يسعدنا من خلال موقع قصص26 أن نقدم لكم الفصل السادس من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد وهي واحدة من أحدث روايات رومانسية مصرية للكاتبة المتألقة آيه محمد رفعت (ملكة الابداع) والتي قدمنا لها رواية أحفاد الجارحي من قبل علي موقعنا.
بالقصر...
صعد طارق لغرفته والتفكير يكاد يخترق عقله فيجعله عرضة للهلاك ، رفع يديه يلامس مقبض باب غرفته بشرود إنتهى إلى أن رأى شقيقاته يقفن أمامه بصدمة من وجوده بالقصر ..
إبتسم وهو يقترب منهم قائلا بفرحة :_وحشتونى
إبتعدت عنه شاهندة ونظرات الغضب تحتل عيناها فتجعلها كالجمر الذي أفتك به لتنقلب نظرات السعادة لرؤياهن لحزنٍ ليس له نهاية ...
وضع عيناه أرضاً ليتذكر كلمات مالك بأن الجميع إمتلأت قلوبهم بالخوف القاتل منه فلمعت الدموع بعيناه وتهرب سريعاً لغرفته تحت نظرات إستغراب منار وشاهندة من وجوده بالقصر مجدداً .
********
بالأسفل
كان مستنداً برأسه على مكتبه الضخم كمحاولة للثبات لوقت طويل كما أخبره مالك ينتظر عودته ليعلم الحقيقة ...
رفع هاتفه حينما صدح برسالة من رفيق العمر يحثه به أن يتواجه للمكان المذكور ..
جذب يزيد مفاتيح سيارته وتوجه للمكان بسرعة البرق ليجده منعزل عن الجميع وبالخارج بعض الحرس الخاص بالقصر ...
لم يكن وقت الأستكشاف لمعرفة سبب وجودهم بل أسرع للداخل ليجد ثلاث شباب مقيدون ، وجههم ممتلأ من الكدمات والضرب المبرح ربما غضب مالك هو من أيصل له مفهوم ما يحدث .
خرج صوته أخيراً :_مين دول يا مالك ؟!
أرتدى جاكيته ونظراته تفتك بهم قائلا بصوت كالرعد :_لو مش هنتعب حضراتكم تقولوا الا حصل تانى
أسرع الشاب بالحديث خوفاً من أن يتلاقى نصيب أضافى منه فأستغل مالك إنصات يزيد لهم وخرج مسرعاً .
صدم يزيد فقال بصدمة كبيرة :_وصلت بيكم الحقارة لكدا ؟!!!
ثم رفع عيناه التى تشبه صفارات الموت لهم فحل وثاقه قائلا بسخرية :_الا مالك عمله فيكم رحمة عن الا أنا بفكر فيه الا زيكم المعاملة دي متلقيش ليهم
وأنهال عليهم يزيد بالضرب القاتل فما أرتكبوه مجرد من الأنسانية والرحمة ..
*****____***
:_يعنى أيه يا فراس ؟
قالتها نوال بنفاذ صبر فتمدد على الأريكة بعينان مغلقة :_زي ما سمعتى البنت مش هتقع بسرعة كدا ودا الا أنا عايزه .
تأملته بحيرة من أمرها :_أنا مش عارفه أفهمك بجد
فتح عيناه وإبتسامة السخرية تعبئ وجهه :_ولا عمرك هتفهمينى
وجذب جاكيته ثم توجه للخروج مستديراً بتذاكر :_أوه نسيت أقولك بنت أخوكِ أحلى من الصور بكتير
وغمز لها بسحر عيناه فأبتسمت بسخرية على ما ينوى فعله ، أما عو فغادر لشقته الذي أستأجرها بنفس عمارة سيف ليكون قريبٍ منهم .
تناولت القهوة ثم توجهت لغرفة المكتب بالقصر ، أضاءت الضوء وتوجهت لتجلس على المقعد المخصص لها ولكن كانت الصدمة كبيرة للغاية حينما وجدت من يجلس محلها وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى وكبرياء ، عيناه تنظران لها بثقة تجعلها تبتلع ريقها بخوفاً شديد ، خرج صوتها المرتبك للغاية :_أنت دخلت هنا أزاي ؟!
تعالت ضحكات مالك فبثت الرعب بقلب نوال فتأرجح بمقعدها قائلا بتسلية :_شوفى أنتِ بقى طقم الحرس الا بره دا ممكن دماغه فوتت ولا حاجة .
لمعت عيناها بشرارة الكره والحقد الدافين فصاحت بغضب وهى تتجه لشرفة القصر :_أنتوا يا بهايم أ
كادت أن تكمل ولكنها تفاجئت بعين تشع جمرات من جحيم ، رفع يديه فأغمضت عيناها بخوف لا مثيل له ولكنها تفاجئت بكأس من المياه فأكمل قائلا بسخرية مريبة :_أعصابك يا عمتى أنتِ ست كبيرة فى السن مينفعش كدا .
تناولت منه الكوب ووضعته على الطاولة جوارها قائلة بشجاعة مصطنعه :_أنت عايز أيه يا مالك ؟
جذبها للمقعد المقابل للمكتب فجذبت يدها برعب فأبتسم بسخرية وهو يجذب المقعد ليكون على مقربة منها بعيناه المخيفة :_قولت أجى أزورك مهما كان فأحنا فى الأخر بينا قرابة وأهو بالمرة أشكرك على الا الواجب الا عملتيه مع طارق
تلون وجهها بالأصفر القاتم دليل الخوف المريب فخرج صوتها المتقطع :_واجب أيه ؟!
تعالت ضحكاته ثم تلونت الجدية عيناه قائلا بصوتٍ يصعب سماعه :_أقذر شلة فى الجامعة يحاولوا يستدرجوا طارق للشرب والمخدرات ولما فشلوا مكنش فى غير خطة ممتازة عشان تدمر الكل يحطوا فى العصير بتاعه مخدر قوى يخلى العقل يتغيب لمدة 12 ساعة متواصلين وعشان تكمل الحكاية زي ما حضرتك عايزة لازم البنت الا تكون موجوده تكون عذراء من طبقة متوسطة الا بتكون متماسكة بالشرف والعفة بقوة فتعمل زي ما البنت عملت بالظبط قضية وشهرة لعيلة نعمان لا بجد شابو ليكِ قدمتى للحيوانات دي بنت بسيطة دمرتوها هى ومستقبلها لمجرد أنها راجعة البيت فى الوقت دا لا والله دانتى كريمة لما طلبتى منهم أي بنت بس تكون باين عليها الاحترام والفقر عشان لما ترفع القضية الكل يدعمها نسيتى ان يزيد ومالك من الصعب تحطيمهم ولا الا عملوه طول السنين دي
قالت بسخرية :_لو جاي عشان تفكرنى بالا أنا عملته تبقى بتضيع وقتك ووقتى
إبتسم قائلا بشر :_أنتِ صح وأنا هعمل نفس الا عملتيه بالظبط وهمشي بنفس الطريق وأوعدك أنك هتشرفي السجن قريب أوى زي ما أستخدمتى الأولاد دول أنا كمان هستخدمهم عشان أدمرك مع فرق بسيط أنى معايا الحق وخاليكى فاكرة الكلمة دي كويس .
ورمقها بنظرة مريبة ثم خرج من باب القصر الرئيسي غير عابئ بالحرس ، أما هى فألقت ما على الطاولة بغضب شديد تحاول التحكم بأعصابها بداخلها خوف مريب من القادم ولكن زادها حماس التخلص من مالك فهو يشكل خطر مريب بعقله الذهبي على مملكتها ..
سرحت بأفكارها بمقارنة خافتة بينه وبين فراس فأبتسمت بسخرية لتشابه نظرات العينان المخيفة ثم قالت بغرور :_زي ما قدرت أفرقوا من صغركم 29 سنه هقدر أدمركم كلكم
ثم تعالت ضحكاتها وهى تنفس السجائر بجنون .
******________*****
بمنزل ليان
كانت تتناول الطعام بشرود بذاك الظل الذي لاحقها بالحقيقة فحاول محمود أخراجها من صمتها قائلا بخبث :_وأنا كمان يا لين العشا مش عجبنى
تطلعت له فاتن بغضب :_قوم أعمل لنفسك الأكل بعد كدا
تناول محمود الطعام بلهفة :_لا دا عجبنى بشكل يا أم محمود تسلم أيدك
أنفجرت ليان ضاحكة فشاركوها الأبتسامات فشرع جرس الباب بالدق ليرى محمود ماذا هناك ؟
رمقته حنان بنظرة مميته ثم دلفت للداخل فأتباعها هذا اللعين كما ينعته محمود ..
ولجت للداخل وهى تتأمل المكان بتقزز واضح للجميع فوقفت أمام إبنتها قائلة بشفقة مصطنعة :_أنتِ أزاي عايشة هنا يا بنتى ؟!!
تأملتها ليان بغضب فقالت بشكل مباشر :_جاية ليه ؟
تدخل حسام قائلا بغضب :_كلمى أمك كويس
قالت بسخرية :_أمي!! هى فين أمي دي الا سابت بنتها لمجرد أنها أتطمنت بأنها عايشة !!
رمقت فاتن بنظرة مميته :_أنا عارفه مين الا حفظك الكلمتين دول
شاركها حسام السخرية :_وتلقيهم كمان الا وزوا الحيوانه دى تعمل عليا نمرة عشان يوقعوا بينا
صاح محمود بغضب :_لحد كدا وكفايا أنتى والحيوان دا أتحديتوا حدودكم وأنا مش هسمح بكدا أخرجوا من هنا الا يحترم البيت دا أحترمه غير كدا معنديش كلام تانى
فاتن بعتاب :_عيب كدا يا محمود
قاطعتها ليان :_لا مش عيب محمود صح ياريت يا حنان هانم أنتِ وإبن أختك المحترم تفهموا كويس الكلام
تطلعت لها بغضب ثم حملت حقيبتها ورحلت ، أما حسام فتطلع لها بنظرات مميته قائلا بصوتٍ مريب :_كل الا بتعمليه دا أخره معايا طريق مسدود وأبقى خاليهم ينفعوكى
جذبه محمود بقوة ثم أغلق باب الشقة بوجهه والغضب يكاد يكتظ عيناه ..
بكت ليان بضعف فوجدت يد العون من فاتن كالمعتاد قائلة بصوتٍ حنون :_والله ما حاجة مستاهلة دموعك أوعى تكونى ضعيفة يا ليان أوعى الأنسان بيحتاج للحظة ضعف بس مش أدام مخلوق أدام ربنا على سجادة الصلاة أشكى همومك وأضعفى زي ما تحبي لكن مش أدام حد يا بنتى
رفعت عيناها تتأملها بتفكير وأحترام يفوقها أضعاف ثم هرولت لغرفتها لشعورها بحاجة اللقاء مع الله بضع ساعات تشكو همها وتزيح كربها ..
*********_____*****
صف سيارته أمام أمواج المياه الهائج ثم وقف يتأملهم بنظراته الغامضة ، الغضب يحتل سكون العينان فيجعلهما مخيفتان ..
:_لقيت مجنون زيي
أستدار مالك على الصوت ليجد شاباً فى نهاية العقد الثانى من عمره يقف ويتأمل الأمواج دون النظر إليه فقال ببعض الغضب :_أفندم مين الا مجنون ؟
إبتسم ذاك الوسيم ورفع عيناه من على طوفان الأمواج ليلتقى بعين مالك ، طال صمته وهو يدرس عيناه ليجد كما علم عنه الذكاء والمكر يحيلان بهما ..
خرج صوت ذاك الغامض قائلا بأبتسامة هادئة :_عندي ميول لما بكون مخنوق أنزل الميه أو على الأقل أقف أتأملها ومش بيهمنى الجو حتى لو كانت جايبها سيول فكان البعض بيقولوا أنى مجنون وحاليا صادفت مجنون أخر
تعالت ضحكات مالك بقوة فخرج صوته أخيراً :_لا معاك حق الجنون التفسير المنطقى
إبتسم الأخر رافعاً يديه :_فراس
رفع الأخر يديه بأبتسامة واسعه :_مالك
إبتسم الأخر قائلا بهدوئه الغامض :_عارف
ضيق عيناه ليكمل الأخر بأبتسامة هادئة :_مالك نعمان غنى عن التعريف
ثم توجه لسيارته قائلا بصوته الثابت :_مدام الجنون واحد يبقا أكيد هنتقابل تانى
أستقام مالك بوقفته قائلا بأبتسامة تسلية :_أعتقد عن قريب
وغمز له فغادر فراس وصعد الأخر بسيارته ..
عاد للقصر فوجده ينتظره والغضب يحيل على قسمات وجهه ، لجواره كان يقف سيف بخوف بعد أن فشل فى التحكم به .
أقترب منه وعدادت الموت تتطوف بعيناه فخرج صوته بحدة :_ممكن أفهم حضرتك كنت فين ؟
تأمله بصمت وضيق لعدم تغيره من طباعه الغاضبه :_أنت عارف كويس كنت فين وبعدين قولتلك للمرة المليون حاول تتحكم فى أعصابك
زفر يزيد بغضب :_لا فاهمنى كدا وسيبك من العصابية خالص حضرتك روحتلها لوحدك وفى وسط بيتها الملان حرس
صاح بغضب :_حد قالك أنى ضعيف ومش هعرف أحمى نفسي ؟
تدخل سيف قائلا بحدة هو الاخر :_يزيد ميقصدش كدا يا مالك بس فعلا الخطر كان كبير عليك
جلس على المقعد الخارجى قائلا بضيق :_كان لازم أعمل كدا عشان تعرف هى بتلعب مع مين ؟
جلس يزيد جواره ثم قال بسخرية :_وفهمتك بالكلام !
رفع مالك عيناه لرفيقه فأكمل بغضب :_الا زي دي مش بتفهم بالكلام يا مالك وأنت عارف كدا كويس
سيف بغضب :_يزيد صح الست دي زودتها بجد مش متخيل كمية الحقارة الا فى دمها ذنبها أيه البنت المسكينه دي تعمل فيها كدا
تطلع مالك ليزيد بشرود ثم قال بصوتٍ منخفض بعض الشيء :_أنا حاسس أننا ظلمنا البنت دي يا يزيد
أستند بظهره على المقعد مغلق عيناه بقوة كأنه يحتمل آلم لا يقوى عليه ..
أنهى ما به حينما صعد لغرفته بصمتٍ مريب أتابعته نظرات سيف ومالك فزفر بحزن :_الا بيحصل دا مالوش نهاية
أجابه على أمتعاض :_لا له يا مالك نوال دي سبب كل حاجه سلمت رقيبتها تحت إيدك قدم العيال دي للمحاكمة وبكدا نكون خلصنا منها
تطلع للفراغ بعيناه الغامضة :_ مش بالسهولة دي يا سيف هى مش غبية عشان تقع كدا أنا فى خطة فى دماغى لو مشت زي مأنا رسمها هتكون فعلا نهايتها
أجابه بأهتمام :_خطة أيه ؟!
جذب جاكيته قائلا بتعب :_مش وقته هحكيلك بعدين
جذب سيف مفاتيح سيارته قائلا بتعب هو الأخر :_طب أشوفك بكرا أن شاء الله
جذبه قائلا بحدة :_الوقت متأخر بات معايا وبكرا أبقى أطلع على الشركة
كاد أن يتناقش معه بذاك القرار ولكن نظراته جعلته يلحق به بصمت .
********_____**
أنهت صلاتها فوضعت سجادة الصلاة على الأريكة ، خرجت للشرفة تتأمل سطوع الشمس بفجر يوماً قضته بالتفكير بهذا المجنون ...لا ربما جن عقلها هى ..ساورها سؤالا لم يدعها منذ أن ألتقت به ..هل هو الظل الذي كان يلاحقها على الدوام ...
سطعت الشمس لتنير المكان فطلت على وجه ليان كأنها تخبرها بأن هناك من سينير عالمها عن قريب ..
دلفت للداخل على صوت هاتفها المعتاد فأغلقته بعصبية حينما علمت بأنه المتصل ، فمازال يحاول أقناعها بأنه برئ وان أخيها من تعمد ذلك .
أبدلت ثيابها بعد أن قررت البحث عن عمل يخرجها من ضغط التفكير المميت لم تعبئ بأنها مازالت مريضة فكل ما يعنيها بأن تخرج مما هى به .
*********
بغرفة مالك
إستيقظ مبكراً عن تعمد فتطلع لسيف قائلا بسخرية :_أنا مبحرمش كل مرة أنام جامبك أقوم متبهدل بتضرب باللكمات وأنت نايم !
وتركه ودلف لحمام الغرفة ثم شرع بأداء صلاته فجلس على سجادة الصلاة بتعجب من دعاه كيف طلب من الله أن يلتقى بها مجدداً !! ..
لما طلبها زوجة له ؟!! كل ما يعلمه أنه مرتبط بها هى ..
أرتدى سروال بنى اللون وقميص بدرجة أفتح ثم صفف شعره بحرافية ليهلك القلوب وربما تصريح للموت بدون شفقة أو رحمة .
********
بغرفة طارق
أنهى تلاوة القرآن الكريم بدموع فائضة ليتفاجئ بيزيد يجلس بهدوء ، نظراته زرعت الخوف بقلبه فكم ود أن يخلص نفسه من تلك الجريمة البشعة ليس خوفاً منه ولا من إبن عمه ولكن خوفاً من الله بعدما لجئ له .نعم تأخر بذلك ولكنه أعتدل بالطريق الصائب بنهاية الأمر ....
خرج صوته أخيراً :_رجعت ليه دلوقت !!
تطلع لكتاب الله بين يديه ثم قال بصوت متقطع :_حسيت أنى مأثر من ناحيته فرجعت
إبتسم يزيد بسخرية :_العبادة مش وقت الأحتياج
أجابه بحزن :_بس الوقت دا الا فوقنى ورجعنى للطريق الصح
أقترب منه يزيد قائلا بغموض :_والصح أنك تقضى على بنت بريئة
صاح بعصبية :_مكنتش فى واعي والله ما فاكر عملت كدا أزاي أو أيه الا حصل
وزع نظراته بينه وبين الفراغ بغموض ثم قال بثبات :_مصدقك
تأمله طارق بصدمة فأكمل يزيد بهدوء :_مالك أثبت برائتك
مع أخر كلمة هبطت دمعة عزيزة من عيناه ، لم ينكر بأنه فعل السوء من قبل ولكن ليس لذاك الحد المتدنى ...
لم يكن بالهين ولم يعتاد على الحنان فقال بحذم وثبات مريب :_ مفيش راجل بيعيط عايزك تفوق لمذكرتك ومتفكرش فى أي حاجة تانيه فاهم
أجابه بفرحة محفورة بدموع الصدمة :_حاضر أوعدك أنى هنجح وهحقق كل الا بتتمناه
أشار برأسه فألقى طارق بأحضانه ، تطلع له بثبات تمرد بأبتسامة فرفع يديه يحتضنه هو الأخر ..
***______***
بمنزل ليان
هبطت بعد محاولات عديدة بأقناع فاتن فأخبرتها بأنها بحاجة للخروج بمفردها حتى تزيح ما بصدرها ....وأمام رغبتها أنصاعت لها فاتن ..
خطت للخارج بخطى بطيئة كأنها تستمتع بالهواء الطلق أو تشعر بشيئاً جديد عليها لم تعش به ، لم ترى من يقف على مقربة منها بسيارته ينتظر تلك الفرصة ليرضخها له حتى وأن كانت الطريقة التى يفكر بها وضيعة للغاية
**************
توجه مالك للأسفل ولكنه توقف حينما وجد طارق يقف أمامه والفرحة تنير وجهه فقال بلهفة :_مش عارف أشكرك أزاي ؟
خلع مالك نظارته قائلا بأبتسامة محفزة بالسخرية :_متفرحش أوى أنت عملت كدا فعلا بس كنت مغيب وبعدين لو عايز تشكرنى معنديش مانع أقولك الطريقة
تعجب طارق من حديثه فأكمل مالك :_الطريقة رقم واحد أنك تصحى سيف وتتوالى شرف المهمة التانية أنك تنجح أنت والحيوان ابن خالتك
أتاه صوته من خلفه :_حد جايب فى سيرتى
تأمله مالك بسخرية :_أنت بتطلع أمته؟
رفع شريف نظارته بغرور :_وقت ما حد بيجيب سيرتى المبجلة
طارق بسخرية :_هتفضل مغرور ياض
رمقه بأزدراء:_أه وزيد كمان مش بحب هزارك البايخ
شريف بأبتسامة واسعه ؛_غبي وأنا الا كنت جاي أباركلك على البراءة
طارق بتأفف :_لا فيك الخير ياخويا
رسمت عين مالك بالخبث ؛_أيه دا يزيد
أرتعب بوقفته فقفز على ذراع طارق قائلا بصدمة :_أجرى يالااااا الغول وصل
تطلع طارق له بغضب وهو يشدد على قميصه فنزعه :_هجري أزاي وأنا شايل كوم من اللحم الضانى
رمقه بنظرة محتدة :_هو أنا أتخن منك يا زفت
طارق :_ودي محتاجة كلام ولمؤاخذة
تطلع لهم مالك بأبتسامة تسلية ثم غادر تاركهم بحرب مازالت تشتعل .
*************
بغرفة مالك
صفف سيف شعره بعد أن أستيقظ من نومه على صوت طارق وشريف بالخارج ..
دلفت منار للداخل قائلة بأبتسامة تلقائية :_صباح الخير يا مالك
تفاجئت به بغرفته فتخشبت محلها ، رمقها سيف بنظرة غريبة ثم توجه للخروج ولكنه توقف حينما قالت بصوتٍ حزين :_ممكن تسمعنى يا سيف
ظل كما هو عيناه على باب الغرفة والثبات بخطاه ، أقتربت منه منار لتقف على مقربة منه فخرج صوتها المرتبك :_سيف أنا عارفة أنك زعلان منى بس والله ما ذنبي أشوفك أخ ليا
ثم أقتربت منه أكثر :_يا سيف لو بصيت حوليك كويس هتشوف الا بتحبك من سنين وبتتمنى تشوفك سعيد لأن حبها صادق
تطلع لها بصدمة من معرفتها الأمر فأكملت بثبات ؛_متستغربش كلنا عارفين بحبها ليك الا أنت صدقنى يا سيف تقى إنسانه كويسة وتستاهلك بجد
فتح باب الغرفة وغادر بصمت يفكر بحديثها ..
أما هى فجلست على الفراش بحزن .
*****_____**
وصل يزيد للشركة فولج لمكتبه ليجد الجميع أجتمع على طاولة الأجتماعات ، جلس على مقعده الرئيسي وهى تقف لجواره حاملة الملف الخاص به ..
شرع العامل بالتحدث عن التعاقدات الأخيرة للشركة وعن المستحقات والدخل كما شرح الأخر أخر تطورات بتحديثات المبانى الخاصة بالعمالة وهو ينصت لهم بصمت أنقلب لغضب حينما لاحظ نظرات أحد المؤظفين لبسمة ..
أستدار بوجهه له قائلا بجفاء :روحى على مكتبك
تأملته بصدمة فخرج صوتها بزهول :_والأجتماع ؟!
رمقها بنظرة محتقنه :_أظن سمعتى كلامى كويس
شعرت بالحرج فغادرت بصمت ،جلست على المقعد فدق هاتفها ، رفعته بهدوء :_أيوا يا بابا
محبتش أزعجك فخرجت وحضرتك نايم المهم طمنى على بسملة الحرارة نزلت ؟!
زفرت بحزن :_أن شاء الله هتبقى كويسة
_حاضر مع السلامة
وأغلقت الهاتف ثم جذبت الملفات تكمل ما بدأته . .
**********
بالقصر ...
أسرعت لأحضانه بسعادة قائلة ببكاء "_الحمد لله كنت متأكدة أنك مستحيل تعمل كدا
أبعدها طارق عن أحضانه قائلا بضيق مصطنع :_لا مهو كان واضح
دلفت أمل للداخل بمساعدة إبنتها قائلة بأبتسامة مشرقة :_قلبك أبيض يا بنى
قاطعها شريف بسخرية :_دا قلبه أبيض!!! والله أنتِ الا عيونك عسل
منار بحدة ^_بتعاكس مامتى وأنا واقفه ؟!
طارق بمكر :_أطلبي الشرطة بدون تفكير
تعالت ضحكات شاهندة :_قرار عسل أصلى نفسي أزور حد من عيلتنا يكون مسجون وأخدله عيش وحلاوة بالشوكلا
جذبها شريف بغضب_والحد دا يبقى أنا يا بت !!
إبتسمت بغرور :_أنت بتمسكنى كدا وأخويا واقف ؟!
شريف بحيرة من أمره ؛_دا سؤال ولا أجابه
جذبه طارق بمرح وهو يكيل له الضربات :_أقولك أنا
تعالت ضحكات الجميع فجذبت شاهندة حقيبتها ثم أنحنت وطبعت قبلة على جبين أمل قائلة بأبتسامة هادئة :_أدعيلى يا نونو عندي أمتحان صعب جدااً
إبتسمت قائلة برضا :_ربنا يوافقك يابنتي يارررب
إبتسمت شاهندة فجذبت مفاتيح سيارتها وغادرت مسرعة لتلتقى بمن تعمق بنبض القلب منذ اللقاء الأول .
&********&&&***
أنتهى الاجتماع فخرج يتأملها بنظرة جعلتها تشعر بأنها أرتكبت جرمٍ ما ، أقترب منها بنظرة تتزايد قائلا بصوت مميت :_واحدة محترمه كانت حاست بنظرات الحقير دا وخرجت من نفسها لكن حضرتك كنتِ فرحانه أوى أنه مبهور بجمالك
صدمت من حديثه فقالت بصوت متقطع :_أيه الا حضرتك بتقوله دا ؟!
تأملها بلهيب عيناه ثم صاح بسخرية :_لا بريئة ومتعرفيش حاجة !
وضعت الملفات على المكتب قائلة بصوت متمرد مرتفع للغاية :_واضح أنك مفكر أنى زي باقى البنات الضعيفة الا هتعدي لمديرها أي حاجه عشان محتاجة الشغل لانها مش لقيه تأكل تبقى غلطان مش أنا الا تكلمنى بالاسلوب دا
رفع يديه أمامه وجهها قائلا بعين تلونت للأحمر القاتم :_صوتك ميعلاش عليا وأعتبري نفسك مستقيلة من هنا
تطلعت له بغضب مميت ثم حملت حقيبتها وغادرت ، زفر بغضب لعدم تمكنه من جمح زمام أموره لم يشعر بذاته الا وهو يلحق بها ..نعم تمرد قلب الغول ليلحق بفتاة تمرد عليها لسانها ..
فتحت باب المصعد ودلفت فولج خلفها قائلا بصوتٍ ثابت كأن لم يفعل شيء:_أيه الا مدخلك الأسانسير دا ؟
رفعت عيناها له بنظرة لم يفقه بفهمها فتوجهت للائحة الخاصة بالمصعد تحاول إيقافه ولكنها تفاجئت به يقف عند منتصف الطابق الأخير وما قبله ..
إبتسم يزيد قائلا بسخرية :_لاول مرة ألجئ لحركات الشباب الطايشة
تطلعت له بزهول فزدادت بسمته قائلا بتأكيد :_ايوا أنا الا أتفاقت مع العامل يوقفه
زاد الغضب بعيناها فأبتسم قائلا بغرور مصطنع :_هنسى أنى مديرك وأنك مجرد مؤظفة وهنتعامل على هذا الأساس
صاحت بسمة بسخرية ؛_شايف نفسك رئيس جمهورية
تعالت ضحكاته فتأملته بصمتٍ وغموض ليقترب منها قائلا بهمس :_ عيونك الا حلوة شايفانى كدا
إبتعدت عنه سريعاً وحمرة الخجل تزوار وجهها :_أنت عايز منى أيه ؟
إبتسم قائلا بهيام بعيناها :_مش عارف
كادت الحديث فقاطعها قائلا بشرود :_تعرفي أنى من ساعات كنت بقولك لمالك إبن عمى أنه مجنون شكلى طلعت أجن منه
لم تتفهم ما يقوله فتوجهت للائحة تحاول مرات عديدة لجعله يتحرك ..
جذبها يزيد بقوة لتقابل عيناه فدب الخوف بعيناها قائلة بدموع :_لو سمحت خرجنى من هنا .
إبتسم وهو يرى دمعاتها قائلا بثقة :_أنا كدا صح
أنكمشت ملامح وجهها بعدم فهم فرفع يديه يلامس دمعاتها قائلا بأباسامة هادئة :_من أول مرة شوفتك فيها هنا وأنا حسيت أنك غريبة أو مجنونه فى الحقيقة مكنتش عارف أحدد
مشاعري من نحيتك كانت أغرب عارفه ليه ؟
أشارت برأسها وهى هائمة بحديثه فأكمل هو :_لأنك كنتِ سبب كتير فى سعادتى أنتِ الا حركتى قلبي فى أيام بسيطة أنا خرجت من تفكير الغيرة والحزن عشان دموعك بأنى بحبك يا بسمة .
فتحت عيناها على مصرعها وهى تستمع له فتأمل عيناها بتطرف لأن يعلم كيف تحمل تلك الفتاة القوة والضعف والثقة والجنون بآناً واحد .
تحرك المصعد للأسفل بعد أنتهاء المدة التى حددها يزيد للعامل ومازالت النظرات تحتضن بعضها البعض ، مازال ذراعيه تطوف ذراعها وهى بعالم من الصدمة والزهول ..
وقف المصعد فأخفض ذراعه قائلا بصوتٍ هادئ :_مقصدتش أهينك يا بسمة ولا أقلل منك أنا كدا ودا طبعى لما بتعصب مش بحس بالا حواليا لما تخرجى من هنا فكري فى كلامى كويس وأعتبري النهاردة أجازة ليكِ بس من بكرة عايز أرجع ألقيكى على مكتبك
وقبل أن تستوعب كلماته غادر على الفور وهى بمحلها تتأمله بصدمة وغموض .
************
أسرعت بسيارتها لتلحق بالجامعة لتأخرها الملحوظ ..جن جنونها حينما توقفت السيارة عن العمل فهبطت تتفحصها بجنون ...
رفعت شاهندة الهاتف لتصرع حينما وجدت الوقت ينفذ فأسرعت لسيارات الأجرة تنتظر أي منهم ..
مرت الدقائق ولما تجد واحدة فتخذت قرارها بأن تخطو للطريق الرئيسي فهناك ستجد الكثير .
وبالفعل أسرعت بخطاها غير عابئة بالطريق ولا بتلك السيارة التى تقترب منها عن تعمد ..
صرخت بقوة حينما قطع الطريق عليها بعدما كادت أن تصطدم به فتطلعت للسيارة بستغراب ليخرج من رأته من قبل ..
خلع نظارته قائلا بضيق :_أنتِ بتطلعيلي منين ؟
وقفت أمامه بصمت تتذكره فقالت بهدوء :_هو أنا عملت أيه حضرتك الا دخلت عليا بعربيتك
تأملها بهدوء ثم قال بسخرية :_لا والله أسف أنى قطعت على حضرتك الطريق لأنى فاضي وبتسلى وواضح أنى عصبت سيادتك
صاحت بغضب :_بتتريق حضرتك
أجابها بنفس مستوى الصوت :_رجعى كلامك وبعدين لما حد بيمشى على طريق العربيات بياخد جانب مش بيمشى بنص الطريق
رمقته بضيق :_والله أنا أمشى بالحتة الا تعجبنى
بادلها بنظرة مميته فقال بسخرية :_ أنا مش فاضى للهبل دا
وتركها وتوجه لسيارته فقالت بصوت مسموع :_أيه الجنان الا على الصبح دا
ثم صمتت قليلا فتوجهت له بضيق وهى تطرق على زجاج السيارة برقة ، تعجب فراس وفتح النافذة قائلا بسخرية :_نعم نسيتى حاجه فحابة تضيفيها
أجابته بحزن :_معلش لو ضايقتك فأنا بعتذر بس أرجو حضرتك تسامحنى عشان اليوم ميضعش عليا
أنحنت ملامح وجهه بزهول فقال :_مش فاهم
أجابته بهدوء وحزن :_يعنى لو غلطت فيك سامحنى لانى خايفة جزاء صيام النهاردة يضيع عليا فالله يكرمك تسامحنى
كان يتوقع منها طلبها لأيصالها ولكن كانت صدمته كبيرة حقاً ..
طال صمته فحزنت للغاية وعلمت ان الصمت رافضاً قاطعى فأرتدت حقيبتها بأعتدال وأكملت طريقها ..
أكمل خلفها بسيارته فقال بهدوء :_سامحتك
إبتسمت قائلة بأمتنان :_شكراً
أجابها بأبتسامة هادئة :_وممكن أوصلك لأى مكان تحبيه
وضعت عيناها أرضاً ثم قالت بهدوء:_أنا مقدرة مساعدتك ليا بس للأسف مش هقدر
وأسرعت من خطاها فأبتسم بغموض وزاد من سرعته ليختفى من أمامها ..
كان تفكيره بتلك الفتاة الغامضة لم يلتقى بها سوى مرة فكانت بالصمت والآن وكانت بالصدمات ..
رفع فراس هاتفه على صوت رسالة من المغرب تحثه بأن السيدة التى خدمتهم طوال تلك السنوات على فراش الموت وتريد رؤيته بقوة وألحاح لم يبالى بها وألقى هاتفه على المقعد المجاور له وعين تلك الفتاة وحديثها تأبى تركه كأنها عاصفة مدمرة ..
***************
جلست على الطاولة الخاصة بالمطعم بشرود بعد أن وجدت عمل وأستقباله بالغد ، تاهت نظراتها بالفراغ تتذكر كيف كلماته ......نظراته الغامضة ، وضع النادل القهوة أمامها وغادر لتكمل رحلة الصمت ...ليخرجها منه من يقف أمامها لتحيل الصدمة ملامح وجهها..
****
بمكتب يزيد
أستند برأسه على المقعد بعالم أخر غير الذي له سيف يتحدث معه بأمور الشركات ..
تعجب سيف من هدوئه فقال بقلق :_يزيد أنت كويس ؟
إبتسم بسخرية فكيف تعلم الراحة والسكينة قلبه الذى أصبح عاشق لتلك الفتاة المجنونه ..
أجابه بثبات مخادع :_ورينى الأوراق وروح أنت على مكتبك فى بنت عايزاك تعلمها الأدارة فى القسم الخاص بيك أنت ومالك
رمقه بتعجب :_ومن أمته وأنا بعلم حد !!
إبتسم الغول بمكر :_بس أنا طلبت كدا
زفر سيف بغضب وهو يتوجه للخروج متمتم بكلمات سمعها يزيد جيداً:_ هموت وأفهم دماغك
وما أن غادر حتى رفع هاتفه ليطمئن على رفيقه ..فأتاه صوته المنزعج
:_أنت فين ؟
مالك=بتفسح ...هكون فين يعنى فى المطعم بستنى العميل الا حضرتك صممت أنى أقبله هنا مش عارف ليه ؟!!
_لأن دا الصح مع أمثالهم
=لا متقولش تباعهم !!
_بالظبط وجوده هنا مش كويس لينا أكيد عاملين كل دا عشان يصورا مداخل المكاتب بس أنا عجبتنى اللعبة وهكملها بعيد عن الشركات وبطريقتك
إبتسم مالك قائلا بأعجاب :_واضح أن دروس الهدوء أثمرت
إبتسم يزيد قائلا بسخرية:_تلميذك
وأغلق الهاتف ليفق على حقيقة صادمة ، تلونت دقات قلبه بلون مخيف...تمردت الدفوف بدف غامض ...مؤشرات قلبه تخبره بأنها بمكانٍ ما ..بحثت العينان عنها فوقعت على من تجلس على بعد ليس ببعيد عنه لتكتمل الصدمة بحقيقة جميلة .
رفعة عيناها لتجده يقف أمامها ،جذب حسام المقعد فجلس قائلا بغضب :_ممكن أفهم مش بترودي على تلفوناتى ليه ؟!
تلونت عيناها بجمرات نارية فجذبت حقيبتها وتوجهت للخروج فحذبها بعنف قائلا بصوت كالهلاك :_مش هنمشى غير لما أعرف بتهربي منى ليه
جذبت يدها وهى تصيح بصوت مسموع لمالك والجميع :_أنت أيه مش بتفهم علاقتنا أنتهت يا بنى أدم ثم أنك بتلاحقنى ليه ؟!! كل الا بتفكر فيه أنك ترمى خيانتك القذرة على أخويا حتى بعد ما شوفتك ؟!!!!
طب لما خرجت من عندك وعملت الحادثة مفكرتش جرالي أيه ؟!
لا كل تفكيرك كان إذا كنت كشفت حقيقتك ولا لا بجد أنت إنسان حقير .
وتوجهت للخروج وهو يتلفت من حوله بخجل فلحق بها بوجه متهجم لا ينذر بالخير ..
أسرعت بخطاها لتجده خلفها يجذبها بقوة لسيارته فصرخت به بجنون ولكن لم تستطيع تخليص نفسها منه لتجد مقبض حديدى يحيل بينهم ونظراته تهلع القلوب ،رفعت عيناها فوجدته يتطلع لها لا تعلم لما كانت بحاجته ؟! ..لم شعرت بأنه بمكانٍ ما ..
تعجب حسام من نظراتهم المطولة فحاول بجذب يده من بين القبضة الحديدية ولكن هيهات لم يستطيع ..
أفاق مالك على صوته فنقل نظراته علي عيناه قائلا بصوت كالموت :_لو مستغنى عن عمرك خاليك مكانك
رمقها بغضب قائلا بسخرية :_مين دا ؟ أه قولى كدا بقا أنك شايفه حد غيرى
تلونت عيناها بالدموع فشعر مالك بخنجر طعن قلبه ليهوى على وجهه بلكمة قوية نزف لأجلها دماء كثيفة فربما كان تصريح ليعلم بقوة الخصم ..
أسرع لسيارته قائلا بعصبيه بقلمى آية محمد رفعت ...:_ماشي يا ليان هتشوفى بنفسك هعمل أيه ؟
وغادر سريعاً بسيارته ، وقفت تتأمل الطريق الخالى منه ثم رفعت عيناها على من يقف جوارها وبداخلها نبضات مريبة ..
خرج صوتها أخيراً :_بشكرك
قالتها وتوجهت للرحيل فأسرع بالحديث :_على فين ؟
أجابته وعيناها على الطريق :_اكيد على البيت
قال بملامح مازالت منصدمة :_طب تعالى هوصلك
أسرعت بالخطى:_ لا مفيش داعى
جذبها قائلا بصوت متعب للغاية :_لازم تسمعينى الا بيحصل دا مش صدف
لم تستمع لكلماته فعيناها على يديه المطوفة لذراعها ، أذنيها على ما تستمع إليه لأول مرة ...دقات قلبها تعلو وتخفق بصورة مريبه دوامة الظل تتطوف بها لتجده أمامها ثم بدأ الملامح بالأتضاح لتجده مالك !!!
محاورات وأسئلة تزورها ...نبضات ودفوف تحاربها لم تحتمل كل ذلك لمجرد لمسه لها فأبتعدت عنه سريعاً وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة كمن ركضت لمسافة أميال تحت نظرات أستغرابه فقترب منها قائلا بحرص :_لازم تسمعينى يا ليان صدقينى مش هأخد من وقتك كتير
حاولت الحديث ولكن لم تعرف الكلمات فتفهم امرها وأخرج هاتفه ثم شعل السماعات الخارجيه لتستمع لصوت محمود قائلا بفرحة :_ لحقت أوحشك !
مالك بجدية :_محمود فى شخص بيحاول يضايق ليان فحبيت أوصلها لو معندكش مانع
صاح بلهفة :_مين ؟! اكيد الحيوان حسام مكفهوش الا عمله ورحمة ابويا مأنا رحمه وصلها يا مالك
أغلق الهاتف قائلا براحة :_اظن ثقة أخوكِ فيا تخليكى تطمنيلى
لم تكن بداومة الواقع وجدت نفسها مستسلمة لقدماها فصعدت معه بسيارته ليتوجه لمكان ربما بعد رؤيته تستطيع أن تفكر وتعلم بأرادة المجهول بجمعهم
خرج صوتها المتقطع :_البيت مش من هنا
أجابها وعيناه على الطريق :_عارف يا ليان متخافيش مش هأخد من وقتك كتير
تلفتت حولها برعب حقيقي قائلة بخوف :_أنت جايبنى هنا ليه ؟
تطلع لها بعيناه الساحرة :_متخافيش يا ليان
توقف الزمان بعد نظراته فحاولت التحكم بعيناها ولكنها فشلت فشل مريع .
***************
بالجامعة
أنهى محمود المحاضرة وأسرع بالخروج ولكنه تخشب محله حينما وجد هذا اللعين يجلس على الطاولة الخاصة بكافى الجامعه مع منار ...كانت صدمة كبيرة حقاً ..
أقترب منهم قائلا لها بغضب شديد :_أيه الا مقعدك مع الحيوان دا ؟!
لم تتفهم حديثه ولكن أستغل حسام الامر قائلا بخبث :_ودا شيء يخصك ! أتنين قاعدين أكيد الا بينهم مفهوم
صعقت منار فقالت بجنون :_أيه الا انت بتقوله دا !!
أشار لها محمود بالصمت ثم أنحنى ليكون على مقربة منه قائلا بصوت هادئ :_أوراقك معايا يعنى مكشوف للكل ومتنساش أنا ممكن أعمل فيك أيه ؟ يعنى بالعربي كدا بهددك لو مبعدتش عن أختى وعن أي حد يخصنى هتكون نهايتك على ايدى والتصريح منك
قال كلمته الأخيرة وعيناه على منار المرتبكة من نظراته ..لم يحتمل هذا اللعين الكلمات فغادر وهو يتوعد له ولمالك ولها بالهلاك ..
ما أن غادر حتى قالت ببكاء :_دا أخو زميلتى فى الجامعه شوفته مرة معاها فجيه النهاردة وطلب منى دقيقة واحده عشان فى موضوع مهم طلب منى نخرج من الجامعه لاى كافي بس أنا مرضتش وقولتله هنا أتفاجئت أنه بيسالنى عن أخويا وشغله وان هو خاطب او متجوز معرفش ييسأل ليه ؟
أجابها بغضب :_لأنه غبي عشان مالك أنقذ ليان منه فعايز يدفعه التمن
ثم بدأ بالهدوء :_خلاص سيبك أنا هحل الحوار دا أنتِ لسه عندك محاضرات ؟
أشارت بمعنى لا فأجابها بأبتسامة هادئة :_السواقة فى حالتك دي خطر ووحشة جداً فممكن أتنازل وأوصلك
آبتسمت برقة مشيرة بنعم فأتابعته لسيارته ربما أول الطريق لقصة عشق ستحطم القيود حينها لابد من العقبات ولكن بالأتحاد ستحطم ما يقف عائق أمام عاشق ومعشوق .
......عشق.....مجهول....روح..............أكتمال ....خدعه....أنتقام...لهيب......نيران..........أسرار ....
أنتظرونى بفصل جديد من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابع جميع فصول الرواية من هنا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص والروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية زواج بالقوة بقلم لولو الصياد
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السادس
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد |
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السادس
صعد طارق لغرفته والتفكير يكاد يخترق عقله فيجعله عرضة للهلاك ، رفع يديه يلامس مقبض باب غرفته بشرود إنتهى إلى أن رأى شقيقاته يقفن أمامه بصدمة من وجوده بالقصر ..
إبتسم وهو يقترب منهم قائلا بفرحة :_وحشتونى
إبتعدت عنه شاهندة ونظرات الغضب تحتل عيناها فتجعلها كالجمر الذي أفتك به لتنقلب نظرات السعادة لرؤياهن لحزنٍ ليس له نهاية ...
وضع عيناه أرضاً ليتذكر كلمات مالك بأن الجميع إمتلأت قلوبهم بالخوف القاتل منه فلمعت الدموع بعيناه وتهرب سريعاً لغرفته تحت نظرات إستغراب منار وشاهندة من وجوده بالقصر مجدداً .
********
بالأسفل
كان مستنداً برأسه على مكتبه الضخم كمحاولة للثبات لوقت طويل كما أخبره مالك ينتظر عودته ليعلم الحقيقة ...
رفع هاتفه حينما صدح برسالة من رفيق العمر يحثه به أن يتواجه للمكان المذكور ..
جذب يزيد مفاتيح سيارته وتوجه للمكان بسرعة البرق ليجده منعزل عن الجميع وبالخارج بعض الحرس الخاص بالقصر ...
لم يكن وقت الأستكشاف لمعرفة سبب وجودهم بل أسرع للداخل ليجد ثلاث شباب مقيدون ، وجههم ممتلأ من الكدمات والضرب المبرح ربما غضب مالك هو من أيصل له مفهوم ما يحدث .
خرج صوته أخيراً :_مين دول يا مالك ؟!
أرتدى جاكيته ونظراته تفتك بهم قائلا بصوت كالرعد :_لو مش هنتعب حضراتكم تقولوا الا حصل تانى
أسرع الشاب بالحديث خوفاً من أن يتلاقى نصيب أضافى منه فأستغل مالك إنصات يزيد لهم وخرج مسرعاً .
صدم يزيد فقال بصدمة كبيرة :_وصلت بيكم الحقارة لكدا ؟!!!
ثم رفع عيناه التى تشبه صفارات الموت لهم فحل وثاقه قائلا بسخرية :_الا مالك عمله فيكم رحمة عن الا أنا بفكر فيه الا زيكم المعاملة دي متلقيش ليهم
وأنهال عليهم يزيد بالضرب القاتل فما أرتكبوه مجرد من الأنسانية والرحمة ..
*****____***
:_يعنى أيه يا فراس ؟
قالتها نوال بنفاذ صبر فتمدد على الأريكة بعينان مغلقة :_زي ما سمعتى البنت مش هتقع بسرعة كدا ودا الا أنا عايزه .
تأملته بحيرة من أمرها :_أنا مش عارفه أفهمك بجد
فتح عيناه وإبتسامة السخرية تعبئ وجهه :_ولا عمرك هتفهمينى
وجذب جاكيته ثم توجه للخروج مستديراً بتذاكر :_أوه نسيت أقولك بنت أخوكِ أحلى من الصور بكتير
وغمز لها بسحر عيناه فأبتسمت بسخرية على ما ينوى فعله ، أما عو فغادر لشقته الذي أستأجرها بنفس عمارة سيف ليكون قريبٍ منهم .
تناولت القهوة ثم توجهت لغرفة المكتب بالقصر ، أضاءت الضوء وتوجهت لتجلس على المقعد المخصص لها ولكن كانت الصدمة كبيرة للغاية حينما وجدت من يجلس محلها وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى وكبرياء ، عيناه تنظران لها بثقة تجعلها تبتلع ريقها بخوفاً شديد ، خرج صوتها المرتبك للغاية :_أنت دخلت هنا أزاي ؟!
تعالت ضحكات مالك فبثت الرعب بقلب نوال فتأرجح بمقعدها قائلا بتسلية :_شوفى أنتِ بقى طقم الحرس الا بره دا ممكن دماغه فوتت ولا حاجة .
لمعت عيناها بشرارة الكره والحقد الدافين فصاحت بغضب وهى تتجه لشرفة القصر :_أنتوا يا بهايم أ
كادت أن تكمل ولكنها تفاجئت بعين تشع جمرات من جحيم ، رفع يديه فأغمضت عيناها بخوف لا مثيل له ولكنها تفاجئت بكأس من المياه فأكمل قائلا بسخرية مريبة :_أعصابك يا عمتى أنتِ ست كبيرة فى السن مينفعش كدا .
تناولت منه الكوب ووضعته على الطاولة جوارها قائلة بشجاعة مصطنعه :_أنت عايز أيه يا مالك ؟
جذبها للمقعد المقابل للمكتب فجذبت يدها برعب فأبتسم بسخرية وهو يجذب المقعد ليكون على مقربة منها بعيناه المخيفة :_قولت أجى أزورك مهما كان فأحنا فى الأخر بينا قرابة وأهو بالمرة أشكرك على الا الواجب الا عملتيه مع طارق
تلون وجهها بالأصفر القاتم دليل الخوف المريب فخرج صوتها المتقطع :_واجب أيه ؟!
تعالت ضحكاته ثم تلونت الجدية عيناه قائلا بصوتٍ يصعب سماعه :_أقذر شلة فى الجامعة يحاولوا يستدرجوا طارق للشرب والمخدرات ولما فشلوا مكنش فى غير خطة ممتازة عشان تدمر الكل يحطوا فى العصير بتاعه مخدر قوى يخلى العقل يتغيب لمدة 12 ساعة متواصلين وعشان تكمل الحكاية زي ما حضرتك عايزة لازم البنت الا تكون موجوده تكون عذراء من طبقة متوسطة الا بتكون متماسكة بالشرف والعفة بقوة فتعمل زي ما البنت عملت بالظبط قضية وشهرة لعيلة نعمان لا بجد شابو ليكِ قدمتى للحيوانات دي بنت بسيطة دمرتوها هى ومستقبلها لمجرد أنها راجعة البيت فى الوقت دا لا والله دانتى كريمة لما طلبتى منهم أي بنت بس تكون باين عليها الاحترام والفقر عشان لما ترفع القضية الكل يدعمها نسيتى ان يزيد ومالك من الصعب تحطيمهم ولا الا عملوه طول السنين دي
قالت بسخرية :_لو جاي عشان تفكرنى بالا أنا عملته تبقى بتضيع وقتك ووقتى
إبتسم قائلا بشر :_أنتِ صح وأنا هعمل نفس الا عملتيه بالظبط وهمشي بنفس الطريق وأوعدك أنك هتشرفي السجن قريب أوى زي ما أستخدمتى الأولاد دول أنا كمان هستخدمهم عشان أدمرك مع فرق بسيط أنى معايا الحق وخاليكى فاكرة الكلمة دي كويس .
ورمقها بنظرة مريبة ثم خرج من باب القصر الرئيسي غير عابئ بالحرس ، أما هى فألقت ما على الطاولة بغضب شديد تحاول التحكم بأعصابها بداخلها خوف مريب من القادم ولكن زادها حماس التخلص من مالك فهو يشكل خطر مريب بعقله الذهبي على مملكتها ..
سرحت بأفكارها بمقارنة خافتة بينه وبين فراس فأبتسمت بسخرية لتشابه نظرات العينان المخيفة ثم قالت بغرور :_زي ما قدرت أفرقوا من صغركم 29 سنه هقدر أدمركم كلكم
ثم تعالت ضحكاتها وهى تنفس السجائر بجنون .
******________*****
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السادس
كانت تتناول الطعام بشرود بذاك الظل الذي لاحقها بالحقيقة فحاول محمود أخراجها من صمتها قائلا بخبث :_وأنا كمان يا لين العشا مش عجبنى
تطلعت له فاتن بغضب :_قوم أعمل لنفسك الأكل بعد كدا
تناول محمود الطعام بلهفة :_لا دا عجبنى بشكل يا أم محمود تسلم أيدك
أنفجرت ليان ضاحكة فشاركوها الأبتسامات فشرع جرس الباب بالدق ليرى محمود ماذا هناك ؟
رمقته حنان بنظرة مميته ثم دلفت للداخل فأتباعها هذا اللعين كما ينعته محمود ..
ولجت للداخل وهى تتأمل المكان بتقزز واضح للجميع فوقفت أمام إبنتها قائلة بشفقة مصطنعة :_أنتِ أزاي عايشة هنا يا بنتى ؟!!
تأملتها ليان بغضب فقالت بشكل مباشر :_جاية ليه ؟
تدخل حسام قائلا بغضب :_كلمى أمك كويس
قالت بسخرية :_أمي!! هى فين أمي دي الا سابت بنتها لمجرد أنها أتطمنت بأنها عايشة !!
رمقت فاتن بنظرة مميته :_أنا عارفه مين الا حفظك الكلمتين دول
شاركها حسام السخرية :_وتلقيهم كمان الا وزوا الحيوانه دى تعمل عليا نمرة عشان يوقعوا بينا
صاح محمود بغضب :_لحد كدا وكفايا أنتى والحيوان دا أتحديتوا حدودكم وأنا مش هسمح بكدا أخرجوا من هنا الا يحترم البيت دا أحترمه غير كدا معنديش كلام تانى
فاتن بعتاب :_عيب كدا يا محمود
قاطعتها ليان :_لا مش عيب محمود صح ياريت يا حنان هانم أنتِ وإبن أختك المحترم تفهموا كويس الكلام
تطلعت لها بغضب ثم حملت حقيبتها ورحلت ، أما حسام فتطلع لها بنظرات مميته قائلا بصوتٍ مريب :_كل الا بتعمليه دا أخره معايا طريق مسدود وأبقى خاليهم ينفعوكى
جذبه محمود بقوة ثم أغلق باب الشقة بوجهه والغضب يكاد يكتظ عيناه ..
بكت ليان بضعف فوجدت يد العون من فاتن كالمعتاد قائلة بصوتٍ حنون :_والله ما حاجة مستاهلة دموعك أوعى تكونى ضعيفة يا ليان أوعى الأنسان بيحتاج للحظة ضعف بس مش أدام مخلوق أدام ربنا على سجادة الصلاة أشكى همومك وأضعفى زي ما تحبي لكن مش أدام حد يا بنتى
رفعت عيناها تتأملها بتفكير وأحترام يفوقها أضعاف ثم هرولت لغرفتها لشعورها بحاجة اللقاء مع الله بضع ساعات تشكو همها وتزيح كربها ..
*********_____*****
صف سيارته أمام أمواج المياه الهائج ثم وقف يتأملهم بنظراته الغامضة ، الغضب يحتل سكون العينان فيجعلهما مخيفتان ..
:_لقيت مجنون زيي
أستدار مالك على الصوت ليجد شاباً فى نهاية العقد الثانى من عمره يقف ويتأمل الأمواج دون النظر إليه فقال ببعض الغضب :_أفندم مين الا مجنون ؟
إبتسم ذاك الوسيم ورفع عيناه من على طوفان الأمواج ليلتقى بعين مالك ، طال صمته وهو يدرس عيناه ليجد كما علم عنه الذكاء والمكر يحيلان بهما ..
خرج صوت ذاك الغامض قائلا بأبتسامة هادئة :_عندي ميول لما بكون مخنوق أنزل الميه أو على الأقل أقف أتأملها ومش بيهمنى الجو حتى لو كانت جايبها سيول فكان البعض بيقولوا أنى مجنون وحاليا صادفت مجنون أخر
تعالت ضحكات مالك بقوة فخرج صوته أخيراً :_لا معاك حق الجنون التفسير المنطقى
إبتسم الأخر رافعاً يديه :_فراس
رفع الأخر يديه بأبتسامة واسعه :_مالك
إبتسم الأخر قائلا بهدوئه الغامض :_عارف
ضيق عيناه ليكمل الأخر بأبتسامة هادئة :_مالك نعمان غنى عن التعريف
ثم توجه لسيارته قائلا بصوته الثابت :_مدام الجنون واحد يبقا أكيد هنتقابل تانى
أستقام مالك بوقفته قائلا بأبتسامة تسلية :_أعتقد عن قريب
وغمز له فغادر فراس وصعد الأخر بسيارته ..
عاد للقصر فوجده ينتظره والغضب يحيل على قسمات وجهه ، لجواره كان يقف سيف بخوف بعد أن فشل فى التحكم به .
أقترب منه وعدادت الموت تتطوف بعيناه فخرج صوته بحدة :_ممكن أفهم حضرتك كنت فين ؟
تأمله بصمت وضيق لعدم تغيره من طباعه الغاضبه :_أنت عارف كويس كنت فين وبعدين قولتلك للمرة المليون حاول تتحكم فى أعصابك
زفر يزيد بغضب :_لا فاهمنى كدا وسيبك من العصابية خالص حضرتك روحتلها لوحدك وفى وسط بيتها الملان حرس
صاح بغضب :_حد قالك أنى ضعيف ومش هعرف أحمى نفسي ؟
تدخل سيف قائلا بحدة هو الاخر :_يزيد ميقصدش كدا يا مالك بس فعلا الخطر كان كبير عليك
جلس على المقعد الخارجى قائلا بضيق :_كان لازم أعمل كدا عشان تعرف هى بتلعب مع مين ؟
جلس يزيد جواره ثم قال بسخرية :_وفهمتك بالكلام !
رفع مالك عيناه لرفيقه فأكمل بغضب :_الا زي دي مش بتفهم بالكلام يا مالك وأنت عارف كدا كويس
سيف بغضب :_يزيد صح الست دي زودتها بجد مش متخيل كمية الحقارة الا فى دمها ذنبها أيه البنت المسكينه دي تعمل فيها كدا
تطلع مالك ليزيد بشرود ثم قال بصوتٍ منخفض بعض الشيء :_أنا حاسس أننا ظلمنا البنت دي يا يزيد
أستند بظهره على المقعد مغلق عيناه بقوة كأنه يحتمل آلم لا يقوى عليه ..
أنهى ما به حينما صعد لغرفته بصمتٍ مريب أتابعته نظرات سيف ومالك فزفر بحزن :_الا بيحصل دا مالوش نهاية
أجابه على أمتعاض :_لا له يا مالك نوال دي سبب كل حاجه سلمت رقيبتها تحت إيدك قدم العيال دي للمحاكمة وبكدا نكون خلصنا منها
تطلع للفراغ بعيناه الغامضة :_ مش بالسهولة دي يا سيف هى مش غبية عشان تقع كدا أنا فى خطة فى دماغى لو مشت زي مأنا رسمها هتكون فعلا نهايتها
أجابه بأهتمام :_خطة أيه ؟!
جذب جاكيته قائلا بتعب :_مش وقته هحكيلك بعدين
جذب سيف مفاتيح سيارته قائلا بتعب هو الأخر :_طب أشوفك بكرا أن شاء الله
جذبه قائلا بحدة :_الوقت متأخر بات معايا وبكرا أبقى أطلع على الشركة
كاد أن يتناقش معه بذاك القرار ولكن نظراته جعلته يلحق به بصمت .
********_____**
أنهت صلاتها فوضعت سجادة الصلاة على الأريكة ، خرجت للشرفة تتأمل سطوع الشمس بفجر يوماً قضته بالتفكير بهذا المجنون ...لا ربما جن عقلها هى ..ساورها سؤالا لم يدعها منذ أن ألتقت به ..هل هو الظل الذي كان يلاحقها على الدوام ...
سطعت الشمس لتنير المكان فطلت على وجه ليان كأنها تخبرها بأن هناك من سينير عالمها عن قريب ..
دلفت للداخل على صوت هاتفها المعتاد فأغلقته بعصبية حينما علمت بأنه المتصل ، فمازال يحاول أقناعها بأنه برئ وان أخيها من تعمد ذلك .
أبدلت ثيابها بعد أن قررت البحث عن عمل يخرجها من ضغط التفكير المميت لم تعبئ بأنها مازالت مريضة فكل ما يعنيها بأن تخرج مما هى به .
*********
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السادس
إستيقظ مبكراً عن تعمد فتطلع لسيف قائلا بسخرية :_أنا مبحرمش كل مرة أنام جامبك أقوم متبهدل بتضرب باللكمات وأنت نايم !
وتركه ودلف لحمام الغرفة ثم شرع بأداء صلاته فجلس على سجادة الصلاة بتعجب من دعاه كيف طلب من الله أن يلتقى بها مجدداً !! ..
لما طلبها زوجة له ؟!! كل ما يعلمه أنه مرتبط بها هى ..
أرتدى سروال بنى اللون وقميص بدرجة أفتح ثم صفف شعره بحرافية ليهلك القلوب وربما تصريح للموت بدون شفقة أو رحمة .
********
بغرفة طارق
أنهى تلاوة القرآن الكريم بدموع فائضة ليتفاجئ بيزيد يجلس بهدوء ، نظراته زرعت الخوف بقلبه فكم ود أن يخلص نفسه من تلك الجريمة البشعة ليس خوفاً منه ولا من إبن عمه ولكن خوفاً من الله بعدما لجئ له .نعم تأخر بذلك ولكنه أعتدل بالطريق الصائب بنهاية الأمر ....
خرج صوته أخيراً :_رجعت ليه دلوقت !!
تطلع لكتاب الله بين يديه ثم قال بصوت متقطع :_حسيت أنى مأثر من ناحيته فرجعت
إبتسم يزيد بسخرية :_العبادة مش وقت الأحتياج
أجابه بحزن :_بس الوقت دا الا فوقنى ورجعنى للطريق الصح
أقترب منه يزيد قائلا بغموض :_والصح أنك تقضى على بنت بريئة
صاح بعصبية :_مكنتش فى واعي والله ما فاكر عملت كدا أزاي أو أيه الا حصل
وزع نظراته بينه وبين الفراغ بغموض ثم قال بثبات :_مصدقك
تأمله طارق بصدمة فأكمل يزيد بهدوء :_مالك أثبت برائتك
مع أخر كلمة هبطت دمعة عزيزة من عيناه ، لم ينكر بأنه فعل السوء من قبل ولكن ليس لذاك الحد المتدنى ...
لم يكن بالهين ولم يعتاد على الحنان فقال بحذم وثبات مريب :_ مفيش راجل بيعيط عايزك تفوق لمذكرتك ومتفكرش فى أي حاجة تانيه فاهم
أجابه بفرحة محفورة بدموع الصدمة :_حاضر أوعدك أنى هنجح وهحقق كل الا بتتمناه
أشار برأسه فألقى طارق بأحضانه ، تطلع له بثبات تمرد بأبتسامة فرفع يديه يحتضنه هو الأخر ..
***______***
بمنزل ليان
هبطت بعد محاولات عديدة بأقناع فاتن فأخبرتها بأنها بحاجة للخروج بمفردها حتى تزيح ما بصدرها ....وأمام رغبتها أنصاعت لها فاتن ..
خطت للخارج بخطى بطيئة كأنها تستمتع بالهواء الطلق أو تشعر بشيئاً جديد عليها لم تعش به ، لم ترى من يقف على مقربة منها بسيارته ينتظر تلك الفرصة ليرضخها له حتى وأن كانت الطريقة التى يفكر بها وضيعة للغاية
**************
توجه مالك للأسفل ولكنه توقف حينما وجد طارق يقف أمامه والفرحة تنير وجهه فقال بلهفة :_مش عارف أشكرك أزاي ؟
خلع مالك نظارته قائلا بأبتسامة محفزة بالسخرية :_متفرحش أوى أنت عملت كدا فعلا بس كنت مغيب وبعدين لو عايز تشكرنى معنديش مانع أقولك الطريقة
تعجب طارق من حديثه فأكمل مالك :_الطريقة رقم واحد أنك تصحى سيف وتتوالى شرف المهمة التانية أنك تنجح أنت والحيوان ابن خالتك
أتاه صوته من خلفه :_حد جايب فى سيرتى
تأمله مالك بسخرية :_أنت بتطلع أمته؟
رفع شريف نظارته بغرور :_وقت ما حد بيجيب سيرتى المبجلة
طارق بسخرية :_هتفضل مغرور ياض
رمقه بأزدراء:_أه وزيد كمان مش بحب هزارك البايخ
شريف بأبتسامة واسعه ؛_غبي وأنا الا كنت جاي أباركلك على البراءة
طارق بتأفف :_لا فيك الخير ياخويا
رسمت عين مالك بالخبث ؛_أيه دا يزيد
أرتعب بوقفته فقفز على ذراع طارق قائلا بصدمة :_أجرى يالااااا الغول وصل
تطلع طارق له بغضب وهو يشدد على قميصه فنزعه :_هجري أزاي وأنا شايل كوم من اللحم الضانى
رمقه بنظرة محتدة :_هو أنا أتخن منك يا زفت
طارق :_ودي محتاجة كلام ولمؤاخذة
تطلع لهم مالك بأبتسامة تسلية ثم غادر تاركهم بحرب مازالت تشتعل .
*************
بغرفة مالك
صفف سيف شعره بعد أن أستيقظ من نومه على صوت طارق وشريف بالخارج ..
دلفت منار للداخل قائلة بأبتسامة تلقائية :_صباح الخير يا مالك
تفاجئت به بغرفته فتخشبت محلها ، رمقها سيف بنظرة غريبة ثم توجه للخروج ولكنه توقف حينما قالت بصوتٍ حزين :_ممكن تسمعنى يا سيف
ظل كما هو عيناه على باب الغرفة والثبات بخطاه ، أقتربت منه منار لتقف على مقربة منه فخرج صوتها المرتبك :_سيف أنا عارفة أنك زعلان منى بس والله ما ذنبي أشوفك أخ ليا
ثم أقتربت منه أكثر :_يا سيف لو بصيت حوليك كويس هتشوف الا بتحبك من سنين وبتتمنى تشوفك سعيد لأن حبها صادق
تطلع لها بصدمة من معرفتها الأمر فأكملت بثبات ؛_متستغربش كلنا عارفين بحبها ليك الا أنت صدقنى يا سيف تقى إنسانه كويسة وتستاهلك بجد
فتح باب الغرفة وغادر بصمت يفكر بحديثها ..
أما هى فجلست على الفراش بحزن .
*****_____**
وصل يزيد للشركة فولج لمكتبه ليجد الجميع أجتمع على طاولة الأجتماعات ، جلس على مقعده الرئيسي وهى تقف لجواره حاملة الملف الخاص به ..
شرع العامل بالتحدث عن التعاقدات الأخيرة للشركة وعن المستحقات والدخل كما شرح الأخر أخر تطورات بتحديثات المبانى الخاصة بالعمالة وهو ينصت لهم بصمت أنقلب لغضب حينما لاحظ نظرات أحد المؤظفين لبسمة ..
أستدار بوجهه له قائلا بجفاء :روحى على مكتبك
تأملته بصدمة فخرج صوتها بزهول :_والأجتماع ؟!
رمقها بنظرة محتقنه :_أظن سمعتى كلامى كويس
شعرت بالحرج فغادرت بصمت ،جلست على المقعد فدق هاتفها ، رفعته بهدوء :_أيوا يا بابا
محبتش أزعجك فخرجت وحضرتك نايم المهم طمنى على بسملة الحرارة نزلت ؟!
زفرت بحزن :_أن شاء الله هتبقى كويسة
_حاضر مع السلامة
وأغلقت الهاتف ثم جذبت الملفات تكمل ما بدأته . .
**********
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السادس
أسرعت لأحضانه بسعادة قائلة ببكاء "_الحمد لله كنت متأكدة أنك مستحيل تعمل كدا
أبعدها طارق عن أحضانه قائلا بضيق مصطنع :_لا مهو كان واضح
دلفت أمل للداخل بمساعدة إبنتها قائلة بأبتسامة مشرقة :_قلبك أبيض يا بنى
قاطعها شريف بسخرية :_دا قلبه أبيض!!! والله أنتِ الا عيونك عسل
منار بحدة ^_بتعاكس مامتى وأنا واقفه ؟!
طارق بمكر :_أطلبي الشرطة بدون تفكير
تعالت ضحكات شاهندة :_قرار عسل أصلى نفسي أزور حد من عيلتنا يكون مسجون وأخدله عيش وحلاوة بالشوكلا
جذبها شريف بغضب_والحد دا يبقى أنا يا بت !!
إبتسمت بغرور :_أنت بتمسكنى كدا وأخويا واقف ؟!
شريف بحيرة من أمره ؛_دا سؤال ولا أجابه
جذبه طارق بمرح وهو يكيل له الضربات :_أقولك أنا
تعالت ضحكات الجميع فجذبت شاهندة حقيبتها ثم أنحنت وطبعت قبلة على جبين أمل قائلة بأبتسامة هادئة :_أدعيلى يا نونو عندي أمتحان صعب جدااً
إبتسمت قائلة برضا :_ربنا يوافقك يابنتي يارررب
إبتسمت شاهندة فجذبت مفاتيح سيارتها وغادرت مسرعة لتلتقى بمن تعمق بنبض القلب منذ اللقاء الأول .
&********&&&***
أنتهى الاجتماع فخرج يتأملها بنظرة جعلتها تشعر بأنها أرتكبت جرمٍ ما ، أقترب منها بنظرة تتزايد قائلا بصوت مميت :_واحدة محترمه كانت حاست بنظرات الحقير دا وخرجت من نفسها لكن حضرتك كنتِ فرحانه أوى أنه مبهور بجمالك
صدمت من حديثه فقالت بصوت متقطع :_أيه الا حضرتك بتقوله دا ؟!
تأملها بلهيب عيناه ثم صاح بسخرية :_لا بريئة ومتعرفيش حاجة !
وضعت الملفات على المكتب قائلة بصوت متمرد مرتفع للغاية :_واضح أنك مفكر أنى زي باقى البنات الضعيفة الا هتعدي لمديرها أي حاجه عشان محتاجة الشغل لانها مش لقيه تأكل تبقى غلطان مش أنا الا تكلمنى بالاسلوب دا
رفع يديه أمامه وجهها قائلا بعين تلونت للأحمر القاتم :_صوتك ميعلاش عليا وأعتبري نفسك مستقيلة من هنا
تطلعت له بغضب مميت ثم حملت حقيبتها وغادرت ، زفر بغضب لعدم تمكنه من جمح زمام أموره لم يشعر بذاته الا وهو يلحق بها ..نعم تمرد قلب الغول ليلحق بفتاة تمرد عليها لسانها ..
فتحت باب المصعد ودلفت فولج خلفها قائلا بصوتٍ ثابت كأن لم يفعل شيء:_أيه الا مدخلك الأسانسير دا ؟
رفعت عيناها له بنظرة لم يفقه بفهمها فتوجهت للائحة الخاصة بالمصعد تحاول إيقافه ولكنها تفاجئت به يقف عند منتصف الطابق الأخير وما قبله ..
إبتسم يزيد قائلا بسخرية :_لاول مرة ألجئ لحركات الشباب الطايشة
تطلعت له بزهول فزدادت بسمته قائلا بتأكيد :_ايوا أنا الا أتفاقت مع العامل يوقفه
زاد الغضب بعيناها فأبتسم قائلا بغرور مصطنع :_هنسى أنى مديرك وأنك مجرد مؤظفة وهنتعامل على هذا الأساس
صاحت بسمة بسخرية ؛_شايف نفسك رئيس جمهورية
تعالت ضحكاته فتأملته بصمتٍ وغموض ليقترب منها قائلا بهمس :_ عيونك الا حلوة شايفانى كدا
إبتعدت عنه سريعاً وحمرة الخجل تزوار وجهها :_أنت عايز منى أيه ؟
إبتسم قائلا بهيام بعيناها :_مش عارف
كادت الحديث فقاطعها قائلا بشرود :_تعرفي أنى من ساعات كنت بقولك لمالك إبن عمى أنه مجنون شكلى طلعت أجن منه
لم تتفهم ما يقوله فتوجهت للائحة تحاول مرات عديدة لجعله يتحرك ..
جذبها يزيد بقوة لتقابل عيناه فدب الخوف بعيناها قائلة بدموع :_لو سمحت خرجنى من هنا .
إبتسم وهو يرى دمعاتها قائلا بثقة :_أنا كدا صح
أنكمشت ملامح وجهها بعدم فهم فرفع يديه يلامس دمعاتها قائلا بأباسامة هادئة :_من أول مرة شوفتك فيها هنا وأنا حسيت أنك غريبة أو مجنونه فى الحقيقة مكنتش عارف أحدد
مشاعري من نحيتك كانت أغرب عارفه ليه ؟
أشارت برأسها وهى هائمة بحديثه فأكمل هو :_لأنك كنتِ سبب كتير فى سعادتى أنتِ الا حركتى قلبي فى أيام بسيطة أنا خرجت من تفكير الغيرة والحزن عشان دموعك بأنى بحبك يا بسمة .
فتحت عيناها على مصرعها وهى تستمع له فتأمل عيناها بتطرف لأن يعلم كيف تحمل تلك الفتاة القوة والضعف والثقة والجنون بآناً واحد .
تحرك المصعد للأسفل بعد أنتهاء المدة التى حددها يزيد للعامل ومازالت النظرات تحتضن بعضها البعض ، مازال ذراعيه تطوف ذراعها وهى بعالم من الصدمة والزهول ..
وقف المصعد فأخفض ذراعه قائلا بصوتٍ هادئ :_مقصدتش أهينك يا بسمة ولا أقلل منك أنا كدا ودا طبعى لما بتعصب مش بحس بالا حواليا لما تخرجى من هنا فكري فى كلامى كويس وأعتبري النهاردة أجازة ليكِ بس من بكرة عايز أرجع ألقيكى على مكتبك
وقبل أن تستوعب كلماته غادر على الفور وهى بمحلها تتأمله بصدمة وغموض .
************
أسرعت بسيارتها لتلحق بالجامعة لتأخرها الملحوظ ..جن جنونها حينما توقفت السيارة عن العمل فهبطت تتفحصها بجنون ...
رفعت شاهندة الهاتف لتصرع حينما وجدت الوقت ينفذ فأسرعت لسيارات الأجرة تنتظر أي منهم ..
مرت الدقائق ولما تجد واحدة فتخذت قرارها بأن تخطو للطريق الرئيسي فهناك ستجد الكثير .
وبالفعل أسرعت بخطاها غير عابئة بالطريق ولا بتلك السيارة التى تقترب منها عن تعمد ..
صرخت بقوة حينما قطع الطريق عليها بعدما كادت أن تصطدم به فتطلعت للسيارة بستغراب ليخرج من رأته من قبل ..
خلع نظارته قائلا بضيق :_أنتِ بتطلعيلي منين ؟
وقفت أمامه بصمت تتذكره فقالت بهدوء :_هو أنا عملت أيه حضرتك الا دخلت عليا بعربيتك
تأملها بهدوء ثم قال بسخرية :_لا والله أسف أنى قطعت على حضرتك الطريق لأنى فاضي وبتسلى وواضح أنى عصبت سيادتك
صاحت بغضب :_بتتريق حضرتك
أجابها بنفس مستوى الصوت :_رجعى كلامك وبعدين لما حد بيمشى على طريق العربيات بياخد جانب مش بيمشى بنص الطريق
رمقته بضيق :_والله أنا أمشى بالحتة الا تعجبنى
بادلها بنظرة مميته فقال بسخرية :_ أنا مش فاضى للهبل دا
وتركها وتوجه لسيارته فقالت بصوت مسموع :_أيه الجنان الا على الصبح دا
ثم صمتت قليلا فتوجهت له بضيق وهى تطرق على زجاج السيارة برقة ، تعجب فراس وفتح النافذة قائلا بسخرية :_نعم نسيتى حاجه فحابة تضيفيها
أجابته بحزن :_معلش لو ضايقتك فأنا بعتذر بس أرجو حضرتك تسامحنى عشان اليوم ميضعش عليا
أنحنت ملامح وجهه بزهول فقال :_مش فاهم
أجابته بهدوء وحزن :_يعنى لو غلطت فيك سامحنى لانى خايفة جزاء صيام النهاردة يضيع عليا فالله يكرمك تسامحنى
كان يتوقع منها طلبها لأيصالها ولكن كانت صدمته كبيرة حقاً ..
طال صمته فحزنت للغاية وعلمت ان الصمت رافضاً قاطعى فأرتدت حقيبتها بأعتدال وأكملت طريقها ..
أكمل خلفها بسيارته فقال بهدوء :_سامحتك
إبتسمت قائلة بأمتنان :_شكراً
أجابها بأبتسامة هادئة :_وممكن أوصلك لأى مكان تحبيه
وضعت عيناها أرضاً ثم قالت بهدوء:_أنا مقدرة مساعدتك ليا بس للأسف مش هقدر
وأسرعت من خطاها فأبتسم بغموض وزاد من سرعته ليختفى من أمامها ..
كان تفكيره بتلك الفتاة الغامضة لم يلتقى بها سوى مرة فكانت بالصمت والآن وكانت بالصدمات ..
رفع فراس هاتفه على صوت رسالة من المغرب تحثه بأن السيدة التى خدمتهم طوال تلك السنوات على فراش الموت وتريد رؤيته بقوة وألحاح لم يبالى بها وألقى هاتفه على المقعد المجاور له وعين تلك الفتاة وحديثها تأبى تركه كأنها عاصفة مدمرة ..
***************
جلست على الطاولة الخاصة بالمطعم بشرود بعد أن وجدت عمل وأستقباله بالغد ، تاهت نظراتها بالفراغ تتذكر كيف كلماته ......نظراته الغامضة ، وضع النادل القهوة أمامها وغادر لتكمل رحلة الصمت ...ليخرجها منه من يقف أمامها لتحيل الصدمة ملامح وجهها..
****
رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد - الفصل السادس
أستند برأسه على المقعد بعالم أخر غير الذي له سيف يتحدث معه بأمور الشركات ..
تعجب سيف من هدوئه فقال بقلق :_يزيد أنت كويس ؟
إبتسم بسخرية فكيف تعلم الراحة والسكينة قلبه الذى أصبح عاشق لتلك الفتاة المجنونه ..
أجابه بثبات مخادع :_ورينى الأوراق وروح أنت على مكتبك فى بنت عايزاك تعلمها الأدارة فى القسم الخاص بيك أنت ومالك
رمقه بتعجب :_ومن أمته وأنا بعلم حد !!
إبتسم الغول بمكر :_بس أنا طلبت كدا
زفر سيف بغضب وهو يتوجه للخروج متمتم بكلمات سمعها يزيد جيداً:_ هموت وأفهم دماغك
وما أن غادر حتى رفع هاتفه ليطمئن على رفيقه ..فأتاه صوته المنزعج
:_أنت فين ؟
مالك=بتفسح ...هكون فين يعنى فى المطعم بستنى العميل الا حضرتك صممت أنى أقبله هنا مش عارف ليه ؟!!
_لأن دا الصح مع أمثالهم
=لا متقولش تباعهم !!
_بالظبط وجوده هنا مش كويس لينا أكيد عاملين كل دا عشان يصورا مداخل المكاتب بس أنا عجبتنى اللعبة وهكملها بعيد عن الشركات وبطريقتك
إبتسم مالك قائلا بأعجاب :_واضح أن دروس الهدوء أثمرت
إبتسم يزيد قائلا بسخرية:_تلميذك
وأغلق الهاتف ليفق على حقيقة صادمة ، تلونت دقات قلبه بلون مخيف...تمردت الدفوف بدف غامض ...مؤشرات قلبه تخبره بأنها بمكانٍ ما ..بحثت العينان عنها فوقعت على من تجلس على بعد ليس ببعيد عنه لتكتمل الصدمة بحقيقة جميلة .
رفعة عيناها لتجده يقف أمامها ،جذب حسام المقعد فجلس قائلا بغضب :_ممكن أفهم مش بترودي على تلفوناتى ليه ؟!
تلونت عيناها بجمرات نارية فجذبت حقيبتها وتوجهت للخروج فحذبها بعنف قائلا بصوت كالهلاك :_مش هنمشى غير لما أعرف بتهربي منى ليه
جذبت يدها وهى تصيح بصوت مسموع لمالك والجميع :_أنت أيه مش بتفهم علاقتنا أنتهت يا بنى أدم ثم أنك بتلاحقنى ليه ؟!! كل الا بتفكر فيه أنك ترمى خيانتك القذرة على أخويا حتى بعد ما شوفتك ؟!!!!
طب لما خرجت من عندك وعملت الحادثة مفكرتش جرالي أيه ؟!
لا كل تفكيرك كان إذا كنت كشفت حقيقتك ولا لا بجد أنت إنسان حقير .
وتوجهت للخروج وهو يتلفت من حوله بخجل فلحق بها بوجه متهجم لا ينذر بالخير ..
أسرعت بخطاها لتجده خلفها يجذبها بقوة لسيارته فصرخت به بجنون ولكن لم تستطيع تخليص نفسها منه لتجد مقبض حديدى يحيل بينهم ونظراته تهلع القلوب ،رفعت عيناها فوجدته يتطلع لها لا تعلم لما كانت بحاجته ؟! ..لم شعرت بأنه بمكانٍ ما ..
تعجب حسام من نظراتهم المطولة فحاول بجذب يده من بين القبضة الحديدية ولكن هيهات لم يستطيع ..
أفاق مالك على صوته فنقل نظراته علي عيناه قائلا بصوت كالموت :_لو مستغنى عن عمرك خاليك مكانك
رمقها بغضب قائلا بسخرية :_مين دا ؟ أه قولى كدا بقا أنك شايفه حد غيرى
تلونت عيناها بالدموع فشعر مالك بخنجر طعن قلبه ليهوى على وجهه بلكمة قوية نزف لأجلها دماء كثيفة فربما كان تصريح ليعلم بقوة الخصم ..
أسرع لسيارته قائلا بعصبيه بقلمى آية محمد رفعت ...:_ماشي يا ليان هتشوفى بنفسك هعمل أيه ؟
وغادر سريعاً بسيارته ، وقفت تتأمل الطريق الخالى منه ثم رفعت عيناها على من يقف جوارها وبداخلها نبضات مريبة ..
خرج صوتها أخيراً :_بشكرك
قالتها وتوجهت للرحيل فأسرع بالحديث :_على فين ؟
أجابته وعيناها على الطريق :_اكيد على البيت
قال بملامح مازالت منصدمة :_طب تعالى هوصلك
أسرعت بالخطى:_ لا مفيش داعى
جذبها قائلا بصوت متعب للغاية :_لازم تسمعينى الا بيحصل دا مش صدف
لم تستمع لكلماته فعيناها على يديه المطوفة لذراعها ، أذنيها على ما تستمع إليه لأول مرة ...دقات قلبها تعلو وتخفق بصورة مريبه دوامة الظل تتطوف بها لتجده أمامها ثم بدأ الملامح بالأتضاح لتجده مالك !!!
محاورات وأسئلة تزورها ...نبضات ودفوف تحاربها لم تحتمل كل ذلك لمجرد لمسه لها فأبتعدت عنه سريعاً وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة كمن ركضت لمسافة أميال تحت نظرات أستغرابه فقترب منها قائلا بحرص :_لازم تسمعينى يا ليان صدقينى مش هأخد من وقتك كتير
حاولت الحديث ولكن لم تعرف الكلمات فتفهم امرها وأخرج هاتفه ثم شعل السماعات الخارجيه لتستمع لصوت محمود قائلا بفرحة :_ لحقت أوحشك !
مالك بجدية :_محمود فى شخص بيحاول يضايق ليان فحبيت أوصلها لو معندكش مانع
صاح بلهفة :_مين ؟! اكيد الحيوان حسام مكفهوش الا عمله ورحمة ابويا مأنا رحمه وصلها يا مالك
أغلق الهاتف قائلا براحة :_اظن ثقة أخوكِ فيا تخليكى تطمنيلى
لم تكن بداومة الواقع وجدت نفسها مستسلمة لقدماها فصعدت معه بسيارته ليتوجه لمكان ربما بعد رؤيته تستطيع أن تفكر وتعلم بأرادة المجهول بجمعهم
خرج صوتها المتقطع :_البيت مش من هنا
أجابها وعيناه على الطريق :_عارف يا ليان متخافيش مش هأخد من وقتك كتير
تلفتت حولها برعب حقيقي قائلة بخوف :_أنت جايبنى هنا ليه ؟
تطلع لها بعيناه الساحرة :_متخافيش يا ليان
توقف الزمان بعد نظراته فحاولت التحكم بعيناها ولكنها فشلت فشل مريع .
***************
بالجامعة
أنهى محمود المحاضرة وأسرع بالخروج ولكنه تخشب محله حينما وجد هذا اللعين يجلس على الطاولة الخاصة بكافى الجامعه مع منار ...كانت صدمة كبيرة حقاً ..
أقترب منهم قائلا لها بغضب شديد :_أيه الا مقعدك مع الحيوان دا ؟!
لم تتفهم حديثه ولكن أستغل حسام الامر قائلا بخبث :_ودا شيء يخصك ! أتنين قاعدين أكيد الا بينهم مفهوم
صعقت منار فقالت بجنون :_أيه الا انت بتقوله دا !!
أشار لها محمود بالصمت ثم أنحنى ليكون على مقربة منه قائلا بصوت هادئ :_أوراقك معايا يعنى مكشوف للكل ومتنساش أنا ممكن أعمل فيك أيه ؟ يعنى بالعربي كدا بهددك لو مبعدتش عن أختى وعن أي حد يخصنى هتكون نهايتك على ايدى والتصريح منك
قال كلمته الأخيرة وعيناه على منار المرتبكة من نظراته ..لم يحتمل هذا اللعين الكلمات فغادر وهو يتوعد له ولمالك ولها بالهلاك ..
ما أن غادر حتى قالت ببكاء :_دا أخو زميلتى فى الجامعه شوفته مرة معاها فجيه النهاردة وطلب منى دقيقة واحده عشان فى موضوع مهم طلب منى نخرج من الجامعه لاى كافي بس أنا مرضتش وقولتله هنا أتفاجئت أنه بيسالنى عن أخويا وشغله وان هو خاطب او متجوز معرفش ييسأل ليه ؟
أجابها بغضب :_لأنه غبي عشان مالك أنقذ ليان منه فعايز يدفعه التمن
ثم بدأ بالهدوء :_خلاص سيبك أنا هحل الحوار دا أنتِ لسه عندك محاضرات ؟
أشارت بمعنى لا فأجابها بأبتسامة هادئة :_السواقة فى حالتك دي خطر ووحشة جداً فممكن أتنازل وأوصلك
آبتسمت برقة مشيرة بنعم فأتابعته لسيارته ربما أول الطريق لقصة عشق ستحطم القيود حينها لابد من العقبات ولكن بالأتحاد ستحطم ما يقف عائق أمام عاشق ومعشوق .
......عشق.....مجهول....روح..............أكتمال ....خدعه....أنتقام...لهيب......نيران..........أسرار ....
أنتظرونى بفصل جديد من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص والروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية صخر بقلم لولو الصياد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا