !
تسلل الخوف لقسمات وجهه برعب حقيقي فأبتسمت تقى قائلة بشماتة :_ إلي أين الشجاعة يا رجل؟
أنكمشت ملامحه بضيق :_إلى الخارج ياختى همشى وسايبهالكم
وبالفعل غادر شريف فتطلع يزيد لطارق بنظرة جعلته يكف عن تناول القهوة ثم جذب الكتب الخاصة به ولحق بشريف للجامعة فاليوم هو الأول بالأختبارات النهائية
آبتسم فراس بسخرية :_إمبارح عريس فى الكوشة والنهاردة طالب فى الجامعة .
تعالت الضحكات بقوة حتى بسملة لم تتمكن من كبت ضحكاتها فأستدار طارق بغضب ليزيد:_شايف إبن عمك يا يزيد !
أرتشف قهوته ببرود :_أعتقد أنك محتاج الوقت دا جداً فياريت متستغلوش فى التفاهات
زمجر بغضب وغادر بصمتٍ قاتل ....هبطت شاهندة مع منار للأسفل قائلة بأبتسامة هادئة :_صباح الخير
ليان ببسمة رقيقة :_صباح النور يا شاهي
عاونتها منار على الجلوس فرفعت عيناها على من يجلس مقابل لها ...نظراته المتعلقة بها جعلت الأرتباك يبدى على وجهها بحرافية ...
جلست منار قائلة بستغراب :_فين مالك وبسمة ؟
ليان بأبتسامة هادئة :_مالك بيغير هدومه ونازل وبسمة كانت هنا وطلعت فوق زمانها نازله
:_مين بيسأل ؟
أستدار الجميع على صوت بسمة ليجدوها تقف أعلى الدرج وتكمل طريقها للأسفل بأبتسامتها الساحرة التى تفقد ثبات الغول فأنقلبت نظراته عليها ..
لحقها مالك للأسفل والهاتف على آذنيه يتحدث مع محمود الذي يخبره بأموراً هامة بالمقر ..
كان الجميع يتطلعون لهم إلى أن تعثرت بسمة بشيئاً ما فكادت بالسقوط عن الدرج لينتبه لها مالك فأسرع إليها بقوة ليحيل بينها وبين السقوط ...تعلقت به بسمة تحت نظرات الجميع وعلى رأسهم يزيد وليان ....راحت نظرات بسمة تتعلق بمالك لتعى مايحدث حولها وكيف أسرع إليها ولم تنتبه له ...
مر الوقت إلى أن أستدرجت ما حدث فأعتدلت بوقفتها قائلة بأرتجافة لما كان سيحدث بها أن سقطت من الأرتفاع الشاق :_شكراً يا مالك
إبتسم إبتسامته الجذابة وأكمل طريقه :_على أيه بس إنتباهى بالمرة الجاية
إشارت برأسه ولحقت به لتعود مجدداً للأنزلاق وتتمسك بظهر مالك المقابل لها تحت نظرات الجميع ..
أستدار بجسده ليجدها تحاول الوقوف ولكن بصعوبة فأمسك بها وصعد الدرجتين الفاصل بينهم لتقف بشكل مستقيم ...
جلست بسمة على الدرج بستغراب ثم خلعت حذائها تتفقده بزهول ولكن قطعها صوت يزيد الغامض الذي هب للوقوف أمامها :_لسه فى وقوع ؟!
رفعت عيناها قائلة بأبتسامة مكبوته غير مدركة للغضب الساكن بنظرات الغول : _البرستيج ضاع يا غول
ظل كما هو قائلا بصوتٍ جادى :_أتفضلى أنزلى معايا
أشارت برأسها ثم شرعت بأرتداء الحذاء لتجد شيء ما متعلق به فأخرجته بستغراب ثم ألقت به ربما أن رأها يزيد لعلم أن ما حدث ما هو الا لبداية دمار لعائلته...
جلس مالك جوار ليان بأبتسامته الفتاكة :_ صباح الجمال على أحلى عيون فى الكون
بادلته بنظرات خجل خشية من سماعه أحداً ..فأبتسم فراس قائلا بمكر :_متقلقيش مسمعتش حاجة ..
رمقه مالك بنظرة مميتة فتعالت صوت ضحكاته وهو يحمل القهوة الخاصة به :_طب خلاص متتحاولش هروح أشرب قهوتى
فى حتة تانية .
جلست بسمة جوار يزيد قائلة بأبتسامة واسعة :_كدا أكل من غيرى؟ وخلصتوا!
تقى بمرح :_كلهم
شاهندة بغضب :_الا أنا يابت ماليش نفس أصلا دانا قاعدة تفاريح
ترك يزيد الطاولة وتوجه لمكتبه بعدما أخبره الخادم بالمكالمة الهاتفية له .
بسمة بضيق :_كدا مش تستنونى
منار بأبتسامة هادئة :_مأنتِ الا أتاخرتى فوق أنتِ ومالك أفطروا مع بعض بقا
وتركت الطاولة هى فلحقت بها ليان بحماس لنجأتها من كلماته الفتاكة حتى شاهندة لحقت بهم
حمل سيف القهوة قائلا بسخرية :_كنت اود الجلوس ولكن ما باليد حيلة
خلت الطاولة الا من مالك وبسمة التى تجلس مقابل له ...
فقالت بغضب :_هي طنط أمل فين تفتح نفسنا على الاكل ؟
تناول مالك الشطائر قائلا بأبتسامة علت شيئاً فشيء:_لا متفكريش ماما مش بتفطر من الأساس
زفرت بغضب "_يعنى أقوم جعانة ؟
مالك بستغراب :_مين قال كدا ؟
رمقته بضيق :_ أنت
صاح بصدمة :_أنا !! ليه بس ؟!
خرج صوتها المرح :_مش بعرف أكل لوحدى مش بحس أنى شبعت كدا غير مع المشاركات
جذب مالك الشطائر المقابلة له ثم وقف بجسده ليضعها أمامها جذباً بعض من السلطات قائلا بصوت مرسوم بالخوف الزائف :_لا أبوس أيدك الغول هيزعل وزعله وحش كلى على أد ما تقدري وأن كان على المشاركات فالطاولة العريقة عليها واحد اهو
رمقته بسخرية :_هو فين الواحد دا ؟
:_ أنا مش عاجبك ولا أيه ؟
قالها مالك بغضب مصطنع فتعالت ضحكاتها قائلة وقد شرعت بتناول الطعام:_لا مقصدش وبعدين دانت لحقت برستيجى الهابط الا كان هيبقا تحت الصفر من شوية
مالك بستغراب:_برستيج أيه ؟!
تطلعت حولها ثم أنحنت قائلة بصوتٍ ضاحك :_يعنى يرضيك بالفستان الشيك دا وأقع على السلم أكيد البرستيج هيكون زبالة ومش هيكون له وجود من الأساس لولا أنت بس إبن حلال وأتكتب عليك تنقذ الغلبانه دي
لم يتمالك مالك زمام أموره فتعالت ضحكاته بعدم مقدرة على كبتها فلم يرى من خرج من مكتبه بعد أن وجد الرقم خاطئ ...نظرات....إتهامات.......صراعات تجوب عقله بعدم إتزان فغادر يزيد بصمت وهو يحاول أن يحى رابط الصداقة القوى بعذاب ....
بالحديقة ...
جلست شاهندة بمفردها على المقعد المقابل للأزهار تتمتع بمظهرها المريح لعيناها ..فتخلل الهدوء صوتٍ تعرفه جيداً
:_ليه قاعدة لوحدك ؟
قالها فراس المستند على المقعد بجسده العملاق فرفعت شاهندة عيناها لتجده يقف أمامها ...خرج صوتها المجاهد للخروج :_دا العادي بتاعي
جذب المقعد وجلس أمام عيناها قائلا بأبتسامة جانبية مثيرة :_هحاول أتأقلم مع العادي دا بس مع بعض اللمسات السحرية بتاعتى
انكمشت عيناها بعدم فهم فتطلع لها كثيراً ثم رفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة لتسرى رعشة مريبة لجسدها فجذبت معصمها قائلة بغضب جامح :_أيه الا بتعمله دا ؟
إبتسم بعدم مبالة :_عملت أيه ؟!
رمقته بنظرة مميته :_أنت عارف كويس عملت أيه ؟ لو كنت عايش فى دولة أوربية كنت عذرتك لأنهم معندهمش دين ولا خطوط حمرا لكن المغرب دولة عربية وفيها الأحترام الأكبر للدين
إبتسم فراس وهو يحتضن وجهه بيديه ويستمع لها حتى أنهت حديثها فخرج صوته الهادئ :_خلصتى كلامك ؟
جحظت عيناها من هذا الشخص الغامض فأبتسم قائلا بنظرة عيناه الرونقة :_أنتِ ملكِ من أول ما عينى سمحت لنفسها تحفظ كل ملامحك .....أنتِ زوجتى من أول ما قلبي بدأ ينبض ..وعلى فكرة أن عيشت حياتي بين الدولتين وفاهم ديني كويس بس قلبي الا أتمرد عليا ومبقتش أفهمه التصريح الوحيد منه أنك هتكوني مراتى وقريب أوي .
رقص قلبها بطرب العشق المتناقل من صوته العميق ولكن تمرد لسانها قائلة بغضب مصطنع:_ومين قالك أنى ممكن أقبل أتجوزك ؟!
إبتسم قائلا بثبات ؛_ومين ممكن يبص لحاجة ملك لفراس !
أنكمشت ملامح وجهها قائلة بغضب :_أنت فاكر أنى لعبة هتحركها وتتحكم فيها براحتك كفايا أوى الدور الا رسمته عليا عشان توقعنى وتدخل عيلتنا والحمد لله أنك أكتشفت أن العيلة دي عيلتك
وتركته وتوجهت بالرحيل لتسقط أرضاً من ألم قداماها ...جلس جوارها أرضاً وعيناه متعلقة بها ...الصمت يخيم عليه فيصنع حالة من السكون المريب ...
قطع الصمت حينما عاونها على الجلوس مجدداً على المقعد ومازال منحنى ووجهه أمام وجهها ...تلون وجهها بالاحمر من شظة الأرتباك فخرج صوته الغامض :_الا فات كان جزء من حماية ليكِ أعتبريه وهم والحقيقة أنك ملكِ
كادت أن تتحدث فأبتسم بمكر واضعاً بين يدها زهرة حمراء :_قبل ما تذبل هتكونى زوجتى دا وعد فراس ليكِ
وتركها وتوجه للدلوف فصاحت بغضب :_أنت فاكر نفسك أيه ؟! وبعدين أنا مش هتجوزك لو أخر واحد
لم يجيبها وأكمل طريقه للداخل كأن لم يكن ..ألقت ما بيدها على الطاولة بغضب على ثقته الزائدة ولكن لا تنكر إبتسامتها الخفية على ما تفوه به ..
************
مر الليل عليها وهى تشعر بالحقن المجبر على فقدان الوعي حتى أنها خشيت أن تفتح عيناها فيعاد حقنها من جديد ...
بدأت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء لتراه يجلس أمامها بطالته القابضة للأنفاس ..
حمدت الله كثيراً بأنه يغوص بنوماً بدى لها فنهضت عن الفراش بتعبٍ شديد ثم تحركت بحذر للخروج من هذا المكان الغامض لها ...
خرجت لتجد الصدمة حليفة الدرب مع هذا الرجل ..مكان ليس بمنعزل عن الجميع ولكن عن العالم بأكمله وسط المياه ...كيف سيتمكن والدها الوصول إليها ؟!! ..
جلست على متن التخت تحتضن وجهها وتزداد بالنحيب بأنها صارت سجينة لقسوته رغماً عنها حتى لو حاولت لمئات القرون آحياء قلبه المتعجرف لن تتمكن من ذلك....
أفاقت مرفت على صوته المقترب منها :_خلصتى تفتيش ؟
رفعت عيناها الممتلأة بالدموع لتجده يقف أمامها بعدم مبالة لحالتها أو هكذا توحى تعبيرات وجهه الثابت ..خرج صوتها المتقطع قائلة بدموع :_لسه عايز مني أيه ؟
جذب المقعد المجاور له قائلا بعين ثابتة :_وتفتكري عندك أيه لسه مأخدوتش !
إبتسمت بسخرية وهى تجاهد للوقوف :_عندك حق
شرعت بترديد كلماته بأستسلام ويأس ودموع عافرة بلهيب الأنين :_عندي أيه مخدوتش؟ أنت فعلا أخدت كل حاجة عيلتى وقلبي وإبنى
قالت كلمتها الأخيرة مع دمعات حارقة وهى تتأمله يجلس أمامها ببرود فأكملت بدموع ويأس يلحق بها:_حتى الكرامة أتزاحت مع توب الأهانة الا أنت بتحرص دايما أنى أخد الجرعة اليومية منها بس أنت عارف لسه فى حاجة واحدة بس مأخدتهاش مني
ضيق عيناه بعدم فهم فتراجعت للخلف وهى تسلم جسدها للهواء قائلة بصوتٍ يسلم طوافه للهواء :_إختياري للحياة
صدم مراد مما فعلته فهوت بالمياه بقوة بعدما قررت الموت ربما ستستكين الراحة كما تعتقد هي ..
أزالت التحكمات بجسدها تاركة للمياه القرار الأخير بأنتزاع حياتها ولكن أبى ذلك فعافر إلى أن تلمست يدها مع يده فجذبها لأعلى المياه بسرعة وخفة لا تتناسب مع جسده الرياضي الثقيل ..
طافت على سطح المياه كالجثة المهلكة فجذبها بقوة إليه قائلا برعب يبث بذاك القلب لأول مرة :_مرفت ....مرفت
لم تعد تجادله كالمعتاد الآن تتحرك معه بأنصات وسكون أزاب حصون قلبه فحملها لمتن اليخت محركها بقوة وجنون :_مرفت ...ردي عليااا....
لم تجيبه وظلت ساكنة للغاية فشعر بآنين قلبه اللامتناهي فجذبها لأحضانه بحنين ...لأول مرة يطوف به ذاك الشعور الغامض لا طالما كان تقربه منها لأتمام واجب ما بالنسبة له ..أو تلبية غريزة تهاجمه ولكن الآن من بين يديه هى من أذابت حصون قسوته .... نعم أعتاد على المعاملة الجافة معها ولكن كيف لسلوك دام لأكثر من عشرون عاماً أن يتبادل بدقائق ؟!!
شدد من أحتضانها حتى كاد أن يحطمها وعيناه مغلقة بقوة تأبي تقبل الأمر
أحست بشيء ثقيل يحجبها ففتحت عيناها بصعوبة لتجده يحتضنها ....ظلت ساكنة للحظات تحاول إستيعاب ما يحدث ! أيحتضنها متبلد القلب !!!
سكنت بين يديه بصمت لعلها تحظي بلحظات راحة بين أحضانه المتشبس بها حتى ولو لدقائق أو لثوانى تشعر بها أن الجبل الجليدي قد أذابت حصونه ...أنهمرت دمعة ساخنة من عيناها على جسده العاري فغمرت القلب بعاصفة لا مثيل لها ليخرجها سريعاً من أحضانه قائلا بجنون لرؤياها :_أنتِ كويسة ؟
رأها تنظر له بصمت ودمعات تهبط كرفيق تحل بما تتحلى به ...تطلعت ليديه المتماسكة بها كأنه إن تركها ستغوص بالموت ...خرج صوتها أخيراً متقطع كحال قلبها :_أنت عايز منى أيه يا مراد ؟
ثم أكملت بدموع :_ كانت فرصة أدامك مستغلتهاش ليه ؟
ضيق عيناه بعدم فهم فقالت بدموع :_لو كنت موت كنت هترتاح ويمكن أرتاح معاك
حملها وتوجه للداخل بصمته القاتل ثم وضعها على الفراش وولج للغرفة المجاورة ،ظلت كما هى تتأمل الغرفة بصمت وتفكير لم يوصلها لأجوبة منطقية فأبدلت ثيابها بأستسلام للمصير المجهول على يد جلاد القسوة ..
توقف اليخت بعد ساعات فتعجبت ميرفت وخرجت من غرفتها تبحث عنه لتجده يقف بالأعلى بطالته القابضة للأرواح التى لم يخسرها أبداً بدأ الأستغراب يتسلل لها حينما وجدت اليخت على الشاطئ وسيارات والدها على بعد ليس بكبير ...حتى خرج أبيها من السيارة ووقف بأنتظارها ..أستدارت برأسها للأعلى وهى ترأه يقف كالجبل الشامخ بكبريائه المعهود لتعلم بأنه من أخبر والدها بالمكان وأنه من قرر التخلى عنها لا تعلم بأنه خشي على حياتها التى أصبحت ثمينة له ...
غادرت اليخت وتقدمت من السيارات بخطى بطيئة للغاية ...دموعها تشق وجهها بقوة ...قلبها يكاد يتوقف ..نعم هى بأختيار صعب بين قلبها ووالدها إن رحلت معه فهى نهاية العلاقة بينها وبينه ...للحظة ظنت بأن الموت الحل الأمثل وربما كان إستدراج لها لتتذكر كيف غاص بالأعماق ليلحق بها !!
كيف أحتضنها بقوة وحنان بآنٍ واحد !!
هل تبدل القاسي ؟ ...هل تمرد المتعجرف ؟!! ..
توقفت قدماها بمنتصف الطريق وعقلها يعمل بسرعة ليطوف بها بذكريات لم تحمل منها شهداً منه بل حصدت الأنين والجراح ولكن كانت سعيدة !! ..
هل ستكون نهاية اللقاء بينها وبين قاسي القلب ؟!..
أستدارت بجسدها لتراه يقف كما هو فشرعت بالركض بسرعة كبيرة للغاية تحت نظرات إستغراب الجميع وعلى رأسهم والدها ومراد ذاته الذي هبط من الطابق الأعلى للأسفل ليجدها أجتازت المسافات وولجت لليخت بدموع تغزو وجهها وما أن رأته حتى هرولت لأحضانه فتعالت شهقاتها بأنكسار ..
تصنم محله والصدمة تجتاز عيناه حتى ذراعيه متصنمة محلها لا يقوى أحتضانها مثلما فعلت ..رسمت البسمة على وجه مراد فتحركت يديه ليحتضنها بقوة قائلا بعدم تصديق :_بعد كل دا ولسه عايزانى !
تعال صوت بكائها ليخرجها من أحضانه لتقابل نور عيناه التى ترأه لأول مرة :_عارفة أنك قاسي ومغرور بس بحبك ! ...عارفة أني مفرقش معاك وأنى زي أي حاجة فى حياتك بس لقيت نفسي بعشقك من غير حاجة ..عارفة أنى هفضل تكميلة لنظام أنت عايش عليه بس مقدرش أبعد عنك حتى ولو كانت إهانتى على إيدك ...حبي ليك مدينى أعذار بألتمسها ليك وهفضل أخدلك ميت ألف عذر عشان أكون جانبك ..
هوت دمعة ساخنة من عيناه على حديثها فهو ليس بحجر صوان ،تطلعت له بزهول فجذبها لأحضانه دقائق كثرت بالصمت ثم جذبها وصعد للأعلى ليشغل لوحات التحكم باليخت فيبعد عن الشاطئ ،جذبها مراد للمقعد المسؤال عن تحكم اليخت ثم جثى على ركبته قائلا بصوتٍ مازال ثابت ولكنه معبئ بصدمة لها :_مين قالك أن قلبي متحركش؟!
رمقته بصدمة ليرفع يديه على وجهها بحنان قائلا بنبرة قضت أيام كثيرة معه ولم تستمع لما تستمع له الآن :_ألا حصل من شوية أكبر دليل ليكِ أنى أتغيرت مراد الجندي أتخلى عن حاجة كان فاكر أنها ملكية خاصة بيه عشان حس أنه ممكن يخسرها
هوت دمعات متلحقة من عيناها فأزاحها بأطراف أصابعه قائلا بهدوء:_دلوقتى عرفت يعنى أيه حب ...أنا فعلا حبيتك يا ميرفت بس كان حب عادى لأي حاجة فى حياتنا لكن حالياً أنا بعشقك ...
صعقت مما تستمع له فتأملته بنظرة طويلة لعل الحلم ينتهى مسرعاً حتى لا تفقد عقلها ولكنه حقيقة على ملمس وجهها من حنان أصابعه هو حقيقة من أمامها هو مراد !!!!
تركها وإبتعد قليلا قائلا بلهجته الرسمية :_بس دا ميمنعش أنى هحتفظ بشوية غرور أنا مهما كان مراد الجندي
تعالت ضحكاتها بقوة فأبتسم وهو يجذبها إليه لتلتقى بسحر عيناه وهو يتفرس ملامحها كأنه يرأها لأول مرة ....
************
عاد سيف وتقى للمنزل بعد أن قضى معظم النهار بالقصر ..فتوجهت تقى للغرفة ثم أبدلت ثيابها وخرجت تبحث عن سيف فوجدته بالمطبخ يعد بعض التسالى والمشروبات لهم ..
ألتقطت ثمرة فاكهة من الطبق الذي يحمله قائلة بأبتسامة مرح :_ليها طعم تانى عشان أنت الا شايلها يا سيفو
زمجر بوجهه وهو يضع الطبق من يده :_لا وأنتِ الصادقة عشان تشيلى ايدك من كل حاجة
تعالت ضحكاتها وهى تتطوف رقبته قائلة بدلال :_ مش جوزي الله
إبتسم سيف وهو يتأملها عن قرب وتعمدها على الضغط على تلك الكلمة فحملها على الطاولة المقابلة له قائلا بهمس :_ودا يديكِ الحق تعملى فيا كدا ؟!
إبتسمت وهى تتأمل عيناه المأسورة بسحرهم :_أكتر من كدا كمان على فكرة زي أنى لسه جعانه وحابة أكل حاجة من صنع أيدك
ضيق عيناه بغضب فجذبت الفاكهة تلتهمها بتلذذ ليشرع بأعداد الطعام وعيناه الغاضبة تحتل ملامحها ...
أنهى سيف الطعام ثم وضعه على الطاولة قائلا بصوتٍ صارم :_أتفضلي
أنحنت لتقف أمامه قائلة بزعل مصطنع :_أنت زعلان طب خلاص يا سيدي مش عايزة منك أكل
ضيق عيناه بغموض أنهاه حينما جذب الطعام قائلا بجدية "_براحتك
أسرعت إليه بلهفة بعد أن تسللت راحته الشهية فمها :_على فكرة ممكن تنتاقش
أستند بجسده على البراد وهى تهرول بالطعام على الطاولة وتأكله بتلذذ:_نفسي أصدق أفعالك ولو مرة واحدة
قالت بغرور زائف :_هتعمل بالأفعال أيه أتبع الأقوال مستحبة
تعالت ضحكات سيف بعدم إستيعاب لتلك الفتاة فأستندت برأسها على المنضدة قائلة بهيام "_أه لو مكنتش بحبك كنت
قاطعها بحذم :_كنتِ عملتى أيه يعني؟
إبتلعت ريقها بخوف فأسرعت بالحديث وهى تشير الطعام :_كنت أشتريت أكل من برة
أقترب منها والأبتسامات تتلاحق على وجهه فجلس جوارها وضعاً يده فوق يدها قائلا بعشق :_وأنا للأسف عشان بحبك مجبور أستحملك
تقابلت العينان بلقاء طال ليقطعه سيف قائلا بضيق :_شوفتى رجعت من برة وبطبخلك بلبس الخروج أزاي !
تعالت ضحكاتها فرفع يديه يجذبها من أذنيها بمزح :_هروح أخد شاور وأجيلك نكمل موضعنا أرجع ألقى المطبخ زي ما هو يا تقى فاهمة ؟
صاحت بألم :_اااه سايب بنت أختك فى الشقة يعنى هعمل أيه يعنى مأنا بأكل بأدب أهو !
رمقها بنظرة شك :_أما نشوف
ثم غادر سيف لغرفته ، طافته نظراتها إلى أن تخفت من أمامه ثم أكملت الطعام بشرود به وبعشقه المتيم ..لتشعر بأن أحداً ما لجوارها ...رفعت عيناها بخوف شديد لتصعق بشدة حينما رأته يجلس على المقعد المقابل لها وعيناه تأكلها بغضب لا مثيل له ، ألقت الطعام من يدها ثم صرخت بقوة وركضت بسرعة كبيرة وهى تصيح بأسم "سيف" بجنون ..
**بحمام الغرفة **
خرج سيف على صراخها فوجدها تقف أمام عيناه بخوفٍ شديد وهى تبكي بذعر :_سيف ...سيف
خرج صوته المندهش :_فى أيه يا تقى؟!
بكت بقوة قائلة بأرتجاف :_أنا شفت سامي ثم قالت بأرتباك :_ودي مش أول مرة أنا بشوفه من بعد جوازنا
جحظ عيناه بصدمة على حالها فأشارت على المطبخ برعب ..خرج صوته المتزن بالهدوء الخادع :_سامي أيه يا تقي؟! بلاش جنان
صاحت ببكاء :_مش جنان يا سيف أنا شفت سامي بعينى كان قاعد على الكرسي الا جامبي صدقني
رفع يديه على شعره يضغط بقوة لعله يحيل ما به ثم خرج صوته بثبات مازال يجاهد للتحلى به :_ سامي ميت يا تقى والميت مش بيرجع تانى بلاش توهمي نفسك
قالت ببكاء :_صدقيني يا سيف
زفر بغضب ثم جذبها بقوة ودلف للمطبخ قائلا بسخرية :_هو فين ! أستنى ممكن يكون مستخبي بالتلاجة ولا حاجة
وبالفعل تقدم من البراد وفتحه دون النظر إليه قائلا بسخرية :_فين !
وضعت رأسها أرضاً بحزن على حالها فأقترب منها سيف قائلا بهدوء على تصرفه الجارح :_معلش يا حبيبتي أكيد أنتِ تعبانة شوية تعالى أرتاحي
وبالفعل جذبها سيف للغرفة ثم عاونها على التمدد وداثرها بالفراش جيداً ثم عاد لحمام الغرفة يكمل ما بداه...
**************
بالقصر ....
عاد طارق من الخارج فصعد لغرفته حتى يبدل ثيابه ،ولج للغرفة ليجد الهدوء يخيم عليها فظن أنها بالأسفل مع ليان ومنار فشعل الضوء ليتفاجئ بها تعتلى الفراش والتعب يبدى على قسمات وجهها ...
ما أن رأته حتى أتكأت على معصمها وهمت بالنهوض لتجذب حجابها ولكن لم تستطيع فأقترب منها طارق قائلا بتفحص :_أنتِ كويسة ؟
لم تجيبه وعيناها متركزة على الفراغ بصمت فجذب طارق المقعد المجاور للفراش ثم جلس مقابلا لها قائلا بهدوء :_لو تعبانة ألبسي وأنا هخدك للدكتورة
لم تجيبه وألتزمت الصمت فتمرد على هدوئه قائلا بغضب :_أنا عايز أفهم أنتِ بتعامليني كدا ليه ؟ هو أنا كان ليا ذنب فى حاجة أنا ضحية زيي زيك بالظبط ورغم كدا أتعيشت مع المواقف وألتمست ليكِ العذر بس مش معني كدا أنك تتمادي فيها كل البشر ليهم طاقة وأنا بجد مش قادر أتحمل أكتر من كدا
رفعت عيناها الممزوجة بالدموع قائلا بثبات مخادع :_طب وليه تنجبر على كدا طلقني وكل واحد يروح لحاله
تأملها بصمت ثم قال بهدوء :_ وإبني ؟
رمقته بنظرة محتقنة ثم قالت بقسوة :_هعطيك إبنك وتطلقنى مش هقدر أحبه لأني كل ما هشوفه هفتكر اليوم دا
طعنت قلبه بلا رحمة ولكن الثبات ظل على ملامحه ليخرج صوته بنفس الثبات :_وأنا موافق وساعتها هعطيكِ حريتك من العلاقة دي بس من دلوقتي هتسمعي الكلام وتجي معايا للدكتورة أطمن على صحة إبني
وتركها وتوجه للخزانة ثم أخرج منها ما يلزم لترتديه ،تقدم منها وضعاً ما بيده على الفراش قائلا بصوتٍ جادي:_هستانكِ فى العربية
وتركها وهبط للأسفل ليستنزف قلبه بما تفوهت به وهى تجاهد هى الأخري ..
**بالأسفل**
دلف شريف للداخل بعد أن تركه طارق وصعد للأعلى ليجد جاسمين تجلس بالأسفل وتتبادل الحديث المرح مع شاهندة فولج للداخل قائلا بنبرة مرحة :_أتغديتوا من غيرى ؟
شاهندة بأبتسامة هادئة:_ودي تيجى ماما أمل مرضتش أبداً وقالت تستناك لما ترجع من الجامعة أنت وطارق
أعتلى الغرور وجهه :_حبيبتي يا مولة طول عمرك ناصفانى
قاطعه فراس بحدة :_مولة دي بتلعب معاك على الناصية !
شريف بسخرية :_فى أيه يا عم أنت من يوم ما عرفت أنك إبن خالتي وأنت مش طايقني ليه أنت والبت الا محتلية بيت خالتي دي
جاسمين بغضب :_أيه محتلية دي؟ما تلم نفسك يا أخ أنت
فراس :_بس يا جاسمين
شريف بغضب :_والله أنا ملموم الدور والباقي عليكِ ثم أنك بتتدخلي ليه واحد وإبن خالته أيه الا يدخلك !
فراس :_بس يا شريف
جاسمين بحدة :_والواحد دا يبقى أخويا يا خفة
فراس :_بس يا جاسمين
شريف بسخرية :_أخوكِ من أنهي جهة دي !
جاسمين :_وأنت مالك جهة ولا ناحية خاليك فى نفسك
فراس بغضب ليس له مثيل :_بسسسسسسس أيه انت وهى مش عاجبكم حد !
شريف :_يعني مش سامع بتقول أيه ؟
جاسمين :_يا برودك يأخي
فراس بعصبية :_مفيش أحترام لوجودي ؟!! متضربوا بعض أفضل !
شريف بتزمر :_لا ما يصحش
نظرة فراس الغاضبة كانت كافيلة بجعلها تنظر لشريف بضيق :_أسفة
شريف بفرحة :_وأنا كمان أسف بس أنتِ الا زودتيها أوى
جاسمين بغضب:_نعم أنت الا بدأت
خرج صوت فراس الواشك على دمارهم :_مشفش وش حد أدامي أصل ورحمة أبويا أدفنكم وأخلص
وبالفعل هرولوا من أمامه وتبقت ضحكات من كانت تتابع ما يحدث بصمت تغزو القاعة وقلب فراس ..
أقترب منها بأبتسامة خبث :_ها فكرتي فى كلامي ؟
عاد الغضب على ملامح وجهها قائلة بجنون :_أنت بتحلم وأنت صاحي
رفع يديه قائلا بغمزة عيناه :_لا الأحلام ليها أوقاتها عشان كدا بوعدك أن فرحنا هيكون بعد 3أيام من دلوقتي يمكن بعدها تصدقي أني معنديش أحلام
وقبل أن يخرج صوتها الغاضب كان تخفى من أمامها بأبتسامته التى تثير غضبها ..
**بالخارج***
تعالت ضحكات منار بعدم تصديق فأكملت ليان :_زي ما بقولك كدا محمود لما بتلعب معاه بيتحول لمجنون أخدنى ونزل بليل الساعه كانت أربعة الصبح تقريباً لفينا أكتر من تلات ساعات لحد ما لقينا مطعم الكشري فاتح حتى ماما فاتن كانت هتبلعه من خوفها عليا
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فقالت بصعوبة :_الجنان واحد يا ليو
ليان بصدمة :_يا نهار يبقا كدا كملت
إبتسمت بغرور :_لا هو الا هيكمل بيا
إبتسمت ليان وهى تتفحص الطريق :_ربنا يستر ..ثم قالت بستغراب :_كل دا الشغالة بتنادي بسمة !!
منار :_ممكن بتعمل حاجة وجاية
أشارت برأسها بتفهم ..
#بالأعلى ...
توجهت بسمة لغرفة ليان بعد أن اخبرتها الخادمة بأنها تريد رؤيتها فطرقت باب الغرفة ثم ولجت للداخل تبحث عنها لتتصنم محلها بصدمة ليس لها مثيل حينما رأت مالك أمامها عاري الصدر يبدل ثيابه ليتفاجئ هو الأخر بها ..
خرج صوتها المتقطع بصعوبة :_أنا أسفة يا مالك بس الشغالة قالتلي أن ليان عايزاني ضروري وأنها مستانياني هنا فى أوضتها بجد بعتذر
أرتدى مالك ملابسه قائلا بأبتسامة هادئة :_ولا يهمك ممكن أتلغبطت ليان تحت مع منار بالحديقة
بسمة بحرج :_خلاص هنزلها بعتذر لأخر مرة
إبتسم قائلا بتفهم :_ولا يهمك بتحصل بأحسن العائلات
تعالت ضحكاتها وغادرت الغرفة وعيناها أرضاً من بدء الحديث معه ..هبطت للأسفل ولم ترى معشوقها المصعوق لرؤيتها تهبط من غرفة مالك أمام عيناه فدلف للداخل لتتضاعف صدماته حينما وجده يغلق أزرر قميصه ويصفف شعره بأبتسامة على وجهه ..
أستدار مالك ليجد رفيقه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير فخرج صوته الثابت :_مالك يا يزيد ؟
صمت وهو يتأمل عيناه فقال بغموض :_مفيش يا صاحبي
وتركه يزيد وغادر بصمت وبداخله معركة مريبة تجعله بقمة الأنكسار ..
******
بالأسفل ..
ليان بغضب :_كل دا يا بسمة ؟
بسمة بغضب يضاعفها :_أنتِ يا بت بعتالى مع الشغاله أنك عايزانى ضروري فى أوضتك اروحلك هناك ألقي مالك جواا شكلى بقا زبالة
ليان بأبتسامة مكبوته :_ليه بس ماهو أخوكِ عادي جداً بس أنا قولتلها خاليها تنزل هنا !
منار بتأكيد :_أيوا أنا سمعت ليان قالت هنا !
بسمة بتفكير :_جايز أنا الا سمعت غلط
منار بتأكيد :_أكيد المهم ركزوا بقا معايا
بسمة بغضب :_مش أما أعرف ليان عايزاني فى ايه ؟ وبعدين نبقا نشوف حكايتك
ليان بتذكر:_ أه أفتكرت أنا ناديتك يا بسمة لأنك أقرب واحدة لبسملة وأختها وتخافى على مصلحتها بسملة بترمي نفسها فى عذاب هى وطارق مع أنهم فى النهاية ضحايا لنوال لأزم تكلميها وتحاولي تجمعي بينها وبين طارق وأنا ومنار هنساعدك
بسمة بحزن :_حاولت يا ليان وهحاول تانى
منار بهدوء :_المرادي عشان هنساعدك هننجح بعون الله
ليان بسخرية :_وأنتِ معانا ربنا يسترها علينا
تعالت الضحكات وبدأت المشاكسة بين منار وليان وبسمة ترمقهم بغضب
***********
بمكان أخر منعزل عن الجميع
صاحت بأبتسامة واسعة :_الله ينور عليكم كدا صح عشان الخطة الا جاية هتكون الدمار بين مالك ويزيد
أجابها الرجل بعد تفكير :_بس أنا مش فاهم يا نوال هانم أيه لزمتها كل دا يعنى خطتك ناجحة جداً مش لازم نعمل الواقعات دي بينهم وليه أخترتي يزيد كان ممكن مالك
أسندت نوال ظهرها للخلف بعين تشع جحيم الأنتقام قائلة بصوت كفحيح الأفاعي :_بالعكس خطتي صح لو كنت عملت الخطة الكبيرة الا هتنهى حياتهم كان أحتمال فشلها متوقع من 50%لكن لما نقرب المسافات بين ليان وبسمة ويحصل كذا موقف زي السلم لما الخادمة حطت فى الشوذ بتاع بسمة بمادة تخليها متعرفش تمشي بيه وخروجها فى نفس خروج مالك وزي الا حصل من شوية انها تدخل أوضته وتطلع ويزيد يشوفها بعينه فدا هيساعدنا كتير اوي للجاي وخاصة بعد الخطوتين الا جاين عشان لما يشوفهم بعينه يصدق من غير شك ....أما بقا أختياري ليزيد فدا ذكاء كبير لأن يزيد متسرع على عكس مالك بيحكم عقله كتير وكان هيكشفنا من أول مرة عشان كدا لأزم تدوموا على الخطوات دي والضربة الكبيرة سبوها عليا أنا ..
ثم رفعت عيناها للفراغ بسعادة :_نهايتكم قربت خلاص كل الا عملتوه هينتهي في لمح البصر
تعالت ضحكاتها لرؤيتها القادم بعين تحمل الحقد والأنتقام لتحطم قلوب وتزف قلوبٍ أخرى للموت ..
ولكن هل ستتحطم الروابط أم سيكون بداية لهلاك عظيم ؟!!
أنتظروا ملحمة الأنتقام وتعاسة الأقدار لنري قوة العلاقات وترابطهم فى الصمود ......دمار عاصف سيفتك بعائلة نعمان ....جمرات ستفتك برفقة الطفولة ولكن بوجود فراس سيعلم كيف تحوم الحية ليعلم كيف يستخدم سمها القاتل ليقتلها بلا شفقة وينهى عذاب الاقدار ...كل ذلك وأكثر فى رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابع جميع فصول الرواية من هنا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص والروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية زواج بالقوة بقلم لولو الصياد
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السابع عشر
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد |
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السابع عشر
بقصر نعمان ...
كان الجميع يجلسون على مائدة الطعام العريقة يتناولان الفطور بأبتساماتهم المشاكسة .
قطعهم شريف بضيق :_أنتوا بتتريقوا عليا ؟!
فراس بسخرية ؛_أنت الا بتتريق على نفسك يا غبي
تعالت ضحكات طارق قائلا بصعوبة بالحديث :_فى واحد عاقل يعمل الا بتعمله دا ؟!
رمقه بنظرة مميتة :_والله الا حصل بقا
خرج سيف عن صمته قائلا بغضب :_ماشي يا شريف أدام الكل أهو لو رجعت تقرف فيا تانى على الصبح هنسى أنك أخويا وأنت فاهم الباقي
إبتلع ريقه بخوفاً شديد فأبتسمت جاسمين بسخرية :_كدا الرسالة وصلت
لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها لأول مرة فأسر قلب طارق لرؤية الحياة تتسلل لوجهها بضحكاتها الجذابة ..
تعالت ضحكات ليان قائلة بصعوبة :_حرام الا بتعملوه فيه دا !
شريف بفرحة كبيرة :_شوفتوا الناس العسل الا بتفهم
وهنا تدخل يزيد قائلا بصوته الرجولى الثابت وهو يتناول طعامه بهدوء :_وتفتكر لو مالك سمع الجملة الأخيرة دي هيكون فى بشري يدافع عنك !
تسلل الخوف لقسمات وجهه برعب حقيقي فأبتسمت تقى قائلة بشماتة :_ إلي أين الشجاعة يا رجل؟
أنكمشت ملامحه بضيق :_إلى الخارج ياختى همشى وسايبهالكم
وبالفعل غادر شريف فتطلع يزيد لطارق بنظرة جعلته يكف عن تناول القهوة ثم جذب الكتب الخاصة به ولحق بشريف للجامعة فاليوم هو الأول بالأختبارات النهائية
آبتسم فراس بسخرية :_إمبارح عريس فى الكوشة والنهاردة طالب فى الجامعة .
تعالت الضحكات بقوة حتى بسملة لم تتمكن من كبت ضحكاتها فأستدار طارق بغضب ليزيد:_شايف إبن عمك يا يزيد !
أرتشف قهوته ببرود :_أعتقد أنك محتاج الوقت دا جداً فياريت متستغلوش فى التفاهات
زمجر بغضب وغادر بصمتٍ قاتل ....هبطت شاهندة مع منار للأسفل قائلة بأبتسامة هادئة :_صباح الخير
ليان ببسمة رقيقة :_صباح النور يا شاهي
عاونتها منار على الجلوس فرفعت عيناها على من يجلس مقابل لها ...نظراته المتعلقة بها جعلت الأرتباك يبدى على وجهها بحرافية ...
جلست منار قائلة بستغراب :_فين مالك وبسمة ؟
ليان بأبتسامة هادئة :_مالك بيغير هدومه ونازل وبسمة كانت هنا وطلعت فوق زمانها نازله
:_مين بيسأل ؟
أستدار الجميع على صوت بسمة ليجدوها تقف أعلى الدرج وتكمل طريقها للأسفل بأبتسامتها الساحرة التى تفقد ثبات الغول فأنقلبت نظراته عليها ..
لحقها مالك للأسفل والهاتف على آذنيه يتحدث مع محمود الذي يخبره بأموراً هامة بالمقر ..
كان الجميع يتطلعون لهم إلى أن تعثرت بسمة بشيئاً ما فكادت بالسقوط عن الدرج لينتبه لها مالك فأسرع إليها بقوة ليحيل بينها وبين السقوط ...تعلقت به بسمة تحت نظرات الجميع وعلى رأسهم يزيد وليان ....راحت نظرات بسمة تتعلق بمالك لتعى مايحدث حولها وكيف أسرع إليها ولم تنتبه له ...
مر الوقت إلى أن أستدرجت ما حدث فأعتدلت بوقفتها قائلة بأرتجافة لما كان سيحدث بها أن سقطت من الأرتفاع الشاق :_شكراً يا مالك
إبتسم إبتسامته الجذابة وأكمل طريقه :_على أيه بس إنتباهى بالمرة الجاية
إشارت برأسه ولحقت به لتعود مجدداً للأنزلاق وتتمسك بظهر مالك المقابل لها تحت نظرات الجميع ..
أستدار بجسده ليجدها تحاول الوقوف ولكن بصعوبة فأمسك بها وصعد الدرجتين الفاصل بينهم لتقف بشكل مستقيم ...
جلست بسمة على الدرج بستغراب ثم خلعت حذائها تتفقده بزهول ولكن قطعها صوت يزيد الغامض الذي هب للوقوف أمامها :_لسه فى وقوع ؟!
رفعت عيناها قائلة بأبتسامة مكبوته غير مدركة للغضب الساكن بنظرات الغول : _البرستيج ضاع يا غول
ظل كما هو قائلا بصوتٍ جادى :_أتفضلى أنزلى معايا
أشارت برأسها ثم شرعت بأرتداء الحذاء لتجد شيء ما متعلق به فأخرجته بستغراب ثم ألقت به ربما أن رأها يزيد لعلم أن ما حدث ما هو الا لبداية دمار لعائلته...
جلس مالك جوار ليان بأبتسامته الفتاكة :_ صباح الجمال على أحلى عيون فى الكون
بادلته بنظرات خجل خشية من سماعه أحداً ..فأبتسم فراس قائلا بمكر :_متقلقيش مسمعتش حاجة ..
رمقه مالك بنظرة مميتة فتعالت صوت ضحكاته وهو يحمل القهوة الخاصة به :_طب خلاص متتحاولش هروح أشرب قهوتى
فى حتة تانية .
جلست بسمة جوار يزيد قائلة بأبتسامة واسعة :_كدا أكل من غيرى؟ وخلصتوا!
تقى بمرح :_كلهم
شاهندة بغضب :_الا أنا يابت ماليش نفس أصلا دانا قاعدة تفاريح
ترك يزيد الطاولة وتوجه لمكتبه بعدما أخبره الخادم بالمكالمة الهاتفية له .
بسمة بضيق :_كدا مش تستنونى
منار بأبتسامة هادئة :_مأنتِ الا أتاخرتى فوق أنتِ ومالك أفطروا مع بعض بقا
وتركت الطاولة هى فلحقت بها ليان بحماس لنجأتها من كلماته الفتاكة حتى شاهندة لحقت بهم
حمل سيف القهوة قائلا بسخرية :_كنت اود الجلوس ولكن ما باليد حيلة
خلت الطاولة الا من مالك وبسمة التى تجلس مقابل له ...
فقالت بغضب :_هي طنط أمل فين تفتح نفسنا على الاكل ؟
تناول مالك الشطائر قائلا بأبتسامة علت شيئاً فشيء:_لا متفكريش ماما مش بتفطر من الأساس
زفرت بغضب "_يعنى أقوم جعانة ؟
مالك بستغراب :_مين قال كدا ؟
رمقته بضيق :_ أنت
صاح بصدمة :_أنا !! ليه بس ؟!
خرج صوتها المرح :_مش بعرف أكل لوحدى مش بحس أنى شبعت كدا غير مع المشاركات
جذب مالك الشطائر المقابلة له ثم وقف بجسده ليضعها أمامها جذباً بعض من السلطات قائلا بصوت مرسوم بالخوف الزائف :_لا أبوس أيدك الغول هيزعل وزعله وحش كلى على أد ما تقدري وأن كان على المشاركات فالطاولة العريقة عليها واحد اهو
رمقته بسخرية :_هو فين الواحد دا ؟
:_ أنا مش عاجبك ولا أيه ؟
قالها مالك بغضب مصطنع فتعالت ضحكاتها قائلة وقد شرعت بتناول الطعام:_لا مقصدش وبعدين دانت لحقت برستيجى الهابط الا كان هيبقا تحت الصفر من شوية
مالك بستغراب:_برستيج أيه ؟!
تطلعت حولها ثم أنحنت قائلة بصوتٍ ضاحك :_يعنى يرضيك بالفستان الشيك دا وأقع على السلم أكيد البرستيج هيكون زبالة ومش هيكون له وجود من الأساس لولا أنت بس إبن حلال وأتكتب عليك تنقذ الغلبانه دي
لم يتمالك مالك زمام أموره فتعالت ضحكاته بعدم مقدرة على كبتها فلم يرى من خرج من مكتبه بعد أن وجد الرقم خاطئ ...نظرات....إتهامات.......صراعات تجوب عقله بعدم إتزان فغادر يزيد بصمت وهو يحاول أن يحى رابط الصداقة القوى بعذاب ....
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السابع عشر
جلست شاهندة بمفردها على المقعد المقابل للأزهار تتمتع بمظهرها المريح لعيناها ..فتخلل الهدوء صوتٍ تعرفه جيداً
:_ليه قاعدة لوحدك ؟
قالها فراس المستند على المقعد بجسده العملاق فرفعت شاهندة عيناها لتجده يقف أمامها ...خرج صوتها المجاهد للخروج :_دا العادي بتاعي
جذب المقعد وجلس أمام عيناها قائلا بأبتسامة جانبية مثيرة :_هحاول أتأقلم مع العادي دا بس مع بعض اللمسات السحرية بتاعتى
انكمشت عيناها بعدم فهم فتطلع لها كثيراً ثم رفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة لتسرى رعشة مريبة لجسدها فجذبت معصمها قائلة بغضب جامح :_أيه الا بتعمله دا ؟
إبتسم بعدم مبالة :_عملت أيه ؟!
رمقته بنظرة مميته :_أنت عارف كويس عملت أيه ؟ لو كنت عايش فى دولة أوربية كنت عذرتك لأنهم معندهمش دين ولا خطوط حمرا لكن المغرب دولة عربية وفيها الأحترام الأكبر للدين
إبتسم فراس وهو يحتضن وجهه بيديه ويستمع لها حتى أنهت حديثها فخرج صوته الهادئ :_خلصتى كلامك ؟
جحظت عيناها من هذا الشخص الغامض فأبتسم قائلا بنظرة عيناه الرونقة :_أنتِ ملكِ من أول ما عينى سمحت لنفسها تحفظ كل ملامحك .....أنتِ زوجتى من أول ما قلبي بدأ ينبض ..وعلى فكرة أن عيشت حياتي بين الدولتين وفاهم ديني كويس بس قلبي الا أتمرد عليا ومبقتش أفهمه التصريح الوحيد منه أنك هتكوني مراتى وقريب أوي .
رقص قلبها بطرب العشق المتناقل من صوته العميق ولكن تمرد لسانها قائلة بغضب مصطنع:_ومين قالك أنى ممكن أقبل أتجوزك ؟!
إبتسم قائلا بثبات ؛_ومين ممكن يبص لحاجة ملك لفراس !
أنكمشت ملامح وجهها قائلة بغضب :_أنت فاكر أنى لعبة هتحركها وتتحكم فيها براحتك كفايا أوى الدور الا رسمته عليا عشان توقعنى وتدخل عيلتنا والحمد لله أنك أكتشفت أن العيلة دي عيلتك
وتركته وتوجهت بالرحيل لتسقط أرضاً من ألم قداماها ...جلس جوارها أرضاً وعيناه متعلقة بها ...الصمت يخيم عليه فيصنع حالة من السكون المريب ...
قطع الصمت حينما عاونها على الجلوس مجدداً على المقعد ومازال منحنى ووجهه أمام وجهها ...تلون وجهها بالاحمر من شظة الأرتباك فخرج صوته الغامض :_الا فات كان جزء من حماية ليكِ أعتبريه وهم والحقيقة أنك ملكِ
كادت أن تتحدث فأبتسم بمكر واضعاً بين يدها زهرة حمراء :_قبل ما تذبل هتكونى زوجتى دا وعد فراس ليكِ
وتركها وتوجه للدلوف فصاحت بغضب :_أنت فاكر نفسك أيه ؟! وبعدين أنا مش هتجوزك لو أخر واحد
لم يجيبها وأكمل طريقه للداخل كأن لم يكن ..ألقت ما بيدها على الطاولة بغضب على ثقته الزائدة ولكن لا تنكر إبتسامتها الخفية على ما تفوه به ..
************
مر الليل عليها وهى تشعر بالحقن المجبر على فقدان الوعي حتى أنها خشيت أن تفتح عيناها فيعاد حقنها من جديد ...
بدأت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء لتراه يجلس أمامها بطالته القابضة للأنفاس ..
حمدت الله كثيراً بأنه يغوص بنوماً بدى لها فنهضت عن الفراش بتعبٍ شديد ثم تحركت بحذر للخروج من هذا المكان الغامض لها ...
خرجت لتجد الصدمة حليفة الدرب مع هذا الرجل ..مكان ليس بمنعزل عن الجميع ولكن عن العالم بأكمله وسط المياه ...كيف سيتمكن والدها الوصول إليها ؟!! ..
جلست على متن التخت تحتضن وجهها وتزداد بالنحيب بأنها صارت سجينة لقسوته رغماً عنها حتى لو حاولت لمئات القرون آحياء قلبه المتعجرف لن تتمكن من ذلك....
أفاقت مرفت على صوته المقترب منها :_خلصتى تفتيش ؟
رفعت عيناها الممتلأة بالدموع لتجده يقف أمامها بعدم مبالة لحالتها أو هكذا توحى تعبيرات وجهه الثابت ..خرج صوتها المتقطع قائلة بدموع :_لسه عايز مني أيه ؟
جذب المقعد المجاور له قائلا بعين ثابتة :_وتفتكري عندك أيه لسه مأخدوتش !
إبتسمت بسخرية وهى تجاهد للوقوف :_عندك حق
شرعت بترديد كلماته بأستسلام ويأس ودموع عافرة بلهيب الأنين :_عندي أيه مخدوتش؟ أنت فعلا أخدت كل حاجة عيلتى وقلبي وإبنى
قالت كلمتها الأخيرة مع دمعات حارقة وهى تتأمله يجلس أمامها ببرود فأكملت بدموع ويأس يلحق بها:_حتى الكرامة أتزاحت مع توب الأهانة الا أنت بتحرص دايما أنى أخد الجرعة اليومية منها بس أنت عارف لسه فى حاجة واحدة بس مأخدتهاش مني
ضيق عيناه بعدم فهم فتراجعت للخلف وهى تسلم جسدها للهواء قائلة بصوتٍ يسلم طوافه للهواء :_إختياري للحياة
صدم مراد مما فعلته فهوت بالمياه بقوة بعدما قررت الموت ربما ستستكين الراحة كما تعتقد هي ..
أزالت التحكمات بجسدها تاركة للمياه القرار الأخير بأنتزاع حياتها ولكن أبى ذلك فعافر إلى أن تلمست يدها مع يده فجذبها لأعلى المياه بسرعة وخفة لا تتناسب مع جسده الرياضي الثقيل ..
طافت على سطح المياه كالجثة المهلكة فجذبها بقوة إليه قائلا برعب يبث بذاك القلب لأول مرة :_مرفت ....مرفت
لم تعد تجادله كالمعتاد الآن تتحرك معه بأنصات وسكون أزاب حصون قلبه فحملها لمتن اليخت محركها بقوة وجنون :_مرفت ...ردي عليااا....
لم تجيبه وظلت ساكنة للغاية فشعر بآنين قلبه اللامتناهي فجذبها لأحضانه بحنين ...لأول مرة يطوف به ذاك الشعور الغامض لا طالما كان تقربه منها لأتمام واجب ما بالنسبة له ..أو تلبية غريزة تهاجمه ولكن الآن من بين يديه هى من أذابت حصون قسوته .... نعم أعتاد على المعاملة الجافة معها ولكن كيف لسلوك دام لأكثر من عشرون عاماً أن يتبادل بدقائق ؟!!
شدد من أحتضانها حتى كاد أن يحطمها وعيناه مغلقة بقوة تأبي تقبل الأمر
أحست بشيء ثقيل يحجبها ففتحت عيناها بصعوبة لتجده يحتضنها ....ظلت ساكنة للحظات تحاول إستيعاب ما يحدث ! أيحتضنها متبلد القلب !!!
سكنت بين يديه بصمت لعلها تحظي بلحظات راحة بين أحضانه المتشبس بها حتى ولو لدقائق أو لثوانى تشعر بها أن الجبل الجليدي قد أذابت حصونه ...أنهمرت دمعة ساخنة من عيناها على جسده العاري فغمرت القلب بعاصفة لا مثيل لها ليخرجها سريعاً من أحضانه قائلا بجنون لرؤياها :_أنتِ كويسة ؟
رأها تنظر له بصمت ودمعات تهبط كرفيق تحل بما تتحلى به ...تطلعت ليديه المتماسكة بها كأنه إن تركها ستغوص بالموت ...خرج صوتها أخيراً متقطع كحال قلبها :_أنت عايز منى أيه يا مراد ؟
ثم أكملت بدموع :_ كانت فرصة أدامك مستغلتهاش ليه ؟
ضيق عيناه بعدم فهم فقالت بدموع :_لو كنت موت كنت هترتاح ويمكن أرتاح معاك
حملها وتوجه للداخل بصمته القاتل ثم وضعها على الفراش وولج للغرفة المجاورة ،ظلت كما هى تتأمل الغرفة بصمت وتفكير لم يوصلها لأجوبة منطقية فأبدلت ثيابها بأستسلام للمصير المجهول على يد جلاد القسوة ..
توقف اليخت بعد ساعات فتعجبت ميرفت وخرجت من غرفتها تبحث عنه لتجده يقف بالأعلى بطالته القابضة للأرواح التى لم يخسرها أبداً بدأ الأستغراب يتسلل لها حينما وجدت اليخت على الشاطئ وسيارات والدها على بعد ليس بكبير ...حتى خرج أبيها من السيارة ووقف بأنتظارها ..أستدارت برأسها للأعلى وهى ترأه يقف كالجبل الشامخ بكبريائه المعهود لتعلم بأنه من أخبر والدها بالمكان وأنه من قرر التخلى عنها لا تعلم بأنه خشي على حياتها التى أصبحت ثمينة له ...
غادرت اليخت وتقدمت من السيارات بخطى بطيئة للغاية ...دموعها تشق وجهها بقوة ...قلبها يكاد يتوقف ..نعم هى بأختيار صعب بين قلبها ووالدها إن رحلت معه فهى نهاية العلاقة بينها وبينه ...للحظة ظنت بأن الموت الحل الأمثل وربما كان إستدراج لها لتتذكر كيف غاص بالأعماق ليلحق بها !!
كيف أحتضنها بقوة وحنان بآنٍ واحد !!
هل تبدل القاسي ؟ ...هل تمرد المتعجرف ؟!! ..
توقفت قدماها بمنتصف الطريق وعقلها يعمل بسرعة ليطوف بها بذكريات لم تحمل منها شهداً منه بل حصدت الأنين والجراح ولكن كانت سعيدة !! ..
هل ستكون نهاية اللقاء بينها وبين قاسي القلب ؟!..
أستدارت بجسدها لتراه يقف كما هو فشرعت بالركض بسرعة كبيرة للغاية تحت نظرات إستغراب الجميع وعلى رأسهم والدها ومراد ذاته الذي هبط من الطابق الأعلى للأسفل ليجدها أجتازت المسافات وولجت لليخت بدموع تغزو وجهها وما أن رأته حتى هرولت لأحضانه فتعالت شهقاتها بأنكسار ..
تصنم محله والصدمة تجتاز عيناه حتى ذراعيه متصنمة محلها لا يقوى أحتضانها مثلما فعلت ..رسمت البسمة على وجه مراد فتحركت يديه ليحتضنها بقوة قائلا بعدم تصديق :_بعد كل دا ولسه عايزانى !
تعال صوت بكائها ليخرجها من أحضانه لتقابل نور عيناه التى ترأه لأول مرة :_عارفة أنك قاسي ومغرور بس بحبك ! ...عارفة أني مفرقش معاك وأنى زي أي حاجة فى حياتك بس لقيت نفسي بعشقك من غير حاجة ..عارفة أنى هفضل تكميلة لنظام أنت عايش عليه بس مقدرش أبعد عنك حتى ولو كانت إهانتى على إيدك ...حبي ليك مدينى أعذار بألتمسها ليك وهفضل أخدلك ميت ألف عذر عشان أكون جانبك ..
هوت دمعة ساخنة من عيناه على حديثها فهو ليس بحجر صوان ،تطلعت له بزهول فجذبها لأحضانه دقائق كثرت بالصمت ثم جذبها وصعد للأعلى ليشغل لوحات التحكم باليخت فيبعد عن الشاطئ ،جذبها مراد للمقعد المسؤال عن تحكم اليخت ثم جثى على ركبته قائلا بصوتٍ مازال ثابت ولكنه معبئ بصدمة لها :_مين قالك أن قلبي متحركش؟!
رمقته بصدمة ليرفع يديه على وجهها بحنان قائلا بنبرة قضت أيام كثيرة معه ولم تستمع لما تستمع له الآن :_ألا حصل من شوية أكبر دليل ليكِ أنى أتغيرت مراد الجندي أتخلى عن حاجة كان فاكر أنها ملكية خاصة بيه عشان حس أنه ممكن يخسرها
هوت دمعات متلحقة من عيناها فأزاحها بأطراف أصابعه قائلا بهدوء:_دلوقتى عرفت يعنى أيه حب ...أنا فعلا حبيتك يا ميرفت بس كان حب عادى لأي حاجة فى حياتنا لكن حالياً أنا بعشقك ...
صعقت مما تستمع له فتأملته بنظرة طويلة لعل الحلم ينتهى مسرعاً حتى لا تفقد عقلها ولكنه حقيقة على ملمس وجهها من حنان أصابعه هو حقيقة من أمامها هو مراد !!!!
تركها وإبتعد قليلا قائلا بلهجته الرسمية :_بس دا ميمنعش أنى هحتفظ بشوية غرور أنا مهما كان مراد الجندي
تعالت ضحكاتها بقوة فأبتسم وهو يجذبها إليه لتلتقى بسحر عيناه وهو يتفرس ملامحها كأنه يرأها لأول مرة ....
************
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السابع عشر
ألتقطت ثمرة فاكهة من الطبق الذي يحمله قائلة بأبتسامة مرح :_ليها طعم تانى عشان أنت الا شايلها يا سيفو
زمجر بوجهه وهو يضع الطبق من يده :_لا وأنتِ الصادقة عشان تشيلى ايدك من كل حاجة
تعالت ضحكاتها وهى تتطوف رقبته قائلة بدلال :_ مش جوزي الله
إبتسم سيف وهو يتأملها عن قرب وتعمدها على الضغط على تلك الكلمة فحملها على الطاولة المقابلة له قائلا بهمس :_ودا يديكِ الحق تعملى فيا كدا ؟!
إبتسمت وهى تتأمل عيناه المأسورة بسحرهم :_أكتر من كدا كمان على فكرة زي أنى لسه جعانه وحابة أكل حاجة من صنع أيدك
ضيق عيناه بغضب فجذبت الفاكهة تلتهمها بتلذذ ليشرع بأعداد الطعام وعيناه الغاضبة تحتل ملامحها ...
أنهى سيف الطعام ثم وضعه على الطاولة قائلا بصوتٍ صارم :_أتفضلي
أنحنت لتقف أمامه قائلة بزعل مصطنع :_أنت زعلان طب خلاص يا سيدي مش عايزة منك أكل
ضيق عيناه بغموض أنهاه حينما جذب الطعام قائلا بجدية "_براحتك
أسرعت إليه بلهفة بعد أن تسللت راحته الشهية فمها :_على فكرة ممكن تنتاقش
أستند بجسده على البراد وهى تهرول بالطعام على الطاولة وتأكله بتلذذ:_نفسي أصدق أفعالك ولو مرة واحدة
قالت بغرور زائف :_هتعمل بالأفعال أيه أتبع الأقوال مستحبة
تعالت ضحكات سيف بعدم إستيعاب لتلك الفتاة فأستندت برأسها على المنضدة قائلة بهيام "_أه لو مكنتش بحبك كنت
قاطعها بحذم :_كنتِ عملتى أيه يعني؟
إبتلعت ريقها بخوف فأسرعت بالحديث وهى تشير الطعام :_كنت أشتريت أكل من برة
أقترب منها والأبتسامات تتلاحق على وجهه فجلس جوارها وضعاً يده فوق يدها قائلا بعشق :_وأنا للأسف عشان بحبك مجبور أستحملك
تقابلت العينان بلقاء طال ليقطعه سيف قائلا بضيق :_شوفتى رجعت من برة وبطبخلك بلبس الخروج أزاي !
تعالت ضحكاتها فرفع يديه يجذبها من أذنيها بمزح :_هروح أخد شاور وأجيلك نكمل موضعنا أرجع ألقى المطبخ زي ما هو يا تقى فاهمة ؟
صاحت بألم :_اااه سايب بنت أختك فى الشقة يعنى هعمل أيه يعنى مأنا بأكل بأدب أهو !
رمقها بنظرة شك :_أما نشوف
ثم غادر سيف لغرفته ، طافته نظراتها إلى أن تخفت من أمامه ثم أكملت الطعام بشرود به وبعشقه المتيم ..لتشعر بأن أحداً ما لجوارها ...رفعت عيناها بخوف شديد لتصعق بشدة حينما رأته يجلس على المقعد المقابل لها وعيناه تأكلها بغضب لا مثيل له ، ألقت الطعام من يدها ثم صرخت بقوة وركضت بسرعة كبيرة وهى تصيح بأسم "سيف" بجنون ..
**بحمام الغرفة **
خرج سيف على صراخها فوجدها تقف أمام عيناه بخوفٍ شديد وهى تبكي بذعر :_سيف ...سيف
خرج صوته المندهش :_فى أيه يا تقى؟!
بكت بقوة قائلة بأرتجاف :_أنا شفت سامي ثم قالت بأرتباك :_ودي مش أول مرة أنا بشوفه من بعد جوازنا
جحظ عيناه بصدمة على حالها فأشارت على المطبخ برعب ..خرج صوته المتزن بالهدوء الخادع :_سامي أيه يا تقي؟! بلاش جنان
صاحت ببكاء :_مش جنان يا سيف أنا شفت سامي بعينى كان قاعد على الكرسي الا جامبي صدقني
رفع يديه على شعره يضغط بقوة لعله يحيل ما به ثم خرج صوته بثبات مازال يجاهد للتحلى به :_ سامي ميت يا تقى والميت مش بيرجع تانى بلاش توهمي نفسك
قالت ببكاء :_صدقيني يا سيف
زفر بغضب ثم جذبها بقوة ودلف للمطبخ قائلا بسخرية :_هو فين ! أستنى ممكن يكون مستخبي بالتلاجة ولا حاجة
وبالفعل تقدم من البراد وفتحه دون النظر إليه قائلا بسخرية :_فين !
وضعت رأسها أرضاً بحزن على حالها فأقترب منها سيف قائلا بهدوء على تصرفه الجارح :_معلش يا حبيبتي أكيد أنتِ تعبانة شوية تعالى أرتاحي
وبالفعل جذبها سيف للغرفة ثم عاونها على التمدد وداثرها بالفراش جيداً ثم عاد لحمام الغرفة يكمل ما بداه...
**************
بالقصر ....
عاد طارق من الخارج فصعد لغرفته حتى يبدل ثيابه ،ولج للغرفة ليجد الهدوء يخيم عليها فظن أنها بالأسفل مع ليان ومنار فشعل الضوء ليتفاجئ بها تعتلى الفراش والتعب يبدى على قسمات وجهها ...
ما أن رأته حتى أتكأت على معصمها وهمت بالنهوض لتجذب حجابها ولكن لم تستطيع فأقترب منها طارق قائلا بتفحص :_أنتِ كويسة ؟
لم تجيبه وعيناها متركزة على الفراغ بصمت فجذب طارق المقعد المجاور للفراش ثم جلس مقابلا لها قائلا بهدوء :_لو تعبانة ألبسي وأنا هخدك للدكتورة
لم تجيبه وألتزمت الصمت فتمرد على هدوئه قائلا بغضب :_أنا عايز أفهم أنتِ بتعامليني كدا ليه ؟ هو أنا كان ليا ذنب فى حاجة أنا ضحية زيي زيك بالظبط ورغم كدا أتعيشت مع المواقف وألتمست ليكِ العذر بس مش معني كدا أنك تتمادي فيها كل البشر ليهم طاقة وأنا بجد مش قادر أتحمل أكتر من كدا
رفعت عيناها الممزوجة بالدموع قائلا بثبات مخادع :_طب وليه تنجبر على كدا طلقني وكل واحد يروح لحاله
تأملها بصمت ثم قال بهدوء :_ وإبني ؟
رمقته بنظرة محتقنة ثم قالت بقسوة :_هعطيك إبنك وتطلقنى مش هقدر أحبه لأني كل ما هشوفه هفتكر اليوم دا
طعنت قلبه بلا رحمة ولكن الثبات ظل على ملامحه ليخرج صوته بنفس الثبات :_وأنا موافق وساعتها هعطيكِ حريتك من العلاقة دي بس من دلوقتي هتسمعي الكلام وتجي معايا للدكتورة أطمن على صحة إبني
وتركها وتوجه للخزانة ثم أخرج منها ما يلزم لترتديه ،تقدم منها وضعاً ما بيده على الفراش قائلا بصوتٍ جادي:_هستانكِ فى العربية
وتركها وهبط للأسفل ليستنزف قلبه بما تفوهت به وهى تجاهد هى الأخري ..
**بالأسفل**
دلف شريف للداخل بعد أن تركه طارق وصعد للأعلى ليجد جاسمين تجلس بالأسفل وتتبادل الحديث المرح مع شاهندة فولج للداخل قائلا بنبرة مرحة :_أتغديتوا من غيرى ؟
شاهندة بأبتسامة هادئة:_ودي تيجى ماما أمل مرضتش أبداً وقالت تستناك لما ترجع من الجامعة أنت وطارق
أعتلى الغرور وجهه :_حبيبتي يا مولة طول عمرك ناصفانى
قاطعه فراس بحدة :_مولة دي بتلعب معاك على الناصية !
شريف بسخرية :_فى أيه يا عم أنت من يوم ما عرفت أنك إبن خالتي وأنت مش طايقني ليه أنت والبت الا محتلية بيت خالتي دي
جاسمين بغضب :_أيه محتلية دي؟ما تلم نفسك يا أخ أنت
فراس :_بس يا جاسمين
شريف بغضب :_والله أنا ملموم الدور والباقي عليكِ ثم أنك بتتدخلي ليه واحد وإبن خالته أيه الا يدخلك !
فراس :_بس يا شريف
جاسمين بحدة :_والواحد دا يبقى أخويا يا خفة
فراس :_بس يا جاسمين
شريف بسخرية :_أخوكِ من أنهي جهة دي !
جاسمين :_وأنت مالك جهة ولا ناحية خاليك فى نفسك
فراس بغضب ليس له مثيل :_بسسسسسسس أيه انت وهى مش عاجبكم حد !
شريف :_يعني مش سامع بتقول أيه ؟
جاسمين :_يا برودك يأخي
فراس بعصبية :_مفيش أحترام لوجودي ؟!! متضربوا بعض أفضل !
شريف بتزمر :_لا ما يصحش
نظرة فراس الغاضبة كانت كافيلة بجعلها تنظر لشريف بضيق :_أسفة
شريف بفرحة :_وأنا كمان أسف بس أنتِ الا زودتيها أوى
جاسمين بغضب:_نعم أنت الا بدأت
خرج صوت فراس الواشك على دمارهم :_مشفش وش حد أدامي أصل ورحمة أبويا أدفنكم وأخلص
وبالفعل هرولوا من أمامه وتبقت ضحكات من كانت تتابع ما يحدث بصمت تغزو القاعة وقلب فراس ..
أقترب منها بأبتسامة خبث :_ها فكرتي فى كلامي ؟
عاد الغضب على ملامح وجهها قائلة بجنون :_أنت بتحلم وأنت صاحي
رفع يديه قائلا بغمزة عيناه :_لا الأحلام ليها أوقاتها عشان كدا بوعدك أن فرحنا هيكون بعد 3أيام من دلوقتي يمكن بعدها تصدقي أني معنديش أحلام
وقبل أن يخرج صوتها الغاضب كان تخفى من أمامها بأبتسامته التى تثير غضبها ..
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السابع عشر
تعالت ضحكات منار بعدم تصديق فأكملت ليان :_زي ما بقولك كدا محمود لما بتلعب معاه بيتحول لمجنون أخدنى ونزل بليل الساعه كانت أربعة الصبح تقريباً لفينا أكتر من تلات ساعات لحد ما لقينا مطعم الكشري فاتح حتى ماما فاتن كانت هتبلعه من خوفها عليا
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فقالت بصعوبة :_الجنان واحد يا ليو
ليان بصدمة :_يا نهار يبقا كدا كملت
إبتسمت بغرور :_لا هو الا هيكمل بيا
إبتسمت ليان وهى تتفحص الطريق :_ربنا يستر ..ثم قالت بستغراب :_كل دا الشغالة بتنادي بسمة !!
منار :_ممكن بتعمل حاجة وجاية
أشارت برأسها بتفهم ..
#بالأعلى ...
توجهت بسمة لغرفة ليان بعد أن اخبرتها الخادمة بأنها تريد رؤيتها فطرقت باب الغرفة ثم ولجت للداخل تبحث عنها لتتصنم محلها بصدمة ليس لها مثيل حينما رأت مالك أمامها عاري الصدر يبدل ثيابه ليتفاجئ هو الأخر بها ..
خرج صوتها المتقطع بصعوبة :_أنا أسفة يا مالك بس الشغالة قالتلي أن ليان عايزاني ضروري وأنها مستانياني هنا فى أوضتها بجد بعتذر
أرتدى مالك ملابسه قائلا بأبتسامة هادئة :_ولا يهمك ممكن أتلغبطت ليان تحت مع منار بالحديقة
بسمة بحرج :_خلاص هنزلها بعتذر لأخر مرة
إبتسم قائلا بتفهم :_ولا يهمك بتحصل بأحسن العائلات
تعالت ضحكاتها وغادرت الغرفة وعيناها أرضاً من بدء الحديث معه ..هبطت للأسفل ولم ترى معشوقها المصعوق لرؤيتها تهبط من غرفة مالك أمام عيناه فدلف للداخل لتتضاعف صدماته حينما وجده يغلق أزرر قميصه ويصفف شعره بأبتسامة على وجهه ..
أستدار مالك ليجد رفيقه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير فخرج صوته الثابت :_مالك يا يزيد ؟
صمت وهو يتأمل عيناه فقال بغموض :_مفيش يا صاحبي
وتركه يزيد وغادر بصمت وبداخله معركة مريبة تجعله بقمة الأنكسار ..
******
بالأسفل ..
ليان بغضب :_كل دا يا بسمة ؟
بسمة بغضب يضاعفها :_أنتِ يا بت بعتالى مع الشغاله أنك عايزانى ضروري فى أوضتك اروحلك هناك ألقي مالك جواا شكلى بقا زبالة
ليان بأبتسامة مكبوته :_ليه بس ماهو أخوكِ عادي جداً بس أنا قولتلها خاليها تنزل هنا !
منار بتأكيد :_أيوا أنا سمعت ليان قالت هنا !
بسمة بتفكير :_جايز أنا الا سمعت غلط
منار بتأكيد :_أكيد المهم ركزوا بقا معايا
بسمة بغضب :_مش أما أعرف ليان عايزاني فى ايه ؟ وبعدين نبقا نشوف حكايتك
ليان بتذكر:_ أه أفتكرت أنا ناديتك يا بسمة لأنك أقرب واحدة لبسملة وأختها وتخافى على مصلحتها بسملة بترمي نفسها فى عذاب هى وطارق مع أنهم فى النهاية ضحايا لنوال لأزم تكلميها وتحاولي تجمعي بينها وبين طارق وأنا ومنار هنساعدك
بسمة بحزن :_حاولت يا ليان وهحاول تانى
منار بهدوء :_المرادي عشان هنساعدك هننجح بعون الله
ليان بسخرية :_وأنتِ معانا ربنا يسترها علينا
تعالت الضحكات وبدأت المشاكسة بين منار وليان وبسمة ترمقهم بغضب
***********
بمكان أخر منعزل عن الجميع
صاحت بأبتسامة واسعة :_الله ينور عليكم كدا صح عشان الخطة الا جاية هتكون الدمار بين مالك ويزيد
أجابها الرجل بعد تفكير :_بس أنا مش فاهم يا نوال هانم أيه لزمتها كل دا يعنى خطتك ناجحة جداً مش لازم نعمل الواقعات دي بينهم وليه أخترتي يزيد كان ممكن مالك
أسندت نوال ظهرها للخلف بعين تشع جحيم الأنتقام قائلة بصوت كفحيح الأفاعي :_بالعكس خطتي صح لو كنت عملت الخطة الكبيرة الا هتنهى حياتهم كان أحتمال فشلها متوقع من 50%لكن لما نقرب المسافات بين ليان وبسمة ويحصل كذا موقف زي السلم لما الخادمة حطت فى الشوذ بتاع بسمة بمادة تخليها متعرفش تمشي بيه وخروجها فى نفس خروج مالك وزي الا حصل من شوية انها تدخل أوضته وتطلع ويزيد يشوفها بعينه فدا هيساعدنا كتير اوي للجاي وخاصة بعد الخطوتين الا جاين عشان لما يشوفهم بعينه يصدق من غير شك ....أما بقا أختياري ليزيد فدا ذكاء كبير لأن يزيد متسرع على عكس مالك بيحكم عقله كتير وكان هيكشفنا من أول مرة عشان كدا لأزم تدوموا على الخطوات دي والضربة الكبيرة سبوها عليا أنا ..
ثم رفعت عيناها للفراغ بسعادة :_نهايتكم قربت خلاص كل الا عملتوه هينتهي في لمح البصر
تعالت ضحكاتها لرؤيتها القادم بعين تحمل الحقد والأنتقام لتحطم قلوب وتزف قلوبٍ أخرى للموت ..
ولكن هل ستتحطم الروابط أم سيكون بداية لهلاك عظيم ؟!!
أنتظروا ملحمة الأنتقام وتعاسة الأقدار لنري قوة العلاقات وترابطهم فى الصمود ......دمار عاصف سيفتك بعائلة نعمان ....جمرات ستفتك برفقة الطفولة ولكن بوجود فراس سيعلم كيف تحوم الحية ليعلم كيف يستخدم سمها القاتل ليقتلها بلا شفقة وينهى عذاب الاقدار ...كل ذلك وأكثر فى رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص والروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية صخر بقلم لولو الصياد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا