يسعدنا من خلال موقع قصص26 أن نقدم لكم الفصل العشرون من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد وهي واحدة من أحدث روايات رومانسية مصرية للكاتبة المتألقة آيه محمد رفعت (ملكة الابداع) والتي قدمنا لها رواية أحفاد الجارحي من قبل علي موقعنا.
خرج بعيناه الحاملة لقسوة تكفى لقرون ...خرج ولونهم يُحتج فيرعب النفوس ..
أقترب منها وهى بعالم حفر بالشرود والأفكار ليجذب جاكيته قائلا وعيناه تأبى التطلع لها :_هنرجع البيت
افاقت من شرودها على صوته فقالت بستغراب :_دلوقتى ! ليه؟
لم يجيبها ووضع المال على الطاولة ثم جذبها قائلا بصوتٍ مخيف :_لما نروح هتعرفي
وبالفعل لحقت به بستغراب ودهشة على تغيره المفاجئ فشغلها الفكر عن ما حدث ليجعله جاف معها هكذا !!..
**********
بقصر نعمان
كان العمل بجهداً كبير أستعداد للغد المحفل بزفاف فراس ومحمود ..لم تكن تعى ما يحدث حولها كل ما تعلمه أنها سعيدة بأنها ستصبح ملكه ...
على الجهة الأخرى ..كانت هناك إستعدادت أخرى ولكن للفتك من تلك العائلة فكانت تضع خطة ناجحة بكل المقايس لا تعلم بأن من عاونها على وضعها هو الغول !...
إبتسم الحارس الخائن بأعجاب :_وبكدا لما يزيد يشوفهم فى سريره وفى الوضع دا هنعتبر نهايتهم بسلاحه مؤاكدة
تعالت ضحكات نوال بتأكيد :_الا عملناه فى الأيام الا فاتت شغل الشك فى دماغ يزيد لو كنا نفذنا الخطة الكبيرة كدا من غير ما نثير شكوكه مكنش هيقدر يصدق الا بيحصل أدامه والخطة كان وارد تفشل لكن المرادي مفيش شيء هيخليها متنجحش
لمعت عيناه بشعلة الأنتقام والنصر ولكن لم تعلم بمن يضعها بأولى خطته القاضية..
**********
بغرفة يزيد ..
كان يستند بجسده على الشرفة ،عيناه مثبتة على نقطة الفراغ بتفكير يسرى بداخله...أقتربت منه بخطوات مرتبكة ودمع يلمع بعيناها ولكنها أكملت طريقها فلن تدعى الكبر والغرور يحول بينها وبين العشق المختار..
وقفت أمام عيناه لينتبه لوجودها فساد الصمت دقائق تتأمله بها ويتأملها هو فهوت دمعة من عيناها وهى تتأمل عينٍ جعلت قلبها ينبض بالهوس والجنون ...رفع يديه يزيح دموعها ونظرات الأندهاش تفترس ملامحها ليخرج صوتها المنكسر بحيرة :_صعب أفهمك !
إبتسم إبتسامته الجانبية المثيرة قائلا بغرور مصطنع :_ولا حد يعرف يفهمنى
لم تتبدل ملامحها فقط تتأمله بصمت وأهتمام ...زفر يزيد بحزن وهو يجذبها لأحضانه قائلا بنبرة عاشقة :_مش مهم تفهميني الأهم أنك تتأكدي أنى بموت فيكِ
خرجت من أحضانه قائلة بدموع :_حتى دي بقيت صعبة عليا أفهمها
وتركته وخرجت من الغرفة سريعاً ليقبض على معصمه بقوة وتوعد لمن تسببت بتلك الفجوات ...
**************
بمنزل تقى ...
دلفت للداخل بأرتباك من مظهره المريب فأغلق باب المنزل بقوة كادت أن تحطمه ..
أقتربت منه بخوف :_فى أيه يا سيف ؟!
أقترب ليكون أمام عيناها يتأملها بصمت أنهى بصفعة قوية هوت على أثرها أرضاً ...
صدمة.....زهول.....خوف...تل ك الهواجس حاربتها بعنف وهى تطلع له بصمت
أنحنى سيف ليكون مقابلا لها فخرج صوته الثابت بنجاح :_متأكدة أن سامي مكنش يعرف بحبك ليا ؟
إبتلعت ريقها بخوفٍ لا مثيل له فجلس أرضاً مستنداً على الحائط بحزن وعين تلتهبها القسوة والجفاء ...أقتربت منه سريعاً والدموع تغزو وجهها ليخرج صوتها المتقطع :_سيف أنا عملت المستحيل عشان أقدر أكون فى العلاقة دي بس صدقنى معرفتش أرغم قلبي
رفع عيناه القاتمة قائلا بصوتٍ جمهوري :_أنتِ كدبتى عليا !
قاطعته بدموع :_غصب عنى لأنى بحبك
تعالت ضحكاته الغامضة ليخرج صوته الحاد :_تفتكري أنى غبي لدرجة أنك تخدعينى مرتين !! ..ولا أنك تحاولى تخبي عليا أنك السبب ورا موت أخويا ..
صدمة جعلتها متصنمه مما تستمع إليه فرمقها قائلا بسخرية :_كنتِ فاكرة أنى مش هعرف !!! أنتِ غبية أوى يا تقى
خرج صوتها الباكي :_أيه الكلام دا يا سيف ؟!!
جذبها لتلتقى بلعنة عيناه قائلا بصوت مميت :_الأحلام الا رجعتى تحلميها من جديد بجوازي منك هحطمها كلها أوعدك أنك هتشوفى أسود أيام حياتك على أيدى أنا الأهبل الا أستغفلتيه وخالتيه يحبك
تطلعت له بسعادة مكبوته بصدمة فأجابها بسخرية :_أيوا للاسف كنت حبيتك بس دلوقتى خلاص يا تقى كل الا بنيته هيتهد فوق دماغك ..
وتركها وتوجه للخروج فأسرعت خلفه بدموع غزيرة قائلة برجاء :_لا يا سيف متسبنيش
أغلق باب المنزل بقوة بعدما رحل كأنه يعلن لها أنغلاق ذاك القلب لتعلم بأن القادم سيكون محفولا لها ...
**********
بقصر نعمان ...
تعالت ضحكات الجميع على طاولة الطعام الطويلة وهم يتبادلان الحديث المرح بعدما أجتمع مراد الجندي بالجميع لحضور زفاف رفيقه غداً ..
خطفت شاهندة بعض النظرات المرسومة بالغضب له فكان يتأملها بمكر وغرور من تنفيذ مخططه ..
أما على بعد ليس بكبير كانت تقام خطتها لتكون الخطوة لأخر الدرج لخطة الغد الذي ستفتك بيزيد ومالك وتمحى الأخوة التى جعلتهم لها صعب المنال ...
بالداخل
إبتسم يزيد قائلا بخبث :_عندك حق يا مراد فراس تحسه فى شيء من الجنون
قاطعه مالك بمكر :_وعشان كدا أنا بفكر أننا نلغى الجوازة دي بدل ما نلاقى شاهندة فى العباسية
خرج صوته الحاد قائلا بغضب :_مش حابب تضيف حاجة يا أستاذ مراد
أرتشف العصير بتلذذ عن تعمد ليثير جنون فراس ليخرج صوته الثابت :_هما ضافوا كل حاجة
رمقه بنظرة مميته ليجيب بخوف مصطنع :_شيل الكلمتين دول يا مالك أنا لسه داخل دنيا ومش حابب أخرج منها
تعالت ضحكات الجميع لتقاطعه أمل بحنان :_بعد الشر عليك يا حبيبي
آبتسم مراد على تلك المرآة التى تغمر العائلة بجو من الدفئ الخاص وهو يتأمل بسمتها المحفورة بطيبة لم يرأها من قبل ...
جذبت ليان بسمة قائلة بصوت منخفض :_مين دا يا بسمة ؟
أجابتها الاخرى بصوتٍ هامس :_معرفش بس أعتقد صديق فراس المقرب
أشارت ليان برأسها بتفهم لتخبرها بسمة بأنها ستخرج قليلا لحاجتها للهواء ..
كانت تجلس أمام عيناه وتتذكر ما حدث أمس ...كيف أنه عاونها على التمدد وظل جوارها ...شعورها المريب بدأ يهاجمها بلا شفقة فيجعل قلبها يدق بعنف كأنه يقرع الطبول للمعارك بين القبول والرفض بين الألم والعذاب كلا منهم يذكرها بوجع يجعلها تستيقظ من دوامة الأحلام الوردية ولكنها بحاجة لوقت تفهمه به ..رفع طارق عيناه بعدما لاحظ نظراتها فسحبتها بخجل كبير من كشفه لها ..
زفر شريف بملل :_أنتوا هتفضلوا تتكلموا فى الشغل كتير ؟
يزيد ببرود :_ودا يخصك فى أيه ؟
رمقه شريف بغضب :_يعنى انا سايب مذكرتى من الصبح وجيت أساعدكم وفى الأخر تضيعوا البرستيج فى موضوع مش بفهم فيه
تعالت ضحكات مراد بعدم تصديق على عكس فراس رفع يديه ليصفعه بقوة :_وهما بيتكلموا فى شغل ياغبي دول بيتحمرشوا بيا
يزيد بأبتسامته الفتاكة :_لا موصلتش لكدا يا فاتن أحنا بنقول كلام عابر
تعالت ضحكات مالك قائلا بغرور :_أنت شايف نفسك عرضة للتحمرش فدا مش مشكلتنا ولا أيه يا مراد
رفع يديها بكف له والضحك الرجولي يعلو الغرفة قائلا بصعوبة :_معاك طبعاً
دلف سيف ومظهره كان كفيلا بنقل حالته لمالك ويزيد فجلس على المقعد قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_مساء الخير يا شباب
أجابه الجميع بستغراب لحالته فخرج صوت يزيد المنخفض بعض الشيء :_سيف أنت كويس
رفع عيناه بحيرة من أمره فعلم يزيد بأن الأمر خاص للغاية ليبدل الحديث لشيء أخر ..أقترب الخادم منهم قائلا وعيناه أرضاً :_فى تليفون عشان حضرتك يا مالك بيه
مالك بتعجب :_عشانى أنا !
أجابه بتأكيد :_أيوا يا فندم
وقف مالك وتوجه معه للهاتف تحت نظرات يزيد وفراس الغامضة ...
رفع مالك الهاتف قائلا بثبات :_ألو
لم يستمع لرد عليه فتعجب وهو يعيد التحدث مرة أخرى ولكنه تفاجئ بصمت يخيم عليه فأغلقه وتوجه للرحيل ليتخشب محله حينما لمح شيئاً يجاهد ليطوف بالمسبح...توجه مالك للخارج سريعاً لتكون الصدمة مصيره حينما رأى بسمة تجاهد الأمواج للعيش ...خلع جاكيته ثم ألقى بنفسه بالمياه سريعاً ليسبح ببراعة لا مثيل لها حتى يكون لها النجأة ...ما أن رأته بسمة حتى تعلقت برقبته بقوة فرأت الموت بعيناها منذ قليل وها هو من يخرجها منه بعدما أذاقت عذابه ولو لدقائق معدودة
مالك بصراخ وهى تتعلق به:_أنتِ كويسة ؟
أشارت له بجنون وهى تتعلق برقبته وبقميصه فحاول السباحة ليخرجها من المسبح ليتفاجئ بالجميع أمام عيناه فأقترب سيف منهم ثم قدم يديه لمالك ليلتقط0 منه بسمة ...
كانت ليان توزع نظراتها بين يد بسمة المتعلقة بقميصه واليد الأخرى المتعلقة برأسه لتشعر بأن هناك شيئاً غامض بينهم فكثرت تلك المواقف الخادعة ..
أقترب مالك من الدرج وصعد وهى بين يديه ...حاولت بسمة أن تقدم يدها لسيف ولكن خانتها قدماها وكادت السقوط ببئر الموت مجدداً فتعلقت بمالك بقوة ودموع
هوت دمعة خائنة من عين ليان وأنسحبت على الفور على عكس يزيد يعلم جيداً بأنها الخطوة قبل الأخيرة ولكنه يتراقب غداً الخطة لينهى عليها ويبدل الخطة لتصبح هى ضحيتها ...
******
عاقبها الجميع على عشقه المتيم
عاقبها بلا رحمة كأنها من جبرت الحب ليتسلل لأوردة القلب ..
كأنها من سمحت لجنون عشقه بأن تستحوذ عليها !..
هوت دمعاتها بقوة كأنها تحاول التخفيف عنها ولكن كيف لقلبٍ حطم أن تلتهم جروحه !!
غاصت أفكارها بفكرة واحدة لعلها ستكون لها الحل الأمثل لتغفو من لهيب قسوته حتى لا تعطى الكره فرصة للتسلل لقلب عشقه بحد الجنون ..ولكن ماذا لو حطم القدر ما تبقى لترى المجهول !..
&********&
بغرفة مالك ..
ألقت بنفسها على الفراش بقوة تاركة ذكريات ما يحدث يتجول بها لترى ما حدث على الدرج وبالغرفة ومنذ قليل أمام عيناها فتشع بنيران تكاد تحرقها من الفكر ..
دلف مالك للداخل ثم توجه سريعاً للخزانة ليبدل ثيابه المبتلة فلمح عيناها التى تخطف النظرات له ...
أرتدى قميصه قائلا بهدوء :_فى حاجة يا لين ؟
أقتربت منه بصمتٍ قاتل تمرد بجملتها القاتلة :_أيه الا بينك وبين بسمة يا مالك
أستدار لوجهه لها بصدمة كبيرة فخرج صوته بزهول وغضب :_أنتِ أتجننتى يا ليان
إبتسمت بسخرية :_بالعكس عقلت جداً مهو مش صدفة أن كل دا يحصل وأنت فى كل مرة الا تنقذها
صدمته لم تكن بهينة لم يراه ..لا لم يقوى على تحمل ما يستمع إليه ...هوس الموت صار أقوى له من تحمل تلك الفكرة المريبة ...عشقهم مخلد فالروح هى المغزى لهم ألم تحكمها على ما تتفوه به ..
كانت نظراته كافيلة بجعلها تشعر بآلم لا تعلم سببه فترك الغرفة ورحل بصمت لتجلس على الأريكة بدموع فهى بنهاية الأمر من معشر النساء بداخلها غيرة عليه حتى لو غلقتها الثقة ...
********
بغرفة بسمة
خرجت من حمام الغرفة بخوف شديد لمحه يزيد فحزن علي ما تمرء به لأجل تلك اللعينة ..
أقتربت منه بسمة بخطوات مرتباكة ثم قالت وعيناها أرضاً بخوف :_يزيد أنا مكنتش أعرف أن مالك الا أنقذنى الا بعد ما خرجت من الميه
ثم أكملت بتوتر ودمع يلمع بعيناها:_أنا كنت بتمشى شوية ومعرفش أزاي أو أمته وقعت بالميه كل الا شوفته ادامى الموت وأول ما حسيت بنجأة ليا مترددتش ثانية وأتعلقت بيه ..
كان يستمع لها بحزن يكفى لقرون وهى تظن حزنه غضب على ما حدث ...كيف لا يكون بدوامة الحزن وهو يرى خوفها من ظنونه وتبريرها لما حدث حتى وأن كان مدبر للأيقاع به ..
لم يحتمل رؤيتها هكذا فجذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطم ضلوعها ...
فتح عيناه ووعيده يزداد أضعافاً لتلك المرأة ثم إبتسم بمكر لخطته التى ستفتك بها .. إبتعد عنها حينما إستمع لطرق الغرفة ففتح الباب ليجد ليان ..
خرج صوتها الخجول :_بعتذر بس كنت حابة أطمن على بسمة
إبتسم قائلا بتفهم ؛_ولا يهمك أتفضلى
وتركهم يزيد وهبط للأسفل ...
جلست ليان على الفراش ونظراتها تتأمل بسمة بحيرة من امرها لتجد بأن الرفقة أمراً محتوم ...خرج صوتها بحزن متخفى :_عاملة أيه دلوقتى ؟
جلست على المقعد قائلة بحزن :_الحمد لله يا ليان كنت هموت بجد لولا مالك ربنا يكرمه يارب
بدأت قسمات وجهها فى الأسترخاء حينما لمست من حديثها الصدفة والصدق فأبتسمت قائلة بثبات :_بعد السر عليكِ يا حبيبتي ،قومى ألبسي الحجاب عشان ننزل شوية هخليكى تنسى الا حصل
إبتسمت بسمة بحب :_ربنا يخليكِ ليا يا ليو هدخل ألبس مش هتأخر
أشارت لها برأسها وظلت بأرنتظارها ..
حملت ليان كوب المياه لترتشفه ولكنه سقط من يديها ربما لحالة التوتر والفكر التى هى به ..
أنحنت لتلملم الزجاج المحطم بحزن فلمحت علبة مخفية أسفل الفراش ...حملت قطع الزجاج بلا مبالة ولكنها صعقت حينما رأت إسم مالك يلمع عليها فجذبتها بلهفة ليكسو القلب شهقات آنين وصدمة جعلته كالمهجور ..كلمات كتبت لتزرع الشك بقلب يزيد ولكنها نجحت بالفعل مع ليان !
خرجت بسمة قائلة بأبتسامة هادئة :_أنا جاهزة يا ليو
أخفت الورقة سريعاً ثم لملمت الزجاج بعين تحاول التحكم بدمعها ..
*********
بغرفة بسملة ..
صعدت لغرفتها لتستريح قليلا فأسرع خلفها قائلا بلهفة :_أنتِ كويسة ؟
تأملته بتعجب فأقترب منها بقلق :_أصلك طلعتى يعنى والوقت لسه مش متأخر
إبتسمت قائلة بهدوء "_مفيش يا طارق كنت حابه أرتاح شوية
جلس أمامها قائلا بلهفة فشل فى أخفائها :_لو تعبانه أتصل بالدكتورة فوراً
وأخرج هاتفه لتضع يدها سريعاً على يديه بتلقائية "_صدقنى أنا كويسة
رفع عيناه على يدها بنظرة تتنقل بينها وبين عيناها فسحبت يدها سريعاً بخجل ..
جاهد طارق ليفعل ما يمليه عليه قلبه ولكنه كاد الفشل ...أستسلم بنهاية الأمر ورفع يديه يطوف وجهها بحنان :_بحبك يا بسملة
رفعت عيناها له بملامح لا توحى بشيء فأكمل بهدوء :_حاولت أتحكم بمشاعري بس فشلت أنا فعلا بعشقك وعارف أنك مستحيل تحبنى حتى الفرصة مليش حق المطالبة بيها بس طلبي الوحيد منك أنى أفضل جامبك بأى شكل أنا راضى بيه بس أكون جانبك ..
تأملته بصمت ليجذب يديه بخذلان ربما إجابة له بأنه ليس مرحب به بحياتها ...
توجه للخروج بخطاه التى تضرب قلبها لتفق فنهضت عن الفراش قائلة بلهفة :_طارق
أستدار ببطئ غير مدرك لما يحدث فأقتربت منه قائلة وعيناها أرضاً :_أنت ليك وجود كبير فى حياتى ...ثم أكملت بأرتباك :_متخرجش منها أبداً
تطلع لها بصدمة فتركته وأسرعت لحمام الغرفة بخجل ليهوى على الأريكة بأبتسامة واسعة تكاد تسع العالم بأكمله
********
بغرفة فراس ..
زفر بغضب :_بقولك أيه عدى أم الليلة دي على خير أنا مش مضطر أستحملك أكتر من كدا
رفع قدميه على الأخري بتعالى :_هتعمل أيه يعنى ؟
فراس بضيق "_هحضرلك أوضة تانية
مراد بسخرية :_يا حرام مش عيب أطلعك من أوضتك ..تنام فى غرف الضيوف !
صاح بصدمة :_أنت الا هتروح مش أنا
تمدد على الفراش بمرح :_أنا مبسوط هنا عايز تروح أنت معنديش مانع
جن جنونه ليقول بضيق :_مراااد
أجابه ببرود ويديه تعبث بالهاتف :_متعليش صوتك أنا جانبك هنا مش فى تانى دولة
جلس جواره قائلا بضيق :_عدي الليلة دي يا إبن الحلال
تعالت ضحكاته :_ ومالك بتشدد على الكلمة دي ؟حد كان قالك إنى إبن حرام ؟!
حمل فراس الوسادة ثم تمدد على الأريكة قائلا بغضب :_أنا عارف أم الرخامة دي بس على مين مش هستنزف طاقتى معاك أنا عريس بكرة والضغط والسكر مش كويسين عشانى
لم يتمكن مراد من كبت ضحكاته فتمدد على الفراش براحة والهاتف بيديه يتفقد معشوقته ..
**********
بغرفة المكتب
مالك بصدمة :_مش معقول !
زفر بسخرية :_للأسف الحقيقة يا مالك يعنى أنا كدا مشارك فى قتل أخويا
تأمله يزيد بهدوء ثم قال بثباته الفتاك :_بس أنت أعقل من كدا يا سيف
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل مالك :_الأعمار بيد الله هى مقتلتوش هى صارحته بالحقيقة
جادله بقوة :_والحقيقة دي كانت سبب فى موته
قاطعه يزيد بغضب "_بلاش جهل يعنى لو كان مات فى بيته كانت الشكوك هتتشال !! يا سيف أنت طول عمرك عاقل وحافظ كتاب الله بلاش تنزل نفسك للأسلوب دا هى حبيتك مأجرمتش أعترفتله وبرضو مش جريمة كان المفروض تسمع منها على الأقل
سيف بسخرية :_أنا معتش طايقها هسمع منها أزاي ؟!
خرج صوت مالك الغامض :_غمض عيونك يا سيف
تأمله سيف بغضب ليشدد من كلمته :_قولتلك غمض عيونك
أنصاع له سيف وأغلقهم ..فأكمل مالك :_تخيل تقى أدامك وحوليها خطر من كل مكان وأنت أدامها سيب روحك تسرد الباقى
وبالفعل رسمت صورته بالخيال ليجد نفسها يتحدى الأعماق ليخبئها بأحضانه ...فتح عيناه بعدم فهم لما فعله مالك ليبتسم الماكر قائلا بهدوء :_الا شوفته دا حقيقة قلبك ومشاعرك يا سيف يعنى الكلام شيء وردة الفعل شوفتها بنفسك بلاش تدي الأمور أكتر من حجمها كلنا لينا أجل وكله مكتوب عند الله محدش ضامن موته هتكون شكلها أيه فوق يا سيف وساعد نفسك على كدا والا هتخسر وكتير أوى
إبتسم يزيد على دهاء مالك فى حل العقبات على عكس سيف شعر بأرتياح لا مثيل له حتى أنه حمد الله على وجود مالك ويزيد بحياته فتركهم ورحل سريعاً ربنا ليشاطر الآنين قلبه بعدما يلعب المجهول لعبته ليرى جنون العشق ..
بعد مغادرة سيف شرد مالك بحديث ليان لتشدد الطعنات قلبه فأخرجه منها يزيد :_أنت كويس يا مالك
رفع عيناه له بعدم إستيعاب ليخرج صوته ^_مش لقى إجابة على سؤالك
يزيد بحزن غير ملموس :_للدرجادي !
إبتسم بآلم :_وأكتر يا صاحبي ..
ثم نهض قائلا بأبتسامة زائفة :_يالا هسيبك وأطلع أنام عندنا بلاوى الصبح عشان الحفلة تخلص قبل المعاد
إبتسم يزيد قائلا بغرور :_وراكم متجمعش
غمز له قائلا بسخرية ؛_ماشي يا غول طول عمرك وا..
قاطعه بنظرة مميته ليبتلع كلمته :_أقصد شهم
إبتسم بغرور :_أيوا كدا أتعدل
مالك بغضب :_هعديلك كله عشان محتاج أناااام الصبح نتناقش فى الحوار دا تصبح على خير
إبتسم الغول قائلا بهدوء:_وأنت من أهله ...
وغادر مالك للأعلى ..
دلف للغرفة فوجدها مظلمة للغاية ..شعل الأضاءة وعيناه تبحث عنها إلى أن وقعت عليها تجلس على المقعد مغلقة عيناها بقوة والدموع تغزو وجهها ..
ما أن فتح الضوء حتى تخلت عن مقعدها وتقدمت لتقف أمام عيناه بمدة طالت بالتفكير وأنتهت بأن ألقت الورقة المطوية له بأستحقار
فردها مالك فجحظت عيناه وهى يقرأ محتوياتها ..
إبتسمت بسخرية :_أيه متفاجئ !
ولا دور جديد بترسمه
ألقى بالورقة أرضاً قائلا بغضب :_لياااان ألزمى حدودك أفضلك
تعالت ضحكاتها الساخرة :_الحدود دي الا المفروض بتتكلم عنها أنت تعديتها من زمااان لما دوست على صاحبك وأخوك خنته وخنتنى تعرف يا مالك أنا أول مرة فى حياتى أنخدع فى حد بالطريقة دي
هوت دموعها فأقتربت منه قائلة بصراخ :_أنت أكدتلى أن الرجالة كلهم زي بعض ..حسام خانى وأنا سبته وأنت دلوقتى بتخونى ومع أقرب صديفة ليا والمفروض أنها مرأت أخوك !
جذبها من معصمها بقوة قائلا بصوتٍ كالرعد :_أخرسي أنا مش هبررلك حاجة لأنك حكمتى من معاشرتك للطباع الرخيصة
ثم تركها قبل أن يفتك بها جنونه وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بحزن يضاهى أفواه :_يا خسارة يا ليان
وتركها وغادر بصمت ..لتهوى أرضاً وتصرخ بقوة
****
صعد الدرج ليتفاجئ بأحداً ما يجذبه بالقوة للمصعد فتفاجئ بمالك أمام عيناه والغضب يحتج عيناه فيجعلهم بركان من نيران
تأمله يزيد بصدمة فأخرج من جيبه الورقة قائلا بصوت كهلاك الموت :_أحنا متفقناش على كدا
تأمل الغول الورقة ثم إبتسم بخبث :_أوبس عندى دي يا معلم
تركه وعيناه مازالت تشع الغضب ليبتسم يزيد وهو يعدل من قميصه :_أه لو حد تانى ثبتنى التثبيته دي بس يالا محدش غريب عملها
صاح بغضب :_يزيد
تعالت ضحكاته :_ما خلاص يا عم هو أنا الا كتبت الورقة وبعت الفستان !!
شدد على شعره الغزير بغضب فرفع يزيد يديه بحركة درامية :_هننتقم متقلقش
ركل المصعد بقدميه وغادر وشرار الغضب يطل من عيناه ...
********
بمنزل سيف ..
دلف للداخل يبحث عنها ولكنه تخشب محله من الصدمة .....
......عشقٍ سيعلم الجميع كيف هو أمام صموده حينما يحارب بأتقان ليغزو قلوب الشر .....نهاية لا تليق سوا بها عن قريب .....حان الآن موعد دفوف العشق لنطلق برحلة محفورة بعشق عائلة نعمان ولعلها أخر رحلة سنلتقى بها ...
تابع جميع فصول الرواية من هنا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص والروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية زواج بالقوة بقلم لولو الصياد
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل العشرون
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد |
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل العشرون
أقترب منها وهى بعالم حفر بالشرود والأفكار ليجذب جاكيته قائلا وعيناه تأبى التطلع لها :_هنرجع البيت
افاقت من شرودها على صوته فقالت بستغراب :_دلوقتى ! ليه؟
لم يجيبها ووضع المال على الطاولة ثم جذبها قائلا بصوتٍ مخيف :_لما نروح هتعرفي
وبالفعل لحقت به بستغراب ودهشة على تغيره المفاجئ فشغلها الفكر عن ما حدث ليجعله جاف معها هكذا !!..
**********
بقصر نعمان
كان العمل بجهداً كبير أستعداد للغد المحفل بزفاف فراس ومحمود ..لم تكن تعى ما يحدث حولها كل ما تعلمه أنها سعيدة بأنها ستصبح ملكه ...
على الجهة الأخرى ..كانت هناك إستعدادت أخرى ولكن للفتك من تلك العائلة فكانت تضع خطة ناجحة بكل المقايس لا تعلم بأن من عاونها على وضعها هو الغول !...
إبتسم الحارس الخائن بأعجاب :_وبكدا لما يزيد يشوفهم فى سريره وفى الوضع دا هنعتبر نهايتهم بسلاحه مؤاكدة
تعالت ضحكات نوال بتأكيد :_الا عملناه فى الأيام الا فاتت شغل الشك فى دماغ يزيد لو كنا نفذنا الخطة الكبيرة كدا من غير ما نثير شكوكه مكنش هيقدر يصدق الا بيحصل أدامه والخطة كان وارد تفشل لكن المرادي مفيش شيء هيخليها متنجحش
لمعت عيناه بشعلة الأنتقام والنصر ولكن لم تعلم بمن يضعها بأولى خطته القاضية..
**********
بغرفة يزيد ..
كان يستند بجسده على الشرفة ،عيناه مثبتة على نقطة الفراغ بتفكير يسرى بداخله...أقتربت منه بخطوات مرتبكة ودمع يلمع بعيناها ولكنها أكملت طريقها فلن تدعى الكبر والغرور يحول بينها وبين العشق المختار..
وقفت أمام عيناه لينتبه لوجودها فساد الصمت دقائق تتأمله بها ويتأملها هو فهوت دمعة من عيناها وهى تتأمل عينٍ جعلت قلبها ينبض بالهوس والجنون ...رفع يديه يزيح دموعها ونظرات الأندهاش تفترس ملامحها ليخرج صوتها المنكسر بحيرة :_صعب أفهمك !
إبتسم إبتسامته الجانبية المثيرة قائلا بغرور مصطنع :_ولا حد يعرف يفهمنى
لم تتبدل ملامحها فقط تتأمله بصمت وأهتمام ...زفر يزيد بحزن وهو يجذبها لأحضانه قائلا بنبرة عاشقة :_مش مهم تفهميني الأهم أنك تتأكدي أنى بموت فيكِ
خرجت من أحضانه قائلة بدموع :_حتى دي بقيت صعبة عليا أفهمها
وتركته وخرجت من الغرفة سريعاً ليقبض على معصمه بقوة وتوعد لمن تسببت بتلك الفجوات ...
**************
بمنزل تقى ...
دلفت للداخل بأرتباك من مظهره المريب فأغلق باب المنزل بقوة كادت أن تحطمه ..
أقتربت منه بخوف :_فى أيه يا سيف ؟!
أقترب ليكون أمام عيناها يتأملها بصمت أنهى بصفعة قوية هوت على أثرها أرضاً ...
صدمة.....زهول.....خوف...تل
أنحنى سيف ليكون مقابلا لها فخرج صوته الثابت بنجاح :_متأكدة أن سامي مكنش يعرف بحبك ليا ؟
إبتلعت ريقها بخوفٍ لا مثيل له فجلس أرضاً مستنداً على الحائط بحزن وعين تلتهبها القسوة والجفاء ...أقتربت منه سريعاً والدموع تغزو وجهها ليخرج صوتها المتقطع :_سيف أنا عملت المستحيل عشان أقدر أكون فى العلاقة دي بس صدقنى معرفتش أرغم قلبي
رفع عيناه القاتمة قائلا بصوتٍ جمهوري :_أنتِ كدبتى عليا !
قاطعته بدموع :_غصب عنى لأنى بحبك
تعالت ضحكاته الغامضة ليخرج صوته الحاد :_تفتكري أنى غبي لدرجة أنك تخدعينى مرتين !! ..ولا أنك تحاولى تخبي عليا أنك السبب ورا موت أخويا ..
صدمة جعلتها متصنمه مما تستمع إليه فرمقها قائلا بسخرية :_كنتِ فاكرة أنى مش هعرف !!! أنتِ غبية أوى يا تقى
خرج صوتها الباكي :_أيه الكلام دا يا سيف ؟!!
جذبها لتلتقى بلعنة عيناه قائلا بصوت مميت :_الأحلام الا رجعتى تحلميها من جديد بجوازي منك هحطمها كلها أوعدك أنك هتشوفى أسود أيام حياتك على أيدى أنا الأهبل الا أستغفلتيه وخالتيه يحبك
تطلعت له بسعادة مكبوته بصدمة فأجابها بسخرية :_أيوا للاسف كنت حبيتك بس دلوقتى خلاص يا تقى كل الا بنيته هيتهد فوق دماغك ..
وتركها وتوجه للخروج فأسرعت خلفه بدموع غزيرة قائلة برجاء :_لا يا سيف متسبنيش
أغلق باب المنزل بقوة بعدما رحل كأنه يعلن لها أنغلاق ذاك القلب لتعلم بأن القادم سيكون محفولا لها ...
**********
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل العشرون
تعالت ضحكات الجميع على طاولة الطعام الطويلة وهم يتبادلان الحديث المرح بعدما أجتمع مراد الجندي بالجميع لحضور زفاف رفيقه غداً ..
خطفت شاهندة بعض النظرات المرسومة بالغضب له فكان يتأملها بمكر وغرور من تنفيذ مخططه ..
أما على بعد ليس بكبير كانت تقام خطتها لتكون الخطوة لأخر الدرج لخطة الغد الذي ستفتك بيزيد ومالك وتمحى الأخوة التى جعلتهم لها صعب المنال ...
بالداخل
إبتسم يزيد قائلا بخبث :_عندك حق يا مراد فراس تحسه فى شيء من الجنون
قاطعه مالك بمكر :_وعشان كدا أنا بفكر أننا نلغى الجوازة دي بدل ما نلاقى شاهندة فى العباسية
خرج صوته الحاد قائلا بغضب :_مش حابب تضيف حاجة يا أستاذ مراد
أرتشف العصير بتلذذ عن تعمد ليثير جنون فراس ليخرج صوته الثابت :_هما ضافوا كل حاجة
رمقه بنظرة مميته ليجيب بخوف مصطنع :_شيل الكلمتين دول يا مالك أنا لسه داخل دنيا ومش حابب أخرج منها
تعالت ضحكات الجميع لتقاطعه أمل بحنان :_بعد الشر عليك يا حبيبي
آبتسم مراد على تلك المرآة التى تغمر العائلة بجو من الدفئ الخاص وهو يتأمل بسمتها المحفورة بطيبة لم يرأها من قبل ...
جذبت ليان بسمة قائلة بصوت منخفض :_مين دا يا بسمة ؟
أجابتها الاخرى بصوتٍ هامس :_معرفش بس أعتقد صديق فراس المقرب
أشارت ليان برأسها بتفهم لتخبرها بسمة بأنها ستخرج قليلا لحاجتها للهواء ..
كانت تجلس أمام عيناه وتتذكر ما حدث أمس ...كيف أنه عاونها على التمدد وظل جوارها ...شعورها المريب بدأ يهاجمها بلا شفقة فيجعل قلبها يدق بعنف كأنه يقرع الطبول للمعارك بين القبول والرفض بين الألم والعذاب كلا منهم يذكرها بوجع يجعلها تستيقظ من دوامة الأحلام الوردية ولكنها بحاجة لوقت تفهمه به ..رفع طارق عيناه بعدما لاحظ نظراتها فسحبتها بخجل كبير من كشفه لها ..
زفر شريف بملل :_أنتوا هتفضلوا تتكلموا فى الشغل كتير ؟
يزيد ببرود :_ودا يخصك فى أيه ؟
رمقه شريف بغضب :_يعنى انا سايب مذكرتى من الصبح وجيت أساعدكم وفى الأخر تضيعوا البرستيج فى موضوع مش بفهم فيه
تعالت ضحكات مراد بعدم تصديق على عكس فراس رفع يديه ليصفعه بقوة :_وهما بيتكلموا فى شغل ياغبي دول بيتحمرشوا بيا
يزيد بأبتسامته الفتاكة :_لا موصلتش لكدا يا فاتن أحنا بنقول كلام عابر
تعالت ضحكات مالك قائلا بغرور :_أنت شايف نفسك عرضة للتحمرش فدا مش مشكلتنا ولا أيه يا مراد
رفع يديها بكف له والضحك الرجولي يعلو الغرفة قائلا بصعوبة :_معاك طبعاً
دلف سيف ومظهره كان كفيلا بنقل حالته لمالك ويزيد فجلس على المقعد قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_مساء الخير يا شباب
أجابه الجميع بستغراب لحالته فخرج صوت يزيد المنخفض بعض الشيء :_سيف أنت كويس
رفع عيناه بحيرة من أمره فعلم يزيد بأن الأمر خاص للغاية ليبدل الحديث لشيء أخر ..أقترب الخادم منهم قائلا وعيناه أرضاً :_فى تليفون عشان حضرتك يا مالك بيه
مالك بتعجب :_عشانى أنا !
أجابه بتأكيد :_أيوا يا فندم
وقف مالك وتوجه معه للهاتف تحت نظرات يزيد وفراس الغامضة ...
رفع مالك الهاتف قائلا بثبات :_ألو
لم يستمع لرد عليه فتعجب وهو يعيد التحدث مرة أخرى ولكنه تفاجئ بصمت يخيم عليه فأغلقه وتوجه للرحيل ليتخشب محله حينما لمح شيئاً يجاهد ليطوف بالمسبح...توجه مالك للخارج سريعاً لتكون الصدمة مصيره حينما رأى بسمة تجاهد الأمواج للعيش ...خلع جاكيته ثم ألقى بنفسه بالمياه سريعاً ليسبح ببراعة لا مثيل لها حتى يكون لها النجأة ...ما أن رأته بسمة حتى تعلقت برقبته بقوة فرأت الموت بعيناها منذ قليل وها هو من يخرجها منه بعدما أذاقت عذابه ولو لدقائق معدودة
مالك بصراخ وهى تتعلق به:_أنتِ كويسة ؟
أشارت له بجنون وهى تتعلق برقبته وبقميصه فحاول السباحة ليخرجها من المسبح ليتفاجئ بالجميع أمام عيناه فأقترب سيف منهم ثم قدم يديه لمالك ليلتقط0 منه بسمة ...
كانت ليان توزع نظراتها بين يد بسمة المتعلقة بقميصه واليد الأخرى المتعلقة برأسه لتشعر بأن هناك شيئاً غامض بينهم فكثرت تلك المواقف الخادعة ..
أقترب مالك من الدرج وصعد وهى بين يديه ...حاولت بسمة أن تقدم يدها لسيف ولكن خانتها قدماها وكادت السقوط ببئر الموت مجدداً فتعلقت بمالك بقوة ودموع
هوت دمعة خائنة من عين ليان وأنسحبت على الفور على عكس يزيد يعلم جيداً بأنها الخطوة قبل الأخيرة ولكنه يتراقب غداً الخطة لينهى عليها ويبدل الخطة لتصبح هى ضحيتها ...
******
عاقبها الجميع على عشقه المتيم
عاقبها بلا رحمة كأنها من جبرت الحب ليتسلل لأوردة القلب ..
كأنها من سمحت لجنون عشقه بأن تستحوذ عليها !..
هوت دمعاتها بقوة كأنها تحاول التخفيف عنها ولكن كيف لقلبٍ حطم أن تلتهم جروحه !!
غاصت أفكارها بفكرة واحدة لعلها ستكون لها الحل الأمثل لتغفو من لهيب قسوته حتى لا تعطى الكره فرصة للتسلل لقلب عشقه بحد الجنون ..ولكن ماذا لو حطم القدر ما تبقى لترى المجهول !..
&********&
بغرفة مالك ..
ألقت بنفسها على الفراش بقوة تاركة ذكريات ما يحدث يتجول بها لترى ما حدث على الدرج وبالغرفة ومنذ قليل أمام عيناها فتشع بنيران تكاد تحرقها من الفكر ..
دلف مالك للداخل ثم توجه سريعاً للخزانة ليبدل ثيابه المبتلة فلمح عيناها التى تخطف النظرات له ...
أرتدى قميصه قائلا بهدوء :_فى حاجة يا لين ؟
أقتربت منه بصمتٍ قاتل تمرد بجملتها القاتلة :_أيه الا بينك وبين بسمة يا مالك
أستدار لوجهه لها بصدمة كبيرة فخرج صوته بزهول وغضب :_أنتِ أتجننتى يا ليان
إبتسمت بسخرية :_بالعكس عقلت جداً مهو مش صدفة أن كل دا يحصل وأنت فى كل مرة الا تنقذها
صدمته لم تكن بهينة لم يراه ..لا لم يقوى على تحمل ما يستمع إليه ...هوس الموت صار أقوى له من تحمل تلك الفكرة المريبة ...عشقهم مخلد فالروح هى المغزى لهم ألم تحكمها على ما تتفوه به ..
كانت نظراته كافيلة بجعلها تشعر بآلم لا تعلم سببه فترك الغرفة ورحل بصمت لتجلس على الأريكة بدموع فهى بنهاية الأمر من معشر النساء بداخلها غيرة عليه حتى لو غلقتها الثقة ...
********
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل العشرون
خرجت من حمام الغرفة بخوف شديد لمحه يزيد فحزن علي ما تمرء به لأجل تلك اللعينة ..
أقتربت منه بسمة بخطوات مرتباكة ثم قالت وعيناها أرضاً بخوف :_يزيد أنا مكنتش أعرف أن مالك الا أنقذنى الا بعد ما خرجت من الميه
ثم أكملت بتوتر ودمع يلمع بعيناها:_أنا كنت بتمشى شوية ومعرفش أزاي أو أمته وقعت بالميه كل الا شوفته ادامى الموت وأول ما حسيت بنجأة ليا مترددتش ثانية وأتعلقت بيه ..
كان يستمع لها بحزن يكفى لقرون وهى تظن حزنه غضب على ما حدث ...كيف لا يكون بدوامة الحزن وهو يرى خوفها من ظنونه وتبريرها لما حدث حتى وأن كان مدبر للأيقاع به ..
لم يحتمل رؤيتها هكذا فجذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطم ضلوعها ...
فتح عيناه ووعيده يزداد أضعافاً لتلك المرأة ثم إبتسم بمكر لخطته التى ستفتك بها .. إبتعد عنها حينما إستمع لطرق الغرفة ففتح الباب ليجد ليان ..
خرج صوتها الخجول :_بعتذر بس كنت حابة أطمن على بسمة
إبتسم قائلا بتفهم ؛_ولا يهمك أتفضلى
وتركهم يزيد وهبط للأسفل ...
جلست ليان على الفراش ونظراتها تتأمل بسمة بحيرة من امرها لتجد بأن الرفقة أمراً محتوم ...خرج صوتها بحزن متخفى :_عاملة أيه دلوقتى ؟
جلست على المقعد قائلة بحزن :_الحمد لله يا ليان كنت هموت بجد لولا مالك ربنا يكرمه يارب
بدأت قسمات وجهها فى الأسترخاء حينما لمست من حديثها الصدفة والصدق فأبتسمت قائلة بثبات :_بعد السر عليكِ يا حبيبتي ،قومى ألبسي الحجاب عشان ننزل شوية هخليكى تنسى الا حصل
إبتسمت بسمة بحب :_ربنا يخليكِ ليا يا ليو هدخل ألبس مش هتأخر
أشارت لها برأسها وظلت بأرنتظارها ..
حملت ليان كوب المياه لترتشفه ولكنه سقط من يديها ربما لحالة التوتر والفكر التى هى به ..
أنحنت لتلملم الزجاج المحطم بحزن فلمحت علبة مخفية أسفل الفراش ...حملت قطع الزجاج بلا مبالة ولكنها صعقت حينما رأت إسم مالك يلمع عليها فجذبتها بلهفة ليكسو القلب شهقات آنين وصدمة جعلته كالمهجور ..كلمات كتبت لتزرع الشك بقلب يزيد ولكنها نجحت بالفعل مع ليان !
خرجت بسمة قائلة بأبتسامة هادئة :_أنا جاهزة يا ليو
أخفت الورقة سريعاً ثم لملمت الزجاج بعين تحاول التحكم بدمعها ..
*********
بغرفة بسملة ..
صعدت لغرفتها لتستريح قليلا فأسرع خلفها قائلا بلهفة :_أنتِ كويسة ؟
تأملته بتعجب فأقترب منها بقلق :_أصلك طلعتى يعنى والوقت لسه مش متأخر
إبتسمت قائلة بهدوء "_مفيش يا طارق كنت حابه أرتاح شوية
جلس أمامها قائلا بلهفة فشل فى أخفائها :_لو تعبانه أتصل بالدكتورة فوراً
وأخرج هاتفه لتضع يدها سريعاً على يديه بتلقائية "_صدقنى أنا كويسة
رفع عيناه على يدها بنظرة تتنقل بينها وبين عيناها فسحبت يدها سريعاً بخجل ..
جاهد طارق ليفعل ما يمليه عليه قلبه ولكنه كاد الفشل ...أستسلم بنهاية الأمر ورفع يديه يطوف وجهها بحنان :_بحبك يا بسملة
رفعت عيناها له بملامح لا توحى بشيء فأكمل بهدوء :_حاولت أتحكم بمشاعري بس فشلت أنا فعلا بعشقك وعارف أنك مستحيل تحبنى حتى الفرصة مليش حق المطالبة بيها بس طلبي الوحيد منك أنى أفضل جامبك بأى شكل أنا راضى بيه بس أكون جانبك ..
تأملته بصمت ليجذب يديه بخذلان ربما إجابة له بأنه ليس مرحب به بحياتها ...
توجه للخروج بخطاه التى تضرب قلبها لتفق فنهضت عن الفراش قائلة بلهفة :_طارق
أستدار ببطئ غير مدرك لما يحدث فأقتربت منه قائلة وعيناها أرضاً :_أنت ليك وجود كبير فى حياتى ...ثم أكملت بأرتباك :_متخرجش منها أبداً
تطلع لها بصدمة فتركته وأسرعت لحمام الغرفة بخجل ليهوى على الأريكة بأبتسامة واسعة تكاد تسع العالم بأكمله
********
بغرفة فراس ..
زفر بغضب :_بقولك أيه عدى أم الليلة دي على خير أنا مش مضطر أستحملك أكتر من كدا
رفع قدميه على الأخري بتعالى :_هتعمل أيه يعنى ؟
فراس بضيق "_هحضرلك أوضة تانية
مراد بسخرية :_يا حرام مش عيب أطلعك من أوضتك ..تنام فى غرف الضيوف !
صاح بصدمة :_أنت الا هتروح مش أنا
تمدد على الفراش بمرح :_أنا مبسوط هنا عايز تروح أنت معنديش مانع
جن جنونه ليقول بضيق :_مراااد
أجابه ببرود ويديه تعبث بالهاتف :_متعليش صوتك أنا جانبك هنا مش فى تانى دولة
جلس جواره قائلا بضيق :_عدي الليلة دي يا إبن الحلال
تعالت ضحكاته :_ ومالك بتشدد على الكلمة دي ؟حد كان قالك إنى إبن حرام ؟!
حمل فراس الوسادة ثم تمدد على الأريكة قائلا بغضب :_أنا عارف أم الرخامة دي بس على مين مش هستنزف طاقتى معاك أنا عريس بكرة والضغط والسكر مش كويسين عشانى
لم يتمكن مراد من كبت ضحكاته فتمدد على الفراش براحة والهاتف بيديه يتفقد معشوقته ..
**********
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل العشرون
مالك بصدمة :_مش معقول !
زفر بسخرية :_للأسف الحقيقة يا مالك يعنى أنا كدا مشارك فى قتل أخويا
تأمله يزيد بهدوء ثم قال بثباته الفتاك :_بس أنت أعقل من كدا يا سيف
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل مالك :_الأعمار بيد الله هى مقتلتوش هى صارحته بالحقيقة
جادله بقوة :_والحقيقة دي كانت سبب فى موته
قاطعه يزيد بغضب "_بلاش جهل يعنى لو كان مات فى بيته كانت الشكوك هتتشال !! يا سيف أنت طول عمرك عاقل وحافظ كتاب الله بلاش تنزل نفسك للأسلوب دا هى حبيتك مأجرمتش أعترفتله وبرضو مش جريمة كان المفروض تسمع منها على الأقل
سيف بسخرية :_أنا معتش طايقها هسمع منها أزاي ؟!
خرج صوت مالك الغامض :_غمض عيونك يا سيف
تأمله سيف بغضب ليشدد من كلمته :_قولتلك غمض عيونك
أنصاع له سيف وأغلقهم ..فأكمل مالك :_تخيل تقى أدامك وحوليها خطر من كل مكان وأنت أدامها سيب روحك تسرد الباقى
وبالفعل رسمت صورته بالخيال ليجد نفسها يتحدى الأعماق ليخبئها بأحضانه ...فتح عيناه بعدم فهم لما فعله مالك ليبتسم الماكر قائلا بهدوء :_الا شوفته دا حقيقة قلبك ومشاعرك يا سيف يعنى الكلام شيء وردة الفعل شوفتها بنفسك بلاش تدي الأمور أكتر من حجمها كلنا لينا أجل وكله مكتوب عند الله محدش ضامن موته هتكون شكلها أيه فوق يا سيف وساعد نفسك على كدا والا هتخسر وكتير أوى
إبتسم يزيد على دهاء مالك فى حل العقبات على عكس سيف شعر بأرتياح لا مثيل له حتى أنه حمد الله على وجود مالك ويزيد بحياته فتركهم ورحل سريعاً ربنا ليشاطر الآنين قلبه بعدما يلعب المجهول لعبته ليرى جنون العشق ..
بعد مغادرة سيف شرد مالك بحديث ليان لتشدد الطعنات قلبه فأخرجه منها يزيد :_أنت كويس يا مالك
رفع عيناه له بعدم إستيعاب ليخرج صوته ^_مش لقى إجابة على سؤالك
يزيد بحزن غير ملموس :_للدرجادي !
إبتسم بآلم :_وأكتر يا صاحبي ..
ثم نهض قائلا بأبتسامة زائفة :_يالا هسيبك وأطلع أنام عندنا بلاوى الصبح عشان الحفلة تخلص قبل المعاد
إبتسم يزيد قائلا بغرور :_وراكم متجمعش
غمز له قائلا بسخرية ؛_ماشي يا غول طول عمرك وا..
قاطعه بنظرة مميته ليبتلع كلمته :_أقصد شهم
إبتسم بغرور :_أيوا كدا أتعدل
مالك بغضب :_هعديلك كله عشان محتاج أناااام الصبح نتناقش فى الحوار دا تصبح على خير
إبتسم الغول قائلا بهدوء:_وأنت من أهله ...
وغادر مالك للأعلى ..
دلف للغرفة فوجدها مظلمة للغاية ..شعل الأضاءة وعيناه تبحث عنها إلى أن وقعت عليها تجلس على المقعد مغلقة عيناها بقوة والدموع تغزو وجهها ..
ما أن فتح الضوء حتى تخلت عن مقعدها وتقدمت لتقف أمام عيناه بمدة طالت بالتفكير وأنتهت بأن ألقت الورقة المطوية له بأستحقار
فردها مالك فجحظت عيناه وهى يقرأ محتوياتها ..
إبتسمت بسخرية :_أيه متفاجئ !
ولا دور جديد بترسمه
ألقى بالورقة أرضاً قائلا بغضب :_لياااان ألزمى حدودك أفضلك
تعالت ضحكاتها الساخرة :_الحدود دي الا المفروض بتتكلم عنها أنت تعديتها من زمااان لما دوست على صاحبك وأخوك خنته وخنتنى تعرف يا مالك أنا أول مرة فى حياتى أنخدع فى حد بالطريقة دي
هوت دموعها فأقتربت منه قائلة بصراخ :_أنت أكدتلى أن الرجالة كلهم زي بعض ..حسام خانى وأنا سبته وأنت دلوقتى بتخونى ومع أقرب صديفة ليا والمفروض أنها مرأت أخوك !
جذبها من معصمها بقوة قائلا بصوتٍ كالرعد :_أخرسي أنا مش هبررلك حاجة لأنك حكمتى من معاشرتك للطباع الرخيصة
ثم تركها قبل أن يفتك بها جنونه وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بحزن يضاهى أفواه :_يا خسارة يا ليان
وتركها وغادر بصمت ..لتهوى أرضاً وتصرخ بقوة
****
صعد الدرج ليتفاجئ بأحداً ما يجذبه بالقوة للمصعد فتفاجئ بمالك أمام عيناه والغضب يحتج عيناه فيجعلهم بركان من نيران
تأمله يزيد بصدمة فأخرج من جيبه الورقة قائلا بصوت كهلاك الموت :_أحنا متفقناش على كدا
تأمل الغول الورقة ثم إبتسم بخبث :_أوبس عندى دي يا معلم
تركه وعيناه مازالت تشع الغضب ليبتسم يزيد وهو يعدل من قميصه :_أه لو حد تانى ثبتنى التثبيته دي بس يالا محدش غريب عملها
صاح بغضب :_يزيد
تعالت ضحكاته :_ما خلاص يا عم هو أنا الا كتبت الورقة وبعت الفستان !!
شدد على شعره الغزير بغضب فرفع يزيد يديه بحركة درامية :_هننتقم متقلقش
ركل المصعد بقدميه وغادر وشرار الغضب يطل من عيناه ...
********
بمنزل سيف ..
دلف للداخل يبحث عنها ولكنه تخشب محله من الصدمة .....
......عشقٍ سيعلم الجميع كيف هو أمام صموده حينما يحارب بأتقان ليغزو قلوب الشر .....نهاية لا تليق سوا بها عن قريب .....حان الآن موعد دفوف العشق لنطلق برحلة محفورة بعشق عائلة نعمان ولعلها أخر رحلة سنلتقى بها ...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص والروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية صخر بقلم لولو الصياد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا