-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع والستون

تعتبر الروايات السعوديه من أهم صنوف الأدب العربي وقد احتلت روايات سعوديه عديدة مؤخرا مكانة لا بأس بها في السباق العالمي الأدبي، حيث حاز بعضها على جوائز عالمية وأخرى إقليمية ومحلية، كما تُرجمت البعض للغات عدة ونالت إعجاب النُقّاد العالميين والقٌرّاء من الثقافات الأخرى.
يسعدنا في موقع «قصص26» أن ننشر بعض أهم وأجمل الروايات السعودية التي عُرفت بطول صفحاتها وارتفاع تقييمها من قِبل القُرّاء وهي رواية ما وراء الغيوم للكاتبة رشا.

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع والستون

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم

روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والستون

""لا يعرف لماذا شعر برعشة قلبه وسط أضلاعه وهو يتخيل مشاعر ذلك الطفل اليتيم و حزنه الطاغي..""


.
.
وقف مصدوماً مما رآه في فيديو كاميرات المراقبه، السجلات المسجّله توضح ان أولينا كانت السارقه لطفله و المربيه هي من لحقت بها لتوقفها..و لكن تلك الأخيره سقطت في كيد تلك الشمطاء بعد تدخل احداهن، لم يعرفها ..،لكن لم يؤكد ذلك لم يراها جهراً حتى يتأكد!


تحدث تركي فهو يعرفها جيداً/ناظر ليال جت بالوقت المناسب و لكن الحراميه صديقة نايف نكبت الضعيفه


حاول التدقيق في ملامح تلك الشقراء/هذي قدرت تضحك على بيت كامل و سكنت عندهم بعد..!!

تركي/و هذي هي الأجنبيه نفسها اللي زارها نايف بالفندق هذاك اليوم


تحدث بفضول و غضب/ابي اعرف وش نيتها بسرقة ولدي؟!!


اخذ تركي بسحب بقية الشريط وقام برؤيته حتى وصل الى يوم مطاردته السياره السوداء ..أعاد اللقطات و قام بتقريبها و تصويرها ثابت... و من ثم سفر الشموس..!!


ابتسم على ذكائها فهي إستغلت سيارة أجره عامه، حتى لا يتتبع سيارتها التي ستذهب بها..كانت حذره حتى بتوقيت سفرها..! غبي جداً من يستهين بوعيد النساء و بالأخص حين تكون مثل الشموس!
كالفرس البريّه ترفض الترويض وحين تهيج غضباً تركض بعيداً ثم تعضّ نفسها حتى ينفجر عرق دم فيها ويسيل حينها فقط ترتاح و تهدأ ..هكذا هي ..اسمٌ على مُسمى ،سامح الله من سماها..!


رآه يلتزم صمته بعد رؤيته لسفر الشموس/أدهم شفيك

ابعده أدهم ليوقف الفيديو و يقرّب الصوره على طفله الذي كان يبتسم قبل ركوبه السياره!..
تأمله كثيراً ثم أغلق الجهاز وهو يقف مستعجلاً/مشينا يا تركي

،

في ساحة القصر..،
تفاجىء أدهم برؤيتهم ينزلون من السياره بطفل واحد فقط ، رأى قاسي ينزل و يحمله بين يديه و يضمّه لصدره!!
كاد يسأل حتى رأى وجه قاسي ليفهم ان هنالك كارثه حدثت/ارحبوو نور البيت يا عيال قاسي

لم يستطيع رد الترحيب كان وجهه شاحباً و الحزن يعتريه..،

إقترب منه وهو يحاول ان يفهم شيئاً/قاسي علام وجهك أزرق؟!! تكلم يا رجل وش صاير لك؟!!


تنهد وهو يتحدث بحرقه/اليوم يا أدهم اول مره احس ببتر ساقي،
ابتلع عبرته ثم اكمل حديثه /أول مره احس بنقصي و أنا اللي كنت اركض في الميادين ادافع عن ديرتي و نجيت من الألغام حول عشر مرات..اليوم انا ماقدر ادافع حتى عن ولدي !!


شعر و كأن الألم به هو لينطق بخوف/محشوم عن النقص يا قاسي وش فيه سلمان؟! ليه ما جبتوه معكم صار له شيء؟!


نطقت ام قاسي بحرقة بكاء/الولد يا أدهم خطفوه اللي ما يخافون الله



اقترب من اخيه وهو يربت على كتفه يواسيه على مصابه الجلل الذي أرعبه هو أيضاً على طفله الغائب عن عينيه مع أمه/بأذن الله نسترده يا قاسي البلد فيها أمن و الامن قوي قادر انه يجيب لك حقك و يرد لك ولدك بعد الله


ابتسم بخيبه،وهو ينظر لطفلته/الله يعين، عن اذنك بدخل أوديها لأمها و اتطمن عليها عندها و بين يديها و بعدها اتفرغ للي اخذ ولدي


شد على كتفه/كفوو يا قاسي يلا انا بسبقك رايح لنايف بالمؤسسه متى ما خلصت تعال


نطقت ام رواد بقلق بعدما ذهب قاسي و أمه/أدهم يمه


توقف و إلتفت إليها/سمي يام رواد؟


لم تستطيع كبت خوفها/الشموس يا أدهم ماعندك خبر عنها؟! ووين اراضيها


استغرب صيغة سؤالها، هذا يعني انها لم تصدق رواية سفرها التي كذب بها عليهم/وش تقولين يام رواد؟!


تحدثت وهي تعتي ماتقوله/يا أدهم الشموس اعرفها زين و الله ما عمرها صدت عن احد إلا زعل، خاصه لا صار له مكانه بقلبها و انا خايفه هالمره عليها، مقفله جوالها و ماتتصل بأحد من البيت عمرها ماسوتها!!


فهم ما صرحت به/وش دراك انها زعلانه على أحد؟!


هزت رأسها وهي تجيبه/الحقيقه ما تغطى بغربال يا أدهم، ان تجاهلوا الناس بسكاتهم علشانك انت بس و الا تراهم يدرون، و انا اعرفك تنطح المصايب ما تتهرب منها، أما الغلا تراك غالي عندها بالحيل و لا تشك بهالشيء أبد، الشموس كلش بتتحمله إلا وجعتها من احبابها... عن اذنك بروح افزع لهم داخل عسى الله يجبر مصيبتنا


لم ينتبه لذهابها و صدى حديثها يتردد في مسامعه، كل شيء يشتبك في رأسه الآن، حتى ناداه تركي من السياره..،

ترك مكان وقوفه و ذهب إليه،ليركب السياره و يشغلها وهو يتحدث بضياع/وهذا ولد اخوي انخطف غصب من المستشفى.


لاحظ تركي إرتجافة يده وهو يديد محرك السياره و يقودها بتهور/أدهم انت وش تقول؟! خطفوا ولد قاسي صدق؟!


ضرب بيده بقوه على "الدركسيون"/الولد تووه نتفه وش يخليه يتحمل ؟!مالقوا غير يخطفون طفل ما كمل شهوره؟!!


عرف انعقد صبره انفلت الآن/أدهم انتبه للطريق يا رجل بنروح فيها وورانا اشغال لازم نسويها،


هدأ و لكن مازال مستمراً في قيادته المتهوره، و كأن ثقل قدمه كلّه على دعّاسة السرعه!/هاللحين نروح لنايف و نشوف وين سلقته اللي جابها معه من ألمانيا وين أرضها من سماها.



استغرب فأخته لم تخبره بذلك/هو اللي جايبها معه؟!

نطق بقهر/و سكّنها بالبيت وسط العايله ..


إزداد غضب تركي من اخته و من نايف، لن يسامحها على اهانته بهذا الشكل، كيف تتقبل أمراً كهذا يمسّ إحترامها ؟!!

.
،



أجرى إتصالاً مهماً مليئاً بالوعود أن التسليم سيكون خلال شهر على الأكثر ،.. ليغلق الخط وهو يتأفف و يرمي هاتفه بغضب على الأريكه التي أمامه..!!


خافت من تصرفه الغاضب وهي تسأله/مالذي حدث؟! ماذا قال لك؟!

إلتفت غاضباً/يقول أن الزعيم لن يصبر اكثر على إعادة المال الذي اختلستيه، سيكون عقابه شاملاً لنا العوده إلى إسبانيا بدون المال تعني مقتلنا

ابتلعت ريق الخوف وهي تجلس تفكر بالذي فعلته بغبائها/لماذا نعود إذن دعنا نهرب


إتسعت عينيه متفاجئاً بحديثها البارد، لينحني لها وهو يشد شعرها و يوقفها غاضباً/تورطيننا في الكوارث ثم تطلبين اغبى الحلول !! لو كان الهرب فكرةً سهله لهربنا حينما خرجنا من اسبانيا و ليس ان نمكث هنا لمجرد ان نحصل عن ابنتك الثريه او طفلها كرهائن،انا كنت رجل مافيا ذهب لولا انني تورطت بالزواج منك و الوثوق بك حتى بددتي الاموال كلها ، إن لم نعيد ما عبثتي به سنلقى حتفنا جميعنا و بلا رحمه ولكن قبل ذلك ثقي تماماً أن ذلك الكائن الصغير الذي يصرخ في الغرفه كل الوقت سيُقتل أمام عينيك أولاً من قبل كاسترو نفسه و انتي تعرفين من هو كاسترو


ابتلعت ريق الخوف وهو ينفضها من يده لتسقط على أريكتها مرعوبه من المجهول ان لم يحدث ما يريدون ..!!
.
،
.
،
الجميع في حالة إنهيار تام، ما حدث كارثه، ولكن إتفق الجميع ان لا يصل الخبر إلى نيفادا..،
جلس عندها بعدما ترك الطفله بين يديها ..


إحتضنت طفلتها وهي تقبلها بسعاده بين يديها وهي تتسائل/وين سلمان يا قاسي؟! مع خالتي؟!


ابتلع وجعه سكاكين غير مسننه وهو يجيبها/سلمان رفض الدكتور يسمح له يطلع،يقول صحته ممتازه بس لازم يزيد عالاقل نص كيلو، اخته بطله واحسن منه


اختفت إبتسامتها/حبيبي ماما قعد لحاله!! طيب ليه تجين غنوش؟! ليه ماجلستي مع اخوك تسليّنه ثم تطلعون سوى؟!


نزلت دمعته حاره بعد إحمرار عينيه حاول ان يقاومها و عجز عن ذلك.،،

لاحظته يمسح عينيه وقلقت/قاسي شفيك؟! انت تبكي؟!


حاول الإبتسام واخذ نفس/لا بس حزنت عليه لحاله ليتني جبته او جلست معه.


ابتسمت/شفيك صااير حسااس، قاسي صحيح اشتاق لهم و ابيهم حولي طول الوقت بس اهم شيء عندي صحتهم، الواقعيه مطلوبه و مصلحة سلوم أهم

هز رأسه وهو يقف مستنداً على عكازه الذي أشعره بعجزه و إحباطه لأول مره، مالذي يستطيع فعله بساق واحده و طفله الضعيف مخطوف ولا يعرف مامصيره/انا بطلع تبين شيء قبل اطلع للشباب تحت؟!

إلتهت بحضن طفلتها و تأمل ملامحها/لا شكراً


قرر الذهاب وهو يسحب ذيول خيبته و هوانه على نفسه، حتى نادته وهو يفتح الباب ليلتفت إليها/سّمي؟


ابتسمت له و هي تشير بيد طفلتها/نحبك.


ابتسم بصعوبه ليكتفي بها و يخرج و يغلق الباب خلفه وينادي بأنه سيخرج حتى لا يصادف احداهن..خرج وهو يحبس الإنفجار في قلبه، الغضب، الكبت ، الصرخه التي ستهز المدينه لو صرخها..!
نادته والدته وهي تريد الذهاب معه ولكنه مشى من دون ان يسمعها، كان فقط يسمع نحيبه الداخلي و صوت غليان دمه..!


ركب سيارته لينطلق بها خارج اسوار هذا المنزل بعيداً عن الجميع، ليقف جانب الطريق و ينفجر باكياً، يالله لم يبكي يوماً بسبب قلّة حيلته و لا من شعور بالضعف سوى بعد خطف طفله و ساقه مبتوره، ما أشد قهر الرجال.

.
،
.
،

دخل مكتبه غاضباً كالريح و هو يتجه لنايف الذي يجلس خلف مكتبه كعادته و بيده اوراق جداول عمل اليوم،


استغرب الدخول المفاجىء ولكن الأغرب هو مداهمة أدهم له وشّده من ياقة ثوبه للاعلى ليوقفه/أدهم علامك؟! وش صاير؟!


نطق بغيظ/السلقه اللي جبتها معك من ألمانيا وينك حاطها فيه؟ كيف تعرفت عليها ومن متى؟!


استغرب مناسبة الحديث عنها/ليه وش فيها أولينا


نطق تركي بقهر/حاولت خطف راكان ولد اختك من شهور طويله و اليوم تفاجئنا كلنا بخطف سلمان ولد اختك الثانيه نيفادا!!


تفاجىء/انت انهبلت؟!و الا تمزح؟


نفضه أدهم و رماه على كرسيه بكل قوته المفرطه/و بعقلك هذا وقت ينمزح فيه؟! تبيني اصحيك من غفوة غبائك؟! علشان تصحي و تستوعب اللي حاصل حولك!


تركي بغضب/طلّق اختي يا نايف، ترى النفس منك طابت


ابتسم بسخريه/امعصي ماهو انت اللي تامرني ، وزوجتي بترجع غصب


نطق غاضباً/والله ما ترجع لك إلا وانا ميت!


امسكه أدهم ليردعه /تركي لا تحلف!

أصر غاضباً/اقسم بالله وانا بأختي عارف،

خاف للحظه وهو يتذكر بكائها و هاجسها تركي وغضبه!!!


أدهم بضيق/يا عيال خلونا باللي حنا فيه ولد اخوي مخطوف و انتم خابرين ساقه مبتوره و القهر بيشق صدره


نطق تركي بعد تفكير مبسط/اللي خطف مخطط من فتره حتى انه انتظر الطفل بالحضانه لأنه عارف انه خديج


تذكر نايف انه قبل فتره ذهب بأولينا لزيارة الاطفال و زعم انها خالتهم ليسهل دخولها ،جلس منهاراً/هي الله لا يوفقها هي

استغرب أدهم/من هي؟!


رفع رأسه وهو يتذكر وعيدها له و نطق بندم/قبل فتره اخذت اولينا معي للحضانه، على أساس انها خالتهم ، لا يكون هي ؟!!!


لم يصدق أنه يفعل شيئاً غبياً و أحمقاً كهذه الفعله/وشو؟!! وش المناسبه بالله؟!!!


كاد تركي ان ينفجر/علشان تدرون انه ماهو كفو ثقه

قفز نايف عليه ليتعارك معه و لكن أدهم فرقهما بصوته ولكن لم يستجيب نايف حتى فرقهما بيده ووقف بينهما/وقف انت وياااه خلنا نخلص من مصيبتنا هذي بالأول، الولد لازم يرجع باقرب وقت،الشرطه ماهي مقصره لكن المعلومات عندنا نايف لازم تروح وتقول اللي عندك لهم،


تردد/وش تبيني اقول لهم؟!


تحدث تركي بسخريه/بلاك عاارف ان معلوماتك سواد وجه.


تحدث بين اسنانه/أدهم تراني ساكت عنه علشانك


رد أدهم بغضب هو الآخر/يا نايف علي الحرام اني صابر و كاف يدي عنك بالغصب ، تصرفاتك الغبيه هي وراء هاللي صار كله، و قبل سلمان كانت اولينا بعد بتخطف ولدي لولا لطف الله، انت دخلت غريبه لبيتك ماتعرف عنها شيء و هذي آخرة تهورك و الله يستر من اللي جاي!


لم يتوقع ان يصارحه أدهم بما في داخله، ليشعر فعلاً بغباء أفعاله التي جلبت أولينا المنزل..ترك المكتب لهما و خرج بدون أي تعليق..


جلس أدهم منفعلاً ، الضغوط تزداد عليه من كل ناحيه، ذلك ليس جديداً و لكن خطف ابن اخيه و غياب طفله شيئان يضغطان على قلبه بشكل مباشر..
يعرف تماماً ما يشعر به قاسي.


دخل قاسي في هذه اللحظات لينطق بلهفه/بشروا شباب


تحدث تركي بخيبه/ما يمدي يستجد شيء، لكن الشكوك كلها راح تتقلص بعدما تطلع الشرطه على شريط الفيديو بالمستشفى.

تحدث أدهم وهو كاره لما سيقوله/الشك الأكبر حول الاسبانيه اللي جابها نايف البيت..لأن لها سابقه في محاولة خطف ولدي


استغرب قاسي ليتحدث بقهر/و انتم ليه تتركونها بالبيت ولها سوابق؟!!


تنهد أدهم/للاسف ما شفنا شريط كاميرات المراقبه الا تو... المهم نلقى الطفل بخير دامنا عرفنا المجرمين بتسيطر الشرطه عالوضع ان شاء الله.


جلس هو الآخر والحسره تأكل اطراف قلبه/وش بيصبرني انا؟! امه للحين ماقلنا لها باللي صار، لكن لمتى بنخبي؟!


خاف تركي/وش قلت لها؟!كيف اقتنعت


مسح قاسي على وجهه بتوتر/عمري ماكذبت لكن اضطريت اكذب واقول انه بالحضانه لازم يقعد شوي، حتى اني ماقدرت احط عيني بعينها يا خوان،قسم بالله ان كرهت نفسي


تقدم تركي ليربت على كتفه/قاسي ترى همك هو همنا،الولد ولدنا بعد،و الله ما ارتاح لين اطلع هذيك السحليه من تحت الارض


استغرب قاسي/اي سحليه؟!



تركي/عندي احساس ان أولينا بتدلنا عليهم.بس نطيح عليها


أدهم بتأييد/هو خيط واحد بس إذا طحنا عليه بتنحل العقده كلها.


رن هاتف المكتب ليرفع أدهم السماعه/نعم؟! ايوه يا محمد،بشّر تواصلت مع صاحب الxxxx؟!
حلوو..، طيب طيب شكراً


سأله تركي بلهفه/مكتب الxxxx تبع الفيلا؟؟!


أشار بالإيجاب/إيه ويقول الفيلا مستأجره من وحده سعوديه!


استغرب تركي ثم نطق يفكر او انه متفاجىء/ما قال أسمها؟!!

أدهم/يقول ان معلومات مثل هذي خاصه ويبي لها اذن خاص من المحكمه علشان يدلون بها!


استغرب سكوتهم المفاجىء/وش العلم يا شباب؟!


أدهم نظر لهاتفه الذي يرن من ناحية مهند/انا مخي بدأ يشوش علي، وراي عشاء عمل الليله مع وفد شركه اجنبيه و ما ادري كيف بركّز معهم عن اذنكم شباب طالع ،خذوا راحتكم ..تركي ضيّف قاسي..قاسي لا تخاف ما اعتقد انهم بيأذون طفل ماله حيله،بننتظر يوم او يومين واكيد بيتواصلون، الأرجح انهم يبون فديه..لذلك بيكونون حريصين على حياة الطفل


لم يعلّق قاسي ليؤيده تركي/حتى انا اتوقع هالشيء


اشار أدهم لتركي حتى يهتم بقاسي و ترك لهم المكتب ثم خرج..،


حاول تركي مواساته/تراهني ان ولدك بيرجع بخير و قريب ان شاء الله؟!


رفع رأسه وهو ينظر إليه مستغرباً/كيف تتكلم بهالثقه؟! الولد صغير بالحيل وما بعد اختلط بالعالم الخارجي،و مخطوف تحت تهديد السلاح!


تركي بإبتسامه/لأنه بيد ممرضه مغتربه مسكينه، لو بيد واحد مننا يا أهله ما اخذوه لو نموت دونه.. قاسي لا تقلق والله انهم جبناء و اضعف من انهم يؤذون طفل صدقني



لاحظه يتحدث عن الطفل باهتمام و كأنه له/شفت سلمان؟!


ابتسم/كل يوم انا و الوالده ننط له فالحضانه، امي تعلقت فيهم بشكل ما تخيلناه كلنا،عسى الله يرده لنا.


إلتزم صمته وهو يستشك في حماس تركي ، و يكره نفسه حين يشك به، لو لم يكن تركي بهذا الوضوح لكان إستحق الشك ولكنه واضح كعين الشمس و رجل يثق به أدهم في مكتبه، أدهم يعرف معادن الرجال،..

.
،
،
.


أحد المطاعم الشهيره ؛
تجلس بصحبة مديرة أعمالها تماضر وهي تتحدث إليها/تماضر تحمليني هالفتره و إذا حابه ترجعين الدمام ماعندي مشكله أجلي كل شيء بعد اسبوعين.


تماضر بتأفف/و الله محتاجه للراحه، كرهت القعده بالفندق لحالي و كله كوم و الاتصالات اللي علشانك كوم، امس ازعجني واحد بالواتساب ظنيت عنده سالفه بالنهايه قال بتقدم لخطبة ريمي !! سلامات صرت خطابه!


ضحكت ريما/من جدك؟


إلتقطت شوكتها لتكمل اكل السلطه/إييه اضحكي علي..انتي ببيت خالك و زيارات و وناسه و انا هنا بالفندق انتظرك تصدقين علي بإطلاله!


اخذت كأس الماء من أمامها وهي ترتشفه لتقع عينيها على من دخل في هذه اللحظات بصحبة رجال من الواضح انهم اجانب و رجل اخر يحمل حقيبة اوراق صغيره و يرتدي الزي السعودي يبدو أنه موظف عنده!


لاحظتها تماضر مازالت تمسك بكأس الماء الفارغ و تنظر لتلك الطاوله المقابله/هييي وين وصلتي؟! القلاص مافيه ماي ليه ماسكته؟!

ابتسمت بخبث وهي تخبرها/هذاك هو اللي قلتلك عليه

إلتفتت تماضر لما تعنيه ريما/اللي يتكلم و
بيده خاتم اسود؟!


بتأكيد/ايووه هو.


رفعت حاجبها وهي تلتزم صمتها بإبتسامه..!!!


لاحظت صمتها لتلتفت إليها مستنكره/هييي لا تطولين النظر، هذا حلالي بس


استغربت/بتخشين الثانيه؟!


بتساهل/عادي إذا أدهم والله عادي عندي، بعدين إذا عرفني بيعيف غيري انا واثقه


بتشكيك/واحد مثله راعي مؤسسات و من عايله معروفه و متزوج بعد ماظنتي بيتزوج مشهورة سناب في لندن و ناويه تنتشر هنا!


بقلق/تصدقين خلاني اتراجع عن كل شيء، هذاك اليوم خفففت بنتهم الصغيره تعرفني، و الا الحمدلله كلهم ما يتابعون بالسناب، و يستخدمون بشكل بسيط


ضحكت/المفروض تتضايقين اذا ماعرفوك يالخبله، شفيك تغيرتي؟!


بتشويش وعينيها تراقبه فقط/مادري ماحبيتهم يدرون، عايلتهم جداً ارستقراطيه، علشان كذا اقولك اخذي اجازه اسبوعين وكنسلي كل شيء بالسعوديه و الخليج.
.
،
.

بالكاد نفذ من إجابة سؤال احد ضيوفه حتى أحال بقية الاسئله لمهند، ليرتشف من كأس الماء الذي أمامه شعور عميق بالضياع و الصداع في آن معاً..!
أحاديث مفرغه من كل شيء و لكنه ملزم بها رغم ما يتعرض له من ضغوط..
و لكنه تلقى إتصال من احد رجال الاعمال الذي انتشر خبر اختطاف الطفل بينهم الكل أبدى تعاطفه ودعواته، لم يحبذ ان ينتشر خبر كهذا و لكن المستشفى لم يلتزموا الصمت ،استأذن ليذهب للرد ..

اغلق الخط بعد إنتهاء المكالمه ليقف يتنفس قليلاً ذهب لدورة المياه ليغسل توتره من ملامح وجهه.. ثم عاد لمكانه ويعتدل في جلسته لتقع عينيه في عينيها التي تنظر إليه من بعيد!
إبتسم بهدوء و اندمج في أحاديث ضيوفه..،

.
،
.
،
لم تصدق وهي تلتفت لتماضر/قلتلك انا ماتكلمت عن زواجي منه بلاش،شايفه؟!


تماضر تبتسم لها بغير تصديق، (كم هي غبيه وهي تصدق زيف إبتسامته، وهل هنالك رجل عاقل تفتح له إحداهن حضنها منذ اول لقاء ثم يتزوجها؟!، كم هي مجنونه!..)
،
.
،
.
.


انتهت من عملها اليومي و تأكدت من نوم اطفالها..لتذهب بعد ذلك لغرفتها، إبتسمت له وهي تراه مازال جالساً يعمل على اللابتوب في مكانه/مانمت للحين؟!


رفع ناظريّه لها/انتظرك.


دخلت" الدريسنغ روم" تغير ملابسها وهي تتحدث معه/معليش ابوفهد ،الليله بهذلني عبود بسم الله عليه ارتفعت حرارته و اعطيته خافض و سويت له كمادات حتى انخفضت حرارته و تطمنت عليه..و بعد بروح له بعد ساعه اتطمن.


إبتسم للطفها البالغ و رحمتها مع ذلك الطفل،سيده كهذه كيف يمكن مجازاتها و مباراتها في الحب؟!/إذا تعبان يا سلطانه خليني اوديه المستوصف احسن


انتهت من لبسها و خرجت له وهي تربط روبها الأبيض جيداً/لا ما يحتاج الحمدلله تنفسه طبيعي، بعد ساعه اذا ارتفعت حرارته و تغير علي بنوديه



راقبها بنظراته وهي تلتهي بنفسها و تقف أمام مرآتها و تفتح شعرها الذي تربطه بمشبك ، ثم جادت على نفسها من عطرها، راحت تخفت إضاءة الجناح و عينيه تلاحقها حتى إنتهت من عملها الليلي المعتاد ثم جلست في مكانها من السرير وهي تبتسم له..!!


كم تعشق نظرات الإنبهار في عينيه، نظرات الذي لم يعشق سواها أحد، أي نبل يحمله في قلبه حتى لا يشعرها بأن لا انثى قبلها؟!! هل هنالك رجل بلا ماضِ؟! إن كان فهو هذا الأربعيني الفاتن!


تذكر شيئاً ليلتفت يبحث عن هاتفه/كم الساعه؟!


تفهم ما يرمي إليه تماماً كم هو راقٍ حتى في تلميحاته/ساعة المنبه و جوالك مو جنبك؟!


أضاء المصباح و رأى المنبه ولكن تذكر انه نسي هاتفه في السياره/اووف نسيت جوالي بالسياره بنزل اجيبه، تبين شي و أنا راجع؟!


رأته ينزل من السرير و يلتقط مفتاحه ذو الميادليه بحرف الـ"ل" لم تستطيع الإحتفاظ بإبتسامتها هنا، تغيرت حتى نبرتها/لا شكراً ، بنام


لاحظ عينيها تقع على مفتاحه لينتبه للميداليه ذات الحرف، لم يتوانى في أن ينزعه أمام عينيها ليتجه لسلة المهملات في الغرفه و يرميه فيها/ها قلبي،تبين شيء؟!


بشبه إبتسامه/اخذ روبك ترى برا شوي برد.

ابتسم براحه لها بعد إبتسامتها له ليلتقط روبه و يخرج..،


الليله فقط تزوجته، بات لها حقاً ، حتى انه فهم ماتريد بدون أحاديث مطوله و لا عتاب!
جلست مكانها براحه وهي تنتظر عودته،..

.
،
.
،
.

مســـاءاً؛

لم تصدق ما سمعته من مهند/مهند وش تقول انت؟! سلوم مخطوف؟!

تحدث بتأثر وهو يجلس على اريكته/اي والله و أدهم حالته حاله،اليوم بالإجتماع كان مضيّع لولا اني مرتب معه الاوراق و حضرت معه و الا كان جاب العيد، عمري ماشفته بهالشتات..أصلاً من اسبوعين ماهو بخير!

ارتعبت حقاً وهي تقف بتوتر هذا يعني ان غياب زوجته قسرياً و ليس للنزهه، لو كان للنزهه لعادت او لسافر معها/مهند قلبي قوم ودني له


إرتفع حاجبه/بهالليل؟! صاحيه انتي؟!


نظرت لساعتها تشير للعاشره و النصف/ارهانك انه ما نام من الهم


تركها متجهاً لسريره/اقول عيني خير و نامي روحتك له هالوقت مامنها فايده، ريحي نفسك بس.


لحقت به وهي تجلس عنده/مهند قلبي الله يخليك ودني له،شلون بينام اخوي وهو بهالحاله؟


مازال غير مقتنع بالتوقيت/و أنا شلون بنام بهالحاله؟! مافكرتي بي؟!


ابتلعت الغصّه/مهند!!


بإصرار/تعوذي من ابليس و تعالي ننام، الصباح رباح.


لم تعلّق اكثر إمتثلت لطلبه رغم قلقها و مصيبة اخيها التي تعتبرها مصيبتها، اغلقت الإضاءه و ذهبت لمكانها في السرير وضعت رأسها على وسادتها و أدارت نفسها لتعطيه ظهرها مدعيةً النوم..،


ابتسم وهو يراها تبدي غضبها بشكل هادىء جداً و لم تصرخ و ترفع صوتها بل امتثلت لأمره، حتى و إن إحتجت بإدارت ظهرها له..،لم تعوّده ذلك حتى صار يعرف انها لا تدير ظهرها الا غضباً..! يالهدوء غضبها الذي يزلزله!!



شعرت به يقترب منها ليلصق صدره بظهرها و يداعب ذراعها بيده الكبيره و من ثم بطنها ليشدّها له اكثر وهو يعانقها بهدوء ليطبع قبلته خلف أذنها ثم يهمس لها بهدوء/ان رحتي لاخوك هالوقت بيقلق اكثر، عشان كذا احسن شيء تروحين له الصباح بدري خليه يصبح بلطافة الدنيا بعدما نام على نكدها.
و ان بغيتي اقعدي عندهم طول اليوم، بس احسبي حسابك الليل بجي اخذك، و الله ماقدر انام بدونك، وش قلتي؟!


ابتسمت وقد نزلت دمعته منه قبل قليل، لتستدير بصمت و تعانقه بشده..،
.
،







.
،
.
،

في مكانها بعيداً كل ما يحدث،
حزنها لم يكن يوماً عرضة لعيون البشر،و لا تتظاهر حتى به، و لا تشاركه أحداً فقط تكتفي بنفسها حين يخذلها من تحبهم و الحياة، فتنعزل بعيداً عن كل ما يؤلمها و تغلق كافة وسائل التواصل لتعتكف مع نفسها تعيش راحتها كما لم تفعل ذلك من قبل،
سنوات طويله و هي منشغله عن ذاتها عن الهدوء، تستحق وقتاً مستقطعاً من العزله ولو كان وقتاً يسيراً..قد فقدت في حياتها العمليه و وسط إنشغالها بهم ،فقدت التواصل مع ذاتها و التفرغ لعيش ماتحبه، لم تحبذ يوماً الإنصهار في قوالب ليست تناسبها، قد كانت في ما مضى تجاهد رغباتها وسط تلبية رغبات والدها و حماية عائلتها التي صارت تتذمر من تدخلها في شؤونهم..!

يالله كم فقدت صلتها مع ذاتها في خضم كل ذلك.."لا بأس من عيش لحظات التمرد و التفرد، و البحث عن راحة النفس"

.. الضعف و الإنكسار ليس من شيمها،
ليست ممن ينتظرون إنتصارهم في رأي الأخرين أو إنتظار حبهم ..إن لم ترفع المرأه عن نفسها الهوان و إلا لن يسّرها أن يفعل ذلك لها رجلاً و إن كان زوجها..
الكرامه و رفعة الشأن تنبع من الذات لا تُستجدى من أحدٍ كان...
،
فقدت صوت طفلها لتبتسم و هي تلاحظ نومه بين ألعابه، إتجهت إليه لتحمله و تتجه به لغرفتها حيث سريره بجانب سريرها..

وضعته و هي تبعد خصلات شعره عن عينيه وهي تتأمله بهيام واضح،هذا الحب المرعب الذي تحمله له في قلبها يكاد يهلكها، ترتعب بمجرد ان يصوّر لها خيالها أنه قد يتأذى بأي شيء..!
هذه الملامح التي تحب و الروح المجتزئه من الروح و قطعة القلب التي تمشي على الأرض..إنها حقاً أشياء لا تُشترى!
تذكرت أنها حرمت أدهم من هذا كلّه لتتنهد/الله يعين أبوك.

تركته في سريره و هي تخرج تمارس عاداتها الجديده ومنها السهر على فيلم أو احتساء كوب قهوه في باحة المنزل الصغيره وسماع اغنياتها المفضله او مراقبة النجوم في تلسكوبها الصغير..المهم أنها لا تخطط لشيء معيّن كما كانت تفعل طوال حياتها..
...الآن لا شيء ينتظرها غداً و لا تفكر بعمل او مرتبطه بأي شيء..
بل تتخلّص من كل أعباء الشموس القديمه و إجازه لها من كل شيء و بلا موعد إنتهاء محدد..!

.
،
.
،

في مطبخها انتهت من عمل فنجاني قهوه لها و له كما طلبها..لتصعد للأعلى حيث غرفتها،..
سمعت صوتاً يأتي وسط صمت الممر..إستغربت الذي تعرفه أنها ذهبت للنوم باكراً اليوم!
إقتربت لباب الغرفه حتى تسمع جيداً ما يدور!
هزت رأسها بصدمه وهي تترك الباب و تذهب لغرفتها يكفيها ما سمعته!

دخلت غرفتها وهي مازالت تحت تأثير ما سمعته!
وضعت فنجان القهوه على طاولته التي أمامه و عادت لكرسيها ترتشف فنجانها بصمت...،


إستغرب صمتها بإبتسامه وهو يحمل فنجانه و يرتشف منه رشفه/شفيهاالليله ساكته؟! مافيه مواضيع جديده مادريت عنها غير كتاب أمك؟!


إلتفتت إليه صامته، متسائله بنظراتها، هل يعرف ماتفعله ريما أم أنها تتوهم..!!


إتسعت إبتسامته/شفيك تناظريني كذا؟! عندك شيء بتقولينه؟


نطقت بلا تردد/لا ..


عاد ليرتشف قهوته بصمت،و يده الأخرى تداعب هاتفه..،

تحدثت بفضول يدفعها/ريما وش تخصصها اللي تدرسه؟!


ابتسم مستغرباً/ليه ما سألتيها؟!


حركت كتفيها بتردد/مادري خفت تظن انها لقافه


ضحك/ريما متخرجه العام من تخصص إدارة و تسويق، تشتغل بلندن اعتقد بمؤسسه


استغربت فالذي اخبرتها به ريما أنها ما زالت طالبه!!/موظفه و بالتسويق!!


لاحظ نظراتها له/انا رحت محل عملها جداً محترم و ابداعي بالتسويق باذن الله نروح لندن و تزورينهم، بالنهايه ابوها ماهو موافق على عملها إذا ما كان مناسب.



مازالت مشككه، من أي ناحيه مناسب؟! ما سمعته الليله منه ومنها و احاديثها السابقه يجعلها تتيقن أنها فتاة مراوغه بإمتياز/يلا حلو اخذ منها خبره دامها موجوده، يجوز افتح محل و الا اصير تاجره و احتاج مسوّقه


لم تعجبه نبرتها شعر فيها نوعاً من السخريه او الشك، ليترك فنجانه جانباً وهو يلتفت إليها ناطقاً بجديّه/هند، أي شيء من ناحية ريما انسيه، مالك علاقه فيها، وهي كلها أيام وتتيسر بحالها، قط الكلام اللي ماله داعي ماحبه..


تفاجأت بحديثه الذي يؤكد انه يتعرض لغسيل دماغ، كيف يرى عملها و لا يرى تصرفاتها؟!!/عبدالرحمن! وشو الكلام اللي قلته و ماله داعي ،حكيي كله عفوي و ماقصدت شيء!!


إلتفت إليها وقد وصل السرير/عفويتك هذي لا تستخدمينها معي فااهمه!! تصبحين على خير


لا تصدق ما يقوله !يرى حديثها هي غير عفوي و افعال تلك وتصرفاتها عفويه!!! ريما ليست سهله (ولكن أنا أيضاً ليست سهله، و لنرى أي عفويه ستنجح يا ابنة الدبلوماسي!)

.
،
.
،
.
،
استيقظ باكراً على صوت المنبه الذي وضعه بعد صلاة الفجر.. بالكاد نام ساعتين فقط،
إستلقى مكانه بإرهاق نفسي وروحي أكثر منه جسدي،..
هذا السرير البارد و الغرفه الميته تعيده لتلك الطفوله، ذلك الطفل الحزين الذي كانه.
وحيد كما كان بل بعزلة أكبر و بهموم اكبر..!

إلتفت لمكانها بجانبه وهم يتخيلها غاضبه و مع ذلك تعيد الغطاء على جسده حينما يبعده عنه و يتصنّع النوم.. كانت لا تعرف ان تقسو عليه مهما غضب منه!
من كان قبلها؟! و كيف صار بعدها؟ و ماذا حل به الآن؟!!
قد يتجاوز كل شيء و كل صدمه ماعدا غيابها الذي كشفه و سرق الراحه من جفنيه و السعاده من عالمه!
غيابها الذي كشف الغطاء عن كل جروحه القديمه، و أذكى جروحاً أخرى..
لا أحد يسأل عنه و لا أحد يهتم..!
تماماً كذلك الطفل البائس، غير أنه الآن بات في وسط عائله و متزوج!
لا يعرف لماذا شعر برعشة قلبه وسط أضلاعه وهو يتخيل مشاعر ذلك الطفل اليتيم و حزنه الطاغي..
كان يتوق لأن يكبر ليتغلب على ضعفه و احزانه و لكنه كبر ومازالت احزانه ترافقه و تكبر معه و هاهي الآن تُضعفه و تذكره بماضي أحزانه، و كأنه نسي!

سمع طرقات باب ليترك سريره ،تذكر أنه يرتدي فقط ملابسه الداخليه ليلتقط روبه و يخرج من غرفته و يذهب ليفتح باب المكتب وتفاجىء بوجودها/هوازن!



لم تستطيع تجاوز ذبوله و حزنه الظاهر، كانت تعرفه دائماً صلب و يقف بكل قوه أمام كبار الأمور، ابتسمت بصعوبه و هي تمد إليه كوب قهوه/صباح الخير


أخذ كوب القهوه وهو يحاول بفشل ان يبتسم لينحني و يقبّل رأسها/حي هالصباح.


أشارت للداخل/ادخل عندك و إلا تطلع معي المجلس احسن؟


اشار لأريكة المكتب بصمت وهو يدخل و يجلس في الكرسي المنفرد، لتدخل و تغلق الباب و تجلس هي في المقابل على الاريكه الطويله وهي ترى صمته/أنا عارفه الأوضاع اللي صايره و معكره جوك..قلبي معك ياخوي ومصيرها تُفرج ان شاء الله



إرتشف من كوب قهوته وهو يصغي لحديثها بصمت..،

أردفت بحزن على حاله/الضغوط ماهي شيء جديد عليك يا أدهم، انت شايف اللي تحت عينك، منت ملاحظ انك تغيرت لدرجة ماعدت تتصل بي وانت اللي ماكنت تتركني قبل تعرف اني اختك؟!! انت عمرك ماتترك واجباتك عبث ، أدهم قول وشفيك يا عزوتي؟!


نطق حزنه على ملامحه، فلم يسأله أحد بهذا الإلحاح من قبل و لكن اخته اخترقت قلبه في هذا الصباح الخانق له/تعبان شوي


سألته بلهفه وهي ترى لمعة عينيه الصامده/وش متعبك؟!


نظر إليها وهو يرى قلق الأمهات على ملامحها،لا تعرف أنها سألته سؤالاً عميقاً بعمق وجعه بحيث لم يعد يعرف ما يُتعبه مما يعذّبه/تعبان من كل شيء..، تعبان من الهواء اللي أتنفسه، تعبان من هزايمي، تعبان من فشلي وحظي اللي واقف بوجهي حتى بعلاقاتي مع اللي أحبهم، تعبان لدرجة أني انتظر موتي كل صباح واشوفه يعاندني يمر جنبي و يتعداني، تصوري حتى موتي يعاندني!!


نزلت دمعتها وهي تضع قهوتها على الطاوله أمامها/بسم الله عليك من التعب، وش هالكلام يا أدهم كنت اشوفك دايماً قوي وماتهاب!

ابتسم بخيبه/قوي؟! هذي اكثر صفه تقمصتها بحياتي، القوّه ناسبت شكلي الخارجي فقط لكن داخلي ضعيف ومهزوم ,داخلي طفل صغير يبكي على موت امه من 32 سنه..!


مسحت دمعتها الحاره وهي ترى تماسكه رغم كل شيء سكتت قليلاً وهي تحاول إستيعاب صوت وجعه الموغل في القلب/غريب! كيف تخفي المظاهر اللامعه أنقاض بقايا إنسان؟! انا كنت اظن محد ذاق التعب والحزن كثري او عالأقل اكثر مني!


ابتسم يداري حزنه/هذا جزء بسيط، تدرين وش اكثر شيء مُتعب في هالحياة هو إني مضطر أعيش و أقوم بواجباتي كامله تجاه الكل و كأنه ما صار شيء، و بداخلي صوت يصرخ وده اني انسحب من هالحياة بكبرها.


سكتت للحظات وهي تتأمل عمق الحزن الذي فاجئها به، و غياب الشموس المريب/لو بيدي اخذت هالتعب منك ياخوي..قول لي وش بخاطرك و اسويه،انت منت لحالك انا معك وابونا بعد.

ابتسم وهو يتأمل ملامحها القريبه من والده/زين اللي تزوج ابوي و جاب لي اخت تفزع لي ولو بعد كل هالسنين.


أحبت نبرته ونظرته التي تشوبها لمعة براءة ذلك الطفل الذي تحدث عنه/فديتك، عرفت الشموس باللي صار؟!


ترك الكوب على الطاوله أمامه ليحاول تجاوز أزمته التي تعصف به منذ غادرته فلم يعتاد الفضفضه/الشموس مادرت عن شيء، أو أنها درت و ما تبي ترجع..الله اعلم.


استغربت إجابته ولكن فهمتها بعد كل تلك الفضفضه/أفهم من هالكلام أنك ماتدري وينها؟!


وقف وهو يبتسم بخيبه/للأسف يا هوازن ما أدري وهذا اعتبريه اعتراف بفشل اخوك و خيبته ، لذلك مهما صار لا تثقين بواحد فاشل ومهزوم مثلي أبداً .


وقفت وعينيها تنطق حزنا لتعانقه وتشد عليه/بظل أثق فيك لين اموت انت أملي بعد الله و ظلي اللي اتذرى فيه، مهما باروا فيك العالم تذكر ان لك أخت ما تشوف الدنيا إلا فيك.


بادلها العناق وهو يشعر بنوع من الراحه بعد فضفضته لها، و دموعها ليهمس لها/وراي روحه للشرطه بعد شوي و انتي عطلتيني ببكاك.


ابتعدت عن صدره قليلاً وهي تنظر لوجهه و تتفحص ملامحه لتتحدث برجاء/طلبتك هالكلام اللي قلته لي انساه عندي لا تقوله لأحد ثاني، انت قوي و قد هالعالم و متأكده انك بتغلبهم، صدقني حتى الشموس بتندم عاللي سوته، مصيرها ترجع معتذره و تفهم قلبك، قوول لي انت من تقدر تبتعد عنك؟!


بنفس ابتسامته/الشموس قدرت و ابعدت.


هزت رأسها بالنفي/مستحيل تبعد، و راح اراهنك على هالشيء، حتى يمكن انها حالياً قريبه منك و منت حاس فيها، المهم انها ما ابعدت عن دوايرك انت،و بتقول قالت هوازن.


لم يصدق نفسه كيف تحدث أخيراً بما يقتله من الداخل ببطىء؟!، هذه الأخت كغيمة ماطره ساقها الله لتمطر في صحراء قلبه، ابتسم بخفوت/أنتي وش جابك لي مع هالصباح؟!


شدت على يده بإهتمام/مانمت البارح، و من فتره افكر فيك، اقول قل اتصاله و حتى طلته علي انقطعت، اكلني قلبي عليك، هاللحين عرفت وش موجعك و عرفت ان قلقي عليك معه حق.


لم يستطيع ان يعلّق على دفء لهفتها، اقترب ليطبع قبلته على جبينها/الله لا يحرمني هالقلب..يلا ابي اجهز نفسي و اطلع الشرطه قبل اروح عملي تامرين شيء


نطقت برجاء/طلبتك إذا اتصلت بك رد علي حتى لو بكلمه ورد غطاها أو حتى رساله، لا تشغل قلبي عليك..


حرك رأسه بالإيجاب وهو يتركها ليذهب لغرفته،، تنهدت وهي تستودعه في ودائع الرحمن، اخذت كوبي القهوه و خرجت مغلقةً الباب خلفها...،


واجهتها ليال وهي تجلس في جلستهم المعتاده في الصاله الجانبيه و تكاد دمعتها لا تجف/صحى؟!


جلست بحزن/صحى و كان شكله شكل اللي ما نام،ويلي على اخوي.

تنهدت بحسره/من اللي ارتاح بنومه بهالبيت؟! عسى الله يعديها على خير ، ما قالك خبر عن الشموس؟!


نطقت بتعب وهي تحمل هم أخيها/ما سألته عنها


استغربت/مو معقول حتى أدهم ما يدري عنها وين رايحه!


تنهدت/الله يسامحها.


شكّت ليال في موضوعها/تظنين ان الشموس مسافره من وراء زوجها و من دون علمه.


ردت وقلبها مشغول به فقط/ما ادري، لكن اللي متأكده منه انه لو الشموس عندها خبر باللي صار لولد اختها مستحيل تغيب دقيقه..


هزت رأسها بموافقه/بهذي صدقتي، و هذا يؤكد لي انها مغلقه جوالها نهائي و كل وسيلة اتصال و حتى ما فكرت تسأل عننا من بعيد لبعيد..


نزلت أم رواد من اعلى وهي تسأل بلهفه/محد اتصل؟!


ليال/لا و نايف من البارح ماهو مبين، يا رب ارحمنا من هاللي إنّا فيه،


جلست ام رواد بتعب على طرف الأريكه وهي تنتحب،كبتت كثيراً وهي بغرفة نيفادا التي لم تعرف شيئاً بعد.،بكت حتى اقتربت منها هوازن و ليال كل منهما تحاول ان تواسيها ولكن المصاب يجمعهم ..

إنهارت ليال باكيه و كأنه لم تبكي قبلاً، لتنضم معهم اميره التي كانت تراقبهم من بعيد وتلعب بجهازها اللوحي..،
.
،
.
،

منذ ليلة البارحه وهو يبحث عن أي دليل يقوده إليها و لكن لا جدوى!
سيجن مما فعله بعائلته،هو الملام و لن يسامح نفسه أبداً إن حدث مكروه لأحدهم..

دخل تركي مستعجلاً وهو يراه بدلاً من أدهم، ليقرر ترك المكتب له..


ناداه قبل ان يخرج/تركي وقف

توقف تركي بإشمئزاز وهو يلتفت إليه/خير ان شاء الله!


نايف/تركي بلا هالصدود ترانا اهل


ضرب بيده الباب وهو يكرر ما قاله/بينك وبين اختي موتي يا نايف ..فااهم "مووتي"


توقف بقلّة حيله بعدما خرج تركي و تركه بين حيرته،لعن الفكره التي جعلته يساعد أولينا بالقدوم هنا و جعلها تسكن مع أهله..،
.
،
نزل من سيارته متفاجئاً من احداهن كادت ترمي بنفسها أمام سيارته، لينزع نظارته وهو يصرخ بهن غاضباً/ناويه تنتحرين انتي؟!!


تركت مكانها الذي تقف به لتتجه ناحيته/اسفه يا ستاذ أدهم لكن قسم بالله


تركها وهو يتهرب ويشير لرجال امن المؤسسه بطردها،لا تنقصه مصائب تأتي من خلف النساء، يكفيه جداً ما هو فيه منهن..



رأته يدخل المؤسسه و الرجال يمنعونها من الحديث معه لتبكي وهي ترجوهم و معها صاحبتها التي أتت معها/تكفون ياهل الخير والله اني محتاجه وقفة احد معي، أدهم


تجاهل صوتها و لأول مره يتجاهل صوتاً يستفزع مرؤته، عاد ليلبس نظارته وهو يقف في الإستقبال و يلقي أوامره عليهم/ممنوع دخول أي جنس مره للمجموعه،تحت أي ظرف كان مفهوم؟ ابيك تعمم هالكلام للسكيورتي.


استغرب الموظفين طلبه ولكن امتثلوا له/ابشر طال عمرك..

رفع ناظريه للكاميرا الموجهه إليه ليتذكر أمراً مهماً/تركي وصل؟!


الموظف/وصل لكن طلع من شوي


ضرب بيده على الطاوله بخفه ثم تركهم ليستخدم المصعد للأعلى..وهو يتصل بتركي على عجاله من أمره/الوه تركي اسمعني زين ابيك تروح للشرطه حالاً وتعطيهم اسم الفندق اللي نزلت فيه المتهمه،اكيد عندهم كاميرات مراقبه ،اولينا استحاله تكون لحالها اكيد معها فريق يساعدونها


دخل مكتبه بعدما اغلق الهاتف وهو يشعر بخفة في نفسه،شعور جيد بعد مجالسة أخته صباحاً ،كاد يختنق وحيداً لولاها بعد الله..

.
،
.
،
تحت مظلات مواقف السيارات..،
رجتها بخوف وهي تلتفت يميناً و شمالاً/مريم شكلنا غلط وحنا واقفين هنا وش نننتظر بالله



مريم بهزة جسد غريبه/ماراح اتزحزح لين أقابل أدهم المناع، اذا تحركت من هنا بيمسكونا و انا ارحم عندي انتحر و لا ارجع لدار الرعايه يا غريبه


ابتلعت الخوف و هي ترى نظرات عامل النظافه بين الحين والآخر/مريم شووفي هذاك يناظرني بشكل يخوف!


التفتت إليها وهي غاضبه/ما ينلام عمره ما شاف هالعيون الزرق غطي وجهك يا بنت لا تلفتين الانظار لنا


غطت وجهها بيدين مرتجفتين وهي تثبت نقابها/وش ذنبي انا يا رب رحمتك


تذكرت اسئلتها الكثيره بخصوص غريبه فلا احد كان يسمح بالاحاديث الجانبيه كثيراً في الدار لتسألها بفضول/تعالي انتي وش اصلك..معليش بس جد شعرك مايل للاشقر و واضح خلقه عيونك مادري كيف لونها ازرق او باهت!!


تذكرت الماضي بحزن و نطقت بعد تردد/والله مادري ابوي يتهم امي و امي تبري نفسها و تحلف و جدتي تقول ماهي لنا و دايم مسكرين علي البيت و لا اطلع لأحد.. المشكله اني نفس بشراتهم كلهم لكن فرقت معهم العين والشعر


لم تفهم بعد/يا بنتي معليش خذيني على قد عقلي، كيف ما يبونك ومخلينك عندهم ، اقصد كيف وصلتي الدار دام عندك عايله!!


غريبه بحزن اعمق/ابوي انفصل عن امي بعدما جابتني و عشت دايم محبوسه اذا جونا ناس او مناسبه و مره من المرات كسرت الحجز و نزلت من غرفتي بحفلة خطبة اختي كان وقتها عمري 17 سنه لبست و تجهزت و نزلت لهم استغليت انشغالهم عني ، تخيلي ما يخلوني اطلع لجماعتنا!!
طلعت لهم هذاك الوقت و الله لا يوريك الكل انكرني بداية بأمي و جداتي و نهايه باختي اللي اكبر مني!!
من يومها انزع الخوف و الرهبه منهم، عرفت اني فعلاً غريبه عنهم اسم على مسمى ،كرهتهم و عرفت ان هالدنيا مالها صاحب و فليتها وكل ما سألوني ما جاوبتهم لين جاء يوم وغبت عنهم فتره يومين و ثلاثه و اسبوع كنت اروح عند رفيقتي بس ما علمتهم، بلغوا الشرطه و اتهموني بأشياء غريبه ماعمري سويتها
طبعاً انا كل اللي كنت اسويه اهرب منهم لصديقتي وجدتها ناس طيبيين


بفضولها الذي شدها/طيب وش صار بعد هالسالفه وراء ماقعدتي عند العجوز دام اهلك مرخصينك كذا


أجابت بقهر/خالهم شافني مره بالغلط و اعتقد اعجبته و انا صغيرة سن و يدري ان اهلي مايبوني، طلب يتزوجني بس رفضت خير اتزوج واحد اكبر مني بخمس و ثلاثين سنه!! بعدها الشايب الحقود بلّغ عني و شوفت عينك..


مازالت مستغربه/غريبه من جدك؟! هذي تصرفات اطفال وشو اللي تهربين من اهلك للجيران و



تنهدت/اكيد وقتها كانت تصرفات اطفال بس من كان يحس بي؟! هم كانوا عارفين كل شيء يصير معي و انبسطوا يوم مسكتني الشرطه و رفضوا يستلموني منهم بعدها الشرطه اخذوني لمركز الرعايه و هذا انا من هذيك السنه خمس سنوات ماشفت أمي ولا أبوي اللي كان ماهو متقبلني.


دمعت عينيها وهي تتذكر والدتها الرحوم/كانت عندي أم تسوى الدنيا و كنت انا بنتها الوحيده بعد وفاة اخوي بحادث قبل زواجه بشهر..تعبت امي و بطلت وظيفتها و انا تركت الدراسه و اشتغلت بدالها في مشغل محترم...كنت مبسوطه لان تصفيف الشعر و قصّه شغله تستهويني و كان لي زبايني،
لين جاتني يوم من الايام زبونه دهورتني بكذبها و قالت بفتح لك مركز تجميل خاص فيك و بموقع ممتاز بس تنفذين اللي ابيه و وافقت في لحظة طمع كنت ابي استقل بشغلي و بعدها معاد شفت الخير .. خربت بيوت ناس و حبستني ببيت مهجور و شفت جريمة قتل قدامي خلتني انهبل دخلت بتحقيقات و سين وجيم و قضيت فتره بالمستشفى ما اتكلم ماكنت مستوعبه كمية الخبث و النجاسه في هذيك المخلوقه لدرجة ان امي ماتت مقهوره و قالتها لي ببرود لا انا غسلتها ولا وقفت بعزاها..و عشان مالي احد دخلوني دار الرعايه،. انا ماني مجرمه و حتى عندي صك براءه من المحكمه و عندي بيت ليه تحطوني بالرعايه!!!



استغربت صديقتها، لتبتسم/يلا هذانا طلعنا و افتكينا


مريم بخوف/لكن ماندري وش تاليتها يا غريبه، ان ما فزع لنا أدهم بنروح فيها



مازالت مستغربه إصرارها عليه/وش معنى أدهم؟!واضح انه رجال اقشر و شايف نفسه ماشفتي كيف كرشنا من بوابة الشركه و خلا السكيورتي يطردونا


بأمل يتجدد رغم كل شيء/هذي ماهي شخصية أدهم،أدهم اللي اعرفه ما كان كذا، لكن طبيعي يكره جنس الحريم وما يثق فيهم ما ينلام ،اللي سوته فيه مها يحط العقل بالكف..ووالله اني اشك انه مازال مع زوجته


استغربت اكثر/مها هذي لا يكون راعية سالفة المشغل اللي ورطتك؟!

هزت رأسها بالإيجاب/هي، و قد ما اقولك فيها كيد و خبث و ذكاء ماراح اوفيها وصفها ..كانت جميله بشكل يفجع لكن بنفس الوقت زي ماتقولين شيطانه متلبسه بقالب بشري جميل، الخبيثه للخبيث عمر الطيب ماياخذ خبيثه و العكس.. هذي هي مها باختصار طوول عمرها خبيثه و بنفس الوقت الله بلاها بعشق رجال طيب و الله سبحانه حفظه منها،هي ماتت بسوء افعالها وهو بقى. واللي تورط بالنص واكل تبن انا الغبيه.



وقفت غريبه بعدما رأت خروج أدهم/هذا هو طلع ياربي وش نسوي وين نروح لو طردنا بعد


وقفت مريم متشبثه بعبائتها الباليه لتنتظره عند سيارته وتمنع الحارس من أخذها لإيصالها له..


ترقف الحارس مستغرباً/يا أخت لو سمحتي ابي السياره ابعدي عن طريقي


تحدثت مريم بصوت مرتجف/ماراح ابعد لين اشوف مديركم أدهم.

تأفف وهو عاجز عن الإقتراب منها خوفاً من أن تبتليه بنفسها/لا حول ولاقوة إلا بالله، انتي من وين طلعتي لنا هاليوم؟!!


وقفت بإصرار/قول اللي تقوله ماني متحركه من عند السياره


تركها وهو غاضب ليعود لأدهم بخيبه، حضر أدهم غاضباً ليشير إليها بتهديد/انا ماني فاضي لاشكالكم انتي و إياها ان ما ابعدتوا عن هالمكان و حليتوا عن سماي و الله ما يردني إلا الشرطه.


بكت مريم/يا أدهم والله ماجيتك انا و رفيقتي إلا متسكره بوجيهنا من كل جهه، ..طامعه بفزعتك أمي اللي انا وحيدتها ماتت و ماقدرت احضر عزاها ولا حتى غسلتها و من بعدها الدنيا نهشت بي ،مالي احد والله العظيم مالي احد ينصفني من اللي ظلموني انا و هالبنت غيرك و انت محامي و تقدر تساعدنا، كل اللي ابيه ارجع اسكن ببيت امي معززه مكرمه.



لم يكن ينقصه هم ليبتلي بآخر، هذه البنت استطاعت ان تلامس قلبه حينما ذكرت وفاة والدتها..هدأت نبرته وهو يستعيذ من إبليس إن كان يؤزها/شوفي يا مسلمه أنا ما امارس المحاماه حالياً، و كل اللي اقدر عليه اني اوكل لكم محامي يوقف معكم لين تاخذون حقكم، غير كذا اسمحوا لي..


بكت/طيب وين بنسكن للحظتها ..؟!

نزع نظارته وهو يُخرج هاتفه النقال و يجري إتصاله بالسكرتير/اسمع يا محمد ابيك تأمن شقه مفروشه بشكل عاجل خلال دقايق يعني، و تسلمها للبنتين اللي راح تلقاهم بالمحاسبه، لحظه وش اساميكم انتم

شعرت بانفراجه قريبه/انا مريم وهذي غريبه صديقتي و لها قضيه بعد


عاد ليكمل حديثه مع السكرتير/اساميهم مريم وغريبه، شوفوا امورهم و وكل لهم محامي من اللي نعرفهم خله يتابع قضيتهم و عطوني الاخبار اول بأول..يلا سلام


نطقت بسعاده و دمعتها تبلل نقابها الله يوفقك و يسعدك و يجعل لك من كل ضيق مخرجا يا رب العالمين..اقسم انك سويت فينا خير ما يعلمه غير رب العباد، الله يقدرني و ارده لك


نطق بضيق وهو يتركها و يمشي/فكيني من شرّك ولعاد تلحقيني و بتكونين سويتي خير و رديتي جميل.


رأته يبتعد لتتنهد ألماً/رغم كل شيء وقف لنا بالقراج و سمع لنا بكل مروءه و ساعدنا وانتي قبل شوي تقولين مغرور!! هاللحين فهمت موت مها عليه!، الله يكفينا شر الحرام و يقويني على رد جميله حتى لو بالاعتذار


غريبه بتردد/اعذريني ماتعودت اشوف رجال حقيقيين.


اخذت نفسها لتلحق بالسكيورتي الذي دعاها للمؤسسه/تعالي يا غريبه قلتلك هو رجال واحد ان ساعدنا و الا بنروح فيها، وهذا الله يسره لنا و ساعدنا.


لحقت بها غريبه و هي مازالت تحت تأثير الصدمه التي جعلتها تخجل حتى من نفسها، تمنت ان لا تقابل أدهم مرةً أخرى حتى لا تتذكر غبائها وهي تتهمه بالغرور.
ابتسمت بسعاده وهي ترى بوادر إنفراج أزمتها ..تريد إستعادة كرامتها التي عبث بها مرضى عائلتها..

،
.
،

بمساعدة رجال الشرطه تم التحفظ على شريط الكاميرات التي أوضحت الكثير..هنالك سيده و رجل صورته واضحه جداً ..،
ابتيم تركي بفخر وهويرى تفكير أدهم المتواصل معه يجعل عملهما أسهل من تعقيدات عبث نايف..،

إلتفت للضابط/اعتقد طال عمرك صار واضح معكم وجوه كل المتهمين

الضابط/صحيح لكن الأهم هل هم ما زالوا بالسعوديه و إلا سافروا؟! هذا شيء راح نعرفه بعد البحث الجنائي و ان شاء الله راح نعرف إذا هم بالأراضي السعوديه أو خارجها..


إرتعب تركي من فكرة أن يتم إخراج الطفل إلى خارج البلاد/و ولدنا طال عمرك؟!يقدرون يطلعونه معهم


ابتسم/يا تركي هذول واضح من عملهم التنظيم و الخبره، يعني اكيد ما خطفوا الطفل إلا مرتبين وضعه معهم ومكان إقامته حتى..الطفل بيكون امان لهم و راح يكون الورقه الأخيره اللي بيحاربون بها إذا كانوا مازالوا بالسعوديه، أما إذا خارجها فالحسابات تختلف جداً


شعر بالإحباط يراوده و يزعزع ما بناه من ثقه....
ليخرج بعد خروج رجال الشرطه و يصعد سيارته وهو يفكر لعله يجد حلاً لم يخطر على بال أحد..
.
،
.

مضى أصعب أسبوع مر عليه في حياته كلها...، أصعب حتى من أن يواجه العدو عارِ الصدر و بلا سلاح في معركة محسومة ضده!
حتى زوجته لم يستطيع رؤيتها، كان يتحاشا زيارتها و يكتفي بالكلمات القصيره في مكالماتها..
قضى أياماً يطيل السير على غير هدى من مكان لآخر وهو يعرف تماماً انه يبذل مجهوداً فارغاً ولكن الجلوس في المنزل لن يفيده أيضاً..،
ألم يدك أضلاع صدره و هم يمسك بخناقه، و يحبس أنفاسه..
،


وجدت إبنها يجلس متأنقاً ينتظر أذان صلاة الجمعه باكراً كعادته، غرس والده و أدهم بنفسه حرصه على الصلاة مذ كان طفلاً صغيراً جداً..،
و لكنها تراه الآن يذبل يوماً بعد الآخر هذا الإبن عانى كثيراً مع ابناءه و عانى قبل ذلك من زوجته الأولى، هذه الحياة لا تلبث ان تصفو له حتى تنقلب ضده..! حتى زوجته التي زرعت السعاده في قلبه لم يطيل البقاء معها ليذهب لساحات القتال ومن ثم بتر ساقه و الآن في قلبه لوعة فقد طفله و فلذة كبده، قاسي لا يستحق ذلك كله ، "يالله لا تعاقبني بعذاب إبني" ،
تذكرت بندم عذاباتها التي كانت تكيلها لأدهم وهو طفل، يالله هل تعاقبني في طفلي؟! يارب اغفر لي و ارحم قلبه و رد له طفله حياً معافا..


لمح والدته قادمه ليحاول الوقوف خوف من سؤالها/يلا يمه انا رايح اصلي


امسكت بيده وهي تتحدث له/لا تشيل هم يا ولدي، بيفرجها ربك،


هز رأسه بمسايره وهو يهم بالخروج/الله كريم ..،عن اذنك يمّه.


رأته يخرج منكسراً هنالك شيء ما يقول لها أنها السبب في تعاسته،جلست تبكي مكانها لأول مره تشعر أنها عاله و عبء على أحدهم، صنائع صباها تحصدها بوجع أبنائها..ما يؤلم القلب أننا لا نستطيع دفع الحزن و الألم عن ابنائنا مهما فعلنا و لكننا نقاسمهم الألم و الحزن نفسه و بشكل مضاعف..


لمحتها ساره بصحبة مدى وهما يخرجان من المطبخ، خافتا ان مكروهاً لطفلهم حدث لتبكي هكذا،لتتحلقان حولها متسائلة ساره/يمه ليه تصيحين بعد، سلّوم صارله شيء عرفتوا عنه شيء؟!


مدى بإلحاح/تكلمي يمه تكفين.

نطقت وهي تحاول كفكفة دموعها الغزيره/هذي حوبة أدهم، والله ما اشوف عيالي مبسوطين إلا و يتنكدون..هذي حووبته ماراح تتركني ليوم الدين..واللي راح بالرجلين قاسي


دمعت ساره وهي تحاول تهدئتها/يمّه تعوذي من ابليس، هذي وساوس..


هزت رأسها بالنفي/لا ماهي وساوس،قد حذرتني اختي مضاوي من حوبة اليتيم لكن ما اقتنعت..يارب تعفو عني و تسامحني ياااارب


تنهدت مدى وهي تعانقها/الله يسامحك على كل حال يا قلبي، ارفقي على نفسك تكفين..


جلست ساره وهي صامته،ما اوجع تأنيب الضمير و بكاء الأمهات..
.
.
.

بعد العصر ..،

وضعت قهوتها على الطاوله و بعض الكوكيز و صحن كيكه صغيره..وهي تنتظر عبدالرحمن الذي اخبرها انه سيذهب لمشوار مهم بعد الصلاة ثم سيعود..سكبت فنجان قهوه لريما و تراها مشغوله بجهازها و بالسناب خاصه، تراها تتحدث به بالإنجليزيه كثيراً /اقول ريما عطيني سنابك ابي اضيفك


ترددت كثيراً و لكن فكرت في تخصيصها لتبتسم/اوكي هاتي جوالك


اخذت هاتفها بعدما أضافتها لتبتسم بخبث/مشكووره ريوومه..


ابتسمت لها وهي تلتهي بسنابها/شدعوه!


عادت هند لتصور حساب السناب لريما ومن ثم خرجت منه لتدخل بحساب آخر يحمل إسماً آخر اجنبي و تضيفها، تعرف تماماً أن ريما ليست غبيه لتدعها تطلع على ماتفعله...، لم تعد تستسيغ غموضها و براءتها المصطنعه أمام عبدالرحمن..،


تحدثت بحيره/اقول هند!


وضعت هاتفها على الطاوله و بدأت بإحتساء قهوتها/قولي


نطقت وهي تدير خاتماً في إصبعها/أدهم.. اقصد زوجته رحنا لهم مرتين ماشفتها ؟!! غريبه يعني!


فهمت نبرتها حينما نطقت أولاً اسم أدهم/الشموس ماهي زوجه عاديه او مجرد ربة منزل،الشموس سيدة اعمال و تسافر كثير وهالشيء متعودين عليه و شيء عادي يعني..



بفضول/تسافر للخارج لحالها؟!! عادي عندكم!!


ابتسمت وهي تتأملها كيف تنأى بنفسها/عندكم؟!! على اساس فيه فرق؟! المهم ماعلينا هي سفراتها الداخليه تروح بلحالها عادي لأنها ترجع بسرعه بس للخارج مستحيل يخليها أدهم،يموووت عليها تلقينهم يسافرون برا سوا و يطولون شوي.


شعرت بحرقه/وش نشاطها التجاري دام أدهم هو الرئيس؟!


ارتشفت هند من فنجانها وهي تجيبها/كلن له مجاله وهي برضو لها مجالها ،خصوصاً انها من وجوه المجتمع. ما شاء الله عليها ذكاء و جمال ومال وش يبي الرجل اكثر من كذا


ضحكت وهي تلتقط من الكوكيز/سمعت ان الرجال ما يحبون المرأه الذكيه!!يعني تكون فيه دايماً صدامات و كذا


ضحكت هي بدورها/الرجل الحقيقي الواثق من نفسه ما يخاف ..و لا تخافين انتي بعد المره الذكيه تعرف متى وكيف تحافظ على زوجها و بيتها..يعني اذا تركته فتأكدي ان كبدها حايمه منه.



صمتت وهي تفكر في حديثها و كيف لها اللقاء بأدهم مجدداً ،الظروف الحاليه جداً مربكه ،لذلك اي وقت يضيع هنا بلا فائده..!!
.



،
.
،
ليلاً في الشرطه..؛

انتهى الضابط من سرد نتائج البحث الجنائي/مثلما قلت لكم العصابه أسبانيه و تاريخ دخولهم للمملكه من دبي من تقريباً 6شهور ما عدا أولينا طبعاً..


تذكر أدهم السياره التي طاردت نيفادا في وقت مضى،قد أخبرته انها إماراتيه و قائده اجنبي لم تتضح ملامحه جيداً لها/من الإمارات؟!! هذا يفسر ان سياراتهم كانت بلوحات إماراتيه


ابتسم الضابط/مو شرط، احياناً تكون لوحات مزوره و كثير مسكنا ناس بلوحات مزوره او بدون لوحات أصلاً..الإجرام ماله حدود..

قاسي بخيبه/يعني حالياً مافيه خبر عنهم


الضابط/حنا مجتهدين و ماخذين بعين الإعتبار ان معهم طفل صغير وممكن يتأذى لو عرفوا بتحركاتنا وراهم..مازلنا معممين عالفنادق و كل مكاتب الxxxx و حتى المنافذ الحدوديه و كل مكان تتخيلونه..اذا طولوا بالإختباء يومين او اسبوع مصيرهم يطلعون من جحرهم اللي هم فيه و راح ينصادون لحظتها.


هز رأسه قاسي وهو يقف متعكزاً و يخرج ليتبعه أدهم و تركي الذي ظل يفكر بالسياره السوداء و حديث الضابط عن تغيير اللوحات..!
ركبوا السياره وهو من يقودها ليفكر بشكل مسموع/هم يستخدمون سيارات ويغيرون لوحات ماهي صعبه يعلقون لوحة على بيت و يقولون للإيجار..حتى لو المستأجره سعوديه..معليه فيه شيء غامض بقصة هالبيت


إلتفت إليه أدهم وهو يوافقه/انا مابلعت السالفه من اولها بس سكتت لان الدعوه فيها سعوديه، ماتوقع انهم بيتعاونون مع سعوديه و تخليهم يستخدمون اسمها في جريمه، هذا اسمه غباء مهما كان..!


استغرب قاسي حديثهم/انتم وش تتكلمون عنه اي بيت هذا؟!


تركي بحماسته/انا بروح للبيت واشوف بنفسي، من الاوول شاك فيه


أدهم رفع شماغه بشكل فوضوي للأعلى/قدام يا تركي انا طاقة صبري نفذت إما حياة سعيده و إلا موته شهيده


مسح قاسي على وجهه بقهر فلا يستطيع حتى الركض مثلهم لو ارادوا و لا القفز، كل الذي فعله هو انه يفكر جدياً في عجزه الذي طعن حيويته و روحه الوثّابه لإنقاذ الناس و فعل الخير و المروءه..ما أقبح قهر الرجال.


أوقفوا سيارتهم ثم نزع كل منهم شماغه بعد رؤية المنزل مضاء في الأعلى ولوحة الإعلان مازالت معلقه!!!

أشار تركي للسور من الخارج/أنا بنط من هنا و بفتح لك يا أدهم

ابتسم أدهم وهو يرفع طرف ثوبه ويربطه على خصره و يسبقه للسور/يلا نط و عطني خبر بجوالك لا تفتح الباب وتسوي مشكله ان كان البيت فيه ناس بنط معك من نفس المكان و قاسي ينتظر بمكان السايق متى ما انتهينا جينا ركض


قاسي بقلق فهو يعرف النظام جيداً وما يفعلانه ضد النظام/شباب و اذا انتم غلطانين بالبيت ،دخولكم بهالشكل جريمه


تركي بإصرار/اقص يدي من مكانها اذا ماهم فيه،لكن ماعندي دليل اقدمه للشرطه


أدهم/يا قاسي ماراح نضر أحد نبي ولدنا وبس، لو هم اتصلوا و طلبوا فديه كان دفعنا اللي يبونه لكن واضح ان الهدف شيء اكبر و يمكن ناويين يسفرونه معهم برا ويخلونه ورقة ضغط و بعدها تحلم تشوف الولد.


شد شعره بيساره وهو يكتم صرخته/يعني انتم بتغامرون لولدي تدافعون عنه وانا اقعد هنا انتظركم بلا فايده؟!!


قبل أدهم رأسه/انت دافعت عن ديرتك واهلها كلهم،ما يمنع نفزع لك يوم و نرد دينك


نزلت دمعته ليتفاجىء بيد أدهم تمسحها وهو يشدد عليه/والله انها تحرقني فلا تزيدها علي يا قاسي


هز رأسه وهو يصد عنهم و يشير خلفهم/يلا روحوا وانا بنتظركم هنا و السياره بتكون شغاله بس شووفوا ان تأخرتوا او ما اتصلتوا بي ترى بتصل بالشرطه


فكر أدهم قليلاً ليرد/عطنا ربع ساعه اذا ماردينا عليك اتصل بالشرطه..
.
،
.
،


طفل اخته مازال مفقوداً .. و رقعة الأيام تزداد دون بوادر للعثور عليه!
لا يستطيع وضع عينه بعين احدهم، حتى قاسي، كانت اخته محقه حينما خاصمته، حتى زوجته ان لم ينال ثقة تركي فلن تعود له شهد هكذا قالت و جزمت..،،

دخلت ليال عليه غرفته وهي ترى شروده/نايف من متى انت هنا؟!


تنهد وهو يربط حذاءه جيداً/جاي أبدل ملابسي و طالع..

تنهدت/مافي خبر عن سلمان؟!

أجاب وهو يلتقط هاتفه ويبحث عن مفتاحه/لا للحين

صمتت عاجزه..

تذكر مادار بينه و بين اولينا..و الأحداث التاليه و شكوك تلك السياره التي تتبعها هو وتركي..، العصابه كلهم إسبان..
و صاحب المنشأه اخبره ان أصحاب الأملاك و المستأجرين لا يُفصح عن اسمائهم، و لكن المستأجره سعوديه ليلتفت إليها بفضول/ليال بسألك، فرانشسكا اخذت الجنسيه؟!


تذكر ذلك جيداً/اذكر انها كانت تلح على ابوي علشان تاخذها مع انه ابوي قال ماله داعي، خصوصاً انت عارف ما اسلمت!
لكن اخذتها و بمباركة الوالد الله يرحمه


ارتفع صوته وهو يجد ما يبحث عنه/بس والله انها هي الخاطفه،العصابه كلهم اسبان ،تم التبليغ عنهم بكل مكان ومستحييل يتنقلون بسهوله بدون محد يكشفهم إلا ان معهم جواز اخضر..

لم تصدق/قصدك انها هي وراء جريمة خطف سلمان؟!!!


اتجه للباب وهو ينوي الاتصال بالشرطه والتوجه لذلك المنزل و ليحدث ما يحدث ولكنه تفاجىء بوقوف نيفادا التي تكاد تنكسر من إنحنائها و بكائها/من متى سلمان مخطوف؟! تكلموووواا


جاءت ام رواد تركض من صوتها المرتفع و ليال التي حاولت تهدأتها دون جدوى/نيفو لا تخافين كل..

قاطعتها بصراخ/من اسبوعييين مفقود منتم قادرين تلقونه؟!! لازم اعرف بعد غياب قاسي لازم افهم ليه الكل ساكت و البيت هادي

نايف بفقدان صبر/ هدوها انا رايح ما معي وقت و ان شاء الله ابشركم بكل خير.


إستطاعت التملص من أيديهن لتلحق به ، كان يركض وهي تحاول ان تسرع في خطواتها، إزداد بكائها و هي ترى نفسها تعجز عن فعلٍ بسيط وهو الركض خلفه قد كانت تسبقه ، خرجت من الباب حافية القدمين و ليال مازالت تحاول الإمساك بها خوفاً عليها..، نزلت عتبات الباب لساحة المنزل لتصرخ به وهي تراه يتركها و يركب سيارته ذاهباً/ناااااايف خذني معك ابي ولدددي..


اخيراً أمسكت بها ليال وهي تحاول تهدأتها بعدما توقفت عن الركض بهذا القميص القصير/يا بنتي بتتعبين عالفاضي، قاسي و أدهم و تركي و نايف كلهم ماهم مقصرين، و الشرطه و الامن بالبلد مستنفر من فتره علشان ولدك لا تخافين ان شاء الله بيرجع لك

للتو وصلت ام رواد التي باتت دمعتها لا تجف،هي من ربت هذه الطفله منذ صغرها هي من تحملت طيشها و تفهمت كل انفعالاتها،هي من احتوت بكائها الليلي حينما كانت تمرض او ترتعب،همست لها وهي تضم ذراعها بلطف/يمه نيفو لا توجعين قلبي عليك


صرخت بأعلى صوتها الموجوع وهي تنادي/سلماااااااان

اغلقت ثغرها بيدها وهي تضمها لصدرها رغماً عنها/ارحمي جسمك الضعيف تكفين بنتك فوق لحالها..

انقطع صوتها و لاحظت ليال إرتخاء يدها و ميلان رقبتها وهي تعانق ام رواد/خالتي نواره نيفو شفيها؟!


شعرت بثقلها لتتأكد انها فقدت وعيها،صرخت بليال/ساعديني نوديها فوق و نتصل بالدكتوره بسرعه..

.
،
.
،
منذ نصف ساعه تحتسي شراب النعناع مع جارتها وصديقتها الجديده أم سيّار..
كانت الأخيره تتحدث عما تجده في الأسواق من جديد و اخبار اولادها.. يحزنها ان سيده مثل هذه الطيبه العاشقه للحياه لا تجد من يؤنس وحدتها،.. الوحده ليست حلاً هي تعرف ذلك، لابد ان يستأنس المرء بدفء أحدهم..

سمعت صوت الباب لتلتفت ام سيّار بقلق/الله يستر يبي يفتح الباب!!

ضحكت/ما يمديه يا خاله تووه نتفه


نطقت بحزن/الله يكفينا الشر انتبهي شوفيه يبي يحط الكرسي و يتردعه، لا تنسين بابك مفتوح، هالايام الاطفال يخطفون حتى من حضن اهلهم


خافت/شدعوه خالتي مبالغه!!

اعتدلت بجلستها/يا بنتي ماهي مبالغه،توهم خاطفين نتفه توه مولود من الحضانه لا و الضعيف مولود مابعد اكتمل اشوف صوره بالجوالات..حتى ملامحه توه تبين الله يصبر اهله

اتذكرت انه في واتسابها لتفتح هاتفها و تريها صورة الخبر/ناظري الخبر في الجرايد

اخذت هاتفها منها لتقرأ تفاصيل الخبر..حتى وصلت اسم الطفل "سلمان قاسي خالد"!!! لتقف مخطوفة اللون/من اسابيع مخطوف وانا هنا ما ادري!!!


استغربت ام سيار/خير يا بنتي؟! تعرفينه؟!

مسحت دمعتها التي تكرهها/ولد اختي يا خاله، تكفين ابيك توديني للرياض هاللحين

رحمتها وهي تربت على كتفها/ابشري بسعدك هاللحين اتصل بفواز ويجي مهما كان مكانه

تركتها وهي تدخل لترتب حقيبة سفرها و اشياءها المهمه..إتجهت إلى درجها المغلق منذ قدومها هنا ،أخرجت هاتفها القديم لتفتحه بسرعه بيدين مرتجفتين لم تتفاجئ بالكم الهائل من رسائله و من اتصالاتهم جميعاً..!! ما جعلها تستغرب ان هنالك مكالمات يوميه له..آخرها صباح اليوم..!!!
كم تشعر بالعار وهي هنا بينما احتها الصغرى تصارع فقدها وحدها هناك..
كلنت تلملم أشيائها وهي تبكي..

.
.
،
.

في ذلك المنزل، طل واقفاً كثيراً خلف الجدار الفاصل بجانب الباب وهو يخشى أن تدخل تلك السيده للغرفه و يكتشفه حتماً ستكون كارثه..

دخل أدهم من الجهه الأخرى وهو يرى الباب المفتوح من الغرفه المقابله ليغمز لتركي من بعيد،يريد الإتصال بقاسي ولكن الوضع صعب مع تواجد العصابه فوق بأكملهم..،

انتظروا عشر دقائق حتى نادتهم إحداهن للأسفل لم يفهموا اللغه ولكن من الواضح انه عشاء...
بالكاد تنفس كل واحدٍ منهما ليترك مكانه..
تركي بخوف/سمعت صوت الصغير من هذاك الاتجاه، أدهم لغتهم نفس لغة نيفادا انا اذكرها إذا زعلت وعصبت تشتمنا بالاسبانيه..

كاد يرد ولكنه سمع خطوات احدهم قادمه ليغلق فم تركي بيده و يدفعه بعيداً..حتى عادت الخطوات و اختفت..

تحدث أدهم بهمس/انا بتصل بالشرطه تحضر مامعنا وقت روح للغرفه هذيك وانا هذيك نفتش سوى..اهم شيءناخذ الولد قبل يلوون به ذراعنا..


اسرع تركي لتلك الغرفه وهو يترك أدهم يتصل بالشرطه..،
لم يتعنى بالبحث قد كان سرير الطفل أمامه تماماً كما اخبر أدهم..إتجه بسعاده للسرير ليجده نائماً بسلام، حمد الله انه بصحه جيده ليحمله بلفته على صدره و يربطه بشماغه بشكل سريع فهو سينزل من النافذه..
تفاجىء بطعنة من الخلف بجانبه الأيمن ليكتم صرخته كاد ان يسقط لولا انه تماسك مع دخول أدهم الذي أردى تلك صريعه بعد ضربها على رأسها بمصباح كان على الطاوله، ليتجه إليه وهو يرى دمه /تركي انت بخير؟!!

ابتسم له ووجهه يتعرق/ايه بخير ماعليك اهم شيء الولد،يلا مشينا


اتجه أدهم للنافذه وهو يرى سهولة النزول ويخبر تركي/انزل من هنا و امش لين توصل هناك و بجيك اساعدك بالنزول

نزل تركي بشكل سريع وهو يتحامل على إصابته البالغه حد انه يشعر ان قواه تنفذ مع حرارة الدم النازف على جانبه الايمن كله..
وصل للمكان الذي اخبره به أدهم ليسمع صوت إطلاق نار وصرخة أدهم المدويه...
ترك انتظار أدهم وهو متيقن انه تأذى ليتسلق الانابيب نزولاً ليقفز بعدما اقترب من الأرض وهو يتجه للسور مع اصوات الشرطه و الإسعاف..!!
حاول مراراً ان يصعد السور تقطعت انفاسه و بدأ يشعر ببرودة أطرافه مع ازدياد النزيف..هو متأكد ان كليته تأذت..،
اتجه للشجره القريبه من السور تسلقها بتثاقل حتى قفز للسور وهو يرى قاسي ومعه نايف و رجال الشرطه..!! بدأت الألوان تختلط في عينيه مع بكاء الطفل المفزوع ..
نزل بعدما حاول الثبات للرمق الاخير ليتلقفه قاسي الذي إرتعب من منظر ثوبه المسجى بدمه وهو يستغرب ما يحمله/تركي علامك وش هالدم؟!


فتح تركي شماغه المربوط وهو يبتسم/ابشر بسلامة سلمان..

اخذ طفله وهو يستغرب من نظرات تركي الذي سقط بعدما سلّمه ليصرخ به/ترركي ترركي

فزع نايف وهو يتقدم له بسرعه بعدما نادى المسعفين/ترركي!!رد علي وش فيك

تحدث وهو يكح من فقدان نفسه و جهده/أدهم انتبهوا له تكفوون تراه مرمي وراي بمسدس ولا ادري شصارله


انقطع صوته و المسعفين يتحلقون حوله و يقلبونه ليجدوا مكان الطعنه العميقه،ليحملوه فوراً للمشفى..

ضم طفله وهو يبكي على حالهم الذي وصل بهم ،سلامة طفله لن تكتمل إن لم يستعيد تركي عافيته، سيظل مديوناً لتركي طوال العمر..


خرجت الشرطه بعد تبادل قصير لإطلاق النار..و لم يرى خروج أدهم بعد!!!
إلتفت لنايف وهو يعطيه طفله و يلتقط عكازته فهو لم يمشي جيداً بعد على قدمه المستعاره..،


وقف الضابط يتحدث لمجموعته التي أنهت للتو إقتحامها و تطهيرها للمنزل/قواكم الله يا رجال، سويتوا اللي عليكم،الطفل انقذه خاله و انتم كملتوا الباقي..كم كانوا؟!

تحدث الرقيب/كل الموجودين بالبيت ماتوا ماعدا المره كانت تحاول تهرب من باب لقيناه جانبي للعماره الثانيه..!

اقتادها احدهم واركبها للدوريّه..،

وقف عند الضابط وهو يبحث بعينيه عن اخيه/نقيب سعد وين أدهم المناع؟! ماشوفه

إلتفت إليه بعد خروج الجثث من المنزل، ليتحدث بحسره/لو قالوا لنا شكوكهم عن هالبيت من وقت ابكر ما كان صار اللي صار،أدهم و تركي اثبتوا شجاعتهم ويمكن خوفهم على الطفل هو اللي دفعهم للتضحيه.،

وقف مذهولاً مشلولة عينيه حتى عن تحريك اهدابها وهو يرى الجواب أمام عينيه !!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والستون من رواية ما وراء الغيوم
اقرأ من هنا: جميع حلقات رواية ما وراء الغيوم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري 
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة